الخميس ١٣ يونيو ٢٠٢٤
انظر إلى المشهد داخل الساحة الفلسطينية، اليوم على وقع كارثة حرب غزة، وانظر إلى المشهد الإسرائيلي على وقع الكارثة نفسها... الكارثة واحدة والحرب ذاتها، هي مصيرية وجودية بالنسبة إلى فلسطين، وهي بدرجة أو أخرى كذلك بالنسبة إلى إسرائيل، غير أنَّ ملاحظات عابرة على استجابات الطرفين، أقصد الفاعلين من أهل السياسة في الجانبين، تُخبرك بنتائج مختلفة. لنبدأ بالجانب الإسرائيلي، فنحن نعلم من خلال متابعة الأخبار «المعلنة» بوجود اختلافات حقيقية بين قادة الحلف الذي يكوّن حكومة إسرائيل، بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومَن معه من اليمين الديني، وبين الجنرال غانتس وأيضاً وزير الدفاع، للدرجة العلنية، بإعلان غانتس استقالته من مجلس الحرب، وكشف وزير الدفاع عن خلافات مع بنيامين نتنياهو، في معمعة الحرب، بصرف النظر عن قراءة دوافع الخلافات ومنابعها. في المقابل نجد رجلاً من قيادات «حماس»، هو عضو المكتب السياسي للحركة غازي حمد، ينفي في لقاء له مع قناة «العربية» وبيقينٍ ساخر وجودَ خلاف بين قادة «حماس» في الخارج و«حماس» الداخل، أو بعبارة أكثر صراحةً، بين مجموعة يحيى السنوار ومجموعة إسماعيل هنية وخالد مشعل، رداً على تقرير صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن رسائل السنوار طيلة أشهر الحرب والتفاوض، ومفادها تصميم السنوار على مزيد من التضحية بدماء ومصالح أهل غزة، لصالح قراءته للقضية. غازي حمد يَسخر من ذلك وينفيه، ثم على الشاشة…
الخميس ٠٦ يونيو ٢٠٢٤
بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام لـ«الأمم المتحدة»، خلال كلمة حول المناخ في متحف التاريخ الطبيعي بنيويورك: «في حالة المناخ... نحن لسنا الديناصورات، نحن النيزك، لسنا فقط في خطر... نحن الخطر». وأضاف غوتيريش أن شهر مايو (أيار) 2024 كان الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق في جميع أنحاء العالم، «ويمثل الشهر الثاني عشر على التوالي» الذي يسجل حرارة قياسية. حسناً، هكذا قال الدبلوماسي البرتغالي العريق، وهذا هو المتوقع منه، ومن غيره، ممن يقتعد كرسي الأمانة العامة لـ«الأمم المتحدة»، حيال قضية المناخ، هو فقط أضاف «اللمسة» الخاصة به، حين قارب الشعور السينمائي العام للناس، في استحضار صورة انقراض الديناصورات القديمة، بسبب نيزك هائل، ضرب الأرض، فاهتزّت له الدنيا، وغابت المخلوقات المهولة، شبه الأسطورية، عن سيادة الأرض، لملايين السنين، وبقي منها مستحاثات وبقايا عظام معروضة في المتاحف، ومجموعة من الأفلام التجارية العالمية، ومئات من قصص الأطفال، بل حدائق ديناصورات خاصة، تحاكي طبعاً المُتخيّل القديم! هل قضية المناخ سليمة من لوثة التسييس؟! هذا سؤال مفتاحي، سبق نقاشه هنا مراراً، ولدى دول أخرى، غير أميركا ومن يدور في فلكها، روايات ومقاربات أخرى للقضية. يتهمون البترول والغاز بتلويث الأرض، والتسبب بالاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة، ويطرحون طاقة الكهرباء وسيارات الكهرباء بديلاً، ولكن من أين تُجلب هذه الطاقة الكهربائية أصلاً؟ من أين تتغذّى محطات…
الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤
جريمةٌ مرعبةٌ في تفاصيلها، وفي غايات منفذَيها، وعُمريهما، ومنصات تواصلهما، وتسويق جريمتهما، تلك التي حصلت بين شبرا في القاهرة، والكويت. لمَن لم يتابع الأمر، مراهق مصري يقيم في الكويت، طلب من مراهق مصري في حي شبرا بالقاهرة، أن يقومَ بقتل طفل بطريقةٍ بشعة - وكل القتل بشع! - لكن المراهق (طارق) قتل الصبيَّ ثم صوّره وهو ينزع أعضاءَه مثل الكبد والطحال، ثم شطره قسمين... تفاصيل لا تجدها إلا في فيلم رعب هوليوودي مظلم. على ذكر الظلام، فقد تبيّن أنَّ الهدف من ذلك، أنَّ المراهق المصري بالكويت طلب من طارق «الشبراوي» أن يفعل ذلك مقابل مبلغ 5 ملايين جنيه، وكان ينوي تنفيذ جريمة أخرى مماثلة... حسناً لماذا يا مراهق الكويت المصري تطلب ذلك؟! حتى ينشر فيديو الجريمة، أو للدقّة يبيعه، برقم لا نعلمه لجهات لا نعلمها أيضاً. صار الحديث كلّه عن موضوع «الدارك ويب» أو «الإنترنت المظلم»، الذي هو مسرح ومحرّك هذه الجريمة الحقيرة... فما هو؟ وليد حجاج، الخبير بمجال تكنولوجيا المعلومات، قال لـ«العربية.نت» إنَّ الإنترنت الذي نتعامل معه عبارة عن 3 مستويات، الأول هو المعروف لنا جميعاً، الذي نتصفحه عبر المتصفحات الرئيسية مثل «غوغل كروم» وغيره، وهذا يمثل 3 في المائة من الإنترنت، والثاني ما يُسمى «الإنترنت العميق»، ويمثل نسبة 97 في المائة وبداخله قسم صغير يسمى «الإنترنت المظلم» أو…
الإثنين ٠٨ نوفمبر ٢٠٢١
كل من يرتجي الخير للعراق والعراقيين، تنفس، قليلاً، من الهواء النقي بعد مرور الاستحقاق الانتخابي الكبير، وفوز من فاز وخسارة من خسر، وجل الخاسرين من أتباع «الحرس الثوري» الإيراني. رغم أن نوري المالكي حصد العديد من المقاعد، وهو يحاول كما فعل أيام إياد علاوي، الالتفاف على انتصار خصمه مقتدى الصدر، بتكوين تحالفات عابرة للصدر وغيره، ولكن هذه الحركة المالكية المعتادة، لن تلغي حقيقة الهزيمة الشنعاء التي مني بها «تحالف الفتح» بقيادة هادي العامري، وهو التكوين الذي يعتبر الجناح السياسي لميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية التابعة لإيران. منذ أيام وقادة الميليشيات يهددون ويحشدون، بل وعلى لسان قيس خزعلي رئيس ميليشيات العصائب، الذي هدد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالاسم، ومن المنطقة الخضراء الحصينة في بغداد. وفعلاً قصف منزل السيد الكاظمي، كما كشف حتى الآن، بـ3 مسيرات مفخخات تحمل كل السواد الحقود الكاره. لكن لطف الله بالرجل وبأسرته وبالعراق، أبعد عنه أذًى، وخرج من حفرة الأزمة يشيد بمنطق الدولة، ويرفض منطق اللادولة. رد الدولة، أي دولة، على جريمة كهذه تستهدف رأس السلطة التنفيذية والقائد العام للقوات المسلحة، يجب أن يكون هكذا: دان مجلس الوزراء العراقي محاولة اغتيال رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، معتبراً أن محاولة الاغتيال هذه: «تعد استهدافاً خطيراً للـدولة على يد جماعات مسلحة مجرمة، قرأت ضبط النفس والمهنية العالية التي تتحلى بها القوات…
الإثنين ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١
بعض الأسئلة فاتحة للتفكير وبعضها قاضية عليه. مراراً نسمع هذه الجملة من طرف بعض المتحذلقين وهي: ما فائدة الحديث عن الجماعات والتيارات والشخصيات... أليس ذلك باعثاً للتفرقة والتشتيت، ومثيراً للتحيزات والاختلافات؟ نكون أكثر دقة وتحديداً، حين يتمُّ الحديث عن التيارات والجماعات... تاريخها وحاضرها وشخصياتها، مثل جماعة الإخوان وتفرعاتها مثل «السرورية»، يقال هذا حديث غير مفيد ونظرة للماضي لا تنفع اليوم. المثير للسخرية أنَّ شطراً كبيراً ممن يروّج لهذا الطرح «المستقبلي»، هم من سلالات هذه الجماعات، أي أنَّهم أنفسهم يتعاطون فكر الثقافة الإخوانية والسرورية وخطابها ومناخها، لكنهم يظهرون أنفسهم للعموم بمظهر الرجال المستقلين الوطنيين الإيجابيين الذين لا يريدون النظر إلى الماضي، بل يريدون المضي للمستقبل... ومع لزوجة هذا الطرح المتثعلب المتذاكي، فإنَّه يجد له من يروّجه في الفضاء العام. ومن حيل هؤلاء القوم التلحف بغطاء «الرؤية» في السعودية، وإنَّ رؤية 2030 هي للمستقبل فقط، وليس للحديث عن الماضي. الحال إنَّ هذا الكلام تحريف وتجريف للرؤية، لأنَّ محاربة التطرف وتكريس التسامح هو في صميم نخاع الرؤية، لأنَّ هدف الرؤية الأكبر انفتاح المملكة على العالم وانفتاح العالم عليها، في التعليم والاقتصاد والسياحة والبيئة، فضلاً عن إعلان مهندس الرؤية وقائدها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مراراً، عن عزم السعودية القاطع على استمرار الدولة على محاربة التطرف والإرهاب «الآن وفوراً» كما يعلم الجميع.…
الأربعاء ٢٩ سبتمبر ٢٠٢١
الخطوة التي أقدمت عليها مصلحة الضرائب المصرية مؤخراً بفرض ضريبة على الكاسبين من صناع المحتوى على منصات السوشيال ميديا، خطوة مهمة وتتجاوز بعدها الاقتصادي. في التفاصيل أن مصلحة الضرائب المصرية طالبت في بيان السبت الماضي، «الأفراد الذين يقومون بنشاط صنع المحتوى (البلوغرز - اليوتيوبرز) بالتوجه لمأمورية الضرائب الواقع في نطاقها المقر الرئيسي للنشاط لفتح ملف ضريبي. وأوضحت أن «التسجيل بمأمورية القيمة المضافة المختصة (يتم) متى بلغت إيراداتهم 500 ألف جنيه خلال 12 شهراً من تاريخ مزاولة النشاط». هذا القرار لم يلقَ رضا لدى كثير من حاصدي الأموال من مشاهير السوشيال ميديا، وهذا رد فعل متوقع، فلا أحد يحب أن يؤخذ منه قرش واحد، حتى ولو كان لضرائب الدولة والخدمة العامة. الإنترنت في مصر، يستخدمه نحو 60 مليون شخص، بحسب أحدث أرقام لوزارة الاتصالات المصرية علما بأن عدد سكان مصر تجاوز المائة مليون بملايين. المشكلة هذه مشكلة عالمية، فنحن أمام تغوّل عالمي لعمالقة الإنترنت، غوغل وفيسبوك وتويتر، فهم خارج كل الأطر القانونية، يمنعون حساب هذه الشخصية التي لا تعجبهم ويدعمون حساباً آخر، يتركون نشطاء من رموز حركات التطرف الإسلامي ويمنعون آخرين يدافعون عن أوطانهم، يفرضون القيم الأخلاقية الصحيحة، حسب فهمهم العبقري، ويجرّمون غيرها. فمن هم هؤلاء، ولماذا تخضع الصحف والتلفزيونات لقوانين محاسبة ومحاكم وهؤلاء خارج هذا الرادار؟! لطالما تحدث الرئيس…
الإثنين ١٣ سبتمبر ٢٠٢١
لفت انتباهي في خضم تغطيات إحياء الأميركيين للذكرى العشرين على هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الشعب الأميركي - ولا أقول الحكومة فقط - هذه العبارة لسيدة فقدت والدها في تلك الهجمات، قالت (ثيا ترينيداد) إن الأمر «صعب لأنك كنت تأمل أن يكون هذا وقتاً مختلفاً وعالماً مختلفاً»، مضيفة أنه «في بعض الأحيان يبدأ التاريخ في تكرار نفسه لكن ليس بأفضل الطرق». تفسير ذلك هو أن الطرف الذي قام بقتل والد ثيا، والآلاف غيره، ما زال فعالاً بل عاد بقوة أكثر، والمضحك المبكي أن الطرف الذي يرثي ويحيي ذكرى الضحايا اليوم، أي السلطات الأميركية، هي نفسها من تسببت بانتعاش وقوة تنظيم القاعدة اليوم، من خلال «تسليم» أفغانستان لحركة طالبان، التي هي الصديق الصدوق لتنظيم القاعدة! الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي صدم العالم، وأصدقاء أميركا قبل الأعداء، بهرولته المخجلة، من أفغانستان، دافع عن قراره بسحب قوات أميركا من أفغانستان، قائلاً على هامش المراسم التي أقيمت بالذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر: «إن الولايات المتحدة لا يمكنها غزو كل بلد توجد فيه «القاعدة». لكن كلامه حيدة عن جوهر الموضوع، فجوهر الموضوع هو أن تسليم طالبان لمقاليد أفغانستان، هو خدمة أميركية مباشرة لتنظيم القاعدة، فهمت إدارة بايدن ذلك أم لم تفهم. في نفس الكلمة اعتبر بايدن أن الأميركيين أنجزوا مهمتهم عبر قتل أسامة بن لادن…
الإثنين ١٢ يوليو ٢٠٢١
في احتفاء كبير استقبلت المملكة العربية السعودية ضيفها الكبير سلطان عمان هيثم بن طارق، في مدينة نيوم؛ حيث الأمل والعمل، شمال غربي البلاد. ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استقبل ضيف البلاد الكبير على أرض المطار، ثم عقد اللقاء بين العاهلين، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والسلطان هيثم، وكان اللقاء فخماً ودوداً، ومباشراً، وتم توقيع إنشاء مجلس التنسيق العماني السعودي تحت رعاية عاهلي عمان والسعودية. وتقلّد كل من السلطان العماني والعاهل السعودي الملك سلمان، أحدهما من الآخر، أرفع الأوسمة. سلطنة عُمان بلاد عريقة التاريخ، متميزة الثقافة، ولها خصوصيات حضارية وتاريخية حيث تطلّ على بحر العرب من جهة، والخليج العربي من جهة أخرى، ولها مجدٌ بحري تجاري وسياسي قديم حتى بلاد زنجبار. منها علماء أعلام وقادة كبار حفرت أسماؤهم في لوح الخلود للحضارة الإسلامية، أمثال عبقري اللغة العربية الخليل بن أحمد، وغيره. السيد نوح بن محمد بن أحمد البوسعيدي، وهو عضو مجلس الدولة، ورئيس الجمعية التاريخية العمانية، كتب في جريدة «أثير» العمانية تعليقاً على هذه الزيارة، فقال إن «الزيارة هي ثمرة الودّ الخالص التي غرس بذورها القادة الآباء؛ السلطان قابوس، والملك فيصل رحمة الله عليهما، وها هي اليوم تؤتي أكلها طيبة مباركة، مخضرة بالمحبة والوئام». وتحدث عن قيمة التعاون بين البلدين فأبان أن «المملكة العربية السعودية ليست…
الإثنين ٢٨ يونيو ٢٠٢١
الدكتور عبد الله الربيعة، وهو المشرف السعودي على مركز الملك سلمان للإغاثة، ظهر مؤخراً على شاشة «العربية» مع الأستاذة منتهى الرمحي ببرنامج «البعد الآخر». قال في حديثه هذا: «العمل الإنساني وبالذات في دول الخليج كان مستهدفاً من جانب تيارات الإسلام السياسي التي احتكرت العمل الإغاثي لفترة طويلة في كثير من أنحاء العالم، وكانت تستغل الأعمال الإنسانية وجمع التبرعات كستار لفرض أجندات سياسية أو أهداف مشبوهة». هذه الإشارة المقتضبة من الدكتور عبد الله، تحتاج للمزيد من البسط، لتنشيط الذاكرة، ولئلا يعود ما طردناه من الباب من الشبّاك. لكن ليس هذا حديثنا الآن، له مناسبات أخرى، أردت اليوم الإلماع لملاحظة الدكتور عبد الله الربيعة، الحيوية، وهي أنه من المهم أن يكون العمل الإنساني حيادياً لا يتأثر بالصراعات السياسية، وأن يحاول أن يهتم بتنمية المجتمعات ولا يتوقف عند حدود الإغاثة العاجلة فقط، مشيراً إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة يعمل في 14 قطاعاً للعمل الإنساني ولديه برامج إنسانية لتمكين المرأة وتعليم الأطفال وتأهيلهم في المجتمعات المحتاجة، كما عمل بالشراكة مع مؤسسة «بيل غيتس» على تنفيذ برنامج «العيش والمعيشة» الذي يستهدف المحتاجين في 33 دولة إسلامية. إذن هو عمل دائم مستمر هدفه «تنمية» المجتمعات المستهدفة، وليست صدقات وهبات تنثر بطريق سرعان ما تختفي من على أديمه آثار الأقدام العابرة. الاستثمار في الإنسان، هو ما…
الإثنين ٠٧ يونيو ٢٠٢١
منصة «تويتر» تفرض الوصاية على مواقف الناس، حتى رؤساء الدول، مثال ذلك مؤخراً حجب «تويتر» تغريدة للرئيس النيجيري محمد بوخاري، لأنها غير مناسبة، حسب السادة بـ«تويتر». الأمر الذي ردّت عليه نيجيريا بتعليق عمل المنصة في البلاد. تعليقاً على ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن «وحش المعلومات لا يمكنه أن يملي على الدول كيف تعيش». ثم توصلت للخلاصة الأهم: «هذا بالضبط ما نحن نتحدث عنه في جلسة مخصصة للسيادة الرقمية وفضاء المعلوماتية الموحد». في 24 فبراير (شباط) 2021 جاء في هذه المساحة لمقيّد هذه الكليمات، تحت عنوان «يعيش الاستقلال الرقمي» هذا الوصف عن وصاية المنصات التفاعلية: «يطلبون (تأميم) الإنترنت لصالح (الرفاق) من الجبهة الثورية الأوبامية... هناك قوى تحاول المقاومة، مثل روسيا، التي تريد صناعة شبكة إنترنت خاصة بها أسوة بالصين، وأكيد لديها أسبابها السياسية أصلاً، لكن هل يمكن فعلاً تحقيق الاستقلال الرقمي... أم سبق السيف العذل؟». في الأثناء أيضاً أعلنت أشهر منصات التفاعل الاجتماعي (فيسبوك) عن تعليق حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لمدة سنتين، مجدداً. وفي تسويغ هذا الإجراء «الاستبدادي» باسم الليبرالية الحديثة! قال بكل صفاقة نيك كليغ، نائب رئيس الشؤون العالمية في الشركة: «في نهاية فترة العامين، سيقوم خبراء بتقييم ما إذا كان الخطر على السلامة العامة قد انحسر». حسناً مستر كليغ، من هم هؤلاء…
الإثنين ١٧ مايو ٢٠٢١
حتى لا ننسى، فإن بداية الأزمة الحالية في فلسطين كانت في 3 مايو (أيار)، بحي الشيخ جرّاح في القدس، وكان الموقف الفلسطيني وخلفه العربي والإسلامي بل والدولي، موقفاً جيداً، وكان موقف إسرائيل تحت الضغط الأخلاقي والسياسي والإعلامي. قضية عادلة ظلم فيها جملة من العوائل المقدسية على يد المستوطنين والحكومة الإسرائيلية، وكانت لحظة مثالية لخلق موجة إيجابية لصالح الشعب الفلسطيني، وتكوين تيار عربي - إسلامي – دولي، والانطلاق من نقطة قضية حي الشيخ جراح العادلة. لكن بعد 3 مايو بأيام دخلت «حماس» في القدس وغزة، ومعها بعض الفصائل الفلسطينية على الخط، ودخل السلاح والصواريخ وغيرها، وكأن صواريخ غزة و«حماس» تعادل القوة الإسرائيلية النارية والجوية الجبارة؟! قوة الموقف الفلسطيني، تحديداً في القضية الأخيرة قضية حي الشيخ جراح، كانت قوة أخلاقية وقانونية وسياسية ممتازة، لكن وكالعادة، أفلتت الأمور عن السيطرة، على يد «الأشاوس» من «حماس». بكل حال المواقف الداعمة للحق الفلسطيني، عربياً وإسلامياً ودولياً، لا غبار عليها، ومن آخرها مواقف منظمة التعاون الإسلامي في بيانها الأخير ورفضها للتعدي على القدس وغيرها. كذلك مواقف مصر والسعودية وغيرهما من الدول العربية مواقف مشرفة ولا مجال للمزايدة عليها من أتباع النظام الخميني وجماعة «الإخوان»، وحركة «حماس» جمعت بين الولاء لـ«الإخوان» والتبعية للنظام الخميني، والاصطفاف الكامل مع أعداء العرب، خاصة التبعية الصريحة لـ«الحرس الثوري» الإيراني. ويكفي تذكر…
الإثنين ١٠ مايو ٢٠٢١
في مسلسل «الاختيار 2» وهو من روائع الإنتاج المصري في هذا الموسم الرمضاني، يتحاور ضابط الأمن الوطني زكريا يونس، الذي قام بدوره الممثل المعروف كريم عبد العزيز مع أحد زملائه من الضباط، عن كثرة خلايا الإخوان، فكلما كشفت خلية سرية عسكرية أو مثيرة للقلاقل، خرجت أخرى. في هذا المشهد يتأفف زميل الضابط زكريا يونس، فيقول باللهجة العامية: «هما مش حيزهقوا»!؟ ليرد عليه يونس: «لأ... هما مش حيزهقوا... وإحنا كمان مش حنزهق». منذ خلع النظام الإخواني بقيادة مكتب إرشاد الجماعة، خيرت الشاطر ومحمود عزت ومحمد بديع، من خلال «أخيهم» محمد مرسي، تواتر العمل الإخواني بغرض إرجاع عرشهم المفقود، تحت حجة الثورة على العسكر، يعنون خروج الشعب المصري في 30 يونيو (حزيران) 2013 لإنقاذ مصر من السقوط في المحور الإخواني الخميني التركي العالمي. اعتصامات، مسيرات، وهذه ربما يحاجج من يحاجج، بأنها سلوكيات «مدنية» لا حرج فيها، لكن الحقيقة أن هذه السلوكيات لم تكن سوى أغشية رقيقة، لباطن كريه عنيف تكفيري قطبي. لم يتأخر الإخوان كثيراً، فأحيا الدكتور محمد كمال التنظيم أو النظام الخاص للإخوان، وهو كما يعرفه العارفون، تشكيل رديف للجماعة، يعتمد على «النخبة» المصطفاة، أو «الفتية الذين آمنوا بربهم» للقيام بالعمليات النوعية السرية، وهو بناء قائم ومواز لبناء الجماعة الدعوي الاجتماعي السياسي الإعلامي، منذ أيام المؤسس حسن البنا، وله نشاط خاص…