الإثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٢
أنا في الأصل نجديّ وأنت في الأصل بخاريّ، أنا في الأصل طرش قبيلة وأنت في الأصل طرش بحر.. قف قليلاً أيها الرجل وقفي أيتها المرأة وفكرا قليلاً إن استطعتما التفكر، أليس أجدادنا أو آباؤنا جاؤوا جميعاً من كل حدب وصوب إلى هذه البلاد منذ آلاف السنين أو مئاتها أو عشراتها أو أقل من ذلك أو كانوا فيها منذ نزل سيدنا آدم إليها؟ الفرق بيننا سنوات أو سنين عشرات أو مئات إنه فرق في الزمن لا أكثر ولا أقل. أن تصل إلى هنا قبلاً مني لا يجعلك على الإطلاق أفضل مني فالفضل بيننا في ولائنا وعطائنا وإخلاصنا للوطن، فكم من واصلٍ منذ القدم جلب الويلات والندم لهذا الوطن، وكم من قادم بالأمس ضحى بروحه وحياته من أجل هذا الوطن والعكس بالعكس. شرف المواطنة لا يُنال بالهبات والغزوات. المواطنة حق يمنحه القانون العادل لكل من يحقق شروط المواطنة ويلتزم بواجباتها، ويفقده بموجب القانون كل من يخون أمانتها وينتهك حقوقها. في الوطن تصبح…
الإثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٢
يقول الشاعر إبراهيـم خفـاجي في إحـدى قصائـده المغنـاة: “يا ريتني أملك الأفراح وأتصرف بها وحدي!” عند سماعي تلك الكلمات قفزت إلى ذهني مجموعة أسئلة، ماذا لو أننا نملك الأفراح؟ ولمن سنقدمها؟ وهل هناك من يستحقها ومن لا يستحقها؟ قد يبدو هذا الموضوع بسيطا لكنه مع بساطته لا يخلو كثيرا من التعقيد ! فكلنا نستحق الفرح ونبحث عنه وفي سبيل الأفراح نذهب أحيانا إلى أبعد الأمكنة بحثاً وحباً عنه وله. هناك من يقضي العمر كله يبحث عن الفرح وفي المقابل هناك من يعيش العمر كله يقدم للآخرين الفرح وهذا هو محور موضوعنا. بعض الابتسامات فيها من الجمال ما يجعلها قمة في الجمال مرحى للذين يقضون حياتهم في خدمة الآخرين في سبيل زرع بساتين المحبة والسعادة ليستظل بها الجميع، وكنت فيما سبق أستغرب وأنظر بكثير من الإعجاب للذي يقدم سعادته على سعادة الآخرين وقد قال لي صديق مرة إن “الحياة عطاء” في المقام الأول وعندما تتأمل جيدا في المعنى تستطيع بكل سهولة…
الإثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٢
أعترف بداية أن شهادتي في «مدارك» و«كُتّاب» مجروحة. فمدارك هي ناشر كتابي «الشارع يا فخامة الرئيس». أما «كُتّاب» فقد شهدت ولادتها، خطوة خطوة، منذ المشوار الأول للصديق جمال الشحي لاستخراج التصاريح اللازمة لإنشاء دار نشر في دبي. نجح الصديق تركي الدخيل، بذكائه الصحفي وعلاقاته الواسعة، وفي وقت قصير، في إنشاء دار نشر سعودية تنافس، بجدارة، دور النشر العربية العريقة. تلعب «مدارك» اليوم دوراً مهماً في انتشار وتسويق الكتاب السعودي والخليجي في أسواق كانت عصية علينا، في بيروت والقاهرة وبغداد. في معرض الكتاب الذي للتو اختتم أنشطته في الشارقة، كانت «مدارك» و«كتّاب» من أبرز دور النشر ذات الحضور الكثيف، تزاحم الناس على شراء إصدارات «مدارك». وتزاحموا أمام «كتّاب» لاكتشاف أسماء جديدة في عالم النشر لكتّاب إماراتيين جدد نجح جمال الشحي في استقطابهم وتشجيعهم على النشر. يعجبني في الصديقين تركي وجمال مبادراتهما الذكية في التواصل مع الكتّاب الشباب وتشجيعهم على الكتابة والنشر. فكم من كاتب ربما لم يدرك «الموهبة» الكامنة بداخله حتى…
الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٢
تناقل الشباب الخبر بسرعة الإعلام الإلكتروني الجديد المعروفة، وهو أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد ظهر أخيراً بسيارة «رنج» عوضاً عن سياراته المرسيدس G55 التي اشتهرت بحملها الرقم «واحد» في الفترة الماضية، وأصبح تغيير السيارة، وبعض اللطائف حول القصة، حديث الساعة، فبعد أن «عد» الشاعر الجميل راشد بن غليطة الغفلي أبياته: قالوا رقم واحد نشوفه على رنج، قلت الحكي وايد وهاذي إشاعه، يا لين شفت الصورة وحسيت بالبنج، عفتك يا مرسدسي بليّا بياعه.. ثم كثر الحديث والشائعات عن هبوط سعر الـG55 وعن الرجل الذي قام بإهدائه للبيدا وعن صف الشباب الذين يمتلكونه ويقفون طابوراً في حراج «بوشغارة» لبيعه لأغلى ثمن، وغير هذه من الأمور التي وصلت حتماً إلى مسامعكم وجوالاتكم! الصور التي يعبر بها الإماراتيون عن حبهم لقياداتهم وشيوخهم كثيرة، لكن أبرزها ربما كان التقليد في الملبس والطبع والتصرف والوجهة، وتلاحظ هذه الظاهرة الجميلة في انتشار أي موضة…
الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٢
في عمق الصحراء الإماراتية يوجد فندقان -فئة خمسة نجوم- أعتبرهما من أجمل فنادق العالم. قصر السراب، يبعد مدة ساعتين من أبو ظبي، وباب الشمس، يبعد مدة ساعة عن دبي. كلاهما مكان جذب مهم للسائح من داخل المنطقة ومن خارجها. فمثلما يبحث السائح الخليجي عن الأنهار والحدائق الخضراء والمدن العالمية الكبرى، يبحث السائح الأجنبي عن تجربة مختلفة، عن الصحراء والهدوء. تستطيع أي مدينة أن توظف إمكاناتها الطبيعية لصناعة تميّزها سياحياً. ومتى ما تحققت الخدمة العالية نجحت مشاريع جذب السياح. أعجبت جداً بفكرة فندق قصر السراب إذ يبدو متناغماً مع ظروف الصحراء وروحها. ليس شرطاً أن تكون سائحاً غربياً حتى تثمن تجربة السياحة في قلب الصحراء. فحتى نحن، أبناء الجزيرة العربية، نستطيع أن نكتشف من خلال هذه التجربة كثيراً عن بيئتنا وجغرافيتنا. لكن السياحة الناجحة تتطلب أولاً توفر الخدمات الأساسية وأهمها الفنادق وإلا ما الذي يجعل المئات من السياح، من الداخل والخارج، يتوافدون على “باب الشمس” و”قصر السراب”؟ نخطئ حينما نلقي بـ”هم”…
السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢
في بدايات الحراك الفكري في أوروبا – إبان القرن الثاني عشر – الذي أدى بها لشق طريقها نحو النور، بدأت المدارس والأفكار الفلسفية بالبروز على سطح الفكر الإنساني. وكان من أهمها في تلك الفترة الفلسفة المدرسية أو ما عُرِفَت بـ “السيكولائية” وهي فلسفة قائمة على التوفيق بين الفكر اليوناني المتمثل في أطروحات أفلاطون وأرسطو، وبين تعاليم الكنيسة التي كانت مسيطرة آنذاك على كل مناحي الحياة ومنها المدارس والنظام التعليمي في أوروبا. وكان من المشتغلين بهذه المدرسة الفيلسوف الفرنسي (بيير أبيلار) الذي عُنِيَ باستخدام المنطق لفهم المسيحية الصحيحة والدفاع عنها. ويظهر أثر أبيلار واضحاً في مسار الفكر الديني الفلسفي في كتابه (نعم ولا) الذي وضّح فيه تناقضات الفكر اللاهوتي المسيحي آنذاك حول المبادئ الدينية. وظهرت مشكلة أبيلار مع الكنيسة عندما تحدث عن فكرة التثليث، وقال بأن “وحدانية الله هي النقطة الوحيدة التي يتفق فيها أعظم الأديان وأعظم الفلاسفة” فرُمي بالإلحاد وتصدى له رجال الكنيسة ثم صدر أمرٌ بحبسه في الدير لسنة…
السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢
لا أظن أن ملايين العرب اليوم يقبلون ببيانات التعاطف وزيارات الاستعراض الميدانية ونشاطات السفراء كما هو التعاطي في حال العدوان على غزة. أما لو قررت مصر الاشتباك عسكريا للدفاع عن غزة، لربما تغيرت المعادلة السياسية تماما، وإن لم تنتصر، وليس بالضرورة أن تكون حربا كبيرة. زيارة قنديل ليست بأكثر قيمة من زيارات عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية الراحل في عهد مبارك، وبيانات التنديد لا تهز شعرة في رأس بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، الذي شن هجومه لأغراض انتخابية ومن قبيل هز عصا في وجه النظام المصري الجديد ضمن إطار رسم الخطوط على الأرض وتوضيح حدود العلاقة. الحقيقة أن حركة حماس كانت في منتهى الانضباط والالتزام بتعهداتها التي قطعتها لإسرائيل، فهي لم تمتنع عن الرد على تحرشات إسرائيل ومضايقاتها العسكرية خلال الأشهر القليلة الماضية فحسب، بل فوق هذا كانت حماس تمنع وتطارد الجماعات السلفية والجهادية المتطرفة التي تعمدت إطلاق صواريخ أو حاولت إرسال بعض شبابها عبر الحدود إلى داخل إسرائيل. وقد…
السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢
1 ــ قبل الشيخ العمري غفر الله له، وجريدة (المسلمون) كنا نرقي أنفسنا بالتهليل والتكبير، وبأذكار الصباح، وكان وقتنا يمضي دون شياطين، ولا أبالسة؛ الرقاة كانوا قلة، وكانت علاقة الناس بربهم طيبة. لم يدخل الوهم حياتنا بعد.. 2 ــ مع بدايات الترف الوعظي؛ كان لابد من استكمال تفاصيل الصورة: أدب إسلامي – زواج إسلامي – رقاة إسلاميون – فضائية إسلامية – وربما خاتن إسلامي عما قريب! 3 ــ اليوم %70 من مخالفات الرقاة أخلاقية؛ تتركز على القرب من النساء والكشف على صدورهن كما يقول المتحدث الرسمي لهيئة القصيم، ومعنى ذلك أنهم ذئاب شرعيون لا رقاة شرعيون والفرق كبير. 4 ــ طبعاً هذا في حق المرأة؛ أما الرجل فسينفث عليه السادة الرقاة من مسافة آمنة كأي ناقلة نفط مكتوب عليها: خطر ممنوع الاقتراب! 5 ــ صدور النساء لا تحتاج لرقية غالباً؛ بل تحتاج إلى زواج شرعي يزيل البأس ويكشف الغمة، ويا رب اشف الجميع، وأسبغ عليهم نعمك، وزوج بناتنا عاجلاً غير…
السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢
«الشريعة.. الشريعة يا عم خلاص عرفنا.. يا عم طبأ الشريعة بكرا الصبح، وهي متطبأة.. أنت عايز تطبأ الحدود ما تطبأها وِحَدْ مانع الرئيس محمد مرسي إنه يطبأ الشريعة..؟»، «همّا طالعين الجمعة دي.. ضد الأعداء اللي بيرفضوا تطبيء الشريعة، وأنت مالك أساسا باللي يرفضوا أو يوافقوا.. أنت ليك اللي بيطبأها.. مين بيده يطبقها الرئيس محمد مرسي ما تروح تطالب الرئيس..» هكذا قال إبراهيم عيسى بقدر من المكر الصحفي والفن المسرحي يسخر من خصومه الإسلاميين في برنامجه الفضائي. يصور هذا الكلام شيئاً من مشهد النكايات المتبادلة هذه الأيام بين مختلف القوى في المشهد المصري. أفضل ما في الربيع العربي أنه عطل فعالية كثير من الأفكار والمقولات السجالية القديمة، وبدأت تفرض لغة جديدة، بما فيها منطق صناعة العدو في الداخل ورؤية الغرب، لأن السيناريو الذي انهارت فيه الأوضاع مختلف عن كل التركيبات الذهنية التي تتصور حدوث التغيير فيه، ومع ذلك فبعضهم لازال يرغب العودة لمنطق الماضي. كانت الفكرة الأولية التقليدية لبعض خصوم الإسلاميين…
السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢
صورة واحدة يمكن أن تحرق جهد سنوات طوال من حملات «العلاقات العامة» ذات التكلفة العالية. هذا بالضبط ما أحدثته صورة استقبال اللاعب الأرجنتيني الشهير «ميسي» في مطار الرياض قبل أيام. صورة اللاعب الأرجنتيني «ميسي» مع رجل الأمن السعودي «طلال» وبينهما الرشاش طغت على صفحات الرياضة في صحف عالمية كبرى. الناس تسأل: ما الحاجة للرشاش في صالة المطار؟ أحدهم يعلق ساخراً: إذا كانت مرافقة ميسي في المطار تتطلب رشاشا فهل تتطلب فرقة مدرعات في الشارع؟ أنا لا ألقي اللوم على رجال الأمن -حاملي الرشاشات- في المطار. لكنني ألوم الجهات المنظمة لعدم اهتمامها بتفاصيل الاستقبال. الصورة -كما يقال- تغني أحياناً عن ألف كلمة. وهاهي صورة ميسي والرشاش تطوف الدنيا كلها وبسببها يتندر علينا العالم ويسخر. أم أن التنسيق بين رعاية الشباب والأجهزة الأمنية معدوم؟ كنت أتوقع من مسؤولي رعاية الشباب، وهم أكثر من يعرف أهمية وجود المنتخب الأرجنتيني في الرياض إعلامياً، وعياً بأهمية أدق التفاصيل عند استقبال الفريق الأرجنتيني وخلال إقامته. ليتنا…
السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢
«ترى الأمير فلان يسلم عليك».. هكذا يدحرجها القائل إلى سمع متلقيها، بنيات مفخخة ومقاصد معروفة الأبعاد عند قائلها. ••• عند ذلك… ينفرج وجه مستقبلها بابتسامة بلهاء، وترتسم على محياه الساذج خطوط البهجة الغبية. وتتسارع أنفاسه دون إدراك، ويخامره خليط من الشعور بالخيلاء والتباهي. فما أعظم أن يخصك الأمير فلان بالسلام! ••• فلا معنى لذلك إلا أنك شخص مهم لديه، أو على أقل الفروض محفوظ في ذاكرة سموه الكريم على الرغم من كثرة مشاغله، وما يقابله يومياً من بشر إلا أنه لايزال يذكر فلاناً الذي قابله مرة أو عدة مرات، أو قرأ له في مناسبة ما… ••• أما إذا أضاف الناقل بعد السلام بعض «التحابيش» مثل «ترى سمعتك عند الأمير زينة»! أو «أنت مذكور عنده بالخير»! أو «ترى ما ييجي ذكر طاريك إلا يمدحك»! فعندها تصل «بلاهة» المتلقي حداًُ تصعب السيطرة عليه… أما إذا أحب «الناقل» أن يزودها بقوله: «ترى الأمير مبسوط منك كثير».. فعند ذلك تختلج جميع أعضاء جسم المتلقي،…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢
الوضع في سورية سيء، ولكن من الممكن أن يكون أسوأ، فالشتاء قادم ومعه المزيد من القتل والمعاناة. حروب أهلية صغيرة داخل الحرب الأهلية الكبرى، كانتونات ومناطق نفوذ، موانئ غير شرعية، جباية ضرائب خارج سلطة الدولة المنهارة والائتلاف الوطني البديل، صراع للسيطرة على هذه الموارد، مذابح ومزيد من المذابح الطائفية وما يتبع ذلك من تهجير، ثم يطفح كل هذا على الجيران وبخاصة في لبنان الضعيف، ربما الأردن أيضاً. يجب الاستعداد جيداً لذلك «اليوم الأسود»، ولكن من الأفضل أن نسعى لمنع حصوله، فذلك أفضل من الانتظار حتى يقتنع الروس أن النظام الذي يدافعون عنه قد انهار حكماً، وعليهم تغيير موقفهم لإنهاء معاناة الشعب، وحتى يبدأ الأميركيون بتنفيذ «المرحلة التالية» من خطتهم التي لا نعرف عنها الكثير. ليت جيران سورية يدركون أن عليهم فعل شيء، ولو خارج المنظومة الدولية لأنهم أول المتضررين. يعلم كل أصدقاء سورية أن النظام لم يعد نظاماً، وإنما أصبح مجرد ميليشيا ولكن لديها سلاح طيران، النظام مهترئ، يقف على…