الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣
لا يمكن النظر لمعظم ما يثار من أفكار سياسية واجتماعية في هذا العصر، إلا باعتبارها "وجهة نظر"، وهي العنوان الذي سميت به إحدى أشهر مسرحيات النجم المصري المسيّس جدا "محمد صبحي"، التي تحكي قصة مجموعة من فاقدي البصر، المحتجزين بإرادتهم في دار خيرية للعميان. اللعب بالألفاظ بين اسم ذلك العمل الفني وطبيعة شخوصه، هي رمزية ربما نفهمها اليوم أكثر من ذي قبل، في هذا العالم الذي أصبح للجميع متنفسا للتعبير عن وجهة نظره في وقت تتضح حقيقة عمى البصيرة لدى الكثيرين رغم عيونهم الشاخصة ونظرهم الـ٦على ٦. فكرة وجهة النظر هذه تختلط في كثير من الأحيان في ذهن البعض، فيعتقد أن وجهة نظره حقيقة لا تقبل الجدال، أو أمر مسلم به ومثبت، علما أنها تبقى وفي تركيبتها الأولى مجرد رأي فردي، يؤيده البعض ولا يمكن إثباته بالطرق المحايدة، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمتغيرات الإنسان الحياتية والاجتماعية أو تقلباته الشخصية. في كتاب صغير جدا للكاتب "بول آردن" بعنوان "كيفكما فكرت.. فكر العكس" يتحدث عن أشكال وجهات النظر ويقول: إن ثمة وجهة نظر تقليدية أو رائجة، ووجهة نظر شخصية، وأخرى معمّمة تتشاركها الأغلبية، ورابعة محدودة لا تتشاركها سوى القلة، إلا أنه رغم تنوع تلك الوجهات يرى أن لا وجهة نظر في نهاية المطاف "صائبة". ويعلل في توصيف جدا بسيط، ولكنه يشرح…
الإثنين ٢٥ فبراير ٢٠١٣
أصبح ملاحظا وبشكل كبير عند قراءة السجالات التي تدور بين المتخاصمين السياسيين في الدول التي عاشت ما يعرف بالربيع العربي، أن هناك اتهاما متزايدا بأن جماعة تحاول "أخونة" النظام، في وقت نجد أن البعض الآخر ـ ممن يعيش بيننا ـ يردد دون تردد أكذوبة أن الإعلام يحاول "لبرلة" المجتمع، في وقت يعلم المراقب المحايد أن المجتمعات بصرف النظر عن آليات حكمها تبنى في الأساس من خلال القناعة العامة للأغلبية التي على أساسها تتكون النظم الإدارية التي تضع التشريعات والقوانين. عندما يفوز الإخوان المسلمون في مصر بالأغلبية وبالرئاسة، فهذا ـ في ظل مجتمع ـ يعني أن الأغلبية ترى بأن قناعات هذه الجماعة تتماشى مع رغباتهم وطموحاتهم لمجتمعهم، وهو تماما الاتهام الذي كان سيطال لو كانت الأغلبية في يد اللبراليين مثلا أو السلفيين أو حتى القوميين. يقال بأن المنتصر هو دائما من يكتب التاريخ، وأقول إن المنتصر ـ في مجتمع مازال جديدا على فكرة تقبل الاختلاف ـ هو أيضا لا بد أن يمر بمرحلة مخاض فهم حقيقة اللعبة السياسية والتعايش معها وبلورتها، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وفي المقابل، لا أعلم لماذا يرى البعض دعوات الإصلاح والتمدن والانتقال بمجتمعنا للقرن الواحد والعشرين على أنها دعوة لـ"لبرلة" المجتمع، واعتبار ذلك خروجا على الأسس التي بني عليها المجتمع، وهي نظرة…
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣
لن أتحدث هنا عن أسباب وخلفيات، وما يجب أن يتم نتيجة الفضيحة المدوية التي انفجرت مؤخرا وعرفت باسم ضحيتها البريئة (رهام)، التي نقل لها دم ملوث بفيروس الإيدز، ولن أتحدث عن التهالك الذي أصاب جسد وزارة الصحة وخدماتها المختلفة، كما أني لن أتحدث عن الوزير باعتباره طبيبا لا يشق له غبار، شهد له القاصي والداني بأنه من أفضل أطباء العالم في فصل التوائم السياميين. إلا أنني سأتحدث هنا ـ وبحكم التخصص ـ عن الفشل الذريع في تعاطي الوزارة مع "الفضيحة" إعلاميا وجماهيريا، فمستوى التهكم الذي وصل له الشارع السعودي في تعاطيه مع ردة فعل الوزير، عندما زار الطفلة المسكينة، وأهدى لها جهاز "آيباد" لهو الدليل القاطع على أن الوزير يتعامل مع الموضوع باعتباره طبيبا عطوفا وأبا ـ كما وصف نفسه تبريرا على تقديمه للهدية ـ لا باعتباره مسؤولا حكوميا يشغل منصبا حساسا في وزارة تتصل بالناس كبيرهم وصغيرهم، وأن من أهم واجباته في مثل هذه الظروف هو تبيان الحقائق للجمهور بشفافية. لقد فشلت وزارة الصحة فشلا واضحا في إدارتها للأزمة إعلاميا، وبالتالي فشلت في السيطرة على الموقف جماهيريا، مما أدى إلى تحول المأساة الإنسانية لطفلة بريئة إلى أقرب ما يكون بكوميديا سوداء، بطلتها وزارة فضلت تصدير البيانات الصحفية دون الاكتراث كثيرا بطبيعة محتوى تلك البيانات وتأثيرها على المتلقي. وعلى النقيض…
الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٣
طالما كانت ثنائية السبق والحقيقة سمتين أساسيتين لما يمكن تسميته بالإعلام الناجح، على الرغم من أن النجاح هنا قد استبدل ـ للأسف ـ من لدى الكثيرين بالجماهيرية التي ـ غالبا ـ ما تغلب الثنائية وتحل مكانها لأسباب تسويقية بحتة. الجماهيرية بحد ذاتها تنجذب أساسا نحو السبق أكثر من انجذابها نحو الحقيقة، وهذه حقيقة كشفتها لنا الآلية التي تتحرك وتتفاعل فيها منصات التواصل أو قل الإعلام الاجتماعي، والذي يسعى مرتادوه إلى التغريد أو الكتابة قبل الغير حول حدث ما، دون التحقق إن كان ذلك الخبر صحيحا أو هو مجرد كذبة أو إشاعة تم تسريبها بذكاء. كم من إشاعة تداولها المتابعون ثم قاموا بالترويج لها من منطلق رغبتهم في أن ينقل عنهم، وبالتالي تحويلهم إلى مصادر يمكن الركون إليها واعتبارها مراجع ومصادر يمكن الاعتماد عليها من لدى الجمهور العريض غير المهتم أساسا بالدقة و الحقيقة. المحزن أن بعض الوسائل الإعلامية الإلكترونية والورقية، على حد سواء، انجرت إلى الإخلال بهذه الثنائية في سعيها لكسب أكبر قاعدة جماهيرية، وبالتالي تسويقية ممكنة، في وقت يبقى الإعلام الرصين في رأي العقلاء معروفا بالتزامه الحقيقة وإن تأخر خروجها. نتذكر السبق الصحفي الذي فجرته مجلة التايم عندما كشفت للعالم الفضائح التي كانت ترتكب في سجن (أبو غريب) العراقي ووصمت للأبد التواجد الأميركي في العراق وكشفت الحقيقة القبيحة للنظام…
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣
يقال "بثر" وهي من "البثور" وتعني في الاصطلاح الكيس الدهني الصغير الذي يظهر في الوجه، و يقال "بثر في اللهجة الشعبية السعودية" وتعني كما عرفها "ابن الأوراس" في موقع إجابات جوجل بأنه: "الشخص الي يغثك وينشب لك وتلقاه بكل مكان، ويصير ثرثار ما يسكت أبد، وإذا ركب معك ما ينزل إلا إذا جاه النوم". هذا الكلمة التي غالبا ما تستخدم كثيرا بين السعوديين أصبحت اليوم سمة واضحة على الكثير من مرتادي الفضاء الإلكتروني، ممن لا يفهمون بأن الحديث (الكيبوردي) هو انعكاس حقيقي لشخصياتهم القلقة، وأن الاختباء خلف الأسماء المستعارة والصور الوهمية لن يغير شيئا من حقيقتهم. ليس لدي حرج هنا أن أخاطب هؤلاء المساكين رغم أني أتجاهلهم دائما على صفحتي في "تويتر" وسأستمر، فأحدهم يأتي "مدرعما" يتهمني بأبشع الأوصاف، والآخر يطلب مني رأيا فيتذاكى محاولا إيقاعي في شر كلامي، وثالث يحاول فقط التحرش اللفظي بي علني أنساق لحوار سفسطائي ممل. سأقول لهم في رسالتي هذا رأيي بهم وموقفي منهم، لا لشيء إلا لكوني أرى أن الوقت قد حان لأعطيهم بعض الـ"وجه" وأرد على "بثارتهم" بأكثر من١٤٠حرفا، فلعل في ذلك فرحة لنفوسهم المسكينة وعقولهم المتشنجة. تأكد أيها "البثر" أنك في سلم الذكاء لم ترتق ولو درجة، وكلماتك مهما نمقتها فلا تحمل معنى لأن الفكر الذي تنطلق منه فارغ، ومحاولاتك الدائمة للتجاوز…
الخميس ٣١ يناير ٢٠١٣
هناك من يقول إن ما عاشته تبوك خلال الأسبوع الماضي نتيجة الأمطار الغزيرة ليس إلا نتيجة حتمية لمنطقة تتبع دولة تعرفها كتب الجغرافية بالصحراوية، والصحراء بطبيعتها لا تعرف بالأمطار الغزيرة والفيضانات المائية، بينما آخرون سيقولون إن تبوك التي اعتادت على استقبال الثلوج في فصل الشتاء هي منطقة جغرافية معرضة لمخاطر الطبيعة وتقلبات الأجواء. سيحمّل الآخرون مسؤولية ما حدث للجهات الرسمية، ويعتبرون ذلك تقصيرا وفسادا إداريا، بينما سيقول آخرون إن "كاترينا" و"ساندي" أغرقا أميركا وأخرجا للعيان فسادا مستشريا في نظام إداري انتهازي لا يهتم بالبشر. عندما حدثت كارثة جدة الأولى توقعنا أنها لن تتكرر، حيث سيتم وضع الحلول الجذرية للوقاية من تكرار تلك الفاجعة الإنسانية، وعندما حدثت للمرة الثانية تم التعامل مع الأمر وكأنه الاختبار الأول، وكأنه أمر جديد يجب بعده أن تتحرك المواقف وتتخذ الإجراءات الاحترازية.. وفي تبوك يحدث ذلك اليوم للمرة الثالثة على مستوى الوطن وفي غضون أربع سنوات فقط، إلا أننا ـ ورغم ذلك ـ ما زلنا نردد ذات المواقف ونؤكد أن الفساد وضياع المال العام وسوء التخطيط والإدارة الهزيلة والاتكالية هي الأسباب التي أدت لتكرار هذه الكوارث عاما بعد عام. لدينا عدة مشاكل في طريقة تناولنا لأزماتنا، الأولى في تقديري تكمن في التهاون بالمحاسبة الصارمة لتلك الحالات التي أخفق فيها المسؤول عن أداء عمله.. والثانية تتركز في…
الإثنين ٢٨ يناير ٢٠١٣
لا بد أن أعترف بأني واجهت صعوبة في تحديد موقف شخصي واضح وأنا أشاهد حلقة الجمعة الماضية من برنامج "لقاء الجمعة" الذي يقدمه الزميل عبدالله المديفر على قناة روتانا خليجية، واستضاف فيه كلا من الفنان "المعتزل" فضل شاكر، والقيادي الإسلامي اللبناني المعروف الشيخ أحمد الأسير. صعوبة تحديد الموقف لم تكن نتيجة لما رأيت أو سمعت من الشيخ "الأسير"، بل من فضل شاكر "التائب" والمعتزل عن الفن، والذي ألهم المتذوقين للفن الرفيع لسنوات طوال وكان دائما فنانا منضبطا ومبدعا، منذ أن كانت انطلاقته الأولى في الـ"دويتو" الشهير الذي جمعه مع الفنانة الكويتية نوال في أغنيتهما الكلاسيكية (أحاول). بطبيعة الحال لست هنا لأتحدث عن موقفي من توبته، فهذا أمر بينه وبين الله عز وجل، ولا شك أن كل مسلم مؤمن يسعى دائما أن يرزقه الله التوبة الصالحة وأن يمهد له الطريق الصحيح لخدمة دينه، إلا أنني أتحفظ قليلا على موقفه الذي يعتبر فيه العمل في الفن حراما بالمطلق، كما حاول تأطيره وربطه بتوبته، وهو تحفظ ربما يؤيده ما عرج عليه بشكل مقتضب الشيخ "الأسير" في ذلك اللقاء تعليقا وردا على سؤال الزميل المديفر حول الموضوع. الموقف الذي أتحدث عنه هنا هو موقفي من "فضل شاكر" كضيف تلفزيوني يظهر للمشاهدين، فلم أكن لأفهم كيف عليّ النظر إليه والتعامل مع مواقفه الجديدة، فهل أنا…
الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٣
عرفت الشعوب منذ فجر التاريخ بمواصفات تتميز بها عن غيرها، بعضها إيجابي وبعضها الآخر سلبي، فهناك من يصف البريطانيين مثلا بأنهم لا يتمتعون بروح الفكاهة، والفرنسيون بأنهم شعب غير محب للأجانب، كما عرف اليابانيون بأنهم شعب عملي، والهنود بأنهم شعب مكافح. في عالمنا العربي عملنا على نفي توصيف الغرب لنا بأننا إما إرهابيون أو عنيفون أو مجرد شعوب بدائية غير متحضرة، واصفين ذلك بأنه مبني على نظرتهم المقولبة stereotype، وعملنا بالمقابل على إطلاق الأوصاف المفخمة والإيجابية على أنفسنا لدرجة تصورنا معها أننا أقوى شعوب الأرض وأنجحها وأكثرها تميزا. هذه النظرة للذات تأتي امتدادا لطبيعتنا المتأصلة بأهمية إعطاء الألقاب والمسميات التي تعبر عن الهوية أو تصف تميز الإنسان، مثل القول في وصف أحدهم بالشيخ الأستاذ الدكتور فلان، أو تزيين الآخر بلقب أمير الشعراء مثلا، أو النسور أو الأسود لذلك الفريق أو ذاك، معتمدين في ذلك على مخيلتنا الشاعرية، وحبنا للكلمة التي تزخر بتلك الشاعرية، والتمجيد وفاء لما عرف به أجدادنا من التفاخر والاعتزاز بالأنا. في العصر الحديث، تغيرت الأسس التي من خلالها توصف الشعوب، فأصبحت هناك دراسات وآليات قياس للأداء، تعمل على رسم الصورة الحقيقية لواقع الشعوب، ومدى تميزهم وفشلهم في مناحي الحياة المختلفة، فتجد الكثيرين منا يمجد الدراسة التي تصفهم بالتميز، وتهاجم الدراسة التي تصفهم بالتأخر، وفي كلا الحالتين تبقى…
الإثنين ٢١ يناير ٢٠١٣
كنا في الماضي عندما يهزم منتخبنا الوطني أو تخسر أي من فرقنا المحلية المشاركة في البطولات الإقليمية أو القارية نحمِّل إخفاقنا لسوء التحكيم، أو لرداءة أرضية الملعب، أو للحظ وازدحام جدول المباريات، أو للإرهاق الذي أصاب اللاعبين، فلم نكن أبدا نعترف بأن تلك الخسارة كانت نتيجة لكوننا لم نقدم ما يشفع لنا بالفوز، أو لأننا لم نكن أفضل من الخصم أو لأننا بكل بساطة لم نستحق الفوز. ماحدث في أعقاب هزيمة العراق من شقيقه الإماراتي في نهائي كأس الخليج في البحرين وما تفوه به معلق القناة الرياضية العراقية في حق السعودية والحكم السعودي "خليل جلال" قد تجاوز كل الحدود الأخلاقية والرياضية والإنسانية وقبل كل ذلك الدينية، وضرب بعرض الحائط الأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين اللذين يرتبطان بروابط قوية من لغة ودين مشترك. لن تضر بعون الله المواطن السعودي (خليل جلال) وقبيلتك الكريمة (غامد) وشعبك الأبي (السعودية) عبارات الحقد والكره التي خرجت من فاه بل عقل ذلك المعلق الذي حسب نفسه إعلاميا حين قال "أجرم الغامدي.. اللهم لا توفق الغامدي ولا كل من ينتمي لهم الغامدي، اللهم لا توفق كل من ساهم في الخسارة"، فخليل المواطن أكرم هو ومن يتبع لهم من كل الأوصاف التي ارتعش بها مقهورا ذلك المعلق، الذي لم يفهم أبدا أن الإعلام هي مهنة نقل الحقيقة المتجردة…
الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٢
لا أستغرب أن تتحول وسائل الإعلام المصرية إلى وسائل لبث الأفكار والمواقف السياسية لتلك الجماعة أو ذلك التيار، فذلك وإن كان من الناحية المهنية يعد خروجا عن الموضوعية أو الحياد الذي يجب أن يتحلى به الإعلام، إلا أنه يعد أمرا- في ظل الواقع الإعلامي الحالي- مقبولا نوعا ما، وإن كنت أتحفظ عن وصفه بالإعلام المهني. في الصحف الحزبية هذا أمر مقبول، فهي ممولة ومخصصة للدفاع عن رأي القائمين على تلك الأحزاب ونظرتهم لأحوال البلاد والعباد، في حين أن وسائل الإعلام التلفزيونية المصرية اليوم، وإن كانت تدعي الاستقلال من حيث الرؤية والرسالة، إلا أنها في حقيقة الأمر تعمل بشكل عام عمل الصحف الحزبية، وإن كانت لا تحمل صفة أو تبعية مؤسساتية لتلك الجماعة أو ذلك التيار. الشيء الذي أجده مستغربا أن نشهد في ظل الحراك المصري المحتدم تخندقا واضحا لأهم قناتين تلفزيونيتين عربيتين، وأقصد بذلك قناتي "الجزيرة" و"العربية" اللتين أصبحتا تتنافسان في جميع القضايا والمواقف والأسواق، لدرجة أنك قد تتصور أن وجود إحداهما هو بهدف منافسة الأخرى في كل شيء. لا شك أن المتابع سيصل لقناعة راسخة بأن المواقف بين الطرفين حتى في الأزمات التي فيها شبه اتفاق يتم فيها تبني المواقف، بحيث تكون إحداهما مع اليمين والأخرى مع اليسار، وهو مشهد لا شك أنه إيجابي للمشاهد الذي بإمكانه أن يتلقى…
الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٢
اعتدنا كـ كتاب وصحفيين على الخوض في تحليل المستجدات التي تعيشها الدول والقلاقل التي تهز الأنظمة، والاكتشافات التي تفخر بها الشعوب، وذلك لنكسب الأسبقية التي هي الركيزة الأهم لتميز الإعلامي أو الكاتب. لن أحاول هنا أن أحقق الأسبقية، ولكني سأحاول أن ألخص لكم أحبتي مستجدات وقلاقل واكتشافات دولة ذات مواطنين، ويحكمها نظام يبدو أنه لم يعد على وفاق مع تاريخه، دولة عرفناها بـ"جمهورية الفيسبوك" مفجرة الثورات وحاسمة الانتخابات. لا أعتقد أن هناك الكثيرين ممن سيعارض القول بأن الدور الذي لعبته هذه الجمهورية في إحداث التغيير على المستوى الأممي كان كبيرا، وفي ذات الوقت لا أعتقد أن المتابع المحايد سيختلف معي عندما أقول بأن هذا التكوين البشري والتقني أصبح يتجه شيئا فشيئا نحو الهاوية. فرغم الإعلان مؤخرا عن أن "فيسبوك" تعمل بالتعاون مع شركة "إتش تي سي" التايوانية، على تطوير أول هاتف ذكي يحمل علامتها التجارية بحيث سيتم إطلاقه منتصف 2013 أي بعد أقل من عام، ورغم إعلانها كذلك عن إطلاق موقع جديد يحمل اسم "قصص فيسبوك" Facebook Stories تقوم فكرته على السماح للمستخدمين بإرسال قصصهم الواقعية التي حصلت معهم والتي يعتقدون بأنها مثيرة للاهتمام؛ إلا أن الموقع ما زال يخسر مشتركيه من جهة، ومن جهة أخرى تتكشف حقيقة الأرقام الفلكية التي كانت تعلن، حيث كشفت الشركة ذاتها أن الأرقام التي…