الثلاثاء ٠٧ ديسمبر ٢٠٢١
مشكلات وسائل التواصل الاجتماعي وظواهرها لا تنتهي، وبما أننا من ملاحقي «الترند»، فتوقع أن ترى العجب العجاب في هذه الوسائل، ومن العجب ما بات منتشراً في الآونة الأخيرة، من قيام بعض الشباب بتصوير أنفسهم بوضعيات ومواقف مُذِلّة، كالشاب الذي ظهر وهو يأكل تفاحة، لتأتي فتاة وكأنها زوجته، وتضربه «كف» على وجهه، وتأخذ التفاحة منه وتأكلها، أو ذلك الشاب الذي يجثو على ركبتيه، والفتاة تقوده خلفها، وتأمره بالقيام ببعض التصرفات، وتُظهر أنه خادمها المطيع، والمصيبة أن كل هذه الفيديوهات ما هي إلا ملاحقة لـ«ترند» صنعته أغنية «مسيطرة»، التي اعتبرها بعض النساء دستوراً لشكل علاقتها بـ«أشباه الرجال». في الحقيقة مثل هذا «الترند»، وغيره الكثير، يعبّر، وبشكل كبير، عن حالة صعبة، قادت الكثيرين ليقوموا بأسخف التصرفات، لمجرد ملاحقة «الترند»، حتى وصل بهم الأمر لأن يظهروا بهذه الشخصيات الهزيلة، للحصول على مشاهدات وإعجابات على صورهم وفيديوهاتهم، وأنا لست متعجباً من هذا الأمر بقدر استهجاني لمثل هذه الأغاني، التي سرعان ما تنتشر عبر الأوساط الرقمية، وتجدها «ترند» يقود حراكاً إلكترونياً منافياً لعاداتنا وتقاليدنا ونمط حياتنا كمجتمع. الأنثى لها قدرها ومكانتها في المجتمع، كزوجة وأخت وخالة وعمة وأم في المقام الأول، ولها احترامها الذي فرضه علينا ديننا الحنيف، وعاداتنا الاجتماعية، وموروثنا الثقافي، وللرجل مكانته وطبيعته الرجولية، التي لها خصوصية معينة في هذا الجانب، ولا يجوز أبداً…
الثلاثاء ٣٠ نوفمبر ٢٠٢١
قبل خمسين عاماً بدأت رحلة الإمارات، تلك الرحلة الجميلة؛ هناك عندما اجتمع القادة المؤسسون واتفقوا على بناء قواعد الاتحاد وتثبيت دعائمه، لم تخطّ الأقلام تلك القواعد فحسب، بل مزجت شعوب الإمارات ليصبحوا شعباً واحداً، فتعاهد الجميع على أن هذا الوطن أغلى من كل شيء، وقرروا بأن الأرواح والدماء رخيصة أمام حضرة الوطن، في ذلك الوقت والزمان والمكان كُتب التاريخ قبل أن يبدأ. مشاورات تأسيس الاتحاد درسٌ كبيرٌ في صناعة الأوطان، فأي رؤية كانت لدى الآباء المؤسسين ليجتمعوا تحت راية واحدة واسم واحد وعلم واحد، كان إيمانهم بقدرة أبناء شعبهم على بلوغ القمم، كانت لحظات عميقة من التفاوض وكتابة التفاصيل وتوضيح جميع المسائل ليخرجوا دولةً وكياناً جديداً أساسه الاتحاد، وأي شيء يبدأ بالاتحاد مآله النجاح، فكيف إن كان وطنٌ أحبه قادته وشعبه واجتمعوا ليكتبوا له تاريخاً فريداً يليق به. الاحتفال هذا العام ليس مجرد احتفال بقدر ما هو إطلاق خطة لخمسين عاماً قادمة، فنحن دولةٌ أصبحت رمزاً وعنواناً عالمياً للمستقبل، وهذا الأمر يوضح أن من يضع خطةً طموحةً ويواكب المتغيرات والأحداث والطوارئ ليصحّح من خطته سيصل إلى نتائج مبهرة، وبفضل الخطة التي بُني عليها الاتحاد استطعنا خلال خمسين عاماً مضت أن نصبح من أكثر الدول تأثيراً في العالم، وأصبحنا وجهة عالمية للاقتصاد والأعمال والتجارة، وللسياحة والثقافة، وقريباً سنصبح للعلم والعلوم وجهة،…
الأربعاء ٢٤ نوفمبر ٢٠٢١
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، ومجموعات الـ«واتس أب»، مشهد تمثيلي بسيط، لشاب يتصل بصاحبه، يطلب منه خدمة، كونه مسؤولاً جديداً في مكانه، وصاحبه يبدي انزعاجه وامتعاضه من كثرة طلبات هذا الشخص، ليظهر الشاب (بطل المقطع)، وهو عليه سمة التديّن، ليحدثنا كيف أن الله، عز وجل،- يُسَخّر الناس لخدمة الناس، وأنه يطلب من صديقه لأن الله سَخّره لخدمته، وخدمة تطلعاته وآماله وآمال أهله وأقاربه، الذين تمنوا أن يصل أحد أقاربهم إلى هذا المنصب، ولذلك كان من المفترض أن يقوم المسؤول بخدمتهم، لاعتقاد المتصل بأن مفهومه صحيح ولا تشوبه شائبة! نعم، لقد سخّر الله، عز وجل، الناس للناس، وهذا أمر لا جدال فيه، ولكن ليس بهذا المنطق السطحي، فلو اعتمدنا على فكر صاحبنا لخرجت الأمور عن السيطرة، ففلان سَخّره الله لتوظيف ابن فلان وعشيرته، وفلان سَخّره الله لتمرير بعض الطلبات لفلان وقبيلته، وفلان سَخّره الله ليتجاوز بعض القوانين والضوابط من أجل خاطر عيون فلان وبني جلدته، وعلى هذا المنوال سنصبح في عالم تغيب عنه قوانين تكافؤ الفرص، أو المساواة، وكأن هذا المفهوم هو نفسه مفهوم الواسطة والمحسوبية، لكنه مغلف بغلاف جميل، وبمبرر إنساني وديني. في الحقيقة، أكثر ما أستغربه هو ترويج البعض لفكرة أو أفكار مغلوطة ومرفوضة، ويحاول جاهداً إلصاقها بالدين وبشريعة الله وشرعه، لكي يكسب تأييداً لفكرته، فصاحبنا يريد من الناس…
الأربعاء ١٦ ديسمبر ٢٠٢٠
في بداية أزمة «كورونا»، ورغم تأكيد الجهات الصحية في جميع دول العالم خطورة الفيروس وأن مثل هذه الجائحة تحدث نتيجة تغييرات في الطبيعة وأنها بعيدة كل البعد عن نظرية المؤامرة، إلا أننا وجدنا من يشكّك في الوباء، ويطالب بعدم الالتزام والامتثال للإجراءات الصحية المتّبعة، وبعد أن أودى الفيروس بحياة الملايين، وجاءت اللحظة الحاسمة وإيجاد العديد من اللقاحات لتعطيل الفيروس، وجدنا أيضاً من يشكّك في اللقاحات ويعدها مؤامرة جديدة تحاك ضد البشرية. في الأيام الماضية، ومع إعلان عدة دول عن البدء بتلقيح مواطنيها ضد فيروس «كورونا»، وجدنا مناهضين للقاح في الولايات المتحدة، وأيضاً في لندن وبعض المدن الألمانية، وشاهدنا أيضاً بعض المناشدات من هؤلاء المناهضين بضرورة تحطيم مراكز التطعيم لكونها تعادي الإنسانية، فهؤلاء يعتقدون أن اللقاح هدفه السيطرة على السكان، والتأثير في مستقبلهم. المؤامرة هذه المرة أخذت منحنيات مختلفة، فبعد أن عدّ البعض أن الفيروس جاء للقضاء على كبار السن، أو أن الفيروس تم تصنيعه لخدمة ألاعيب سياسية وحرب بيولوجية قادتها دول ضد بعضها البعض، واليوم جاءت نظرية المؤامرة، بعد أن عدّ البعض أن اللقاح يحتوي على «مايكروتشيب» أو شريحة تزرع داخل الإنسان، للتحكّم فيه، أو السيطرة عليه، أو على الأقل مراقبته. رغم أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، وبعيدة كل البعد عن الواقع، ولا أقول هذا الكلام لثقتي…
الأربعاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٠
شاهدنا خلال الأسابيع الماضية حالة من الجدل والنقاش والتوقّعات والتحليلات للانتخابات الأمريكية المقبلة، فالبعض وصفها بأنها أشرس انتخابات منذ الحرب الأهلية الأمريكية، والبعض وصفها بأنها أصعب المعارك السياسية العالمية، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا نهتم نحن العرب بالانتخابات الأمريكية بهذا الشكل المفرط، وكأنها انتخابات داخلية لإحدى دولنا!، ولماذا كل هذا الجدل حول شخصية الرئيس القادم سواء أكان ترامب أم بايدن؟ وما الذي يهمنا نحن في وطننا العربي؟ سواء أكان الرئيس الأمريكي القادم هو ترامب في فترة رئاسية ثانية أم بايدن في فترة رئاسية أولى، ولكن هذا يجب ألا ينسينا أن بايدن شغل منصب نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وبذلك يكون كلا المرشحيّن معروفين بسياساتهما وتوجهاتهما وآرائهما حول القضايا العالمية المهمة، وبالطبع منطقتنا العربية في قلب الأحداث العالمية لما فيها من صراعات وقضايا ساخنة، تجعل ساسة القرار الأمريكي ينظرون لقضايانا على أنها إحدى ساحات المنافسة، وربما هذا السبب ما يجعلنا كعرب مهتمين كثيراً بهوية الرئيس الأمريكي القادم. وفي الحقيقة ما يهمنا ليس هوية الرئيس القادم بقدر ما يهمنا توجهات إدارته وتعامله مع ملفاتنا العالقة منذ سنوات، والتي ما زالت تلقي بظلالها على منطقتنا حتى يومنا هذا، وتعطل الكثير من المشاريع والمساعي التنموية لشعوبنا، وما يهمنا في الرئيس القادم أن يكون واضحاً تجاه قضايانا ولديه حل للصراعات العالمية، التي تتخذ من…
الأربعاء ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٠
منذ الإعلان عن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، وصف بعض العرب هذه الخطوة بأنها تطبيع وأن التطبيع خيانة، وبصرف النظر عن أن هذه المعاهدة سيادية من حق دولة الإمارات وشعبها ولا شأن أو لا حق لأحد أن يتنمر على دولتنا ولا أن يهاجمها أو ينتقد سياستها، فلكلٍ دولته وقيادته التي إن أراد أن ينتقد أو يحاسب، فليذهب ويحاسبهم وينتقدهم هم أولاً. فللكثير منهم علاقات مع إسرائيل، وأنا لا أجد في ذلك أية مشكلة، فإسرائيل تعترف بوجودها جميع دول العالم، وعدم الاعتراف العربي لن ينقص من مكانتها وثقلها السياسي وأدوارها في المنطقة، وعلينا تقبل وجودها بل المضي في تحقيق السلام معها مراعاةً لمصلحة أجيالنا القادمة.عندما أرى أي تعليق أو هجوم أو حتى رفض للعلاقات العربية الإسرائيلية، أتساءل بكل موضوعية ما الذي استفاده العرب من العداء مع إسرائيل؟، هل استرجعوا فلسطين؟ أم حققوا انتصارات ضد إسرائيل؟، والغريب أن الجميع يعلم أن هذا لم يحدث، وأن العداء مع إسرائيل كان وما زال مجرد شعارات من النخب والأحزاب السياسية ليستعطفوا بها قلوب الشعوب ويكسبوا تأييدهم أو ليتستروا على جرائمهم وينهبوا أموالهم، وكم من سياسي خدع شعبه بشعاراته الرنانة ضد إسرائيل واكتشفنا في نهاية المطاف أنه أكثرهم تقرباً منهم!. لا يخفى على أحد أن إسرائيل لها ثقل سياسي كبير في العالم بأكمله، وأن الكثير من دول…
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠٢٠
منذ أن بدأ فيروس «كورونا» في الانتشار بمعظم دول العالم ونحن نلاحظ حالةً غريبةً في التعامل مع مرضاه، فالبعض راح يتعامل معهم وكأنهم مجرمون، والبعض الآخر يزدريهم أو يتنمر عليهم. وكأن حالهم هذا وليد إرادتهم، أو بمحض اختيارهم، في حين أن الحقيقة تقول إن هؤلاء مرضى لا ذنب لهم، وأن ما أصابهم ليس سوى مرضٌ خطيرٌ ينتشر بالعدوى. وهذه العدوى تنتشر بسرعة جداً، صحيح أنه يجب عزلهم، ولكن يجب ألا ننسى الجانب الإنساني لهؤلاء المبتلين بهذا المرض، وأن نقف إلى جانبهم ونشجعهم على الخلاص من الفيروس والرجوع إلى حياتهم، فيكفيهم الآلام التي يتعرضون لها، فلا نريد أن نكون سبباً في معاناتهم النفسية. الفيروس كان قد وصل لمعظم هؤلاء المصابين نتيجة إهمال في جانب معين من الجوانب، ونستثني من هؤلاء خط الدفاع الأول في مكافحة هذه الجائحة من أطباء بذلوا أنفسهم لحماية غيرهم. وكذلك رجال الأمن الذين يبذلون قصارى جهدهم ومجهوداتهم لحماية الأرواح من عبث بعض المستهترين في التعامل مع هذه الأزمة، ونعود لصميم القول في من يهمل الحيطة وتوخي الحذر في التعامل مع هذه الحالة، فنقول إنه يجب علينا الاعتراف بأن فيروس «كورونا» سهل الانتقال وسريع الانتشار، لذلك يجب أن نعلم أن المصابين بالفيروس. وعلى الرغم من عدم اتّباعهم الإجراءات الصحية، إلا أنه قد أصابهم وأنهم مرضى وليسوا مجرمين أو…
السبت ١٠ أغسطس ٢٠١٩
من يريد كتابة التاريخ والنجاح لدولته ولشعبه هو من يُمكّن الإنسان مهما اختلفت ألوانهم أو أجناسهم أو منابت أصولهم، فالعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات هي الطريق الأسلم في بناء النهضة المتوازنة للشعوب الناجحة. الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، الأمير الشاب أوفى بعهوده تجاه المجتمع السعودي، فبعد سلسلة من القرارات التاريخية في تمكين المرأة السعودية وانفتاح المجتمع السعودي وبناء نهضته جاء قبل أيام بتعديل قرارات الولاية على المرأة السعودية. والذي منح للمرأة السعودية الحقوق الكاملة في استخراج الوثائق وفي السفر والتنقل، وقد جاء هذا القرار وسط ترحيب كبير من المجتمع السعودي الذي رأى أن أميرهم يقود المسيرة السعودية نحو آفاق جديدة هم يستحقونها وهم مستعدون لإنجاحها. «أنا أدعم السعودية، ونصف السعودية من النساء لذا أنا أدعم النساء»، هذه الكلمات التي وصف بها الأمير محمد بن سلمان مسيرته في تمكين المرأة التي تعكس الرؤية السعودية لمكانة المرأة وقيمتها ودورها في المجتمع والذي لا يختلف عن دور الرجل ولا مكانته، ولكلا الطرفين نفس الحقوق والواجبات. وهذا ما تسعى له المملكة وتريد أن تؤسس له في أجيال المستقبل، فنهضة الشعوب معتمدة على بناء أبنائها، ولذلك من المستحيل النهوض ونصف المجتمع «المرأة» ملغى دوره، في حين أن إمكانات النساء كبيرة جداً ويمكن استثمارها في جميع المجالات. من يتنقل بين صفحات وسائل التواصل الاجتماعي…
الثلاثاء ١٩ يونيو ٢٠١٨
كلما تجولنا وتتبعنا أخبار هذا العالم الذين نعيش فيه، وجدنا قصصاً أغرب من الخيال، ومن بين أغرب القصص قصة الحاكم الأفريقي «سيفاس بنساه» الذي يعمل ميكانيكي سيارات وآلات زراعية في ألمانيا، ويحكم قبائل «هو هو» في غانا عبر تطبيقات وسائل الاتصال الحديثة كسكايب، فبعد أن ذهب إلى ألمانيا للدراسة قرر الاستقرار هناك إلى أن شاء القدر أن يصبح ملكاً على قبيلته ويحكم أكثر من 300 ألف نسمة لكونه الوريث الشرعي للحكم بعد وفاة جده. الغريب ليس في أنه يحكم شعبه ويتواصل مع وزرائه وحاشيته عبر سكايب بقدر ما هو أغرب أن شعبه تقبل هذا الأمر بصدر رحب مما يدل أن لديهم عقلية مخالفة لما هو سائد بين شعوب العالم، التي من الصعب عليها تقبل مثل هذه الأمور في أوطانهم، ومقارنة بدول كثيرة حول العالم يعد هذا الأمر نادر الحدوث بكافة جوانبه، ففي حين تتصارع النخب والأحزاب السياسية للوصول إلى كرسي الرئاسة والانخراط بالعمل السياسي انخراطاً كاملاً متكاملاً يختار «سيفاس» أن يكون بعيداً على بلده وكرسي الحكم الذي يشغله ليعمل ميكانيكياً في ألمانيا. للسياسة عجائب تفوق السبع بكثير؛ هناك في أرقى مجتمعات العالم يحتدم الصراع على قصر الرئاسة، وفي أقل المجتمعات من حيث التعليم تقبل قبائل تكاد تكون بدائية أن تُحكم عن بعد، فقد سمعنا عن أمور كثيرة أصبحت تدار عن…
الأربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨
تأتي رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإيجاد وبناء نظام قضائي رائد ومتميز عالمياً يحقق أقصى معايير العدل، ومن هذا المنطلق وتنفيذاً لهذه الرؤى تمضي محاكم دبي والجهات المعنية بالنظام القضائي للوصول لمنظومة قضائية ذكية تتسم بالشفافية وسرعة التنفيذ. من المتعارف عليه عالمياً أن الأنظمة القانونية وأجهزتها ومنظوماتها بطيئة جداً، أو على الأقل هكذا ينظر المجتمع إليها، فبعض القضايا تحتاج لسنوات ليتم الحكم فيها، وما بين مرافعات ومراجعات وتقديم مذكرات يحيا ناس ويموت ناس، هذا ما يقال وهذا ما يُعرف عن أية مؤسسة قانونية أو قضائية، ولكن ولأننا في الإمارات وتحديداً في المدينة الذكية «دبي» كل هذه الأمور أصبحت جزءاً من الماضي، فالسرعة واستحداث أنظمة حديثة متطورة تسابق الزمن وتلغي الإيقاع البطيء الذي عهدناه في مؤسسات القضاء هو هدف كل العاملين في جميع المؤسسات التابعة لمجلس دبي القضائي. وبفضل المتابعة الحثيثة والاهتمام الواسع الذي يقوم به سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي رئيس مجلس دبي القضائي نحن بتنا أمام محاكم ذكية فريدة متطورة، تستخدم جميع أنواع الاتصال الحديث لتسهل على الناس متابعة قضاياهم دون أن يحركوا ساكناً، لتوفر الوقت والجهد على المتعاملين مع محاكم دبي وأيضاً على العاملين في جميع الجهات…
الثلاثاء ١٣ فبراير ٢٠١٨
في كلمته التي ألقاها في جلسة افتتاح الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات 2018 ، وصف معالي محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل البيانات والذكاء الاصطناعي بأنهما نفط المستقبل، وهذا يجعلنا نتساءل سؤالاً مهماً إلى أين يتجه العالم؟ وإلى أين سيصل في السنوات المقبلة؟ إن ما نشهده الآن من تطور في التكنولوجيا والعلوم بشكل عام لهو طفرة بشرية ربما لم تحدث في التاريخ، على الأقل في التاريخ الحديث، وربما يكون التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي هو العامل الأساسي لهذه الطفرة، وكل ما طُوِّر وما سيطور في المستقبل سيكون بسبب هذه التكنولوجيا التي سهلت الكثير من الأمور إلى أن وصلنا لمرحلة أصبح ليس من المستحيل أن نجد روبوتاً ذكياً يخاطبنا بمشاعر وأحاسيس بخلاف التواصل العقلي والذهني، فالفرضيات والبرمجيات الحديثة وصلت لأن تُبرمج هذه الآلات لتحاكي الواقع الذي يتطلب تحليل البيانات والمعطيات تحليلاً عقلياً وأخرى عاطفياً للوصول لإجابات تناسب الواقع البشري المجبول على هاتين المعطيين. العالم يذهب إلى المستقبل بسرعة هائلة جداً فقطار اليوم أو حتى صاروخ اليوم سريع جداً واللحاق به أمر غاية في الصعوبة، وهذا على المستوى الشخصي فما بالكم عن قياسه على المستوى الحكومي والمؤسسي، إذ تُعتبر مواكبة التطورات واستخدام كل ما هو حديث وإنزاله منزلة التطبيق هو تحدٍ كبير أمام الحكومات العالمية، فالمعايير التي كانت احترافية قبل سنوات أصبحت…
الخميس ١٩ يناير ٢٠١٧
حاصر الإغريق مدينة طروادة قرابة 10 سنوات لكنهم لم يتمكنوا من دخولها، فابتدعوا حيلة جديدة تمكنهم من دخول أسوار المدينة، فكانت خطتهم صناعة حصان خشبي كبير يُملأ بالجنود من الداخل ويُترك أمام بوابة المدينة على أنه من مخلفات الحرب ومن الغنائم التي تُركت نتيجة انسحابهم. في ذات الليلة أقام الطرواديون حفلة كبيرة احتفالاً لانتصارهم، وبعد أن سكر الشعب والجنود والقادة نشوة بانتصارهم المظنون خرج جنود الإغريق من داخل الحصان وفتحوا البوابات لبقية الجنود، ونجحت حيلتهم بالدخول إلى مدينة طروادة ونهب ممتلكاتها، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال كعبيد. لو لم يسمح الطرواديون بدخول حصان طروادة إلى أراضيهم لما حصل ما حصل لهم، فدخول العدو إلى أراضي المدينة هو من مكنهم من النصر في ليلة واحدة، بينما دام حصارهم 10 سنوات ولم يستطيعوا الإطاحة بمدينة طروادة، فدخول العدو أرض الوطن بداية النهاية لأي جيش مهما كان تعداده وعدته، فالحماية الداخلية أهم بكثير من الحماية الخارجية وإن كانت مهمة أيضاً. ما حصل في طروادة يشبه إلى حد كبير تغلغل الفكر المتطرف بين أفراد الشعوب في العالم، فمهما حاولنا حماية أنفسنا من الأخطار الخارجية إلا أن هناك خطراً يهدد العالم يكمن بدخول مثل هذه الأفكار إلى عقول البعض، وربما تظهر بعض الرسائل الموجهة وكأنها دعوة للصلاح والإصلاح لكن ما هي إلا كحصان…