الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢
هناك «حكة» قوية في يدي لكي أقوم بالتشهير بأحد زملائي، لكن أعتقد أنني شهرت بما يكفي في الفترة الأخيرة، فلا أريد أن أُتهم بأنني أستخدم العمود لتصفية الحسابات مع «الربع»، لذا لن أذكر اسم صديقي الحائز الدكتوراه حديثاً، المتخصص في مجال الجودة، ويعمل في إحدى الدوائر الحكومية الخاصة بجوائز التميز، ويبلغ طوله 168 سم، وله خمسة من الأبناء الذكور، وبيته عليه صنم على شكل أسد، التشهير حرام، المهم أن تصل الفكرة والمبدأ، هذه هي الأخلاق الصحافية التي نعرفها،المهم أنني كنت في الطريق لمجلس أحد الشيوخ مع صاحبي، ولم يكن لديه طوال الطريق سوى أمر ونصيحة واحدة: «إياك تناديني قدام الشيخ إلا بـ(يا دكتور) الله يخليك! أتكلم جد! لا تطلع هالأصوات جد والله! أرجوك عبود! احلف انزين احلف! شوف ما قلت والله يا دكتور! انتبه! جدام الشيخ!». حطولي هالثور على جنب، عفواً هالدكتور، وتعالوا لنقرأ في السير الذاتية لبعض المعروفين في مجتمعنا، لا أعلم كيف يجرؤ أحدهم على أن يضع عبارة…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢
هل فقدت جائزة نوبل للآداب التي تعلن اليوم نتيجتها لهذا العام بعض وهجها الذي كان يحيط بحامليها، أم إن هذا الوهج كان يأتيها من الأسماء البارزة التي تفوز بها؟ مثل هذا السؤال يصبح مشروعا إذا تتبعنا الأسماء الفائزة بها ما بعد عام ألفين، فقليلة هي الأسماء المؤثرة التي حققت الحضور قبل الفوز وبعده على المستوى العالمي وليس المحلي، لأن الحديث هنا عن أهم جائزة عالمية. وباستثناء التركي أورهان باموك الحائز على الجائزة عام 2006، لا نكاد نرى اسماً نستطيع القول بثقة إنه أديب عالمي. وهذا الأمر يختلف عن الأعوام السابقة، إذ نجد من تركوا بصمة واضحة بكتاباتهم مثل الألماني غونتر غراس، والبرتغالي خوسيه ساراماغو، والمصري نجيب محفوظ، والنيجيري وولي سوينكا. وقبلهم الكولومبي جابرييل غارسيا ماركيز، والتشيلي بابلو نيرودا، والأيرلندي صموئيل بيكيت، والفرنسي جان بول سارتر الذي رفض استلام الجائزة... وغيرهم. وهج نوبل الذي يخبو تدريجيا، يصاحبه تراجع من الجائزة في الاهتمام بالشعر كواحد من أهم الفنون الكتابية. وبالرغم من عودة…
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢
ما إن وصلت طوكيو قبل يومين حتى بادرني ذات السؤال الذي يهجم علي في كل زيارة لي خارج العالم العربي: لماذا يتقدمون و نتأخر؟ الحقيقة أن في هذا السؤال وجها ناعما للسؤال الحقيقي: لماذا يزدادون تقدماً و نزداد تخلفاً؟ أتمنى لو يتفرغ بعض باحثينا المخلصين لدراسة أسئلة النهضة و البحث عن إجابة عملية لأسئلة من مثل: كيف تنهض الأمم؟ ما الذي يجعل أمة تتفوق في العلوم و سرعة الإنجاز و الانتقال من مرحلة تراجع إلى مرحلة تقدم و ازدهار؟ ذلك سؤال جوهري لطالما بحثت عن إجاباته. لكنني أعتقد أن الأمم تنهض بعد هزائمها عندما تعترف أولاً بالهزيمة ثم تشكل رؤيتها للمستقبل و تعمل من ثم كفريق واحد، لتحقيق أهدافها. و من يمتلك إرادة التغيير يستطيع – مهما كانت الصعاب – أن يصل لأهدافه. و ما ينطبق على الفرد يمكن أن ينطبق على الأمم. الفارق هنا أن الفرد يستطيع بنفسه أن يحقق إرادته و يصل لهدفه. أما الأمم ففي مرحلة ما…
الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٢
شاهدتُ حالات زواج تمَّتْ بعد مضي الوقت المناسب لبناء عائلة، ولولا قصة حب قديم استطاعت أن تنتظر وتصمد لما تمتْ لاحقاً، حين وجد الطرفان نفسيهما في نهاية المطاف على المسافة عينها من الخسارة، لكنها خسارة لا تتساوى فيها الأنثى مع الذكر، لأنها دفعت الكلفة الأعلى. ما قصدته هو مشاهدتي لنساء يتزوجن في سن متأخرة، بعضهن تجاوزن الـ40، وحين سألت: كيف حدث هذا؟! قالوا لي إنها استطاعت الزواج أخيراً بعد موت والدها! هذا هو الثمن الذي دفعه الوالد، وهو في قبره، سقوط القرار، فابنته كي تتزوج بمن أرادت كان عليه أن يموت، والإخوة الذين تزوجوا وتفرقوا في بيوتهم وعائلاتهم وجدوا أن من المحزن أن تموت أختهم في بيتها وحيدة، طالما أن الوالد مات. الفارق الذي حدث بين الطرفين، الشاب والشابة، أن الرجل استمرت حياته ظاهرياً، فقد تزوج وأنجب أطفالاً وكبروا، وحالما توافرت له فرصة العودة لفتاته التي كبرت وتجاوزت الـ40، عاد وأعلن استعداده للوفاء بعهد قديم. بعضهن عدن فقط من أجل…
الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٢
التوظيف والبطالة يظل الموضوع الأول تقريبا في كل دول العالم، هم الحكومات، ومقياس نجاحها وفشلها. وإلى قبل سنوات قليلة لم تكن الوظيفة قضية في دول مثل السعودية، أما اليوم فهي الموضوع الأول والأكثر تفجرا. ولأن الحكومة هي الحاضن الأكبر تصبح المسؤولة الأولى كذلك عن الحل عن المشكلة. وقد يبدو غريبا عندما لا يجد آلاف الشباب وظائف في بلد هو الأول في صادرات النفط في العالم، لكن هذه هي الحقيقة الموجعة اليوم وهي المشكلة الأخطر غدا. والمشكلة مردها أسباب عدة، أولها سوء التعليم بمخرجاته التي لا تؤهل الشباب للعمل الميداني، وثانيها تزايد السكان بشكل هائل جدا، حتى إن نحو ستين في المائة منهم تحت سن الثلاثين. والثالث سوء الإدارة الحكومية لمقدراته وسوء تخطيطها المستقبلي. وهذا سهل إثباته حيث يوجد فيه نحو ستة ملايين عامل أجنبي وعشرات الآلاف من مواطنيه بلا وظائف! ومع أن النقاش حول هذا الموضوع متشعب ومعقد ولا يكفي فيه إطلاق التهم والحلول السهلة، لكن يمكن بسهولة أن تتدحرج…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٢
شبعتُ ضحكا ًوأنا أقرأ الحوار الذي أجرته الصحافية، «المناضلة» حينذاك، راغدة درغام مع وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، في هذه الصحيفة، الأسبوع الماضي. هل سبق أن ظننتم أنكم قد تضحكون يوماً من حوار مع وزير خارجية عربي، وخصوصاً من السيد بن علوي الذي لم نعهد منه أمام الكاميرا يوماً ولو مزحة صغيرة، كما يحاول أن يصنع بعض وزراء الخارجية أحياناً من أجل تخفيف الكلام «القتالي» السائد بينهم والمقلق للمشاهدين! ما أضحكني في الحوار هو الشحن والتوتر بين المحاوِر والمحاوَر. أفهم أن تكون مشادة بين مسؤول وصحافي في سؤال سريع أو تعليق عابر بالكاد تلتقطه الكاميرا ويتداوله «اليوتيوب»، لكن أن تكون مشادة وتوتر متواصل طوال ستين سؤالاً، فهذا جزء من سرّ «الخلطة العمانية»! لن أستدعي هنا مقاطع مثيرة من الحوار، فهو كله عبارة عن مقطع مثير، يمكنكم الرجوع إليه (صحيفة «الحياة»، الخميس 4 تشرين الاول / أكتوبر الحالي) والتمعن في مضامينه، فهو حوار غير عادي وغير مألوف على الذهنية…
الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٢
لو لم تتورط إيران في قتل العشرات من الثوار السوريين لقلنا إنها كانت تسعى للحفاظ على مكاسبها السياسية في المنطقة عبر سوريا. في السياسة كل خطأ يمكن تبريره وتجاوزه متى ما اقتضت المصلحة. لكن الحضور الإيراني في سوريا تجاوز كل الحدود السياسية التي يمكن أن نفهمها في سياق الصراعات السياسية الإقليمية. النظام الإيراني اليوم متورط الى أذنيه في جرائم مرعبة أستغرب أنها لم تصل بعد لمحكمة الجنايات الدولية. وكذلك حزب الله الذي يرسل مقاتليه بالمئات للمشاركة عملياً في تنفيذ جرائم ضد الإنسانية في سوريا. حان الوقت أن يتبنى الناشطون من المحامين العرب مشروعاً يرصد جرائم النظام الإيراني وحزب الله في سوريا وتوثيقها بما يدعم قبولها لدى المنظمات الدولية، خصوصاً محكمة الجنايات الدولية. نحن هنا معنيون بالتفريق بين النظام الإيراني والشعب الإيراني الذي يدفع اليوم فاتورة تورط حكومته في سوريا وفي غيرها. كثير من الأصوات الإيرانية تستنكر ألاعيب الحكومة الإيرانية وتدخلاتها في شؤون عربية معقدة مما أثقل كاهل الاقتصاد الإيراني وأساء…
الثلاثاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٢
موضوع منح المحاميات السعوديات ترخيص مزاولة مهنة المحاماة في المحاكم الشرعية السعودية هو أحد أكثر المواضيع التي اكتنفتها الوعود والآمال من قبل كبار المسؤولين في وزارة العدل، وذلك على مدى أكثر من خمس سنوات، فتارة كانت الوعود ابتداء بأنه سيتم الاقتصار على منحهن مجرد تقديم الاستشارات القانونية من دون حق المرافعة في المحاكم الشرعية، ثم كانت الوعود بأن التصريح للمحاميات السعوديات بالترافع في المحاكم سيكون عن المرأة فقط من دون الرجل، وأن يكون ترافعها مقتصر على قضايا الأحوال الشخصية مع وضع العديد من المحترزات والقيود، كأن تعمل في منأى عن الاختلاط بالرجال، ولم يعد أمراً مستغرباً أن نقرأ من حين لآخر على صفحات الصحف المحلية أنباء وأخباراً عن قرب صدور موافقة منح السعوديات المتخصصات في مجال القانون والمحاماة رخصة مزاولة مهنة المحاماة. ولعل آخر تلك الأخبار ما نشرته صحيفة الرياض يوم أمس عن صدور الموافقة الرسمية على منح المرأة رخصة محاماة، وأن هذه الموافقة صدرت بعد مناقشات عدة في هيئة…
الثلاثاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٢
كنت قد تناولت الأسبوع الماضي أهمية الاستراتيجية كمبحث مهم في الإدارة، والأهمية الأكبر التي تكمن في استراتيجية الاستراتيجية. أي في تطبيقها. أحببت هذا الأسبوع أن آتي على سيرة قيادي نموذج للتحول والنجاح والتخطيط المثالي. هذا القيادي لم يؤسس شركة أو مشروعاً أو حتى وزارة، بل أسس دولة: هي ماليزيا “الحديثة”. إنه مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا 1981-2002، الابن الأصغر لتسعة أشقاء، والدهم كان مدرس ابتدائي راتبه لا يكفي لشراء دراجة يذهب بها مهاتير إلى المدرسة. خلال الحرب العالمية الثانية وأثناء الاحتلال الياباني لماليزيا، باع الصبي مهاتير فطائر الموز لتوفير مصروفه ودعم أسرته، حتى التحق بالمدارس العامة ومن ثم بكلية الملك إدوارد السابع الطبية، التي أصبحت الآن جامعة سنغافورة الوطنية، في سنغافورة. وبعد تخرجه عام 1953، خدم مهاتير في الحكومة الماليزية الاتحادية كضابط خدمات طبية، تركها فيما بعد ليمارس أعمالا خاصة. في عام 1970 كتب مهاتير كتاب “معضلة المالايو” انتقد فيه بحدة شعب المالايو واتهمه بالكسل، والتخاذل بأن تبقى ماليزيا زراعية…
الثلاثاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٢
تشدد بعض الروايات في المأثور الاجتماعي على أن الإنسان عادة لا يغيّر طبعه، وأن العوج يبقى ما بقي هذا الإنسان، وهذا ما جعلني أتذكر نكتة الأب الذي زوّج ابنته وفق منهج «نحن لا نبيع بناتنا بل نشتري رجلاً»، ولهذا أصرَّ أن يكون مهر ابنته مبلغاً رمزياً هو ريال واحد، لكن الزوج أبو ريال هذا صار يعيّر زوجته بين حين وآخر، خصوصاً عندما يشتري علبة بيبسي فيضعها أمامه ويقول إن سعرك وسعر هذا العلبة واحد، حتى ضاقت الشابة بهذا الزوج الذي لم يرَ في رمزية مهرها سوى رخص بها، فاشتكت لوالدها، مما جعله يسرع لتصحيحه، فاحتجز ابنته حين جاءت لزيارته، وقال للزوج إن ابنتي لن تخرج معك حتى تأتي بأهلك وتدفع لها مهراً كبيراً، فرضخ الزوج لطلب الأب وجاء بأهله ودفعوا مبلغاً كبيراً كمهر، أملاً بأن يتربى هذا الزوج، لكن الزوج بعد هذه الحادثة لا ينادي زوجته إلا بيا مصنع بيبسي! نتيجة «لا فائدة» هذه هي نفسها كانت نتيجة معهد ماساتشوستس…
الثلاثاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٢
أيعقل أن سيدة أنيقة ومثقفة، مثل بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، تتورط في جرائم قذرة؟ تقول التقارير الصحافية إن صوتها ورد ضمن تسجيلات هاتفية للوزير اللبناني السابق ميشال سماحة الموقوف في مؤامرة خطيرة. وفيه اتهام مبطن بأنها، أيضا، قد تكون متورطة في مخطط اغتيال شخصيات دينية ومدنية في لبنان. توجد تسجيلات، يقال: إنها كنز معلوماتي كبير، عثر عليها في بيت الموقوف سماحة، الذي يروى أنه اعتاد على تسجيل كل ما يدور معه ومع من حوله، حتى ورط نفسه وآخرين في القضية. كما فعل الرئيس الأميركي المعزول، ريتشارد نيكسون، الذي أدخل فكرة تسجيل كل ما يدور معه في البيت الأبيض فأصبحت التسجيلات الحبل الذي شنق به نفسه، حيث أثبتت تورطه في فضيحة ووتر غيت. لم توجد وسيلة للاتصال بها، وأصدقاؤها المشتركون يقولون: إنها لا ترد عليهم، أيضا. نقل على لسانها - ردا على التهم الخطيرة ضدها - قولها إنها «نوع من المهاترات والسجالات السياسية المتعارف عليها هناك (في لبنان)،…
الثلاثاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٢
ما فائدة الثقافة إن لم تهبط من أبراج أصحابها العاجية لتعبر عن هموم الناس وقضايا المجتمع؟ المثقف الذي يعزل نفسه عن هموم مجتمعه مثله مثل “المسؤول” الذي لا يمكنه أن يفهم معاناة الناس لأنه لا يعيش كما تعيش الغالبية الساحقة من مجتمعه. و لهذا تجد أن شعبية أصحاب الخطابات الدينية في مجتمعاتنا كاسحة لقرب أصحاب هذا الخطاب من قضايا المجتمع وشجونه. يشتكي بعض المثقفين من عزلتهم الفكرية و من اتساع الفجوة بينهم و بين قطاع واسع من أبناء مجتمعهم. وتلك نتيجة طبيعية للفوقية التي يتعاطى بها بعض مثقفينا مع مجتمعاتهم. وفي المقابل، ثمة من ينتظر من المثقف أن يكون واعظاً يفتي و ينصح في كل شأن. هناك مثقف ينزوي عن العالم ليس تعالياً على المجتمع و لكن تفرغاً لبحثه و قراءاته وكتاباته. في العالم العربي – بشكل أخص – تتفاقم الالتزامات والمجاملات الاجتماعية بحيث إن لم تضع لها حداً صارت حياتك كلها مُسخّرة للزيارات و المناسبات ودعوات العشاء و الغداء.…