طائفية لبنان.. هل تصبح من الماضي؟
خاص لـ هات بوست: للمرة الأولى نشاهد نخبة لبنان السياسية مرتبكة و عاجزة عن التكهن باتجاه الشارع الذي طالما قادته تلك النخبة وطالما كانت قادرة على امتصاص غضباته المتتالية على أداء حكوماته السابقة وصولا "لحكومة التسوية"، تلك الحكومات التي لم تولد يوما في لبنان ولادة طبيعية بل كانت تجد من يعرقل ولادتها بشتى المعيقات المنطلقة من أسس مذهبية وطائفية على الرغم من الجهود التي بذلت إقليميا لجمع الفرقاء كاتفاق الطائف الذي أفضى للدستور الذي يسير البلاد حتى اليوم والذي ارتضاه الشارع وتهرب من تطبيقه كثير من القوى السياسية.. بغض النظر عن مدى استمرارا هذه الانتفاضة لتحقق أهدافها من عدمه.. إلا أن الكلمة للمرة الأولى للشارع الذي كانت تقوده تلك النخب طوال عمرها.. اليوم.. القيادة للشارع المتوحد خلف مطلب إزاحة النخبة الحاكمة التي لم تف بوعودها ولم تقدم ما يرضي الشارع من نوايا حسنة لمحاربة الفساد بل أسهمت في تكريسه.. وعدت بتذليل صعوبات الحياة اقتصاديا لكنها لم تتجاوز تذليل الصعوبات الخاصة بها والبحث عن امتيازات خاصة على حساب المواطن. إصرار الشارع على الضغط في ازدياد مضطرد -لاسيما بعد خطابات بعض الزعماء السياسيين ومواقف القوى السياسية التي تتصف بالارتباك والحرج الشديدين - وهو خير دليل على خروج الأمر من سيطرة القوى السياسية.. ولعل أكثر ما يثير السخرية ماتفوه به حسن نصر الله…