الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٩
إجراء واحد بسيط جداً، يوّفر على الدولة مليارات الدراهم، والأهم من توفير هذه المليارات، هو المحافظة على صحة أفراد المجتمع وحياتهم، وحمايتهم من الأمراض الفتاكة القاتلة، هذا الإجراء البسيط جداً، هو الفحص الطبي الدوري، ومع بساطته وسهولته، إلا أن ثقافة المحافظة عليه غائبة تماماً عند المواطنين، لذلك فإن معظم الأمراض الخطرة لا تُكتشف إلا في مراحلها النهائية، والنتيجة روح مفقودة، وأموال مُهدرة! تشير الدراسات إلى أن 10 إلى 15% فقط من مواطني الإمارات ملتزمون بإجراء فحوص طبية دورية، في حين أن الأغلبية العظمى غير مكترثة بهذه الخطوة، وبالمقارنة مع سنغافورة، وهي دولة سريعة التطور، نجد أن 70% من الشعب السنغافوري يحرص على إجراء هذه الفحوص، وأعتقد أن هذه المقارنة تكفي لاكتشاف خلل كبير لدينا، في غياب مفهوم ثقافة الوقاية، والحرص على الصحة والسلامة، وهذا الخلل موجود عند معظم مواطني الإمارات، وهي مشكلة حقيقية يدفع ثمنها الجميع، الأُسر والمجتمع والحكومة! ومن خلال هذه الإحصائية الصادمة نكتشف أن معظم مواطني الإمارات لا يدركون أهمية الفحص الطبي الدوري، وربما يعتقدون أنه إجراء تكميلي غير ضروري، في حين أن التحاليل الدورية الشاملة للإنسان، هي واحدة من أهم أنواع الوقاية ضد الأمراض المختلفة، لأنها تكشف عن الأمراض المحتملة والمبكرة التي قد يصاب بها الإنسان، وتظهر المرض قبل المضاعفات، خصوصاً أن بعض الأمراض يظهر فجأة من…
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٩
هناك فرق شاسع بين الانطباعات العامة، والمعلومة المبنية على حقائق وأرقام، وعلى الرغم من أن المعلومة هي أصدق دون شك، إلا أن الانطباعات مع ترديدها باستمرار تستطيع في كثير من الأحيان تشكيل قناعات عامة تصل صدقيتها إلى حد المعلومة المؤكدة عند كثيرين، لكنها بكل تأكيد ليست حقيقية، ولن تكون كذلك! هذا ما يحدث حالياً في الحُكم على وسائل الإعلام، فهناك انطباع عام أنها لم تعد مؤثرة في الرأي العام، وأنها تتراجع مقابل قوة وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من أنه لا توجد مقارنة حقيقية بين الاثنتين، إلا أن هذه المقارنة تكون في الغالب ظالمة لوسائل الإعلام، فتراجعها العالمي الحالي له أسبابه المعروفة، في حين أن طوق النجاة، إن وجد لهذه الوسائل، سيكون من دون شك في التطوير والتجديد والاستفادة القصوى من التطور التقني والتكنولوجي، والدخول بقوة في كافة وسائل التواصل الاجتماعي لكن بثوبها المهني التقليدي المتعارف عليه، وهو ما يكسبها صدقيتها وثقة القارئ بها. وهذا ما تؤكده الحقيقة التي كشف عنها تقرير «إيدلمان» السنوي، الخاص بالثقة بالحكومات والمؤسسات ووسائل الإعلام، وغيرها من مكونات المجتمع المدني المعاصر، الذي جاء متماشياً في حالة دولة الإمارات مع ما يتكرر ذكره يومياً في وسائل إعلام عالمية، حول ريادة وتميز الإمارات في عدد من المجالات، في ظل حرص قيادتها الرشيدة على بلوغ أقصى مدى في…
الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٩
إذا استعرضنا مجالات الاستثمار الحالية أمام الفرد البسيط، أو صغار المستثمرين، فإنه لا يوجد أمامهم سوى ثلاثة خيارات منطقية يلجأون عادةً إليها أملاً في تعزيز ثرواتهم، أو صون مدخراتهم، فإما شراء العقار، سواء بهدف التأجير أو السكن، أو التداول في أسواق رأس المال، أو إيداع مدخراتهم لدى البنوك. وإذا مررنا سريعاً على هذه الخيارات في الوضع الوقتي الراهن، فسنجد العقار ليس في أفضل أحواله، وهذا أمر طبيعي، فالأسعار تراجعت نوعاً ما مقارنة بالسنوات الماضية، وكذلك الإيجارات، بينما ارتفعت أسعار الفوائد، وبالتالي ارتفعت قيمة أقساط القروض، في حين تراجع العائد الإيجاري نسبياً، لذلك فإن الصافي من الإيجار بعد خصم الأقساط المتزايدة بدأ يقلّ، وتالياً فإنه يمكن القول إن إحدى النوافذ الاستثمارية هي الآن محط تفكير ودراسة بالنسبة لصغار المستثمرين، خصوصاً أن عبء الإنفاق والاستهلاك متزايد، في ظل فرض ضريبة القيمة المضافة، وغلاء المعيشة بشكل عام. أمّا النافذة الاستثمارية الثانية (أسواق الأسهم»)، ووفقاً لقراءات سريعة، فإن مؤشر بورصة أبوظبي أغلق بنهاية عام 2018 مرتفعاً بأكثر من 11%، بينما تراجع مؤشر سوق دبي بنحو 25%. ولكن بمزيد من التحليل، نجد أن حيثيات الأمور تُظهر بأن أسهم ثماني شركات تراجعت بنسب تجاوز الـ50%، بينما تراجعت أيضاً أسهم 24 شركة بنسب تراوح بين 30 و50%، وأخرى يبلغ عددها 33 شركة خسارة أسهمها راوحت بين 10…
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٩
القصص التي لم تُروَ بعد عن عطاء وإنسانية وكرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هي أكثر بكثير من جميع ما سمعنا وقرأنا عنه إلى اليوم، فهو نهر من الحب، وبحر من العطاء، لا يمكن مع اتساعهما رؤية حدودهما، وهو صاحب قلب كبير يشعّ حباً وأملاً وتفاؤلاً للجميع، والجميع في قاموس محمد بن راشد تعني الإنسان بشكل عام، ولا تقتصر على جنس أو جنسية أو دين أو لون معين، فهو يحب الخير للبشرية، ويسعى لنشر هذا الخير لجميع البشر. كم هي معبرة وجميلة تلك القصة التي رواها أمس سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، خلال جلسته في القمة العالمية للحكومات، والتي تعكس نُبل وطيبة وإنسانية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حفظه الله، فلقد لاحظ سموه خلال إحدى زياراته غير الرسمية إلى القارة الإفريقية، وتحديداً في تنزانيا، أعداداً من الأطفال في أوقات النهار غير متواجدين في مدارسهم، وعندما سأل عن السبب اكتشف أنه لا توجد لديهم مدرسة أصلاً بسبب أوضاعهم المالية الصعبة، فما كان منه إلا أن أمر فوراً بتشييد مدرسة لهم، فكان له ما أراد، وشُيدت لأبناء تلك المنطقة مدرسة حديثة. ولأن محمد بن راشد قائد استثنائي، فإنه لا يكتفِي فقط بإصدار الأوامر، بل يسعى دائماً لمتابعة كل شيء، ومعرفة كل شيء، لذلك خصص جزءاً من…
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٩
باختصار.. من أراد أن يرى المستقبل، فليشاهد أفلام الخيال العلمي، فهي بكل ما تحمله من مبالغات بعيدة عن تصوّر العقل البشري الحالي، إلا أنها الأقرب لحياة الإنسان التي سيعيشها بعد عشرات السنين، بل ربما يحمل لنا المستقبل ما لم يفكر فيه بعد مخرجو أفلام الخيال السينمائيون. مشاهد عدة ظهرت خلال الأفلام السينمائية المختلفة القديمة، تصوّر لنا سيطرة الروبوتات على حياة البشر، وفي الحقيقة فإن هذا الأمر قابل للتحقق بشدة، بل إن فصوله الأولى بدأت في التشكّل خلال الفترة الأخيرة، حيث بدأ العديد من شركات التكنولوجيا تطوير روبوتات أقرب إلى البشر، سواء في ما يتعلق بالتصميم الخارجي، أو بالقدرات التي يمكنها تنفيذها، فلم تعد الروبوتات تقتصر على جانب تنفيذ الأعمال فقط، بل بدأ العديد من الشركات تطوير روبوتات إنسانية أكثر. «متحف المستقبل»، المقام ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، يعرض نماذج من هذه الروبوتات البشرية التي ستشارك البشر الحياة في القريب العاجل، وهي تحمل مواصفات يصعب تصديقها، فهي ليست مجرد أجهزة، بل هي قريبة جداً من الإنسان في شكلها وحركتها، وحتى في نظرات العين وحركة رموشها! روبوتات تحمل جينات الذكاء الاصطناعي، فتتعرف إلى أصحابها، وتؤدي الأعمال المطلوبة منها على أكمل وجه، إنه شيء لا يكاد يصدقه عقل، لكنه حتمي وواقعي، ولا حل أمام إنسان اليوم إلا أن يتقبل فكرة التعايش المستقبلي مع…
الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٩
الإمارات اختارت دربها، فهي دولة فاعلة بإيجابية في المجتمع الدولي، اختارت الريادة، واختارت صُنع الحياة، والدخول في تحديات المستقبل بإرادتها قبل البقية، لا تكتفي بانتظاره، بل تعمل جاهدة من الآن على استشرافه، واكتشاف إيجابياته وسلبياته ومشكلاته، وتعمل جاهدة مع دول العالم المتطورة لوضع الحلول والبدائل المناسبة لمواجهة تلك السلبيات وتجاوزها. دولة لا تعرف الهدوء، ولا تُحب السير ببطء، فهي في نشاطٍ مستمر، وعملٍ دؤوبٍ دائم، فلا يوم هُنا يضيع بلا هدف، ولا ساعة تمضي دون فائدة، ولا وقت فراغ يمكن سده عبثاً دون جدوى، الجميع يسابق الزمن لبلوغ الأهداف والطموحات، والجميع يسعى بكل طاقة وجهد لبلوغ هدفين اثنين.. تحقيق رؤية القيادة، وخدمة الوطن. الإمارات لا تحب العمل بانفراد، فهي تؤمن بأهمية العمل الجماعي الدولي، لذلك وضعت استراتيجياتها العليا لتحقيق أقصى درجات الاستقرار والأمن والأمان في المنطقة بأسرها، فلا تطور ولا رخاء ولا راحة لأحد ما لم يعم السلام والخير والاستقرار محيطنا ومنطقتنا والعالم أجمع، لذلك كان الأسبوع الماضي حافلاً بنشاطات دولية لترسيخ المحبة والأخوة الإنسانية، حققت فيه الإمارات إنجازاً تاريخياً في تحقيق التقارب الديني بين الأديان كافة، فجمعت بين البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر، وجمعت حكماء المسلمين ليوقعوا وثيقة التعايش والتقارب ونبذ الخلافات، ولاشك أن في ذلك خيراً للإنسانية جمعاء، وهي أهم وأبرز بذرة يمكن زرعها لنشر السلام…
الإثنين ٠٤ فبراير ٢٠١٩
التسامح، والحوار، وتقبل الآخر، هو كل ما تحتاجه البشرية للعيش بسلام ووئام، وهو كل ما تحتاج أن تطبقه الشعوب بمختلف مذاهبها ودياناتها لضمان نبذ العنف والتشدد والطائفية المقيتة، فالأديان جميعها جاءت لتنظيم حياة البشر للأفضل، ولنشر المحبة والسلام، لا لتكريس العنف والقتل والاختلافات التي تجر البشر للحرب والدمار. والإمارات هي دائماً وأبداً صوت السلام والمحبة والتقارب، ومن أجل ذلك فهي اليوم وجهة العالم من كل حدب وصوب، يقيمون فيها، ويزورونها، ويتعايش كل من تطأ قدمه أرضها مع غيره بود وخير، مهما كانت بينهم خلافات واختلافات مذهبية أو دينية أو عرقية، فالجميع هنا ينصهر تحت مسمى «إنسان»، والجميع هنا بشرٌ لهم حقوق وعليهم واجبات، والجميع هنا تحت حماية ورعاية دولة القانون التي لا تفرق بين البشر لأي سبب كان. الإمارات وفق هذه السياسة الثابتة، والمبادئ الراسخة، تستقبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وتتطلع إلى أن تسهم هذه الزيارة التاريخية في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتناغم الثقافي والحضاري بين الشعوب، فهي دائماً وأبداً أرض المحبة والسلام والخير، وهي دائماً دولة المحبة والتعايش السلمي، وفيها أروع أمثلة تقبل الآخر، وحرية العقيدة والمعتقد، واحترام ثقافة الاختلاف. لا ملجأ للعالم اليوم لوأد الكراهية، والقضاء على الإرهاب والتشدد والتطرف، إلا نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، ولا مجال لوقف الدمار والحروب والفتن إلا بزرع مبادئ وقيم…
الخميس ٣١ يناير ٢٠١٩
هكذا هي الإمارات دوماً، مصدر إشعاع حضاري للعالم بأسره، لم تكن يوماً مُغلقة على نفسها، ولم تحتكر يوماً المعرفة، فجميع ما وصلت إليه من تطوّر هو متاح لكل من يريد الاستفادة منه، وجميع ما تحصل عليه من علم وتقنية هو ملك عام لجميع الدول الصديقة والشقيقة، وهذا ما يبدو واضحاً في كل عام مع استضافة الإمارات للقمة العالمية للحكومات، التي وُلدت كبيرة بأهدافها وموضوعاتها ونقاشاتها، واستمرت تكبر كل عام بشكل يخدم البشرية والمجتمعات، ويبحث عن عالم أفضل، وحياة أسعد لسبعة مليارات نسمة من البشر. القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة هذا العام، سيحضرها 140 دولة، و30 منظمة دولية، وسيشهدها أكثر من 4000 مشارك، منهم 600 متحدث من رؤساء دول ومفكرين سياسيين، سيقدمون أوراق عمل، وسيتناقشون في 16 منتدى على هامش القمة، وسيقدّمون 20 تقريراً، وستشهد القمة 20 اجتماع طاولة مستديرة، و200 جلسة تفاعلية، ما يجعل منها حدثاً عالمياً مميزاً لا يقل أهمية عن الاجتماعات التي تعقد في أروقة الأمم المتحدة، أو في المنتديات العالمية المميزة مثل دافوس وغيره، سواء في عدد المشاركين، أو تنوعهم، أو أهميتهم، أو في نوعية ومحتوى المادة العلمية والمعرفية، وفي الحلول والتجارب العالمية لإسعاد الشعوب، وتطوير المجتمعات، والرقي بالخدمات الحكومية أيضاً، وهذا هو الأهم. هذه الاجتماعات العالمية، عالية المستوى، ليست مخصصة لتطوير العمل الحكومي في الإمارات،…
الأربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٩
هو ليس نظام الحمدين، هذه التسمية ليست دقيقة بشكل كامل، إنه نظام الحمد الواحد، حمد بن خليفة، هو وحده المتحكم والمتفرد بالسلطة في قطر، وهو من يحيك المؤامرات، ويخطط للدمار، وهو الذي يدير كل شيء، ويحرك كل شيء، منذ 27/6/1995، وحتى هذه الساعة، هو المتعنت، وهو المعرقل، وهو الذي يحاول بشتى الطرق إرضاء غروره لتغطية حاجة في نفسه المريضة، المُصابة بعُقد النقص! لا نعفي البقية من مسؤولية دمار الوطن العربي، والإضرار بالدول المجاورة، وإلحاق الضرر البالغ في العلاقات الخليجية، لكنهم لا يعدون كونهم دُمى يحركها الحمد الواحد كيف يشاء، فهو يدير قطر كما يدير شركته الخاصة، والحمد الثاني ما هو إلا مدير تنفيذي يُنفذ أوامر وتعليمات رئيسه، وهو دون شك يخلص ويجتهد، وينفذ الأوامر بشكل جيد وبحماسة زائدة على اللزوم، لكسب رضا ومباركة الرئيس التنفيذي للشركة! معنى ذلك ببساطة أن السياسة القطرية الخبيثة لن تتغير أبداً، طالما بقي حمد بن خليفة يعمل من خلف الستار، إذ ستظل المؤامرات تحاك، وستظل المُكابرة القطرية مستمرة، وستتزايد الإساءات للجيران، والتدخل السافر في شؤون الدول القريبة والبعيدة، وبشكل أسوأ مما مضى أيضاً، فكل يوم يمر عليه يزيده غروراً وخبالاً، ما يعني باختصار أن الأزمة الخليجية مستمرة، ولا مؤشرات لحلها في المستقبل المنظور مع وجود نظام الحمد الواحد في قطر! هناك إحباط واضح في الموقف…
الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٩
في السابع من يناير تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة اليمنية، مقابل انسحاب ميليشيات الحوثي الإيرانية من الميناء والمدينة، وبما أنه اتفاق دولي عن طريق الأمم المتحدة، التزمت به دول التحالف والحكومة الشرعية اليمنية، إلا أن الطرف الثاني لم يلتزم به، وأخذ يتلاعب بالاتفاق، بل إنه استغل وقف إطلاق النار في إعادة الانتشار والتموضع والتخندق وزيادة التعزيزات العسكرية للمدينة، ما يؤكد عدم النية في إنهاء الأزمة، وسوء النية المبيتة للخداع والمناورة. المسؤولية اليوم تقع بكاملها على الأمم المتحدة والقوى الدولية، التي لم تستطع إلى الآن تطبيق بنود الاتفاقية، أو حتى الضغط على الطرف غير الملتزم والمُعطِّل للعملية السياسية، بل إنها بتخاذلها هذا تُعطي الحوثي الفرصة الكاملة للمكابرة والتعنت والتصلب والمناورة، بعد أن كان ذليلاً على وشك هزيمة ساحقة جعلته يصرخ طلباً لوقف إطلاق النار! أين هم الآن من انتهاكات الحوثي اليومية؟ وأين الأصوات التي تعالت وبالغت في اتهاماتها لقوات التحالف؟ ألا ترى ما يحدث؟ أين القوانين الدولية والجهات الدولية المسؤولة عن تطبيق هذه القوانين؟ وأين القوى العظمى التي تدخلت في الحديدة، هل يعون ويبصرون ما يحدث؟ وهل مازالوا يعتقدون أن الانقلابيين الحوثيين أهل للثقة وأهل للالتزامات بالتعهدات والاتفاقات، حتى وإن كانت تحت مظلة أممية؟! الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا مطالبون جميعاً بالضغط على…
الأربعاء ٢٣ يناير ٢٠١٩
هو هكذا دائماً، ينشر الخير أينما حل، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، الذي زار حتا أول من أمس، هو سبب رئيس في إعادة الحياة لهذه المدينة، فكثيرون لا يعلمون أن أوامره المباشرة إلى هيئة كهرباء ومياه دبي بتوصيل المياه إلى الأحواض التي تغذي الأفلاج القديمة في حتا، أنقذت الآلاف من أشجار النخيل، وأعادت الحياة لأرض ميتة، وبثت الروح في مزارع كانت مهددة بالجفاف، وأشاعت الفرحة في قلوب مواطني المنطقة، وبسبب هذه المياه أصبح من السهل بعدها ري المزارع القديمة فيها. بناء على أوامر محمد بن راشد يتم الآن ضخ المياه إلى أحواض الشريعة والحيل وجيما وليم وسهيلة، إذ تغذي هذه الأحواض جميع الأفلاج التي تروي بدورها المزارع القديمة، والتي كانت تعتمد في الماضي على مياه الأفلاج في الري، بينما ينقل خط المياه الممتد من جبل علي إلى حتا المياه إلى خزان في حتا، سعته خمسة ملايين غالون، مؤمّناً بذلك احتياجات مزارعها من المياه، وكان هذا كفيلاً بعودة البهجة للمدينة. من هنا لا نستغرب أبداً حين وصف أحد مواطني حتا زيارة محمد بن راشد بأنها «زيارة خير وفرح»، فسموه نشر الفرح في كل بيت، ونشر الخير في كل شبر، والأهم أعاد للمنطقة حيويتها، وأعاد للأرض حياتها، لم يكتف بذلك، بل أمر سموه بتسريع وتيرة استكمال المشروعات…
الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٩
مجتمع الإمارات لم يكن يوماً طبقياً، ولا يميّز بين الفئات والشرائح، ولا خلافات جوهرية في المظهر والملبس بين أفراده، فالثوب الذي يلبسه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، هو ذاته الذي يرتديه جميع مواطني الدولة، و«غترة وعقال» صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، هي ذاتها بقيمتها والمواد المصنوعة منها موجودة لدى جميع المواطنين، والسيارة «النيسان» التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، يقود مثلها عشرات الآلاف من المواطنين، وهي في متناول الجميع، ويستطيع أي موظف بسيط أن يشتري مثلها، هكذا هم قادتنا، وهكذا هي حال المجتمع منذ زمن طويل. بالتأكيد هناك فروقات طبيعية في مستوى الدخل، وفي المزايا حسب المناصب الوظيفية، وهناك دون شك أغنياء وتجار، وغيرهم أقل حظاً في الرزق، هذا هو العالم بأسره، ولكن ذلك لم يؤثر يوماً في حياة المساواة التي يعيشها أفراد المجتمع الإماراتي، فلا أماكن مخصصة لا يدخلها إلا الأثرياء مثلاً، ولا ملابس خاصة لكل فئة من فئات الشعب، ولا تمييز بين غني أو فقير في المناصب والوظائف الحكومية في كل الدرجات العليا والمتوسطة والصغرى، وكل حسب اجتهاده وإمكاناته وتفوقه يستطيع أن يصل إلى أعلى السلم في وظيفته، وكل إنسان يستطيع أن يعيش كما يريد وفقاً لإمكاناته. هذه ميزة عظيمة لا نريد…