آراء

الشعوب الغاضبة

الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢

في قمة (ريو + 20) المنعقدة حالياً في البرازيل، تكررت على مسامعنا مصطلحات من مثل «الاقتصاد الأخضر» و«التنمية المستدامة.»  ولكثرة ما كررها أهل السياسة، من رؤساء دول ووزراء اقتصاد وبيئة، تكاد الفكرة تفقد معناها. فالتنمية المستدامة مشروع حياة أو موت لكثير من شعوب دول الجنوب. والاقتصاد الأخضر مفهوم حيوي في ظل المخاطر البيئية التي تهدد عالمنا اليوم. والتنمية المستدامة تعني أن نفكر في اليوم وفي الغد وما بعد الغد.  ونحن، في العالم العربي، في قلب القلق. أعداد الناس في عالمنا تتزايد بشكل مخيف. والتطاحن على السلطة احتل هموم النخب. واستشراء الفساد والاستبداد قاد إلى فشل في التخطيط لمشروعات التنمية وفشل في أداء الأجهزة التنفيذية. وهكذا يتراكم الغضب الشعبي حتى يصل لمرحلة الانفجار كما شهدنا في دول الربيع العربي.  ليس كل من خرج في ميادين التغيير والتحرير طالب سلطة. الناس هناك فقدت كل أمل وبمجرد أن كسرت حاجز الخوف حدث الانفجار. المخيف الآن أن تتحول الشعوب الغاضبة إلى شعوب جائعة. وهذا…

سيارة الرئيس

الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢

قبل أمس، خلال فعاليات قمة (ريو + 20) المنعقدة حالياً في البرازيل، رأيت رئيس كوريا الجنوبية يستقل سيارة كورية الصنع من نوع هيونداي. وكانت وسائل الإعلام الحاضرة في المكان تلتقط صوره وهو يغادر الفندق إلى مقر القمة. وفي كل لقطة للرئيس، وهو يستقل سيارة من صنع بلاده، رسالة مهمة، يعنيها الرئيس، عن بلاده. فمثلما أبهرت كوريا العالم كله بنموها الاقتصادي المتسارع -التي أطلق عليها بسببه المعجزة الشرق آسيوية- ستبهر صناعة السيارات الكورية العالم وهي تسحب البساط من تحت أقدام نجوم الصناعة العالميين ممن سبقوا كوريا بعشرات السنين. بل إنها اليوم منافس عالمي قوي حيث تنتج سنوياً أربعة ملايين سيارة. الكوريون -بدءاً برئيسهم- يفاخرون اليوم بصناعتهم التي تحتل موقع المنافس العالمي وإلا لما نجحت كوريا الجنوبية أن تصبح في قائمة الأقوى اقتصادياً وفي وقت وجيز. إلى عهد قريب، كانت السيارة الكورية كثيرة المشكلات، رخيصة السعر، وكأنها سيارة من لا يقوى على شراء سيارة. تعلم صناع السيارات الكورية من أخطائهم وصاروا -في…

التنمية والثورة

الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢

التنمية المستدامة هي صمام أمان لاستقرار الدول. والتنمية، بمفهومها الشامل، منظومة متكاملة من القيم والمفاهيم يتداخل فيها السياسي بالاجتماعي بالاقتصادي. فلا تنمية حقيقية مع الفساد. ولا إبداع في الاقتصاد تحت مظلة الاستبداد. ولهذا، وعبر حوارات طويلة شهدتها فعاليات قمة (ريو + 20) التي اختتمت أعمالها قبل أمس في ريود وجانيرو، كانت «التنمية المستدامة» محوراً أساسياً في النقاش والمداولات. لا يمكننا اختزال المصطلح في جانب بيئي أو اقتصادي وإغفال الجوانب الأخرى مثل مكافحة الفساد ورعاية حقوق الإنسان وحق التعبير. وما قصة دول «الربيع العربي» إلا نتيجة -من ضمن مشكلات أخرى- لغلبة الإنفاق على الجهاز الأمني على الإنفاق في قطاعات التعليم والثقافة والصحة والبنى التحتية. فهل أحرق البوعزيزي نفسه احتجاجاً على استمرار بن علي في حكم تونس لأكثر من عقدين؟ وهل فعلاً قامت الثورات في العالم العربي لأن العرب استيقظوا فجأة واكتشفوا توقهم للديموقراطية وصناديق الاقتراع؟ صحيح أن حق الناس في اختيار من يمثلها واختيار طريقة الحكم في وطنها ضمن مبادئ التنمية…

مهدي الحبابي
مهدي الحبابي
محلل إقتصادي وسياسي

الإتحاد الخليجي .. (حلم الأنقاذ من أزمات العالم)

الإثنين ١٨ يونيو ٢٠١٢

خلال العامين الماضيين سمعنا عن نية مجلس التعاون الخليجي تطبيق إتحاد بين دوله الأعضاء الستة وهي البحرين,السعودية,الأمارات,قطر,الكويت وعمان , وتسأل العديد من مواطنين دول الخليج عن الفترة الزمنية لتطبيق الاتحاد وعن كيفية التنفيذ وعن الفوائد والنتائج من هذا الإتحاد وبدأت دول الخليج تخرج بعض التصريحات عن إنشاء بنك خليجي مركزي وعن توحيد العملة وعن عدة أشياء لم نرى منها ألا مشروعين وهما الربط الكهربائي والتعرفه الجمركية الموحدة.  هنالك العديد من الآليات لتطبيق مراحل الإتحاد التي يجب أن تكون تدريجية , وأقرب نموذج لنا هو الإتحاد الأوربي لذلك سوف أكتب آلية معتمدة من قبل الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوربي , والتي أتمنى أن تساعدنا في تطبيق صحيح للإتحاد أذا تم . مراحل التطبيق:  ستكون مراحل التطبيق المذكورة من الأهم أولاً إلى الأقل أهمية . أولاً: انضمام جميع جيوش دول الخليج تحت قوات درع الجزيرة: إن انضمام جيوش جميع دول الخليج تحت مظلة درع الجزيرة سوف يقوي من قوة درع الجزيرة الدفاعية والهجومية…

أسئلة «طائرة»!

الإثنين ١٨ يونيو ٢٠١٢

 تستغرق الرحلة الجوية من دبي إلى محطتنا المقصودة في البرازيل 16 ساعة. قرأت فصلاً في الكتاب المرافق وشاهدت فيلماً ونمت لساعات. عدت لأوراق عمل أحملها في رحلتي، قرأتها من جديد، كتبت مزيداً من الملاحظات ودونت بعض الأفكار لمقالاتي اليومية. ومازلت أفكر -معلق بين السماء والأرض- فيما يحدث في عالمنا العربي.   لو أتأمل فقط في الطائرة العملاقة التي أكتب فيها هذه الزاوية لوجدت مائة سبب تشرح كيف تقدم صناع الحضارة المعاصرة وكيف تأخرنا. إننا نهدر الوقت وهم يستثمرونه بالثانية الواحدة. لماذا نهدر أوقاتنا في صراخنا السياسي وحروبنا الفكرية ومؤامراتنا بعضنا ضد بعضنا؟ صناع الطائرة التي تطير بي الآن إلى البرازيل منشغلون أيضاً بالسياسة. لكن حياتهم ليست كلها مُسخّرة لصراعات السياسة وألاعيبها. ما بالنا نحن منهمكون في منافسات السياسة وألاعايبها، منشغلون بصراعات الماضي ومآسيه؟ أعرف أنه سؤال ممل ومكرر لكنني هنا، بين السماء والأرض، ألحّ عليه: متى تصبح العلوم والإبداع والابتكار جزءاً أساساً من همنا وتفكيرنا اليومي؟   ماذا لو أعطينا الصناعة والإبداع…

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

أسطورة الأدب الرفيع

الأحد ١٧ يونيو ٢٠١٢

يحكي علي الوردي في كتابه (أسطورة الأدب الرفيع) قصة حدثت في بغداد، حيث كتَبَتْ مصلحة نقل الركاب في حافلاتها جملة تطلب من راكبيها أن يساعدوا الجابي بـ «أصغر نقدٍ كافي»، فثار النحويون يريدونها أن تكتب «كافٍ» بدلاً من «كافي» إلا أن المصلحة لم تكترث. ويعلل الوردي ذلك بأن المصلحة كان يهمها أن يفهم الركاب الجملة أكثر من أن تكون صحيحة لغوياً. ثم ينتقد الوردي اللغة العربية وعلم الإعراب في كتابه بصورة شرسة وقاسية، وعلى رغم اختلافي معه في بعض النقاط، إلا أنني أتفق معه في أننا جعلنا من اللغة العربية وعلم البلاغة، هاجساً مفزعاً للكاتب والمتلقي. ويبدو لي أن أحد أسباب ذلك هو أن غالبية اللغويين والأدباء يصرون على تعظيم التراث الأدبي العربي وجعله النبراس الذي على الأجيال الجديدة الاقتداء به بغض النظر عن زمانهم وظروفه. قد نفهم أن المراد هو الحفاظ على جمال اللغة وقواعدها، ولكن كيف نطلب من شاب أو فتاة يعيشان مرحلة ما بعد الحداثة، في عالمٍ…

السعوديون والمستقبل

السبت ١٦ يونيو ٢٠١٢

جاء خبر وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز، وأنا في طريقي إلى البرازيل مشاركاً في قمة الأرض. كان السؤال اللافت الذي أسمعه من كثيرين قابلتهم في رحلتي يسأل عن المستقبل في السعودية. وهو سؤال يسأله السعوديون أنفسهم. ليس جديداً تأكيد أهمية استقرار السعودية للمنطقة والعالم ليس فقط لأهميتها لاقتصاديات العالم وهي اللاعب الأول في سوق النفط ولكن لدورها الأساس في توازن القوى الإقليمية. السعوديون يسألون أسئلتهم لأنهم يرون أن بلادهم قادرة على العبور نحو نقاط الضوء إن أجبرتهم الظروف أحياناً على السير في نفق التحولات الإقليمية والدولية المربكة. ويسألون أحياناً أسئلة ملحة لأنهم يشاهدون حجم الدمار المخيف من حولهم ولابد لهم من الحرص على النأي ببلادهم من فوضى الخراب الشامل على حدودهم. إنهم يريدون أن يكون وطنهم قوياً متماسكاً بوحدة أهله وبمواجهة ما يمكن أن يضعفه ويضعفهم. وهكذا التحم الصف السعودي، قبل سنوات، مع قيادته في معركته الصارمة ضد الإرهاب. ولكي تكون السعودية قوية في الخارج فهي لابد أن تبقى…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

ليتنا نغير الموضوع … إنه الاقتصاد

السبت ١٦ يونيو ٢٠١٢

الانتخابات الرئاسية المصرية مثيرة، لكنها إثارة للفرجة، وليس للفائدة، صراع ديكة، وتبادل اتهامات بين تيارات، جدل لا ينقطع عن هوية الدولة، مدنية هي أم دينية؟ في الوقت الذي يعرف الجميع، بما في ذلك الجمهور، أن الاقتصاد هو ما يجب أن يكون الموضوع الرئيسي في الانتخابات. قليل من يعرف من المرشح الذي وعد بخفض الضرائب أو رفعها. أو كيف سيوفر الدكتور أحمد مرسي المال الكافي لتنفيذ وعده بتخصيص راتب لكل أمّ لا تعمل. وما هو مشروع الفريق أحمد شفيق لزيادة إنتاج فدان القمح في مصر، هذا إذا كان عنده برنامج لأمر كهذا. شخصياً، أستمتع أكثر بمتابعة الاقتصادي المصري جلال أمين وهو يحلل الاقتصاد المصري ويربطه بالتحولات السياسية والاجتماعية. إنه يظهر أحياناً في التلفزيون هو وغيره من الاقتصاديين، ولكن ليس في ساعات الذروة، أي ما بين التاسعة مساء إلى منتصف الليل، فتلك ساعات مخصصة للجدل و «المناحلة» والمناحرة، مخصصة للفريق أحمد شفيق، وهو يهدد ويتوعد ويتهم «الإخوان»، فهذا موضوع أكثر إثارة. بينما…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

آثار منصبي «المرموق» على كتاباتي!

السبت ١٦ يونيو ٢٠١٢

سأتوقف موقتاََ عن استكمال محاور «المسألة العربية» التي تناولتها في مقالاتي الأربع الماضية، رغم أن مقالة اليوم يمكن أيضاََ دمجها ضمن «خصائص» المسألة العربية! سأتناول اليوم إشكالية (ثنائية المنصب والكاتب)، بل ثنائية المنصب والشخص في الثقافة العربية. وقد استفزني لهذا الحديث «الشخصاني» البغيض تعليقات بعض القراء على ما أكتب أحياناََ بأنها نتاج خديعة المنصب وضغوطه على الكاتب «الأصلي». فأنا بدأت الكتابة منذ أكثر من ثلاثة عقود، لكني تبوأت المنصب «المرموق» (كما يسميه أولئك القراء العاتبون) منذ قرابة خمس سنوات فقط. وأصبح هذا المنصب شمّاعة لمن لا تعجبه فكرة مقالي، فيقول محذراََ لي من فوره: إياك يا زياد أن تغترّ بالمنصب المرموق الذي أنت فيه وأن تكون ممن أعمى ضباب المناصب عيونهم وأقلامهم، وأن يغريك بريق المنصب لأن تكتب ما لا يطابق قناعاتك! اشتدَت هذه النبرة التحذيرية، أكثر ما اشتدت، عندما كتبت مقالي (السلفية .. هل هذا وقتها؟) ثم عادت بدرجة أقل عند مقالي قبل الأخير (هل نحن مستهدفون؟). لو تمعّن…

عبد الله قاسم
عبد الله قاسم
عبدالله قاسم معيد بكلية الاتصال في جامعة الشارقة, خريج إعلام إلكتروني من كلية الاتصال بجامعة الشارقة , الأول على الدفعة , شارك في مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية وتأهل للمرحلة النهائية عن فيلم "عن شبعا يحكون" , تم اختياره كمتحدث في منتدى الإعلام العربي بدورته العاشرة في دبي , رئيس الجمعية الإعلامية بكلية الاتصال بجامعة الشارقة 2010 - 2011 , له كتابات ومقالات منشورة.

شهادة مع وقف التنفيذ!

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢

أقلب صفحات الفيس بوك - نافذتي على المجتمع - لأجد صورة قريبي طالب الهندسة حاملاً (شيكاً) كبيراً؛ كبيراً لدرجة أن قريبي بالكاد يستطيع إمساكه.. شيك عملاق من تلك التي يعطونها للفائزين في المسابقات التلفزيونية والمهرجانات الرياضية وبرامج المسابقات. ما الذي فاز به؟ أقرأ التعليق أسفل الصورة لأجد أنه فاز في مردف سيتي سنتر ببطولة لكرة القدم في البلاي ستيشن.. رائع. أكتب له أهنئه بالفوز ثم أتصل بأخي لأنقل له الخبر.. وأعود لمشاهدة الصورة مرة أخرى.. سحقاً!.. قيمة الجائزة أربعون ألف درهم إماراتي! الحق أقول لكم أني تفاجأت.. قيمة الجائزة تساوي مرتب أحد أصدقائي من خريجي الهندسة لسنة ونصف أو أكثر..! قد يعرف قريبي طالب الهندسة – وأتمنى ألا يعرف – أنه سيكون عليه أن يعاني أربع سنوات - أو أكثر كالعادة – ليتخرج من الجامعة، ثم يتوجب أن يكون محظوظاً ليجد له مكاناً يقبل بتوظيفه براتب زهيد زهيد (لأنه لا يمتلك خبرة عملية)، راتب بالكاد يبلغ مجموعه لسنة ونصف –…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

«الخطوط السعودية»… والسينما

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢

وجدتها، وجدت الحل المناسب لواحدة من أكبر المعضلات «الثقافية - الاجتماعية» السعودية، وهي دور السينما، التي لا تمر أسابيع إلا ونجد تحقيقاً صحافياً أو مقالاً يطرح السؤال، لِم لا نسمح بدور السينما؟ ويعمد عادة محرر الموضوع إلى فرد رأي مؤيد وآخر معارض، وبالطبع لا يحصل شيء. الموضوع مهم لأن معظم السعوديين يعشقون السينما، بعضهم يشد الرحال للبحرين من أجلها، وصالات دبي لا تخلو منا، إنها أمتع وقت للأسرة مجتمعة عندما تسافر خارج السعودية. وجدت الحل على متن طائرة سعودية لواشنطن قبل أسبوعين، الرحلة طويلة ولابد من قطع الوقت، فقررت أن أجرب برنامج السعودية الترفيهي، الحقيقة دخلت محملاً بانطباعات سابقة، أفلام قديمة، ومقطعة، الحق أن الاختيارات كانت جيدة ومتنوعة وتناسب كل أفراد العائلة، وفوق ذلك محافظة وتراعي قيمنا، الخطوط نفسها تقول إنها تعتز بقيمها الإسلامية ونحن كذلك. من الواضح أن لدى الخطوط جهازاً فنياً ذا خبرة، يقوم بمراقبة الأفلام، يستبعد اللقطات المخلة بشكل لا يقطع سياق القصة بقدر الإمكان، وإن لزم…

شهرزاد الجعفري وأمثالها!

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢

ما أكبر الشبه بين شهرزاد الجعفري وأبناء المقربين من السلطة في العالم العربي. لا هم يمتلكون تواضع الكبار، أبناء الكبار، ولا هم يحافظون على شيء من “الوقار” في حضرة الكبار! إنهم باختصار صغار أمام الكبار، “طواويس” أمام مواطني بلدانهم من المكافحين والمجتهدين والمغلوبين على أمرهم! مصلحتهم فوق أي اعتبار. وولاءاتهم لمن يحقق لهم مصالحهم. لكن ذلك الولاء زائف، يزول سريعاً بمجرد انتهاء المصالح. في أمريكا، عرفت طلاباً من تونس كانوا يتباهون بزين العابدين بن علي كما لو كانوا أبناء عمومته. وبمجرد أن سقط، انقلبوا فجأة وصاروا كما الثوار، يحملون صور محمد البوعزيزي ويلعنون أيام بن علي! شهرزاد الجعفري لم تتعلم من تجربة الدراسة والإقامة في أمريكا كيف ولماذا تفوقت أمريكا وتأخرت بلادها. ولم تشرح لبشار، وهي تراسله بانتظام، أن ما يفعله جيشه ضد شعبه سيجرجره إلى نهايته سريعاً. أعرف هذه النوعية جيداً. فهم ينافسون الأمريكان في الحديث عن آخر الصرعات الثقافية والفنية ويقرأون أحياناً أرقى الإصدارات الأمريكية. يجيدون اللغات الأجنبية…