الإثنين ٢٢ يونيو ٢٠٢٠
مواقف الإمارات التاريخية الداعمة لمصر، ظلّت على الدوام تنبع من نهج أصيل وبوصلة صائبة بأن مصر بثقلها العربي الكبير هي ركيزة للأمن القومي الجماعي، واستقرارها هو استقرار للمنطقة، وقوتها قوة للعرب جميعاً. وتضامن الإمارات ووقوفها اليوم إلى جانب مصر، في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها من تداعيات التطورات المقلقة في ليبيا الشقيقة، لا يخرج عن هذا النهج في الوقوف مع قضايا الأمة، ونصرة استقرار شعوبها، ووضع حدّ للصراعات التي أنهكتها، وتواصل قوى إقليمية تغذيتها لتحقيق أطماعها. تأييد الدولة لما جاء في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأول، بشأن ليبيا، جاء منسجماً مع التأييد الكبير التي حظيت به الكلمة عربياً، وهو ثبات أصيل مع ما يضمن الأمن القومي العربي، ويحافظ على استقرار مصر في وجه أي تهديدات إرهابية تأتيها من ميليشيات المرتزقة المدعومة من الخارج، وهو كذلك وقوف مع المستقبل الآمن للشعب الليبي الشقيق بوقف التدخل الأجنبي في بلاده، ووقف أي دعم خارجي لقوى التطرف فيها، وحصوله على دولته الجامعة ليستعيد البناء والتنمية. السياسات العقلانية التي تنتهجها الدول العربية الوازنة في منظومة الأمن القومي العربي، تواصل اليوم الوقوف سداً منيعاً في وجه السياسات غير الحكيمة التي تقودها أوهام الهيمنة وأطماع السيطرة لقوى إقليمية لا تزال مستمرة في تدخلاتها غير الشرعية، معتدية على سيادة أكثر من دولة عربية،…
الثلاثاء ٠٢ يونيو ٢٠٢٠
دخلت الإمارات بالأمس مرحلة جديدة في التعامل مع جائحة فيروس «كورونا» وهي ما اصطلح على تسميته عالمياً «الوضع الطبيعي الجديد»، الذي يضمن استمرار الأعمال والخدمات بآليات صحية تضمن السلامة العامة ولا تتهاون فيها، وفق بروتوكولات تم تعميمها على جميع الموظفين الذين عادوا لمقار أعمالهم وتكليف كادر بالإشراف على الالتزام لضمان النجاح. القناعة التي وصل إليها العالم اليوم، وبعد ستة أشهر من ظهور الفيروس أول مرة، أن سياسة العزل استنفدت آلياتها على المستوى العام، وأن البشر أينما كانوا عليهم التكيف مع مرافقة الفيروس لفترة لا أحد يعلم مداها، لذلك تبدو المقاربة الجديدة بالعودة للعمل واستئناف النشاط الاقتصادي، وفي الوقت نفسه اتباع أعلى المعايير الصحية، هي الأجدى في هذه المرحلة، بعد الدروس التي تعلمناها خلال الفترة الماضية. في كلام محمد بن راشد لمجلس الوزراء أمس رسالة واضحة بالنهوض للعمل، لأن الحياة مستمرة، والإنجاز متواصل، والتجربة كما أكد جعلتنا أقوى وأفضل وأسرع، والقادم يحتاج منا لروح جديدة وتفكير مختلف وأسلوب عمل أكثر مرونة وذكاء، نعم فهذه المقاربة التي نحتاجها، كل شخص فيها مسؤول، وكل المؤسسات مشاركة في حماية أفرادها. الصحة ستبقى أولوية ومسؤولية، وإرجاع عجلة الاقتصاد استراتيجية ضرورية، هذا قول وفعل في الإمارات، فالعودة للأعمال واستئناف النشاط الاقتصادي، أصبحا ضرورة لا تقل أهمية عن الإجراءات الصحية، لأن استمرار سياسة العزل يعني ذوبان الاقتصاد،…
الأربعاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٠
جملة من القرارات الاستراتيجية أصدرها مجلس الوزراء بالأمس، تتصل بجوهر المجهود الوطني الحالي في مواجهة الحالة الصحية العالمية، ويبرز من تلك القرارات تشكيل فريق عمل لتنمية قطاع الزراعة الحديثة في الدولة، لتكون ضمانة اقتصادية وأمنية واجتماعية للوطن في كل الأوقات. القرار على أهميته إلا أنه يؤشر لبداية تغييرات مهمة لمرحلة ما بعد «كورونا»، وهو ما أكده محمد بن راشد في اجتماع مجلس الوزراء، حيث بدأت الإمارات منذ اليوم الإعداد لهذه المرحلة، مستخلصة أول العبر من الأزمة التي فاجأت العالم. ملامح المرحلة المقبلة حددها محمد بن راشد بتوجيه الاستثمارات نحو الزراعة التي تعاني ضعف التمويل وظروف الطقس القاسية، بما يعني أن على الجهات ذات العلاقة، سواء كانت حكومية أو خاصة، الانسجام مع هذا التوجه، خاصة أن التجارب الزراعية النباتية والحيوانية في الإمارات سجلت نجاحات لافتة، ساهمت في وفرة المخزون الغذائي خلال الأزمة، ما يشجع على المخاطرة في هذا القطاع، وهو تحدٍ جديد تسكنه ملامح النجاح، لسببين، الأول أننا في بلد لا مستحيل فيه بقوة إرادة شعبه وقيادته، والثاني أن رؤية الراحل زايد تسكن فينا، وهو الذي حوّل مناطق شاسعة من الصحراء إلى جنات خضراء. التوجه الثاني، كما حدده محمد بن راشد، منظومة العمل، بحيث تكون تقنية جديدة للعمل الحكومي لما بعد الأزمة، حيث أفرزت الأزمة قيمة التكنولوجيا التي مكّنت كافة القطاعات…
الأحد ١٩ أبريل ٢٠٢٠
منذ بداية الأزمة الصحية العالمية، يحظى أداء الإمارات في التعامل مع هذا الوباء، بإعجاب دولي، سواء على صعيد المعالجات الداخلية أو تقديم الدعم للخارج، والتي برز فيها فن إدارة الأزمة، بالاستباقية في الاستعداد والتخطيط والتنفيذ المنظم، ثم بالتحفيز الاقتصادي الذي يحفظ المكتسبات ويؤسس لانطلاقة اقتصادية جديدة من النوع الذي تعرفه الإمارات وتتقنه. لكن بالتوازي مع ذلك كان التضامن المجتمعي الذي تشكّل بفعل الانتماء والولاء للوطن والقيادة التي نجحت في بث روح التفاؤل، أهم ملامح الجهد الوطني في المواجهة، فصار الناس أقرب إلى بعضهم وأكثر تضامناً والتزاماً بتعليمات المعركة، ليس لأنهم أكثر رعاية من غيرهم في دول أخرى، فقط، بل لأن فن إدارة الأزمة جعل الأمل حاضراً بقوة من خلال وجود القيادة في ميدان المعركة تشرف على تنفيذ الخطط التي وضعتها لتضمن نجاحها، فوصلت الرسالة للداخل والخارج أن الأمور هنا تحت السيطرة. بالأمس كان حمدان بن محمد على خط المواجهة الأول مفتتحاً واحداً من أكبر المستشفيات الميدانية في العالم، في خطوة استباقية تتحسب لكافة السيناريوهات وتتكامل مع الجهود الوطنية، ليبث التفاؤل من خلال ظهوره في المستشفى وهو يؤكد الجاهزية لكل الاحتمالات، وأن الجهود تسابق الزمن من أجل أن تبقى الإمارات دائماً أكبر من التحديات، ومقدماً الدعم اللازم لمحاربي الفيروس من جنود الجيش الأبيض. ثم تأتي البشرى من محمد بن راشد، صانع…
الأربعاء ١٥ أبريل ٢٠٢٠
كيف تعمل الإمارات على جبهتين، وسط أزمة عالمية معقدة ومتعددة الأوجه، وضعت العالم في إغلاق كبير؟ يد تقاتل على الجبهة الداخلية بتحكم وسيطرة، ويد تمد العالم بالإمدادات اللازمة والذخيرة الطبية والغذائية للصمود والمواجهة. ليس مبالغة القول إن الإمارات تتقدم الصفوف في هذه الحرب العالمية، بكل فرقها الطبية واللوجستية والاقتصادية، ليس هذا فقط بل بوضع الخطط وحشد الطاقات نحو جهد موحد ومنسق لحصار الجائحة الفيروسية، ووضع خارطة طريق لإنعاش اقتصادي عالمي سريع. الناقلات الوطنية تجوب العالم جواً بمئات الرحلات تنقل العالقين بين العواصم، وتغادر الإمارات وهي تحمل الشحنات الدوائية والغذائية والإغاثية لكل الدول التي تواجه عجزاً في تلك المواد، واختار عدد من أبنائها التجنيد في مستشفيات عالمية ليكونوا في قوات الصاعقة الطبية العالمية في بؤر تفشي الفيروس، فضرب العدو في الخارج لا يختلف عن الداخل، فالمعركة واحدة أينما ذهبت. وعلى المستوى الداخلي، تقف كل الأجهزة في حالة استنفار قصوى، على ثلاثة خطوط متوازية، الأول صحي تتضاعف تجهيزاته يومياً، والثاني اقتصادي يحافظ على ضمان الإنتاج والتوريد والتصدير وبقاء العجلة الاقتصادية في حالة دوران، والثالث حكومي يضمن استمرار الخدمات ورعاية مصالح الناس. حجم العمل هائل ومعقد، لكن القدرات والإمكانات قوية ومتينة، والأهم هو غرفة عمليات المعركة، وكيف تدار بهذه الكفاءة مع تعدد المسارات. بالعودة إلى السؤال، فإن الإجابة، تكمن في أمرين الأول، أن…
الإثنين ١٣ أبريل ٢٠٢٠
منذ بداية معركة «كورونا»، يطل محمد بن زايد على شعب الإمارات والمقيمين، بشكل شبه يومي، مستخدماً كل أشكال التواصل، سواء بالظهور الإعلامي، أو الميداني، أو متابعة فرق العمل الوطنية التي تقاتل على الجبهة، حرصاً على بث الطمأنينة في صفوف المجتمع، والتأكيد على أن الأمور تحت السيطرة. صحيح أن محاربي الفيروس، فرق طبية بالأساس، ولهم ألف تحية، لكن الظرف، بقدر ما هو صحي، فهو سياسي أيضاً، يحتاج قرارات سيادية، وتوجيه المعركة من القائد الذي يعرف متطلبات المنازلة الكبرى. في إطلالته وهو يتواصل مع قادة الفرق الوطنية التي تواجه «كورونا»، بدا مطمئناً واثقاً لسير المعركة، مفاخراً بتلك الفرق التي وصفها بالرمح، تتقدم الصفوف لضرب العدو، سعيداً بالنتائج التي تحققت، مؤكداً حرصه على حماية كبار المواطنين، ومبادرته الجديدة بحماية أصحاب الهمم، بحيث لا تستثني الوقاية، مواطناً أو مقيماً، حتى يتمكن الفعل على الأرض، من تغيير موازين المعركة، نحو قهر الفيروس. نحن أقوياء، ليس بالفرق والنظام الصحي والاقتصادي فقط، بل بالقيادة التي تدير وتوجّه، والتي بنت دولة قوية، قادرة على تجاوز الأزمات، بدليل قدرتها على إدارة المعركة بكفاءة واتزان. هنا، يحضرني قول لمؤسس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس، بأن عدداً قليلاً من الدول، سوف تحصل على الدرجة الأولى عن أدائها في مواجهة «كورونا»، هذا صحيح، لكن لن يكون غريباً أن نجد الإمارات في قائمة الدرجة…
الأحد ١٢ أبريل ٢٠٢٠
رغم قوة الجائحة الفيروسية، وانشغال العالم بمواجهتها، خاصة الفرق العلمية التي تبحث في خصائص الفيروس، وآلية عمله، للوصول إلى المصل، ورغم الخوف والارتباك، أبدت تلك الفرق حماساً غير مألوف، رغم آلام الطريق للوصول إلى المصل الوقائي العنيد، أو الدواء العلاجي العتيد. مصدر الحماس، توفر الدعم المالي غير المسبوق من الحكومات والشركات، ورجال الأعمال والأثرياء، وغيرهم، للأبحاث العلمية الطبية، حيث يتوفر اليوم لتلك الفرق ومختبراتها كل الدعم اللازم، وهو سابقة نادرة، تساعد في الإسراع للوصول إلى المصل أو العلاج، أو الاثنين معاً. والسؤال البديهي الآن، هل نجح العالم أم رسب في امتحان البحث العلمي قبل الجائحة؟ الحقيقة المرة، كما يجيب عنها ضيفنا الكريه «كوفيد 19»، فشل بامتياز، فالعالم يدفع فاتورة لم يتحسب لها، حيث خسائر بشرية مؤلمة، وشظايا الخسائر الاقتصادية تتطاير في كل اتجاه، والنتيجة شلل عالمي، وإجازة إجبارية في كل الأرض، لا تبدو نهايتها في الأفق. أمام مرارة الجائحة، يحتاج العالم إلى تعظيم البحث العلمي، واعتماده نهجاً ثابتاً، أما الابتعاد عن هذا أو التغاضي عنه، فهو تراجع خطير على جبهة مفتوحة دائماً. فالمهم الآن، هو البدء بتبديل السياسات والأولويات، وممارسة الضغط على الأنظمة السياسية من أجل ذلك، ودعم البحث العلمي الطبي، وتعميم دعمه في كل البلدان، عبر ميزانيات تدعمها مؤسسات دولية، مثل صندوق النقد والبنك الدوليين، بدل إغراق دول العالم…
الأربعاء ٠١ أبريل ٢٠٢٠
بقصد أو بحسن نية، يبادر البعض إلى نشر رسائل وفيديوهات، تثير الذعر والهلع بين الناس، مثل نقص الكمامات أو المعقمات، صحيح هناك طلب كبير على هذه السلع، لكن نحن كأفراد جزء من المشكلة، فحين ننشر عبر منصات التواصل الاجتماعي عن نقص هنا وهناك، فقد اخترنا الوسيلة الخطأ، لأن المسؤولية تقتضي التواصل مع الدوائر الاقتصادية التي خصصت فرق تفتيش ومتابعة ومراكز اتصال لتلقي شكاوى المستهلكين، والنشر أو إعادة النشر من دون تحقق من صحة المحتوى يقع تحت طائلة المسؤولية القانونية. كما أن إقبال الأفراد على شراء كميات كبيرة من هذه السلع، هو إضرار بالمصلحة العامة، وإرباك لجهود الأجهزة الرسمية وسلسلة التوريد لمنافذ البيع الكبرى التي تؤكد مع الجهات الرسمية وفرة المعروض، لكن علينا الشراء بمسؤولية، والاكتفاء بالحاجة، والثقة في أن المخزون والتوريد كافيان للجميع، فلا تهلعوا ولا تثيروا خوف غيركم. المصانع تعمل وسلاسل التوريد تؤدي دورها بكفاءة فلا ترهقوها بالشراء وبث الشائعات، بالأمس تحدثنا هنا عن تجار الأزمة، وكيف يستغلون الأوضاع للتربح، لكن في المقابل على المستهلك أيضاً أن يحارب ذلك بالتوقف عن حمى الشراء والتخزين، فهذا يعرقل إمداد الجبهة الأمامية في الحرب على الفيروس، ويزيد تربح تجار الأزمة. قد يحدث نقص هنا أو هناك، لكن العرض يعاود الظهور سريعاً بشكل كافٍ ووافٍ. لقد استوعبنا الصدمة، ونتكيف مع تداعياتها، فعلينا محاربة…
الخميس ٢٦ مارس ٢٠٢٠
أحدث الإحصاءات لحالات الإصابة بفيروس «كورونا» حول العالم تلامس نصف مليون حالة، تضاعفت خلال الأسبوع الأخير، ما يعني أن الأسوأ لم يصل بعد. لكن هل نستسلم؟ بالتأكيد لا. لكن المهم أن نعرف كيف نقاتل هذا العدو، وننتصر عليه قبل أن يصادر حياة البشرية ويفتك بها. في الجانب الحكومي للمواجهة، تتخذ الحكومات عبر العالم إجراءات احترازية عاجلة تدعم نظامها الصحي، لكن المسألة العاجلة في المواجهة، هي مسألة فردية، يحكمها الوعي بالمخاطر التي تدق الأبواب، بمعنى أن السلوك الفردي لكل واحد فينا يجب أن يكون محسوباً ودقيقاً، عبر الالتزام بالنصائح والتعليمات التي تكررها الجهات الرسمية كل يوم مئات المرات، وتصل كل واحد فينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي آلاف المرات. المقصود أن يفهم متلقي تلك التعليمات، أنها ليست دعوة أو رجاء، بل هي أشبه بالأمر العسكري واجب التنفيذ، فنحن جميعاً في معركة أكثر تهديداً لحياتنا وللبشرية من المعارك التقليدية، فلا مجال للتردد أو التفكير مرتين في المعركة، المطلوب فقط، التنفيذ من دون نقاش. علينا أن ننظر إلى دول عظمى عسكرياً واقتصادياً، كيف تنهار أنظمتها الصحية، وكيف أصبحت تقترب من الاستسلام أمام الجائحة، لعدة أسباب أبرزها كما يؤكد الأطباء الاستهتار بالعدو، وعدم التزام التعليمات. لذلك علينا أن نتعلم من الأخطاء وأخذ العبر من تجارب الآخرين، والتعامل مع الأمر باعتباره تهديداً شخصياً، وهو كذلك فعلاً،…
الأحد ٠٨ مارس ٢٠٢٠
عاماً بعد عام، تسجل الإمارات مراتب متقدمة في المسار الأممي نحو التوازن بين الجنسين، عبر سياسات وتشريعات تسبق مسعى الأمم المتحدة، بتناصف الكوكب في عام 2030، بعد أن حلّت الإمارات في أحدث التصنيفات الدولية، في الترتيب 26 عالمياً، والأولى إقليمياً، نحو الوصول لهذا الهدف. التصدي للفجوات بين الجنسين على كافة المستويات، بدأ مع تأسيس الاتحاد، وتطور بمرور السنوات، ما أتاح للمرأة في الإمارات، فرصة مثالية لتحقيق المساواة، لم تتوفر حتى في الدول التي تبنت هذا النهج في وقت أبكر، حيث اتبعت الحكومة سياسة التمكين الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمرأة، من منظورين، الأول إنساني، باحترام حقوقها، والتأكد من حصولها عليها، والثاني، من منظور اقتصادي، حيث تظهر دراسة للأمم المتحدة، أن زيادة مشاركة النساء في قوة العمل إلى حد المساواة مع الرجال، تزيد الناتج المحلي بنسبة لا تقل عن 12 % في الإمارات. المتابع لتمكين المرأة في الإمارات، يرصد بسهولة، كيف ترقت إلى المناصب، وتوجد في كافة قطاعات الأعمال والإدارات، سواء الحكومية أو الخاصة، وكيف حصلت على فرص متساوية في التملك والتعليم والتوظيف، واختيار المهنة والأجور، والأمان الوظيفي والترقي، من غير تفرقة أو تمييز. وبموجب التشريعات، لا تواجه المرأة في الإمارات أي قيود أو معوقات قانونية وتنظيمية، لأن استراتيجيات العمل والتوظيف، تراعي المساواة بين الجنسين، بل تحرص على ذلك، لكن العائق الذي لا…
الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٠
نحن في بلد الممكن، فلا شيء مستحيلاً هنا، قبل خمسة عقود بدأت قصة لا تنتهي فصولها، بل تزيد يوماً بعد يوم، حين تذكر الإمارات يقفز إلى الذهن الإنجاز السريع المتقن، وتصدير الإيجابية ونشر الانفتاح والتسامح. دلالات بالغة الأهمية نرصدها من مؤشر القوة الناعمة للدول، واحتلال الإمارات المركز الأول إقليمياً و18 عالمياً في سباق لا يتقنه إلا المؤمنون بقدراتهم وقدرتهم على التأثير. فعلى المستوى الإقليمي والعربي، تقف الإمارات في صدارة المشهد، بلا منافس، ما يضع على عاتقها مسؤوليات وطنية وإنسانية وقومية إضافية تدعم مسارات نشر التواصل والانفتاح وتوزيع أمصال الإيجابية في الإقليم وفي مواجهة الصراعات والتخلف والفقر والأمية، وتجديد الأمل بالتغيير للأفضل. والإمارات تؤكد بهذا التصنيف أن المهم هنا، ليس امتلاك عناصر القوة الناعمة فقط، فهناك دول عريقة تمتلكها، لكن الأهم هو كيف تديرها. أما دولياً، فإن الدلالة الأهم، أن تأثير الإمارات الإيجابي تجاوز حدود الإقليم إلى حدود الإنسانية كلها، وأن تنافسية الإمارات في القوة الناعمة باتت مع الكبار في هذا المجال، وأن الإمارات استطاعت في زمن قياسي التحول إلى دولة مؤثرة في الساحة الدولية بكل مساراتها السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية وغيرها. والدلالة الأهم من المؤشر الدولي هو الاعتراف العالمي بقدرة هذه المنطقة وشعوبها على المشاركة في إيجاد الحلول للقضايا التي تشغل الإنسانية باعتبارها قضايا متداخلة، وصياغة المستقبل وفق معايير وقيم…
السبت ٢٢ فبراير ٢٠٢٠
لا تستطيع أن تقتل الحلم من الشباب ثم تطلب منهم الإبداع والتميز، إذا قتلت الحلم فأنت تقتل الأمل، فماذا أبقيت في الناس من حياة؟»، كلمات تعلمناها من مدرسة محمد بن راشد في بث الأمل والإيجابية واستنهاض طاقات الشباب ليصنعوا مجدهم ومجد أمتهم، مدرسة تصنع الأمل في النفوس، وتخرج أجيالاً بشهادات الإيجابية والعطاء والإبداع. في الإمارات، يشع الأمل من صميم سياسات العمل، فهو أساس التكوين والنشأة، به حققنا الاتحاد، وبنينا دولة يلتقي فيها العالم بانسجام يصنعه الأمل، ندرك أن الحياة ليست ورديةً بل مليئة بالتحدي، لكن كانت نظرة الإمارات أن التحديات أرضية الإنجاز. لكن المهم أن يرافق التحدي، الأمل، خصوصاً في مجتمعات يظللها تفشي الإحباط، وهنا تبرز الحاجة إلى مَن يصنعون الأمل؛ لأنه لا يأتي بمفرده بل نصنعه، فهو حاجة إنسانية وطاقة تحقق الطموح والأحلام، ومن دونه يسود الإحباط، وتعكس العجلة دورانها إلى الخلف، فتحطم كل شيء، فالأمل يعادل الحياة ويستدعي المستقبل، فتلك غايته وغاية صانعه. بالأمس احتفلت الإمارات بدفعة جديدة من صُناع الأمل، الذين آمنوا بقدرتهم على التغيير الإيجابي، وعدم الاستسلام لشروط اليأس، بل القفز إلى الواجهة مقدمين نماذج للإقدام والعطاء والشجاعة، فصنعوا الحياة لهم ولغيرهم؛ لأنهم تسلحوا بالأمل وقدرتهم على التغيير، فكتبوا روايات ملهمة، تطبعها الإمارات لتوزعها على كل الشباب العربي لاستنهاض طاقاتهم في البناء. لقاء صناع الأمل السنوي…