الإثنين ٢٩ أبريل ٢٠١٩
من يعتقد أن هناك حدوداً للعقل البشري، وأن هناك قيوداً على حدوده وإمكاناته، فعليه فقط أن يتتبع ويقرأ ويتمعّن في سيرة وقصص بعض العلماء والعظماء ورجال الأعمال الناجحين، الذين حققوا نجاحات خيالية، كان يعتقد كثيرون من البشر أن تنفيذها أو الوصول إليها أمر مستحيل! فلتمعنوا النّظر في سيرة توماس أديسون، الذي ولد سنة 1847 في مدينة بولاية أوهايو الأميركية، ولم يتعلم في مدارسها الابتدائية إلا ثلاثة أشهر فقط، وبعدها وجده ناظر المدرسة طفلاً بليداً، متخلفاً عقلياً، فتم طرده من المدرسة، ولم يسمح له بمواصلة الدراسة فيها! هذا الطفل، الذي حكم عليه التفكير المدرسي بالبلادة والعجز والتخلف، استطاع تسجيل (10093) براءة اختراع، ومازال هذا الرقم، إلى يومنا هذا، هو الرقم القياسي المسجّل لدى مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأميركية. وكان اختراع الحاكي (المسجل) هو أول اختراع يحصل على براءة اختراعه، وقد باعه بمبلغ 40 ألف دولار، وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت، وبذلك ودّع أيام الجوع، واستغنى عن النوم في الأمكنة الخلفية القذرة، واستطاع أن يتفرغ للاختراع، وأن ينشئ معملاً كبيراً في نيويورك، كان فاتحة المعامل والمختبرات للشركات والمصانع في العالم. إن قصة توماس أديسون تعتبر من أروع القصص العصامية الكفاحية، وفيها دروس باهرة، ودلالات كبيرة، تبرهن على أن الإنسان النبيه، إذا توقد اهتمامه، فإنه قادر على تعليم نفسه بنفسه،…
الأحد ٢١ أبريل ٢٠١٩
الإمارات دولة آمنة مطمئنة مستقرة، تسير بخطواتها الواثقة نحو التطور والتقدم، هي تفعل كل ذلك من أجل رفاهية وراحة شعبها، لكنها ليست أنانية في هذا التوجه، فهي تنظر إلى مصلحة الوطن العربي بشكل عام، وهي تؤمن بأن استقرار العالم العربي، وأمان شعوبه، هما الهدف الأسمى، وهما السبيل لديمومة الأمن في هذا الجزء من العالم. دعم هذا التوجه بقوة، واختيار طريق مكافحة محور الشرّ والفتن، وأصحاب التوجهات الحزبية ذوي المصالح الضيقة، بالتأكيد ليسا سهلين، فالشر له أذرع متعددة، والدول الداعمة للفوضى والدمار تُسخّر ملياراتها من أجل زعزعة الأنظمة، وتقوية الميليشيات الإرهابية والمتطرفة، لخلق الأزمات والحروب التي تجعل هؤلاء المتطرفين يقفزون في الظلام، للسيطرة على مقدرات الدول ورقاب الشعب، ومن ثم تتحكم دول محور الشر في الوطن العربي عبر هؤلاء الوكلاء الإرهابيين! لذلك فالإمارات هدف أساسي لفوهات مدافع الشر، ترميها بكل قوة وقذارة، وتحاربها بكل ثقل وشراسة، فهي مستهدفة بشكل واضح عبر حملات إعلامية مسعورة وغير مسبوقة، تتعرض لكذب وتزوير وتلفيق، ويتعرض رموزها لحملات تشويه ظالمة، ويمارس هؤلاء المرتزقة أتباع محور الشر أسوأ أنواع التضليل والكذب الإعلامي، وبدعم مالي سخي جداً من دول وتنظيمات محور الشر التي تقودها قطر، وذلك لتحقيق هدف واحد فقط لا غير، هو الإساءة إلى الإمارات، ولسبب واحد فقط، هو وقوف الإمارات بقوة ضد مخططاتها التخريبية للسيطرة على…
الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٩
بكل وضوح، يشرفنا أن نكون مع الشعوب المنحازة للجَمال والفنون والتراث الإنساني العريق. ولا تعنينا كل الانحرافات الذهنية في المنطقة، ولا الشماتة بضحايا الإرهاب، أو الحوادث، والكوارث الطبيعية، التي تجد تشوهاً ثقافياً، يراها مجرد غضب إلهي، أو يعيدها إلى التاريخ بنوازع ثأرية وانتقامية. حريق كاتدرائية نوتردام حادث محزن، وأن نتضامن مع فرنسا للأضرار المؤسفة التي لحقت بأيقونة معمارية وفنية كبيرة، فذلك ينبع من قيمنا العربية، ومن فهمنا للتسامح، والموقف نفسه لا يتغيّر عند أي أذى طبيعي أو مدبّر يلحق بمسجد، أو كنيسة، أو دار عبادة، أو أي إرث حضاري في العالم. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي استقبل، هذا الأسبوع في أبوظبي، إمامي مسجدي «النور» و«لينوود» اللذين تعرضا مؤخراً لهجوم إرهابي في نيوزيلندا، عبّر عن موقفنا من حريق كاتدرائية نوتردام. سموه رأى في نتائج الحادث «خسارة في أحد أعرق وأشهر معالم التراث الإنساني العالمي، لأن هذه المنارات كانت وستظل توحد الشعوب، وتجمعهم على الخير». إذْ لا يمكن أن يستمر ضجيج التحريض، وكراهية الآخر، والشماتة بالتاريخ، في هذه المنطقة، دون أصوات عقلانية، تبدد كآبة المشهد، وقد هيأت مراكز التطرف الرئيسة في الإقليم كل السبل لتغذية الإرهاب بأنواعه كافة، ولاسيما الفكري منه، وساهمت في مزيد من تشويه ثقافتنا في عيون العالم. كان حريقاً، التهم أجزاء من معلم تاريخي، يبلغ…
الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٩
أهل الخير في الإمارات كثيرون، لا حصر لهم، وهؤلاء لا لوم عليهم إن تبرعوا لمراكز إنسانية أو خيرية تمارس نشاطها بناء على تراخيص رسمية معتمدة من جهات حكومية، لكن هذه الجهات الحكومية التي أصدرت التراخيص هي المعنية، ويقع ضمن حدود مسؤولياتها التأكد من أحقية هذه المراكز في طلب التبرعات، وتنظيم الفعاليات الخيرية، أو شنّ حملات منظّمة بمختلف الوسائل للحصول على المال، كما أن من مسؤوليات هذه الجهات أيضاً فرض الرقابة على هذا المال، وضمان عدم إساءة استخدامه، أو ابتلاعه، وبالتأكيد فإن هذه الرقابة موجودة ومطبقة، لكنها كما يبدو ليست كافية! هذا الاستنتاج بعدم كفاية الجهود الرقابية يمكن الاستدلال عليه من خلال تكرار التجاوزات التي تظهر على ساحة عمل هذه المراكز بين فترة وأخرى، ومن المراكز الإنسانية ذاتها، وبإصرار غريب على عدم الالتزام بشروط وقواعد الترخيص، أو تكرار تنظيم الأنشطة والفعاليات بغرض جمع أموال التبرعات، أو تنسيق زيارات لفنانين وفنانات بهدف ترويجي على حساب الأطفال أصحاب الهمم من دون ترخيص مسبق، وجمع التبرعات بشكل مباشر وغير مباشر من دون أن يكون لها حق في ممارسة هذا النشاط! لماذا هذا الإصرار على مخالفة القانون؟ ولماذا تتكرر تجاوزات هذه المراكز؟ الإجابة بسيطة للغاية، لأنه لا توجد رقابة دقيقة عليها، هذا أولاً، وثانياً لا توجد عقوبات مشددة من الجهات الحكومية في حال ممارسة هذه…
الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٩
علاقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بسباقات الخيل علاقة قديمة، بدايتها كانت عندما كان في العاشرة من عمره، وكان عائداً ذات ليلة مع أبيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، من الصحراء، فقال له الشيخ راشد: «أريد أن أُنظّم سباقاً للخيل في دبي، السباق سيكون مفتوحاً لجميع القبائل، وأريدك أن تشارك فيه»، وبهذه الكلمات بدأت مسيرة تغيير خريطة عالم سباقات الخيل، ليس في المنطقة بل على مستوى العالم. ففي تلك اللحظة بُعثت الطاقة في قلب محمد بن راشد، وشعر بالمسؤولية، وأصبح أكثر حماساً وانتظاراً ليوم السباق، وهكذا كان السباق الأول مناسبة يستحيل أن ينساها سموه، ولحظات الإثارة والترقب التي شعر بها، وهو في العاشرة من عمره، مازال يشعر بها كلما تذكرها، إنها اللحظات الأولى دائماً تبقى في القلب، الخيل الأولى، والسباق الأول، هي لحظات تبقى محفورة للأبد. بالتأكيد لم يكن يدُر في خَلَد محمد بن راشد، آنذاك، أن هذا السباق البسيط، الذي أقيم بطول كيلومترين على شاطئ جميرا، وفي منطقة رملية لم تكن مجهزة لمثل هذه السباقات، ولم يسمع به سوى أهالي دبي والإمارات القريبة؛ هو بداية الانطلاقة للعالمية التي ستضع دبي في قمة سباقات الخيل العالمية، وستُنافس أعتى وأقدم دول العالم في أميركا وأوروبا تنظيماً لسباقات الخيل، بل تتفوق عليها في كل شيء.…
الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٩
ملعب اتحاد الكرة، الذي أصيب فيه اللاعب أحمد ربيع، بعد ارتطامه بشدة بعمود الإنارة (الكشّاف)، تم إنشاؤه ضمن مباني الاتحاد قبل 10 سنوات تقريباً، رغم أن الافتتاح الرسمي كان عام 2014، ومباني الاتحاد تضم مكاتب إدارية، وقاعات للاجتماعات، وفندقاً من فئة خمس نجوم، إضافة إلى ملعبين، وملعب «ترتان»، وصالة مغلقة لكرة القدم، ومنذ ذلك الحين يستقبل الملعب المعني بعض المباريات الودية بين الفرق المختلفة، حيث استقبل نحو 300 مباراة ودية، فضلاً عن تدريبات منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي. وهذا يعني أن جميع مسؤولي الاتحاد، دون استثناء، ومعهم عشرات من الأطقم الفنية المختلفة، ترددوا على الملعب منذ إنشائه، عشرات إن لم يكن مئات المرات، فهل يُعقل أنهم جميعاً، وطوال تلك السنوات الماضية، لم ينتبهوا إلى وجود ذلك العمود الحديدي الضخم جداً، في مكان غير آمن على اللاعبين، وفي رقعة قريبة جداً من خطوط الملعب، بل يكاد أن يكون جزءاً من الملعب، حاله حال راية الركنية؟! هذه المباني الجديدة التابعة لاتحاد كرة القدم، التي تكلف إنشاؤها نحو الـ80 مليون درهم، لم تُنفذ بشكل عشوائي، فمن المؤكد أن تكون هناك شركات استشارية ومهندسون وفنيون ومختصون، خططوا ونفذوا وتابعوا ودققوا على كل صغيرة وكبيرة، منذ بداية العمل حتى نهايته، فهل يعقل ألا يكون بينهم شخص واحد متخصص في هندسة المنشآت الرياضية، يجيد تنفيذ وإخراج الملاعب،…
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٩
لا توجد إحصاءات دقيقة ترصد العلاقة بين انتشار أمراض معينة، مع انتشار مطاعم الوجبات السريعة في المناطق السكنية بمختلف أنحاء الدولة، لكن مع ذلك فإن معظم الدراسات تؤكد أن الوجبات السريعة لها علاقة وطيدة بانتشار بعض الأمراض. والأكيد أن الإمارات تعاني - منذ فترة طويلة - انتشار بعض الأمراض، مثل السكري حيث تبلغ نسبة المصابين به نحو 11.8%، كما تبلغ نسبة السكان المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم 29%، وتبلغ نسبة السكان الذين يعانون ارتفاع الكوليسترول 43.70%، ولاشك في أن هذه الأرقام مرتفعة جداً، وهي تشكل تحدياً حقيقياً للجهات الصحية في الدولة، إضافة إلى تحدٍّ حقيقي أمام جهود الحكومة الاتحادية بشكل عام. هناك رابط وثيق بين هذه الأمراض، وبين ما يأكله الإنسان، لاشك في ذلك وفق جميع الدراسات، وكثير من الأطباء، وهناك رابط أكثر التصاقاً يثبت وجود علاقة مباشرة أو غير مباشرة بين هذه الأمراض وغيرها، بالوجبات السريعة تلك. الوجبات التي يتم تحضيرها بوقت وجهد قليلين، وهي تُقدم بشكل سريع في المطاعم، والأماكن العامة، والمحال التجارية، إذ تؤثر هذه الوجبات في الجسم، حيث تُسبب له العديد من المشكلات الصحية، إذ تكون جودتها أقل من الطعام الصحي، لأنّها تشتمل على نسبة عالية من السعرات الحرارية. وكثيراً ما يرتبط السكري من النوع الثاني بالسمنة، والأعداد لاتزال في ارتفاع بجميع أنحاء العالم بمعدل ينذر…
الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٩
بعد 12 عاماً من الآن سيصبح في الدولة 610 آلاف شاب مواطن في سنّ العمل، في حين أنه وفق المؤشرات الحالية، فإن التطور السريع في التكنولوجيا، ودخول الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة، يجعلان 60% من الوظائف الحالية مهددة بالزوال، ما يعني وجود معضلة حقيقية تحتاج إلى تخطيط دقيق واستراتيجيات فعالة. جهود عدة تبذلها الحكومة الاتحادية، والحكومات المحلية في توظيف المواطنين، ووزير الموارد البشرية والتوطين أعلن، أمس، عن استهداف وزارته خلق 30 ألف فرصة عمل للمواطنين في القطاع الخاص وقطاع الأعمال، خلال العام الجاري، مؤكداً أن الوزارة تسعى إلى تحقيق توطين 5% في القطاع الخاص كأحد أهداف الأجندة الوطنية. لكن، ومع ذلك، فالمشكلة كبيرة، وستتفاقم بشكل أكبر مع تطور التكنولوجيا التي ربما تقضي على كثير من هذه الوظائف في القطاع الخاص، لذلك لابد من خارطة طريق واضحة لسوق العمل المستقبلي، ولابد أن نعمل من اليوم على اقتحام مختلف مجالات التكنولوجيا لنحوّلها إلى فرص بدلاً من مخاوف، من خلال التركيز على قطاعات جديدة معينة، في التكنولوجيا والطاقة والنقل، وفي جميع مجالات المستقبل، وبدء تأهيل شباب الإمارات للدخول إليها، والاستعداد لها بشكل علمي مدروس ومُخطط له. احتياجات المستقبل مختلفة عن مؤهلات الحاضر، والمؤشرات تؤكد أن هناك 65 ألف مواطن حالياً يحتاجون إلى إعادة تأهيل حتى يصبحوا قادرين على تلبية احتياجات العمل المستقبلية،…
الأربعاء ١٣ مارس ٢٠١٩
لنتحدث معاً، هذا كل ما نحتاج إليه لحل معضلات كثيرة، وتجاوز مراحل صعبة، وتحقيق إنجازات مشرّفة، فمعظم المشكلات، خصوصاً تلك التي يعانيها الشباب والفتيات في المدارس والجامعات، تتفاقم وتكبر لأننا لم نتحدث معهم عنها، ولم نقترب منهم لنسمعهم وهم يتحدثون عنها، لذلك تحولت إلى مشكلة، والمشكلة تتحول إلى ظاهرة، يصعب أو يطول حلها، مع أنه كان بالإمكان وأدها في مهدها بأسلوب بسيط جداً، وهو تُرك صاحبها يتحدث عنها! حالياً يمرّ التعليم في الإمارات بمرحلة مهمة جداً، عنوانها الرئيس التطوير والتأهيل وتمكين الطلبة من مهارات المستقبل، التي تجعلهم يواكبون التطور التكنولوجي السريع، ولكن في خضم هذه الأمور كلها يجب علينا ألا ننشغل أو نغفل عن بناء شخصية الطلبة والطالبات، وتمكينهم نفسياً وأخلاقياً وتربوياً، قبل أن نحرص على إتقانهم العلوم الفيزيائية والكيميائية وعلوم البرمجة وغيرها من المواد العلمية، فلا فائدة من طالب متمكن في الرياضيات والفيزياء، وضعيف في شخصيته لا يمتلك الجرأة على الكلام، ولا يستطيع إبداء رأيه، أو اتخاذ قرار ولو بسيطاً في حياته! البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، التقط هذا الخيط المهم، وربطه بالأجندة الوطنية لجودة الحياة، التي تتضمن تسعة بنود، بينها: تبني الفكر الإيجابي، وتعزيز جودة الترابط والعلاقات الاجتماعية، وبناء مهارات الحياة الجيدة.. ومن ثم تم إسقاط هذه الأهداف على طلبة وطالبات المدارس في…
الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٩
كثيرون يعرفون أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لا تتعدى إجازته السنوية أسبوعاً واحداً، غالباً يقضيه في رحلات «القنص» التي يجد فيها راحة للنفس، وصفاء للذهن، ويستذكر فيها ذكريات جميلة، ويحيي بها موروثاً إماراتياً قديماً، ولكنْ قليلون هم الذين يعرفون أنه غالباً يقطع هذه الإجازة بعد أيام قليلة جداً ليعود إلى الدولة، ويمارس مهام عمله الرسمية، ويواصل رحلة البناء والعمل المضني والدؤوب لمستقبل الدولة وأبنائها. وقد وصل ذات يوم إلى مخيم «المقناص»، ولكنه في اليوم التالي قال لمرافقيه: «استمتعوا بوقتكم هنا، وائذنوا لي سأعود إلى الإمارات لإنجاز عمل مهم»، فقال له أحدهم: «العمل لن يتوقف يا طويل العمر، وهذا وقت إجازتك وراحتك، ألا ترتاح قليلاً، فقد أجهدت نفسك كثيراً؟»، صمت الشيخ محمد بن زايد لثوانٍ، ثم أجابه بكلمات قليلة، لكنها ذات معنى غزير، كلمات يجب أن يكتبها التاريخ بحروف من نور وذهب، ويجب أن يحفظها جميع أهل الإمارات، ويعيها جميع شبابها وشاباتها، قال له: «راحتي أجدها عندما أخدم شعبي ودولتي». هذه الكلمات يلمسها شعب الإمارات واقعاً في كل خطوة ومبادرة ومشروع واجتماع يحضره محمد بن زايد، فهم يعرفون حق المعرفة أنهم يشغلون تفكيره، ويدركون تماماً أنه يواصل العمل ليل نهار من أجل حاضرهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم، فكلمات سموه تسبقها أفعاله، وتسبقها همته وجهوده الواضحة لرفعة الوطن وراحة…
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٩
الأمن الغذائي يشكّل أولوية عمل جميع حكومات العالم، خصوصاً الدول ذات الطبيعة الصعبة التي تفتقر إلى مقومات الإنتاج الزراعي، ونحن في الإمارات نقع ضمن هذا التصنيف، لذلك فالأمن الغذائي يحوز اهتماماً كبيراً لدى حكومة دولة الإمارات، وهو مؤشر حيوي يعبر عن فعالية وكفاءة السياسات الحكومية والتنموية والاقتصادية والبيئية، وهو رافد مهم للاقتصاد الوطني، لذلك وضعت استراتيجية وطنية للأمن الغذائي قصيرة وطويلة الأمد، لضمان توفير الغذاء بالكميات الكافية تحت أي ظرف وفي أي وقت. نحن في الإمارات لا نشعر، ولله الحمد، بأي نقص في أي نوع من أنواع الغذاء، لكن الدولة تعاني مشكلة كبيرة غير مرتبطة باستيراد وتوفير الغذاء، بل هدر واستنزاف هذا الغذاء، وذلك بسبب سلوكيات خاطئة، وممارسات سلبية، وعادات اجتماعية مبالغ فيها، كل ذلك يكلّف الدولة سنوياً مليارات من الدراهم الضائعة بسبب هذا الهدر! الإحصاءات تشير إلى أن ثلث إنتاج الغذاء في العالم يُهدر، ونحن في الإمارات لسنا استثناء من هذا العالم، والمجتمع بمختلف فئاته يهدر كميات ضخمة من الأطعمة والأغذية، لذلك فالحكومة تسعى جاهدة من خلال استراتيجياتها لخفض معدل هدر الغذاء في الإمارات إلى 15%، ولو استطاعت الحكومة الوصول إلى هذا الهدف، فإن هذه النسبة تساوي بلغة الأرقام ستة مليارات درهم بالضبط! الاستراتيجية الإماراتية الوطنية للأمن الغذائي تتضمن 38 مبادرة رئيسة، قصيرة وطويلة المدى، ضمن رؤية عام 2051،…
الأحد ٠٣ مارس ٢٠١٩
ثورة الجيل الخامس من تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية، أو ما يعرف بالـ«5G» المقبلة، شيء يفوق الخيال، وباختصار شديد فإن كل ما يشهده العالم اليوم من تطور في مجال الهواتف الذكية، هو بالضبط لا شيء مقابل ما ستقدمه هذه التكنولوجيا الجديدة، وخلال فترة زمنية قريبة جداً، لا تتعدى سنة أو سنتين من الآن! هذا ما بدا واضحاً في المؤتمر العالمي للهواتف المتحركة، الذي تستضيفه مدينة برشلونة الإسبانية، نهاية شهر فبراير من كل عام، ومن خلاله تعرض أكثر من 2400 شركة من مزودي خدمات الاتصالات، وشركات التكنولوجيا المشهورة، أحدث وأغرب منتجاتها التي ستطرحها في الأسواق قريباً. هذه الدورة من المعرض كانت السيطرة التامة فيها لتقنية الجيل الخامس، وأبرز استخداماته في كل الأجهزة التي تمس جميع جوانب حياة الإنسان، وليس الأمر مرهوناً بهواتف ذكية واتصال، وإرسال «مسج» أو فيديو أو بيانات، بل هو أكبر من ذلك بكثير، فهذا الأمر البسيط يمكن اعتباره شيئاً من الماضي المُضحك، والقادم الآن هو التفاعل والتفاهم بين الإنسان والأجهزة المختلفة، وبين الأجهزة بعضها بعضاً عبر تقنية الـ«5G»! البطاقة الذكية أو «التشيب» هي محور التقنية المقبل، وهذه البطاقة الذكية الصغيرة جداً، هي حلقة التواصل بين الإنسان والأجهزة عبر «إنترنت الأشياء» الذي سيحول جميع الأجهزة وجميع المعدات إلى أشياء ذكية، تعمل وتتواصل وتنفذ رغبات الإنسان بدقة وحرفية عالية، وفي جميع أماكن…