الإثنين ٠٣ فبراير ٢٠٢٥
«الحرب للسلام» هي فكرة تاريخية وفلسفية معقدة، تتحدث عن العلاقة الجدلية حول الحرب كأداة لتحقيق السلام، والتي تمتد جذورها في سياقات متعددة عبر التاريخ. لطالما كانت الحرب وسيلة لدى بعض القادة والمفكرين لتحقيق رؤى معينة للسلام، سواء كان ذلك من خلال فرض النظام أو إعادة ترتيب القوى في العالم. ومع ذلك، يظل السؤال الأساسي قائماً: هل الحرب ضرورة لتحقيق السلام أم أن هناك بدائل أفضل وأكثر ديمومة؟! منذ القدم، اعتبر بعض القادة أن الحرب هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاستقرار. على سبيل المثال، كان يُعتقد أن الإمبراطوريات العظيمة - مثل الإمبراطورية الرومانية - قامت بنشر السلام داخل حدودها الواسعة من خلال الغزو والقوة العسكرية. هذا النوع من «السلام» المعروف باسم «باكس رومانا» لم يكن نتيجة للمفاوضات أو التفاهم، بل لفرض القوة والسيطرة على الشعوب. في العصر الحديث، يعتبر أدولف هتلر أحد الأمثلة على من آمنوا بأن الحرب هي الطريق لتحقيق نظام عالمي جديد. في كتابه «كفاحي» أعرب عن قناعته بأن إعادة تشكيل أوروبا والعالم تستلزم القضاء على الأعراق والدول التي اعتبرها تهديداً من وجهة نظره، كانت الحرب وسيلة لتحقيق «السلام» الذي ستحكمه ألمانيا النازية. ومع ذلك، هذا «السلام» كان مبنياً على الدمار والظلم، وهو ما أثبتت الحرب العالمية الثانية مدى فظاعته وعدم استدامته. من الناحية الفلسفية، ناقش العديد من الفلاسفة والمفكرين…
الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٥
في اليوم الدولي للتعليم، تعود كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتذكرنا بأن التعليم ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل هو قوة تُشكّل ملامح المستقبل. في الإمارات، حيث يلتقي الطموح بالابتكار، تتجسد هذه الرؤية في حلم يجعل التعليم ركيزة أساسية للارتقاء بالفرد والمجتمع، مع الحفاظ على القيم الوطنية الأصيلة التي تُشكل هوية هذا الوطن. تصوّر طفلة صغيرة في إحدى مدارس الإمارات النائية، تقف أمام جهاز لوحي موصول بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تشرح الدروس بناءً على مستواها الشخصي. تخيّل أن هذه الطفلة، التي ربما كانت ستواجه صعوبات تعليمية بسبب نقص الكوادر، أصبحت الآن قادرة على التعلم بكفاءة طفل يدرس في مدرسة خاصة في مدينة كبرى. هذه ليست مجرد صورة خيالية، بل رؤية يمكن تحقيقها عبر استثمار حقيقي في التعليم الشخصي الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، واستمرار تعزيز الكوادر المؤهلة القادرة على دمج التكنولوجيا في التعليم، وهذا ما تعمل عليه الجهات المعنية لتبقى الإمارات نموذجاً يحتذى في التعليم الحديث، وتأهيل كوادر وطنية قادرة على استقراء وصناعة المستقبل بالتعليم المستدام. من هنا، تظهر أهمية التعليم الذي يدعو إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التعليم الذي يمزج بين الابتكار والقيم الإنسانية. يمكن للمدارس في الإمارات أن تصبح نموذجاً عالمياً عبر اعتماد مبادرات مثل «المدارس الخضراء»،…
الإثنين ١٣ يناير ٢٠٢٥
في عالمنا المعاصر نجد أنفسنا محاطين بتنوع مذهل في الثقافات والمعتقدات والأعراق، وهو ما يعكس جمال التنوع الإنساني وغناه، هذا التنوع ليس مجرد حقيقة نعيشها، بل هو فرصة لا مثيل لها للنمو الشخصي والجماعي. إن قبول الآخر واحترام اختلافاته يشكلان حجر الزاوية لبناء مجتمعات متسامحة ومستدامة. التعددية الثقافية تعزز من فهمنا للعالم وتعطينا رؤية أوسع وأعمق للحياة، فعندما نتفاعل مع ثقافات جديدة ومعتقدات مختلفة، نصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات بشكل إيجابي وبنظرة متكاملة. هذا التعرف إلى الآخر يساعد في تجاوز الأحكام المسبقة، ويعزز من الروابط الإنسانية بين الناس. ورغم أن التنوع قد يكون مصدراً للتحديات في بعض الأحيان، فإنه يُعدّ أيضاً مصدراً للقوة والإبداع. التفاعل مع الآخر المختلف يثري تجاربنا ويعلّمنا مهارات تواصل فاعلة. قبول الآخر لا يقتصر على التسامح فقط، بل يتعدّى ذلك ليشمل الاحتفاء بالتنوع والاعتراف بقيمته الفريدة. في هذا الإطار، يصبح تعزيز قيم التعايش السلمي والتفاهم المتبادل أمراً ضرورياً. من المهم نشر ثقافة قبول الآخر في المؤسسات التعليمية وأماكن العمل والمجتمعات المحلية، ويجب أن ندرك أن التنوع ليس عائقاً، بل فرصة حقيقية للتقدم والازدهار. ختاماً، يمكن القول إن التعددية الثقافية والمعتقدية هي جزء لا يتجزأ من نسيج حياتنا اليومية، وتتطلب منا بذل جهد مستمر لفهم الآخر وقبوله كما هو، عندما نتبنى هذه القيم نسهم في بناء…
الإثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤
تتردد في المجتمعات فكرة مفادها أن الفقر سببه جشع الأثرياء واستغلالهم للموارد على حساب الفقراء، لكن هذه النظرة تختزل العلاقات الاقتصادية المعقّدة في مسألة أحادية، تتجاهل العديد من العوامل الأخرى. الواقع أن النجاح والفشل، سواء في تحقيق الثراء أو البقاء في دائرة الفقر، يرتبطان بشكل كبير بقدرات الأفراد، ومدى اجتهادهم واستعدادهم لتحمل المخاطر، وليس بالجشع وحده. من اللافت أن بعض الفقراء يحاولون تقليد حياة الأثرياء دون أن يملكوا مهارات أو معرفة كافية. هؤلاء يدخلون في مشروعات غير مدروسة أو ينفقون أموالهم على ممارسات لا تعود عليهم بالنفع، ثم يلقون باللوم على الظروف، أو يتهمون الأثرياء بالجشع. والحقيقة أن النجاح لا يتحقق بمحاكاة الأغنياء فقط، بل من خلال التخطيط السليم والعمل الجاد، واستغلال الفرص بشكل صحيح. كما أن التجارة والأعمال تتطلب استعداداً لمواجهة المخاطر، وهي مغامرات قد لا تناسب كل شخص، خصوصاً من لا يملك القدرة على إدارة التحديات المالية. وفي المقابل، ليس من العدل افتراض أن الأثرياء جشعون أو يسعون إلى استغلال الفقراء. كثير من أصحاب الثروات بنوا نجاحهم من خلال الابتكار والإبداع والعمل الجاد. هؤلاء أسهموا في خلق فرص عمل وتحسين أوضاع الكثيرين، وليس عن طريق إفقار الآخرين، بل نجد أن بعض الأثرياء يهتمون بالمشاركة في الأنشطة الخيرية، ويعملون على دعم المجتمعات بطرق مشروعة، لذلك لا يمكن التعميم بأن…
الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤
كثيراً ما تسرق انتباهك عروض وكالات السيارات، خاصةً الفارهة منها، بإعلانات تبدو جذابة ومغرية. تعدك هذه الإعلانات بالصيانة والخدمة المجانية لمدة تراوح بين ثلاث وخمس سنوات، أو لعددٍ معين من الكيلومترات. يبدو الأمر رائعاً في البداية، ولكن خلف تلك العروض البراقة، قد تختبئ تفاصيل تجعلك تشعر كأنك وقعت في فخ لا مفر منه. تبدأ الرحلة مع الوكالة بوعود كبيرة، ولكن سرعان ما تبدأ الأعطال بالظهور، وتبدأ معها سلسلة لا تنتهي من الإجابات: «عادي»، «هذا طبيعي»، «لا تقلق، مجرد خلل بسيط». وبعد كل تلك المرات التي يُقال لك فيها «عادي»، تدرك أن الأمور ليست عادية على الإطلاق، بل تنتظر انتهاء فترة الضمان، لتجد نفسك في مواجهة فواتير ضخمة لتصليح ما كان يُفترض أن يكون «عادياً». المستهلك غالباً ما يكون ضحية لعدم قراءة العقد بالكامل، فبينما يُظهر الإعلان أنك ستحصل على «خدمة وصيانة»، تكشف العقود الموقعة أنه ما كان يُقصد بالخدمة يختلف تماماً عن الصيانة المطلوبة. تُفاجئك الشركة بإعلانها أنه كان يجب عليك قراءة العقد، وأنك ببساطة «لم تفهم ما كنت توقع عليه». وهنا يبدأ المستهلك بالشعور بالندم على اللحظة التي لم يقرأ فيها كل سطر في العقد. لكن هذا لا يعني أن المستهلك بلا حماية. القوانين المتعلقة بحماية المستهلك موجودة، وتتيح لك الدفاع عن حقوقك إذا ما تم خداعك. النصيحة هنا…
الإثنين ١١ نوفمبر ٢٠٢٤
في مشهد مثير للدهشة، وقفت فتاة أمام متجر فاخر تبكي وتترجى أحد البائعين للحصول على حقيبة يتجاوز سعرها 6000 يورو، هذه القصة ليست استثنائية، بل أصبحت مشاهد الانتظار الطويل أمام محال «الماركات» العالمية أمراً مألوفاً، الغريب أن هؤلاء الأشخاص يقفون لساعات وكأنهم في طابور للحصول على إعانة اجتماعية أو غذاء من صندوق المساعدات الإنسانية، مع أن الفارق هنا هو أنهم يدفعون مبالغ طائلة للحصول على منتجات لا تعدو كونها رمزية. ما يثير التساؤل هو كيف أن هذه «الماركات» التي من المفترض أن تكون متاحة لمن يقدّرون الجودة والتميز، قد تحولت إلى رمز للتباهي والمظاهر السطحية. وعلى الرغم من شهرتها وأرباحها الهائلة، فإن هذه «الماركات» تتعمد عدم توظيف عدد كافٍ من الموظفين لخدمة عملائها، ما يؤدي إلى مشاهد الانتظار والتكدس، هذه الاستراتيجية تعكس تجاهلاً لمعايير خدمة العملاء الأساسية، حيث تعتمد على خلق الندرة والإثارة لجذب المشترين بدلاً من تقديم خدمة مميزة. المفارقة هنا تكمن في أن المحال الرياضية المشهورة التي تُقدّر قيمة عملائها، وتسعى إلى توظيف عدد كافٍ من الموظفين لتلبية احتياجاتهم، تقدّم خدمة أفضل بكثير، مقارنة ببعض «الماركات» الفاخرة التي تركز على إثارة شعور المشتري بالحاجة إلى المنتج، وهذا النوع من التسويق يستند إلى الاستفزاز العاطفي والنفسي، حيث يتم التعامل مع العملاء باستخفاف واستعلاء، لدفعهم للشراء بدافع التحدي أو إثبات…
الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤
تعد العقود العقارية أساساً مهماً لضمان حقوق المستثمرين وتشجيعهم على الشراء والاستثمار بثقة. ويلعب استقرار العقود دوراً جوهرياً في تحقيق هذا الهدف، حيث يجب أن تكون بنود العقود عادلة وواضحة لضمان حماية حقوق الطرفين: المستثمر والمطور. ومع تزايد الإقبال على سوق العقارات في الإمارات عموماً ودبي خصوصاً، برزت بعض الممارسات التي تثير القلق، أبرزها بنود تمديد فترات التسليم التي تُستخدم في كثير من الأحيان لتبرير تأخيرات غير مبررة. إحدى هذه الممارسات الشائعة هي منح المطور الحق في تمديد فترة التسليم لمدة تصل إلى 12 شهراً، دون أي تعويض للمشتري. وعلى الرغم من أن هذا الشرط أصبح متداولاً في بعض العقود، فإن قبوله بشكل واسع أسهم في تشجيع بعض المطورين على التمادي بوضع بنود تمديد تصل إلى 24 شهراً، ما يزيد من عدم التوازن في العلاقة التعاقدية. هذا النوع من البنود يعتمد في كثير من الأحيان على تبرير التأخير بوجود «ظروف قاهرة»، وهو مصطلح منصوص عليه في القانون، ما يجعل تضمينه في العقد غير ضروري. ومع ذلك، إذا تم النص عليه، فلا مانع من ذلك، شريطة ألا يُستغل هذا النص لتبرير أي تأخير عادي. المشكلة الحقيقية تكمن في استغلال بنود التمديد لتبرير تأخيرات لا ترتبط بأي ظروف قاهرة، بل هي نتيجة لسوء التخطيط أو إدارة المشروع من قبل المطور. مثل هذه…
الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤
في ميدان السياسة، حيث تتشابك المصالح وتتداخل الأفكار، يظهر القادة العظام من خلال قدرتهم على تحويل التحديات إلى فرص، وتحقيق التوازن بين الاستراتيجية والمرونة، وهذا ما يمكن أن نراه جلياً في نهج دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إذ إن سلاسة السياسة ليست مجرد قدرة على التعامل مع الظروف المتغيرة، بل هي فن يجمع بين الحكمة والمرونة والرؤية المستقبلية للتنمية والاستقرار والازدهار؛ فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يجسد هذه الفكرة من خلال قيادته الحكيمة في تعزيز الاستقرار والنمو وترسيخ نجاحات الإمارات في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة، وهو نهج يعكس حكمة القيادة التي تتسم بالتوازن بين الحزم والمرونة، والحكمة في تحقيق التنمية المستدامة، ما جعل الإمارات نموذجاً فريداً إقليمياً وعالمياً في المجالات الإنسانية والتنموية وصناعة المستقبل. ولا شك في أن سياسة السلاسة التي يتبناها سموه ليست وليدة المصادفة، بل هي نتاج رؤية استراتيجية بعيدة المدى، فقد عمل سموه على تعزيز مكانة الإمارات على الساحة العالمية من خلال اتخاذ قرارات مدروسة، تجمع بين الطموح والواقعية. هذا النهج الاستباقي يظهر جلياً في المبادرات التنموية والمشاريع الكبرى التي تم إطلاقها في مختلف المجالات، ما جعل من الإمارات مركزاً عالمياً للتجارة والسياحة والابتكار. وعلى الصعيد الداخلي، تظهر سلاسة السياسة…
الإثنين ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٤
في التغريدة التي نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يوم الجمعة الماضي، نجد تأملات عميقة حول مفهوم الاستدامة والتجدد، سواء على مستوى الدول أو الأفراد، إذ يشير سموه إلى أن استمرارية الدول وتطورها يعتمد بشكل رئيس على الاستثمار في الأجيال الشابة، مع التركيز على تمكينهم وبناء قدراتهم. هذه الرؤية تُظهر اهتماماً كبيراً بمستقبل الدول من خلال تربية جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل والتكيف مع المتغيرات، حيث الاستثمار في الشباب لا يحافظ على الاستقرار فقط، بل يضمن تقدم المجتمع واستدامته على المدى الطويل أيضاً. ويربط صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بين هذا المفهوم على مستوى الدول وبين حياة الإنسان الشخصية. ففي سياق حديث سموه عن التقدم في العمر، يشير إلى أن الإنسان غالباً ما يبحث عمَّن يشاركه المرحلة العمرية، لكنه يشدّد على أهمية الحفاظ على روح الطفولة، لأن سرّ السعادة والرضا يكمن في إبقاء هذه الروح حية داخلنا. بهذا، يلفت سموه الانتباه إلى الجانب النفسي والعاطفي في حياة الإنسان، مؤكداً أن السعي للحفاظ على نضارة الروح والقدرة على الاستمتاع بالحياة هما مفتاح التوازن النفسي، هذا التوازن هو ما يسهم في بناء حياة مملوءة بالإنجازات والفرح والرضا. ختاماً، يحمل حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن…
الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠٢٤
يمثل يوم المرأة الإماراتية مناسبة وطنية كبيرة ومهمة تحتفي بها الدولة تقديراً لما قدمته المرأة من إسهامات بارزة في مختلف المجالات. ويأتي هذا الاحتفال تأكيداً على دعم القيادة الرشيدة لدورها المهني والأسري على حد سواء. وإن تخصيص يوم للاحتفاء بالمرأة الإماراتية يعكس مدى الإيمان العميق بأهمية تمكينها ومساندتها في مسيرة التنمية الشاملة، وتحقيق مزيد من النجاحات والإنجازات. في مجال القانون، أثبتت المرأة الإماراتية جدارتها في تولي مناصب قضائية رفيعة مثل القاضي ووكيل النيابة. وأظهرت كفاءة عالية في معالجة قضايا حساسة وإصدار أحكام عادلة، مؤكدة بذلك قدرتها على تحقيق إنجازات في هذا المجال المهم جنباً إلى جنب مع الرجل. أما في مجال المحاماة، فقد برزت كمحامية محترفة ومدافعة قوية عن حقوق الموكلين، وأثبتت مساهمتها في تعزيز سيادة القانون وترسيخ العدالة في المجتمع. ويعكس دورها ككاتب عدل وموثقة للعقود القانونية، دقة واحترافية عالية، ما ساعد في بناء ثقة المجتمع بالمؤسسات القانونية. ومع تسلمها لمهام المأذونة الشرعية، تسهم المرأة في تعزيز القيم الدينية والاجتماعية، مؤكدة التزامها بدورها في الحفاظ على نسيج الأسرة والمجتمع. وتحظى المرأة الإماراتية بدعم كبير ومستمر من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على الصعد كافة، انطلاقاً من أسس ترتكز على المساواة وتكافؤ الفرص، ما عزّز تمكينها وانطلاقها إلى آفاق النجاح والتميز. وقد لعبت برامج التدريب والتأهيل المتخصصة دوراً محورياً في صقل…
الإثنين ١٩ أغسطس ٢٠٢٤
سأروي لكم قصة حدثت مع «مُسَاعِدتنا المنزلية» وكادت أن تكون فيها ضحية عملية نصب واحتيال، لولا تدخلنا في الوقت المناسب، فقد تواصل معها أحد الأشخاص وادعى أنه من جنسيتها نفسها، وبعد مُدّة قصيرة من المحادثات، ادعى أنه يُريد الزواج بها رسمياً، وأنه ثري وسَيُرسل لها طَقمين من الذهب، مع 50 ألف دولار أميركي، وعقدا الاتفاق على ذلك. وبعد مرور أيام عدة على هذا الاتفاق، أرسلت لها شركة شحن - وهمية طبعاً - رسالة نصية عبر تطبيق «واتس أب» وطلبت منها عنوانها الذي تسكن فيه، فأعطتها عنوان منزلنا، وبعدها طلبت الشركة منها مبلغ 500 دولار، لكي تُرسل لها الشحنة «المزعومة» المتضمنة مهرها النقدي و«ذهبها». لَم تُصدم «العروس المحتملة» بهذا الطلب، ولكنها قالت للذي يُراسلها من الشركة كتابةً: «ليس لديّ هذا المبلغ، فقد تسلمتُ راتبي هذا الشهر، وحوّلته إلى بلدي لولدي»، إلا أن الطرف الآخر، كما روت لنا القصة، انقلب عليها وبدأ يهددها، وقال لها إنه سيبلّغ الشرطة، أو يُرسل لها أشخاصاً على العنوان الذي تُقيم فيه لضربها وحملها على السداد، فاضطرت مساعدتنا المنزلية إلى إبلاغ ابنتي الصغيرة لتساعدها على حل المشكلة، فقالت ابنتي لها سأخبر والدي بالموضوع، وبالفعل أبلغتني الصغيرة بذلك الأمر أمام والدتها وإخوتها، فناديت المساعدة المنزلية وقلت لها: اطمئني فإن المتصل هو محتال يحاول الاستيلاء على أي مبلغ منكِ…
الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠٢٣
مع اختتام فعاليات القمة العالمية للحكومات التي احتضنتها إمارة دبي بنجاح، كان لابد لنا من أن نرفع الأقلام ونسطُر أجمل عبارات الشكر لفريق العمل الذي راعى جميع التفاصيل لإنجاح هذا الحدث الهام، والذي أصبح منارةً وملتقى للقادة لاستشراف المستقبل وتبادل الأفكار. ولأن الصورة التي شاهدناها في كل مكان داخل القمة كانت جميلة وأنيقة، وجب علينا أن نفتح الستار لنكشف أنه كان وراء هذا النجاح عشرات من الرجال والنساء ممن بقوا في الظل ليتابعوا أداء مهامهم وأعمالهم باحترافية عالية كي يخرجوا لنا الحدث بهذه الصورة العالمية. من حقنا أن نفتخر بأن لدينا الكوادر الفنية والتنظيمية القادرة على تنظيم مثل هذه الأحداث العالمية، وليس هذا فقط بل نفتخر بأن فرقنا التنظيمية كانت وستظل على أعلى مستوى من الجاهزية سواء في ترتيبات ما قبل وأثناء وحتى ما بعد القمة، من اختيار المواضيع المناسبة للأحداث العالمية وربطها بمسيرة دولتنا وتطلعاتها ودورها الريادي في تحفيز المجتمعات والسلام في ما بينها، وصولاً للاهتمام بأدق التفاصيل من البروتوكولات التنظيمية والدبلوماسية، خصوصاً وأنت تنظم حدثاً يشارك فيه رؤساء دول ووزراء وصناع رأي وفكر ورجال أعمال ويحضره الآلاف من الناس، هذا بالتأكيد ليس بالأمر السهل ولا الهين، إنما الخبرة كانت في مكانها فخرج لنا هذا الحدث بأبهى صوره، أما بالنسبة للمواضيع المطروحة من نقاشات وفعاليات مصاحبة كان اختيارها في…