رائد برقاوي
رائد برقاوي
رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج

«كبسة الزر»

الأحد ٢٢ أكتوبر ٢٠١٧

ندرك أن التقنية وسيلة هدفها تسهيل حياة البشر، ولهذا الغرض تم ابتكارها، وتحدث باستمرار. ونؤمن أيضاً بتوجهات القيادة، وسعيها الحثيث لمواكبة هذه التقنية، واستخدامها على نطاق واسع وتوفيرها للمجتمع في جميع وعلى مدار الساعة، ومواكبة جديدها، لتكون عوناً للمراجعين دون استثناء. دوائرنا ومؤسساتنا الحكومية نجحت في التقاط توجه القيادة بسرعة ومهنية، وباتت خدماتها متوفرة للجميع، فلم تعد هناك حاجة حتى لبلوغ مقار هذه المؤسسات أو لقاء موظفيها، فكل شيء «بكبسة زر» وفي زمن قياسي، ومن هنا فهي تستحق التقدير والإشادة. لكن في مقابل ذلك فإن «كبسة الزر» هذه هي «مربط الفرس» والمحددة لتوظيف التقنية مهما كان تطورها، فبغيابها تصبح كأنها لم تكن، بل تتحول إلى معطل وهو ما تمارسه بعض الدوائر، لأن فكر وممارسات بعض موظفيها ما زالت من الماضي. حولت هذه الدوائر - ونحن نتحدث عن مؤسسات خدمية مفصلية تتعامل مع آلاف المراجعين يومياً - التقنية إلى «كابوس» في تأخيرها إتمام المعاملات اليومية بحيث باتت تستغرق وقتاً أطول من السابق عندما كان الحل هو الطوابير. التقنية لا تحدث تغييراً ولا تنجز معاملات إن لم تكن عقلية المدير أو الموظف قد تغيرت، فكلمته الفصل في الرفض أو الموافقة، في التعقيد أو التسهيل، في الإيجابية أو السلبية. التقنية لا تعني فقط دفع فواتير واستحقاقات عبر الهاتف النقال، ولا دفع الرسوم والغرامات…

غير ذلك عبث..

الأحد ٢٣ أكتوبر ٢٠١٦

يعتبر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن عمر دولة الإمارات لا يحسب بالسنوات والعقود بل بالأيام، ففي كل يوم هناك إنجاز، وفي كل يوم يحدث تطور، وفي كل يوم لدينا إضافة جديدة في مسيرة البناء. لهذه الأسباب قال سموه في حواره مع الإعلاميين في فرانكفورت، حيث أكبر معرض عالمي للكتاب أن الإمارات تفوقت على كثير من الدول صاحبة التاريخ العريق، وهي إنجازات تحققت في مختلف المجالات وكانت فريدة ويعزوا سموه جانبا من هذه النجاحات إلى انعدام المركزية المعقدة ما جعل الإمارات تتفوق وتقدم الأفضل. إنه تمازج فريد بين «الاتحادي» و«المحلي»، تمازج مرن فجَّر طاقات وتنافسية المحلي فتخصصت كل إمارة بعمل نوعي متميز يتوافق واحتياجاتها التنموية وعناصرها الإيجابية وموقعها الاستراتيجي، و«اتحادي» عبر سلطة التشريع والرقابة في تناغم فريد قل مثله في الإقليم والعالم. في الإمارات كانت الحكومة عوناً للقطاع الأهلي فشرَّعت ودعمت وحمت وأدارت ووقفت على مسافة واحدة من الجميع، فيما تحمَّل القطاع الخاص مسؤوليته، ففجر طاقاته ليكون شريكاً فعَّالاً في التنمية المستدامة. الاستثمار الأجنبي كما يراه حاكم الشارقة، هو الاستثمار الذي يحمل قيمة مضافة في القطاع الذي يعمل فيه على صعيد التقنية والمعرفة وفرص العمل، وهو ما تسعى إليه الإمارات حيث يعزز تقدمها ويزيد تنافسيتها ويساهم في استدامة تنميتها وعدالتها. الإمارات حققت…