الثلاثاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٧
لا جدوى من الجلوس على طاولة للتحاور حول مزيد من الحوار، هذا مبدأ الدول المقاطعة لقطر، ولاشك في أن لديها كل الحق في ذلك، فالتحاور انتهى وقته منذ فترة طويلة، لم تقدم خلالها قطر أي جديد حول إنهاء أسباب الخلاف مع جيرانها، ذلك الخلاف القائم على تهديدات مباشرة من قطر لأمن واستقرار دول المقاطعة، وتدخلها بشكل سافر وخطر في الشؤون الداخلية لتلك الدول، لذا فلا فائدة تذكر ولا جدوى من الدعوة التي تطلقها قطر حالياً بضرورة الجلوس للحوار، وقبل ذلك إعادة الأوضاع إلى ما هي عليه قبل الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع ضدها! السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لم تتخذ هذه القرارات في يوم وليلة، ولم تتبلَّ على هذه الدولة الصغيرة دون وجه حق، وهي لم تقاطعها كي تكسر سيادتها، هناك أدلة وبراهين، وهناك خطر حقيقي يهدّد أمن هذه الدول من قبل جماعات إرهابية تموّلها قطر، لا يمكن إغفال هذه الحقيقة أو تجاهلها، وهذا ما تحاول أن تفعله قطر دائماً، من خلال سياسة تمييع الحقائق، والدخول في تفريعات النتائج التي أدت إليها هذه الحقيقة! وهذا ما اتضح جلياً في تصريحات مدير مكتب الاتصالات الحكومية القطرية، الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، لهيئة تحرير صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، حيث واصل اتباع سياسة ليّ الحقائق والكذب والتقية، وهو بالضبط ما تقوم به الحكومة…
الأربعاء ٢٦ يوليو ٢٠١٧
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، عندما قال: «نسعى لتحويل حب الخير إلى عمل مؤسسي مستدامٍ، وتغيير مجتمعي ملموس، وفرق حقيقي في حياة الناس»، فهو يقصد كل كلمة في هذه الجمل، حيث نجد في هذه الفقرة الصغيرة، تشخيصاً دقيقاً لواقع العمل الخيري في الإمارات، وفيها أيضاً مستوى الطموح الذي يريد الشيخ محمد بن راشد الوصول إليه. وعندما يقول الشيخ محمد إننا نسعى لتحويل حب الخير إلى عمل مستدامٍ، فإن ذلك يعني بوضوح أن العمل الخيري الحالي يفتقر إلى الرؤية التي تمكنه من الوصول إلى الاستدامة، ما يعني ضرورة الحاجة إلى إحداث تغيير نوعي شامل في أساليب وطرق العمل الخيري بالدولة، وتطويره بشكل نوعي مختلف عما يحدث الآن في الجمعيات والمؤسسات الخيرية، حتى يصل إلى مستوى الطموح، الذي رسمه نائب رئيس الدولة رئيس الحكومة. أسلوب وفكر العمل الخيري في الإمارات، رغم ضخامة حجم المبالغ المصروفة على أوجه الخير كافة، لايزال يراوح في المستوى الأول، وفق مستويات العمل الخيري العالمية، التي تتكوّن من أربعة مستويات، وبلاشك فإن هذه النتيجة لم تكن لترضي شخصية بحجم محمد بن راشد، لا ترضى سوى بالمركز الأول، لذلك أطلق تلك الجملة في «عام الخير»، عسى أن تلتقطها كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المعنية بالعمل الخيري، وتعيد التفكير في عملها واستراتيجياتها، لتواكب تطور الدولة…
الأحد ٢٣ يوليو ٢٠١٧
ما فعلته مجلة «أريبيان بيزنيس» ليس خطأ غير مقصود يمحوه الاعتذار، ما حدث بعيد عن الصحافة وبعيد عن المهنية، وتوصيفه الحقيقي هو جريمة نشر أخبار كاذبة بسوء نية، هدفها الإضرار باقتصاد الدولة، وتشويه سمعة مدينة دبي، هذه المدينة التي احتضنت المجلة، ووفرت لها البيئة الممتازة لممارسة نشاطها الإعلامي وتحقيق الأرباح، فكان جزاء ذلك تعمد إلحاق الضرر من قبل المسؤولين عن هذه المجلة بسمعة ومكانة دبي الاقتصادية! من المؤكد أن المسؤولين في المجلة، ومن كتب خبر «إفلاس 51 مشروعاً عقارياً في دبي»، ليسوا حمقى مفصولين عن الواقع، ولا ينقصهم بالتأكيد الذكاء اللازم لمعرفة الظروف الراهنة والتوتر غير المسبوق بين دول المنطقة، وهم يعرفون تماماً أن مثل هذا الخبر له تداعيات سلبية على معنويات المستثمرين، وسيؤدي دون شك، إلى خلق بلبلة في السوق العقارية، والأهم من ذلك أنه ذو تأثير سلبي في سمعة ومكانة دبي، ومن الممكن استغلاله من المغرضين والحاسدين والمعادين، وهذا ما حدث تماماً! لذلك من المؤكد أن نشر «أريبيان بيزنيس» هذا الخبر الكاذب، المضاف إليه كثير من البهارات المغلوطة وبسوء نية، يجعلنا نتساءل عن دوافع وأهداف المجلة الخبيثة، ومن يقف وراءها، ومن يدفع لها ويمولها، وما علاقة هذه المجلة المستقرة في دبي بقطر؟! لا أستبعد أي شيء، فما حدث يرقى إلى كونه جريمة مسيئة للدولة، مدفوعة الأجر، فالمعلومات التي…
الثلاثاء ١٨ يوليو ٢٠١٧
أن تصل الأمور إلى استئجار «بلطجية» للاعتداء اللفظي على وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، في العاصمة البريطانية لندن، فهذا مستوى جديد من الحضيض وصلت إليه الجهات القطرية، مستوى بعيد عن أخلاقيات أهل المنطقة، وبعيد عن ممارسات الدول المحترمة، ويدل بشكل واضح على إفلاس في الحجة، وشلل في التفكير، وقلة في الحيلة! هؤلاء المرتزقة المستأجرون، الذين انتظروا الإشارة من ولي نعمتهم، للتهجم على شخصية مميزة بحجم الدكتور أنور قرقاش، هل يعتقدون أن الرأي العام العربي لا يعرف من العميل الحقيقي لـ«الموساد»، ومن هو المتواطئ الذي دمر الوطن العربي؟ وهل يعتقدون أن العرب لا يعرفون من الحليف والصديق المقرّب من دوائر صنع القرار في إسرائيل، الذي يقضي أسابيع طويلة متنقلاً بين مزارعه في تل أبيب؟ وهل يمكن أن ننسى تلك التصريحات التي يفتخر فيها حمد بن خليفة، بعلاقاته «الواضحة» مع إسرائيل؟! وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، تحدث فأقنع، وتكلم فأوجع، وكشف ففضح، وردّ فأخرس، هو شخص راقٍ في دبلوماسيته وأسلوبه، شفاف وجريء في تصريحاته، وواضح في مواقفه، كان له ثقل مميز منذ بداية الأزمة، لقد أحرجهم كثيراً، وفضح ادعاءاتهم مراراً، لم يستطيعوا مجاراته، فانحدروا إلى أسلوب لا يمكن لمثله أن يرد عليه، واعتقدوا أنهم بهذه التصرفات الصبيانية سينالون منه، لكنه زاد رفعة وكرامة، وهم زادوا تخبطاً وانحطاطاً! الإمارات…
الأربعاء ٢١ يونيو ٢٠١٧
الدور القطري المشبوه ليس وليد اللحظة، بل تكشفت خباياه وأسراره في أكثر من دولة عربية، منذ سنوات طويلة، وعلى الرغم من التحذيرات والنصائح التي قدمت إلى قطر من الأصدقاء والخصوم، في آنٍ واحد، بضرورة الكف عن هذه السياسة «المزدوجة»، فإن الدوحة أصرت على الاستمرار في النهج نفسه، غير عابئة بالنتائج الكارثية الناجمة عن هذه الممارسات، على صعيد المنطقة العربية بأكملها، وليس على محيطها الخليجي القريب. والأمثلة على الدور القطري المشبوه كثيرة جداً، أوضحها ما حدث في اليمن وليبيا، ومع حركة «طالبان» الأفغانية قبل 10 سنوات. ففي اليمن، أدى اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة اليمنية، بزعامة المخلوع علي عبدالله صالح والحوثيين، إلى وقف ما يعرف بـ«حرب صعدة الرابعة». وكانت قطر هي التي توسطت لحل النزاع، بوساطة إيرانية، وتضمن الاتفاق نفي زعامات الحوثيين أمثال عبدالملك الحوثي، وعبدالكريم الحوثي، وعبدالله الروزامي إلى قطر بصورة مؤقتة، وتشكيل لجنة مشتركة قطرية يمنية وحوثية. ولم تستمر الاتفاقية القطرية كثيراً، وألقت مجموعات يمنية كثيرة إضافة إلى الحكومة باللوم على قطر، لأن الاتفاق ساوى بين المتطرفين والحكومة. وانسحبت قطر من الاتفاق ولم تلتزم بوعودها التي قطعتها، والمتمثلة في الاستثمار بالمناطق الأكثر تضرراً من الحرب. وفي الوقت نفسه تمت ترجمة أسلوب الازدواجية، بدعم كبير لحزب الإصلاح «الإخواني»، الذي تربطه تداخلات كثيرة مع تنظيم «القاعدة». وقد أجبر هذا الموقف…
الإثنين ١٩ يونيو ٢٠١٧
برنامج «دروب»، الذي يقدمه المتميز علي آل سلوم، يعتبر واحداً من أجمل البرامج في رمضان، ويمكن تصنيفه ضمن أدب الرحلات، حيث يقدم معلومات غزيرة ومفيدة عن مختلف شعوب ودول العالم، خصوصاً تلك البعيدة والغريبة، التي لم تُكتشف سياحياً على نطاق واسع إلى الآن. المثير في الأمر، هو ما لاحظه علي آل سلوم، عند تسجيله حلقات البرنامج في مختلف دول وقارات العالم، سواء في أواسط وأدغال إفريقيا، أو في جزر المحيط الهادي، أو في مدن وسهوب وسط آسيا، فبمجرد أن يقول إنه من مدينة دبي، يجد الدهشة والفرحة تقفزان تلقائياً إلى عيني سائله، فإن كان السائل إنساناً عادياً، فغالباً يعقّب قائلاً: «أتمنى زيارة دبي»، وإن كان مسؤولاً حكومياً أو سياحياً، فإنه يقول: «نتمنى أن نصل إلى ربع ما وصلت إليه دبي». كلمات آل سلوم جعلتني أستحضر تصميم ذلك المبنى الجميل، الذي شاهدته في أستانة عاصمة كازاخستان، وهي بالمناسبة مدينة حديثة وجميلة، وهي في بدايات خطواتها نحو جذب السياحة والمعارض الدولية، تصميم المبنى شبيه إلى حد التطابق بفندق أتلانتس القابع في جزيرة النخلة، بالروح نفسها، والشكل نفسه، وأستانة ليست وحدها التي اقتبست تصاميم مباني دبي، فهناك مبنى شبيه جداً ببرج العرب في مدينة باكو بأذربيجان، بل إن هناك مبنى شبيهاً جداً بتصميم برج خليفة، لكنه أصغر حجماً في مدينة ميلان الإيطالية، وهذا…
الأحد ١٨ يونيو ٢٠١٧
السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لم تتحرك من فراغ، ولم تتخذ إجراءاتها ضد قطر بناء على شكوك أو مزاعم غير حقيقية، بل فعلت ذلك بعد أن طفح بها الكيل، وبعد أن تأكدت بما لا يدع مجالاً للشك، وبناء على أدلة وبراهين وتسجيلات واعترافات أن قطر تتلاعب بأمن واستقرار الدول، وتسعى جاهدة لنشر الفوضى من خلال علاقاتها الوطيدة بالإرهابيين والمخربين، فهي تدعمهم بالمال والسلاح والأمور اللوجستية الأخرى، التي تسهل مهامهم في نشر العنف والقتل والدمار في أنحاء الوطن العربي الكبير! أدلة وبراهين دامغة، وليست افتراءات، قدمتها دول المجلس قبل أن تبدأ إجراءاتها في مقاطعة قطر ووقف التعامل معها نهائياً، واجهت بها السلطات القطرية مراراً وتكراراً، إلا أن الإنكار والمراوغة كانا سمة أساسية لدى القيادة القطرية، التي مازالت مصرّة على انتهاج سياسة الإنكار رغم تكشف كل الحقائق، وظهور كل الألاعيب الخفية للعيان، واكتمال صورة الخبث والخيانة وغدر الشقيق لأشقائه، ما يبرر صحة وضرورة الإجراءات كافة التي اتخذتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر تجاه قطر، فللصبر حدود، وقطر تجاوزت حدود الصبر كافة! التسجيلات التي ظهرت بين مستشار أمير قطر وهو يدعم بكل وضوح المعارضة البحرينية، دليل جديد على تلون السياسة القطرية وخبثها، إنه عمل سيّئ للغاية، وتدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة شقيقة، وغدر وخيانة لكل معاني الجيرة والأخوة ووحدة الدم والأصل، إنها طعنة جديدة…
الإثنين ١٢ يونيو ٢٠١٧
تباكي الإعلام القطري على قطع الأرحام وجهٌ آخر لسلسلة التناقضات والتخبط الواضح للسياسة القطرية، ورغم انكشاف الهدف الرئيس من هذا التباكي، وهو دغدغة مشاعر البسطاء من الناس واستجداء عطفهم، إلا أن من المفيد أن يعرف القطريون أن من يطلب صلة الرحم عليه أن يعرف أولاً أن طعن الأقارب والأرحام في ظهورهم هو أشد وطأة من أي شيء آخر. من يغذي الإرهاب، ومن أسهم بشكل مباشر في استهداف جنودنا في اليمن، من خلال تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية التي تشن هجمات على قواتنا، لا يحق له إطلاقاً أن يتباكى على قطع الأرحام، فهل كانت هذه الأرحام عائقاً يوماً أمام جنون وتناقضات وعداء السياسة الخارجية القطرية المشبوهة؟! لا يجيد القطريون الكذب، على الرغم من كثرة كذبهم، وكثرة تلاعبهم بالألفاظ، ولا يستطيعون إقناع المواطن البسيط، رغم الآلة الإعلامية التي يتلاعبون فيها بمشاعر المواطن العربي، ما اضطر الصحافة القطرية إلى الانزلاق إلى منزلق التزوير والفبركات والكذب، من خلال سرقة صور مواطنين إماراتيين من وسائل التواصل الاجتماعي، وتلفيق تصريحات لهم تعبر عن استيائهم من صعوبة التواصل مع عائلاتهم بسبب المقاطعة، وذلك في سقطة مهنية تدل على الإفلاس والتخبط غير المسبوق! هذا الكذب الإعلامي هو استمرار للتخبط والكذب السياسي القطري، وهو انعكاس لسياسة اللعب على كل التناقضات، فهم يريدون الظهور بمظهر المحافظين على الصلات والروابط الأسرية، وهم…
الثلاثاء ٠٦ يونيو ٢٠١٧
مخطئ من يعتقد أن تصريحات تميم هي السبب المباشر في قطع العلاقات مع قطر، بالتأكيد تميم نسف بتصريحاته قمم الرياض، وسلخ فيها قطر من مجلس التعاون الخليجي، وهي بالفعل أمر مشين، لكن علينا أن ندرك أن التصعيد وتفاقم الأمور إلى الحد الذي وصلت إليه، لم يكونا وليدي اللحظة، ولا ردة فعل سريعة تجاه التصريحات. ما حدث أمس هو نهاية صبر خليجي بلغ مداه 21 عاماً، صبر تجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء، لم تترك السعودية والإمارات طوال هذه السنوات وسيلة أو محاولة لثني قطر عن نهجها العدائي الغامض، وغير المفهوم، تجاه إخوانها في دول المجلس والعالم العربي بشكل عام، إلا وطرقتها، لكن كانت النتيجة واحدة، هي تعنت واستمرار في الإضرار بالأمن القومي الخليجي، وكذب ونكث عهود، لذا فإن آخر الدواء الكي، ولا علاج للسرطان سوى الاستئصال، فلا تلومونا يا قطر ولوموا أنفسكم! الأمر لا علاقة له بتصريحات مفبركة أو حقيقية، هذا تسطيح لمشكلة عميقة امتدت جذورها سنوات طويلة، هذه المشكلة بدأت مع انتهاج قطر سياسات غامضة وغريبة تصب في خانة تقويض أمن واستقرار الدول المجاورة وغير المجاورة، هذه السياسات الداعمة للإرهاب، التي تعمل من خلالها قطر على تمويل واحتضان ودعم التنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية في جميع بقاع الوطن العربي، واستمرارها بكل تعنت في السير بعنجهية في الطريق ذاته رغم المحاولات الخليجية،…
الأربعاء ١٧ مايو ٢٠١٧
قالت وزارة الطاقة، أول من أمس، في بيان صحافي، إنها تابعت، أخيراً، الأخبار المتداولة عن فكرة إحضار جبل جليدي، أو استيراد المياه من خلال خط أنابيب من دولة أخرى، وباعتبارها الجهة المسؤولة عن شؤون المياه، تود أن تؤكد ألّا صحة لمثل هذه الأخبار، وأنها مجرد شائعات، وتهيب بالجمهور الكريم ومستخدمي التواصل الاجتماعي، تجنب تداول مثل هذه الشائعات، والتأكد من الأخبار والمعلومات، وتحري الدقة قبل تداولها ونشرها! كل الشكر والتقدير للوزارة على هذا التوضيح، فموضوع جبل الجليد كبر بحجم جبل الجليد، وانتشر بشكل لا يخلو من السلبية، لأنه يجافي المنطق والحقائق العلمية، لكن هل لنا أن نسأل الوزارة عن سبب تأخرها الطويل في إصدار بيان من هذا النوع؟! فكرة المشروع ظهرت قبل ثلاثة أسابيع تقريباً، ونشرتها صحف رسمية، وبثتها قنوات تلفزيونية شهيرة، وتناقلها الناس عبر وسائل التواصل والـ«واتس أب» بشكل واسع جداً، وأعتقد أنه لم يبقَ إنسان في محيطنا الخليجي، وحتى العربي، لم يشاهد ذلك الفيديو الذي يبسّط فكرة جرّ جبل جليدي بشكل غريب، ومع ذلك طوال هذه الفترة لم تخرج وزارة الطاقة أو أي جهة رسمية لتنفي الخبر، أو على أقل تقدير توضح أن الإمارات كحكومة لا علاقة لها بالمشروع، كان ذلك ضرورياً للغاية، فالناس في الخليج والوطن العربي، رغم عدم قناعتهم بالمشروع إلا أن معظمهم صدّق تفاصيله، لأن من…
السبت ١٣ مايو ٢٠١٧
أعرف موظفين ومسؤولين كُثراً، وسمعت عن آخرين كثيرين في مختلف الجهات والدوائر، لا يلتفتون إلى الوقت، ولا يعرفون معنى الساعة، يعملون بإخلاص ومن دون تذمر، أثناء ساعات الدوام الرسمي، وخارج أوقات الدوام أيضاً، يؤدون مهام مختلفة، ليست من اختصاص وظيفتهم، لكنهم يسعون لمساعدة الناس والتيسير عليهم، لا يعرفون أبداً كلمة «لا يجوز»، ولا يرفضون مساعدة إنسان، ولا يطلبون من متعامل أو مراجع أن يُراجع إدارة ثانية، بل يتولى هو مجمل العمل من أجل التسهيل على هذا المراجع! هؤلاء لا يفعلون ذلك في الغالب حباً في الترقية، ولا طمعاً في مكافأة، بل يفعلون ذلك لأنهم يحبون العمل أولاً، ويعشقون مهنتهم ثانياً، ويستمتعون بخدمة الناس والتسهيل عليهم، يفرحون لفرحهم تماماً كما يتضايقون مع كل مراجع متضايق لم يُنهِ معاملته! أعرف نماذج كثيرة جداً، موجودين في كل دائرة أو مؤسسة حكومية، يستحقون كل تقدير واحترام وشكر، لأنهم فعلاً متميزون، لا يخلطون أبداً بين العمل وبين أي شيء آخر، فالجو العام أو البيئة المحيطة لا يمنعانهم من الإنتاج إن لم يكونا مشجعين، والترقيات والمكافآت لا تحبطهم إن تجاوزتهم، هم يعملون بضمير، وضميرهم يرشدهم إلى الإنتاج والإخلاص مهما كانت الظروف المحيطة. كثيرون من هؤلاء المميزين كرّمهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على مدى الأعوام الماضية، ضمن فئات جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز،…
الأربعاء ١٠ مايو ٢٠١٧
مفهوم التميّز، رغم التركيز عليه كثيراً في السنوات الماضية، لايزال غير واضح عند كثير من الموظفين، بل معظمهم لا يعرف الفرق بين أداء الواجب المطلوب منه، وبين التميّز الذي يستحق عليه التكريم والثناء، هذا الخلط قد يكون متعمداً، خصوصاً عند تلك النوعية السلبية جداً وغير المنتجة من الموظفين، وقد يكون سوء فهم عند البقية. عندما تؤدي جميع المهام الموكلة إليك كموظف، وتنجز جميع المعاملات اليومية المطلوبة منك، وتقضي ساعات العمل المطلوبة منك وأنت منهمك في أداء مهام الوظيفة، فإنك موظف جيد، لكنك لست متميزاً، ولا يستدعي الأمر تكريمك وصعودك إلى منصات التتويج، فأنت تقوم بالمهام التي تتقاضى مقابلها راتباً شهرياً يتناسب مع ساعات العمل، ويتناسب مع المهام المطلوبة منك، في حين يحق للإدارة أن تُحاسبك وتُعاقبك إذا لم تنجز هذه الأعمال في الوقت المطلوب. لا علاقة لذلك بالتميّز، فقيام الموظف بعمله، هو واجب لا مِنّة، وهو أمر بدهي يُفترض أن يؤديه الموظف على أكمل وجه، من دون أن يطالب بترقية أو تكريم، لأنه إن لم يؤدّه بالشكل المطلوب فهو لا يستحق الراتب الشهري الذي يتقاضاه، فالراتب نظير عمل كامل لا عمل منقوص، وليس عُذراً أن يقارن الموظف إنتاجه بإنتاج من هو أقل منه جهداً وعملاً، ويعتبر عمله مقابل الضعيف إنجازاً، للأسف مثل هذا التفكير موجود لدى كثيرين، وهو تفكير سلبي…