الثلاثاء ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٣
رفضت الولايات المتحدة الأمريكية نداءات الأمين العام للأمم المتحدة، تجاهلتها وكأن الرجل الواقف عند بوابة معبر رفح لا قيمة له، ومن خلفه المنظمات الفرعية المختصة بتخفيف وقع الصراعات والنزاعات العسكرية على المدنيين، من يريدون إنقاذ الأبرياء، ومن يريدون إطعام الأطفال، ومن يريدون إيصال الأدوية للمرضى والجرحى، ومن يريدون إقامة معسكرات إيواء للاجئين المشردين في الخلاء! رفضت مع أتباعها أي دعوة ضمن قرارات مجلس الأمن تتحدث عن وقف إطلاق النار في غزة، هم غير راغبين في انتهاء تلك المأساة، فكان «الفيتو» يتبع «الفيتو»، لتصبح حركة المجتمع الدولي شبه مشلولة، ولا يلتفتون إلى القانون الدولي الإنساني، وهم الذين يعطوننا دروساً في الإنسانية، يكسرون القواعد، ويسمحون للعقاب الجماعي بأن يسود، بحجج واهية دمر شمال القطاع ووسطه، ومرروا لمئات الآلاف من الناجين عشرين شاحنة إغاثة فقط! غزة ليست حماس، وليست الفئة المنحرفة المسماة بالإخوان، وليست «القسام»، غزة أطفال ونساء وأبرياء لا يملكون سلاحاً، ولم يطلقوا رصاصة واحدة على أحد، غزة ليست «هنية» الذي رحل إلى مكان آمن قبل أن يعطي أوامره، وشغل وقته بعمليات التجميل التي حسنت مظهره الخارجي ولم تنظف «الشيطنة» التي بداخله، وليست «خالد مشعل» الذي باع غزة منذ سنوات واختار المتاجرة بالقضية في الخارج، وهو الذي اعترف بأن ما قاموا به في يوم «السبت الأسود» كان مغامرة، ثم أضاف بأنها «مدروسة»،…
الثلاثاء ١٠ أكتوبر ٢٠٢٣
الهجمة شرسة، علينا أن نعترف بذلك، تجمعت فئات مختلفة، وغير منحرفة، للدفاع عن الشواذ المنحرفين، وهي فئات تحسب على الطبقات العليا في المجتمعات الغربية، تلك التي كانت تسمى بالمخملية، أثرياء وأصحاب مناصب تنفيذية عليا، وملاك مؤسسات وشركات تتلاعب بالمليارات، تحالفوا مع بعضهم بعضاً، وقرروا شن حرب عالمية ضد الأخلاق، والظاهر أمامنا أنهم يحققون انتصارات يومية، فهؤلاء مجتمعون استحدثوا «لوبيات ضغط»، وهي قوية، بل قوية جداً، جعلت أهل السياسة يخشونهم، وأهل الرياضة، وأهل الفن، كل مشاهير العالم أصبحوا يخشون سطوتهم، ويخافون على رزقهم، حتى رجال الإعلام، حيدوا غالبيتهم، ومن خرج عن السرب أجلسوه في بيته، يحرقون أكثر النجوم تألقاً، ويحولونه إلى شخص منبوذ. ومع كل ذلك، هناك أصوات ما زالت تسمع العالم صداها، وترفع علامة «قف» في وجه المندفعين خلف مكاسبهم الشخصية، فهم يرون الأخلاق تدمر من أجل تصويت انتخابي من بعض السياسيين، ومن أجل تمديد ولاية رئيس اتحاد رياضي دولي، أو من أجل حصول ممثل أو ممثلة على أدوار في أفلام جديدة، ولهذا هم صامدون وقابلون بنتائج مواقفهم، لأنهم يدافعون عن القيم البشرية، والإنسان إن زالت قيمه التي تميزه عن سائر الكائنات لا يصبح إنساناً. آخر الذين تصدوا لتلك الهجمة رئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك، وهو أمر بحاجة إلى شجاعة وجرأة، وخاصة أن يكون صاحبه سياسياً غربياً، فالحسابات هناك تصب…
الثلاثاء ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٣
الديمقراطية تعني الابتزاز والمساومة والإثراء واستغلال الفرص والإفلات من العقاب. في الغرب، هي مثل «قالب الكعك» المزين بأشكال متنوعة من المحليات والفواكه، تعطي شكلاً يلفت الأنظار ويسيل له اللعاب، ومن الداخل حدث ولا حرج، ومع ذلك تغطي المظاهر الحقيقة، فهم، وأقصد من يصلون إلى المجالس التشريعية، في الغالب يبحثون عن «صيت» يضعهم في مكانه عالية، ويرتفع مقامهم، ويكون لكلمتهم صدى يسمع من لا يسمع، ويمتلكون حصانة تحميهم من المساءلة، وتدفعهم إلى المحاباة وتمرير مشاريع تخدم من يقدمون لهم المنافع، ويكاد ذلك الغرب لا يشهد يوماً لا تكشف فيه فضيحة من حماة الديمقراطية! وترامب مثال حي، وقد تابعناه قبل الرئاسة لسنوات طويلة، ثم أربع سنوات وهو رئيس، وهذه ثلاث سنوات وهو يتحدث عن العودة، وهو ملتزم بالديمقراطية رغم أنه خصم عنيد للحزب الديمقراطي، فالمسميات لا معنى لها، حيث الكل يعمل تحت مظلتها وباسمها، وبين جدرانها الكل يتقاتل كما نشاهد، وما سيشاهده العالم حتى نوفمبر 2024، المتجبر والمتغطرس، والحاقد والمنتقم والكاره، كلهم جاهزون لاستخدام أدوات الفوز! أما في بقية العالم فالديمقراطية شيء آخر، حتى عند الذين استعاروا النموذج الغربي، لا تعجزهم الحيلة عن «اصطناع» ممرات إضافية تستخدم متى تعارضت المصالح الشخصية مع الالتزام بقيود الديمقراطية، وأمثلة انقلابات أفريقيا واضحة، و«موت» التنمية في الدول التي تدعي بأنها متمسكة بها أكثر وضوحاً، فالدول الواقعة…
الإثنين ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٣
في موقف آخر، يتكرّر المشهد الأوروبي أو الغربي القائم على مبدأ العودة إلى الوراء، وهذه المرّة من وزيرة تعليم في إحدى الدول الاسكندنافية، بعد أن لاحظت إفراطاً في استخدام التكنولوجيا الرقمية حتى وصلت إلى الحضانة ورياض الأطفال، فهناك يعتقدون بأن الأفضل في ظل الثورة التي أحدثتها الأجهزة اللوحيّة والحواسيب النقالة أن يعتاد عليها الطالب منذ البداية، فهي بديلة للوسائل التي يعتبرونها بدائية، وقد حاربوها كثيراً في العقود الأخيرة، وأصبح التعليم والترفيه والثقافة والمهارات اليدويّة والسمعيّة مجتمعة في تلك الأجهزة، وأُلغيت «السبّورة» من قواميس التعليم، ومعها «الطبشور»، وقد اكتفوا بتطبيقات تجمع المدرّس والطالب خلف الشاشات، فلا هذا يكتب على ذلك اللوح الأسود، ولا الطالب يمسك بالقلم ويخطّ حروفه وكلماته في صفحات دفتره. تلك المسؤولة منعت «الرقمنة» عن أطفال «التأسيس»، تريدهم أن يتعلّموا المهارات الأساسية، والتي تقول إنها ضعفت نتيجة الإفراط في استخدام تقنية هي أكبر من سن الأطفال حتى عمر 6 سنوات، وهذا سيكون قرارها للعام الدراسي القادم، ولا تستبعد أن ترفع هذه السن في المستقبل، فقد أصبح المطلوب أن تعود المدارس، وخاصة مدارس الحضانة والرياض إلى البيئة الطبيعية التي يفترض أن توفّرها وهي البيئة الهادئة، والقراءة من الكتاب المطبوع، والكتابة بالقلم على ورقة بيضاء، ففي هذه الأدوات يكون التكوين الفعلي لشخصية الطفل، والتفاعل بين الطفل والمدرّس. نحن لسنا بعيدين عن…
السبت ٢٧ مايو ٢٠٢٣
بعد ستة أيام، قد يمرّ العالم كله بأزمة لا يمكن التكهّن بنتائجها، وهذه المرة أزمة تصل إلى حد الكارثة، ستبدأ في الولايات المتحدة الأمريكية، الاقتصاد الأقوى والأكبر في العالم، وستخلّف وراءها «تسونامي» سيضرب أسواق المال العالمية. المتحزّبون المتلاعبون بمقدّرات شعوبهم، أوصلوا الأمور إلى حافة الهاوية، وجعلوا الكل يستعد إلى مرحلة سيئة، سيكون المتضرّر فيها هو الإنسان العادي والبسيط، كبير السن الذي سيفقد الرعاية الطبية، والمتقاعد الذي ينتظر «فتات» خدمته الممتدّة لثلاثة عقود أو أكثر، ولن يجد معاشه في أول أيام يونيو، فالدولة العظيمة لم يتفق قادة الحزبين المتناحرين على وضع حدّ لخطر التخلّف عن سداد الديون، وهما حزبا «الفيل والحمار»، فتلك شعاراتهم التي يتفاخرون بها، ديمقراطيين كانوا أو جمهوريين، فهذه فرصة قد حانت ليثبت فيها كل طرف أنه الأقوى، فولاء كل متحزّب مملوك للحزب، وليس للوطن، سواء كان الحزب متخلفاً يتبع بلداً مثله، أو كان متحضراً ينتمي إلى الدولة التي تحاسب الآخرين على سجلات حقوق الإنسان والحريّات، والتي تتضمن رعاية البلاد والعباد، وليس وضعهم في حالة قلق، مثل الحالة التي يمرّون بها الآن. بعد ستة أيام، قد يصبح للولايات المتحدة اسم آخر، وإذا لم يوافق رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب على طلب إدارة بايدن الديمقراطية، على رفع سقف الدين، ستكون «الولايات المتخلّفة الأمريكية»، لأنها ستتخلّف عن سداد المستحقات واجبة…
الأربعاء ٠٨ مارس ٢٠٢٣
الفرنسيون محتجون على نية حكومتهم رفع سن التقاعد من 62 عاماً إلى 64 عاماً، خرجوا إلى الشوارع يوم أمس في 300 مسيرة، شاركت فيها قطاعات كبيرة، مع التهديد بإضرابات عامة! نحن مستغربون من ذلك، لأننا نرى حالياً أن 60 عاماً تحتاج إلى زيادة، رغم أنها في أغلب الحالات لا تحدث فرقاً كبيراً، ونعتبر صاحب الستين شاباً وصاحب خبرة، و«مخه كبير»، ولا نلتفت إلى الحواجب التي أبيضت بعد اللحية والشوارب، ولا ننظر إلى التجعدات على ظهر كفه، ولا إلى الهالات السوداء حول عينيه، ولا نسافر في رحلات «كروز» لرؤية الحيتان والدلافين والجزر البدائية، فقد طوينا العالم في شبابنا، لا، بل منذ طفولتنا، عندما كانت عائلاتنا تقضي الصيف في بلدان ومدن ذائعة الصيت، وفي إجازات الأعياد والمناسبات الوطنية ونصف السنة الدراسية ننتقل بين دول المنطقة حتى نصل إلى القاهرة. مفهومنا للتقاعد يختلف عن المفهوم الغربي، هم يعتقدون أنهم يتحررون من ضغوط الحياة والتزاماتها، ونحن نعتقد أننا «وضعنا على الرف»، هم يعيشون حياة جديدة، ونحن بداخلنا شعور بأننا دخلنا مرحلة «انتهاء الصلاحية»، هم يضعون أمامهم خططاً لرحلات وأعمال حلموا بها في شبابهم ويعملون على تنفيذها بعد تقاعدهم، ونحن نبحث عن «عصا» نتكئ عليها، ونترك لحانا تنمو في كل الاتجاهات، ونبدأ في «العد التنازلي»، وكأننا استلمنا «تذكرة الرحيل» يوم استلمنا قرار الإحالة على التقاعد.…
الخميس ٠٢ مارس ٢٠٢٣
في المدرسة تصقل اللغة العربية، بأصولها وجذورها، وبقواعدها واشتراطاتها، وبنحوها وصرفها. هناك يتعلم الطفل لغة القراءة والكتابة، ومنها يلج إلى عالم الثقافة والفكر، هناك شيء مختلف، فالبيت وضع الأساس، والمدرسة تفتح الآفاق، وتنقل الأبناء من العامية إلى الفصحى بسلاسة، حيث إن الركيزة الأساسية متوافرة، وعندما كان تعليمنا واضح المعالم، وكانت اللغة العربية في مقدمة المتطلبات، عندما كان كل ذلك موجوداً، امتلأت ساحتنا الأدبية والفكرية والعلمية برواد قادوا البدايات وتميزوا. خرجت المدارس، ومن بعدها الجامعات، من لا يحتاجون إلى كلمات أجنبية حتى يوصلوا أفكارهم، لأنهم متمكنون من لغتهم، ويعرفون أنها ثرية بالمعاني والمرادفات، بخلاف ما يحدث الآن من استعارة للوصف والتعبير من لغات أخرى، وهذا ناتج عن العبث الذي مرت به مناهج لغتنا في المدارس، والذي بدأ بفئة تلتها فئات حاولت فرض رؤيتها وقناعاتها، رغم أن بعضها كانت نواياها حسنة، ولكنهم خرجوا عن المسار الصحيح، ثم تدخلت «الاستشارات» الأجنبية فزادت الطين بلة! وقد وصلنا إلى مرحلة جدل دائم حول تدريس لغتنا في مدارسنا، من حيث المحتوى والحصص المعتمدة، فنحن لا نزال نجرب، حسب ما سمعنا من ردود مسؤولة، وهذا لا يجوز، بعد كل ما حققناه في كل المجالات من تقدم وتطور واستقرار، لا يجوز أن تكون اللغة العربية في مختبرات التجارب، بعيداً عن أهل الاختصاص، وبالتأكيد أقصد «أهل اللغة»، أولئك الذين…
الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠٢٣
يقال إن اللغة الحية لا تموت، فما بالكم بلغة القرآن، خاتم الرسالات السماوية إلى البشر؟! هي محفوظة بين دفتي كتابنا المنزل من رب العالمين، هي لغة تسري كما يسري الدم في العروق، لغة ينطق بها كل من آمن بالإسلام ديناً ومحمد رسولاً، عليه أفضل الصلاة والسلام، من ينطقون بها، ومن لا ينطقون، حفرت في قلوبهم، ويرددونها في صلواتهم، وأول ما يتذكرون في فرحهم وحزنهم، «بسم الله» تسبق كل فعل من أفعالهم، و«السلام عليكم» إشارة الأمان منهم إلى كل من يصادفهم. هي العربية، لغتنا، ولغة مليار ونصف المليار من البشر، تسمعها إذا ذهبت إلى مدينة أو قرية، في سفح جبل أو على شاطئ، وسط أرياف أوروبا وأستراليا وفي غابات الأمازون، وفي شوارع باريس ولندن ونيويورك، وتراها بكلماتها العذبة تردد في أقصى الشرق، في جاكرتا وكوالالمبور وبانكوك ومانيلا، وفي وسط آسيا، وفي كل تلك المنطقة حتى موسكو وبكين، وتسمع كلماتها وعباراتها في سواحل إفريقيا الشرقية والغربية، وفي أعماقها، في أوغندا والكونغو والسنغال ونيجيريا حتى جنوب إفريقيا. هي اللغة العربية الحية التي كرمها رب العزة وجعلها لغة كتابه الكريم، لا نخاف عليها، لأنها محفوظة بمداد من نور، في الكتاب المكنون، المحفوظ من رب العزة، لا نخاف عليها، فهي باقية إلى «يوم يبعثون»، ونعلم بأن هناك من يخشون تأثيرها، ترعبهم قوة حروفها وكلماتها، ويتمنون…
الخميس ١٦ فبراير ٢٠٢٣
ما الذي يحدث هناك في الشمال الغربي من الكرة الأرضية؟ ما هي تلك الأجسام الطائرة التي تسقطها الولايات المتحدة؟ ومن أين أتت؟ من الداخل أم من الخارج؟ صديقة أم عدوة؟ ألعاب ترفيهيّة أم وسائل تجسّس؟ في بداية هذا الشهر عشنا بضعة أيام مع المنطاد الصيني الذي «فك من عقاله»، ووصل إلى كندا ومنها إلى الولايات المتحدة، وقضى ثلاثة أيام في رحلة جوية سياحية، حتى اتخذ الرئيس بايدن قرار إسقاطه حينما اقترب من البحر، ولم يخبرنا أحد منهم، أياً من الأجهزة المعنية بالأمر في الدولة العظمى، هل كان «المنطاد» يحمل أجهزة تجسس؟ وهل كان مرسلاً بنيّة غير حسنة، أم أنه، كما قالت الصين، وسيلة علمية مدنيّة اعتدت عليها الولايات المتحدة حينما تعاملت معها عسكرياً، وطالبت بمحاسبتها على هذا التصرّف؟! إنهم صامتون، بعد كل تلك الضجة لم يقولوا لنا شيئاً، رغم أن العالم يستحق أن يعرف، فهو معنيّ بما يحدث في أيّ بقعة منه، وخاصة بعد حالة القلق التي أثيرت في الإعلام، وما قيل من توقّعات لاحقة، بطلتها الصين، وأدواتها «مناطيد» وأجسام تحلّق في الفضاء، مع التأكيد التام أنها محمّلة بأجهزة تجسس دقيقة ومتطوّرة، وها هم يغلقون الأجواء، ويصطادون أشياء لا يفصحون عن ماهيّتها، يقولون إنها أجسام، وليست «مناطيد»، ويتجاهلون الرأي العام في بلادهم، وهو من يتغنّون به حينما يريدون، لا يقدّمون…
الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠٢٣
تطول الحرب في أوكرانيا، ولا يلوح في الأفق أن هناك من يسعى إلى إطفائها، بل على العكس، فالحطب ما زال يلقى في أتون النار حتى تزيد اشتعالاً. دبابات «أبرامز» وغيرها في طريقها إلى الأراضي الأوكرانية، وهي دعم متفق عليه بين ألمانيا والولايات المتحدة، وسيكون انضمامها للقتال على الجبهات بمثابة استدراج روسيا إلى الدفع بأسلحة جديدة لم تستخدمها بعد، ويتوقع العارفون بالخفايا أن يقترب الوضع من حافة الانتشار، خاصة بعد أن توقعت بعض المصادر استخدام الدبابات قنابل فسفورية، ولو حدث ذلك، وسقطت بعض تلك القنابل على الأراضي الروسية، قد تلجأ إدارة بوتين إلى تنفيذ تهديدها السابق باستخدام قنابل نووية تكتيكية، وقد كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أكثر وضوحاً من الآخرين، عندما قال إن الدبابات قد تجلب القنابل والأسلحة النووية إلى هذه الحرب العبثية. ذلك تطور يقود إلى مرحلة جديدة، والوضع لا يحتمل مزيداً من التصعيد، خشية أن تمتد النيران إلى دول الجوار، فإذا حدث ذلك كانت أوروبا كلها عرضة للدخول في مواجهة علنية مع روسيا، خاصة بعد تصريحات وزيرة خارجية ألمانيا بأن «أوروبا في حالة حرب مع روسيا»، قبل أن تعود وتستدرك وزارتها الأمر، معلنة بأن أوروبا ليست طرفاً في الحرب، وكان ذلك بعد يوم واحد من اعتماد الاتحاد الأوروبي حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا، والمعروف بأن هذه المساعدات في الأغلب…
الإثنين ٠٩ يناير ٢٠٢٣
تسعدنا دورات كأس الخليج، نفرح بها، ونتابعها حتى وإن كنا غير مهتمين بكرة القدم، تناقلنا هذه المشاعر من جيل إلى جيل، أحببنا أسماء لمعت، وتشاركنا في بيوتنا المناقشات، رجالاً ونساء وأطفالاً، متعتنا تختلف عن تلك المتع التي نعايشها ونحن نشاهد كأس العالم أو بطولة الأندية الأوروبية أو كأس أوروبا أو كأس آسيا، رغم أن منتخباتنا الخليجية تشارك في البطولة الأخيرة، ولكن طعمها لا يشبه طعم كأس الخليج العربي. هناك في كأس العالم أو الكأس الأوروبية عمالقة كبار ليس لهم مثيل، مبدعون، ويتصدرون أخبار العالم، هناك الفن الكروي، ومع ذلك لا يقارنون بدورتنا الإقليمية التي لم يعترف بها «الفيفا» حتى الآن، هنا شيء آخر، هنا الحب والعشق والهوية والانتماء، هنا يشعر كل واحد منا بأن قلبه هو الذي يلعب، وروحه هي التي تحلق مع الكرة، هنا تاريخ يتوارثه الابن عن أبيه، هنا الاعتراف الحقيقي، ومن لا يصدق ينظر إلى زخم القنوات الرياضية في الدول المشاركة بالبطولة المقامة الآن بالبصرة، مدينة العراق الخليجية، تلك التي كانت مركز التجارة قبل الكرة والنفط للخليج كله، حيث يأتينا كل شيء، أكل وملابس وكماليات كان كبارنا يتغنون بها. عيوننا شاخصة نحو البصرة، وعيون العراقيين يُقرأ الفرح من بين أهدابها، فهذه الدورة التي سيفوز بها فريق واحد لا تحصر نفسها في ذلك المستطيل الأخضر، ولا تحصي الأهداف…
الإثنين ٠٢ يناير ٢٠٢٣
انتهت «سنة العودة»، ويفترض أن تكون السنة الجديدة والتي نعيش ثاني أيامها «سنة الانطلاق»، ولكن هناك من لا يريد ذلك. 2022 أعادت البشرية إلى الحياة الطبيعية، بعد عامين مظلمين، وضعا العالم كله تحت رحمة قيود لم يعرفها أبداً، بهذه الصورة الكاملة الشاملة لم يحدث أن تسببت جائحة ناتجة عن فيروس غير معروف في توقف الأنشطة الفردية والجماعية، المهنية والترفيهية، الضرورية والكمالية، فقد كنا نسمع من قبل عن بلدة انتشر بها مرض الكوليرا أو الجدري أو الطاعون، وينصح بعدم الذهاب إليها، ويمنع أهلها من مغادرتها، ويعيش الآخرون حياتهم الاعتيادية، مع بعض الإجراءات الاحتياطية في البلدات أو الدول المجاورة، أما هذه فقد طالت أضرارها كل بقاع المعمورة، وتفاءل الجميع عندما بدأت القيود ترفع حتى كادت أن تختفي، وتوقع المختصون أن تكون سنة 2023 انطلاقة جديدة للبشرية. وتطايرت التوقعات والمؤشرات، وهي تحمل كماً كبيراً من التشاؤم، وللأسف، علينا أن نصدقها، لأنها صادرة عن مؤسسات مالية ومجموعات اقتصادية، ومراكز تقييم وإعداد بحوث ودراسات وخبراء متخصصين، اتفقوا على أن النمو العالمي سيتراجع، وأن ركوداً اقتصادياً على الأبواب، وستعجز بعض الدول عن توفير الغذاء لشعوبها، وستعلن دول أخرى إفلاسها، وستغلق مصانع وشركات ومؤسسات كبيرة، وسيزداد عدد الفقراء في العالم، وتتضاعف الهجرة غير المشروعة، وقائمة لا تنتهي فيها من السواد ما يكفي ليقتل الأمل ولا أقول التفاؤل!…