الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨
شكاوى المتقاعدين نكاد نسمعها بشكل يومي، فهم من أكثر الفئات تضرراً بارتفاعات الأسعار، وهم إحدى فئات الدخل المحدود، المثقلون بالالتزامات، وهم يشعرون دائماً بأنهم فئة منسية، مع أن الأمر ليس كذلك بمطلقه، فحكومة الإمارات لا ولن تنسى يوماً أي فئة من أبنائها، ونحن على قناعة تامة بأن الجهات المعنية تتابع وترصد باستمرار جميع الملاحظات، وتهتم بكل الشكاوى، كما أننا على قناعة أخرى بأن الحكومة حتماً ستتدخل بشكل إيجابي في الوقت المناسب. لكن إلى أن يحين ذلك الوقت، فإن الأمر يتطلب جهوداً موازية من كل الوزارات والدوائر المحلية لخدمة المتقاعدين، واستحداث المبادرات الاجتماعية المساندة لهم، فهم في نهاية الأمر جزء من هذه الوزارات والمؤسسات، خدموا فيها سنين طويلة، وبذلوا جهداً كبيراً، وعاشوا سنين مديدة بين جدرانها، فمن غير المنطقي أن ترفع هذه الوزارات والدوائر يدها، وتفك ارتباطها بالموظفين بعد تقاعدهم، وتلقي بالأمر بكل تبعاته على عاتق الحكومة! بالتأكيد لن أطالب الوزارات والمؤسسات والدوائر بصرف رواتب موازية، أو مكافآت مالية شهرية للموظفين بعد تقاعدهم، ندرك أن مثل هذا الأمر غير معقول، فهيئة المعاشات وحدها هي المسؤولة عن ذلك، لكن ما المانع من بعض الاهتمام، وبعض المبادرات الاجتماعية، يطلقها كلٌّ في مجاله لصالح المتقاعدين، وبهدف تخفيف الأعباء الحياتية عنهم، ومهما كان حجم هذه المبادرات أو شكلها، فإنها دون شك ستترك أثراً طيباً في…
الإثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨
رغم أن الاسم الرسمي للحدث هو «ماراثون زايد»، فإن الجانب الرياضي ليس هو الهدف الأهم من تنظيمه وإقامته في مدينة الأقصر الأثرية المصرية، الجمعة الماضية، بل هناك الكثير والكثير من المعاني والرسائل السياسية والاجتماعية والإنسانية سبقت الرياضة في هذا الحدث المهم! اسم زايد الخير عانق آثار العالم القديم، وعلى رأسها معبد الكرنك، أكبر معابد العالم، ومعبد الأقصر، ووادي الملوك، تلك الأماكن التي تضم ثلث آثار العالم، والتي رسمت حضارة تاريخية وقف العالم عاجزاً أمام اكتشافها، ليأتي اسم زايد الخير ليسطّر تاريخاً جديداً من التعاضد والتلاحم والتعاون والمحبة بين الشعوب العربية، بفضل أعماله الإنسانية والخيرية الخالدة التي تعتبر رمزاً للخير، ونهراً للعطاء الذي لا ينضب! ويعد ماراثون الأقصر ذا خصوصية، لاسيما أنه الحدث الرياضي الخيري الأول الذي شهده عام زايد، بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده، رحمه الله، لذا فالحدث تضاعفت أهميته، فارتباط اسم زايد بأي حدث أو مناسبة كفيل بإنجاحهما وانتشارهما، لذا لم يكن غريباً أبداً تهافت الكبار والصغار على المشاركة فيه، وتهافت الآلاف من المصريين وغيرهم، من داخل الجمهورية وخارجها، على الحضور والوجود في مكان الحدث لدعمه وإنجاح فعالياته؛ كان متوقعاً. بالتأكيد لم يكن حدثاً رياضياً بحتاً، بل هي الرياضة عندما تمتزج بالإنسانية والأعمال الخيرية، حيث خُصص ريع الماراثون لمصلحة بناء وإنشاء المرحلة الثالثة بمستشفى شفاء الأورمان، لعلاج مرضى…
الأحد ٢١ يناير ٢٠١٨
«صعدنا على متن الطائرة بمطار القاهرة، ووجهتنا العودة للقدس، وسننقل لأهلنا بالقدس وفلسطين قرارات المؤتمر، سوف ننقل لهم الصورة، ونقول لهم إن إخوتكم في الأقطار العربية والإسلامية لن يتركوكم وحدكم لتصارعوا المصائب والمكائد، وننقل وعد إخوانكم بأنهم سيزورونكم قريباً، وسيكسرون الحاجز الذي منعهم من الوصول إليكم!». هذه كانت رسالة وداعية من أحد المسؤولين الفلسطينيين، المشاركين في المؤتمر العالمي لنصرة القدس، وهي تلخص بحق أهمية هذا المؤتمر للمقدسيين والفلسطينيين بشكل عام. ما حدث في القاهرة يومي الأربعاء والخميس الماضيين، لم يكن مؤتمراً عادياً سهلاً متكرراً، بل كان حدثاً استثنائياً، قلما شاهدنا مثله، ولعل صعوبة وعِظم وأهمية موضوع النقاش في المؤتمر، أسهمت بشكل مباشر في استثنائية الحدث، وارتفاع مستوى المشاركين، فالأمر يتعلق بالقدس، والقدس اسم لا يقبل عربي، مسلماً كان أم مسيحياً، المساس به إطلاقاً! في المؤتمر العالمي لنصرة القدس، الذي نظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، حضر عدد كبير من المسؤولين والشخصيات، تجاوز عددهم 800 شخص، من 86 دولة، من أجل القدس، والعدد ليس كل شيء هُنا، بل هناك ما هو أهم من العدد، وهو حضور ممثلين عن كل الأديان والأطياف، حضر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، وحضر مشايخ وعلماء من الخليج، ومن إندونيسيا، وإفريقيا، والشيشان وغيرها، وحضر مشايخ الأزهر، وعلماء من الشيعة، وحضر…
الأحد ١٤ يناير ٢٠١٨
مسيء جداً ذلك المشهد التمثيلي، الذي انتشر أخيراً على وسائل التواصل، خصوصاً أنه من ممثلين إماراتيين كبار، نعتبرهم نجوماً يستحقون التقدير والاحترام، فلقد قدموا أعمالاً فكاهية على مستوى عالٍ جداً، واستبشرنا بهم خيراً لإحداث نقلة إماراتية في مجال الكوميديا، إلا أنهم لم يوفقوا إطلاقاً في هذا المشهد، ولم يدركوا تبعاته السلبية المؤذية، للمشاهد والمجتمع بشكل عام! ندرك تماماً أن هناك ظواهر اجتماعية مطلوب أن يعالجها الإعلام بشكل عام، والمسلسلات التلفزيونية على وجه الخصوص، لكن المعالجة يجب ألا تخلو من الذكاء والحذر في الطرح، وإذا خلت من الذكاء، فإن النتيجة تكون حتماً سلبية على المسلسل والممثلين، وحتى على المجتمع بشكل عام، فهو حتماً ستشوه صورته، وتتأثر بسبب انتشار هذه المشاهد بشكل واسع داخل الدولة وخارجها، ما يعطي صورة نمطية خاطئة، وفي غاية السوء، فيستغلها سلباً كل من لا يريد لنا الخير، ليوجه لنا سموم كلماته وتهكماته! بالتأكيد هي ليست لقطة كوميدية بهدف رسم البسمة على الشفاه، لا يمكن تصنيفها كذلك، بل هي لقطة رديئة الفكرة والأسلوب والشكل والطرح، لقطة خادشة للحياء العام، لها أبعاد كبيرة، فمن كتب ومن أخرج ومن أنتج ومن مثّل، لم يحسبوا حساب انتشار هذا المشهد بين العائلات صغاراً وكباراً، ولم يحسبوا حساب الأسئلة البريئة، التي يمكن أن يطلقها الصغار بمجرد مشاهدتهم هذا المشهد بمدلولاته وتلميحاته، وكيف يمكن…
الأربعاء ١٠ يناير ٢٠١٨
شهدت إمارة عجمان، مساء السبت الماضي، جريمة قتل بشعة، راح ضحيتها شابان مواطنان، قتلا بسبب مشاجرة من قبل ثلاثة شبان، استخدموا السواطير والسيوف والسلاح الأبيض بكل قسوة وعنف ضد الضحايا، ووفقاً لشهود عيان، فإن الجريمة وتفاصيل الطعن والمشاجرة العنيفة، هي فوق الخيال والوصف، وتشبه إلى حد كبير ما نراه في أفلام العنف والرعب، دماء تسيل وضربات سيوف أشبه بمعارك العصور القديمة، وجثة تسقط، والمجرمون يواصلون الطعن، وكل ذلك في الطريق العام، وأمام مرأى المارّة ومرتادي الطريق! المزعج في الأمر، أن اثنين من مرتكبي جريمة القتل في هذه الواقعة هما من أصحاب السوابق، وقد صدرت بحقهما أحكام سابقة، ولكن لم يتم إبعادهما عن الدولة، ما شجعهما على ارتكاب جرائم مقلقة، أدت إلى قتل المواطنَين، فهل لنا أن نعرف سبب بقائهما في الدولة؟ وهل يحق لنا أن نحمّل المسؤولية للجهة التي سمحت ببقائهما، أو لم تقرر ترحيلهما وإبعادهما، بعد أن صدرت بحقهما تلك الأحكام؟! جريمة القتل هذه تجعلنا نفتح ثلاثة ملفات مهمة، جميعها تحتاج إلى ضبط وشدة وتفعيل التشريع، لمنع تكرار هذه النوعية من الجرائم، ولاشك في أن ملف السلاح الأبيض هو الملف الأول الذي يحتاج إلى موقف حازم من الجهات المختصة، لضبطه وتقليل انتشاره، نحن لا نتحدث هنا عن سكاكين منزلية، أو حتى أدوات صيد، نحن نتحدث عن أسلحة حقيقية كالسيوف…
الثلاثاء ٠٩ يناير ٢٠١٨
ضريبة القيمة المضافة ليست معضلة، وتأثيراتها الإيجابية كثيرة، فهي من الشعب وإليه، وهي تأتي لتواكب جهود حكومة الإمارات المستمرة، لتطبيق أفضل السياسات والممارسات العالمية، بما يخدم الاقتصاد الوطني، واستخدام الإيرادات الضريبية سيصب في دعم المشروعات التنموية، التي تخدم وتلبي احتياجات المجتمع. لا قلق من بدء تنفيذ الضريبة، والقلق الوحيد كان من استغلال هذه الضريبة لتحقيق أرباح غير قانونية من خلال رفع الأسعار، أو من خلال تحصيل الضريبة دون التسجيل فيها، أو من فرض نسبة أعلى من النسبة القانونية المحددة بـ5%، لكن كل هذا القلق انتهى أمس بتصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، الذي ترأس مجلس الوزراء، وناقش معهم كل التفاصيل الخاصة ببدء تطبيق الضريبة. لقد أخذت المناقشات الحيز الأكبر من اجتماعات الحكومة، وتساءل سموه عن كل شيء، كل ما يهم المواطنين، وكل ما يقيهم طمع بعض التجار، وجشع بعض المستغلين. لقد قالها سموه بكل وضوح، وبشكل لا يقبل التأويل: «هدفنا تحقيق دفعة كبيرة للمشروعات التنموية والخدمية المقدمة لمواطنينا، والحكومة ستكون شفافة حول طبيعة هذه المشروعات، وحازمة في الرقابة على الأسواق لمنع رفع الأسعار، ومستمرة في التشاور مع المواطنين في كل ما يخدم مصلحتهم، ويحقق العيش الكريم لهم ولأسرهم». وبهذه التصريحات بعث سموه برسائل الطمأنينة إلى قلب كل مواطن، ورسائل الحزم وعدم التهاون في المراقبة، واستمرارية…
الإثنين ٠٨ يناير ٢٠١٨
قرار اتحاد الكرة بتشكيل لجنة للتحقيق في صحة «سهر» بعض لاعبي المنتخب، في الليلة التي سبقت المباراة النهائية لـ«كأس الخليج 23»، صائب وسليم، بالتأكيد هو لا يعني ثبوت الواقعة، لكنه إجراء لابد منه للتأكد من كل شيء. وبما أن هناك لغطاً وجدلاً شديدين على الساحة الرياضية حول هذا الموضوع، فالتحقيق أمر ضروري لابد منه، شريطة أن يكون الهدف هو إجراء تحقيق فعلي، واتخاذ الإجراءات، أو بالأحرى العقوبات اللازمة ضد هؤلاء اللاعبين «إذا ثبت تورطهم»، وبغض النظر عن أسمائهم، ومستوياتهم، وأهميتهم في المنتخب، لا أن يكون هدف التحقيق هو مجرد تهدئة وإخماد غضب الشارع الرياضي على المستوى الفني الضعيف الذي ظهر به بعض اللاعبين، ما أدى إلى خسارة بطولة غالية على قلوبنا جميعاً! إن حدث وثبتت هذه المخالفة الجسيمة، فهي ليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها لاعبون كبار القوانين والأنظمة الرياضية أثناء البطولات والمعسكرات الخارجية، وهي ليست المرة الأولى التي يتسرّب فيها اللاعبون من الفنادق ليلاً، جميعنا يعلم ذلك، فقد ثبت ذلك مراراً وتكراراً، وبالصور والأدلة، وعلى ضوئها تشكّلت لجان عدة للتحقيق، لكننا لم نسمع عنها شيئاً بعد ذلك، ولم نقرأ سوى قرار تشكيلها فقط، في حين استمرّ اللاعبون في اللعب، وفي السهر، وفي تدخين الشيشة أثناء البطولات والمعسكرات التدريبية، لم يردعهم رادع، لأنه وبكل بساطة لم يعاقبهم أحد، وأصبح كل…
الخميس ٠٤ يناير ٢٠١٨
شعب الإمارات بأسره يردّد بصوت واحد ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «شكراً محمد بن زايد، لأنك امتداد زايد فينا، وظله الباقي بيننا، شكراً لأنك حامي حمى الوطن، وباني حصنه، وقائد عسكره، وأسد عرينه.. شكراً محمد بن زايد أكملت المسيرة، وأسَّست المئوية الجديدة، ورسّخت لنا مكاناً بين الأمم..». وشعب الإمارات بأسره يردّد، بصوت واحد وقلب واحد، ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «محمد بن راشد بمثلك نفخر ويفخر الوطن.. من نهجك نتعلم نبل العطاء وعبر الحياة.. شكراً محمد بن راشد». شكراً لله على نعمه الكثيرة التي حباها دولة الإمارات، ومن أجمل وأكبر النعم هؤلاء القادة العظام الذين أخلصوا العمل لأوطانهم وشعوبهم، بذلوا الجهد، ولم يبخلوا يوماً بأي شيء في سبيل تنمية ورخاء الشعب، وتطوير ورفعة الوطن. شكراً لكما أيها القائدان، فأنتما معاً صنعتما لنا مجداً ومكانة، وبفضل جهودكما المخلصة، تحت راية صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، نعيش حياة هانئة سعيدة، وننام ملء جفوننا في منطقة ملتهبة من العالم، لا تعرف أغلب شعوبها معنى النوم المريح، ولا تشعر بأمن وأمان، ولا تعرف عن مستقبل أبنائها شيئاً! محمد بن زايد هو امتداد زايد بن سلطان فينا، شبيهه في الشكل والصورة، والخُلق والفكر والريادة، اجتمعت على حبه قلوب الإماراتيين،…
الثلاثاء ٠٢ يناير ٢٠١٨
مع بزوغ شمس عام جديد، تتزاحم الأمنيات في العقل والقلب. كثيرة هي، لا حدود لها، فنحن في وطن لا حدود لطموح شعبه وقادته، وكذلك الأمنيات رغم كثرتها فلا عائق أمام تحقيقها لكل من يمتلك الإرادة الحقيقية. فالإمارات علمتنا أن لا شيء اسمه مستحيل، وهو لا وجود له إلا في مخيلة من لا طموح لهم، وهم في الإمارات ليسوا كثراً. الأمنيات كثيرة، لكننا لا نريد إلا أمنية واحدة هي الأهم، وهي الأولى بين كل ما سواها، أن يحفظ الله قادتنا ودولتنا، وأن يديم على الإمارات الأمن والأمان والاستقرار، فهذا أغلى ما نملك، وأقصى ما نريد، وأفضل ما نتمنى، به وحده نواصل مسيرة التنمية والتطوير، وبه وحده نبني مستقبل أبنائنا والأجيال المقبلة، وبه وحده نواجه كل التحديات المستقبلية، المتوقعة وغير المتوقعة. التحديات التي تواجهنا كثيرة، والمتربصون بنا كثر، لكن ثقتنا بقادتنا وحكامنا لا حدود لها، هم حصننا المنيع الذي لا نخشى معه شيئاً، ندرك أنهم يعملون ليل نهار، وبكل جد واجتهاد، من أجل ضمان استمرارية حياة الرفاه والرخاء لنا ولأبنائنا وأحفادنا. يخططون منذ اليوم لإنسان الإمارات بعد 50 عاماً وأكثر، يبذلون ما يستطيعون من أجل استمرار مسيرة التطور والنمو الإماراتي السريع، وسط موج عاصف من المشكلات والصراعات الإقليمية الشرسة، ووسط خطط وحملات معادية لا تريد الخير لنا، وتعمل بشكل متواصل من أجل…
الأربعاء ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧
سأل صحافي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قبل 10 سنوات تقريباً، كم هي النسبة التي حققتها من رؤيتك في بناء مدينة دبي؟ فأجابه سموه: حققنا ما يقارب الـ10%، فاندهش الصحافي بشدة، وسارع قائلاً: وكيف ذلك، لقد سألتك السؤال ذاته العام الماضي، فأجبتني بأنك حققت 20%؟! فابتسم سموه، وقال: نعم صحيح، لكن طموحاتنا اليوم زادت بكثير عن وقت سؤالك العام الماضي، وكلما زادت الطموحات زادت الرؤية، وتضاعف حجم الإنجاز، ليصبح المنجز الفعلي أقل من الطموحات التي لا حدَّ لها. لعلنا في ذلك الوقت لم نستوعب جيداً المعنى الذي يقصده سموه، ولعل هناك من اعتقد أنه ردّ دبلوماسي، بغرض التحفيز والتشجيع على الإنجاز، لكننا اليوم أدركنا فعلياً وواقعياً أن محمد بن راشد كان يقصد ما يقول، فالمشروعات التي نفذتها دبي خلال السنوات الـ10 الماضية أحدثت نقلة نوعية في تكريس مدينة دبي واحدة من أفضل مدن العالم، سواء للمعيشة أو للسياحة، فهي فعلاً مشروعات مميزة ومتنوعة وشاملة، من ينظر إليها اليوم يدرك أن هناك رؤية واضحة وطموحة ومنظمة، لم تأت من فراغ، ولا تعمل بشكل عشوائي، إنها رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي يحب الفعل ويمقت القول، ويحب الحياة ويكره الاتكالية، ويحب الإنجاز والتطوير ويكره الروتين والتقليدية في العمل. دبي لا تعرف الكلل أبداً، كل يوم هناك إنجاز…
الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٧
قد نتفق مع جميع المسؤولين، الذين يرون أن تأثير ضريبة القيمة المضافة سيكون محدوداً جداً، ولن يزيد أثرها الاجتماعي المتوقع على 1.4%، كما أشار إلى ذلك وزير الدولة للشؤون المالية عبيد الطاير، وقد تصدق تلك الدراسات التي أجرتها الوزارة طوال ثلاث سنوات لدراسة هذا الأثر، ولا نختلف أبداً على أن الضريبة خطوة مهمة للأمام في طريق تحقيق الاستدامة المالية. لكن الخوف الآن ليس من الضريبة، ولا من تطبيقها، ونتفق على أن أثرها المباشر لن يكون كبيراً، كما يرى المسؤولون، لكن المجتمع بأسره قلق من الآثار غير المباشرة لتطبيق الضريبة، ومن ردة فعل الأسواق والتجار، ومن المبالغة في تضمينها كل شيء، حتى الأشياء التي لا يشملها التطبيق، والقلق أيضاً موجود من عدم قدرة الجهات المسؤولة على السيطرة على الارتباك المتوقع الذي سيصيب الأسواق مع بداية التطبيق، فالضريبة وحدها مقبولة، وأثرها الاجتماعي محدود، لكن استغلالها وتبعاتها لن تكون أبداً محدودة الأثر! لن نصدق أي مسؤول يصرّح بأن الأسواق تحت السيطرة، ولن نصدق أن التجار لن يستطيعوا استغلال الضريبة لرفع الأسعار، لأن مثل هذا التصريح لن يكون صحيحاً أبداً، فهناك من رفع أسعار السلع فعلياً، اعتباراً من الشهر الماضي، ومن أمس، وهناك من سيرفعها اليوم وغداً، وقبل يوم من بدء تطبيق الضريبة، لم ولن يمنعهم أحد من ذلك، وتالياً فإن السلع ذاتها التي…
الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٧
التواصل الاجتماعي سلاح خطر، ومشكلته العظمى أنه تحت تصرف الجميع، الصغير قبل الكبير، والعاقل والمتسرع، سيئ الطباع والأخلاق والخلوق المحترم، الجميع يملك هذه الوسائل، والجميع يمكنه استخدامها كيف يشاء، ولكن على الجميع إدراك حقيقة مهمة، فوسائل التواصل كما هي سلاح في يد الشخص، فإنها سلاح مصوب عليه في آنٍ واحد، ومثلما يستطيع إصابة غيره، فهو نفسه قد يكون هدفاً للتصويب، وفي نهاية الأمر فإن الضرر الأكبر لا يقع إلا على من يسيء استخدام هذه الوسائل! قد تستطيع أن تستقطب اهتمام أعداد كبيرة من رواد ومتابعي وسائل التواصل بالكذب والتزوير، أو إظهار نصف الحقيقة، وتجاهل نصفها، وقد ينتشر هذا الكذب بشكل كبير جداً، لكن الكذب لا يدوم ولا يستمر طويلاً، فالحقيقة حتماً ستظهر، ونصف الحقيقة المخفي سيظهر بشكل واضح، وستنتشر الحقيقة أيضاً، وبطريقة انتشار الكذبة نفسها، ولكن انتشارها سيتفوق على انتشار الكذبة دون شك، لذا فإن حبل الكذب في وسائل التواصل حتماً قصير، ولن يدوم طويلاً، هي مجرد ساعات قليلة، وهذه ميزة الحرب بنوعية واحدة من السلاح، لا تعطي المستخدم الأول الأفضلية أبداً! من هنا لابد أن يعي مجتمع الإمارات هذه الحقيقة، وعلى المواطنين أن يدركوا أن وسائل التواصل الاجتماعي لن تعطيهم شيئاً لا يستحقونه، إن استخدموها أداةً للكذب أو الاحتيال، كما عليهم أن يدركوا أن الحديث كذباً أو بمبالغة شديدة،…