الأحد ٠٦ سبتمبر ٢٠٢٠
نعي نحن الفلسطينيين، حجم المعوقات التي اعترضت وتعترض مسيرة تحقيق مطلبنا العادل بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، جنباً إلى جنب مع دول الإقليم الملتزمة السلام فعلاً وقولاً، والملتزمة حفظ حقوق جيرانها وشعوبها. ونأتمن قيادتنا الشرعية المتمثلة بالسلطة الفلسطينية، على خياراتنا الاستراتيجية ومستقبل أجيالنا القادمة، مدركين المصاعب التي تعترض سعي الفرسان من القادة إلى سلام الشجعان منذ مؤتمر مدريد، ثم أوسلو، والمحاولات الكثيرة لتحقيق الاختراق بدعم الشرعية الدولية وتحت مظلة القوانين الدولية الخاصة بقضيتنا، مع كل التآمر الخارجي الذي ضيّق على قيادتنا وحجّم دورها وتأثيرها على المستوى الوطني بالدرجة الأولى، وكال إليها الاتهامات بالتخوين لسبب أو بلا سبب. ولأننا الفلسطينيين، المعنيون أولاً وأخيراً بالاتفاق النهائي ضمن مسار السلام الإقليمي بحل قضية اللاجئين والدولتين، والفاقدون أبسط حقوقنا الإنسانية، والمضحّون بخيرة شبابنا لأجل غدٍ أفضل لأبنائنا، والحافظون لجميل الأشقاء بالدماء والأرواح والأموال، طوال 70 عاماً من الصراع، فإننا ندرك الأخطار التي تتهدد أمتنا جمعاء، والتحشيد والتحريض الممارس ضد أنظمة عربية حاكمة بالعدل وناشرة…
الخميس ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٠
لم يكن موسماً عادياً، كان تحدياً على كافة الصُعد: صحياً، تنظيمياً، أمنياً، ونفسياً. هل تتمُ إقامة مراسم عزاء عاشوراء في السعودية، أم يكتفي الناسُ بالجلوس في منازلهم، ومتابعة "البث المباشر" عبر الإنترنت والفضائيات؟ نقاشاتٌ كثيرة جرت قبل شهر محرم، وآراء عدة؛ فحفظُ النفسِ ومنعُ وقوع الضرر الناتج من فيروس كورونا المستجد، وتقليل نسبِ الإصابة، أمورٌ أساسية مهمة لا يمكن التساهلُ تجاهها، ويجب أن تكون أولوية مقدمة على ما سواها. في الوقت ذاته، هنالك عاطفة دينية جياشة، لا تتعلقُ بموسم عاشوراء وحسب، بل، الرغبة في توطيد العلاقة مع السماء، والاحتماء بالروحانية، ضد المجهول، لعلَّ المستقبل الغامض يكون أقل قتامة! تجاوزت مراسم عاشوراء هذا العام دلالاتها الدينية، لتتحول إلى مسعى لـ"التشبث بالحياة"، والخروج من أجواء "الحجر الصحي"، والتنفس تحت سماء واسعة اشتاق لها الناس. لذلك هي نوعٌ من "التعافي النفسي" أكثر من كونها طقساً دينياً خالصاً. لم يكن المواطنون في السعودية وحدهم من يتوقون إلى ممارسة حيواتهم. نظرة بسيطةٌ حولنا ستجعلُ المرء…
الخميس ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٠
نظرًا لسجلها الحافل بالمواقف المعتدلة والمتسقة، والاعتقاد الراسخ بأن كافة الاختلافات يمكن حلّها بالحوار، وأن استخدام القوة هو فقط ملاذ أخير، دائمًا ما حظيت السياسة الخارجية الفرنسية بالاحترام الفائق في جميع أنحاء العالم العربي – وإيمانويل ماكرون ليس استثناءً لذلك. مع ذلك، وفي حين يتوجب الثناء على الرئيس الفرنسي لاهتمامه الحقيقي وتحركه الفوري لمساعدة لبنان في أسوأ أزماته، أخشى أن بعض النصائح التي قُدمت له قد تكون دليلاً للتعريف الشائع للجنون: فعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا وتوقع نتيجة مختلفة... أو كما يقول المثل اللبناني: "من يُجرّب المُجرب، بيكون عقله مخرّب". وهنا، أقصد بالطبع تصريحات ماكرون حول جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران، خلال زيارته للبنان. فقد قال ماكرون لموقع الأخبار الأميركي "بوليتيكو" إن حزب الله "يمثل جزءًا من الشعب اللبناني وهو حزب منتخب". (ولا بد من أن نتمنى هنا ألا يحتاج ماكرون، كمواطن فرنسي ضليع بالتاريخ، إلى من يذكّره بأن النازيين كانوا أيضًا "جزءًا من الشعب الألماني" وحزبًا سياسيًا منتخبًا!)…
الخميس ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٠
لا شكّ أن القرار الجريء الذي اتخذته دولة الإمارات العربية المتحدة يوم 13 أغسطس بمباشرة العلاقات الثنائية بينها وبين إسرائيل أنهى حالة من التكلس والجمود التي أصابت عملية السلام. كما شرّعت معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية أبواب إحلال السلام في المنطقة الذي كادت غالبية المواطنين العرب تظن أنّه تلاشى أو يكاد. ولا شكّ أيضا أنّ دولة الإمارات ـ التي تعلي قيم السلام واتخذت لعام 2019 شعار: عام التسامح وأطلقت قبل نحو 20 شهراً وثيقة الأخوة الإنسانية ـ صاحبة مبدأ راسخ يعلي قيم التعايش والتسامح وتتبنى مفهوم السلام الإستراتيجي، وهي ستعمل على توطيد عناصر تدعيمه بما يصب في مصلحة أمن ومستقبل المنطقة وأجيالها. وهنا، من الضروري تأكيد أنّ معاهدة السلام ستكون لها تأثيراتها الإيجابية على الواقع العربي، وعلى القضية الفلسطينية ، وبالأخص إنعاش وإحياء فكرة حل الدولتين التي كادت تتلاشى في الفترة الأخيرة نتيجة جمود عملية السلام في الشرق الأوسط، وهي حالة لها تداعيات وعواقب خطيرة، ليس على منطقة الشرق الأوسط فحسب،…
الأربعاء ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٠
لا يتعدَّى كل حجم أسطول العال الإسرائيلي 45 طائرة، لكن الفرحة بدت غامرة على محيا ركاب الطائرة الوحيدة التي عبرت أجواء الدول العربية، بما فيها السعودية والأردن، متجهة الاثنين الماضي إلى مطار أبوظبي؛ حيث الحدث السياسي المثير. بخلاف الفرح هناك، كانت ردود الفعل غاضبة جداً في قطر، أكثر مما هي غاضبة في رام الله. السر، القطريون لا يريدون لأحد غيرهم أن تكون له علاقة متميزة بالإسرائيليين، المفيدين جداً لهم. وكانت آخر محاولاتهم لتخريب الانفتاح على أبوظبي، في الأسبوع الماضي، سعوا للوساطة بين غزة وإسرائيل ودفعوا أموالاً لـ«حماس» لوقف أي اعتداء محتمل على الدولة اليهودية. لكن طائرة العال حطَّت، وجرت مراسم الاحتفال. وهي تذكرني بقصة نقل القوات الأميركية من الأراضي السعودية إلى قطر عام 2003. بعد أن شنت حملة ضخمة تندد فيها قطر بوجود «القوات الكافرة» هناك، وفور إخراج القوات الأميركية من السعودية لم ترحل إلا إلى قاعدة جديدة اسمها العديد في قطر. وهكذا سرق القطريون «الكفار الأميركيين»، في واحدة من…
الأربعاء ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٠
منذ الإعلان عن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، وصف بعض العرب هذه الخطوة بأنها تطبيع وأن التطبيع خيانة، وبصرف النظر عن أن هذه المعاهدة سيادية من حق دولة الإمارات وشعبها ولا شأن أو لا حق لأحد أن يتنمر على دولتنا ولا أن يهاجمها أو ينتقد سياستها، فلكلٍ دولته وقيادته التي إن أراد أن ينتقد أو يحاسب، فليذهب ويحاسبهم وينتقدهم هم أولاً. فللكثير منهم علاقات مع إسرائيل، وأنا لا أجد في ذلك أية مشكلة، فإسرائيل تعترف بوجودها جميع دول العالم، وعدم الاعتراف العربي لن ينقص من مكانتها وثقلها السياسي وأدوارها في المنطقة، وعلينا تقبل وجودها بل المضي في تحقيق السلام معها مراعاةً لمصلحة أجيالنا القادمة.عندما أرى أي تعليق أو هجوم أو حتى رفض للعلاقات العربية الإسرائيلية، أتساءل بكل موضوعية ما الذي استفاده العرب من العداء مع إسرائيل؟، هل استرجعوا فلسطين؟ أم حققوا انتصارات ضد إسرائيل؟، والغريب أن الجميع يعلم أن هذا لم يحدث، وأن العداء مع إسرائيل كان وما زال مجرد شعارات…
الأربعاء ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٠
معدلات الإصابة اليومية بفيروس كورونا المستجد بدأت تتزايد في الأيام الأخيرة، ورغم أن هذه الزيادات تعتبر مقلقة دون شك، فإنها متوقعة، بل ربما نشهد في الأيام المقبلة زيادات أخرى محتملة في أعداد الإصابات اليومية، وهذا انعكاس طبيعي جداً لزيادة حركة أفراد المجتمع، وعودة الحياة في المجالات كافة. زيادة معدلات الإصابة اليومية بنسبتها الحالية، رغم أنها مقلقة، كما صرح بذلك وزير الصحة عبدالرحمن العويس، فإنها تحت سيطرة الجهات المعنية كما هو واضح، ويجب أن توضع تحت محور واحد فقط، وتبعث برسالة واحدة للمجتمع، مفادها التشديد على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، التي يأتي على رأسها تجنب التجمعات والزيارات، خلال الفترة الحالية، والتقيد بالتباعد الجسدي. عودة الأعمال، وعودة الحياة إلى مدارس الدولة، تزيدان بالضرورة احتمالية انتقال الفيروس من شخص إلى آخر، لكن مع التقيد بالإجراءات الاحترازية في أماكن العمل، وفي المدارس، فإننا بذلك نقلل فرصة وصول الفيروس إلى المنازل، وانتقال العدوى إلى كبار السن، إذ إن الفيروس أشد خطورة وشراسة عليهم! وبصراحة شديدة،…
الأربعاء ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٠
بكل انسيابية ووضوح وثقة بالنفس، انطلق العام الدراسي «الهجين»، بعد جدل ولغط أثاره البعض، جراء مخاوفهم من آثار جائحة كوفيد 19 التي تضرب العالم، وهو تخوف مشروع، ولكنهم أمام تلك المخاوف تناسوا أننا على أرض الإمارات، حيث سجلت تجربة متفردة على مستوى العالم في التعامل مع الجائحة منذ بدايات ظهورها. الانطلاقة الواثقة والهادئة للعام الجديد، جاءت لتؤكد الثقة الكبيرة التي وضعتها قيادتنا الرشيدة، ووضعت ثقلها ورهانها على ما استشرفته كعادتها، وما حرصت على حشده وتوظيفه وتوفيره من إمكانات، انطلاقاً من تلك المقولة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «لا تشلون هم»، وها هو غداة انطلاق العام الدراسي الجديد، يدعو الخالق عز وجل «أن يجعله عاماً حافلاً بالإنجاز والتميز»، مؤكداً أن «سلامة أبنائنا وصحتهم أولوية قصوى في منظومتنا التعليمية في ظل تحديات «كورونا»، وأن «استدامة التعليم خلال الفترة الماضية تعزز ثقتنا بمواصلة التطوير والتحديث بما يحقق جودة التعليم». ومع انطلاقة…
الثلاثاء ٠١ سبتمبر ٢٠٢٠
لوطني المملكة العربية السعودية مكانة وتاريخ وثقافة وإنجازات ومواقف ثابتة قوية رائعة ورائدة من القضايا العربية والإسلامية والعالمية. ومهما فعلت المملكة وقدمت وأنجزت، ومهما تفوقت فهي معرضة لحملات إعلامية ليس لها أي مبرر منطقي أو سياسي أو علمي أو إنساني إلا إذا كانوا يريدونها بلداً كاملاً وهذا لا يتوفر لأي بلد وأي بشر، أو يريدون منها أن تحل كافة أزمات العالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية. حملات تجيد قلب الحقائق وقذف الاتهامات ونشر الشائعات وإشعال الفتن، واستخدام الشعارات الخادعة المناقضة للواقع. إن لم تعمل السعودية على حل كافة أزمات العالم لوحدها فهي عرضة لهجمات إعلامية ممولة ممن اختاروا مواقف العداء، أو مواقف الحسد، أو مواقف الخيانة. كيف نتعامل نحن المواطنين مع تلك الحملات؟ هل نسمح لهم بجرنا إلى مستنقع لا يليق بمكانة وطننا. هل نهبط بوطننا إلى مستوى الشتائم واللغة الهابطة، هل نحقق لهم هذه الأهداف الدنيئة، أم نترك لغة الحقائق والأرقام والإنجازات تتحدث عبر قنوات إعلامية محترمة وعبر مواد ومحتويات توثيقية…
الثلاثاء ٠١ سبتمبر ٢٠٢٠
مَن للطيبين، مَن لهذا العالم من نور تزهو به الدنا، وتزدهر الحياة؟ مَن.. مَن لفلسفة الحياة بابن رشد جديد يقول: (كل الأديان صحيحة إذا عمل الإنسان بفضائلها؟ من للإنسانية بروسو جديد يقول: «ينبغي أن نعلي من شأن العواطف السوية، وأن نعزز العلاقات الحميمية الصادقة المباشرة بين الناس، ودونما اعتبار للعرق والطبقة والجنس والدين». مَن لهذه الكتلة الصّلبة التي تحكّمت في النفوس، والرؤوس، غير هذه الأرض التي انطلقت منها وثيقة إنسانية محمّلة بكل العطر، والبوح السليم، وافية كافية، متعافية من درن أو شائبة، لا إيمان لها إلا بالخلاص، وتنقية الماء من الشوائب حتى تصفو الأرض، وتتعافى الزهرة من الغبار، وتسمق أغصان الشجرة. قال طاليس العظيم: «إذا كانت الأشياء جاءت من الماء، فلننق الماء.. وإذا كانت الحياة قد جاءت من الأفكار، فلننق الأفكار»، ولا حياة، ولا تطور، ولا رقي من دون التعافي من الأنا، وما شابها من تورّم، وتأزّم، وتمزّق، وتفرّق، وتشتّت، وتزمّت، وتعنّت. من هذه الأرض، نبتت نخلة السموق، غافة البسوق،…
الثلاثاء ٠١ سبتمبر ٢٠٢٠
في الليلة البارحة قررت أن أكسر الحجْر المنزلي الذي فرضته على نفسي منذ عدة أشهر، وتجوَّلت من دون هدف بسيارتي على شوارع جدة الحديثة، وصدمني منظر المخلّفات البلاستيكية المقزز، صحيح أنه أقل من السابق بفضل مجهودات المسؤول الأول في البلدية، ولكن الدابر لم ينقطع بعد، وما زال هناك من يسرحون ويمرحون و(يبرطعون)، عندها تذكرت ما فعلته الفلبين كنوع من العقاب أو لفت النظر للمستهترين، ولكن بأسلوب مهذب على طريقة: (إياك أعني وافهمي يا جارة) - مع قرصة بالأذن - وذلك عندما حولت العبوات البلاستيكية الملقاة في الشوارع وعددها بالآلاف إلى ورود وزهور ملوّنة جميلة ملأت بها حديقة كبيرة في مدينة (لامتيان) اجتذبت السياح وزادت من الوعي بأهمية إعادة تدوير المخلفات. وأخشى ما أخشاه أن بعض المتخلفين ذهنياً من المواطنين وغيرهم، يظنون أن البلدية تشجعهم على رمي أكبر كميّة من المخلفات للاستفادة منها بالتجميل، فتنقلب الآية بالعكس، فبدلاً من أن نكحلها نكون قد عميناها. وما دمنا في هذا الصدد (المزبّل)، سوف…
الثلاثاء ٠١ سبتمبر ٢٠٢٠
في واحد من أهم القرارات التي تضع الأنشطة الاقتصادية في مسارها الصحيح دون تضارب، ودون إلغاء للمنافسة العادلة، أصدر سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم قراراً يقضي باعتماد ضوابط وشروط وإجراءات تأسيس الشركات من قبل الجهات الحُكوميّة في دبي، وذلك لتحقيق تنظيم تأسيس هذه الشركات من خلال تقنين الضّوابط والإجراءات التي يجب على الجهات الحُكوميّة التقيُّد بها في هذا الخصوص. ومن الواضح جداً أن الهدف الأسمى المراد الوصول إليه من خلال هذا القرار هو ضمان عدم منافسة القطاع العام للقطاع الخاص في مزاولة الأنشطة الاقتصادية، وهذا ما اعتادت عليه بعض الجهات الحكومية في السنوات الأخيرة، ما تسبب في إيجاد خلل في المنافسة، وفي تحقيق دورة اقتصادية واضحة ومفيدة. دخول الجهات الحكومية إلى ملعب القطاع الخاص، ومنافسته في الأنشطة الاقتصادية له سلبيات كثيرة، أولها أن دورة رأس المال في القطاع الخاص أكثر فاعلية وتأثيراً في المجتمع من دورته في القطاع الحكومي، وثانيها أن المنافسة تصبح غير عادلة للقطاع الخاص، إضافة…