رائد برقاوي
رائد برقاوي
رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج

موازنة دبي.. رفيقة التألق

الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤

تخبرنا المؤشرات كافة والإنجازات والنجاحات التي نشهدها يومياً بحقيقة واحدة، تتمثل في أن المستقبل عنوانه الإمارات، فإذا بحثنا عن الاستراتيجيات طويلة الأمد والتي تثمر خيراً ونماءً، وإذا فتّشنا عن الرؤى التي تسابق الزمن، ومشروعات الغد، فسنجد كل ذلك متجسداً أمامنا في الإمارات. وفي دبي، رفيقة التألق التي لا تتوقف يوماً عن إبهارنا، هنا نتلمس في مقدمة المشهد وخلفيته، وفي كل زواياه وأركانه، ومضات من أفكار وأفعال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي لم يتوقف يوماً عن الحلم، بتحقيق الرفاه لمجتمعه، وترسيخ دبي أرضاً للفرص والابتكار، وبوصلة لكل من يبحث عن حياة كريمة، وعن ترجمة أحلامه التي حلّق فيها بالإمارة إلى مستويات تتحدث عنها الأرقام، وتجعلنا نفكّر ونتأمل ونحلم بما ستفاجئنا به دبي في الغد القريب. من تلك الأرقام الكثيرة التي تفاجئنا بها دبي على مدار الساعة، ووضعتها في المقدمة، اعتماد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الموازنة العامة لحكومة دبي للسنوات المالية 2025-2027، بإجمالي نفقات 272 مليار درهم، وإيرادات 302 مليار درهم، وهي الأضخم في تاريخ الإمارة. في كل عام تأخذنا دبي إلى مرحلة جديدة من النمو.. نمو يعتمد على أسس متينة مبنية على قواعد ثابتة راسخة قادرة على أخذ الإمارة إلى قمّة جديدة، وبدون…

رهان الإمارات وحصادها

الإثنين ١٤ أكتوبر ٢٠٢٤

رهان الإمارات على التقنية في تحقيق مستقبل أفضل لمواطنيها واقتصادها ومجتمعها وخدماتها، رهان قديم متجدد عمره عقود متراكمة من العمل الجاد والنجاح، وهو استراتيجي أيضاً، يتصدر الأولويات الوطنية، وتوليه قيادتنا الرشيدة العناية والمتابعة الكاملتين لتسريع أهدافها، وتحقيق خططها وتقدمها ورفاه شعبها. من هنا تقرأ: لماذا الجميع في الإمارات على موعد سنوي مع معرض «جيتكس» الذي أصبح الحدث الأبرز في الشرق الأوسط، ويطرح جديد العالم في الابتكارات والتقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي، وها هو اليوم بعد أكثر من 4 عقود علامة ملازمة لدبي، ورديف أساسي للتقنية في منطقتنا. «جيتكس» حوّلته دبي، ليصبح حدثاً عالمياً ينتظره الجميع، المبتكر والمخترع والمطوّر والمنتج من جهة، والمستخدم الحكومي في الوزارات والمؤسسات والشركات الخاصة، وحتى المستهلك الفرد، من جهة أخرى، حيث يلتقي الطرفان على أرض الإمارات، لبحث جديد التقنية واحتياجات المجتمع في سبيل تحقيق أكبر قدر من الاستفادة لمواكبة المستقبل ومواجهة تحدياته باستعداد كامل. الكل هنا يتحدث عن التقنية، حيث ستختبر مؤسساتنا الوطنية مدى قدرتها على تطويع جديدها، وعلى رأسه الذكاء الاصطناعي، في خدماتها المقدمة للمراجعين النهائيين، والمكانة التي بلغتها في الخدمات الرقمية، فيما ستختبر الشركات المزودة للتقنية مدى نجاحها في نيل رضا العملاء، وهنا القول الفصل، بين ما نتحدث عنه وما يطبق فعلياً. عندما نتحدث عن «جيتكس»، فإننا نتحدث عن المنافسة بين العمالقة والمجتهدين، نتحدث عن…

أسرار التجربة الإماراتية

الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤

برنامج التبادل المعرفي الحكومي، فكرة انطلقت قبل 6 سنوات من القمة العالمية للحكومات، فقد كثرت مطالب الدول الراغبة في التعرّف عن كثب إلى التجربة الحكومية الإماراتية، واستكشاف «أسرار» نجاحها، وقدرتها على التطوّر السريع. مبادرة أطلقتها حكومة دولة الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتقديم الدعم المعرفي والخبرات للحكومات الشقيقة والصديقة حول العالم، ونقل تجربة الإمارات في الإدارة الحكومية التي أظهرت نجاحاً كبيراً وتحوّلت إلى نموذج استقطب اهتمام دول العالم كافّة. منذ زمن، قالت الإمارات للعالم، «تجربتنا بين أيديكم»، و«مستعدون لنقلها لكم»، لأن الإمارات دولة تؤمن بأن الخير يجب أن يعم الجميع، وأن الإدارة الرشيدة عليها أن تنتشر كوسيلة للارتقاء بالشعوب وبناء الجسور، وهو ما جسدته بجدارة دولة الإمارات، فباتت لها قوّة ناعمة تنسج من خلالها خيوط التعاون بما يعود بالفائدة على الجميع. اليوم هناك اتفاقات تعاون لتنفيذ البرنامج المعرفي مع 39 دولة تمتد من كوبا في أقصى القارة الأمريكية غرباً إلى دول آسيا الوسطى مروراً بالعديد من الدول العربية والإفريقية. وما الزيارة الرسمية التي قام بها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع،…

كيف اغتنمت الإمارات رياح الاستثمار الأجنبي؟

الإثنين ٠٦ مايو ٢٠٢٤

قبل عقدين من الزمن وتحديداً في عام 2004، ذكرت في هذا المكان بالتحديد، سلسلة مقالات بعنوان «رياح الاستثمار الأجنبي تهب على دول الخليج»، وهي المرحلة التي بدأت فيها دول المنطقة بفتح أبوابها للاستثمارات الأجنبية عبر تعديل القوانين وتوفير التسهيلات للمستثمرين الأجانب. الآن بعد هذا الزمن، والجهود التي بذلت، والسياسات التي اتخذت، كيف هو المشهد؟ استقطبت المنطقة رساميل أجنبية بعشرات ومئات المليارات، وباتت تلك الأموال لاعباً مهماً في اقتصادات الدول، ومساهماً رئيسياً في تنويع اقتصاداتها ودعم قطاعاتها المختلفة. تصدرت الإمارات الشرق الأوسط في جذب هذه الاستثمارات، وأصبحت على المستوى العالمي أحد أهم الخيارات الاستثمارية، سواء الخدمية أو المالية أو العقارية والصناعية، أو الترفيهية. باختصار، الإمارات وأخواتها في دول مجلس التعاون الخليجي، غيرت المشهد الاستثماري في العالم خلال عقدين وبالأخص في السنوات الثلاث الماضية، فزمن الغرب أو الشرق في اللعب المنفرد يمكن أن يقال عنه إنه ولّى، فالشرق الأوسط وتحديداً منطقة الخليج، أساس في ملعب الاستثمارات العالمية. الإمارات التي برزت بقوة في مشهد الاستثمار الأجنبي العالمي، استفادت بشكل مميز من تنوع اقتصاداتها، سواء جغرافياً لناحية الإمارات المحلية التي تنافست في ما بينها لجذب هذه الاستثمارات وتوفير البيئة المناسبة لنموها، أو لناحية تعدد المناطق الحرة على أراضيها وتنوع تخصصاتها، أو حتى لتطور القطاعات غير النفطية وتزايد مساهمتها في الناتج المحلي. وإذا بحثنا أكثر…

حالة الإمارات.. وقطارها السريع

الإثنين ١٩ فبراير ٢٠٢٤

في الإمارات نعيش في هذه المرحلة حالة من الازدهار الاقتصادي يفوق أي حقبة في تاريخ الدولة الفتية.. ازدهار مستدام بكل معنى الكلمة، ومبني على قواعد راسخة في قطاعات متعددة يدعم بعضها بعضاً، ومتفاعلة فيما بينها، كما تتكامل إمارات الدولة وتتوسع شبكة علاقاتها الخارجية التي تنسج شراكات استراتيجية مع دول وتكتلات مؤثرة في المشهد العالمي المتغير. بعيداً عن اعتقادات البعض أن الحالة الإماراتية النموذج مؤقتة يمكن التأثير فيها، فإن السنوات الماضية، وخصوصاً الثلاث الأخيرة أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك، أن الإمارات نموذج فعال ومرن ومتألق، وجد ليبقى، وهو ليس حالة عابرة، بل ركن ثابت وضروري.. اقتصاد يؤكد مكانته العالمية. الحالة الإماراتية، هي باختصار رؤية قيادة تؤمن بإمكانات وطن يمتلك، قبل الموارد المالية، القدرة على التعاطي والتعامل مع متغيرات الأعمال على اختلاف أنواعها، وأن الفعل يمكن أن يكون إماراتياً بامتياز، وأنه قادرعلى أن يتحول إلى حالة عالمية، وأن المنافسة مهمة بل هي محفزة لتحقيق أعلى مستويات الإبداع. كل صباح، هنا في دولة الإمارات، إنجاز كبير يتحقق، يفوق ويتفوق على المنجز الكبير الذي تم بناؤه ونعيش تفاصيله يومياً، هكذا يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لأن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة،…

محمد بن راشد.. ما بعد المستحيل

الخميس ٠٤ يناير ٢٠٢٤

لعّل الدرس الأكثر بلاغة الذي قدمه لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على مدار العقدين الماضيين، يتمثل في أنه أدخل إلى الفضاء العربي، لغة وثقافة وفكراً، قولاً وفعلاً، مصطلح «اللامستحيل»، ووضع لازمة «لا»، قبل كلمة تحكمت طويلاً في الروح العربية، ألا وهي كلمة «مستحيل». أثّر سموه من خلال تلك ال«لا» النافية، في العقول وطرائق التفكير ورؤية العالم والتفاعل معه، وأصبحت «اللامستحيل»، رسالة وهوية لرجل دولة وقائد وفارس وشاعر، يحلم بمكان آخر للعرب في خريطة الحضارة الإنسانية. قبل درس محمد بن راشد، كان العرب يتفننون في المستحيل، وتحدثوا عنه في أمثالهم، ولم يكتفوا بمستحيلات ثلاثة، بل أضافوا إليها مقولة «من رابع المستحيلات»، حتى هيمن «المستحيل» لسنوات على مفاصل العقل العربي. سنوات، كانت فيها الإمارات ترسم مساراً آخر، فصنعت قيادتها منذ عهد الآباء المؤسسين، نهجها الخاص في التعامل مع القضايا، لتواصل اليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نهج التنمية بلا تردد والبناء بلا كلل.. نهجٌ يحمل شعلته كل فرد من أبناء وبنات الإمارات، وكل مقيم على أرضها أو يقرأ في كتاب نجاحاتها…

اقتصاد الإمارات 2023.. أكثر عمقاً وتنوعاً وتفرداً

الإثنين ٠٢ يناير ٢٠٢٣

لماذا علينا عندما نزور مدناً أو دولاً، أن نقارن فوراً هذه الدولة بالإمارات؟ ولماذا لم تعد تبهرنا الدول الأخرى بمرافقها وخدماتها؟ ولماذا يتملكنا القلق فوراً إذا وجدنا أن البعض يقدم شيئاً ما أفضل مما هو لدينا؟ وهل الأسئلة السابقة التي تدور في أذهاننا أو نتحاور حولها هي أسئلة مشروعة؟ من الطبيعي؛ بل من الصحي أن تتم المقارنة، بيننا وبين الآخرين، لأن هذا يعرّفك أين تقف في سباق المنافسة، فالأخيرة هي «مربط الفرس» في النجاح والجودة والتقدم والابتكار، وفي الوصول إلى المراكز الأولى، وغير ذلك يعني غياب المقاييس والإبداع. أما الإجابة عن السؤال الثاني، فتكمن في المكانة التي باتت تبلغها الإمارات في مختلف نواحي الحياة والعيش والعمل والإدارة؛ إذ إن مستوياتها بلغت من الارتفاع علواً شاهقاً، تم تحقيقه بخطى متسارعة، جعلت من الإمارات نفسها سقفاً لمقارنة الآخرين بلدانهم بها في عشرات المؤشرات العالمية والعلمية من لحظة دخول أراضيها وحتى مغادرتها. أما القلق الذي يتملكنا عندما نجد شيئاً أفضل مما لدينا، فإنه مبرر؛ بل هو ضروري ومفيد، لأنه يحفزنا على الابتكار والبحث عن مكامن النقص، والبناء على ما لدينا، لتحقيق مكانة متقدمة، فالنجاح مهما كان مهماً، إلا أن الأهم منه هو المحافظة عليه، وتطويره باستمرار، فالتقنية ومكوناتها تتطور لحظياً، وعلينا مواكبتها وليس اللحاق بها فقط. تجربة الإمارات ونموذجها التنموي باتا حقيقة في…

نموذج الإمارات أمام «العشرين»

الإثنين ١٤ نوفمبر ٢٠٢٢

لدى الإمارات الكثير من الرؤى التي يمكن عرضها على أكبر محفل في العالم، الذي يجمع أكبر اقتصاداته سواء من حيث الحجم أو القوة والتأثير، حيث تحضر بدعوة خاصة «قمة العشرين». الإمارات تشارك في قمة بالي بإندونيسيا، كما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لطرح رؤيتها في مواجهة التحديات التي يشهدها العالم، فالاجتماع مهم والمرحلة حساسة تحتاج إلى تضافر الجهود لتجاوزها والانطلاق نحو مستقبل أفضل للبشرية. سيستمع زعماء العالم، إلى صوت الإمارات ونهجها الحكيم وتجربتها القيّمة في تحقيق التنمية المستدامة لاقتصادها، فهو يعيش أفضل أيامه رغم المصاعب والأزمات التي تجتاح العالم، بتحقيقه نمواً قوياً معتمداً على قطاعاته المختلفة التي نجح في تنويعها بعيداً عن النفط. ولأن الدول لا تقاس بالحجم وإنما بالتأثير، سيصغي العالم لكلمات الشيخ محمد بن زايد، وفعل الإمارات في تحقيق الازدهار لشعبها، وفي مساهماتها العالمية الإنسانية والحضارية والثقافية والعلمية، ففي كل دولة من الدول العشرين التي تشارك في هذا التجمع، هناك لمسة أو مبادرة أو مشروع للإمارات، وهناك شراكة اقتصادية أو تجارية استراتيجية أو في طريقها لأن تكون. الكل يعرفون الإمارات وموقعها ودورها الإيجابي في المناخ والاستدامة واستقرار أسواق الطاقة وفي تحقيق العدالة ومكافحة الإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار لشعوب العالم لتتمكن من العيش المشترك وبناء مجتمعاتها واقتصادها بشكل آمن ومستمر. المشاركون…

الازدحام الحميد

الإثنين ١٧ أكتوبر ٢٠٢٢

عاد الازدحام إلى الشوارع الرئيسية والداخلية ليل نهار، والرحلة بالسيارة التي كنت تحتاج إلى نصف ساعة، أصبحت الآن تتطلب ساعة على الأقل، خاصة في المناطق التجارية الرئيسية، ومناطق الترفيه. عادت ساعات الذروة بقوة، وبات عليك أن تقدر أن زمن الرحلة، سيتضاعف أكثر من مرة، وهذا الأمر لا يقتصر على إمارة بعينها؛ بل في جميع إمارات الدولة ومدنها. وعلى الرغم من أنه ازدحام مروري، ومن الطبيعي أن يحاول الجميع تفاديه، منعاً لإهدار الوقت، وتحوله إلى مشكلة تضر بمصالح الأعمال، فإنه في الإمارات لا يزال ازدحاماً حميداً، ومرحباً به إلى حد ما، لأنه يؤشر إلى حالة الانتعاش التي يعيشها اقتصادنا. «الازدحام الإماراتي الحميد» يأتي بعد تطوير شبكة الطرق المتقدمة في الدولة، داخل المدن والشوارع التي تربط بين المناطق المختلفة، وتوفير الطرق البديلة، فيما تطوير الطرق المعتادة، جعل منها خطوط سير أكثر انسيابية، وإن بسرعة أقل من المعتاد خارج أوقات الذروة. وإذا انتهت إلى غير رجعة الاختناقات المرورية التي عايشناها في السنوات السابقة لتطوير شبكة الطرق، وتوفير وسائل النقل المتنوعة، وبخاصّة المترو، فإننا كذلك أمام تنظيم أرقى للسير، وتجد الجميع ملتزماً بقوانين السير من دون الحاجة إلى التواجد التقليدي لشرطة المرور كالذي نجده في مدن إقليمية وعالمية أخرى. الازدحام الحميد الذي نحن بصدده إنما يعود إلى النمو الاقتصادي القوي، وأحد أبرز المؤشرات الدالة…

فن صناعة المستقبل

الإثنين ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٢

تحاول منطقتنا اللحاق بركب الحضارة والمساهمة في تطورها انطلاقاً من سعيها الخيّر إلى بناء الإنسان والمساهمة في رفاهيته، فتعد الخطط وتطلق المبادرات لتكون في الجانب الإيجابي، بعد أن كانت مهمشة لعقود وعقود لأسباب عدة. لكن الإمارات تختلف عن المنطقة، بأهدافها وطموحاتها؛ لذلك فهي لا تسعى إلى اللحاق بركب الحضارة والعلم، وإنما لتكون في مقدمة هذا الركب، لأن فعل اللحاق يعني التأخر، وهي لا تقبل أن تكون متأخرة؛ بل في المقدمة على مختلف الصعد، فتراها تنافس في شتى المجالات. من هذا المنطلق الذي يمثل أحد أهم أهداف الإمارات، قررت دبي خوض غمار عالم ما بعد الحقيقة، ودراسة «الواقع وما بعد الواقع»، وتأثير ذلك في البشرية ورفاهيتها عبر دمج الواقع المادي مع البيئات الافتراضية، بشبكة متصلة تحتوي على عوالم تقوم على الواقع الافتراضي والمعزز. نتحدث عن عالم «الميتافيرس» ومتغيراته، وآفاقه المستقبلية، حيث تحتضن دبي هذا الأسبوع، ملتقى دولياً للبحث في عوالم هذه التقنية، وكيف يمكن الاستفادة منها في تعزيز اقتصاد المعرفة الذي خطت فيه دولة الإمارات خطوات كبيرة جعلته جزءاً أساسياً وفعالاً من الاقتصاد الكلي. ويأتي إطلاق «ملتقى دبي للميتافيرس» عقب إعلان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، عن «استراتيجية دبي للميتافيرس»، بهدف تعزيز مكانة دبي باعتبارها من أفضل مدن العالم في استثمار الفرص الاقتصادية الواعدة،…

التكامل.. عمق الإمارات العربي

الإثنين ٣٠ مايو ٢٠٢٢

الإمارات التي لطالما وثقت بإمكاناتها وبقدراتها، ونجحت في تحويل المحن إلى منح، وحققت معجزة اقتصادية، وباتت نموذجاً عالمياً باقتصاد متنوع مرن معرفي، وتؤمن بعروبتها، تعي أهمية التكامل الاقتصادي، طريقاً أسلم وأسرع لتحقيق التنمية المستدامة لدول المنطقة. الإمارات تدرك أيضاً أنه على الرغم من التنوع الذي حققته في مختلف القطاعات، فإن الصناعة تبقى أساس ومحور أي اقتصاد سليم، وهي تمارس هذا الفعل وتؤمن في الوقت ذاته أن دولنا العربية لديها إمكانات واسعة يمكن استغلالها وتنميتها، وبالإمكان التكامل معها وأخذها إلى مرتبة أعلى تلبي الطموحات والاحتياجات الوطنية وتصدرها للخارج أيضاً. أهمية مبادرة الشراكة الصناعية التكاملية التي أطلقتها دولة الإمارات ومصر والأردن، لا تكمن فقط في الأموال التي خصصتها لها لإنجاحها وتحويلها إلى واقع، وإنما في إعلانها أنها ستكون نواة لتكامل صناعي شامل؛ إذ أبقت بابها مفتوحاً، حيث بإمكان أي دولة عربية الانضمام إليه، خدمة لاقتصادات وشعوب المنطقة. الإمارات اعتادت أن تقدّم الأفعال والأعمال على الأقوال، برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يمتلك العزيمة والإرادة للانتقال بالمنطقة إلى مستقبل أفضل، ومن منطلق ذلك وجه سموه بتخصيص صندوق ب 10 مليارات دولار للاستثمار في مشاريع الشراكة، فالإمارات تعي حساسية المرحلة التي يمر بها العالم أجمع، ولذلك تريد تفعيل خطط الشراكة وتنفيذها في أسرع وقت ممكن. فالإمارات،…

لا حل.. إلا بترشيد الاستهلاك

الإثنين ١٨ أبريل ٢٠٢٢

نعم، التضخم مرتفع بل مرتفع جداً، والمشكلة باتت عالمية وتنذر بالخطر في كثير من الدول حتى الغربية منها التي تمتلك اقتصادات قوية. أمر طبيعي أن يحدث ما حدث، لماذا؟ أولاً، لأن سلاسل التوريد تأثرت بشدة على مدار عامين بسبب «كورونا» وتضرر العمليات الإنتاجية والتوزيع، وهو أمر ما زال قائماً في بعض الدول بما فيها الصين. ثانياً، لأن الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة وتتجه نحو شهرها الثالث، وقد أدت إلى تعطيل تصدير المواد الخام والمنتجات الزراعية. ثالثاً، لأن أسعار النفط في تصاعد مع تجاوز البرميل المئة دولار، ما يعني انعكاس ذلك على تكلفة إنتاج السلع ونقلها في العالم. هذا حال العالم مع التضخم من شرقه إلى غربه وشماله وجنوبه، وهو أمر طبيعي لم يسلم منه أحد. في الإمارات زاد التضخم عندنا، وبدأ الجميع يتلمسون في كافة تفاصيل الحياة، سواء في النقل أو المواد الخام أو في السلع الاستهلاكية والمعمرة. كما أوردنا، فهذه الارتفاعات طبيعية بسبب العوامل الثلاثة السابقة، ولا يمكن تفاديها في الإمارات أو أي دولة مهما فعلت الحكومة؛ لأننا سندخل في موضوع «تشويه» الاقتصاد عبر الدعم، وهذا لن يتم؛ لأن أخطار مثل هذه الخطوة أكثر من فوائدها. مساران يمكن لنا التقليل وليس تفادي التضخم في أسواقنا المحلية عبرهما، الأول بيد الحكومة بتعزيز آليات الرقابة على الأسواق من قبل الدوائر المحلية والاتحادية…