الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٨
في الإمارات لا تسير الأمور بشكل عشوائي، ولا يعمل المسؤولون وفق أمزجتهم، ولا أحد فوق المتابعة، والتخطيط الاستراتيجي بعيد الأمد هو أحد أهم أسباب تفوّق الإمارات في هذا الجزء من العالم، حيث يفتقد كثيرون مهارة هذا التخطيط لسنوات طويلة. ربما لا يعلم كثيرون أن وزراء الإمارات يعيشون التحدي والمتابعة بشكل يومي، وعند كل وزير جهاز «آي باد» يعطيه بشكل لحظي موقع وزارته بين الوزارات الأخرى، ويحدد له أداءه في تنفيذ الخطط والاستراتيجيات، ومدى وصوله للمؤشرات المطلوبة مقارنة بجميع الوزراء الآخرين، لذلك فمجرد التراجع يوماً واحداً يعد كابوساً حقيقياً لأي وزير، فهذا البرنامج مرتبط وموصول بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، ويتابعه بشكل دقيق رئيس مجلس الوزراء ونوابه، لذلك فلا فرصة للتراجع، ولا مكان لمن لا يستطيع التفوق ومواكبة توجهات القيادة، ولا مكان أيضاً لمن يجيد فن الكلام فقط من غير عمل حقيقي. الإمارات وضعت خطة استراتيجية لتكون أفضل دولة في العالم بعد خمسين سنة، قد يعتبر البعض ذلك مجرد حلم، وقد يكون كذلك، لكنه بالتأكيد حلمٌ قابل للتحقيق هُنا على أرض الإمارات، فالمستحيل كلمة غير موجودة في قاموس قادتنا، هكذا عشنا تجربة تأسيس الدولة عندما كان يرى العالم العربي نجاح الاتحاد حلماً ومستحيلاً، وهكذا صنع الشيخ زايد دولة عصرية كانت في يوم من الأيام مجرد حلم، وهكذا هي الإمارات تعيش اليوم حلم…
الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨
قرار صائب اتخذته مدارس عدة في مختلف أنحاء الدولة، حين قررت تعطيل الدراسة أمس، بسبب سوء الأحوال الجوية، وهطول الأمطار بغزارة، والخطوة الإيجابية أن هذا القرار اتُخذ في وقت مناسب، وتم إشعار الطلبة وأولياء أمورهم في الليلة التي سبقت هطول المطر، عبر المواقع الإلكترونية والبريد الإلكتروني والرسائل النصيّة، ما أسهم في تخفيف عناء كبير على أولياء الأمور، وجعلهم يعيشون راحة نفسية، بسبب اطمئنانهم على أبنائهم. مدارس أخرى، وجامعات أيضاً، لم تسعَ إلى التخطيط المسبق، ولم تتخذ قرارها في الوقت المناسب، بل انتظرت إلى حين وصول الطلبة للمدرسة أو الجامعة، ومن ثم تم إبلاغ أولياء أمورهم بإرجاعهم، من حيث أتوا بسبب سوء الأحوال الجوية، وبالتأكيد هذا القرار أدى إلى إحداث إرباك للطلبة وأولياء الأمور، في وقت لا ينقصهم فيه الارتباك والضغط والإرهاق! وعلى ما يبدو فإن وزارة التربية والتعليم، والمناطق والمجالس التعليمية، تركت هذه المهمة لكل مدرسة على حدة، ولذلك لم نشهد تعميماً موحداً، ولا قراراً واحداً يشمل جميع الطلبة، سواء بالحضور أو التعطيل. هي مسؤولية المدارس، لا خلاف على ذلك، ولكن تدخل الوزارة والمناطق التعليمية أمر ضروري لمنع الارتباك، ومنع الشائعات أيضاً، وتعطيل المدارس ليوم أو حتى يومين وثلاثة في حالة سوء الأحوال الجوية، أفضل بكثير من حضور الطلبة صغاراً وكباراً إلى المدرسة والجامعات، ولعل الخوف ليس مما يمكن أن…
الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٨
عندما أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد مبادرته الرياضية «30 دقيقة، 30 يوم»، كان يهدف إلى تشجيع أفراد المجتمع كافة على ممارسة الرياضة بشكل مستمر من أجل صحتهم، وعافيتهم، وحياتهم بشكل عام، وهذه الثلاثون دقيقة اليومية لممارسة أي نشاط رياضي ما هي إلا الحد الأدنى ليوم يشتمل على أربع وعشرين ساعة، هي على كل حال كافية لبث السعادة والإيجابية في شخص كل من يمارس الرياضة، لكنها بالتأكيد ليست كل شيء، ويجب ألا يثبت الإنسان عند هذه الدقائق فقط لممارسة الرياضة، بل عليه أن يطوّر نفسه وقدراته، ويزيد من وقت ممارسة الرياضة تدريجياً. تحدّي حمدان بن محمد، هو بداية الانطلاقة، وبداية تحدّي النفس والذات، وبداية الخطوة الصحيحة في مضمار الرياضة الفسيح، هكذا أراد حمدان بن محمد، فهو الطاقة الإيجابية التي تبث قوتها لتشمل الجميع، وهو المحفِّز، وهو الدافع، وهو النموذج الذي يجب أن يسير على خطواته الجميع، صغيراً كان أم كبيراً، فمبادرته ليست حكراً على مجموعة معينة، ولا عمر معين، هي مبادرة مجتمعية لبثّ النشاط في أفراد المجتمع بكل شرائحه وأعماره، فالرياضة لا تعرف عمراً معيناً، بل هي الوسيلة الوحيدة لتجديد الحيوية، ورفد خلايا الجسم بالنشاط والقوة، وهي الوسيلة الفعالة للوقاية من جميع أمراض العصر التي تفشّت بشكل مخيف في مجتمعنا كالسمنة، والضغط، والسكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم! مبادرة حمدان…
الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٨
لا يدرك كثير من الشباب خطورة الخطوة التي يقدمون عليها عند «تزويد» سياراتهم، فهم لا يستوعبون أن التزويد ببساطة هو بداية وضع حدٍّ للحياة، وهو خطوة سريعة نحو الموت، وبشكل متعمَّد، حدث ذلك كثيراً، وشاهده الآلاف عبر لقطات مصورة مئات المرات، وانتقل بسبب نتائجه الكارثية عشرات الشباب، وفي سن مبكرة جداً، إلى رحمة الله، رحلوا وتركوا جرحاً وألماً في قلوب أولياء أمورهم، وأصدقائهم، لكن الطامة الكبرى أن تأثير ذلك في البقية محدود جداً، حيث لم تشكل لهم الحوادث رادعاً، ولم يشكل لهم مشهد تدهور السيارات، وتطاير الجثث، وتشوُّه سائقيها ومن معهم، أي حاجز نفسي يمنعهم من الاستمرار في الطريق ذاته! ما يحدث أمر لا يصدقه عقل.. فملفات شرطة دبي عن هذه القضية صادمة للغاية، فالشرطة تبذل جهودها لضبط السيارات، وتوعية الشباب، لكن الأمر يبدأ من المنزل والأسرة، وتحديداً من ولي الأمر المباشر، وإلا فما تفسير قيام مراهق لا يتجاوز 15 عاماً من عمره، بتزويد سيارته بمبلغ يصل إلى 150 ألف درهم، في حين لا تتجاوز قيمة السيارة 35 ألف درهم، فمن أين أتى بهذه الأموال؟! وكيف له أن يمتلك سيارة، ويقودها بسرعة جنونية بعد تزويدها، وهو لم يصل بعد إلى السنّ القانونية للحصول على رخصة قيادة؟! من دون شك ستضبطه الشرطة يوماً ما، هذا إذا لم يُصب أو لم يُتوفَّ…
الإثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٨
مخطئ من يعتقد أنه لا توجد علاقة بين الاقتصاد والسياسة، ومخطئ من يعتقد أن كبريات الشركات العالمية تسعى نحو هدف واحد فقط، هو جني الأموال، لأن ذلك لم يعد يكفيها، بل أصبحت تهدف للسيطرة على اقتصادات دول بأسرها، وتتحكم في مفاصل قوتها، بل وتتدخل في شؤونها الداخلية، وتحاول إنفاذ قوتها على الحكومات وسياسات الدول. الأمور بدت واضحة، وما حدث من حملة شعواء ضد الشقيقة المملكة العربية السعودية، أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التحذيرات التي أُطلقت ضد تغول شركة «أمازون» ومحاولاتها هدم اقتصادات الدول، لم تكن نابعة من فراغ، بل هي سياسات وأجندات وخطط استراتيجية تسير عليها الشركة، قائمة على محورين، الأول سياسي للضغط على الحكومات، والآخر اقتصادي للسيطرة على جميع مفاصل الحياة في كل دولة، ولا نستثني من هذه الخطط حتى الدول الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية. ولم يكن إعلان مؤسس مجموعة «أمازون»، جيف بيزوس، عام 2013، عن شرائه صحيفة «واشنطن بوست» بقيمة تقدر بـ250 مليون دولار أميركي أمراً اعتباطياً، فهو يعرف ما يريد تماماً، ولمن يعرف تاريخ «واشنطن بوست» سيدرك أن هذه الصحيفة تحديداً تتفاخر بأنها تسببت في تغيير رؤساء دول، ولعل أشهر ما قامت به الصحيفة في بداية السبعينات، وقت حدوث أشهر فضيحة في تاريخ أميركا، وهي فضيحة ووترغيت، قام الصحافيان بوب إدوارد وكارل بيرنشتاين…
الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٨
شركات التطوير العقاري يجب ألا تكون في معزل عن المسؤولية المجتمعية، خصوصاً تلك المتعلقة بإسكان المواطنين، صحيح أن الإسكان جزء مهم، ويحظى بأولوية في تفكير وخطط الحكومة، إلا أنه لا مانع أبداً من إطلاق مبادرات مجتمعية من شركات التطوير العقاري للإسهام في إسكان المواطنين، وتخصيص مساحات أو وحدات خاصة بمواصفات مختلفة وأسعار معقولة لخدمة مواطني الإمارات. هذا الأمر ليس بدعة، ولا هو أمر غريب، بل هو شيء متعارف عليه، ومعمول به في مختلف أنحاء العالم، فالشركات مطالبة، في بعض الدول الأوروبية وغيرها، بأن تسهم في توفير وحدات سكنية للمواطنين، بالتأكيد ليست مجانية، ولكن بأسعار تفضيلية، وقروض ميسرة تجعل تلك الوحدات في متناول مختلف شرائح المجتمع. وفي الإمارات شركات التطوير العقاري تحظى بدعم كبير ولا محدود، وتحصل على تسهيلات وامتيازات عديدة، وهي الآن تمرّ بمرحلة يزيد فيها العرض على الطلب، لذا فهي بحاجة إلى الترويج أكثر، وإعطاء تسهيلات أكثر لزيادة مبيعاتها، فمن باب أولى أن تدخل في شراكات مع برامج الإسكان الحكومية وعدد من الجهات المعنية، لتخصيص جزء من مساحات مشروعاتها الضخمة للمواطنين، شريطة أن تتناسب الوحدات السكنية أو الفلل المخصصة مع احتياجات المواطنين، من حيث التوزيعات الداخلية ومساحات الغرف والأسعار والرسوم السنوية، فما يناسب بقية الجنسيات لا يناسب المواطنين، وهنا لا نعني الفخامة والرفاهية والأشياء التكميلية، بل الأساسيات من حيث…
الأربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٨
لعل أول ما يتبادر إلى الذهن عند سماع كلمة «الصين»، هو عدد السكان الذي يفوق 1.5 مليار نسمة، ولعل الذاكرة البشرية لا تنسى ذلك القرار الشهير الذي اتخذته جمهورية الصين، في عام 1979، بتحديد النسل، وفرض سياسة الطفل الواحد فقط لكل أسرة صينية، وذلك لوقف الأعداد المتزايدة سنوياً من البشر في الصين. الحكومة الصينية اتخذت هذا القرار في نهاية السبعينات، وفرضت هذه السياسة على الشعب، وتابعتها برقابة صارمة وعقوبات رادعة، لأسباب عدة، فمعدل الخصوبة كان يبلغ (6) وهو رقم مرتفع، يقابله تزايد كبير في حدة الفقر آنذاك، لذلك سعت الحكومة لتقليل عدد المواليد من أجل خفض النمو السكاني المرتفع، وتحسين الرفاه الاجتماعي والدخل، لذلك طبقت القانون بقسوة، وكانت غرامات مخالفة القانون وإنجاب طفل ثانٍ، تساوي غرامات من ثلاثة إلى ثمانية أضعاف الدخل السنوي، إذا كان دخل الأسرة دون متوسط دخل المنطقة، يضاف إليها ضعف إلى ضعفي الدخل السنوي إذا كان دخل الأسرة فوق المتوسط! ونتيجة هذه السياسة السكانية التي اتبعتها الصين، تحقق الكثير من الأمور التي اعتبرتها الحكومة نجاحاً وإنجازاً كبيراً، واعتبرت لذلك أن القانون حقق الأهداف المرجوة منه وزيادة، حيث انخفض معدل الخصوبة من (6) إلى (2)، ثم انخفض معدل الإعالة من 80 إلى 38، وهو دون المتوسط العالمي 52، والأهم أن الحكومة الصينية تمكنت من منع ولادة نحو…
الإثنين ١٢ نوفمبر ٢٠١٨
تجربة جميلة جداً، وجديرة بالاهتمام والدراسة وإعادة تطبيقها في أماكن أخرى، فهي الحل المناسب، وربما الوحيد، لمشكلة محدودية عدد قطع الأراضي السكنية للمواطنين، مقارنة بالأعداد المتزايدة من الطلبات، صحيح أن هناك من سيعترض عليها، وربما لن يقتنع بها، لكن مع الوقت فإنها خطوة ضرورية ولابد منها في يوم ما. في الفجيرة، ونظراً إلى طبيعة المناطق الجبلية ومحدودية الأراضي، نفّذ برنامج زايد للإسكان مشروع بناية سكنية لإسكان المواطنين، بالتأكيد فكرة السكن بشقة في بناية سكنية لن تُعجب الكثيرين، ولن تروق لهم، ولن يقتنعوا بها بديلاً عن البيوت المنفصلة، وهذا ما حدث فعلياً، حيث رفض المواطنون الفكرة، ولم يتقدم أحد بطلب الحصول على شقة، حتى قبل أن يتعرفوا إلى مواصفات هذه البناية، ومواصفات الشقق فيها، وهذا بالطبع أمر متوقع! ولكن هذه البناية ليست عادية، وربما لا تشبهها بناية أخرى، وهذه صفة حقيقية وليست صيغة مبالغة، فهي تحافظ بشكل غير مسبوق على خصوصية العوائل، وطريقة تصميمها مختلفة تماماً عن المباني التجارية العادية، هي مصممة في الأساس لتناسب المواطنين، فمداخلها ومخارجها مختلفة، وتلبي احتياجات الخصوصية لكل شقة سكنية، وحتى مصاعدها تحافظ على هذه الخصوصية، فكل مصعد يفتح على شقة محددة، ولا يمكن لأي شخص أن يستغل المصعد للدخول إلى حرم شقة أخرى. والقصة لا تنتهي عند المصاعد، بل تبدأ منها، فكل شقة في هذه…
الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٨
كان هناك مدير تنفيذي لواحدة من كبرى شركات الأدوات المنزلية، ويبيع بضاعة رائجة ومطلوبة، وكانت شركته تحقق أرباحاً بنسبة 2%، في وقت كان الطلب على بضاعته متزايداً، وكان المشترون والمستهلكون يمرون بظروف اقتصادية جيدة، ولديهم من السيولة ما يجعل النشاط الاقتصادي منتعشاً، لذا قرّر ذلك المدير رفع سعر بضاعته لتصل نسبة أرباحه إلى 4%، لم يكن ذلك صعباً في ذلك الوقت، واستمر المستهلكون في الشراء منه، كما أن ذلك ظل مقبولاً لديهم طالما أنهم في وضع اقتصادي جيد. لكن طبيعة السوق ليست جامدة، فهي متحركة متذبذبة، صعوداً وهبوطاً، لذلك بدأت عمليات شراء تلك السلعة تقل، لكن ذلك المدير لم يتجاوب مع السوق، وظل محافظاً على نسبة أرباحه، معتقداً أنه سيخسر الكثير لو أنه أجرى القليل من التخفيضات أو العروض الترويجية على سلعته، وهذا الأمر سيجعله في موقف حرج أمام مجلس الإدارة. عند قرار رفع نسبة الربح، وقبل انخفاض الطلب، كانت شركته تبيع سنوياً بقيمة 200 مليون درهم، لكن حركة البيع تراجعت لتصبح بعد عام 150 مليون درهم، ولم يحرك ذلك شعرة في الشركة، وظلت متمسكة بأسعارها، تراجعت المبيعات إلى 130 مليوناً، وفي العام الثالث إلى 80 مليوناً، وطوال الأعوام الثلاثة لم يحرك المدير ساكناً، ولم يتنازل عن نسبة ربحه، ولم يفكر حتى في إعادتها إلى نسبتها السابقة، أو إجراء تخفيضات…
الأربعاء ٠٧ نوفمبر ٢٠١٨
مفرحٌ جداً ما تشهده الإمارات من حركة تعليمية ثقافية، هذا الحراك الثقافي هو مفخرة حقيقية لكل العرب، وهذه الأحداث المتلاحقة، التي تركز على بناء الإنسان وتثقيفه، تؤكد مسيرة الإمارات الراسخة والمستمرة في الاستثمار في بناء العقول، قبل الاستثمار في بناء المباني والأبراج. قبل أيام قليلة، شهدت دبي نهائيات «تحدي القراءة العربي»، وهي مسابقة ثقافية نوعية تهدف إلى تنمية الحِسّ الوطني والعربي، ونشر قيم التسامح والاعتدال، وتكوين جيل من المتميزين والمبدعين العرب، كل ذلك من خلال حثهم على التنافس في مجال القراءة، وحققت المسابقة نجاحاً لافتاً فاق جميع التوقعات، حيث شارك فيها أكثر من عشرة ملايين طالب وطفل عربي، من مختلف الدول العربية وغير العربية أيضاً، وحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بنفسه، على تتويج الفائزين وتكريمهم، فهو لم يَغِب يوماً عن هذا الاحتفال السنوي منذ انطلاقة «التحدي». وبعدها بأيام قليلة، وفي عاصمة الثقافة العربية مدينة الشارقة، افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الدورة الـ37 من معرض الشارقة الدولي، الذي يشهد هذا العام تطوراً كبيراً جداً في أعداد الزائرين والمشاركين، بشكل يدعو إلى الإعجاب والفخر والتفاؤل. المعرض هذا العام يشهد ازدحاماً لا مثيل له، وكم هو شعور جميل أن نرى هذا الحرص وهذه الرغبة من زوار المعرض، الذين فاق عددهم مليون زائر، معظمهم من الشباب…
الثلاثاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٨
لم يعد مقبولاً، الآن، ومع توافر التقنيات والأجهزة الحديثة، أن تتفاجأ الجهات المعنية بالأمطار، وليس مقبولاً أبداً أن نسمع أو نشاهد أن مدارس أطفال حاصرتها المياه، والأطفال مرتبكون بين جدرانها، وأولياء أمورهم قلقون خارجها، ومن غير المقبول أيضاً أن نرى سيارات المواطنين عالقة في الأودية المملوءة بالمياه، كل هذه المناظر والمواقف والحوادث يجب أن تتلاشى، فالأمطار لا تأتي فجأة، ويمكن معرفة حركة السحب والعواصف قبل أيام عدة من بداية تشكلها في دول أخرى، أو في بحار بعيدة! لذا لابد أن تعمل الجهات المختصة، وبالتعاون مع إدارات المدارس، والإعلام، على خطط وقاية وتوعية قبل هطول الأمطار، وعلى الجهات الشرطية والأمنية التعامل مع هواة الأخطار، الذين لا يأبهون للتحذيرات والأوامر بعدم الاقتراب من بعض الأودية الخطرة فيعرضون حياتهم، وحياة من معهم للخطر! خطط الوقاية يجب أن تشتمل على منع الأطفال من الذهاب إلى المدارس في حالة وجود توقعات بأمطار غزيرة، فضياع يوم دراسي أو يومين ليس مشكلة تعادل تعريض سلامة هؤلاء الصغار للخطر، أو التسبب في قلق أولياء أمورهم، وبذلك نتجنب قدر الإمكان مشكلة محاصرة مياه الأمطار لبعض المدارس، ما يشكل صعوبة في خروج الأطفال أو دخول أولياء الأمور إليهم، لابد من التحرك قبل حدوث العواصف، وقبل هطول الأمطار، علّنا نمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تقع كل عام، وفي كل مرة…
الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨
كم أنت عظيم بأخلاقك.. وكم أنت عظيم بحنانك وقلبك الكبير.. وكم أنت عظيم بتواضعك وطيب نفسك.. صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لك في كل لحظة وموقف وحدث، دروس يتعلمها الجميع، ورسائل تتلقاها الأجيال، جيلاً بعد جيل، عنوانها المحبة والرحمة والحكمة وبُعد النظر. يمسح دموع الطفلة الفائزة بـ«تحدي القراءة» بغترته، وبشكل تلقائي وعفوي، لم يفكر في هذه اللحظة إلا في كيفية احتوائها وتهدئتها، ومساعدتها على تجاوز لحظة الصدمة بسماعها النتيجة، فعل لا يفعله إلا من كان عظيم الشأن، ذا قلب كبير، ونفس زاهدة. هكذا هو دائماً، لا يفكر إلا في الناس، وفي الشعب، وفي الكيفية التي تجعلهم سعداء، وجوده بينهم هو مصدر دائم لبث السعادة والطاقة الإيجابية والتفاؤل، بكلمة منه يزرع الأمل في نفوس الآلاف، وبنظرة منه يزرع القوة والتحدي في نفوس الآلاف، وبإيماءة منه يبث طاقة الإيجاب في الآلاف، هذا ما يفعله دائماً محمد بن راشد، حفظه الله، ولهذا يعشقه الملايين داخل الدولة وخارجها، فالقادة الاستثنائيون يتجاوزون بقلوبهم حدود المكان والزمان، وهو قائد استثنائي، وشخصية متفرّدة متميّزة. شاهدنا سموّه في مئات الأحداث والمناسبات.. ولاحظنا أن السعادة تغمر قلبه بشكل أشمل وأكبر عندما يحضر حفل ختام مسابقة «تحدي القراءة العربي»، ولاشك في أن لذلك سبباً مباشراً، فهذه المسابقة تقترب من قلبه كثيراً، فهو شغوف شديد الحب لنشر الثقافة…