الإثنين ١٢ يوليو ٢٠٢١
في احتفاء كبير استقبلت المملكة العربية السعودية ضيفها الكبير سلطان عمان هيثم بن طارق، في مدينة نيوم؛ حيث الأمل والعمل، شمال غربي البلاد. ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استقبل ضيف البلاد الكبير على أرض المطار، ثم عقد اللقاء بين العاهلين، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والسلطان هيثم، وكان اللقاء فخماً ودوداً، ومباشراً، وتم توقيع إنشاء مجلس التنسيق العماني السعودي تحت رعاية عاهلي عمان والسعودية. وتقلّد كل من السلطان العماني والعاهل السعودي الملك سلمان، أحدهما من الآخر، أرفع الأوسمة. سلطنة عُمان بلاد عريقة التاريخ، متميزة الثقافة، ولها خصوصيات حضارية وتاريخية حيث تطلّ على بحر العرب من جهة، والخليج العربي من جهة أخرى، ولها مجدٌ بحري تجاري وسياسي قديم حتى بلاد زنجبار. منها علماء أعلام وقادة كبار حفرت أسماؤهم في لوح الخلود للحضارة الإسلامية، أمثال عبقري اللغة العربية الخليل بن أحمد، وغيره. السيد نوح بن محمد بن أحمد البوسعيدي، وهو عضو مجلس الدولة، ورئيس الجمعية التاريخية العمانية، كتب في جريدة «أثير» العمانية تعليقاً على هذه الزيارة، فقال إن «الزيارة هي ثمرة الودّ الخالص التي غرس بذورها القادة الآباء؛ السلطان قابوس، والملك فيصل رحمة الله عليهما، وها هي اليوم تؤتي أكلها طيبة مباركة، مخضرة بالمحبة والوئام». وتحدث عن قيمة التعاون بين البلدين فأبان أن «المملكة العربية السعودية ليست…
الإثنين ٢٨ يونيو ٢٠٢١
الدكتور عبد الله الربيعة، وهو المشرف السعودي على مركز الملك سلمان للإغاثة، ظهر مؤخراً على شاشة «العربية» مع الأستاذة منتهى الرمحي ببرنامج «البعد الآخر». قال في حديثه هذا: «العمل الإنساني وبالذات في دول الخليج كان مستهدفاً من جانب تيارات الإسلام السياسي التي احتكرت العمل الإغاثي لفترة طويلة في كثير من أنحاء العالم، وكانت تستغل الأعمال الإنسانية وجمع التبرعات كستار لفرض أجندات سياسية أو أهداف مشبوهة». هذه الإشارة المقتضبة من الدكتور عبد الله، تحتاج للمزيد من البسط، لتنشيط الذاكرة، ولئلا يعود ما طردناه من الباب من الشبّاك. لكن ليس هذا حديثنا الآن، له مناسبات أخرى، أردت اليوم الإلماع لملاحظة الدكتور عبد الله الربيعة، الحيوية، وهي أنه من المهم أن يكون العمل الإنساني حيادياً لا يتأثر بالصراعات السياسية، وأن يحاول أن يهتم بتنمية المجتمعات ولا يتوقف عند حدود الإغاثة العاجلة فقط، مشيراً إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة يعمل في 14 قطاعاً للعمل الإنساني ولديه برامج إنسانية لتمكين المرأة وتعليم الأطفال وتأهيلهم في المجتمعات المحتاجة، كما عمل بالشراكة مع مؤسسة «بيل غيتس» على تنفيذ برنامج «العيش والمعيشة» الذي يستهدف المحتاجين في 33 دولة إسلامية. إذن هو عمل دائم مستمر هدفه «تنمية» المجتمعات المستهدفة، وليست صدقات وهبات تنثر بطريق سرعان ما تختفي من على أديمه آثار الأقدام العابرة. الاستثمار في الإنسان، هو ما…
الإثنين ٠٧ يونيو ٢٠٢١
منصة «تويتر» تفرض الوصاية على مواقف الناس، حتى رؤساء الدول، مثال ذلك مؤخراً حجب «تويتر» تغريدة للرئيس النيجيري محمد بوخاري، لأنها غير مناسبة، حسب السادة بـ«تويتر». الأمر الذي ردّت عليه نيجيريا بتعليق عمل المنصة في البلاد. تعليقاً على ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن «وحش المعلومات لا يمكنه أن يملي على الدول كيف تعيش». ثم توصلت للخلاصة الأهم: «هذا بالضبط ما نحن نتحدث عنه في جلسة مخصصة للسيادة الرقمية وفضاء المعلوماتية الموحد». في 24 فبراير (شباط) 2021 جاء في هذه المساحة لمقيّد هذه الكليمات، تحت عنوان «يعيش الاستقلال الرقمي» هذا الوصف عن وصاية المنصات التفاعلية: «يطلبون (تأميم) الإنترنت لصالح (الرفاق) من الجبهة الثورية الأوبامية... هناك قوى تحاول المقاومة، مثل روسيا، التي تريد صناعة شبكة إنترنت خاصة بها أسوة بالصين، وأكيد لديها أسبابها السياسية أصلاً، لكن هل يمكن فعلاً تحقيق الاستقلال الرقمي... أم سبق السيف العذل؟». في الأثناء أيضاً أعلنت أشهر منصات التفاعل الاجتماعي (فيسبوك) عن تعليق حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لمدة سنتين، مجدداً. وفي تسويغ هذا الإجراء «الاستبدادي» باسم الليبرالية الحديثة! قال بكل صفاقة نيك كليغ، نائب رئيس الشؤون العالمية في الشركة: «في نهاية فترة العامين، سيقوم خبراء بتقييم ما إذا كان الخطر على السلامة العامة قد انحسر». حسناً مستر كليغ، من هم هؤلاء…
الإثنين ١٧ مايو ٢٠٢١
حتى لا ننسى، فإن بداية الأزمة الحالية في فلسطين كانت في 3 مايو (أيار)، بحي الشيخ جرّاح في القدس، وكان الموقف الفلسطيني وخلفه العربي والإسلامي بل والدولي، موقفاً جيداً، وكان موقف إسرائيل تحت الضغط الأخلاقي والسياسي والإعلامي. قضية عادلة ظلم فيها جملة من العوائل المقدسية على يد المستوطنين والحكومة الإسرائيلية، وكانت لحظة مثالية لخلق موجة إيجابية لصالح الشعب الفلسطيني، وتكوين تيار عربي - إسلامي – دولي، والانطلاق من نقطة قضية حي الشيخ جراح العادلة. لكن بعد 3 مايو بأيام دخلت «حماس» في القدس وغزة، ومعها بعض الفصائل الفلسطينية على الخط، ودخل السلاح والصواريخ وغيرها، وكأن صواريخ غزة و«حماس» تعادل القوة الإسرائيلية النارية والجوية الجبارة؟! قوة الموقف الفلسطيني، تحديداً في القضية الأخيرة قضية حي الشيخ جراح، كانت قوة أخلاقية وقانونية وسياسية ممتازة، لكن وكالعادة، أفلتت الأمور عن السيطرة، على يد «الأشاوس» من «حماس». بكل حال المواقف الداعمة للحق الفلسطيني، عربياً وإسلامياً ودولياً، لا غبار عليها، ومن آخرها مواقف منظمة التعاون الإسلامي في بيانها الأخير ورفضها للتعدي على القدس وغيرها. كذلك مواقف مصر والسعودية وغيرهما من الدول العربية مواقف مشرفة ولا مجال للمزايدة عليها من أتباع النظام الخميني وجماعة «الإخوان»، وحركة «حماس» جمعت بين الولاء لـ«الإخوان» والتبعية للنظام الخميني، والاصطفاف الكامل مع أعداء العرب، خاصة التبعية الصريحة لـ«الحرس الثوري» الإيراني. ويكفي تذكر…
الإثنين ١٠ مايو ٢٠٢١
في مسلسل «الاختيار 2» وهو من روائع الإنتاج المصري في هذا الموسم الرمضاني، يتحاور ضابط الأمن الوطني زكريا يونس، الذي قام بدوره الممثل المعروف كريم عبد العزيز مع أحد زملائه من الضباط، عن كثرة خلايا الإخوان، فكلما كشفت خلية سرية عسكرية أو مثيرة للقلاقل، خرجت أخرى. في هذا المشهد يتأفف زميل الضابط زكريا يونس، فيقول باللهجة العامية: «هما مش حيزهقوا»!؟ ليرد عليه يونس: «لأ... هما مش حيزهقوا... وإحنا كمان مش حنزهق». منذ خلع النظام الإخواني بقيادة مكتب إرشاد الجماعة، خيرت الشاطر ومحمود عزت ومحمد بديع، من خلال «أخيهم» محمد مرسي، تواتر العمل الإخواني بغرض إرجاع عرشهم المفقود، تحت حجة الثورة على العسكر، يعنون خروج الشعب المصري في 30 يونيو (حزيران) 2013 لإنقاذ مصر من السقوط في المحور الإخواني الخميني التركي العالمي. اعتصامات، مسيرات، وهذه ربما يحاجج من يحاجج، بأنها سلوكيات «مدنية» لا حرج فيها، لكن الحقيقة أن هذه السلوكيات لم تكن سوى أغشية رقيقة، لباطن كريه عنيف تكفيري قطبي. لم يتأخر الإخوان كثيراً، فأحيا الدكتور محمد كمال التنظيم أو النظام الخاص للإخوان، وهو كما يعرفه العارفون، تشكيل رديف للجماعة، يعتمد على «النخبة» المصطفاة، أو «الفتية الذين آمنوا بربهم» للقيام بالعمليات النوعية السرية، وهو بناء قائم ومواز لبناء الجماعة الدعوي الاجتماعي السياسي الإعلامي، منذ أيام المؤسس حسن البنا، وله نشاط خاص…
الأربعاء ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠
نحن على وشك أنْ نخرجَ الآن من حارات عام 2020 الخطيرة، الحافلة بالعصابات، والمخاطر، التي على رأسها «كورونا» وما خفي منها وما ظهر، ومع «كورونا الصحية»، لدينا «كورونا» أخرى لا تقلُّ عنها قبحاً، بل هي تتغذَّى منها... وتغذّيها، عنيت «كورونا» السياسية والإعلام! سنغادر هذه الحارة، لكن إلى أين؟ على طريقة سؤال وليد جنبلاط الشهير. عام 2021 الذي يطرق الباب للدخول، بماذا سيختلف عن سلفه؟ ما دامت الظروف والأسباب، والأهم المصالح، التي أنتجت لنا حصاد العام الفارط، لم تتغير، لماذا نتوقع شيئاً مختلفاً مع العام الجديد؟ أقصد تحديداً «ثقافة» الحجر والعزل والتباعد إلى أمد غير منظور، وأجل غير مسمى، وكما قال الشاعر السعودي الأمير خالد الفيصل: كل ما قلت هانت جد علم جديد! خذْ لديك مثلاً: حذر وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، من أنَّ الإغلاق المشدَّد، الذي يشمل العاصمة لندن، بسبب السلالة الجديدة من فيروس كورونا، قد يستمر أشهراً. مضيفاً أن واجب الحكومة اتخاذ إجراء لمجابهة السلالة الجديدة من الفيروس «الخارج عن السيطرة». رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أعلن عن استحداث فئة رابعة أشد من فئات القيود والتراجع عن نية لتخفيف القيود. قد يقول قائل إنَّ هذا وضع مؤقت وسيزول بسرعة، خاصة مع أخذ اللقاحات، سواء أكانت أميركية أم أو صينية أم روسية أم بريطانية... إلخ. لكن منظمة الصحة العالمية حذّرت،…
الإثنين ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٠
في كلمته الختامية التي توجَّه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - من الرياض حيث ترأس بلاده القمة - إلى قادة مجموعة العشرين، تمّ إرسال رسائل استراتيجية تعني كل سكان هذا «الكوكب» الأرضي. رسالة للعالم كله باغتنام الفرص الجديدة في هذا القرن الجديد، القرن الحادي والعشرين، وفي مقدمة الجوامع المشتركة بين بني الإنسان: حماية كوكبهم الذي يدرجون عليه... حماية الهواء والماء والبشر والحجر وكل الكائنات الحية عليه. الملك سلمان أوجز في كلمته الختامية أمس هذا المعنى، لأنه سبق له بسطه في كلمته الافتتاحية قبل يومين، وكان مما جاء في تلك الكلمة: «لدينا فـي مجموعة العشرين مسـؤولية وفرصة مشـتركة لتطويـر التعـاون إلى آفـاق جديـدة، ويتوجب علينا استثمار ذلـك، تحـت عنـوان: (اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين)». كيف سيتم هذا المراد؟ تجيب الكلمة: «سنبني على إنجازات مجموعة العشـرين التي أثبتـت القـدرة على اتخـاذ رؤيـة طويلـة المـدى للجميـع، وتبعـاً للتحديات والفرص المستقبلية والتعامل بفاعلية مــع القضايا الملحة». ولضمان الشمولية في الحلول، جاء في كلمة الملك سلمان الافتتاحية: سنتشارك مع جميع أصحاب المصلحة والعلاقة ومن ضمنهم: مؤسسات المجتمع المدني. القطاع الخاص. مراكز الفكر والأبحاث الإقليمية والدولية. وفرة هذه المصادر التي تصبُّ في وعاء التفكير المشترك ستضمن نتيجة كبرى وهي: تعظيـم القيم المضافـة. لأنَّ الحلول في الحقيقة هي: مطروحة للجميع... ومن الجميع. هذا…
الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠٢٠
حينما أعلن التحالف العربي لإنقاذ اليمن، بقيادة السعودية، في صيف 2017، إخراج دولة قطر من التحالف، كانت تلك خطوة راشدة رشيدة، وإن كانت متأخرة بعض الوقت. المضحك - المبكي، في آن، أن «الميديا» القطرية وخوادمها الإخوانيات، قلبوا ظهر المجنّ، في اليوم التالي لـ«طرد» قطر من التحالف، وصارت العمليات العسكرية في اليمن، بعد أن كانت بطولة قطرية، لوناً من ألوان «العدوان»، وتحولت أخبار قناة «الجزيرة» من الإشادة بجهود التحالف لإنقاذ السلطات الشرعية وردع ومحاربة الجماعة الحوثية، إلى احتراف الهجوم على التحالف وزرع الفتن بين أعضاء هذا التحالف، خاصة الإمارات والسعودية، بل وصل الأمر مع بوق من أبواق قطر، وهو الموريتاني محمد مختار الشنقيطي، لدعوة جماعة «الإخوان» اليمنية إلى التحالف الكامل والصريح مع الجماعة الحوثية ضد السعودية والإمارات والبحرين ومصر. لكن الأخطر من التشويش القطري - الإخواني الإعلامي في اليمن، هو الخدمات القطرية، خاصة المالية والاستخبارية، التي حظي به الحوثي من الطرف القطري، وهي خدمات معلومة، ونتائجها خطيرة، يكفي منها أسراب الصواريخ والمسيّرات التي تستهدف المطارات المدنية والأحياء السكنية في المدن السعودية، بمال قطري وشماتة من أبواقها، أمثال الموريتاني وأشباهه. هذا أمر معلوم لدى السعوديين وغيرهم، ومنذ زمن، لكن أخيراً عرف به «الخواجات»، أو قرروا أن يعرفوه! وفي هذا السياق، كشفت «Die Presse» الصحيفة النمساوية عن العميل السابق جايسون جي (اسم مستعار)…
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠٢٠
لكل دولة وصفتها الخاصة في مكافحة الفكر الإرهابي. تختلف دولة شعبها مسلم الديانة بالكامل، عن شعب مختلط الطوائف والأديان، عن شعب غير مسلم في غالبيته، عن دولة تعتمد النظام الجمهوري، ولو شكلياً، عن دولة ملكية، عن دولة أميرية نيابية، عن دولة غربية عن شرقية. يفترض أنَّ كل كيان سياسي «علوي» هو انعكاس لثقافة ونسيج وسياقات الناس «التحتية»، الناس الذين يدبّر أمرهم هذا الكيان السياسي، وعليه فإنَّ ابتكار جدليات الاشتباك مع الفكر المسيّر لهذا المتطرف، تتباين من حال لحال.منذ فترة تم اعتماد برنامج سعودي خاص للنقاش الفكري، دعونا نختار هذه المفردة، مع المحكومين بأحكام قضائية على ذمم قضايا إرهابية، اجتراحاً وتمويلاً وترويجاً ودعماً لوجيستياً، على الساحة الشيعية في المجتمع السعودي. برنامج مثير للانتباه، لأنَّ العادة درجت على عقد المناظرات أو المناقشات مع مساجين تنظيمي القاعدة وداعش، السنيين، وأشباه هذين التنظيمين. والجدل الديني والفكري مع المتطرف السني تختلف عنها في السياق الشيعي. الإشارات الأولية للنقاش والمناظرة مع المتطرف الشيعي الموقوف، من طرف شيوخ دين شيعة، مع متخصصين طبعاً في الشؤون النفسية والاجتماعية، وليس شرطاً أن يكونوا من الشيعة، إشارات مبشرة، حسبما أخبرني مسؤول أمني سعودي. ربما في هذا المثال، تحديداً، يمكن التعاون بين السعودية والبحرين، فالمعلوم أنَّ الجماعات الشيعية المتطرفة في البحرين، هي الوجه الأجلى للمشكلة الأمنية السياسية البحرينية، مع عدم إغفال…
الإثنين ٢٢ يونيو ٢٠٢٠
أبوح لكم بسرّ، كنت قد كتبت مقالة بها بعض القلق، وخلاصتها الدعوة لإعادة الزخم القوي لنشاط الرباعية العربية، بعد غفوات من النعاس، حسبما كنت أظنُّ، رباعية القاهرة - الرياض - أبوظبي - المنامة، هذه الرباعية التي كانت إلى وقت قريب، هي سفينة النجاة وبارجة الهجوم والدفاع ضد أطماع الغزاة، تركاً وفرساً، ومن يخدمهم، أو يخشاهم، أو يرجوهم، من بني جلدتنا. كتبت ما كتبت، ثم غيَّرت قليلاً ما كتبت، بعدما ألقى الرئيس المصري، من على الحدود الغربية لمصر، على مشارف ليبيا، بين أحضان الجيش المصري، «الإنذار الأخير» بالرد على غزوة العصمنلي إردوغان، التي صمت عليها الغرب صمتاً مريباً، أقصد صمت العمل لا صمت اللسان، وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صراحة: إن سرت والجُفرة خط أحمر بالنسبة للأمن القومي المصري، وقال أصرح من ذلك، إنَّ مصر تملك الشرعية الدولية والأخلاقية والسياسية للتدخل العسكري بليبيا، والجيش المصري العظيم جاهز لذلك. موقف ساطع لا ريب فيه، وكانت مواقف السعودية والإمارات والبحرين مثل برودة المطر في لاهب القيظ على القلب الظمآن. تضامن صريح فصيح وتعهد لا لبس فيه بالوقوف مع مصر قلباً وقالباً، على سبيل المثال، بيان الخارجية السعودية الرائع، قال: «إن المملكة تقف إلى جانب مصر في حقها في الدفاع عن حدودها وشعبها من نزعات التطرف والميليشيات الإرهابية وداعميها في المنطقة، وتعبر المملكة…
الجمعة ٢٩ مايو ٢٠٢٠
لم يضِف موقف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأخير ضد منصة «تويتر» الشهيرة على الإنترنت، جديداً، إلى سجل السجال الساخن بين ترمب وهذه المنصات، ومن خلفها الميديا التقليدية المنحازة إلى التيار الأوبامي. خلاصة القصة، لمن لم يتابعها، أن الرئيس ترمب، نشر على صفحته الشهيرة بـ «تويتر»، تحذيرات من استخدام الآلية البريدية وخوفه من كونها ثغرة قانونية وتقنية قد يستفيد منها خصومه الليبراليون، بطبعتهم الأوبامية، في الانتخابات الوشيكة بعد أشهر قليلة. في سابقة من نوعها، وسم موقع «تويتر» تغريدات ترمب هذه بأنها معلومات «مضللة»، ودلّت إدارة «تويتر» مطالعي تغريدات ترمب هذه إلى مواد صحافية تنافي كلام «تويتر»، وغير خافٍ على الجميع، أصلاً، انحياز معظم الشبكات التلفزيونية والصحف ضد ترمب، من قبل أزمة «كورونا»، من اليوم الأول الذي بان فيه قرب وصول ترمب للبيت الأبيض، حتى قبل أن يقسم قسمه الرئاسي.. هذا كله ظاهر معلوم. من هنا نفهم الرد الترمبي على تصرفات إدارة «تويتر» العجيبة ضده وضد حزبه الجمهوري وأنصاره، وهم قسم كبير جداً من الشعب الأميركي هم من جعله يفوز بالمقعد الرئاسي من قبل. ترمب لوّح بمسودة قرار للرئيس الأميركي، أنها تسهل محاسبة مواقع التواصل على المحتوى المنشور. وفي تغريدة جديدة الخميس، جدد الرئيس الأميركي موقفه هذا، قائلاً: «تبذل الشركات التقنية الكبرى كل ما في وسعها مسبقاً من أجل فرض رقابة على…
الإثنين ١١ مايو ٢٠٢٠
الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها شركة فيسبوك بتشكيل «لجنة الرقابة العالمية على محتوى فيسبوك وإنستغرام» ونوعية الأعضاء الـ20 المختارين، تكشف أكثر عن عمق وخطورة التحالف الدولي الخبيث بين القوى الأصولية الإسلامية واليسار العالمي، بصيغته الرقمية الديجتال. صُدم الناس في العالم العربي، خاصة الشعب اليمني، من اختيار الناشطة الإخوانية الحادة اللسان المدعومة من تركيا وقطر، توكل كرمان، عضواً في هذه اللجنة الرقابية القضائية التي قررت «فيسبوك» أن أوامرها ملزمة. توكل صفحة مكشوفة، انحيازتها الحزبية مفضوحة، وهي تعارك كل يوم لمصلحة جماعة الإخوان ونظام إردوغان التركي وحمد القطري، بصلافة وجهرية وسوء كلام، يعني ليست موارية باطنية في هذا التوجه، ومع ذلك قرّرت إدارتا «فيسبوك» و«إنستغرام» تسليط توكل على ملايين المستخدمين، خاصة في اليمن ومصر، حيث ينتشر «فيسبوك» أكثر من «تويتر». ماذا يكشف هذا التصرف؟ ضعْ مع ذلك بقية الأسماء المختارة وأغلبهم من اليسار الأوبامي الضارّ بنا نحن العرب، عرب الاستقرار والرفض للمشاريع الإيرانية والتركية والإخوانية، مثلاً من ضمن قضاة السوء في «فيسبوك» هؤلاء، قانونية أميركية يسارية هي باميلا كارلان، ونشرت عنها قناة «العربية» ما يفيد بانتمائها الأوبامي الحارّ وعدواتها العلنية لخصومه. الحق إننا أمام ظهور جديد لمعالم هذا التحالف الذي تحدثت عنه كثيراً هنا في هذه المساحة من الصحيفة، وفي أماكن أخرى، وهو التحالف الثلاثي القائم على أضلع ثلاثة هي: الشبكات الخمينية…