الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٢
كشفت لنا قنوات الإعلام الجديد – ولا تزال تكشف يوماً بعد يوم - تسجيلات موثقة صوتاً وصورة للعديد من المواقف التي قد تكون تصريحاً ارتجالياً أصدره مسؤول تجاه موضوع ما ، أو قد تكون جزءاً من حوار تلفزيوني أقطابه غالباً شخصان تصادمت وجهات نظرهما حول موضوع معين فأفرز ذلك الحوار فجاجة في الأسلوب أو انحطاطاً في الحوار ، وسواءً أكان أبطال هذه المواد المعروضة مسؤولين نافذين أو إعلاميين بارزين أو مغمورين أو ضيوفاً متصارعين في حلبة استديو قناة معينة ، فإن هذه المواقف في مجملها ليست بالأمر الجديد و قد تكون حاضرة في أي حوار ، لكن الجديد هو توثيقها ونشرها على نطاق واسع ووقوعها في يد كافة شرائح المجتمع ، وأن تحضى بقدر كبير من المتابعة ثم تتحول بعد فترة وجيزة إلى مادة دسمة تتصدى لها الصحافة ويفرد لها كتاب الرأي مقالات عديدة ، في اعتقادي أن ثمة ثقافة جديدة يتم تصديرها عبر هذه الآلية في التعامل ، باعتبار…
الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٢
الاتجاه نحو سن عقوبات ضد من يستغل قنوات التواصل الاجتماعي للشتيمة والقذف والإساءة للآخرين خطوة تستحق في رأيي التقدير والدعم. لدينا بعض ممن يغالط نفسه وهو يشتم مخالفيه باسم حرية التعبير. ونصادف يومياً من يتبرقع بالاسم المستعار ثم يكيل التهم الظالمة والشتائم و«قلة الأدب» ضد أصحاب الرأي المختلف وكل ذلك تحت مظلة «حرية التعبير». في كل بلاد الدنيا المتحضرة وعريقة التاريخ الديمقراطي والإعلامي توجد أنظمة وقوانين تحدد ما يندرج ضمن «حرية التعبير» وما يتجاوزها إلى القذف والشتيمة. صحيح أن من واجبنا أن نحذر من استغلال حماية الناس من ممارسي الشتيمة والقذف على مواقع التواصل الاجتماعي لقمع الآراء أو التضييق على الرأي الناقد المتزن. لكن –في المقابل– نحن فعلاً مطالبون بحماية المجتمع من أكاذيب وشتائم قلة وجدت ضالتها في تلك المواقع لاختلاق القصص الكاذبة والترويج للشائعات والشتائم. قنوات التواصل الاجتماعي تشكل في الأساس منابر مهمة للحوارات الثرية وللتأسيس لجو من الحوار المؤدب حول القضايا والأفكار من دون شتائم وأكاذيب. هي مهمة…
الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٢
الغرب عند البعض يرتبط بالتقدم التقني، وبتطور القوانين والدساتير الحافظة للحريات والعدالة والاجتماعية والديمقراطية ومبادئ تداول السلطة، والتعايش السلمي وحماية الأقليات، وكذلك منح النساء فرصاً متزايدة في المؤسسات والحياة العامة، كما يعني العناية بالبحث العلمي وتقدم علوم الفضاء وتطبيقاتها، وغيرها من مميزات التقدم في مسيرة البشر، إلا أنه عند الشيخ المصري السلفي العضو في اللجنة التأسيسية للدستور المصري يعني شيئاً غير ذلك كله، ومن هذا المنطلق تجرّأ وطالب بتخفيض سن الزواج في مصر، وقيل إنه حدده بـ9 سنوات، وقيل إنه تركه للنضج العاطفي، وهي مسألة محل خلاف. الشيخ السلفي احتزم بالغرب واستشهد بهم في سياق يقول إنهم “أي الغرب” يسمحون للفتيات بممارسة العلاقات الجنسية في سن الرابعة عشرة، مما يعني جاهزيتهن للزواج، وهو كما يقول لا يدعو إلى تقليدهم في هذا، ولكنه يستغل هذه الحقيقة لتأكيد صحة ما يقترحه، وأنا لا أعرف من أين جاء بهذا الكلام، وكيف قرر صحته، فالولايات المتحدة تعتبر أن استمالة فتاة دون سن الـ18 جريمة…
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٢
صور الأطفال التي تطل علينا في الصباح على صفحات الجريدة ويكتب تحتها طفل تنحره خادمة بالساطور، أصبحت تتكرر، وحين لا يجد الأهالي ما يفسّر لهم هذه الجريمة فهذا يثير رعبهم ويجعلهم يتصورون أنهم بإزاء خطر قد ينتج منه ظلم زائد لحماية أنفسهم. لا يوجد مبرر للتعاطف مع الجريمة أياً كانت دوافعها، لكن معرفة الدوافع من المنبهات التي تحمينا من الجريمة، وخصوصاً تلك الجريمة البشعة: قتل طفل على يد خادمة. عندما تنطلق قصة من الصحافة لتتحول إلى قضية رأي عام فإن الهدف منها هو أن تقودنا لعملية تبصّر قانوني واجتماعي يكافح الجريمة ويحفظ حياة الناس ويمنع ضياع الحقوق، لكن ما يحدث لدينا غالباً أن هناك دائماً طرفاً مداناً هو الخادمات الشريرات اللاتي يسحرن ويقتلن ويهربن ويُقِمن علاقات غير مشروعة مع الرجال. ونشر قصص من نوع خادمة تقتل طفلاً أو تؤذي مخدومتها، لا يؤدي إلا إلى تصلب المخدومين، وإصابتهم بالرعب، واتخاذ الإجراءات كافة التي تحميهم بقفل الأبواب، وزرع كاميرات المراقبة، وتجفيف منابع…
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٢
يأتيك الصوت من زمن بعيد، لكنك لم تنسه، إنه يختفي بداخلك لكنه لا يغادرك أبداً، تغمض عينيك قليلاً ثم تشاهد ذكريات الطفولة كما لو كنت تشاهدها على شاشة عرض كبيرة. اليوم الأول في المدرسة، ولادة طفل جديد في العائلة بعد أن كنت أنت وحدك طفلها المدلل، موت رجل من الجيران، تخرج ابن الخال من كلية عسكرية، دخول الصف الأول الثانوي، لبس العقال للمرة الأولى، والتجربة المثيرة حينما قدت السيارة للمرة الأولى. ما الذي يعيدنا الى تلك الذكريات بتفاصيلها؟ وماذا عن ذكريات الأمس القريب؟ أهي الطفولة ثم المراهقة المبكرة التي تصبغ الذكريات القديمة جداً بألوان الفرح والبراءة؟ لي صديق عزيز لم أره منذ غادرت الثانوية، كان نعم الأخ ومن أقرب رفاق المدرسة، باعدت بيننا الأيام والاهتمامات، تواصلنا من جديد قبل أشهر، ولا نجيد الكلام في شيء سوى ذكريات الثانوية، وحينما تضيق بنا الدنيا -وما أكثر ما تفعل- نعود لأيام الصبا الجميلة فنجد فيها ملاذاً مؤقتاً من ضجيج يومنا ومخاوف القادم من…
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٢
على تخوم الربع الخالي، في واحة صغيرة كانت ملاذاً للقوافل العابرة لإحدى أقسى صحاري العالم؛ يمتد مشروع «ستراتا» لتصنيع أجزاء الطائرات على مساحة 25 كيلومتراً مربعاً بالقرب من مطار مدينة العين. عندما تسمع عن المشروع لأول مرة تظن أنه حملة دعائية للإمارات، أو مصنعاً مملوكا لبوينج أو إيرباص، تقومان من خلاله بصيانة الطائرات الصغيرة في المنطقة. ولكن الحقيقة تقول إنه مصنع إماراتي، يديره إماراتيون ويعمل به إماراتيون وإماراتيات. يُصنّعون فيه، ولا يجمعون، قطعاً من أجنحة طائرات الإيرباص، ويعكفون حالياً على تصنيع أجزاء لطائرات الـ A380 العملاقة. ليصبح قريباً المصنع الوحيد في العالم الذي يُصنّع تلك الأجزاء. وعندما سُئل رئيس مجلس إدارة ستراتا عن سر إقامة مشروع كهذا في الإمارات، قال إنه يمكن الوصول إلى 75% من سُكّان العالم بالطائرة من الإمارات خلال ثماني ساعات فقط. أي إن هذه المنطقة هي إحدى أكثر مناطق العالم تهيئة لصناعة الطائرات. وعلى بعد ساعة واحدة إلى الشمال، يمكن لمن يسكن دبي أن يشهد إقلاع…
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٢
لا أعلم لم تذكرت المقولة الشهيرة لـ(هيجل): "يعلمنا التاريخ أنّ الإنسان لا يتعلّم من التاريخ"؛ ما إن هممت الحديث عن هذا الموضوع.. خاصة وأن قضية "الطماطم" أصبحت هماً دولياً، ومشكلة عدة شعوب، تعاني من اضطراب في أسواق "الطماطم"، وهذا ما يدعو لاقتراح قمة عربية لحل أزمة "الطماطم" تحت شعار: (الطماطم.. وتلاقح أفكار المسؤولين)! فالرئيس المصري الجديد العهد مرسي قد اختار الحديث عن رخص أسعار"المانجا" في وقت تصر حاجة المواطن البسيط على مناقشة أوضاع "الطماطم" وأسعارها، وهو الأمر الذي فتح عليه باب جبهة "السخرية" والتندر" في ربط كل مشاريعه بـ"المانجا"، خاصة وأن الملف الاقتصادي لمصر هو التحدي الأول له - بنظري - ومثله وزيرنا الموقر فهد بالغنيم، والذي طالبنا بأن نستعيض عن شراء صندوق الطماطم بشراء نصف صندوق! وكأنه يعود بنا لتصريح أحد الوزراء قبل عدة أعوام، عندما طالب بإيجاد بديل للأرز، كعادات استهلاكية! والمشكلة هنا، لا تكمن في الصندوق أو نصفه، أو مجرد "خشية" لدس بعض حبات "الطماطم"، الأمر يتعدى…
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٢
حالة الفرار إلى دبي والبحرين والكويت التي تكتسح مئات الآلاف من المواطنين عند الإجازات مثيرة وتستحق البحث في دوافعها وأسبابها، باعتبارها غدت ظاهرة تستحق التمعن. كنت كتبت عنها قبل عدة أشهر ورأيت أن البحث عن السينما والمطاعم المفتوحة والمولات ربما يشرح هذه الهجمات الموسمية لمواطنينا على مدن الجوار الخليجي. سبب ذلك الاستنتاج هو التأمل في نوعيّة وسلوكيات مواطنينا هناك. فهم، كما كتبت سابقا، يعكسون النمط السعودي العام، الذي يغلب على الطبقة الوسطى، من حيث الأزياء، والسمت المحافظ، واصطحاب الأطفال، والتمركز في المولات وعند صالات السينما والمطاعم و»الكافيهات». بالإضافة إلى هذا، هناك الرقابة الصارمة على السلوك في فضاءاتنا العامة. رقابة متوطنة في الثقافة، وتقوم على إدامتها مؤسسات رسمية من أهمها هيئة الأمر بالمعروف. وتقدم قصة مقتل الحرفي وإصابة أسرته في الباحة شعبان الماضي، إثر مطاردة دوريتي الهيئة والشرطة له جراء إعلائه صوت المسجل على أناشيد أطفال، نموذجاً على الأثر السلبي لحس الرقابة في فضاءاتنا العامة. الأسبوع الماضي وجدت سبباً آخر يضاف…
الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٢
أظن أن ما يكتب اليوم في الصحافة المطبوعة لا يشكل أكثر من نقطة في بحر تشكيل الرأي العام اليوم. لقد ولّى زمن «الجرائد» الجميل حينما كان مقال واحد يمكنه أن يقيم الدنيا و لا يقعدها. وكان «المسؤول» يتصفح الجرائد يومياً، جريدة جريدة، و صفحة صفحة، أملاً أن يرى صورته في المحليات أو خوفاً من مقال يشير – و لو تلميحاً – لبعض قصور في أدائه. نحن أبناء اليوم! فكتاب الصحف اليوم، و صاحبكم منهم، مثل من يرمي من خلف الصفوف. أو كمن ينفخ في قربة مثقوبة. فعدد مشاهدي فيلم «كروة» الجديد في يوم واحد ربما فاق عدد قراء صحفنا مجتمعة في شهر. نحن ننتمي لزمن يوشك أن ينقرض و هم ينتمون لليوم. كانت الجريدة منبراً مهماً و مؤثراً في تشكيل الرأي العام و في توجيه حوارات المجتمع و مناظراته. و لم يكن ذلك لأن من يكتب في الصحف كانوا أفضل من و ما في المجتمع و لكن لأن منابرهم كانت…
محمد خميسمحمد خميس روائي صدر له من أمريكا رواية لفئة المراهقين بعنوان "مملكة سكابا" ، وله باللغة العربية مسرحية أدبية بعنوان "موعد مع الشمس"
الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٢
أعجبني تعريف الأنانية لأوسكار وايلد " ليست الأنانية ان يعيش المرء كما يهوى، بل ألا يدع الأخرين يعيشون كما يهوون" وذلك هو أحد جوانب الشخصية الأنانية، بجانب أن تفكيره لا يخرج عن إطار نفسه، وبجانب اعتقاده بأن هذه الحياة لا تتمحور إلا حوله الإنسان الأناني غالباً ما يعتقد أن مصلحته الشخصية وسعادته هي أهم ما في الوجود، وأن من بقى على هذه الأرض إنما لخدمته والإتفاق معه، فالأنانية هي الافتنان بالنفس، وسبغ الأهمية ورفع القيمة الذاتية للفرد الى مصاف ما فوق الجميع. الإنسان الأناني في أتم الاستعداد بالتضحية بالجميع من أجل نجاته، هو أول من يقفز على قارب النجاة أثناء غرق السفينة بدلا أن يساعد النساء والأطفال، رغم توافر قوارب النجاة وإتقانه للسباحة. كثيراً ما سمعت من بعض أصدقائي الأجانب وهم يرددون أنهم لا يجدون ما يستهويهم في الدول الخليجية، فكلها باتت متشابهة بالعالم الأخر، لا يوجد بها سوى ناطحات السحاب ومباني فخمة لا تختلف عن مباني نيويورك أو شيكاغو،…
الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٢
كثرت في السنوات الأخيرة، المؤتمرات واللقاءات والدعوات للحفاظ على الطبيعة. وللخوض في هذا المجال، من الضروري التوصل إلى تعريف لكلمة «الطبيعة». سأسوق هنا نموذجين يمثلان طرفي طيف واسع من الآراء المختلفة، وربما تكمن الحقيقة في مكان ما في الوسط. قد ينظر بعضهم للطبيعة على أنها مخزون هائل من الموارد الجاهزة للاستهلاك أو الاستخدام عند الحاجة لمنفعة الجنس البشري، ويُعرِّف مفهوم «الاستخدام» هذا بالمنهج «النفعي». أو قد ينظر بعض آخر إليها على أنها جزء لا يتجزأ من الإنسانية ذاتها، حيث أن البشر بصفتهم كائنات بيولوجية هم جزء من الطبيعة، فيُعرِّف هذا المفهوم بمنظور «القيمة الذاتية». طبقاً للمنهج النفعي، يجب الحفاظ على الطبيعة من أجل تلبية حاجات البشر التي تضمن نمونا وتطورنا وبقاءنا على قيد الحياة. وإذا استهلكنا الموارد الطبيعية بسرعة كبيرة أو فشلنا في توفير الحماية اللازمة للموارد الضرورية لبقائنا، فإننا نعرقل فرصتنا في البقاء والازدهار. من هذا المنطلق، فإننا نهتم بالحفاظ على الطبيعة، لأنها أساسية لبقائنا على قيد الحياة. ومع…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٢
الوطن كائن مرئي محسوس وملموس. تشم دفئه بالروح وترى خلاياه تنبض داخلك. والوطن عشق أكبر، تندرج فيه المشاعر كلها. هو في لحظة ما يبدو عملاقا يحميك، وفي أخرى يكون أنثى تحتضنك. ثمة وطن يطرّز يومه الوطني بالفرح والعزّ عبر احتفاليات وفعاليات ثقافية ومجتمعية تملأ مختلف مناطقه ومدنه وقراه. وفي المقابل ثمة وطن يناضل شعبه للخلاص من "المستبد"، ويجاهد ليصنع بدم أبنائه يوما وطنيا جديدا تحتفل به الأجيال اللاحقة. وفي كل من الصورتين تتصدر الجماهير المشهد. هنا تحتشد في الطرقات والساحات بهجة، وهناك تحتشد في مظاهرات ضد طاغية قرر تخريب الوطن قبل أن يرحل. في الحالة الأولى، كتب الشعراء قصائد تعمّق انتماءهم لوطنهم، ونقشوا حكايا النهضة مذ بدأ وطنهم خطواته الأولى إلى أن تجاوز تأثيره منطقته، وبات العالم يحسب له ألف حساب. وفي الحالة الثانية كتب الشعراء قصائد حالمة بالخلاص من الاستبداد، وصاغوا من قاموس الشتائم ما رأوه يناسب طاغية جعل من وطنهم رمزا للاصطفاف الطائفي باسم "الممانعة"، ومنطَلقا لتحالفات سياسية…