مشاري الذايدي
مشاري الذايدي
صحفي وكاتب سعودي

هواجس «كورونا» والعام الجديد

الأربعاء ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠

نحن على وشك أنْ نخرجَ الآن من حارات عام 2020 الخطيرة، الحافلة بالعصابات، والمخاطر، التي على رأسها «كورونا» وما خفي منها وما ظهر، ومع «كورونا الصحية»، لدينا «كورونا» أخرى لا تقلُّ عنها قبحاً، بل هي تتغذَّى منها... وتغذّيها، عنيت «كورونا» السياسية والإعلام! سنغادر هذه الحارة، لكن إلى أين؟ على طريقة سؤال وليد جنبلاط الشهير. عام 2021 الذي يطرق الباب للدخول، بماذا سيختلف عن سلفه؟ ما دامت الظروف والأسباب، والأهم المصالح، التي أنتجت لنا حصاد العام الفارط، لم تتغير، لماذا نتوقع شيئاً مختلفاً مع العام الجديد؟ أقصد تحديداً «ثقافة» الحجر والعزل والتباعد إلى أمد غير منظور، وأجل غير مسمى، وكما قال الشاعر السعودي الأمير خالد الفيصل: كل ما قلت هانت جد علم جديد! خذْ لديك مثلاً: حذر وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، من أنَّ الإغلاق المشدَّد، الذي يشمل العاصمة لندن، بسبب السلالة الجديدة من فيروس كورونا، قد يستمر أشهراً. مضيفاً أن واجب الحكومة اتخاذ إجراء لمجابهة السلالة الجديدة من الفيروس «الخارج عن السيطرة». رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أعلن عن استحداث فئة رابعة أشد من فئات القيود والتراجع عن نية لتخفيف القيود. قد يقول قائل إنَّ هذا وضع مؤقت وسيزول بسرعة، خاصة مع أخذ اللقاحات، سواء أكانت أميركية أم أو صينية أم روسية أم بريطانية... إلخ. لكن منظمة الصحة العالمية حذّرت،…

نداء الرياض… فرص القرن الجديد

الإثنين ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٠

في كلمته الختامية التي توجَّه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - من الرياض حيث ترأس بلاده القمة - إلى قادة مجموعة العشرين، تمّ إرسال رسائل استراتيجية تعني كل سكان هذا «الكوكب» الأرضي. رسالة للعالم كله باغتنام الفرص الجديدة في هذا القرن الجديد، القرن الحادي والعشرين، وفي مقدمة الجوامع المشتركة بين بني الإنسان: حماية كوكبهم الذي يدرجون عليه... حماية الهواء والماء والبشر والحجر وكل الكائنات الحية عليه. الملك سلمان أوجز في كلمته الختامية أمس هذا المعنى، لأنه سبق له بسطه في كلمته الافتتاحية قبل يومين، وكان مما جاء في تلك الكلمة: «لدينا فـي مجموعة العشرين مسـؤولية وفرصة مشـتركة لتطويـر التعـاون إلى آفـاق جديـدة، ويتوجب علينا استثمار ذلـك، تحـت عنـوان: (اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين)». كيف سيتم هذا المراد؟ تجيب الكلمة: «سنبني على إنجازات مجموعة العشـرين التي أثبتـت القـدرة على اتخـاذ رؤيـة طويلـة المـدى للجميـع، وتبعـاً للتحديات والفرص المستقبلية والتعامل بفاعلية مــع القضايا الملحة». ولضمان الشمولية في الحلول، جاء في كلمة الملك سلمان الافتتاحية: سنتشارك مع جميع أصحاب المصلحة والعلاقة ومن ضمنهم: مؤسسات المجتمع المدني. القطاع الخاص. مراكز الفكر والأبحاث الإقليمية والدولية. وفرة هذه المصادر التي تصبُّ في وعاء التفكير المشترك ستضمن نتيجة كبرى وهي: تعظيـم القيم المضافـة. لأنَّ الحلول في الحقيقة هي: مطروحة للجميع... ومن الجميع. هذا…

هل الحوثي وحده من يهاجم السعودية؟!

الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠٢٠

حينما أعلن التحالف العربي لإنقاذ اليمن، بقيادة السعودية، في صيف 2017، إخراج دولة قطر من التحالف، كانت تلك خطوة راشدة رشيدة، وإن كانت متأخرة بعض الوقت. المضحك - المبكي، في آن، أن «الميديا» القطرية وخوادمها الإخوانيات، قلبوا ظهر المجنّ، في اليوم التالي لـ«طرد» قطر من التحالف، وصارت العمليات العسكرية في اليمن، بعد أن كانت بطولة قطرية، لوناً من ألوان «العدوان»، وتحولت أخبار قناة «الجزيرة» من الإشادة بجهود التحالف لإنقاذ السلطات الشرعية وردع ومحاربة الجماعة الحوثية، إلى احتراف الهجوم على التحالف وزرع الفتن بين أعضاء هذا التحالف، خاصة الإمارات والسعودية، بل وصل الأمر مع بوق من أبواق قطر، وهو الموريتاني محمد مختار الشنقيطي، لدعوة جماعة «الإخوان» اليمنية إلى التحالف الكامل والصريح مع الجماعة الحوثية ضد السعودية والإمارات والبحرين ومصر. لكن الأخطر من التشويش القطري - الإخواني الإعلامي في اليمن، هو الخدمات القطرية، خاصة المالية والاستخبارية، التي حظي به الحوثي من الطرف القطري، وهي خدمات معلومة، ونتائجها خطيرة، يكفي منها أسراب الصواريخ والمسيّرات التي تستهدف المطارات المدنية والأحياء السكنية في المدن السعودية، بمال قطري وشماتة من أبواقها، أمثال الموريتاني وأشباهه. هذا أمر معلوم لدى السعوديين وغيرهم، ومنذ زمن، لكن أخيراً عرف به «الخواجات»، أو قرروا أن يعرفوه! وفي هذا السياق، كشفت «Die Presse» الصحيفة النمساوية عن العميل السابق جايسون جي (اسم مستعار)…

الحرب على متطرفي البحرين… التجربة السعودية

الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠٢٠

لكل دولة وصفتها الخاصة في مكافحة الفكر الإرهابي. تختلف دولة شعبها مسلم الديانة بالكامل، عن شعب مختلط الطوائف والأديان، عن شعب غير مسلم في غالبيته، عن دولة تعتمد النظام الجمهوري، ولو شكلياً، عن دولة ملكية، عن دولة أميرية نيابية، عن دولة غربية عن شرقية. يفترض أنَّ كل كيان سياسي «علوي» هو انعكاس لثقافة ونسيج وسياقات الناس «التحتية»، الناس الذين يدبّر أمرهم هذا الكيان السياسي، وعليه فإنَّ ابتكار جدليات الاشتباك مع الفكر المسيّر لهذا المتطرف، تتباين من حال لحال.منذ فترة تم اعتماد برنامج سعودي خاص للنقاش الفكري، دعونا نختار هذه المفردة، مع المحكومين بأحكام قضائية على ذمم قضايا إرهابية، اجتراحاً وتمويلاً وترويجاً ودعماً لوجيستياً، على الساحة الشيعية في المجتمع السعودي. برنامج مثير للانتباه، لأنَّ العادة درجت على عقد المناظرات أو المناقشات مع مساجين تنظيمي القاعدة وداعش، السنيين، وأشباه هذين التنظيمين. والجدل الديني والفكري مع المتطرف السني تختلف عنها في السياق الشيعي. الإشارات الأولية للنقاش والمناظرة مع المتطرف الشيعي الموقوف، من طرف شيوخ دين شيعة، مع متخصصين طبعاً في الشؤون النفسية والاجتماعية، وليس شرطاً أن يكونوا من الشيعة، إشارات مبشرة، حسبما أخبرني مسؤول أمني سعودي. ربما في هذا المثال، تحديداً، يمكن التعاون بين السعودية والبحرين، فالمعلوم أنَّ الجماعات الشيعية المتطرفة في البحرين، هي الوجه الأجلى للمشكلة الأمنية السياسية البحرينية، مع عدم إغفال…

وعادت الرباعية العربية للتوهج… الوجهة مصر

الإثنين ٢٢ يونيو ٢٠٢٠

أبوح لكم بسرّ، كنت قد كتبت مقالة بها بعض القلق، وخلاصتها الدعوة لإعادة الزخم القوي لنشاط الرباعية العربية، بعد غفوات من النعاس، حسبما كنت أظنُّ، رباعية القاهرة - الرياض - أبوظبي - المنامة، هذه الرباعية التي كانت إلى وقت قريب، هي سفينة النجاة وبارجة الهجوم والدفاع ضد أطماع الغزاة، تركاً وفرساً، ومن يخدمهم، أو يخشاهم، أو يرجوهم، من بني جلدتنا. كتبت ما كتبت، ثم غيَّرت قليلاً ما كتبت، بعدما ألقى الرئيس المصري، من على الحدود الغربية لمصر، على مشارف ليبيا، بين أحضان الجيش المصري، «الإنذار الأخير» بالرد على غزوة العصمنلي إردوغان، التي صمت عليها الغرب صمتاً مريباً، أقصد صمت العمل لا صمت اللسان، وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صراحة: إن سرت والجُفرة خط أحمر بالنسبة للأمن القومي المصري، وقال أصرح من ذلك، إنَّ مصر تملك الشرعية الدولية والأخلاقية والسياسية للتدخل العسكري بليبيا، والجيش المصري العظيم جاهز لذلك. موقف ساطع لا ريب فيه، وكانت مواقف السعودية والإمارات والبحرين مثل برودة المطر في لاهب القيظ على القلب الظمآن. تضامن صريح فصيح وتعهد لا لبس فيه بالوقوف مع مصر قلباً وقالباً، على سبيل المثال، بيان الخارجية السعودية الرائع، قال: «إن المملكة تقف إلى جانب مصر في حقها في الدفاع عن حدودها وشعبها من نزعات التطرف والميليشيات الإرهابية وداعميها في المنطقة، وتعبر المملكة…

وصاية «تويتر» على ترمب… والعاقبة والعقاب

الجمعة ٢٩ مايو ٢٠٢٠

لم يضِف موقف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأخير ضد منصة «تويتر» الشهيرة على الإنترنت، جديداً، إلى سجل السجال الساخن بين ترمب وهذه المنصات، ومن خلفها الميديا التقليدية المنحازة إلى التيار الأوبامي. خلاصة القصة، لمن لم يتابعها، أن الرئيس ترمب، نشر على صفحته الشهيرة بـ «تويتر»، تحذيرات من استخدام الآلية البريدية وخوفه من كونها ثغرة قانونية وتقنية قد يستفيد منها خصومه الليبراليون، بطبعتهم الأوبامية، في الانتخابات الوشيكة بعد أشهر قليلة. في سابقة من نوعها، وسم موقع «تويتر» تغريدات ترمب هذه بأنها معلومات «مضللة»، ودلّت إدارة «تويتر» مطالعي تغريدات ترمب هذه إلى مواد صحافية تنافي كلام «تويتر»، وغير خافٍ على الجميع، أصلاً، انحياز معظم الشبكات التلفزيونية والصحف ضد ترمب، من قبل أزمة «كورونا»، من اليوم الأول الذي بان فيه قرب وصول ترمب للبيت الأبيض، حتى قبل أن يقسم قسمه الرئاسي.. هذا كله ظاهر معلوم. من هنا نفهم الرد الترمبي على تصرفات إدارة «تويتر» العجيبة ضده وضد حزبه الجمهوري وأنصاره، وهم قسم كبير جداً من الشعب الأميركي هم من جعله يفوز بالمقعد الرئاسي من قبل. ترمب لوّح بمسودة قرار للرئيس الأميركي، أنها تسهل محاسبة مواقع التواصل على المحتوى المنشور. وفي تغريدة جديدة الخميس، جدد الرئيس الأميركي موقفه هذا، قائلاً: «تبذل الشركات التقنية الكبرى كل ما في وسعها مسبقاً من أجل فرض رقابة على…

قاضية «فيسبوك»… توكل كرمان!

الإثنين ١١ مايو ٢٠٢٠

الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها شركة فيسبوك بتشكيل «لجنة الرقابة العالمية على محتوى فيسبوك وإنستغرام» ونوعية الأعضاء الـ20 المختارين، تكشف أكثر عن عمق وخطورة التحالف الدولي الخبيث بين القوى الأصولية الإسلامية واليسار العالمي، بصيغته الرقمية الديجتال. صُدم الناس في العالم العربي، خاصة الشعب اليمني، من اختيار الناشطة الإخوانية الحادة اللسان المدعومة من تركيا وقطر، توكل كرمان، عضواً في هذه اللجنة الرقابية القضائية التي قررت «فيسبوك» أن أوامرها ملزمة. توكل صفحة مكشوفة، انحيازتها الحزبية مفضوحة، وهي تعارك كل يوم لمصلحة جماعة الإخوان ونظام إردوغان التركي وحمد القطري، بصلافة وجهرية وسوء كلام، يعني ليست موارية باطنية في هذا التوجه، ومع ذلك قرّرت إدارتا «فيسبوك» و«إنستغرام» تسليط توكل على ملايين المستخدمين، خاصة في اليمن ومصر، حيث ينتشر «فيسبوك» أكثر من «تويتر». ماذا يكشف هذا التصرف؟ ضعْ مع ذلك بقية الأسماء المختارة وأغلبهم من اليسار الأوبامي الضارّ بنا نحن العرب، عرب الاستقرار والرفض للمشاريع الإيرانية والتركية والإخوانية، مثلاً من ضمن قضاة السوء في «فيسبوك» هؤلاء، قانونية أميركية يسارية هي باميلا كارلان، ونشرت عنها قناة «العربية» ما يفيد بانتمائها الأوبامي الحارّ وعدواتها العلنية لخصومه. الحق إننا أمام ظهور جديد لمعالم هذا التحالف الذي تحدثت عنه كثيراً هنا في هذه المساحة من الصحيفة، وفي أماكن أخرى، وهو التحالف الثلاثي القائم على أضلع ثلاثة هي: الشبكات الخمينية…

هل يبالي الحوثي بـ«كورونا» اليمن؟

الإثنين ١٣ أبريل ٢٠٢٠

الخطوة التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية، بصفتها قائدة التحالف من أجل دعم الشرعية في اليمن، بوقف إطلاق النار لمدة محددة، من أجل إتاحة الفرصة للعمل الإنساني في مجابهة جائحة كورونا، وكذلك توفيراً لمناخ مناسب لمن يريد - حقاً - جلب السلام والحوار في بلاد السعيدة. لاقت هذه الخطوة حفاوة إقليمية ودولية، رغم - أو ربما بسبب - انشغال العالم كله بقصة كورونا المستجد. مجلس الأمن الدولي رحّب بقرار وقف النار الذي أعلنه تحالف دعم الشرعية في اليمن، من جانب واحد، لدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وبتجاوب الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، مع نداء الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، لوقف الأعمال العدائية فوراً. وطالب جماعة الحوثي، بتقديم التزامات مماثلة من دون تأخير، كما ثمَّن مجلس الأمن تجاوب الحكومة اليمنية مع نداء وقف إطلاق النار، مطالبين الحوثيين بتقديم التزامات مماثلة من دون تأخير. مجددين تأييدهم القرارات السابقة لمجلس الأمن، منها القرار 2216 لعام 2015، وشددوا على دعمهم لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. الدافع الرئيسي لهذه المبادرة من قبل قيادة التحالف السعودية، كما الحكومة اليمنية الشرعية، هو التفرغ لمعاجلة الداهية الدهياء، فيروس «كوفيد - 19» أو «كورونا المستجد»، ومن المعلوم أن اليمن، حتى قبل الحرب الحالية، يعاني من ضعف النظام الصحي العام، ليس بسبب…

«كورونا»… حديثُ خرافة يَا أمَ عمرو!

الإثنين ٠٢ مارس ٢٠٢٠

مع خصوبة الخيال لدى صنَّاعِه، لا يُمكنُ لك تصوُّر الحدود التي يمكن الوصول إليها. مصيبة اليوم، هي فيروس كورونا المخيف، الذي وُلِدَ في الصين وَرَضَعَ في كوريا وحَبَا في إيران، ومشَى في إيطاليا، ورَكَضَ في بقية المعمورة، من الولايات المتحدة، غرباً، حتى اليابان شرقاً، ومن أصقاع الشمال إلى صحارى الجنوب. هو فيروس، سريع الانتشار، ما يقال حوله، جهلاً، أكثر مما يقال علماً، إلا من أهل الشأن طبعاً، وفي مقدمهم منظمة الصحة العالمية، لكن لست أعلم لم يؤثر بعض الناس الإصغاء إلى مصادر مجهولة أو جاهلة، عِوَضَ الأخذ عن أهل العلم، لأنَّ الطريق الراشد هو أنْ نسألَ أهلَ العلم إنْ كنَّا لا نعلم. مقاطع فيديو، أو رسائل صوتية، أو صور أو غرافكيس أو نصوص، حول أصل الفيروس وطرق الوقاية أو الشفاء منه، عبر «واتساب» أو «تويتر» أو «فيسبوك»، ينتشر مثل الوباء نفسه، من أناس مجاهيل، لكنَّها - بأسف - تجد من يهشُّ لها ويبشُّ ويمنحُها طبلة أذنِه وثمرة فؤادِه. غير أنَّ الأغرب من فتاوى المتطببين تجاه فيروس كورونا، هو هراء المتفيهقين والمتعالمين من مدخّني المؤامرات والمحاكات في الغرف المظلمات، ولا نعلم كيف تيَّسر لهؤلاء الجهابذة الاطلاع على همسات وخطرات الغرف المغلقة بين عتاة المتآمرين العالميين؟! من يقول إنَّ فيروس كورونا تمَّ تصنيعه في معامل الأميركان بغرض قتل المنافس الصيني، ماديا ومعنوياً،…

العبرة من «فرية» بيزوس

الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٠

كانت عاقبة «السفه» الذي اقترفه، جيف بيزوس، رئيس شركة أمازون العالمية، ومالك جريدة «واشنطن بوست»، تجاه السعودية، وبالاً عليه. الرجل منذ تملَّك الصحيفة الأميركية الشهيرة، وهو منخرط في حملة عدائية ضد المملكة العربية السعودية، وفي صلبها حملة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقد ركَّز جيف بيزوس هجومه، سواء بشكل مباشر شخصياً، أو من خلال صحيفته المذكورة آنفاً، على ولي العهد السعودي، عرَّاب الرؤية والنهضة السعودية الجديدة، الأمير محمد بن سلمان. لست أعلم: هل دافعه في ذلك، دوافع إيديولوجية، أو انتهازية لمغازلة جناح اليسار المتطرف في الحزب الديمقراطي، أو تحالف ما، مع قطر وتركيا وإيران، لا نعلم عنه... الله أعلم، لكن ما نعلمه على وجه التأكيد، هو أنَّ الرجل، ورغم أن الأمير محمد ألقى عليه تحية السلام في البداية عند زيارته لأميركا، سيئ النية تجاه السعودية، وهو لسوء طبعه، ردَّ التحية بالسوء. خلاصة مهزلة جيف بيزوس، هو أنه كان على علاقة غرامية مع عشيقة سرية، ثم انفضح أمره، وانتشرت رسائله الغزلية وصوره الحميمية، وتسبب ذلك في طلاقه من زوجته، ذلك الطلاق الذي كلَّفه زهاء نصف ثروته، وهو أغنى رجل في العالم، تقريباً كلَّفه الأمر 38 مليار دولار! لم يكتفِ الرجل بابتلاع الفضيحة، بل كما يقال «رمى بلاه» على عاتق السعودية، وسرعان ما تبيَّن مهزلة تلك التهمة، ومن داخل الصحافة الأميركية نفسها،…

هل يجادل عاقل عادل في القصاص من سليماني؟

الأربعاء ٠٨ يناير ٢٠٢٠

ليس الغريب قتل قاسم سليماني، المصنف إرهابياً على قوائم دولية كثيرة، في هذا الوقت. بل الغريب المريب العجيب ترك هذا الرجل يعيث في الأرض فساداً كل السنين الماضية. وكما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كان يجب قتل سليماني منذ 15 عاماً. ما هي الخدمات التي قدمها قاسم سليماني وأتباعه للبشرية؟ بماذا سيحتفظ الناس في دول الشرق الأوسط، في تاريخهم وذكرياتهم، لهذا المرء؟ كيف سيتذكره الشعب السوري؟ والشعب العراقي؟ والشعب اللبناني؟ والشعب اليمني؟ والشعب البحريني، والكويتي، والسعودي، والمصري أيضاً؟ هو من غذّى الساحة السورية بالميليشيات الطائفية الخبيثة، التي كانت تنحر الناس، وتحرقهم وتقتلهم بشكل طقسي غرائزي، كما في حمص، وحلب، وحماة، ووادي بردى، وقرى القصير، وجبال القلمون... ميليشيات مثل النجباء والخراساني العراقية، و«فاطميون» و«زينبيون» الأفغانية والباكستانية، وطبعاً «حزب الله» اللبناني. هو من درّب أشرار اليمن، من عصابات الحوثية، لست أقول الزيدية، بل أقول الخمينية، التي اغتصبت المستقبل اليمني، ولوّثت السلم الأهلي. وأرسل ضباط سليماني من خبراء الصواريخ، سهام الخراب على أبها، وخميس مشيط، وجدة، والرياض، ومكة المكرمة حتى! هو، قاسم سليماني لا غيره، من اغتصب مفهوم الدولة في لبنان والعراق، وهو من درّب وأمر عصابات «الأشتر» في البحرين، و«حزب الله الحجاز» في السعودية، الذين قتلوا وخطفوا وفجّروا في مدن وقرى السعودية والبحرين. هو لا غيره، مع رفاقه من خبثاء الحرس الثوري،…

ماكرون… هل هو أوباما الأوروبي؟

الإثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠١٩

من المرات النادرة التي يتفق فيها المرء مع المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، تعليقه، أمس (الأحد)، على الدعوات الملحاحة من طرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أجل جلوس إيران مع إدارة ترمب للتفاوض. خامنئي، حسب التلفزيون الإيراني، قال إن: «الحكومة الفرنسية تتوسط، وتنقل الرسائل، وتجري اتصالات، والرئيس الفرنسي يقول إنه في حال عقد لقاء مع أميركا، فستحل المشكلات كافة؛ إنه إما ساذجاً وإما متواطئاً مع أميركا». الواقع أن الشاب المصرفي، القيادي سابقاً بالحزب الفرنسي الاشتراكي، إيمانويل، يتمتع بالصفتين ربما... يتمتع بالصفتين: المكر مع السذاجة. مزيج غريب، أليس كذلك؟ لديه ثقة مفرطة بحكمته السياسية، وبعد نظره، وأنه مبعوث جديد لتنقية السياسة العالمية، وهو ملتقط روح العصر، ونصير القضايا الكبرى، وهادم التقاليد السياسية القديمة. يشبه في ذلك -كما لاحظ كتاب وصحافيون عدة- قدوته الرئيس الأميركي، الظاهرة الليبرالية المتياسرة الشعبية، باراك أوباما. رصدت عدة تقارير وجوه الشبه بين تقنيات الحملة الانتخابية لماكرون وأوباما، وتجنيد جيل الشباب، واستخدام أسلوب جمع البيانات المباشرة عن الناس، كما في نمط الخطاب السياسي الثوري، وأنهما (باراك وإيمانويل) أتيا من خارج الطبقة السياسية القديمة. كان ماكرون يفعل ذلك عن وعي، فبعد أن أسس حركة «إلى الأمام»، وغادر حزبه الاشتراكي، تعلم الكثير من الحملة الانتخابية التي قادها باراك أوباما في الانتخابات الأميركية 2008. لذلك، لم يخفِ باراك أوباما دعمه الحماسي…