سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

قمة الابتكار والازدهار والانتصار..

آراء

هي قمة حقيقية، ليست فقط في موضوعها المتخصص في تطوير الخدمات الحكومية، بل هي قمة في كل شيء، في الإبداع، والتحفيز، والولاء، وحب الوطن، هي قمة الهمم والابتكار، وقمة في القامات التي تحدثت فيها، وقمة في إعطاء الدروس والعبر لكل من أراد السير في طريق المجد والرفعة، وقمة في تذليل الصعوبات ومواجهة التحديات ورسم مستقبل أفضل.

القمة الحكومية التي اختتمت أعمالها أمس، ولدت كبيرة قبل ثلاث سنوات، وهي تزداد ضخامة وأهمية وابتكاراً عاماً بعد عام، هي في حد ذاتها قصة نجاح كبيرة، إذ أصبحت في ظرف هذه المدة القصيرة أحد أهم الأحداث والفعاليات التي تستضيفها الدولة، إن لم تكن أهمها على الإطلاق، من جهة المتحدثين والحضور والمبادرات التي تطلقها، واستطاعت القمة هذا العام أن تتحول إلى قمة عالمية بمعنى الكلمة بعد أن حظيت بمشاركة أربعة شركاء رئيسين هم: الأمم المتحدة، والمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، والبنك الدولي، ومنظمة التعاون والتنمية، كما حظيت بمشاركة فاعلة من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وعدد كبير من رؤساء الحكومات والوزراء والمسؤولين العرب والأوروبيين.

القمة كانت علامة فارقة هذا العام، فقد أصبحت مصدر تحفيز وإلهام لأبناء وبنات الإمارات، فهم محور اهتمام حكومتهم، وهم محور الاستثمار، ومن أجلهم توضع الخطط والاستراتيجيات، ولأجلهم يعمل ويفكر القادة والحكام وكل المسؤولين، ولهم تقام البرامج وتستحدث المبادرات وتوضع الجوائز، كما أن القمة أصبحت منهاج عمل سنوي يسير عليه المسؤولون في الحكومة الاتحادية، هذا المنهاج معاييره واضحة ومتجددة في كل عام، ومواكبة هذه المعايير هي السباق الحقيقي الذي تتنافس فيه الجهات والمؤسسات الحكومية.

في دول العالم، يتحدث الزعماء والقادة والمسؤولون ــ في الغالب ــ عن إنجازاتهم في كل محفل عام، لكن في قمة الإمارات الحكومية الوضع مختلف تماماً، فالقادة هنا يعتبرون كل إنجاز يحققه مواطن من الإمارات صغيراً كان أو كبيراً، موظفاً أو حتى طالب علم، هو إنجاز شخصي لهم، يفتخرون ويفاخرون به، ويتحدثون عنه بحماسة كبيرة.

سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان افتخر بأبناء الإمارات المجندين الصغار، وشكرهم، وافتخر بجهود شخصيات إماراتية كان لها أثر إيجابي في إنشاء جهاز الاستثمار، أحمد خليفة السويدي، ومحمد بن حبروش، ثم شكر وأثنى على رجل أعمال، عبدالله المسعود، وتفاخر بالعاملين والعاملات في مصنع «ستراتا» لتصنيع قطع غيار الطائرات، وكذلك فعل الشيخ سيف بن زايد، ومثله الشيخ عبدالله بن زايد، الذي خصص وقتاً ليس بالقصير لعرض عمل خيري قامت به شابة إماراتية صغيرة، ثم خصص وقتاً آخر لشكر موظفي وزارة الخارجية، ثم جاء الشيخ منصور بن زايد، ليشيد بطبيب مواطن يعمل على جهاز روبوت لقسطرة القلب، ومنحه الفرصة ليتحدث أمام الجمع الغفير عن تجربته، ثم طلب من فتيات خريجات الصعود للمنصة وأشاد بهن، وتحدث بحماسة وإسهاب عن مشروعهن المتخصص في بحوث جينات الأشجار، لمواءمتها صحراء الإمارات، وبكل تأكيد لم يكن أي منهم ينسق مع الآخر في ذلك، لكنه التفرد الإماراتي، والنهج الذي أرساه زايد، رحمه الله، يسيرون كلهم عليه، والشيخ زايد، رحمة الله عليه، كان دائماً ما يفتخر بأبناء وبنات الإمارات، ويروي قصص نجاحهم، ويدعمهم بشكل لا يمكن أن يفكر فيه إنسان.

هذه الأمور، وغيرها كثير، هي التي ميزت العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الإمارات، وجعلتها متفردة، وبهذه الطيبة، وهذا النهج، وهذا الأسلوب الراقي، اكتسب شيوخ الإمارات ولاء أهل الإمارات، ولم يكسبوه يوماً بالقوة وتهديد السلاح، ولهذه الأسباب يعشق أهل الإمارات قادتهم، حباً فيهم لا خوفاً منهم. كل ذلك تترجم في قمة «الابتكار والازدهار والانتصار، والهمم التي لا تعرف الانكسار».

المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-02-12-1.756028