الأربعاء ١٦ مارس ٢٠١٦
شكراً شركة إعمار العقارية، شكراً لأنها شركة وطنية اهتمت برد الجميل للوطن، فقرار الشركة تخصيص 2% من أرباحها السنوية لمصلحة «صندوق الوطن» ينم فعلاً عن حس المسؤولية المجتمعية، وعن امتنان وتقدير هذه الشركة للمجتمع والوطن، الذي أسهم بشكل أو بآخر في نموها وتطورها، لتصبح علامة مضيئة في سماء العقارات، عالمياً وإقليمياً. «إعمار» التي قدمت سابقاً لدبي هدية ثقافية عبارة عن دار للإوبرا بمليار درهم، تعود اليوم لترد جزءاً من جميل المجتمع، وتسهم في خدمة شرائح مختلفة عبر صندوق الوطن، الذي يركز على دعم المشروعات والمبادرات التي لها انعكاس مباشر على الوطن والمواطن. لن يستطيع أحد أن يحصي نعم هذا الوطن عليه، سواء كان شخصاً عادياً أو مؤسسة أو شركة، فما نقدمه جميعاً لهذا الوطن لا يساوي لحظة أمن وأمان نعيشها نحن وأبناؤنا فيه، ولا يساوي شيئاً مقابل الخدمات التي تقدمها لنا مؤسسات الوطن المختلفة، إنها معادلة تميل دائماً إلى مصلحة الوطن، مهما وضعنا في الكفة المقابلة له. وبالتأكيد تثقل الكفة كثيراً إن دخل القطاع الخاص والشركات الكبيرة في المعادلة، فالإمارات تحديداً دولة خدمات راقية، تقدم الكثير لتسهيل عمل الشركات الكبيرة، دون مقابل ضريبي، فلا ضريبة دخل، ولا ضريبة على الأرباح، والنظام المعمول به هنا لا تجده هذه الشركات في أي بقعة من العالم، أضف إلى ذلك الحياة الراقية الهانئة التي…
الثلاثاء ١٥ مارس ٢٠١٦
عاصفة وأمطار فوق المعدلات الطبيعية تعرضت لها الدولة، خلال الأسبوع الماضي، نجمت عنها أضرار في الممتلكات والسيارات وأشياء أخرى، لا غرابة أبداً في ذلك، فهو أمر طبيعي للغاية، صحيح أنه نادر الحدوث، لكنّ حدوثه يبقى في الحدود الطبيعية، فالكوارث المناخية تحدث في جميع دول العالم، كبيرها قبل صغيرها. وما حدث هُنا لا يمكن أبداً اعتباره كارثة، ولله الحمد، فالأضرار في مستوياتها الطبيعية والعادية، والجهات جميعها تعاونت لاحتواء آثارها بسرعة شديدة، لذا يجب أن يبقى الأمر في هذا الاتجاه من دون تهويل أو مبالغة، ومن دون تجاهل للأضرار أيضاً مهما كان حجمها. الدولة بمؤسساتها المختلفة، لن تتوانى في مساعدة المتضررين، وهناك جهود ضخمة وملموسة شاهدناها أثناء هطول الأمطار، أسهمت في التخفيف كثيراً على المواطنين والمقيمين، ولاشك في أن هناك جهوداً أخرى ستستمر في الفترة المقبلة لتجاوز هذه الأزمة، وإعادة الحياة بشكلها الطبيعي لكل من تضرر من هطول الأمطار، لكن يبقى من الضروري جداً إعادة دراسة الوضع في كثير من المناطق المتضررة، ومعرفة الأسباب التي أسهمت في رفع مستوى الضرر، هل تكمن في الأمور التخطيطية، أم في المواصفات والمعايير، أم في اختيار المواقع، أم هناك أسباب أخرى، لابد من دراسة تحليلية معمقة تشمل أكثر المناطق تضرراً، وذلك لتخفيف حدة هذا الضرر في حالة تعرض الدولة لأوضاع مناخية مشابهة مستقبلاً، فالمؤشرات جميعها تشير…
الأحد ١٣ مارس ٢٠١٦
الإمارات دولة تسير وفق استراتيجيات ورؤية واضحة، على المستويين الداخلي والخارجي، خطواتها مدروسة، وسياساتها معلنة، وتدرك تماماً جميع التحديات الحالية والمستقبلية التي قد تواجه المنطقة، لذا فهي تسير بثبات نحو مواجهة كل تحدٍّ وفق استراتيجية تعاون وتنسيق مشترك مع البلدان الشقيقة والصديقة، للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. الإمارات دولة سلام ومحبة، نشأت على المودة والوحدة، واستمرت على هذا النهج، تكره العنف وتنبذ الإرهاب، وتحاربهما دون هوادة، وتُشارك في أي جهد عالمي أو إقليمي لمواجهة الإرهاب واقتلاعه من جذوره، وتدعم أي جهد من أجل التعاون لحفظ أمن واستقرار المنطقة والعالم، تسير بثبات ضمن هذين الخطين، فلا سلام وحب مع وجود عنف وإرهاب، ولا مكان للإرهاب حيث تنتشر المحبة والاستقرار. الإمارات تتطلع إلى مرحلة جديدة تنتقل فيها من «المشاركة» في صنع غدٍ أفضل للإنسانية، إلى الريادة في تحقيق هذا الهدف بمشروعات نوعية تطال آثارها الإيجابية مختلف أرجاء العالم، هكذا يرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فالإمارات منذ تأسيسها لها دور فعال ومؤثر ضمن نطاقيها الإقليمي والدولي، وكانت لها بصمة واضحة ومميزة في الإسهام بتنفيذ مشروعات تنموية في أكثر من 140 دولة حول العالم، وهي اليوم تمتلك رؤية شاملة لما سيؤول إليه مستقبل العالم، وكيفية التدخل في تشكيله والتعامل مع المتغيرات…
الخميس ١٠ مارس ٢٠١٦
كثير من المقاولين قضوا ساعات صعبة، أمس، مليئة بالقلق، فما كشفته الأمطار من عيوب أمس لم يستطع أي مفتش أو مهندس رقابة، في أيٍّ من البلديات، اكتشافها قبل انتهاء العمل، وصدور شهادات الإنجاز، وفي مقابل ذلك يجب أن يقلق أيضاً مسؤولون كثر، فلو كانت هناك رقابة صارمة، ومتابعة مستمرة، وتحققٌ من الالتزام بالمواصفات والمعايير، لما تطايرت نوافذ، وتهدمت أسوار، وتضررت شوارع، وانهارت أسقف! لسنا دولة أمطار، والمواصفات الإنشائية توضع حسب الظروف المناخية لكل دولة، هذا صحيح، لكن هذا لا يعني أن يحدث كل هذا الضرر، لمجرد ارتفاع منسوب هطول الأمطار ليوم واحد في كل بضع سنين تقريباً، ولا يعني أبداً أن نشاهد مباني هشة، وأساسات ضعيفة، وأسقفاً لا تتحمل قليلاً من المطر، هذا مؤشر إلى وجود خلل في مواصفات وتراخيص المباني، وهذا أمر واضح وجلي. أمطار الأمس أحدثت إرباكاً واضحاً في أماكن مختلفة، لا نختلف أبداً على أنها غير اعتيادية، ولم تشهدها الدولة منذ فترة غير قصيرة، لكنها أيضاً ليست خارجة عن سياق الأمطار الموسمية التي تشهدها الدولة بشكل نادر ومتقطع، والأهم من ذلك أنها غير مفاجئة، بمعنى أن التطور الهائل الذي يشهده مركز الأرصاد والزلازل في أبوظبي، والذي يضم أحدث وأدق أجهزة الرصد والاستمطار، يستطيع أن يرصد ويتابع حالة وتقلبات الجو بشكل دقيق، قبل مدة كافية من حدوث الانخفاضات…
الخميس ١٨ فبراير ٢٠١٦
بالتأكيد لن يُعاقب كل شخص يكتب باسم مستعار على وسائل التواصل الاجتماعي بالسجن والغرامة، غريب جداً أن يُفسر البعض المادة (9) من قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية، التي وافق المجلس الوطني في جلسته، أول من أمس، على مضاعفتها، في هذا الاتجاه، رغم وضوح الأمر. لا شيء جديداً في تعديلات القانون سوى تشديد العقوبة، ولا شك في أن الحكومة حينما تضطر إلى تشديد عقوبة ما، فإن ذلك ناجم عن ممارسات سيئة أو خطرة، تضر بالمجتمع، وتشكل خطورة عليه، لذا استدعى الأمر التشديد ومضاعفة العقوبة. وعلى الجميع ألا ينسوا أن العقوبة مربوطة بجريمة، لذا من لم يأتِ بفعل يُجرّمه القانون، فيجب ألا يهتم بمبلغ الغرامة، زاد أو تضاعف أو نقص، لأن المبدأ هو الابتعاد عن فعل الجريمة، مهما كان شكلها أو نوعها! لن يُعاقب من يكتب باسم مستعار، ما لم يخالف القانون، لا بالحبس ولا بالغرامة، ولن يعترض عليه أحد لأنه استخدم اسماً مستعاراً فقط، لكن إن اقترن الاسم المستعار بجريمة فهذه هي القضية التي تستدعي تغليظ العقوبة، وهُنا سيتدخل القانون ليعاقب الشخص، وفقاً لنص المواد القانونية الذي تم إقراره. في السياق ذاته، لن يضطر إلى التحايل واستخدام «آي بي آدريس» مزور أو وهمي إلا من أضمر الشر، واتجه بقصد وتعمد لتنفيذ جريمة يعاقب عليها القانون، لذلك لا مجال للتهاون هنا، لأن الجرائم…
الأربعاء ٢٨ أكتوبر ٢٠١٥
مذهل توجّه دوائر دبي نحو الخدمات الذكية، وهناك جهود مميزة تبذلها مختلف الدوائر لتسهيل الخدمات العامة وإنجاز المعاملات للجمهور والمستهلكين عبر الهاتف الذكي، لا يمكن تجاهل ذلك، ولا يمكن إنكار النقلة النوعية التي تحققت في فترة زمنية وجيزة منذ إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحول التوجه العام من الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية التي تقدم خدماتها في أي وقت ومن أي مكان طوال الأربع والعشرين ساعة. وفي مقابل ذلك، هناك توجه آخر متميز، وهو قياس نسبة رضا المتعاملين سواء كانوا داخليين أو خارجيين، عن الخدمات التي تقدمها كل دائرة، وهذا القياس يتم أيضاً إلكترونياً وبشكل دقيق ومميز، وهذا بلا شك سلوك حضاري راقٍ وجميل. وفي هذا الإطار بادر عدد من دوائر دبي إلى وضع مؤشر ذكي وفوري لقياس الرضا العام للمتعاملين والموظفين بشكل آني، بحيث يتيح هذا المؤشر قياس حالة الرضا من عدمه، وقياس حالة السعادة التي يمر بها المتعامل أو حتى الموظف، وفق وجوه مختلفة أحدها مبتسم وآخر حزين، ما كان له الأثر الكبير في تفاني الموظفين لخدمة المتعاملين حرصاً على بقاء المؤشر في حالة سعيدة، كما أن الدائرة تستطيع قياس رضا وسعادة موظفيها من خلال هذا المؤشر الفوري والدقيق. ولكن ومن باب الحياد طمعاً في نتائج دقيقة وسليمة، كان من المفترض أن تظهر نتائج…
الأربعاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٥
كل فرد في المجتمع، مهما كان حجمه أو موقعه، بإمكانه إحداث تغيير إيجابي، إذا استطاع أن يصل بحب وعفوية وبأسلوب جميل إلى قلوب الناس. والمهمات الاجتماعية الكبيرة أيضاً قد تصغُر، وقد تُنجز، بخطوات صغيرة، شريطة أن يبدأ الإنسان بنفسه والمحيطين به، فمن ينشد التغيير الإيجابي لابد أن يبدأ بنفسه، وهكذا فعل علي عيسى، وهو لمن لا يعرفه، مصوّر فوتوغرافي مبدع ومتميز، عشق التصوير، وثابر ونجح في مختلف المهام التصويرية التي نفذها داخل الدولة وخارجها. ما يهمنا اليوم ليس علي عيسى المصور المتميز، بل ذلك النشاط الإبداعي الآخر، الذي بدأه منذ يومين تقريباً، وحقق من خلاله نتائج جيدة جداً، ومن المتوقع أن تتضاعف النتائج خلال الفترة المقبلة، حيث استغل علي النشيط جداً في مواقع التواصل الاجتماعي، وجود أعداد كبيرة جداً من الشباب من متابعيه في مختلف الوسائل الاجتماعية، وأطلق حملة عفوية لمكافحة تدخين السجائر و«الدوخة»، وبكل بساطة يخاطب الشباب المحيطين به بكل أدب واحترام، ويشرح لهم مضار التدخين، ليحصل بعدها على وعد منهم بالإقلاع عن التدخين في أقرب فرصة، ويقوم بالتقاط صور لهم وهم يتعهدون بترك التدخين، ونصح الآخرين كذلك بالتوقف الفوري عن «المدواخ» أو السجائر. تابعتُ باهتمام حملته الرائعة ومبادرته الاجتماعية المهمة، وذهلتُ فعلاً بنتائجها الفورية، وبحماسة الشباب في الإقلاع عن التدخين، فمنهم من رمى علبة السجائر فوراً في سلة…
الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠١٥
بعد جولة استمرت لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، تفقّد فيها معظم أجنحة المشاركين في فعاليات الدورة الـ35 لـ«أسبوع جيتكس للتقنية 2015»، الذي يُقام بمشاركة عريضة من 62 دولة حول العالم، سألتُ سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي، الذي افتتح المعرض، «بعد هذه الجولة الطويلة والمتعبة كيف تقيّم مستوى الأجهزة والتقنيات المعروضة؟». أجاب سموه إجابة لم تكن تقليدية، وبصراحة لم أتوقع أن أسمعها، لكنني أدركت ما يقصده سموه، بعد أن استرجعت تلك الساعات التي مرت علينا صباح أمس، منذ افتتاح المعرض وحتى انتهاء جولة الشيخ حمدان بن محمد، مروراً بكل الأجنحة التي تعرض آخر ما توصلت إليه التقنية في عالم الأجهزة والتطبيقات و«إنترنت الأشياء»، الذي سيكتسح العالم قريباً، ليُشكل ثورة جديدة تُعادل في صدمتها للبشرية ثورة القطار البخاري قديماً، وثورة الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة. يقول سمو الشيخ حمدان بن محمد في معرض إجابته عن السؤال: «المعرض متميز كالعادة، لكني لا أنظر فقط للمعروض من الأجهزة، بل أنظر إلى الموضوع من زاوية أكبر، زاوية الحياة والموت!!». تساءلت في نفسي، تماماً كمن يقرأ هذه الجملة الآن، وما علاقة الموت والحياة بمعرض جيتكس؟ والإجابة في الشرح الذي قدمه سموه، بعد أن لاحظ استغرابي، فقال: «الموت هو لحظة، لحظة ينتهي فيها كل شيء، لكن ما قبل الموت، وما قبل هذه اللحظة، هناك…
الثلاثاء ١٣ أكتوبر ٢٠١٥
عزّى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمّ شهيد من رجال قواتنا المسلحة، وكان الشهيد هو ابنها الوحيد بين ثلاث بنات، فوجدها غارقة في البكاء، تأثر سموه كثيراً بالمشهد، وقال لها بكل حب وعفوية وصدق: «اعتبريني أنا من اليوم ابنك الوحيد»، ردت عليه المرأة بكل فخر واعتزاز: «طويل العمر لا تعتقد أني أبكي على ابني، ابني شهيد نال أعلى الدرجات، أنا أبكي وبحرقة لأن بقية ذريتي بنات، وكم كنت أتمنى لو كانوا رجالاً لأرسلهم إلى ساحة المعركة كي يلاقوا ربهم شهداء». كلام هذه المرأة الصادقة، والموقف الذي مرت به، لا يختلف أبداً عن تلك الجملة الشهيرة التي أطلقتها الخنساء عندما أبلغوها خبر استشهاد أبنائها الأربعة في معركة واحدة، وفي يوم واحد، حين قالت «الحمد الله الذي شرفني بقتلهم جميعاً، وأتمنى أن يجمعني بهم»، وهنا قمة الإيمان، وقمة التضحية، وقمة حب الدين والوطن. شعب الإمارات أثبت في هذه الأوقات العصيبة أنه شعب مخلص، ومؤمن بدينه، ومحب لوطنه وقادته، ظهرت هنا الخنساء، وظهر كثير من الشجعان والأبطال، وظهر جلياً الالتحام الصادق بين فئات الشعب كافة، وبين الشعب وقادته، سمعنا ورأينا بطولات ميدانية، وأقوالاً خالدة، وتضحيات وصبراً، ومواقف مشرّفة، سوف يرويها التاريخ، بعد أن افتقدها العرب والمسلمون من مئات السنين. هنا يظهر معدن الرجال، وهذا هو الوقت المناسب لمعرفة الإنسان المخلص…
الإثنين ١٢ أكتوبر ٢٠١٥
جملة قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، لجريحٍ من قواتنا المسلحة، وهو يعوده في المستشفى، كثيرون لم يعرفوا المغزى من ذلك، وكثيرون تساءلوا عن سبب اختيار سموه اسم ابنه ذياب تحديداً، وإجابة هذه التساؤلات تكمن في معلومة حقيقية، هي أن ذياب بن محمد بن زايد يخدم ضمن الكتيبة الإماراتية في عدن. لم يبخل محمد بن زايد بابنه على خدمة الوطن، فأبناؤه جميعاً في نظره جنود للإمارات، حالهم حال بقية الجنود، يؤدون المهام الوطنية المطلوبة منهم، دون تفريق، ودون محاباة، ينطبق عليهم ما ينطبق على أي مواطن، بل إنهم في وقت الأزمات قبل الجميع، وأمام الجميع. ذياب بن محمد بن زايد، لم يكن في نزهة، ولم يذهب إلى عدن إلا لهدف واحد، هو تلبية نداء الوطن، وتأدية مهام عسكرية خطرة، كان في الخطوط الأمامية، مرتدياً بزته العسكرية، وخوذته، وحاملاً سلاحه، يؤدي المهام المطلوبة مثل أيٍّ من جنود وأبطال الإمارات البواسل، يحرس ويسهر ليلاً، ويؤمّن المنشآت، معرضاً روحه وحياته للخطر، فالمنطقة هناك على «كف عفريت»، والموت يطلّ فيها من كل جانب، إنها حرب ضروس لا هوادة فيها، ومع ذلك كان هو أحد فرسان الإمارات الذين ضربوا أروع الأمثلة في الكفاءة والقتال، وفي الدفاع عن المظلوم، ونصرة شعب ضعيف، وإعادة الحياة إلى دولة عربية، كادت أن يُقضى…
الأحد ١١ أكتوبر ٢٠١٥
لستُ محللاً رياضياً، ولا أفهم في الملاعب أكثر من مسؤولي اتحاد الكرة، والفنيين، وحتى الجماهير، لكن ما شهدناه يوم الخميس الماضي أمام المنتخب السعودي لم يكن إطلاقاً منتخبنا الوطني لكرة القدم، ومن كان في الملعب ليسوا أولئك اللاعبين الذين نعرفهم، وهُنا لا نتحدث عن النتيجة والهزيمة أبداً، وكنا سنردد الجُمل ذاتها حتى لو فاز المنتخب، ما نعنيه هو انعدام الروح، وضعف الأداء، وسوء التمثيل، وبذل أقل ما يمكن تقديمه من جُهد! بالتأكيد، ما شاهدناه في الملعب هو نتاج طبيعي لما يحدث خارج الملعب، وليست بعيدٍة عنّا حادثة خروج خمسة لاعبين أساسيين في منتخبنا الوطني لكرة القدم، من معسكرهم في العاصمة الأردنية عمّان قبل مباراتهم مع المنتخب الفلسطيني، ليدخنوا «الشيشة» في مقهى لساعات، قبل أن تضبطهم عين أحد أعضاء الجهاز الفني، وأسوأ ما في الأمر بعد فِعل اللاعبين المُسيء، هو ردة فعل المسؤولين! سعى المسؤولون في الاتحاد إلى تبرير الحادثة، ونفي فعل «تدخين الشيشة»، رغم ثبوت وقوعه بشكل قاطع، ومن ثم «لملمة» الموضوع بأسرع وقت ممكن، وبكل الوسائل الظاهرة والخفية خلف الكواليس، ومن ثم قبول «اعتذار» اللاعبين، وانتهى كل شيء، والحجة الأساسية هي عدم التأثير في اللاعبين سلبياً قبل لقاء السعودية، هذه هي الحجة، أما نتيجة هذا كله فكانت واضحة في الملعب، وبرهن اللاعبون بأدائهم السيئ، على أن قرارات وردة فعل…
الأربعاء ٠٧ أكتوبر ٢٠١٥
صواريخ عشوائية من جبناء، يُغطون بها فشلهم وهزيمتهم وانكسارهم أمام قوى الحق والشرعية، لا تأثير لها في معنويات الشجعان، بقدر ما تزيدهم قوة وإصراراً على دحر المتمردين والفاسدين، فالشمس لا تحجب أشعتها أصابع صغيرة، والانتصارات والإنجازات الميدانية التي تحققها قوات السعودية والإمارات وبقية دول التحالف على الأرض لن توقفها صواريخ الجبناء. في عام 1856 كتب العقيد البريطاني كوجلان تقريراً إلى حكومته من مدينة عدن قال فيه: «إذا ما تم شق قناة السويس فإن احتلال جزيرة بريم (ميون) الواقعة في باب المندب سوف يزيد ثقل المنطقة». هذه الرسالة تعكس الأهمية الاستراتيجية لمنطقة باب المندب تاريخياً، فهو يتحكم في طرق الملاحة والتجارة البحرية، ويسيطر على الطريق البحري بين الشرق والغرب، كما أن أهميته زادت بعد افتتاح القناة، وبعد اكتشاف النفط، كونه طريق ملاحة لقوافل النفط العملاقة القادمة من الخليج العربي، ومن الشرق إلى غرب وجنوب وشمال أوروبا وأميركا، مروراً بمنطقة الشرق الأوسط عبر قناة السويس، لذلك فالسيطرة على هذا المضيق أمر مغرٍ للغاية لإيران ذات التوجه العنجهي والأطماع القديمة المتجددة في المنطقة بأسرها، فالتحكم في باب المندب ومضيق هرمز معاً يعني باختصار خنق دول مجلس التعاون! أبناء الإمارات حطموا هذا الحلم، ونجحوا في طرد الحوثيين وكلاء الفُرس، والفاسدين من أنصار «المخلوع» من هذه المنطقة الاستراتيجية، رجال القوات المسلحة الإماراتية فور تكليفهم من…