الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠١٥
هل سمع أحد عن مبادرة «شخصية»، أطلقها أي مسؤول أوروبي أو أميركي رفيع، أو أي من أولئك الذين يتشدّقون بالدفاع عن حقوق العمال في المنظمات الدولية؟ هل فكر أي منهم في مبادرة «عملية» ليست «كلامية»، تهدف إلى تحسين أوضاع هذه الفئة، أو رفع مستواها، أو علاجها؟ هل سبق أن أعلن أي منهم عن مبادرة خاصة يتحملون تكاليفها كاملة بشكل «شخصي» دون أي دعم أو تدخل من الحكومة، أو أي جهة كانت عامة أو خاصة؟! لم نسمع بذلك، في حين نسمع كثيراً من التنظير، والتصريحات، والخطب العصماء، التي لا تخدم فئة العمال، بقدر ما تستخدمهم لأغراضٍ سياسية أو حزبية، وتضعهم دائماً في فوهة المدفع لتحقيق أجندات خفيّة، وتُمارس باسمهم أبشع الاستغلال والابتزاز السياسي والاقتصادي، هذا ما تفعله الدول الكبرى، وهذا بالضبط ما تحيكه معظم المنظمات التي تدّعي الاهتمام بحقوق الإنسان! في الإمارات الوضع مختلف جداً، وعند حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، وضعٌ مثالي آخر، لا يتكرر عند غيره في أنحاء العالم الواسع، هو لا يريد سمعةً يستغلها للوصول إلى سلطة سياسية، ولا يعمل من أجل مصلحة حزب معين، ليفوز بثقة أتباعه، كما أن العمال وحقوقهم ليسوا مجرد وسيلة للوصول إلى مصلحة وقتية، أو لابتزاز دولة، أو لتحقيق هدفٍ مستتر، كل ما يريده هو مساعدة هذه الفئة بشكل…
الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥
إحدى أشهر الناشطات الكويتيات في مواقع التواصل الاجتماعي، فتاة تبلغ من العمر 24 عاماً، قالت وبكل صراحة: «لا توجد قدوة حقيقية للجيل القادم في مواقع التواصل الاجتماعي، أنا مثلاً لديّ عدد من المتابعين قريب من المليون، لكني لا يمكن أن أكون قدوة، فأنا تعلمت من والدي حب القراءة، وتعلمت وتثقفت وقرأت لكتّاب كبار، ولذا أشعر اليوم بغصةٍ وأنا أرى الشباب والجيل المقبل ترك القراءة، وترك الكتاب، وترك كبار الكتّاب، ويركض لاهثاً وراء نماذج هي في الغالب سطحية، ولا يمكن أن تشكل له قدوة!». كلام منطقي جميل، وغيره كثير قاله نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي في جلسة ثرية ومميزة، ضمن جلسات الملتقى الإعلامي العربي، الذي كان موفقاً للغاية في طرح موضوعات النقاش واختيار الشخصيات المتحدثة، وجاءت جلسة «المسؤولية الأخلاقية في التواصل الاجتماعي» لتطرح أسئلة وأجوبة، وتجارب مهمة جداً كان أبطالها هم شخصيات مشهورة جداً على مواقع التواصل، وهم اليوم يحذرون من سلبيات هذه المواقع على ثقافة وأخلاقيات الجيل المقبل! دكتورة كويتية عرضت دراسة تحليلية قامت بها حول أكثر الحسابات حظوة بالمتابعين، فكانت النتيجة وجود ثلاث فئات هي أكثر استحواذاً على المتابعين، وبأرقام خيالية بالنسبة لهذه المواقع، واحتلت فئة المكياج وعرض المفاتن والأزياء المركز الأول، في الحصول على أكبر عدد من المتابعين، تلتها فئة معدّي الأكل والحلويات و«الطبابيخ»، ثم جاءت في المركز…
السبت ٢٥ أبريل ٢٠١٥
وسط رمال جبل علي، هناك منطقة متطرفة نوعاً ما، بعيدة نسبياً عن أي عمران، هناك في خيمة مؤقتة، استعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مع مجموعة من كبار رجال الأعمال في الدولة، الخطوات التنفيذية لتنظيم «إكسبو 2020»، وذلك خلال حفل نظمته اللجنة العليا الوطنية المنظمة لـ«إكسبو 2020»، بالموقع الرئيس للحدث في جبل علي. منطقة شاسعة لا يكاد يرى الإنسان فيها سوى رمال الصحراء في كل اتجاه، وهذا ما أجبنا به سؤال الشيخ محمد، عندما أشار إلى المنطقة، ونظر إلينا قائلاً: «ماذا ترون؟»، لكنه عقّب على ذلك، وقال: «أنتم ترونها صحراء، وأنا أراها جنة خضراء، وأراها محاطة بالمباني الحديثة، العامرة بالبشر من كل الأجناس، أراها بعين المستقبل كما رأيت دبي في الماضي مدينة عالمية وهي صحراء، وترونها أنتم اليوم كذلك». إنه الإبداع، وهو الخيال الذي ينتهي بواقع، وهي رؤية بعيدة الأمد تتجاوز الزمان والمكان، إنه التفوق على المستحيل، وصُنع المستقبل، وهزيمة اليأس، وهو الإيمان بالقدرات والإمكانات، وهو الثقة والطموح، وكيفية صُنع وتوليد الطاقة الإيجابية، وتحريك العقول، إنها صفات وسياسات محمد بن راشد، التي ساعدته على تحويل حلم «إكسبو» إلى حقيقة، وتُساعد المدينة حالياً لكسب احترام وتقدير وذهول العالم، في أقل من خمس سنوات من اليوم، أو بالأحرى بدءاً من أمس.…
الخميس ٢٣ أبريل ٢٠١٥
كل الشكر والتقدير والاحترام لوزارة التربية والتعليم على اهتمامها وتفاعلها إيجاباً مع حملة «المدواخ»، التي أثارتها «الإمارات اليوم» خلال الأسابيع الماضية، والشكر والتقدير هنا لأن الوزارة لم تدفن رأسها في التراب، ولم تسعَ لإنكار القضية، أو نفي انتشار «الدوخة» وإدمان بعض الطلبة عليها، ولم تتصرف من منظور المدافع عن نفسه تهمة التقصير، بل أخذت الموضوع من زاوية أشمل وأهم، وتصرفت بناءً على مصلحة عامة، وللقضاء على ظاهرة سلبية مقلقة. وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، وجّه بوضع خطة لمحاربة «المدواخ» والتدخين بصفة عامة في المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة، والوزارة تعكف حالياً على إجراء دراسة داخلية لمشكلة «المدواخ» والتدخين في المدارس، لوضع آلية مشددة للتعامل معها بقوة، والقضاء عليها نهائياً في أسرع وقت، كما أن الوزارة قررت التعاون مع الجريدة في حملتها، ودعمها بإجراءات مشددة، تصدر مباشرة من الوزير، وتعمم على كل المدارس، ليتسنّى القضاء على التدخين عموماً، و«المدواخ» خصوصاً، بين الطلبة نهائياً. والأهم من ذلك أن الفترة الحالية ستشهد تنسيقاً وتعاوناً بين الوزارة وجهات شريكة لها، للإسهام بقوة في حملة محاربة ومكافحة كل مظاهر التدخين بين الطلبة، في القطاعين الحكومي والخاص، وكل تربوي سيلعب دوراً في هذه الحملة، بدءاً من القيادات التربوية، وانتهاء بالمعلم داخل الصف، وذلك لإحكام السيطرة على المشكلة والقضاء عليها. ليس…
الخميس ١٦ أبريل ٢٠١٥
لم تطلب دول الخليج من باكستان قوات «مرتزقة» لتقاتل معها في «عاصفة الحزم»، وهي تدرك تماماً أن الجيش الباكستاني ليس للإيجار، كما هي مواقف بعض السياسيين هناك، لذلك لم تطلب أبداً استئجار جيش، أو مشاركة قوات باكستانية في حربها ضد الحوثيين، وكل ما أرادته دول المجلس من باكستان هو تأييد سياسي للتحالف الموجه ضد التهديد الإيراني الذي يواجهها من بوابة اليمن، وكان يكفيها فقط تأييد باكستان للتحالف، والانضمام رمزياً ولو بسيارة إسعاف واحدة تحمل العلم الباكستاني! «عاصفة الحزم» اتضح أنها اختبار حقيقي لصداقة باكستان الحقيقية، وهي مؤشر لمدى التعويل على صلابة وقوة دورها كحليف استراتيجي لدول الخليج، ويبدو أن دول الخليج لم تكن موفقة كثيراً في التعويل على هذه الدولة، في حفظ التوازنات الإقليمية! استثمرت دول الخليج كثيراً في تقوية الروابط والعلاقات مع باكستان، ومنذ استقلالها، وقدمت إليها أنواع الدعم السياسي والاقتصادي والإغاثي كافة، وفتحت أبوابها لرجال الأعمال، والعمالة، وأصحاب المهارات، وبأعداد كبيرة جداً، متحملةً تبعات وكلفة هذه الأعداد، والإمارات تحديداً وقفت بقوة مع باكستان في جميع المواقف، ووقفت معها عند كل كارثة طبيعية أو غير طبيعية، وهي دائماً كانت الملاذ الآمن لجميع السياسيين ورجال الأعمال الباكستانيين، عند الاضطرابات السياسية الشديدة التي غالباً تعصف بإسلام آباد، ودائماً تلقى قبول القوى السياسية كافة، لأن الإمارات كانت دوماً حريصة على ألا تكون…
الأحد ٢٩ مارس ٢٠١٥
«عاصفة الحزم» واضحة الأهداف، لا أجندات خفيّة، ولا ممارسات توسعية سرية وظلامية، ولا أطماع في توسع أو أرض أو ثروة. دول مجلس التعاون لا تريد ذلك من اليمن، ولا غير اليمن، ولا تطمع من وراء التحرك العسكري إلا في تحقيق أهداف واضحة معلنة، أيدتها فيها الدول العربية، ومعظم دول العالم والمنظمات الدولية. إفشال انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية اليمنية، والعودة إلى المسار السياسي المتفق عليه دولياً، والمستند إلى الشرعية والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار اليمني، هذه أهداف واضحة لـ«عاصفة الحزم» الخليجية العربية، وذلك بعد أن استبد الحوثيون وتمادوا في استخدام العنف والاحتكام إلى شريعة الغاب والبنادق، ومحاولة السيطرة بشكل كامل على اليمن، وإلغاء الشرعية، والانقلاب على السلطة. ولا يخفى على أحد سبب آخر مباشر لردة الفعل الخليجية، هو إيقاف التغلغل والعبث والتوسع والهيمنة الإيرانية المتعطشة لإنهاك الجسد العربي والنخر في كل أطرافه، لقد سيطرت إيران شمالاً، وامتد نفوذها ليجتاح العراق وسورية ولبنان، ما شجعها على تكرار التجربة في جنوب الجزيرة العربية، فالسيطرة على مضيق هرمز وباب المندب الاستراتيجي أمر مغرٍ للغاية، والفرصة أصبحت سانحة لتحويل الحوثيين إلى «حزب الله» جديد يطوق السعودية وشبه الجزيرة العربية، ليصبح الجميع تحت فك الكماشة الإيرانية، ووضعت الإجراءات الميدانية التنفيذية لهذا المخطط، ووجود 5000 خبير ومدرب وعناصر استخبارية إيرانية ومن «حزب الله» اللبناني حالياً…
الإثنين ٢٣ مارس ٢٠١٥
مؤلم ذلك المشهد، ومؤلمة أكثر منه، حالة عدم الاكتراث، وعدم احترام المكان والزمان والمعلم، ومؤلم أيضاً رؤية جيل جديد يخطو خطواته نحو الفوضى، لا يأبه بأي شيء، ولا يحترم أية قواعد، ويبعد بعيداً عن مساحة الذوق والأدب والأخلاق. مشهد لطلبة في المرحلة الثانوية، يبدو من ملابسهم وشكل الفصل الدراسي أنهم في مدرسة حكومية، يتفاخر أحدهم بالجلوس على الأرض قرب مقعده الدراسي ليدوخ «الدوخة»، ويفخر بكل سحبة ونفخة دخان وهو ينظر إلى كاميرا الهاتف التي يلتقط بها زميله لقطات له، ثم يبعد «الزوم» أكثر فأكثر، لنكتشف أن الطالب يجلس في فصل دراسي، وفي مقدمة الفصل هناك مدرس يجلس على طاولته! «الدوخة» تغزو المجتمع، وتجتاح الفئات العمرية من 14 عاماً فما فوق، وتنتشر في المدارس، والآن نكتشف أنها موجودة حتى داخل الفصول الدراسية، وأثناء الحصص، وبوجود المعلم، يدخنها الطلبة بكل جرأة، وبشكل طبيعي لا يختلف عن إخراج قلم من «المقلمة»، بل إنها أصبحت أداة عادية من أدوات الدراسة، موجودة في جيوب معظم الطلبة، بمختلف أعمارهم، ومراحلهم الدراسية.. أليس ذلك مؤلماً؟! من أين أتى هؤلاء الطلبة الصغار بهذه الجرأة؟ ولماذا أصبحت القوانين المدرسية، وقواعد العلم والأدب آخر ما يهتمون به؟ ولماذا أصبح المدرس ضعيفاً لهذا الحد الذي يجعله لا يحرك ساكناً، بل أصبح وجوده في الصف شكلاً «للديكور» فقط، لا يختلف عن الطاولة…
الخميس ١٩ مارس ٢٠١٥
الحدث ينظم للمرة الأولى، ليس على المستوى المحلي، بل العالمي، فلم يحدث أن نُظّمت قمة للتواصل الاجتماعي، ولم يحدث أن اجتمع عدد كبير من مستخدمي هذه الوسائل، والمؤثرين فيها، تحت سقف واحد، للتناقش والتباحث والتعارف والتواصل، وهذه ميزة دبي دائماً، سباقة وتنتزع الريادة في الأفكار الحديثة. تنظيم هذه القمة هو في حد ذاته قمة الذكاء، والأسباب كثيرة، فلقد ضمت سلسلة من الفعاليات والأنشطة المبتكرة كلياً، من حيث المفهوم والتطبيق، ما عزز من قيمة الحدث، والأهم من ذلك أنها قمة جمعت بين المبدعين الشباب، الذين يملكون أفكاراً رائدة ومفيدة، ويُحسنون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفائدة المجتمعات التي يعيشون فيها، وبين الممولين الراغبين في الاستفادة من هذه الأفكار، وتحويلها إلى مشروعات اقتصادية تسعى للربحية، وفي ذلك فوائد عدة سيجنيها الجميع. قمة التواصل الاجتماعي ضربت عصافير عدة بحجر واحد، ففيها جهد كبير من أجل تحسين و«تنظيف» بيئة مواقع التواصل الاجتماعي التي لوّثها البعض بأفكار وممارسات مشينة، لأنهم صغار عقول لا يعرفون كيفية استخدام التقنية إلا بأسوأ وأبشع صورها، لا يعرفون من الحوار سوى الشتيمة والسب، فجاءت فعالية «جلسات دردشات» المبتكرة في القمة، لتقدم نموذجاً حديثاً وعصرياً لعرض الآراء والأفكار، وأفضل الممارسات والتجارب الناجحة، وفيها التقى أبرز المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي في الوطن العربي والعالم، مباشرة مع الحضور، من خلال جلسات تفاعلية ناقشت…
الإثنين ٠٩ مارس ٢٠١٥
«شخصية الشهر»، منحتها الصحيفة استثناء هذه المرة لفريق عمل، رغم أنها، وفقاً لقانون إنشائها، جائزة تقديرية رمزية «شخصية» تمنح لشخص، رجلاً كان أو امرأة، قدم خلال الشهر عملاً وطنياً أو مجتمعياً أو بطولياً يستحق من خلاله التكريم. لم يسبق أن منحت «الإمارات اليوم» هذه الجائزة، التي تحظى بدعم ورعاية سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، لمؤسسة أو جهة أو فريق عمل، وهذا لا يعني أبداً عدم الإيمان بضرورة العمل الجماعي، لكن تكريم المؤسسات والجهات له جوائز أخرى، وأماكن ومناسبات عدة، في حين فضلنا هنا أن تكون الجائزة لتكريم الأشخاص لشخصهم، وتقدير كل جهد وعمل شخصي قاموا به، وعاد بالنفع على المجتمع أو الدولة، أو أفراد آخرين في المجتمع، فمنهم من أنشأ مؤسسة خيرية بمفرده، ومنهم من أنقذ شخصاً من الموت، ومنهم من حصل على تقدير وتكريم عالمي، ومنهم من حصد ألقاباً دولية، ومنهم من اخترع وابتكر وأبدع. إلا أن هذه المرة كانت استثناء، وهذا الاستثناء كان نزولاً عند رغبة الشخصية الحقيقية الفائزة بالجائزة، وهو معالي الأخ محمد القرقاوي، فقد قرر مجلس تحرير الصحيفة منحه لقب شخصية فبراير، تقديراً له على جهده، ودوره الكبير في نجاح «القمة الحكومية الثالثة»، التي أصبحت أهم حدث محلي تنتظره الإمارات، وتحولت خلال فترة بسيطة إلى فعالية عالمية، تحظى باهتمام ومشاركة فعالة من…
الجمعة ٠٦ مارس ٢٠١٥
في برشلونة، حيث يُقام حالياً المعرض والمؤتمر العالمي للهواتف المحمولة، المعرض الأكبر والأضخم من نوعه، هو ليس مقتصراً على الهواتف الذكية فقط، بل يكشف ويعرض معالم المستقبل، والمستقبل الذي اتضحت ملامحه هناك شيء مذهل لا يكاد يصدقه عقل، فهو أكبر من تخيلات وأحلام البشر. الثورة التكنولوجية القادمة التي ستغير وجه الحياة، وتجعل تفاصيل حياة الناس اليومية أشبه بأفلام الخيال العلمي، هي ثورة ما بعد الهواتف الذكية، وما بعد النسخة الحالية من عالم « الديجتال»، عالم جديد، عالم «الشرائح»، وهذا العالم لن يكون بعيد المنال، فالمتخصصون يتحدثون عن عالم سيبدأ من العام المقبل 2016، ليصل إلى ذروته خلال خمسة أعوام فقط! المرحلة المقبلة هي مرحلة «إنترنت الأشياء» internet of things IOT ، بحيث يصبح كل جهاز متفاعلاً مع البشر عن طريق شريحة إنترنت، يرسل عن طريقها رسائل نصية على هاتف صاحبه المتحرك، فمثلاً فرشاة الأسنان تخبرك عن أماكن لم يصل إليها المعجون لتنظفها، وتخبرك بحاجة كل سن من التنظيف، وعند الانتهاء من استعدادات خروجك من المنزل، تقرأ في المرآة وأنت تمشط شعرك المسارات السالكة في طريق عملك، ومواقع الاختناقات المرورية، وحالة الطقس الخارجي، كما تستطيع معرفة العروض التجارية في المحال الموجودة على خط سيرك، وفي الوقت نفسه ترسل السيارة لك «مسجات» عن نقص الزيت أو البنزين أو الأعطال، والثلاجة ترسل لك…
الإثنين ٠٢ مارس ٢٠١٥
لا يحتاج المرء إلى طويل تفكير وهو يحاول فهم الأسباب التي تدع رجلاً بأهمية وموقع صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يتصرف بمطلق الحرية في زياراته وتحركاته وتواصله المباشر مع الناس، من دون «بروتوكولات»، أو حراس، أو موظفين يحيطون به. ولطالما شاهد سكان دبي، المواطنون منهم والمقيمون، محمد بن راشد وهو يقود مركبته من دون حراسة، أو إجراءات خاصة، مثل إغلاق الطرق، أو التحرك ضمن موكب. وربما شاهده الآلاف وهو يسير من دون حراسة في مركز تجاري، أو موقع سياحي، أو مكان مفتوح، هكذا بكل عفوية وبساطة. كل هذا لم يعد سراً، ولم يعد أمراً غريباً ومستهجناً، بالنسبة لأهل الإمارات الذين يتفردون بعلاقة استثنائية مع حكامهم، طابعها أبوي بحت، والولاء للأب الحاكم أولى مفردات تلك العلاقة وأكثرها عمقاً. لكن تداول صورة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، الخميس الماضي، وهو يتسوّق في محطة للوقود، على نطاق واسع داخل الدولة وخارجها، أثار تساؤلات مختلفة هذه المرة، تساؤلات فرضها إيقاع الأحداث الجسام، التي تشهدها المنطقة العربية، مع بلوغ العنف والتشدّد في بعض دول المنطقة مستويات غير مسبوقة، كان الأمن والاستقرار بكل أشكالهما أول ضحاياهما. ويهمس البعض متسائلاً عن مدى أهمية اتخاذ إجراءات استثنائية مع الأحداث العاصفة في المنطقة، التي تجعل وصول التشدّد…
الخميس ١٢ فبراير ٢٠١٥
هي قمة حقيقية، ليست فقط في موضوعها المتخصص في تطوير الخدمات الحكومية، بل هي قمة في كل شيء، في الإبداع، والتحفيز، والولاء، وحب الوطن، هي قمة الهمم والابتكار، وقمة في القامات التي تحدثت فيها، وقمة في إعطاء الدروس والعبر لكل من أراد السير في طريق المجد والرفعة، وقمة في تذليل الصعوبات ومواجهة التحديات ورسم مستقبل أفضل. القمة الحكومية التي اختتمت أعمالها أمس، ولدت كبيرة قبل ثلاث سنوات، وهي تزداد ضخامة وأهمية وابتكاراً عاماً بعد عام، هي في حد ذاتها قصة نجاح كبيرة، إذ أصبحت في ظرف هذه المدة القصيرة أحد أهم الأحداث والفعاليات التي تستضيفها الدولة، إن لم تكن أهمها على الإطلاق، من جهة المتحدثين والحضور والمبادرات التي تطلقها، واستطاعت القمة هذا العام أن تتحول إلى قمة عالمية بمعنى الكلمة بعد أن حظيت بمشاركة أربعة شركاء رئيسين هم: الأمم المتحدة، والمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، والبنك الدولي، ومنظمة التعاون والتنمية، كما حظيت بمشاركة فاعلة من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وعدد كبير من رؤساء الحكومات والوزراء والمسؤولين العرب والأوروبيين. القمة كانت علامة فارقة هذا العام، فقد أصبحت مصدر تحفيز وإلهام لأبناء وبنات الإمارات، فهم محور اهتمام حكومتهم، وهم محور الاستثمار، ومن أجلهم توضع الخطط والاستراتيجيات، ولأجلهم يعمل ويفكر القادة والحكام وكل المسؤولين، ولهم تقام البرامج وتستحدث المبادرات وتوضع الجوائز،…