آراء

ما عرفتني؟

السبت ٠٣ مارس ٢٠١٢

يرن هاتفك برقم لا تعرفه.. تجيب وأنت في زحمة العمل.. يأتيك صوت غريب يسأل إن كنت فلانا فتجيب: نعم. فيعود لتكرار مقدمات طويلة من مثل كيف الحال، وشو الأخبار، ويا الله كم أنت قطوع. يأتي دورك في السؤال: من معي؟ فيجيبك بسؤال آخر: معقولة.. ما عرفتني؟ فتجيب بلغة قاطعة أنك لم تعرف المتصل وتكرر السؤال: من معي؟، فيأتي الجواب: يا رجل.. حاول تعرف من أنا، تبلغه أنك مشغول أو على وشك الدخول لاجتماع، فيرد عليك: الله يا الزمن، صرنا مشغولين ونتكبر على الناس!، تسأل للمرة العاشرة: من معي؟، فيمتحنك: حاول تتذكر! ولا تصل معه لأي نتيجة. الفاضي يعمل قاضي كما يقال. ما الحل إذن؟ صديقي مازن العليوي يقفل الهاتف في وجه المتصل الذي يبادره بالسؤال: ما عرفتني؟، أما أنا فصرت بعد الدقيقة الأولى من اللت والعجن في: ما عرفتني أنهي الاتصال وسامح الله من أعطى رقمي لهذا المتصل الغثيث. ما الفائدة من امتحان ذاكرتي؛ لمعرفة إن كانت محتفظة بصوت المتصل…

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

ماذا فعلت بنا الطائرة!

السبت ٠٣ مارس ٢٠١٢

عندما كنت صغيراً كان ابن عمّتي خالد يدرس في أمريكا، وبما أنه كان الحفيد الوحيد، في تلك الأيام، الذي غامر وسافر عبر الكرة الأرضية للدراسة، فلقد كان سفره وعودته حدثين مشهودين في حياة العائلة كلها. ففي يوم سفر خالد كنا نجتمع في بيت عمتي لتوديعه.فالنساء يقبلنه ويحتضنه ثم يبكينه ويدعين له، أما الرجال فلقد كانوا ينطلقون خلفه بسياراتهم في موكب أشبه بتظاهرة عامة. وفي يوم عودته، كان أفراد العائلة يملؤون قاعة الاستقبال في المطار احتفاء بقدومه، ولم تكن عمتي تتهاون في صنع وليمة ضخمة لاستقباله وكل أفراد العائلة الذين أتوا لتهنئتها بسلامة وصوله. لقد كان السفر في الثمانينات عبارة عن حدث أسري واجتماعي، فلا يفوت المسافر، حتى وإن كان ذاهبا للسياحة، أن يزور أهله وأصدقاءه قبل السفر للسلام عليهم أو كما كان يُقال «لتوديعهم» في مشهد درامي مليء بالدموع؛ وكأنه ذاهب إلى حرب قد لا يعود منها. وغالباً ما كان يحدث ذلك إذا كان مسافراً بالطائرة، أما إن كان بالسيارة…

كيف كنا؟

الجمعة ٠٢ مارس ٢٠١٢

حينما كنا صغاراً كان الأكبر منا سناً يحدثنا عن تعب الحياة يوم كان في عمرنا. ظننا أننا أكثر حظاً ممن قبلنا. وحينما كنا نذهب للمدرسة في صندوق سيارة نقل قديمة كان الجيل الذي يكبرنا قليلاً يخبرنا كم كنا محظوظين لأننا لم نذهب للمدرسة على ظهر حمار أو مشياً على الأقدام. وتمر السنون وإذا بجيلي يخاطب من بعده بذات المنطق ونفس اللغة: يا لكم من جيل محظوظ: تذهبون للمدرسة بسيارات مكيفة! قبل أيام سمعت من يصغرني يتحدث عن معاناته أيام الدراسة: كيف استطعنا النجاح من دون إنترنت؟ وكيف كنا نذاكر من غير قوقل؟ ولن أستغرب لو جاء زمان يقول فيه بعضنا: محظوظ شباب اليوم: يطيرون بمركبات طائرة للمدرسة! الحقيقة أن الحياة تتجدد كل يوم بمعطيات التقنية ومنتجاتها. وما كنا نظنه ترفاً بالأمس صار اليوم ضرورة حياة. كل شيء حولك الآن يعطيك فرصة ذهبية لإثبات قدرتك على التجدد والتفاعل مع الجديد من المنتجات والأفكار. حتى في هذه اللحظة التي أكتب فيها ما…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

اللغة العربية على الهامش

الخميس ٠١ مارس ٢٠١٢

غابت اللغة العربية ونقلت للحضور مترجمة مطلع هذا الأسبوع في ملتقى كبير نظمته مؤسسة عربية في دبي. شارك في الجلسة الأخيرة ثمانية متحدثين، خمسة منهم عرب يشغلون مناصب هامة في مؤسساتهم الإعلامية أو وظائفهم الرسمية.. حتى هؤلاء العرب نأوا بأنفسهم عن التكلم بالعربية وهم يطرحون أفكارهم أو يحاورون الحضور على الرغم من أن "إنجليزية" بعضهم ليست على ما يرام. ولولا المترجمتين الفوريتين اللتين ترجمتا حديث المشاركين للحضور العرب لغابت اللغة العربية تماما عن اليوم الثاني من ملتقى عرب سات السنوي. وليت مؤسسة "عرب سات" انطلقت من اسمها، وجعلت اللغة العربية هي الرئيسية في ملتقاها، ولن يضيرها ذلك في شيء، فمدينة دبي عربية، والمؤسسة المنظمة عربية، ومعظم الحضور عرب، والمشاهدون العرب هم المستهدفون من الملتقى.. لكنه الخلل. بغض النظر عن كل منجز دبي، لكن "العربي" يشعر أنه غريب فيها لأن أهم ما يقربه منها مفقود، إن ذهب إلى أي محل ليشتري شيئا من البائع وخاطبه باللغة العربية، فأول رد من البائع…

إن لم تكن «ولدنا»!

الخميس ٠١ مارس ٢٠١٢

حينما يعبث “ولدنا” بأموال غيره فهو معذور لأنه في آخر النهار يظل “ولدنا”. إنه في كل الأحوال من دمنا ولحمنا! وإن قال غيره ربع ما قال قامت دنيانا ولم تقعد. وما يخسأ إلا كل من هو خارج دائرة “ولدنا”، كيف يجرؤ على نقدنا؟ كل زلة مغفورة لـ”ولدنا”. ما يحق لـ”ولدنا” لا يحق لغير “ولدنا”. وبغض النظر عن المؤهل والقدرات، “ولدنا” هو الأجدر بثقتنا وبمناصبنا وبهدايانا وكل امتيازاتنا. يخطئ فنسامحه. ينتقد فنعاتبه عتاب الأب لابنه والأخ لأخيه. يقول في الإعلام كلاماً لو قاله غيره لقطعنا لسانه، نتجاوز عنه ثقة في حسن نيته وطيب مقصده. إنه دائماً وأبداً “ولدنا” الوفي مهما أخذه الحماس حيناً أو ضلله بعض “الحاقدين” حوله من أولاد الجيران وجيران الجيران! هذا الـ”ولدنا” ميزه الله عن غيره بأنه مهما قال أو فعل يبقى منا وفينا. ولدنا هذا كان أجداده من أقرب الناس لأجدادنا. جده رعى الغنم في طفولته مع جدي. وأبوه صادق أبي. وأخوه شارك في التجارة أخي. أحياناً…

يا سعيد!

الأربعاء ٢٩ فبراير ٢٠١٢

يا سلام عليك يا سعيد! قلتها مباشرة بعد أن قرأت مقالة الزميل العزيز سعيد الوهابي الأربعاء الماضي بعنوان “لا حرية لا كتابة“. أعدت قراءة المقالة ثانية وثالثة، ثم دعوت الله أن يحميك يا سعيد من شباك أولئك الذين نسوا كل شيء حولهم وتفرغوا للاصطياد في المياه العكرة -وهي فعلاً عكرة جداً- عسى أن يظفروا بضحية من مخالفيهم ليعلنوا انتصارهم أمام هزائمهم الكثيرة! نحن يا سعيد في زمن محاكم التفتيش الجديدة. فشبيحة الفكر تطاردك في كل سطر وكل كلمة. فإما أن تقول بما يملونه عليك، في مصادرة قبيحة لرأيك ورؤيتك، وإلا هجموا عليك -بكل غضبهم المكبوت- وأطلقوا عليك تهم الضلال والعمالة والخيانة. هم الوطنيون وغيرهم خونة. وهم الحق ومن سواهم الباطل. هم الصادقون ومن يختلف معهم في صفوف المنافقين والمتآمرين و”زوار السفارات”. بعضهم يختزل الدين العظيم في فهمه وحده. ويختزل الوطن الكبير بتنوعه في رؤيته وحده. إنهم لا يرون من الألوان سوى الأبيض والأسود. ولا يعرفون من فصول السنة سوى الشتاء…

ياسر حارب

الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠١٢

تربطني صداقة وثيقة بالكاتب الإماراتي الشاب ياسر حارب. بدأت صداقتي معه قبل أن ألتقيه. كانت هي تلك الصداقة التي تتشكل من بين ثنايا حروفه وسطوره. قبل خمس سنوات قرأت له في البيان مجموعة من مقالاته فإذا بها تأسرني بخطها التنويري وأسلوبها الممتع وأفكاره الجريئة. كان في كثير منها “مغامرة” فكرية؛ فمن يجرؤ -في مقتبل الكتابة- على تبني التنوير ونقد الخطاب السائد وكشف المستور في تناقضات الثقافة والتفكير والمجتمع؟ بادرت بالتواصل معه ثم نشأت صداقة أعمق لأكتشف أن ياسر عملة نادرة ليس فقط في وعيه وفكره، ولكن في صدقه مع نفسه. هذا الكاتب يعيش عملياً أفكاره في علاقاته ومع أصدقائه وزملائه. يصعب في مجتمعاتنا العربية أن تجد من يطبق قناعاته على نفسه أولاً. إننا في الغالب من نتاج ثقافة مملوءة بالتناقضات والمجاملات والمحاذير. من شبه المستحيل أن تعيش بأفكارك التنويرية وسط مجتمع محافظ يحاصر المفكر بأسئلة الريبة والشكوك وسوء الظنون. لكن ياسر استطاع في وقت قصير أن يكسب أغلب الأطياف الشابة،…

السعوديون وثوار سورية

الإثنين ٢٧ فبراير ٢٠١٢

مرة أخرى، يظل الموقف السعودي مما يحدث اليوم في سورية، هو أبرز المواقف السياسية الداعمة لثورة الشعب السوري ضد آلة الموت والعذاب على أيدي نظام الأسد الظالم. ولذلك جاء تأييد الأمير سعود الفيصل لفكرة تسليح الثوار السوريين في محله. علينا أن نفرق بين الأمنيات والحقائق -على الأرض- في المشهد السوري. فلا الحل السلمي ينفع مع طاغية مثل الأسد و”جماعته” ولا الجيش الحر، بإمكاناته المتواضعة، قادر على حماية المدنيين من بطش أجهزة الأمن وشبيحتها. بشار الأسد قرر -وبوقاحة- أن يغلق الأبواب في وجه أي بادرة جادة لحل سلمي ينقذ البلاد من كارثة الحرب الأهلية. بل إنه يسعى لتأجيجها أملاً في تأجيل موعد نهايته. لا حل آخر غير السلاح. وتلك حقيقة أدركها من يعرف الداخل السوري منذ اليوم الأول لاندلاع الاحتجاجات في درعا. فالإرث الأمني الذي يعشعش في رؤوس كبار ضباط الأسد من طائفته ضلل بشار الأسد؛ فظن أن تكرار مجزرة حماة في عام 1982 في أكثر من مدينة ومحافظة سورية سيسكت…

مشعل القرقاوي
مشعل القرقاوي
كاتب ومحلل إماراتي متخصص في الشؤون الراهنة في المنطقة. بعد حصوله على البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال (تخصص تمويل)، بدأ حياته المهنية كمصرفي كما قام بتأسيس شركة عائلية في قطاع البنية التحتية. وبعد كتابة عمود أسبوعي في الصحف المحلية، انضم إلى حكومة دبي وترأس ملف المشاريع الثقافية المعاصرة. يواصل مشعل كتاباته مع التركيز بشكل خاص على منطقة مجلس التعاون الخليجي بدولها ومدنها محللاً تحديات وفرص المنطقة الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

الاتحاد الخليجي… الطموح النبيل

الإثنين ٢٧ فبراير ٢٠١٢

ردّاً على سؤال خلال مقابلة على قناة "العربية" الأسبوع الماضي حول دعوة العاهل السعودي الملك عبدالله مؤخراً لاتحاد خليجي، قال النائب أحمد السعدون رئيس مجلس الأمة الكويتي الجديد إنه يشجع التقارب والتعاون الخليجي ويراه ضروريّاً، وإنه لابد من أخذ ظروف كل دولة بعين الاعتبار. وتحت ضغط المذيع، أضاف السعدون أنه من الصعب على دولة مثل الكويت أن تدخل في اتحاد مع دولة تعج سجونها بآلاف سجناء الرأي. ردود الفعل الرسمية كانت شبه معدومة في حين أن ردود الفعل من الكويت والنشطاء الخليجيين رحبت بتصريح السعدون واعتبرته صادقاً وشجاعاً. وردود الفعل الأخرى على الشبكات الاجتماعية والمجالس الخاصة تراوحت بين نقد التصريح ونقد توقيته. والحقيقة أن غالبية من يلحون على استعجال الاتحاد يستحضرون الخطر الإيراني وتداعيات واقع التحول العربي. وبالنسبة للخطر الإيراني، ودون احتساب آثار الحزمة الأخيرة من العقوبات الاقتصادية، فإن الجمهورية الإسلامية على وشك الانهيار الاقتصادي. فإنتاجها النفطي في انخفاض مستمر منذ سنوات، ونسبة التضخم تقارب 20% وسعر كيلو اللحم تخطى…

علي الظفيري
علي الظفيري
كاتب وإعلامي سعودي، وُلد في دولة الكويت في 19 أكتوبر 1975. حصل على بكالوريوس علم نفس تربوي من كلية التربية في جامعة الكويت عام 1997، ثم دبلوم إعلام من جامعة الملك سعود في الرياض عام 1999. عمل في جريدة الوطن السعودية في الفترة من 2002 إلى 2004، وإذاعة وتلفزيون المملكة العربية السعودية ما بين عامي 2000 و2004. يعمل حالياً كمذيع ومقدم برامج سياسية في قناة الجزيرة القطرية.

السعودية وربيع العرب

الأحد ٢٦ فبراير ٢٠١٢

يمكن القول إن البطالة والإسكان والفقر ومكافحة الفساد وحرية الإعلام والاعتقال لأسباب أمنية أو سياسية ، تشكل جملة القضايا الرئيسية المطروحة على الساحة السعودية ، وهذه العناوين ترتبط مباشرة بقضية أساسية ملحة تشغل النخب المحلية تتمثل في مطلب المشاركة السياسية الذي تدعو له شرائح واسعة في المجتمع ، وبدرجة أكبر مما كان عليه الأمر في السابق ، ويتضح ذلك في الأعداد الكبيرة للموقعين على عريضة دولة الحقوق والمؤسسات التي تم توجيهها إلى الملك عبدالله بعد ثورتي تونس ومصر اللتين أطاحتا بأعتى نظامين أمنيين استبداديين في المنطقة ، وقد بدأت الوثيقة بتهنئة الملك على شفاءه ودعوته لتحقيق ما وعد به من الإصلاح والعدل ورفع الظلم واجتثاث الفساد ، ما يشير بوضوح لانتهاج الموقعين طريقا مختلفا من حيث الشكل عن المسار الذي أخذه الحراك الشعبي في البلدان الأخرى ، إذ اقتصر الأمر على توجيه خطاب مفتوح بالغ التهذيب إلى رأس الدولة ، لكن في الوقت ذاته جاءت مطالب الموقعين – وهم أكثر…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

دراما “الترك” تسقط جعجعة ساستهم

الأحد ٢٦ فبراير ٢٠١٢

لم تُجدِ كل خطب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وتهديداته للنظام السوري في تقريب الترك من العرب مثلما أفادت المسلسلات التركية المدبلجة، فالخطب والتهديدات كانت جعجعة من غير طحين بحسب رأي الغالبية ممن يحللون أو يعلقون، أما المسلسلات فقد جعلت كثيرا من العرب يحفظون أشكال وأسماء الممثلين الأتراك، وصاروا يرتحلون إلى بلادهم ليزوروا قصر "يلدز" وغيره من مواقع صورت فيها المسلسلات. ويقال أيضا إن تلفزيون دبي في مأزق مع المعلنين الذين يتهافتون بصورة غير مسبوقة على حجز أوقات دعائية خلال فترة عرض المسلسل التركي "حريم السلطان" لأنه الأعلى مشاهدة من قبل الجمهور كما يبدو خلال الفترة الحالية، ما جعله الأكثر جلبا للإعلان، وبحسب أحد مسؤولي تلفزيون دبي تعدى مجموع مبالغ الإعلانات في الحلقات المعروضة لليوم ما حققته دورات برامجية كاملة في كثير من تلفزيونات الوطن العربي. ولأن أصغر تفاصيل الفنانين الأتراك يعد خبرا تتناقله المواقع، يحكي أن سائحة عربية – على ذمة موقع إم بي سي نقلا عن صحيفة…

صناعة الأبطال

الأحد ٢٦ فبراير ٢٠١٢

يكتب المثقف أو يقول رأياً ناقداً، في شأن محلي أو موقف سياسي، فيجد نفسه بين ليلة وضحاها وقد أصبح بطلاً وطنياً وهو لم يقصد. بعض المؤسسات العربية تجيد صناعة الأبطال. ومن ثم تصنع أعداءها بأيديها. أحياناً عن قصد وأحياناً كثيرة عن جهل. فالمثقف -أو غيره- حينما يُضايق (بالسجن أو المنع من السفر) لأنه عبّر عن رأي مختلف تجاه موقف أو سياسة إنما نصنع منه ما لم يرده لنفسه. والنقد، عموماً، ضرورة تنموية لما توجِده من توازن إيجابي في صناعة القرار. حينما أعترض على رأيك فإنني لا أعترض بالضرورة عليك. وحينما أقترح فكرة مختلفة عن تلك التي تعودت عليها وارتحت طويلاً لها فإنني لا أقصد مطلقاً التشكيك في شرعيتك أو في قدرتك. أنا فقط أعبّر عن رأيي، وتستطيع بالحوار الإيجابي أن تقنعني بخطأ رأيي. وإن استطعت إقناعي بخطئي فلك أن أبادر بالاعتذار منك مع باقة شكر صادقة لقاء مساعدتي على رؤية ما كنت لا أرى! عندي صديق تعلمت منه مصطلح «تكبير…