علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الثلاثاء ١٨ أغسطس ٢٠٢٠
على مدى التاريخ كان هناك مزايدون، وعلى مدى التاريخ ثبت أن المزايدين دائماً يخسرون، وعلى مدى التاريخ ثبت أن الإمارات لا تقبل المزايدة. لذلك هي لا تخسر قضية تتبناها لأنها صريحة وواضحة. المزايدون وحدهم يخسرون. نحن جيل تفتح وعيه على حب فلسطين. نحب أرضها رغم أننا لم نرها، ونعشق هواءها رغم أننا لم نتنسمه، ونشعر أن أهلها هم أهلنا رغم أننا لم نعش معهم على أرض فلسطين الحبيبة، ولم نكن وقت أن تفتح وعينا قد رأينا سوى عدد قليل منهم، أغلبهم من المدرسين الأوائل الذين قدموا إلى الإمارات مع بداية دخول التعليم النظامي إلى إماراتنا التي لم تكن حتى ذلك الحين دولة متحدة. قرأنا عندما بدأ وعينا يتفتح أن شعب فلسطين تعرض لآلام كثيرة، وأن مؤامرة كبرى قد حيكت ضده. كان كلما أهل علينا شهر نوفمبر يكون موضوع الإنشاء في صفوف مدارسنا هو الرسالة التي وجهها وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفورد في الثاني من شهر نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل…
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠٢٠
لكل دولة وصفتها الخاصة في مكافحة الفكر الإرهابي. تختلف دولة شعبها مسلم الديانة بالكامل، عن شعب مختلط الطوائف والأديان، عن شعب غير مسلم في غالبيته، عن دولة تعتمد النظام الجمهوري، ولو شكلياً، عن دولة ملكية، عن دولة أميرية نيابية، عن دولة غربية عن شرقية. يفترض أنَّ كل كيان سياسي «علوي» هو انعكاس لثقافة ونسيج وسياقات الناس «التحتية»، الناس الذين يدبّر أمرهم هذا الكيان السياسي، وعليه فإنَّ ابتكار جدليات الاشتباك مع الفكر المسيّر لهذا المتطرف، تتباين من حال لحال.منذ فترة تم اعتماد برنامج سعودي خاص للنقاش الفكري، دعونا نختار هذه المفردة، مع المحكومين بأحكام قضائية على ذمم قضايا إرهابية، اجتراحاً وتمويلاً وترويجاً ودعماً لوجيستياً، على الساحة الشيعية في المجتمع السعودي. برنامج مثير للانتباه، لأنَّ العادة درجت على عقد المناظرات أو المناقشات مع مساجين تنظيمي القاعدة وداعش، السنيين، وأشباه هذين التنظيمين. والجدل الديني والفكري مع المتطرف السني تختلف عنها في السياق الشيعي. الإشارات الأولية للنقاش والمناظرة مع المتطرف الشيعي الموقوف، من طرف…
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠٢٠
الإمارات لا تقبل المزايدة على مواقفها، مثلما لا تقبل أن تزايد على أحد، فبعض أصوات النشاز من هنا وهناك، تحاول باستماتة النيل من مواقف وسياسات الإمارات، والمتاجرة بالمواقف، والحرص على التشرذم والتفرقة وادعاء بطولات وهمية، وفي الواقع لم نرَ أي بطولات أو إنجازات، فقط، سمعنا ونسمع جَعْجَعَةً وَلاَ نرَى طِحْناً. فبعد الإعلان عن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، أعلنت تركيا أنها تدرس قطع علاقاتها مع الإمارات. لا بأس فهذا شأنها، لكن هذا الموقف يثير تساؤلاً عميقاً، عن حقيقة علاقاتها مع إسرائيل ومدى ومقدار التعاون بينهما، وعمر تلك العلاقة ومتانتها، ولماذا لا تفكر تركيا بقطع علاقاتها مع إسرائيل إذا كانت مواقفها جادة؟ مع التذكير بأن تركيا أول بلد إسلامي يعترف بإسرائيل منذ العام 1949. صحيح أن هناك توترات حالياً في العلاقة بين الجانبين، لكن ذلك ليس من أجل فلسطين لا من قريب ولا من بعيد، بل مرده إلى أطماع تركيا في المنطقة وسياسة تمدد النفوذ خدمة لمصالحها باسم الدين، مثل إيران تماماً…
فاطمة المزروعيكاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠٢٠
سمعنا كثيراً وقرأنا وما زالت الأخبار تردنا عن التطور التقني وحقبة الذكاء الاصطناعي، وأنها ستلغي الكثير من الوظائف، وهذا الكلام لا غبار عليه، بل إننا بدأنا نلحظ مثل هذه التحولات، لأن هناك وظائف فعلاً تقلصت بل تلاشت، وهي عملية مكررة تحدث مع كل تطور تحققه البشرية، فليس الأمر منوطاً بحقبة الذكاء الاصطناعي وحسب، بل أنها حالة مكررة، وحدثت مراراً خلال تاريخنا، على سبيل المثال عند بداية الثورة الصناعية، ودخول المكينة البخارية، أدى ذلك إلى تسريح الكثير من العّمال وأغلقت مجالات عملهم، لأن هذه المكينة تمكنت من احتلال مواقعهم، والحال نفسه حدث في مجال النسيج والخياطة والكثير من المجالات الزراعية، عندما اخترعت آلات النسج واستبدلت الحيوانات مثل الخيول والثور بالحراثة الجرارة وأدخلت المعدات الزراعية، فأصبح الحقل الذي كان يتطلب نحو 10 مزارعين، لا يحتاج إلا لمزارع أو اثنين لأداء نفس العمل، عندها تم الاستغناء عن الكثير من العمّال وتم تسريحهم. اليوم نشهد نفس الحال وكأن السيناريو يتكرر، عند دخول حقبة الذكاء…
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠٢٠
أكنّ كل احترام وتقدير للسيدة هالة كاظم، وتربطني علاقة جيدة بها وبابنها النشيط جداً على مواقع التواصل الاجتماعي، أنس بوخش، فهو من الشباب المتحمسين والمبدعين دون شك، لكن هذا لا يعني أبداً ألا أتحفظ، وأعترض بشدة على بعض الأفكار غير المناسبة التي طرحاها معاً، في برنامج حواري على موقع التواصل الاجتماعي «سناب شات»، الخاص بأنس بوخش، الذي يتابعه الآلاف، أغلبيتهم من المراهقين وصغار السن. السيدة هالة كاظم تدعو علانية، ومن دون مواربة، إلى تدريس ثلاث مواد لجميع الطلبة والطالبات في المدارس، بدءاً من المرحلة الابتدائية، إلى المرحلة الجامعية، هذه المواد حسب وجهة نظرها، هي الزواج والطلاق والجنس، وترى في ذلك أهمية كبرى لزرع الثقافة في الأجيال المقبلة! الغريب أن السيدة كانت تطالب بذلك في حوار مفتوح يبثه «ابنها»، لذلك كنت أتمنّى أن تعطينا فكرة عن كيفية تطبيق هذه الثقافة في بيتها وعلى أبنائها، وما الوسيلة التي استخدمتها لتزويدهم بمعلومات ومواد ثقافية خاصة بالزواج والجنس؟ وهل تعتقد أن مثل هذا الطرح…
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠٢٠
تقوم العديد من المصارف في الدولة بحملات توعوية للمتعاملين معها لتبصيرهم حتى لا يقعوا ضحايا لقراصنة المعلوماتية و«لصوص النت» الذين يتربصون بهم، ويتفننون في كل مرة بابتكار الجديد من الحيل والطرق لتحقيق غاياتهم. ما استوقفني في هذه الحملات تحذيرات من هذه البنوك للمتعاملين لتجنب الوقوع في شراك الاحتيال عبر بطاقة شريحة الهاتف البديلة، جراء انتحال أولئك اللصوص «الإلكترونيين» لشخصية الضحية للحصول على شريحة هاتفية بديلة من مزود خدمة الاتصالات، ونصحتهم بعدم التردد في الاتصال والاستعلام من مزود الخدمة في حال حدوث انقطاع مفاجئ للشبكة الخلوية على الهاتف، وعدم التردد في تسجيل شكوى إذا ما تم إصدار بطاقة بديلة حفاظاً على الحقوق. يستغرب المرء وقوع مثل هذه الحوادث رغم التشديدات التي تتبعها شركات تقديم الخدمات الهاتفية وهي تطلب من المتعاملين معها إبراز بطاقات الهوية والتبصيم ومن بعد التوقيع الإلكتروني عند طلب إجراء أبسط تغيير في عقد الاشتراك، بينما يتم استخراج «شريحة بديلة» بيسر كما تحذر منه الحملات التوعوية المصرفية أو تصوره…
السبت ١٥ أغسطس ٢٠٢٠
يستبشر العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط بفجر جديد، ومرحلة جديدة من الفكر الاستراتيجي الذي يسعى لترسيخ الأمن والسلم والاستقرار كعاملٍ أساسي لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، من خلال الجمع بين التمسك بالمبادئ والثوابت الوطنية من جهة، والشجاعة والإقدام على اتخاذ خطوات ملموسة نحو بناء المستقبل على أسس صلبة من جهة أخرى. هذا هو الأمل الذي تقدمه دولة الإمارات للمنطقة والعالم في كل يوم من خلال الرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة، عن إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، واتفاق الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولاً إلى علاقات ثنائية. - سلطان الجابر يستبشر العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط بفجر جديد، ومرحلة جديدة من الفكر الاستراتيجي الذي يسعى لترسيخ الأمن والسلم والاستقرار كعاملٍ أساسي لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، من خلال الجمع بين التمسك بالمبادئ والثوابت الوطنية من جهة، والشجاع هذا هو الأمل الذي تقدمه دولة الإمارات للمنطقة والعالم في كل يوم من خلال الرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة، وهذا هو…
السبت ١٥ أغسطس ٢٠٢٠
في العالم 193 بلداً، تشكل المجتمع الدولي في الأمم المتحدة، بينها 163 دولة كلها معترفة بإسرائيل. يكفي أن تقرأ هذه الأرقام لتعرف أن ما حدث أول من أمس ليس قضية خطيرة رغم كل ما سمعتموه. علاقات الإمارات بإسرائيل جاءت بعد 27 عاماً من اتفاق أوسلو، وبعد 40 عاماً من وصول سعد مرتضى، أول سفير مصري إلى تل أبيب، وبعد 24 سنة من تعيين أول مسؤول إسرائيلي في قطر، ورفع العلم الإسرائيلي على مبنى الملحقية في الدوحة. تاريخ العلاقات العربية العبرية الدبلوماسية، والتجارية، والرياضية مزدهر ولم يتوقف قط. وبالتالي، فإن حفلة الهجوم والانتقادات التي شنتها قطر، مع بعض رموز السلطة الفلسطينية، تعكس الخلاف في العلاقات البينية بين الدول العربية، ولا علاقة لها البتة بالخطوة الدبلوماسية مع إسرائيل. مع هذا، لا بد من توضيح جانبين مهمين غالباً ننساهما في كل مرة يثار موضوع العلاقات مع إسرائيل: الأول، أنه ليس من حق أي طرف عربي، فرداً كان أو دولة، أن يفرض على الفلسطينيين…
السبت ١٥ أغسطس ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست : انتهيت مؤخراً من قراءة موضوع في مجلة علمية يتحدث عن مملكة النحل، وهي مجتمع صغير في حجمه لكنه كبير في إنجازه ومبدع في تنظيمه، وملهم في حال تأمله، وما العسل الذي ينتجه النحل إلا دليلاً على ذلك. يتكون النحل في مجتمعه من فئات على رأسهم ملكة النحل، وهي مميزة عن بقية النحل بحجمها الكبير وتتمثل وظيفتها في إنتاج البويضات فهي الوحيدة في المملكة القابلة للتخصيب والتناسل. أما الذكور في مملكة النحل فنستطيع أن نقول بأنهم يعانون من البطالة للأسف، فهم لا يملكون من المؤهلات إلا قدرتهم على تلقيح الملكة، حيث يتنافس الذكور على تلقيحها، وواحد منهم فقط يستطيع ذلك وهو بالطبع أقواهم، ولكن حياته تنتهي بعد هذا الدور البطولي. أما أكثر ما شدني في هذه المملكة هي الفئة الأخيرة فئة النحلات العاملات، وكوني أنثى قد يراني البعض متعصبة لهن ضد ذكور النحل لكن دعوني أكمل ولكم الحكم. النحلات العاملات يمكن أن نشبههن بالفئات الكادحة في…
الخميس ١٣ أغسطس ٢٠٢٠
تشهد الساحة القانونية في المملكة خلال هذه الفترة نشاطا ملحوظا للنيابة العامة، يهدف بالأساس إلى تغيير المفاهيم المغلوطة وتصحيح الأفكار الخاطئة لدى البعض، ووضع حد لكثير من الذرائع الواهية والحجج غير المقنعة التي يحتمي بها كثيرون لتبرير أخطائهم ومحاولة التنصل من مسؤولياتهم. هذا النشاط الكبير غير مستغرب من هذا الجهاز الهام الذي حقق الكثير من الإنجازات منذ إعادة هيكلته قبل سنوات قلائل، ليسهم في ترقية وتعزيز النظام القضائي الذي يشهد بين كل فترة وأخرى إصلاحات كبيرة، لحفظ الحقوق وردّ المظالم وتحقيق العدالة. خلال الأسبوعين الماضيين تصدت النيابة العامة عبر بيانات رسمية لكثير من المستهترين الذين لا زالوا غير قادرين على استيعاب أو إدراك المتغيرات التي تعيشها المملكة في عهد سلمان الحزم والعزم، دون أن يستوعبوا أنه لم يعد هناك مجال للتغاضي عن تجاوزاتهم التي عانت منها بلادنا الكثير. من أكثر القضايا التي توليها النيابة أهمية قصوى التصدي لمحاولات بعض الذين أصيبوا بعمى البصيرة وتمكّن منهم شيطان التعصب، فانطلقوا يحاولون إثارة…
الأربعاء ١٢ أغسطس ٢٠٢٠
انفجار ميناء بيروت دفع بقوة مطلب إنهاء هيمنة الإيرانيين على لبنان، بنزع سلاح «حزب الله»، ولن يمكن تحقيق هذا الهدف بدون ضغوط إقليمية ودولية. ولأنه لا أحد يريد خوض حرب أخرى، فالعقوبات على الحزب ومحاصرته تبدو السبيل الوحيد، وإن كان من غير المستبعد أن تلجأ إيران إلى إشعال فتيل المواجهة في لبنان ومحيطها، مثل افتعالها أسباب حرب عام 2006 مع إسرائيل. خوض الصراعات الإقليمية ليس خياراً في المنطقة بوجود قوى متنمرة، مثل إيران وتركيا. حتى حكومات الدول الكبرى لا تبتعد طويلاً، مهما وعدت وحاولت، كما حاول الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب. إيران، أدركت مبكراً أهمية التمدد والنفوذ الإقليمي، فتسللت تدريجياً، عبر سوريا، إلى بيروت، ثم بغداد وصنعاء. استخدمت لبنان في استراتيجية التوازن الإقليمي مع إسرائيل، وفرض وجودها في بقية المنطقة. السوريون سبقوا الإيرانيين بعقد، دخلوا بيروت على ظهر دبابات «الردع العربية»، القوة التي شكلتها الجامعة العربية لوقف الحرب الأهلية. فكانت حصان طروادة للاستيلاء على لبنان. استولت سوريا على السلطة، وفتحت…
الأربعاء ١٢ أغسطس ٢٠٢٠
تحتاج بعض تعليقات المثقفين والأكاديميين العرب التي رافقت عملية تفجير مرفأ بيروت خلال الأسبوع الماضي، إلى الوقوف أمامها والتمعن فيها وتصويبها إن احتاج الأمر لذلك، وبشكل خاص فيما يتعلق بالمفاهيم المطروحة خلال تلك التعليقات من قبيل مفهوم الدولة الوطنية خاصة لدى تلك الدول التي تعاني من التشتت والتفكك منذ أن ظهر ما يعرف بالولاءات الطائفية العابرة للحدود خاصة تلك التي لها علاقة بـ “إيران” التي تجيد لعبة التدمير وإضعاف الدول الوطنية التي عانت منها مجتمعاتنا المتسامحة والمتعايشة على مدى قرون مضت وهي لا تفوت فرصة لنشر أجندة تدميرية وزرع الأدوات اللازمة عندما تجد منفذاً لأي دولة. إن أكثر ما يقلقنا مع كل كارثة تصيب إحدى الدول العربية هو ظهور أصوات عربية يُفترض أن لها ثقلها الأكاديمي في الشارع العربي نتيجة لمكانتها الثقافية المفترضة ولما تتمتع به من وجود مساحة كبيرة لحرية التعبير ولها علاقتها مع عدد من المؤسسات الثقافية العالمية مما يتيح لها القدرة على التأثير وتشكيل الرأي العام العربي…