آراء

«الحولة» ونفاق العالم!

الثلاثاء ٢٩ مايو ٢٠١٢

ما أكبرها من كذبة تلك التي تمثَّلت في ردود الفعل الرسمية لدول كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرهما بعد مجزرة «الحولة». ما من سياسي يتعاطى مع قضايا المنطقة إلا و يعرف جيداً دموية نظام الأسد الذي تأسس أصلاً على العنف و زراعة الرعب. كأنهم اليوم تفاجأوا بالوجه الحقيقي شديد القبح لبشار. قُتل في عام واحد ما لا يقل عن عشرة آلاف سوري على أيدي قوى الأمن السورية و العالم كله يتفرج. عُذِّب الأطفال و قُتِلُوا في الأرياف و المدن و«المجتمع الدولي» متردِّد في اتخاذ قرار صارم لوقف سيل الدم المستمر منذ عام. بل إن روسيا شريك علني في الجريمة. أما أمريكا فهي قلقة على أمن إسرائيل ومحتارة في طريقة التعامل مع إيران. أم أن واشنطن ستكرر ذات المشهد حينما تضاربت مواقفها في بداية الثورة المصرية ثم ما لبثت أن أيدت الثورة و كادت تزعم أنها من أشعل فتيلها؟ ما الذي ينتظره «المجتمع الدولي» وهو يشاهد اليوم – وعلى الهواء – المجازر…

«غطي وجهك يا حرمة» و«المناكير»!

الإثنين ٢٨ مايو ٢٠١٢

تقنية العصر ترصد حوادث اجتماعية ما كان للإعلام التقليدي علماً بها ولا قدرة على نقلها. الفتاة التي وثَّقت حوارها مع رجل هيئة الأمر بالمعروف، في المقطع الشهير بـ«فتاة المناكير»، قدَّمت لنا دليلاً جديداً على أن الإعلام الاجتماعي يمكنه أن يكون من أدوات النقد المؤثّرة. هذا الفيديو الذي شاهده عشرات الآلاف، من داخل المملكة وخارجها، عكس فجوة مهولة بين عقليتين. فالفتاة التي ترفض أن يُصادر حقُّها في الحركة داخل السوق بسبب «مناكيرها» تدرك أيضاً أنها اليوم مسلحة بتقنية ذكية تستطيع بها أن تشرك الآلاف في قضيتها. يقابل هذا الوعي عقلية أخرى ترى أن من واجبها الوظيفي (وربما الأخلاقي) أن تطرد الفتاة بحجة أن مناكيرها فتنة! أي العقليتين تنتمي لعصرنا؟ أنا ممن ملَّ جدالات الهيئة، والنقاش في تجاوزاتها وإنجازاتها، لكنني معني بقراءة أبعاد قصة «فتاة المناكير» من زاوية التحوُّلات الاجتماعية التي يمكننا اليوم رصدها بالصوت والصورة. فالطالبات اللائي تجمَّعْنَ في مظاهر احتجاجية في الجنوب والقصيم وحائل استطعن الوصول بقضاياهن للمسؤول، والعالم، بسرعة…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

معلومات “تستاهل” غير الكاملة

الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢

ليس غريبا أن يكون كثير من المشاهدين قد تساءلوا عن علاقة الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ بمهنة "طبيب توليد" بعد انتهاء حلقة الأسبوع الماضي من برنامج "تستاهل" على قناة "إم بي سي"، ففي المرحلة الأخيرة من رحلة السوري فراس حموي التي يسعى من خلالها لكسب مبلغ لعلاج صديقه عبر البرنامج جاءه السؤال: "من؟".. والمعلومة الأولى "طبيب توليد"، ومع استمرار كشف المعلومات المتوارية وراء الأرقام، تواصلت الخيوط التي تؤدي إلى الروائي نجيب محفوظ، باستثناء معلومة "طبيب توليد"، فهي بعيدة عنه في نظر المشارك. لو رأينا المعلومات التي تجمعت لدى المتسابق وحللناها، لأدركنا موقفه، ومنها: طبيب توليد: ؟؟؟ صلاح أبو سيف: مخرج سينمائي مصري راحل، أخرج أفلاما عن روايات نجيب محفوظ. 2006: عام وفاة محفوظ. محاولة اغتيال: تعرض لها محفوظ في أكتوبر 1994. نور الشريف: مثل أفلاما ومسلسلات عن روايات محفوظ. خان الخليلي: رواية لنجيب محفوظ. نوبل: أرفع جائزة أدبية عالمية نالها محفوظ عام 1988. احتار المتسابق الذي تجاوز المراحل كلها، لكنه…

الخليج ومصر

الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢

من أخطاء السياسة الخارجية الخليجية، على المستوى الإقليمي تحديداً، أنها في الغالب تخاطب القيادات السياسية وتغفل الشعوب. تهتم برضا الرئيس ومن في دائرته وتترك الشعب للظروف. مع الوقت نخسر القيادات التي ندعمها ونكسب عداوات شعوبها. القروض والمنح والمساعدات لا تذهب – إلا نادراً – للناس ولكن معظمها يضيع في دهاليز الفساد والبيروقراطية في الدولة التي تقدم لها المساعدات فتكون لاحقاً وبالاً علينا لأننا – عبر تلك الإعانات – ندعم الحكومات بدلاً من مساندة الشعوب. أو هكذا يُظن بنا. في اليمن اليوم، كثير من شباب التغيير ينظر للسياسة الخليجية تجاه اليمن كما لو كانت السبب في وأد ثورته. وفي مصر اليوم هناك من يعتقد أن دول الخليج تقف ضد ثورة المصريين وتدعم «بقايا الفلول». وكل هذه المواقف السلبية من دول الخليج هي حصاد عقود من تجاهل الشعوب وضعف التواصل الإيجابي معها. ولهذا فإننا بحاجة لإستراتيجية جديدة ومختلفة في تعاملنا مع شعوب المنطقة بحيث يكون المواطن هناك هو محور الاهتمام. الرؤساء يأتون…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

مهنيو الصحافة

السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢

كان جميلا ذلك الجهد الذي بذله الزملاء في "الوطن" بالمتابعة المنشورة أول من أمس حول قرار رئاسة مجلس الوزراء بحصر ممارسة الصحافة على الصحفيين المعتمدين في هيئة الصحفيين السعوديين. فالمسألة فعلا بحاجة إلى توضيح أكثر، وجملة واحدة لم تكن كافية ليفهمها عدد كبير جدا من العاملين في الصحف الورقية وكذلك الإلكترونية. ثمة نقطتان هنا من المهم الإشارة إليهما، أولاهما أن بدايات هيئة الصحفيين وما قامت به بعدها لم تشجع الصحفيين على الانتساب إليها، ولذلك توقف عدد المتفرغين من أعضائها على 441 عضوا، أما المتعاونون ممن لا يجوز لهم التصويت أو الترشح فعددهم قليل أصلا في الهيئة. ما يعني أن على الهيئة أن تطور نفسها. النقطة الثانية التي لم تأخذها متابعات القرار بعين الاعتبار هي وجود شريحة كبيرة عاملة في الصحافة السعودية من الصحفيين العرب، ومعظمهم لم ينتسبوا لهيئة الصحفيين السعوديين لأكثر من سبب، مثل كونهم منتسبين إلى اتحادات الصحفيين في بلدانهم أو أنهم رأوا أن الهيئة لا تخدمهم في شيء،…

لأنها مصر

السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢

ومثلما عشنا تجربة ميدان التحرير، كما لو كنا بين أبطاله، عشنا لحظات الترقب الطويلة لتلك الساعات التي تصطف فيها طوابير أهلنا في مصر لاختيار رئيسهم الجديد. مصر تختار رئيسها. الشعب اختار الرئيس. وما حماسنا لخروج مصر من عنق أزماتها إلا محبة لمصر وأهل مصر وثقة في دور مصر التنويري وإيماناً بأنها ستكون بوابة نهضتنا القادمة. قوة مصر قوة لنا. وما ضعفت مصر وتهاوى دورها إلا وضعف الدور العربي وتكاثرت مشكلاته. الإنسان ابن بيئته. والبيئة التي تشجع على الإبداع تخلق مجتمعات تواقة للمنافسة في الإبداع والإنتاج. هذا ما نأمله في الدور المصري القادم؛ أن تخلق مناخاً جديداً لأفكار تحث على الإبداع، وتنتشلنا -كأمة- من سقطتنا الحضارية المخيفة، أن تقفز بالإنسان في منطقتنا من صراعات الأيديولوجيا وألاعيب السياسة إلى ثقافة العمل والإبداع والمنافسة. والجيل الذي وقف بصدور عارية أمام دبابات الظلم والاستبداد واقف الآن بالمرصاد في وجه أية محاولة لإعادة مصر إلى الحفرة التي أرادت قوى الاستبداد حبسها فيها. لا خوف على…

مصر تتغير!

الجمعة ٢٥ مايو ٢٠١٢

الإصرار على مقاومة التغيير يعني الإصرار على العيش خارج العصر. وحينما تستشري حالة التذمر في المجتمع فإن تلك إشارة صريحة أن حالة السوء والتردّي قد بلغت حداً خطيراً. ولا بد من أن نتغيّر! لكل زمن ظروفه وثقافته. ولا يمكن أن أعيش اليوم بعقلية الأمس. أو أن أنتظر من ابني أن يفكر بعد عشرين سنة كما أفكر أنا اليوم. العالم من حولنا يتغير. وهاهي مصر اليوم تتغير. ومهما رافق التغيّر من أخطاء وآلام تبقى الحقيقة على الأرض ناصعة الوضوح مصر تتغيّر! المؤمنون بالتغيير غالباً هم المنتصرون. ولهذا فليس أمام العقلاء من صُنَّاع القرار في منطقتنا سوى استيعاب الدرس وفهمه جيداً. إنهم مطالبون الآن ليس بمجاراة التغيير وإنما بمسابقته. من لا يتغيّر اليوم غصباً عنه يتغيّر غداً. وكثير من الأفكار التي نرفضها بالأمس نتمسك بها اليوم. والأمثلة كثيرة. من قاوم فكرة تعليم المرأة قبل عقود يدافع عنها اليوم. ومن رفض إدخال الهاتف بيته قبل سنوات يحمل اليوم جواله في جيبه. ومن كان…

السعوديون على اليوتيوب!

الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٢

بحسب «العربية نت»، تتربع السعودية على عرش أكثر دول العالم في مشاهدة شبكة «يوتيوب» بواسطة الهواتف الذكية. ثمة مدمنون على اليوتيوب بحيث يشاهدون فيديوهات على اليوتيوب مرات كثيرة خلال اليوم الواحد. لكنني فعلاً احترت في أي سياق أقرأ هذا الخبر. لا أريد أن أقفز لتحليل سلبي كأن أفكر أن السعوديين -ومن يقيم في السعودية- كسالى وغير منتجين فيتجهون لإضاعة الوقت في مشاهدة اليوتيوب. إذ لعلهم منشغلون جداً بالقراءة والعمل فلا يجدون وقتاً لمشاهدة التلفزيون لكنهم يعوضون ذلك بمشاهدة ما فاتهم من برامج تلفزيونية مهمة بمشاهدتها لاحقاً على اليوتيوب. أم أنهم مبدعون مبتكرون لا يستسلمون لليأس من فتح دور للسينما في مدنهم فأجادوا استثمار اليوتيوب كبديل ترفيهي بين الأيادي؟ المهم أن اليوتيوب أعطانا فرصة أن نثبت للعالم أننا يمكن أن نكون رقم واحد ولو في مشاهدة الأفلام والبرامج وبعض القصص «الفشيلة»! والأهم -فعلاً- أن اليوتيوب أتاح فرصة ذهبية أمام مبدعينا الشباب، ممن يوصفون اليوم بنجوم اليوتيوب، لإبراز مواهبهم في النقد الاجتماعي…

(رأي): خير ما فعلتم!

الأربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٢

تأسيس الجمعية السعودية لكتاب الرأي (رأي) خبر مفرح في ظل أجواء الأخبار المحبطة في محيطنا هذه الأيام. شكراً لأصحاب المبادرة الخلاقة و شكراً لوزارة الثقافة و الإعلام على موافقتها على تأسيس هذه الجمعية. من الخطأ، في رأيي، أن نظن أن (رأي) جاءت كمنافس لهيئة الصحفيين السعوديين. و بغض النظر عن أي مأخذ على الأخيرة فإنها تبقى معنية بالعاملين المتفرغين في الصحافة. كاتب الرأي ليس بالضرورة أن يكون صحفياً متفرغاً. بل لعل الغالبية العظمى من كتاب الرأي في صحافتنا هم من خارج الوسط الصحفي من معلمين وأكاديمين و رجال أعمال. لم تعد الصحافة صحافة خبر فقط. أحياناً يطلق على صحافتنا «صحافة رأي» لأهمية صفحات و زوايا الرأي و لظهور بدائل جديدة و سريعة للحصول على الخبر و التحليل الإخباري. صحافتنا تعيش اليوم مرحلة جديدة أصبح (الرأي) فيها عمود النجاح و التفوق. كتاب الرأي في الصحافة هم من أبرز صناع الرأي العام في المجتمع. و على مر العقدين الماضيين، لعب كتاب الرأي…

أستاذ كرسي؟

الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٢

يبهرني أحياناً بعض المهووسين بالألقاب بثقتهم وجرأتهم وهم يقدمون أنفسهم بألقاب مثل دكتور، بروفيسور ومفكر! ولن أستغرب أن أسمع أحدهم يُعرّف بنفسه: أنا أستاذ كرسي فلان الفلاني! قال صديقي ساخراً إن «أستاذ كرسي» تعني أن سعادة الأستاذ الدكتور المفكر يجلس على كرسي ويحاضر على الناس. وتساءل: هل يحمل كرسيه فوق رأسه أينما ذهب؟ قبل سنوات كتبت عمن أسميتهم (دال نقطة)، من أولئك الذين يغضبون إن قدمتهم للآخرين من غير الإشارة لشهادة الدكتوراة التي يحملونها. ومع تقديري الصادق لكل أكاديمي جاد في مجتمعنا إلا أنني أثق تمام الثقة أن العالم الحقيقي هو من يدرك أن المرء كلما ازداد معرفة كلما ازداد قناعة أنه بحاجة لمزيد من المعرفة. الألقاب عند بعضنا مكملة لعناصر «الفشخرة» التي تشمل أحياناً صورة ملونة بالبشت و«دال نقطة» قبل الاسم الكريم. وإن قبلنا لقب «دكتور» في دوائر العمل أو الجامعة أو مناسبة رسمية، خاصة مع كثرة حملة هذا اللقب، ماذا نفعل بالألقاب من مثل أستاذ كرسي ومفكر؟ في…

وعود كبار المسؤولين!

الإثنين ٢١ مايو ٢٠١٢

ماذا لو حاسبنا بعض كبار المسؤولين على الوعود التي يطلقونها عادة في بداية استلام المنصب الجديد؟ بعضهم يعطي وعوداً كثيرها خيالي؛ إن كان يعرف أنها لن تتحقق فتلك مصيبة وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم! فحينما يأتي أحدهم واعداً أن مشروعات مؤسسته ستوفر عشرات الآلاف من الوظائف فإن من المسؤولية أن يُسأل عن وعده: متى وكيف؟ وقبل أن تنتهي فترة عمله ليت مجلس الشورى يفتح صفحة وعوده، الممكن منها والمستحيل، ما تحقق منها وما لم يتحقق! وعندها يمارس «الشورى» بعض المأمول من أدواره الرقابية. لو تحقق مبدأ المحاسبة لالتزم المسؤول الجديد الصمت قليلاً وما أطلق عنان الوعود التي قد لا تتحقق. وحينما يعطينا قائمة الوعود فإن من مسؤوليته أن يشرح لنا كيف له أن يحققها. الواقعية في الوعود مهمة وضرورية. فكثيرنا يدرك أن الوزير الجديد لا يملك عصا سحرية يستطيع بها حل مشكلات كبرى تداخلت في تعقيداتها (عوامل) كثيرة على مر سنوات طويلة. أسوأ ما يمكن أن يحدث أن نعطي…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

في مصر.. يحققون أحلامهم ويموتون غرباء

الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢

بعيدا عن القناعة بقدراتها الفنية وجودة صوتها، إلا أن غصنا ذبل قبل أيام في شجرة الزمن الفني الجميل برحيل المطربة "وردة الجزائرية" التي عاصرت عمالقة الطرب العربي الأصيل بكلماته ولحنه وغنائه. "وردة" التي قدمت من الجزائر إلى مصر صارعت للبقاء وإثبات الوجود في بلد مليء بالفنانين الكبار، مثلها في ذلك مثل كثير من المطربين الذين أثبتوا وجودهم في ساحة الغناء بمصر كفريد الأطرش وأسمهان وفايزة أحمد ونجاة القادمين من سورية وغيرهم... ولعلّ أهم أسباب توجه المطربين سابقا إلى مصر هو قوة إعلامها الذي يختصر طريق الشهرة على المستوى العربي لأي فنان متمكن. لكن الطريق في مصر لم تكن سهلة يوما ما لأي فنان قادم من الخارج، فـ"وردة" التي كم هاجمها أنيس منصور في مقالاته قائلا "المطربة دي بتزعق وما بتغنيش"، أُبعدت عن مصر مطلع الستينات من القرن العشرين، لأسباب تتعلق بكبار رجال الدولة، ومُنعت من دخولها لغاية بداية السبعينات مع استلام السادات للحكم.. وفريد الأطرش تعرض لحرب شرسة من بعض…