الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٣
جاءت امرأة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: «يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتِك فيه تعلمنا مما علمك الله». فقال صلى الله عليه وسلم: «اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا». فاجتمعن فأتاهن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعلمهن مما علمه الله. أما David Lester فيروي لنا من كتابه How They Started قصة البريطانية Laura Tenison التي بزغ مشروعها التجاري JoJo Maman Bebe حين كانت طريحة الفراش في المستشفى بعد حادث جسيم تعرضت له في الريف الفرنسي، وشاءت الأقدار أن تكون مرافقتها في الغرفة أماً لطفلتين. وفي أحد حواراتها معها تحدثت السيدة عن صعوبة الحصول على ملابس جديدة لها ولطفلتيها، وأردفت قائلة: «حتى لو وُجدت الملابس فلن تتوفر فيها متطلبات الجودة بسبب صعوبة الذهاب للتسوق وهي على سرير المرض». كان هذا الحوار سنة 1992، حين ولدت الفكرة في رأس لورا، وبعد خروجها من المستشفى مباشرة شرعت بالتنفيذ وكانت ولا تزال على كرسيها المتحرك. قامت بادئ ذي بدء بعمل استبيان لمعرفة حاجة السوق ودراسة الأوضاع بشكل عام، وطبعت منه 10 آلاف نسخة. ومن خلال هذا الاستبيان اكتشفت لورا أولاً أن في بريطانيا 500 ألف امرأة على وشك الولادة، وثانياً أن هناك حاجة ورغبة كبيرة في الشراء…
الأحد ١٧ مارس ٢٠١٣
في مقال الأسبوع الماضي تناولت قضية مهمة عند البعض، منسية عند البعض الآخر، ألا وهي جعل ممارسة الرياضة أسلوب حياة، وها أنذا اليوم أستكملها بقصتي مع صالة فيرجن - فرع ديدزبري في مدينة مانشيستر البريطانية؛ بعد قراري في 2011 بأن تكون ممارسة الرياضة في حياتي عادة، وربما كالعبادة في ديمومتها واستمراريتها. ذهبت إلى الصالة هناك، فاستقبلني أحد موظفيها وعرض علي القيام - أولاً - بجولة على مرافقها .. فأطلعني بداية على غرفة الترفيه الخاصة بالأطفال لمن أراد أن يصطحب أطفاله معه، وهذا ما فعلته أيضاً، ثم مررنا على الكوفي الخاص بالصالة، فوجدته مريحاً للنفس وفيه سعة وجمال، وبعدها انتقلنا إلى صالة الأجهزة؛ ولعله من الطرافة والغرابة أن أجد هناك قسماً خاصاً للنساء منفصلاً بشكل جزئي! ولا تنسوا أننا في بريطانيا، ومن ثم عرّجنا على غرف تبديل الملابس لأرى أن لها مدخلاً يوصلها بأحواض السباحة، فكان الصغير للأطفال والأولمبي للكبار. أنهينا الجولة وعدنا أدراجنا فجلسنا في المقهى (الكوفي الواسع الجميل)، وذلك لمناقشة رسوم الاشتراك وغيرها .. إذْ طلبتُ أن يكون لي مدرب خاص (حتى أضمن استمراري)، وكان من حسن حظي أن يكون مدربي هو الشاب كارل الذي كان قمة في الأخلاق والالتزام، فلا أذكر أنه تأخر علي يوماً، بل كان ملتزماً دائماً، وكان ينتظرني في الوقت المحدد. المهم أنه بعد دفعي…
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٣
من يعش في مدينة مانشيستر يرَ الفصول الأربعة في اليوم الواحد، الطقس هناك يتبدل ويتحول بسرعة كبيرة، ويبدو لي أن إيمانيات أو بتعبير أصح سلوكيات الإنسان تتبدل وتتغير كالطقس، فهي تراوح بين علو همة ونزول قمة، وأنا شخصياً لست استثناء بطبيعة الحال. وبما أن مانشيستر كثيرة المطر فقد كان «الشيطان» يوسوس لي ـ أحياناً ـ فيقول: اليوم مطر، ابقَ وصلِّ في البيت، وإنْ خرجت فقد تتعرض لحادث. فقد ورد عن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه جمع بين صلواته وقت هطول المطر رخصة وتخفيفاً ..! لا أحد يستطيع أن يتغلب على الشيطان في طرح الأعذار، فأسبابه مقنعة، ولو لم تكن كذلك لما كانت جميع صلواتي ـ ذلك اليوم ـ في البيت ..! ولكن في أحيان أخرى تكون الإيمانيات مرتفعة، فتكون أذني مسدودة عن كل تثبيط شيطاني، وأجدني قد ركبت سيارتي بعزيمة وهمة ثمّ يمّمتُ شطر المسجد القريب الذي اعتدت على ارتياده للصلاة. في رحلة المطر هذه يصادفني ـ غالباً ـ مشهد مكرر؛ إما عجوز وإما شاب، أو فتاة .. يمارسون رياضة الجري بالرغم من غزارة الأمطار وشدتها. هذا المشهد البسيط أصبح درساً مهماً في حياتي، فقد كنتُ أتساءل دائماً: لماذا هم وليس أنا؟ وسرعان ما أذهب إلى الصالة الرياضية، مباشرة وفي اليوم التالي فأسجل اسمي وأدفع رسمي ..…
الجمعة ٠١ مارس ٢٠١٣
تعلم روبن شارما من والده أن لحظات الحياة عبارة عن لقطات، عليك أن تلتقطها حتى لا تنكرها الذاكرة أو تُمحَى منها فيذهب أثرها بعد زمن؛ لذا هو دائماً وأبداً يحتفظ بكاميرته معه .. يلتقط بها لحظات السعادة. وفي يوم جميل ذهب مع ابنيه إلى مطعم في مدينته- هو الأفضل في الأكل الإيطالي على الإطلاق- ولأنه كذلك فهو دائم الزحام، إذ لا بد من الحجز المسبق، وبمجرد وصولك تجد المطعم ممتلئاً بالزبائن. ولأنها لحظة جميلة بوجود أبنائه معه بمجرد جلوسهم إلى طاولتهم المحجوزة مسبقاً، أخرج روبن كاميرته وطلب من النادلة أن تلتقط لهم صورة يحتفظ بها في ألبوم الذكريات، إلا أن ردها ـ بكل آسف ـ كان قاسياً حين قالت: «لا يوجد لدي وقت». هكذا ببساطة .. روبن شارما يعلق بعفوية على هذا الموقف في كتابه: The Greatness Guide – 101 Lessons For Making Whats’s Good At Work And In Life Even Better، قائلاً: «مشغولة جداً عن خمس ثوان تجعل الزبون سعيداً ..!». «مشغولة جداً عن إهداء شعاع من الفرح إلى قلوب أطفال صغار ..!». «مشغولة جداً، لتعبر عن نوع جميل من الإنسانية ..!». روبن هنا يربط هذه القصة الواقعية بمفهوم إداري في غاية الأهمية، وهو: «النجاح أحياناً هو أسرع طريق للفشل ..!»، وقد يحصلُ ذلك عندما يزهو الجميع بالنجاح وتغريهم…
الجمعة ٢٢ فبراير ٢٠١٣
في العام 1998 كان ريتشارد برانسون الملياردير البريطاني مؤسس مجموعة «فيرجن» يقضي إجازة مع 20 من موظفيه من شتى أنحاء العالم، ولم يكن الموظفون من ذوي المناصب العليا، بل كانوا من قبيل عامل التشغيل، وموظف الحجوزات، ومساعد كابتن الطائرة وغيرهم ممن حالفهم الحظ بهذه الإجازة كتقدير لإخلاصهم في العمل، ومع صيف كل عام أيضاً يستضيف الملياردير برانسون في حفلة خارج العاصمة لندن جميع موظفي الشركة مع عائلاتهم، ويقوم باستقبالهم شخصياً، ويشاركهم أطراف الحديث. لماذا نذهب بعيداً إلى أوروبا، فلنعد إلى هنا في بلدنا الإمارات، فها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم يتطرق في كتابه «رؤيتي» إلى قصة في قمة الروعة، حين ذكر: ذات يوم دخل موظف إلى الديوان وشكرني بكلمات خجولة قليلة على ترقيته إلى منصب نائب مدير إحدى الدوائر، متمنياً أن يكون عند حسن الظن، ثم استأذن بالانصراف، فأمسكت يده وأجلسته وقلت له: محمد .. لا تحسب أن ترقيتك جاءت صدفة، فأنا أتابع عملك منذ سنوات، وأعرف عنك كل شيء. استغرب الموظف وقال: أنا موظف من عشرات الآلاف من الموظفين مثلي ..! فقلت له: كنت هكذا، ولكن حدث ما جعلنا نهتم بك ونتابع أداءك ..! ازداد استغراب الموظف، فالتفت حولي وناديت شاباً اسمه معضد وهو أحد أفراد فريق «المتسوقين السريين»، وطلبت منه أن يروي للحاضرين قصة الموظف.…
الجمعة ١٥ فبراير ٢٠١٣
ظهر يوم إحدى الجمع وبعد الصلاة مباشرة وأمام المسجد الجامع في مانشستر، وجدت مجموعة من الشباب المسلم يبيعون عبوات زيت زيتون يذهب ريعه لمساعدة إخواننا المزارعين في فلسطين، فقلت في نفسي هي حجة وحاجة، فالبيت يخلو من زيت الزيتون الضروري للزعتر الذي أعشق، وهو أيضاً واجب علينا كدعم بسيط لإخواننا المضطهدين من غدر القريب والبعيد هناك في أرض الإسراء والمعراج. فقمت بشراء عبوتين بعشرة جنيهات إسترلينية. ولكن بمجرد وصولي إلى المنزل اكتشفت أن الزيت قد انتهت صلاحيته منذ شهر مضى، حينها رجعت بمخيلتي شهوراً إلى الوراء حين وقف خطيب المسجد ذاته في إحدى الجمع منكراً على كثير من تجار المسلمين غشهم في تجارتهم ببيع الأشياء المنتهية الصلاحية بتغيير تاريخ المنتج، وطالب المصلين بتقديم النصح لهم، وإن لم يرتدعوا فعليهم أمانة إبلاغ السلطات البريطانية لاتخاذ اللازم. وها أنذا اليوم ومن أمام المسجد نفسه، وبعد خطبة الخطيب نفسه، أتعرض لعملية غش تجاري ..! فكرت لحظات ثم قررت أن أقوم بكتابة شكوى وتوصيلها إلى الخطيب لتنبيه المصلين والقائمين على المشروع، وبالفعل ترجمت فكرتي إلى واقع عملي، وهكذا قبيل لحظات من صعود الخطيب المنبر في الجمعة التالية أوصلت له الشكوى مكتوبة في ورقة صغيرة، وكنت أتوقع سماع الملاحظة أو لفت نظر المصلين خلال أو بعد الخطبة، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، فحزنت وحز…
الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٣
من أعز الناس وأقربهم إلى قلبي اليوم صديقي المهندس محمد محمود الهرمودي، ولعله من الغريب والملفت في علاقتنا أننا كنا في مدرسة واحدة (مدرسة الشهباء الإعدادية)، ولكن العلاقة كانت مقتصرة على معرفة الاسم والشكل والهيئة، وشاء الله لهذه العلاقة أن تتوثق وتزداد متانة بعد التخرج في الجامعة. أكرم الله صديقي محمد بثلاثة أبناء: سارة، وخالد، وآخر العنقود (سعيد) ربي يحفظ ويبارك وإنه لشعور جميل أن تجد صديقاً لك يسمي ابنه باسمك «شكراً باشمهندس» بعد سنوات من ولادة الابن الثاني (خالد) لاحظ الوالدان تأخراً في نطقه، وبعد الفحوصات تبيَّن أن المشكلة في الأذن وكان العلاج يتطلب عملية تعيد حاسة السمع إلى مستواها الطبيعي، وأبشركم بأن خالد يتحسن يوماً بعد يوم ولله الحمد ولكنّ الغريب في الأمر أن «سارة» البنت الكبرى كانت تعاني من المشكلة نفسها، ولكنْ لم يكتشفوا ذلك إلا بعد البدء في علاج خالد ومعرفة الأعراض المشابهة التي وجدوها لدى سارة أيضاً، ولهذا كان لا بدّ من عملية في الأذن لأن مستوى سمعها يقل عن المستوى الطبيعي 50%. الشاهد هنا بعد إجراء عملية سارة وفي مرحلة التعافي، كانت أحياناً ومع اعتدال الجو تجلس مع والديها في حديقة المنزل، والكلام لصديقي محمد يقول: عندما بدأت سارة تسمع الأصوات بالمستوى الطبيعي (أصوات الناس أو الطير أو السيارات.. إلخ) في الخارج، كانت تضع…
الخميس ٣١ يناير ٢٠١٣
أقولها وبكل صراحة: إني تركت مهمة تصميم بيت العمر بنسبة 70 في المئة لزوجتي لأنها مبدعة جداً ودقيقة جداً ولها رؤية خاصة في التفاصيل عادة أنا لا أراها، وفي النهاية هو بيتها ومملكتها الخاصة. قبل أشهر بدأنا أنا وزوجتي وأبنائي في استكشاف تصاميم وأفكار لبيت العمر من خلال المجلات والمواقع المتخصصة، وقد جمعناها على شكل صور في الآيباد للتسهيل علينا وعلى الاستشاري عند العرض، وفي آخر لقاء جمعنا مع المهندس وبعد وضع كل أفكارنا على الطاولة سكت برهة ثم قال بلهجته المصرية: «انتوا عاوزين بيت غير تقليدي وامبح بح»، مباشرة قلت له: «أيواا .. عاوزينه غير تقليدي وأمبح بح». ثم رجوته أن (يكتب) هذه الجملة البسيطة في ورقة صغيرة ويلصقها على شاشة حاسوبه حتى يتذكرها كلما بدأ في التصميم. أذكر أيام تحضيري لرسالة الدكتوراه أن الأيام كانت تركض بل وتهرول مسرعة، وأصدقكم القول: لم أستطع الإمساك بزمامها إلا بعد أن وضعت جدولاً زمنياً (مكتوباً) وألصقته أمامي على الجدار بالقرب من طاولة الدراسة، فكان لكل فصل فترة زمنية لا بد أن أنهيه خلالها، للمقدمة أسبوع، ولفصل التحليل شهر، وهكذا. لقد مضى من هذا العام شهر، ولكن بقي من عمره أحد عشر شهراً آخر، فلماذا (لانكتب) من اليوم أهداف عامنا هذا؟ أنا شخصياً وضعت لعامي هذا 13 هدفاً مقسمة على 4 جوانب…
الأربعاء ٠٢ يناير ٢٠١٣
منذ صغري وأنا لا أحب الأرقام، والحساب، والرياضيات، وأبناؤنا اليوم يسمونها (Math) ولا أعرف حقيقة من أين أتى هذا البغض ..!! هل السبب جيني، فأنا آخر العنقود ومن عائلة جميع أفرادها من ذوي ( التخصص الأدبي ) ..!! أم أن السبب كان مدرساً حمشاً أدخل في نفسي عقدة الأرقام بأسلوبه التعليمي العقيم ..!! الواقع أنني لا أعلم ماهو السبب. دائما وأبدا كنت عند مشاهدة الأرقام أمر عليها مرور الكرام، وعند قراءة معادلة رياضية تصيبني حالة من الغثيان والدوران ..!! أنا لا أبالغ .. أعترف وأنا في كامل قواي العقلية، أن هذه الأرقام لا تعرف إلى ذهني سبيلا. مرت الأيام والشهور والسنون، ومن غير سابق إنذار، بدأت زوجتي دراستها العليا، وماأدري ألحسن حظي أم لسوء حظي أنها أحبت تخصص ( الإحصاء التطبيقي ) هكذا من غير استئذان دخلت بيتي مجموعة من الأرقام والمعادلات والمصطلحات التي ما أنزل الله بها من سلطان .. في عالمي الخاص على الأقل ..!! يوم بعد يوم بدأت تقع بين يدي كتب في الإحصاء، وهناك ورقة على طرف المكتب في البيت عليها مجموعة من المعادلات، وأحيانا في السيارة ورقة مقصوصة من دفتر عليها مجموعة من المشاريع الإحصائية المقترحة، وبطبيعة الحال بدأ نقاش بيني وبين زوجتي عن دراستها تتخللها أحيانا مصطلحات طريفة في مجال الإحصاء،ومع مرور الوقت اكتشفت…
الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٢
في الشارقة بدأ مشروع جميل ومشترك بين القطاعين الحكومي والخاص، أطلق عليه اسم «متاجر»، حيث يحتوي هذا المركز التجاري العصري والخفيف على كل ما تحتاج إليه العائلة من كارفور وصيدلية وبنك ومقاهٍ. والحق يقال هذا المشروع لاقى قبولاً حسناً من الناس، خصوصاً أنه قريب من مناطقهم السكنية. وهناك في مانشستر لديهم الفكرة نفسها تقريباً، ولكن بأسلوب يختلف قليلاً، وهم يطلقون عليه اسم Village عبارة عن شارع تتوزع عليه مجموعة من المحلات، فهنا سوبر ماركت ماركس سبنسر، وبعده محل خياطة، وفي وسط الشارع يقع مطعم ناندوز البرتغالي الشهير. في Didsbury Village حيث كنت أسكن كان على زاوية الشارع يقع كوستا كافيه، كنت أسميه بالحضانة، لأنه ومع أول كل صباح توجد فيه أمهات مع أبنائهن الرضع يتجاذبن أطراف الحديث. كنت دائماً أختار الطاولة المطلة على الشارع مراقباً المارة في ذهابهم وإيابهم، ومستمتعاً بزخات المطر التي لا تتوقف عن مانشستر. ولأن المقهى على زاوية وتقاطع وإشارة مرور، فقد كانت تتوقف عنده السيارات والباصات التي غالباً ما كان يعلن عليها عن أفلام جديدة قادمة كانت هدفاً لمشاهدتها في إجازة نهاية الأسبوع المقبل. في ذلك المقهى لي ذكريات جميلة، هناك قرأت رواية The Rain Maker التي أهداني إياها صديقي محمد، وفي ذات يوم من أيام الآحاد ذهبت مع عائلتي لتناول الإفطار هناك، كما كنا نفعل…
الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٢
في يوم سبت، ومنذ الصباح الباكر انطلقت لمبنى تسجيل في إمارة الشارقة الواقع على شارع الإمارات باتجاه عجمان، وعند وصولي المبكر كان المكان هادئاً وينبئ بأني سأنهي إجراءات تجديد سيارتي بسرعة. وكعادة كل مراجع وقفت في طابور كاونتر الاستقبال لأسأل عن سير الإجراءات، ولم تمض إلا لحظات حتى وصلت، وبدأت بالسلام وبعده الاستفسار عن إجراءات تجديد السيارة وتغيير اسم مالك المركبة، وكان بجانبي مراجع آخر يسأل موظف الاستقبال عن إمكانية وضع خمس معاملات تحت رقم متابعة واحد (الدور يأتي بالأرقام)، إلا أن الرفض كان الجواب وهنا استاء هذا المراجع الذي تبين لي أنه مندوب لإحدى الأسر، وطلب مقابلة المدير لكن الرد بقي كما هو، تذمر الأخ وأكمل دربه نحو إجراءات تجديد السيارات الخمس. وقدر الله أن ألتقي بالمراجع نفسه عند كاونتر التأمين وهنا أيضاً سمعت منه كلاماً استعلائياً أسوأ، حيث طلب من الموظف عدم تسلم أي طلبات حتى ينهي معاملاته هو أولاً. الشاهد.. تمتلئ كتب وبحوث ومقالات فن الإدارة وخدمة المعاملين بخطوات تساعد الموظف على تقديم خدمة متميزة وتتجاوز التوقعات، مع التأكيد على أن العميل دائماً هو على حق، ولكن نادراً ما نقرأ عن خطوات تساعده على التعامل مع عينات بشرية كهذه لسان حالها «يا أرض انهدي.. ما عليكي أدي» والتي تستخدم علو الصوت في إنهاء معاملاتهم بأسرع وقت وأقل…
الخميس ١٣ ديسمبر ٢٠١٢
أشك بأن أحداً في الإمارات لا يعرف حليب الكرك، وأشك أكثر بأن أحداً من أهل الشارقة لا يعرف كافتيريا رجب المشهور بالكرك، كافتيريا رجب وعلى مدار الساعة لا تخلو من الزبائن. قصتي معها حدثت قبل سنوات، حينما كنت ماراً قريباً منها، لا إرادياً وجدت نفسي أمام محله لأجد الزحمة المعتادة، والجميع في الانتظار، فكان الحل هو النزول من السيارة والتوجه للمحل وأخذ الكوب بنفسي، وهذا ما حصل بالفعل، ومن ثم دفعت ورجعت، وبمجرد قفلي لباب السيارة إذا بالطارق يطرق زجاج نافذتها، فتحتها وإذا بأحد العمال في «رجب» يأخذ الكوب من يدي من دون أي كلمة ويلقيه في الزبالة، أكرمكم الله، ويعطيني كوب كرك آخر قائلاً: ذاك بارد، وهذا ساخن. أما موقفي مع الفتاة الأمريكية فقد حدث أيضاً قبل سنوات هناك في الولاية الجميلة أوريجون، وفي مدينة بورتلاند بالتحديد أثناء فترة دراسة الماجستير، يومها أردت شراء تي شيرت من محل Abercrombie & Fitch، أعجبني واحد بعد دقائق قليلة من البحث كعادة الرجال وعكس النساء، أخذته وكان سعره 15 دولاراً وتوجهت للدفع، وهناك تفاجأت بأن سعره أصبح 25 دولاراً، فقلت للموظفة أنا أخذته من هناك ومكتوب بجانبه 15 دولاراً فقط لا غير، فطلبت مني أن آخذها إلى المكان بالتحديد، وبعد أن تأكدت من صحة كلامي، قالت هذا التي شيرت وضع بالخطأ هنا،…