الإثنين ٠٩ أكتوبر ٢٠١٧
هل تقارير الأمم المتحدة حول أزمات الشرق الأوسط، محايدة؟ وهل هي بريئة من الاختراقات «اليسارية» الأوبامية والخمينية - الإخوانية؟ نتحدث تحديداً عن القضية اليمنية، لن نشير لمواقف وتقارير ومقاربات هذه المؤسسة تجاه الكارثة السورية، يا رعى الله المفاوض الاستراتيجي «الناظر» دي ميستورا. صدر مؤخراً تقرير عن الأمم المتحدة عن اليمن، أول أمر عجيب فيه أنه يساوي بين اللاشرعي والشرعي، بين الحوثي وصالح، من طرف، وحكومة الشرعية اليمنية والتحالف الداعم للشرعية، أو هكذا تبدو المقاربة. ركّز التقرير على انتهاك حق الطفل، وابتلع كثيراً من الدعايات الحوثية المضللة، وطبعاً إعلام المخلوع المنتقم صالح. حول الملف الإنساني. نعلم، وقد كتب الصحافي اليمني همدان العليي الكثير عن اختراق نشطاء من الحوثيين والمتعاطفين معهم خمينيو المهجر الغربي، وفلول اليسار «المحترف» كره السعودية، عن صور من هذا الاختراق للمؤسسات المنتمية لفكرة حقوق الإنسان. خطورة هذه التقارير، هي أنها مبنية في الغالب على «رأي ورؤية» العقل الحوثي والصالحي للقصة اليمنية. الشواهد كثيرة. والخطر الآخر هو أنها تكون مقدمة وتهيئة لقرارات سياسية أممية. لذلك يكون مواجهة هذه الدعايات باكراً من الضروريات، طبعاً هذا أمر يلام فيه إعلام الشرعية ونشاطه المدني بالغرب. التقرير الأممي الأخير، عن اليمن استنكره الأمين العام الخليجي وأمين التعاون الإسلامي لأنه اعتمد على تقارير من الجعبة الحوثية. الحكومة اليمنية الشرعية أشارت في ردها إلى «تزوير…
الجمعة ٢٩ سبتمبر ٢٠١٧
قُضِي الأمر الذي فيه تستفتيان، ومنح الملك سلمان المرأة السعودية حقها الطبيعي في قيادة سيارتها في طرقات البلاد. قضية استنزفت سمعة السعودية، واعتصرت الجهود الداخلية نحو ثلاثة عقود من السنين، منذ أن ظهرت القصة على السطح إبان حرب تحرير الكويت، حين قادت نسوة، من تلقاء أنفسهن، السيارات بالعاصمة الرياض بما يشبه التظاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 1990. جنّ جنون أبناء التيار الحركي الإسلاموي حينها، وعملوا على تهييج المجتمع السعودي وحمّلوا الأمور ما لا تحتمل - عادتهم! - وقالوا وأعادوا وزادوا وتمادوا كثيراً. منذ تلك اللحظة والملف «مشلول» أُرِيقَت فيه أحبار الكلام، وتنازل على حلبة الملف الفرسان، والملفّ لا يلفّ مذ ذاك الوقت. مجلس الشورى لم يدخل ميدان القضية إلا متأخراً، وكانت البداية مع الدكتور المؤرخ، المتحمس لقضية المرأة، محمد آل زلفة، عضو مجلس الشورى الذي أثار الأمر تحت قبة المجلس عام 2008، لكنه جوبه بهجوم «صحوي» من الطراز المألوف منهم، وقيعة وشتماً وتشكيكاً. وأُعِيد طرح الأمر مجدداً بعد دخول السيدات للمجلس في عهد الملك عبد الله، وكان السبق للسيدات أعضاء الشورى: لطيفة الشعلان، هيا المنيع، منى آل مشيط. وأحبط الأمر حينها، من داخل المجلس! لكن ومع الدورة الثانية لم تقنط لطيفة وأكملت المشوار. كل هذا الأمر صار من الماضي الآن، بعد القرار التاريخي من رئيس مجلس الوزراء، ملك البلاد، خادم…
الإثنين ١١ سبتمبر ٢٠١٧
تخيلوا لو أن الجمهورية الخمينية الإيرانية امتلكت القدرة النووية التي يمتلكها عظيم بيونغ يانغ الكوري! بعد حفلات النار التي أشعلها الرفيق كيم على سماء ومياه المحيط الهادي، مروراً بالأجواء اليابانية، استيقظت المخاوف الإنسانية القديمة من وحش الفناء النووي، وكان لمرور الصاروخ الكوري النووي فوق اليابان دلالاته الخاصة بهذا السياق، فاليابان هي البلد الذي ذاق أهله في هيروشيما وناجازاكي عصير الموت النووي في الحرب العالمية الثانية. ماذا يفعل الغرب مع كوريا الشمالية؟ العجيب أن الغرب، البعيد جغرافياً عن الجزيرة الكورية، مع اليابان وكوريا الجنوبية طبعاً، الأكثر قلقاً وانشغالاً بنووي وهيدروجيني كوريا الشمالية. أما بقية الدول الآسيوية والعربية، فلا يحفلون بحفلات الرفيق كيم... هل هي شجاعة أم من باب اليأس وتكّسر النصال على النصال! قد تكون الجمهورية الخمينية الإيرانية هي الأكثر اهتماماً بحفلات بيونغ يانغ. وقبل أيام زار رئيس مجلس الشعب لكوريا الشمالية طهران، ومعه وفد عسكري وتكنولوجي، بعيد الحفلات النووية والهيدروجينية. مرشد الخمينية الحالي السيد علي خامنئي نفسه معجب بالتجربة الكورية الشمالية، منذ كان في وزارة الدفاع عقب قيام الجمهورية الخمينية بقليل، على ما توسع بشرحه أمير طاهري في مقالة سابقة له بهذه الصحيفة. إيران مقيدة، حسبما يقال، باتفاقية تمنعها من التخصيب النووي، ببركة الآفل باراك بن أوباما، وحماسة الأوروبيين، وفي مطلعهم الزعيمة الألمانية أنجيلا ميركل. رئيسة الحكومة الألمانية، ميركل، اقترحت،…
الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠١٧
اقترب موسم الحج الديني، واقترب معه موسم المزايدات والمحاولات التي لم تنته لتوظيف الحج، وهذا التجمع الميلوني في عدة أيام، للدعايات والأكاذيب والسياسات، بالعادة كان من يقوم بذلك الخمينيون، ببدعة» البراءة» التي ضخمها الخميني وتلامذته، وحشاها بمضامين دعائية إعلامية تثويرية تخدم النظام الخميني. الجديد هذا الموسم هو دخول السياسات القطرية، ولا أقول الدولة أو الشعب القطري، في سوق المزايدات المحاولات على قصة الحج، ولو كانت المحاولات تنفع قطر، لنفعت ايران التي هي أكثر عددا ونفيرا من قبل! من اليوم الأول لوصول الخمينية لحكم إيران 1979 وهي قد وضعت موسم الحج هدفا رئيسيا لها، ومعه قيمة الحرمين المكي والمدني، فالغصة التي شرق بها الحلق الخميني، ومعه الحلق الإخواني بشكل مخاتل، وطبعا الحلق القذافي المشروخ، هي غصة الخدمة السعودية للحرمين، والقيام التامّ على رعاية الحج والعمرة. من أجل ذلك سعى ويسعى الخمينيون، ومن يتشّبه بهم اليوم، من بعض ساسة قطر، وغيرهم من عرب وعجم، للتشكيك والتخريب حول الحج والعمرة ومكة والمدينة، وهو أمر قديم ومخطط له بيقظة وإدارك. يحدثنا باحث لبناني»مسيحي» عن هذا المسعى الخميني القديم، وهو الدكتور نبيل خليفة. يقول خليفة واصفا السياسة الخمينية هذه: «لأنها اقلية ديمغرافية - جغرافية داخل العالم الإسلامي اعتمدت استراتيجية هجومية وأساليب البروباغندا الموجهة لتأكيد وجودها وفعاليتها ومصداقيتها كحركة إسلاميي جذرية في مواجهة السنوية التقليدية: .…
الجمعة ١١ أغسطس ٢٠١٧
ربما تابعت أو شاركت أيها القارئ الكريم هذه الأيام في نقاش عن مشكلة قطر، أو بالأحرى السياسات القطرية؛ إذ إن الشعب، والدولة القطرية منذ قيامها على يد الشيخ قاسم، أمر آخر غير سياسات حمد بن خليفة آل ثاني ومساعده حمد بن جاسم بن جبر. الميديا الخادمة للسياسات القطرية، المباشرة وغير المباشرة، العربية وغير العربية، المسلمة وغير المسلمة، تشتغل بأقصى طاقتها في حروب التعبئة الإعلامية وتشتيت الأنظار عن (جوهر) المشكلة إلى هوامشها. يساعد هذه الميديا حزام عريض من الأنصار أضخم بكثير من النواة القطرية نفسها. حزام ومدار يحلق فيه آلاف من الشظايا والأحجار الإخوانية والخمينية واليساريجية العالمية... ليس حباً في الدوحة بل كرهاً في الرياض والقاهرة... وأبوظبي والمنامة. جوهر المشكلة مع السياسات القطرية هو إسهامها الفعال في تمويل التطرف والإرهاب و(خربطة) الوضع الأمني والتوافق الاجتماعي في الدول الأخرى، ليس فقط الدول الأربع، بل غيرها كليبيا واليمن... مثلاً. الدوحة هي مركز التمويل والدعم الإعلامي لكل الفوضى التي حصلت في ديارنا منذ عقدين تقريباً. كما أن إيران الخمينية هي جيش الإرهاب والفتن الطائفية... وكما نعلم فإن الإخوان الذين يستخدمون اسم أو (شرعية) دولة قطر الدولية، هم في كل محطاتهم أولياء الإسلام الخميني. هناك نجوم إخوانية اشتهرت بهواها الخميني الغلاب... والهوى فضاح كما قال أهل الوجد والعرفان... منهم التونسي راشد الغنوشي والمصري كمال الهلباوي…
الإثنين ٠٧ أغسطس ٢٠١٧
كان لافتاً لدى ساسة المسيحيين اللبنانيين، وقواعدهم الاجتماعية، شبه الإجماع على دعم حزب الله الشيعي في حربه على جماعات سورية راديكالية على الحدود اللبنانية - السورية. حتى الزعيم اللبناني الأعلى صوتاً في مناهضة المشروع الإيراني، سمير جعجع، تراجع خطوة إلى الخلف، ولم يواصل ذا الخطاب الحادّ ضد حزب الله ودولته الحاضنة؛ الجمهورية الإيرانية التي أسسها رجل الدين الراديكالي الثوري، السيد الخميني، حسب ملاحظة الزميل والإعلامي اللبناني نديم قطيش بهذه الجريدة. أن يدعم أشخاص مثل جبران باسيل أو سليمان فرنجية أو الرئيس عون، حروب حزب الله «الطائفية» الخادمة للمشروع الإيراني، فهذه «شنشنة نعرفها من أخزم»، كما يقال، لكن أن يصل هذا الحماس لقواعد مسيحية حامية للجمهورية، تقليدياً، باعتبارها «أم الصبي» ومن أجل ذلك ترفض المشاريع الإقليمية المخترقة لسيادة لبنان، ومنها المشروع الإيراني، فهذا تطور جدّ خطير، وجدّ مثير. خطير في دلالاته على يقظة المشاعر الطائفية الرثّة، وعلى فكرة سيئة هي الأخرى، نبعت حين حاول التيار العوني ومن ينظر له، الترويج لها، وهي فكرة «تحالف الأقليات»، ضد من؟ بوضوح ضد أهل السنة.. حتى لو كانوا من قماشة رفيق الحريري أو فؤاد السنيورة. كتب أخيراً المفكر اللبناني رضوان السيد واضعاً يده على هذا المنحنى الكارثي واصفاً إياه بالوهم، وقال: «الأوهام لا تتعلق فقط بوهم أنّ الحزب يقاتل من أجل لبنان. بل هناك وهمٌ…
الجمعة ٢١ يوليو ٢٠١٧
أن تطرد الكويت دبلوماسيي الجمهورية الخمينية الإيرانية من أراضيها وتغلق مكاتب السفارة الفنية، فهذا يعني أن السيل بلغ الزبى لدى هذه الدولة الخليجية الودودة مع الجار الإيراني. الكويت صبرت صبر أيوب على شرور الجارة الكبيرة، ولعبها بصميم الأمن الوطني الكويتي، ليس من اليوم، بل مذ ولد هذا النظام الإرهابي المتأسلم الطائفي الخطير عام 1979 حين بدأت حكاية العصر الخميني. من فجّر موكب أمير الكويت السابق المرحوم الشيخ جابر الأحمد؟ من فجّر مقاهي الكويت الشعبية؟ من خطف الطائرة المدنية؟ من جنّد خلية التفجيرات الكويتية في مكة؟ أخيراً، من أنشأ أخطر خلية إرهابية خمينية في الكويت، خلية أو شبكة العبدلي؟ الداخلية الكويتية، كانت قد أعلنت في أغسطس (آب) 2015 عن ضبط عدد من المتهمين مع كمية كبيرة من الأسلحة عثر عليها في مزرعة بمنطقة العبدلي قرب الحدود العراقية، وفي منازل مملوكة للمشتبه بهم، وشملت المضبوطات 19 طناً من الذخيرة، و144 كلغم من المتفجرات، و68 سلاحاً متنوعاً و204 قنابل يدوية، إضافة إلى صواعق كهربائية. في وقتها تواقحت السفارة الإيرانية، وأصدرت بياناً استنكارياً ضد الداخلية الكويتية، وهو الأمر الذي استفز عدداً من أهل الكويت، وحق لهم، واليوم تصدر الخارجية الإيرانية استنكاراً ووعيداً ضد الكويت بسبب حقها «السيادي» الأخير بعدما قال القضاء الكويتي كلمته في حق إرهابيي خلية العبدلي. أعضاء الخلية الآن تحت الرصد والملاحقة،…
الأربعاء ٣١ أغسطس ٢٠١٦
دوما هناك٬ عند أي مجتمع٬ بل عند كل إنسان عادي٬ مقاومة للجديد٬ ونفرة من الجديد٬ حتى تتعود نفسه عليه. قديما صور المتنبي هذا المعنى في صورة أخاذة حين قال: خلقت ألوفا لو رجعت إلى الصبا لفارقت شيبي موجع القلب باكيا هذا لفهم المسوغ النفسي التلقائي للمقاومة ورفض التحول٬ ولكنه سلوك لا يلبث أن يزول ويضمحل مع الوقت٬ وثبوت الفائدة العامة٬ وكثرة الممارسة له٬ وغلبة البلاء به٬ حسب لغة الأوائل. من أجل ذلك يجب أن لا يجفل صاحب القرار٬ الذي ثبت بالدراسة والتجربة منفعته العمومية٬ من المقاومة الطبيعية العفوية٬ الأولية. إنما يجب محاصرة ولجم المقاومة الرفضية المقننة٬ التي يقف خلفها من يتاجر بهذه المشاعر العفوية٬ لحاجة في نفس يعقوب. يحصل هذا دوما مع القرارات الإصلاحية الجديدة٬ خاصة في قضية المرأة والانفتاح الاجتماعي عامة. دوما نرى ذلك. لنطالع هذه النماذج التاريخية٬ الطريفة٬ من تاريخنا في الكويت. في كتاب الصحافي والمؤرخ الكويتي عبد الله الحاتم (من هنا بدأت الكويت). نطالع: 1930 أصدر أمير الكويت أحمد الجابر أمرا للأهالي بخلع (البشت) وهو العباءة الرجالية (المشلح) وألزمهم تنفيذ هذا الأمر٬ فقوبل هذا القرار من الأكثرية بالانتقاد والتحدي. ولما رأى أمير البلاد عدم انصياع الأهالي هّدد بمصادرة عباءة كل رجل من على ظهره وحرقها. فخاف الناس وخرج معظمهم بلا عباءة٬ وهناك من لزم منزله. وكان أول…
الإثنين ٠٨ أغسطس ٢٠١٦
مفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة، كاد يكون على درب الشيخ حسين الذهبي، وزير الأوقاف المصري السابق، الذي خطفته وقتله عصابة شكري مصطفى، زعيم «التكفير والهجرة». نجا الشيخ علي من المخطط الشيطاني، وهو يوشك على إلقاء خطبة الجمعة بأحد مساجد السادس من أكتوبر بالقاهرة، وأصابت الرصاصات حرسه الشخصي، لكن المفتي السابق، خرج بعدها ليجدد عزمه على مواجهة الفكر الإرهابي، ويركز على نقد ونقض فكر وعمل جماعة الإخوان. في التفاصيل أعلنت حركة تابعة لجماعة الإخوان في مصر تطلق على نفسها اسم «حسم» - كما يعرفها بها الإعلام المصري - مسؤوليتها عن محاولة اغتيال مفتي مصر السابق علي جمعة، قرب منزله بمدينة السادس من أكتوبر في القاهرة. هذا الاستهداف للمشايخ المناهضين ليس جديدا على السلوك الإرهابي في مصر وغير مصر، وأبرز مثال يستحضر هنا هو جريمة مقتل الشيخ الذهبي، الذي كان كل ذنبه أنه ألف كتيبا في الرد على انحرافات فكر جماعة شكري مصطفى التكفيرية. كان مقتل الشيخ الذهبي حدثا داميا، خاصة أنه قتل بعد أن خطف، وقايض به قتلة التكفير والهجرة، بل كان من مطالبهم الغريبة نشر كتاب زعيمهم شكري مصطفى، على حلقات في إحدى الصحف، وإطلاق مجموعة من سجنائهم، ودفع فدية مالية. لم يحصل الأمر، وأصدر شكري أمره لجلاوزته بقتل الذهبي، فعثر عليه بشقة في الهرم في 7 يوليو (تموز)…
الأربعاء ٠٣ أغسطس ٢٠١٦
تعجب البعض من لغة علي عبد الله صالح الأخيرة، تجاه السعودية، بخطاب متلفز، وحوله ثلة من أتباعه، حيث لاطف السعودية وقدّر «الشقيقة الكبرى»، وأوضح لمن يتوهم أنه قال هذا الوصف «سهوا» أنه تعمد اختيار هذا الوصف للسعودية. التعجب مصدره أن هذا الكلام لا ينسجم مع أفعال صالح وأصدقائه الجدد من الحوثيين، أو «أنصار الله» كما صار يسميهم «الأخ» صالح. الحدود السعودية اليمنية في حالة حرب، بفضل صالح «العلماني»، وصديقه «الخطيب الديني» عبد الملك الحوثي. وقد استبق هذا الغزل، بالانقلاب الثاني على اليمن، من خلال إنشاء ما سمي المجلس السياسي لحكم اليمن، مع شريكه «السيد» عبد الملك. مجلس وصفته الحكومة السعودية باجتماعها الأخير بـ«الخرق الواضح» للشرعية الدولية والعربية والخليجية واليمنية نفسها. هناك من يقول من «بعض» الخليجيين والسعوديين - ويفرح بكلامهم إعلام إيران وروسيا واليسار البريطاني والغربي - ماذا حققنا في حرب اليمن؟ وهل هزمنا؟ وغير ذلك من أسئلة الإحباط والتشكيك. لا يقال: إن المطلوب من الإعلام الخليجي والسعودي «البصم» على كل ما يقال رسميا، لكن أيضا غير عادل ولا مهني - ولن نقول ولا وطني - أن تطرح أسئلة هي ترديد للدعاية النفسية الحوثية والصالحية، ومن يساندهم من جيران اليمن الأقربين والأبعدين. حرب «عاصفة الحزم» هي حرب ضرورة، لا مناص منها، لأن البديل هو قيام حكم عدواني في اليمن، مرتهن…
الإثنين ٢٥ يوليو ٢٠١٦
كنت في جلسة ودية مع بعض الأصدقاء المصريين في القاهرة قبل أيام٬ ودار حديث كان منه ما يتصل بالسعودية ومصر. لفت انتباهي أن هناك مساحات من الغموض والضبابية حول الشأن السعودي وطبيعة النقاش في البلد٬ بعبارة أخرى التركيبة السعودية. لست أتحدث عن الحق في الاختلاف٬ بل عن غموض محّير بالنسبة لطرف من «النخبة» المصرية٬ ولست أقول عامة الناس٬ يتجلى مثلاً في الخطأ بتهجئة أسماء الشخصيات وطريقة نطقها٬ عناوين مناصبها٬ صلاحياتها٬ شبكة الإدارة والحكم٬ ولا ينتهي عند الغموض أيًضا في ديموغرافيا وجغرافيا وسيسيولوجيا السعودية. غموض في جانب منه ليس مقصوًدا٬ أو برغبة التجاهل والإهمال لأن هذا النوع من الجهل أو «التجاهل» موجود٬ وله أسبابه المعروفة أتحدث عن نوع بريء من العجز عن الفهم التام٬ يستعاض عنه بالاجتهاد والعفوية التي تصل إلى حد العشوائية٬ خصوصا في عروض الحكي التلفزيوني اليومي٬ وبشكل أجلى٬ في منتجات السوشيال ميديا. من يلام على هذا الغموض؟ سؤال يحتاج لإجابات وليس إجابة واحدة٬ ولا ريب أن المثقف والإعلامي السعودي والجانب الحكومي٬ يتحمل نصيبه من بقاء الفراغ هذا٬ لكن يتحمله بالدرجة نفسها المثقف والإعلامي المصري٬ ذلك أن الأرض السعودية بالنسبة للمصري ليست كأي أرض٬ فهي مهوى الأفئدة التي يفد إليها الناس من كل فج عميق في كل موسم حج أو رحلة عمرة وزيارة للمدينة٬ ونعلم كم هي…
الإثنين ١١ يوليو ٢٠١٦
من قال إن التاريخ لا يعيد نفسه٬ ليته يرى ما يجري اليوم في العراق٬ مثلا. في العراق٬ تجد صراعا واضحا٬ فيه حساسيات طائفية لا يمكن المغالطة فيها٬ واضحة لكل ذي عينين. ومقاطع الفيديو تشهد بالصوت والصورة على انفلات الغرائز الطائفية الحاقدة٬ من كل حدب وصوب. كان خطأ السنة في العراق التهاون مع الزرقاوي وعصابته القاعدية من قبل٬ الذين اختطفوا المعركة الوطنية العراقية٬ ولوثوها بالشعارات الطائفية الحاقدة ضد كل الشيعة العراقيين٬ بما هم شيعة٬ وحتى ولو كان ذلك الفرد الشيعي العراقي٬ علماني النزعة وطني الهوى. صحيح أن جَّل السنة في العراق كانوا ضد ثقافة الزرقاوي ثم البغدادي٬ هذا لا ريب فيه٬ ولكن لم يصل صوت هؤلاء٬ بسبب غباء الإدارة الأميركية للعراق٬ المدفوع ببعض نصائح الخبراء في واشنطن للتحول نحو الإسلام الإيراني٬ وهو ما كشفه بجلاء الرئيس أوباما. بالنسبة للحكام الجدد في بغداد٬ من الجعفري للمالكي وحتى للعبادي٬ وأسوأ هؤلاء طبعا هو المالكي٬ فإن القرار هو لصالح إيران٬ ولرعاية الجماعات الشيعية التي تعمق الحقد الطائفي٬ ممثلة بجرائم الحشد الشعبي٬ وقادته٬ العامري والمهندس. الجسد العراقي مريض٬ ولذا هو عرضة لصراع الإرادات الدولية والإقليمية٬ ونزاع الشيعة والسنة جسر يعبر عليه صراع الإرادات الخارجية هذه. هذا بحاضر العراق٬ فهل هذا جديد٬ أم له تاريخ؟ بعد جولات كر وفر بالصراع الصفوي العثماني على العراق٬ وبعد استغاثة…