الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢
الهجوم الذي واجهته الإمارات خلال الأيام الماضية من عدد قليل من الخليجيين المحسوبين على التيارات الإسلامية وجماعة "الإخوان المسلمين" -وهو ليس الأول من نوعه خلال عام- لم يكن مبرراً، فقد جاء على إثر إجراء قانوني وقرار للنائب العام في الدولة، فبعد أن صدر أمراً بإلقاء القبض على عدد من المواطنين شكلوا تنظيما يمس أمن الدولة -ويبدو أن أغلبهم من أتباع جماعة "الإخوان"- خرج "إخوان" الخليج ليدافعوا عنهم وبشراسة، تفوق حماسة وشراسة من دافعوا عنهم من الداخل! وبذلك يكون أولئك قد وقعوا في خطأ واضح وهو عدم احترامهم للقضاء الإماراتي، فإلقاء القبض على الأشخاص كان على أساس تهمة معينة، وبقرار من النائب العام، ويجب أن يحترم، فالحكم لم يصدر ضد أحد منهم والأشخاص بريئون حتى تثبت إدانتهم... فلماذا الاستعجال والهجوم والتهجم؟! المصدر الرسمي الذي أعلن خبر التنظيم قال: "إن النيابة العامة تباشر إجراءات التحقيق مع جماعة أسست وأدارت تنظيماً يهدف إلى ارتكاب جرائم تمس أمن الدولة ومناهضة الدستور والمبادئ الأساسية التي…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢
أن تدفع موالاةُ النظام قناة "الدنيا" السورية إلى درجة التخبط في صياغة الأخبار، فذلك أمر يؤكد أن إعلام النظام صار في حالة يرثى لها. ففي خبر كلماته معدودة وقعت "الدنيا" في أكثر من مطب. يقول الخبر الذي نسبته القناة إلى مراسلها في الحسكة إن دائرة حماية المستهلك ضبطت 4 سيارات محملة بمادة البنزين معدة للتهريب إلى دير الزور. أول التساؤلات التي وردت إلى أذهان الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي: "ليش دير الزور انفصلت؟" أما التساؤل الأهم الذي لم يتنبه له أحد، فهو الاعتراف الواضح بأن مدينة دير الزور محاصرة من قبل النظام، فالمواد الأساسية تصل إليها عن طريق التهريب، والمواطنون يستعينون بما خزنوه قبل اشتداد أزمتهم. وكارثةٌ أن يقوم نظام ما بخنق شعبه ليجعله يركع له ويخضع لإملاءاته ويدين بالولاء لمن فقد شرعيته بعد عام ونصف من القتل المتواصل لأبناء الشعب. ما يجري في "دير الزور" بعيد تماما عن الإعلام الخارجي وعن إعلام الثورة أيضا، في ظل استحواذ دمشق وحلب…
الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢
لا أستبعد أن بشار الأسد، في ظل ما ارتكبه من جرائم إبادة في معظم أنحاء سوريا، يتخيل أنه يستطيع غدا أن يرمي بمفتاح العاصمة، ويفر إلى اللاذقية، أو أي من مدن الشريط الساحلي المحمي بسلسلة جبلية في غرب البلاد، ويظن أنه يستطيع إقامة دويلته هناك ويستأنف نشاط. ليست مثل هذه الأفكار الحمقاء على رأس بشار الذي لم يتخذ قرارا واحدا صائبا في معالجة الثورة عليه. خطته الوحيدة كانت القوة، وبها أراد إخضاع 20 مليون سوري، وأن المدد الخارجي، الإيراني والروسي، سيحمي نظامه. بعد فشله عسكريا لم يتبق له سوى الهرب إما إلى روسيا، وإما إلى إيران، وإما إلى ما قد يعتبره ملاذه العائلي. وأمام حلمه بالملاذ العائلي المتواضع تحديان: اعتباره شخصا مطاردا سيباعد بينه وبين سكان هذه المناطق، من علويين ومسيحيين، لا يريدون تحمل أوزاره، ولا الدفاع عنه. والثاني، حتى لو كافأوه على أخطائه الشنيعة ومنحوه ملاذا ورأسوه عليهم، فكيف يمكن له أن يحمي هذه المناطق من عشرات الآلاف من…
الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢
هبطت بي طائرة “فلاي دبي” في مطار أبها قبل يومين. ويا لروعة نسيم الجنوب يعانقني وأنا أنزل سلم الطائرة وأشاهد الدهشة على وجوه الواصلين معي. من حرارة شديدة ورطوبة في دبي إلى جو غائم ورشات مطر والفارق بين المناخين رحلة جوية لم تبلغ الساعات الثلاث. تأخرت قليلاً أمام “كاونتر” الجوازات حتى أنتهي من “سوء الفهم” في “تشابه الأسماء” الذي تستقبلني به مطارات بلادي وتودعني. حملت حقيبتي نحو صف سيارات الأجرة المنظم خارج المطار وابتسامتي تسبقني: وأخيراً أستطيع أن أستقل سيارة أجرة من دون صراخ ومحاولات اختطاف؟ في مطاراتنا، عشت تجارب مضحكة تصلح أفكاراً لطاش ما طاش -أيام مجده- كقصتي مع سائق يعدك أن تكون “الراكب الوحيد” فتجد نفسك رقم أربعة داخل السيارة الصغيرة.. وحينما تحاول أن تغادر السيارة وتبحث عن بديل تكتشف أن حقيبتك قد أحكم الخناق عليها في “شنطة” سيارة الأجرة ثم يأتيك السائق متوسلاً: تكفى يا وجه الخير.. لا تحسدني! قلت لسائق الأجرة في مطار أبها: تأخذني الآن إلى…
السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢
منذ بداية شهر رمضان الكريم وأنا حريص كل الحرص على التواصل مع صديقي المثقف ابن القطيف، صاحب الفكر والقلم والرأي والحكمة، عرفتك ابنا بارا بأهلك ووطنك، اجتمعنا سوياً على المبادئ الأساسية واتفقنا على ألا نختلف على هذه المبادئ وإن كانت الوسائل لتحقيقها مختلفة، دار بيننا نقاش طويل واحترمنا سويا آراءنا المختلفة أحيانا، واتفقنا على وحدة الوطن والقيادة، وتذكرنا بأننا كنا في الماضي شعوبا وقبائل متفرقة في وسط الجزيرة وشمالها وجنوبها وشرقها وغربها فرضت على بعضنا الظروف الاقتصادية الهجرة خارج الأوطان بحثا عن الرزق ولقمة العيش، ومن شدة الفقر غارت بعض القبائل على الأخرى طمعاً في المال والجاه، ولم يكن حب الوطن عامل جذب للمحبة بيننا، لأن مصالحنا كانت متفرقة ومختلفة كل منا همه نفسه وعائلته وقبيلته. غلبت على عاداتنا الأنانية وحب الذات وتغليب المصلحة الخاصة على العامة. لم يكن العالم يعرف عنا شيئا سوى معرفته لمكة المكرمة قبلة المسلمين منذ الأزل والمدينة المنورة مسجد رسولنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة…
السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢
لا أحترم من يتوارون خلف العبارات المنمقة، ويمررون أجنداتهم بين السطور. لا يعجبني من يفضلون المداهنة يوماً، والمغازلة يوماً آخر، والمنطق يوماً ثالثاً، ثم فجأة يتحولون للعدائية الشديدة والتحريض في اليوم الرابع. تجدهم حولك أينما يممت وجهك، يتخفون ولا يعلنون عن انتماءاتهم الحقيقية، وكأنهم يعلمون أن وراء الأكمة ما وراءها. يناصرون ''إخوانهم'' وتنظيمهم العالمي بحماس منقطع النظير، والويل والثبور لمن يطلق عليهم لقب ''إخواني''. فهل هناك ما يخشونه؟ لا تجد من يجيب عن هذا السؤال أبداً. هل يتمنون ربيعا إخوانيا في الخليج؟ لا شك أن ذلك غاية أمنياتهم ورغباتهم، ربما ليسوا جميعا يصرحون بها، ولكنهم يعملون عليها ليلاً ونهاراً، في حين أن بعضهم أكثر صراحة ودون مواربة أو ''تقية''، ويعلنها بأن ''الحل'' هو ربيع يعم دول الخليج، هكذا، فهذا هو مطلبهم الأول، أما وسيلتهم فلن يجدوا أفضل من وصول ''الإخوان'' في مصر وتونس واليمن. يعتقدون أن ذلك مبرر كاف لـ ''تسريع'' وتيرة الحركية التي يعملون تحت مظلتها في دول متعددة…
السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢
ميليشاتٌ فكرية تجوب الأفق، تدعوك للاصطفاف معها، وإلا فأنتَ ضدها. تشتمك، لا تبغي إهانتك فقط، ولكنها تريد أيضاً جرّك إلى أوحال الغضب، والسفاهة، والفُرْقة. حاولتُ أن أكرهها لكنني فشلت. حاولتُ مراراً، فاكتشفتُ أن الكُرْه يحتاجُ إلى كمية هائلة من الغباء، وكم عظيم من الجهل. الكُرْه تعريف آخر للظلام، وأحد مرادفات الظُلْم، وقناعٌ يرتديه الضلال عندما يحاول أن يكون مُثقفاً، أو واقعياً، أو مُخْلصاً. حاولتُ أن أكره عدوّي، وعندما أدعوه عدوّي فإنني لا أفعل ذلك لأني أكرهه؛ بل لأنه يناصبني العداء، أما أنا فأناصبه التجاهل. فهو يؤمن بما أؤمن به، ويتحدث لغتي، ويُعظّم نفس شعائري، ولذلك لم أستطع أن أكرهه. قرأتُ مرة رسائل النبي –صلى الله عليه وسلم– إلى أعدائه فوجدتُ أنه كان يخاطبهم بأدب عظيم، وبقلبٍ رحيم، وبعقلٍ حكيم. كَتَبَ إلى أحدهم: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى». وكتب إلى آخر: «من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢
مع احتفال مصر بثورة 23 يوليو انفجر جدل هناك، كيف نحتفل بثورة يوليو وقد أسقطناها في 25 يناير؟ طرح هذا السؤال بقوة. الشباب هم الذين كانوا يتساءلون أكثر. بالنسبة اليهم ثورة يوليو تمثل «حكم العسكر» والقمع والاستبداد، إنها الأم الحاضنة لنظام مبارك الذي انتفضوا ضده. أسئلة أخرى عن «تعارض» احتفال الرئيس الجديد محمد مرسي بذكرى الثورة مع كونه من «الإخوان» الذين ناصبتهم الثورة العداء وناصبوها مثله. بالطبع كان هناك من يدافع عن الثورة، ويبرز إنجازاتها ويقول إن «25 يناير» ستصحح أخطاءها. الرئيس مرسي قال قولاً كهذا في كلمته بمناسبة الثورة. يمكن تفسير كل ما سبق على أنه صراع سياسي، ولكنه أيضاً صراع طبقي. إنها أصوات الطبقة الشعبية الجديدة المهمشة التي وجدت مكاناً لها تحت الشمس المصرية بعد 25 يناير، «ولكن أهم إنجازات ثورة يوليو هو إلغاء الطبقية وحكم الإقطاع وانحيازها للمهمشين من عمال وفلاحين».. سيصرخ فينا أحد المدافعين عنها. إنه صادق، ولكنها وخلال سنوات قليلة شكلت طبقتها الحاكمة الجديدة، بعدما…
السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢
في صالون زياد الدريس، في منزله في باريس، سعدت بمقابلة عدد من السفراء العرب لدى منظمة اليونسكو. وسعدت أكثر حينما عرفت أن الدكتور زياد الدريس، سفير المملكة لدى اليونسكو، يقيم صالونه الثقافي شهرياً. في هذا الصالون، تجتمع أصوات ثقافية عربية مهمة، بعضها مقيم في باريس والآخر يكون في زيارة عابرة لفرنسا. ما أظن مثقفاً أو إعلامياً سعودياً مر بباريس من دون حضور مناسبة ثقافية من ترتيب سفيرنا النشط لدى اليونسكو. فإن فاتت الزائر جلسة أبي غسان الثقافية رتب له زيارة ممتعة لمقر اليونسكو في باريس. و إن لم يسعفك الوقت لحضور صالونه الثقافي أو زيارة مقره في اليونسكو فإنك غالباً ستحظى بجلسة ممتعة معه في مقهى باريسي أنيق. ومع أن الدكتور زياد ليس في حاجة لشهادتي، وهي أصلاً شهادة مجروحة بحكم الصداقة الطويلة، إلا أن الواجب الوطني يحتم علينا أن نحتفي برموزنا الوطنية خصوصاً تلك التي تمثلنا في الخارج. أجزم أن مقولة «المسؤول الصح في المكان الصح» تنطبق على سفيرنا…
الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٢
أثناء الغزو العراقي للكويت تفاجأت النخب الكويتية، على اختلافها، الإسلامية والقومية، بالمواقف المخزية التي اتخذتها بعض النخب التي تنتمي لنفس تياراتها الفكرية في مختلف الأقطار العربية، بوقوف الأخيرة موقف المؤيد للغزو العراقي. عندها شعر الكويتيون بأن ارتباطاتهم الأيديولوجية والتنظيمية بالتيارات التي تمثلها تلك النخب لم تكن في محلها، وخصوصاً عندما وقفت النخب الخليجية بمختلف انتماءاتها الفكرية، مؤيدة للموقف الكويتي ورافضة تماماً لأي تبرير تجاه الموقف العراقي. وبعد تحرير الكويت أعادت كثير من النخب الكويتية تفكيرها في انتماءاتها الحَرَكية والأيديولوجية المرتبطة بالخارج، وأدركت أن لكلٍ حساباته الخاصة ومصالحه التي سيقدمها على حساب الآخرين حتى وإن عنى ذلك سلبهم ممتلكاتهم وأرضهم وأرواحهم، طالما أنهم لا ينتمون إلى أرض واحدة. واليوم يعيد المشهد نفسه ولكن على نطاق أوسع، جغرافياً وأيديولجياً، فالناظر إلى الانتماءات الفكرية لأبناء الخليج لا يكاد يجد انتماءً محلياً صِرفاً، بل بات كثير من الخليجيين يستوردون أيديولوجيات سياسية أو مذهبية أو عقائدية من الخارج، أي من دول الجوار والدول العربية، ثم…
الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٢
في إحدى القنوات الإخبارية تابعت تقريراً عن أماندا ، أماندا هي فتاة إندونيسية تقطن في جاكرتا ، وتضطر لاستخدام وسائل النقل العام في تنقلاتها عبر شوارع العاصمة ، تعرضت أماندا لحادثتي تحرش في الباص ، ما دفعها للالتحاق بفصول نسائية لتعليم مهارات الدفاع عن النفس ، وبحسب التقرير فإن أماندا ليست استثناءً فهنالك فالعديدات من بنات جنسها وجنسيتها أصبحن يرتدن هذه الفصول بهدف تعلم المهارات ذاتها . وبعيداً عن موضوع التحرشات الذي بات ظاهرة عالمية تشتكي منها السيدات ، فلا أدري لم قفزت إلى ذاكرتي مجدداً بعض قصص التعنيف ضد العاملات المنزليات من قبل ربات البيوت ، ما دفع الكثير من البلدان لإعادة النظر في شروط عقود عمل العاملات المنزليات وإضافة شروط أخرى جديدة بما يوفر لرعايا تلك الدول الحماية المطلوبة خلال فترة إقامتهم في بلد العمل ، وفي حال توصلت الجهات المعنية إلى تسوية فيما يتعلق بإعادة فتح باب الاستقدام مجدداً من بعض الدول التي تم إيقافها سابقاً ،…
الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٢
مرة حاورت الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي في مكتبه في بوسطن. وجاء الحوار إلى دور المثقف في صناعة التغيير. كان سؤالي يفترض “المثالية” في المثقف وفي أدواره. وكان تشومسكي يذكرني أن المثقف في آخر النهار إنسان، مثله مثل بقية الناس في مجتمعه، وليس نبياً أو من الملائكة حتى نصبغ عليه المثالية. المثقف -في إجابة- تشومسكي له قناعاته التي قد لا يتفق عليها الناس وبالتالي يصدمهم أحياناً بآرائه التي لا تتوافق مع آرائهم. وهو أيضاً صاحب مصالح ومخاوف تبدأ من خوفه على عائلته ولا تنتهي عند خشيته على نفسه من السجن أو الموت. استغرب هذه الأيام من بعض الناشطين، في المجالس الخاصة أو في قنوات التواصل الاجتماعي، وهم يتحدثون بمثالية مفرطة عن “القيم” و”المبادئ” و”الأخلاقيات” التي يفترضونها في المثقف. وهم يضعون معايير تلك القيم والمبادئ وفقاً لآرائهم ومواقفهم. فالمثقف الذي لا يتفق مع مواقفهم يصبح مباشرة في نظرهم عميلا وخائنا وليس عنده مبادئ! والسؤال هنا: من يُقيّم من؟ ومن يملك الحق في…