آراء

اللصوصية بين الاحتراف والهواية

الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠١٩

هل اللصوصية فن، أم إنها خبط عشواء، وعلى مبدأ «خذني جيتك»؟! أعتقد أنها فن عند المحترفين، أما الجهّال من الهواة، فالواحد منهم لا يكسب ولا يسلم من النجاسة. ولنترك اليوم المحترفين على جنب، فلي معهم حديث آخر، وسوف أقصر حديثي على الهواة «فاغري الفهشة»... ففي مصر، تمكنت مباحث الجناين بمحافظة السويس من ضبط لص سيارات أثناء مروره في أحد الأمكنة، عندما استوقفته إحدى لجان التفتيش، حيث تبين أن السيارة مسروقة. واعترف اللص بسرقتها، غير أن المفاجأة غير المتوقعة أن الشرطة عثرت على أكياس من المخدرات مكدسة في شنطة السيارة المسروقة ليست ملكاً للص، وإنما تعود ملكيتها لصاحب السيارة الأصلي. وفوجئ اللص بالمخدرات، وأكد أنه لا يعلم عنها شيئاً، بل إنه قام بسرقة السيارة فقط، وتم تحرير محضر بالواقعة واقتادوه للسجن. وفي دبي، تلقت الشرطة بلاغاً من متجر عالمي للمجوهرات في فندق شهير في مدينة دبي، يفيد بتعرضه لسرقة 7 أطقم من الألماس، قيمتها 9.5 مليون درهم، وانتقل فريق من البحث…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

حدث في ذلك العام..

الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠١٩

أعتبر نفسي مشدودة إلى تتبع الأحداث التاريخية والسياسية، وحتى تلك الأحداث الاجتماعية التي تؤرخ ويشار إليها بالسنوات، هذا الولع بالتاريخ والتواريخ، أجد جذوره في دراستي للعلوم السياسية أولاً، وفي مادة التاريخ التي قمت بتدريسها لسنوات عدة، لكنني أجد في رواية الديستوبيا الشهيرة «1984» لجورج أورويل، بداية حقيقية لشغفي بالأعمال الأدبية والأفلام السينمائية والوثائقيات، التي تتخذ من التاريخ والأحداث منطلقاً لفهم ما جرى وما يجري عبر الزمن بترابطاته وعلائقه الممتدة والمتشعبة والغامضة!هنا سأستعرض عدداً من هذه الأعمال: فيلم «1994»: يحكي تلك الأحداث الدموية التي عاشتها المكسيك، إثر اغتيال الزعيم الثوري كولوسيو موريتا، ذي الـ44 عاماً، والذي كان أول مرشح رئاسي يتم اغتياله وسط أنصاره في تجمع انتخابي ضخم، عندما أخرج القاتل مسدسه وصوبه باتجاه رأس الزعيم ومن مسافة سنتيمترات قليلة، فكما يظهر في وثائقيات الفيلم، أنه في الثالث والعشرين من شهر مارس من عام 1994، وبينما كان كولوسيو يطلق وعوده بمستقبل أفضل للمكسيك ويحيي جماهيره، أقدم القاتل ويدعى ماريو مارتينيز على…

العبء «الإخواني» على الرعاة

الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠١٩

هل بات «الإخوان» عبئاً سياسياً ثقيلاً على الرعاة في الإقليم، ولا سيما في محطتي الهروب والاختباء التركية والقطرية، بعد تزايد الانسحابات من الجماعة، والتعبيرات الشبابية الغاضبة داخل قواعد «الإخوان» من مركزية القرار لدى قياداتهم الهاربة، والاستئثار بمزايا ضيافة الممولين، وما إلى ذلك من صفقات ومصالح تجارية، في إطار بيع الوظائف والأدوار وشرائها. الواقع، أن أصواتاً عالية ومسموعة في تركيا وأوروبا والعالم العربي بدأت فعلاً في تقليب ملف حضور «الإخوان» في الدول الراعية، وإحصاء مقدار الخسارات، والفرص السياسية والاقتصادية الضائعة، جراء إيواء أشخاص مدرجين على معظم قوائم الإرهابيين في المنطقة والعالم، وما يتبع ذلك من سمعة سيئة وفقدان ثقة في المجتمع الدولي. العبء «الإخواني» على تركيا واضح، ولا تخفيه أحاديث السياسيين. الشهر الماضي، نصح زعيم المعارضة في البرلمان التركي كمال كيلتشدار أوغلو بلاده بـ«التخلص من الإخوان»، وخاطب رجب طيب أردوغان، بصفته الحليف الأول للجماعة، بأنه «إذا أرادت أنقرة ألا تخسر في السياسة الخارجية، فعليها التخلي عن الإخوان، والتصالح مع مصر». هذا…

منى بوسمره
منى بوسمره
رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم

المرأة.. قلب الوطن

الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٩

مناسبةُ اليوم ليست مناسبةً احتفالية بالمرأة، بل هي مناسبة للتذكير بأن هناك الكثير من العمل والإجراءات والمبادرات التي لا زالت لازمة لإغلاق الفجوة بين الجنسين وتحقيق التكافؤ الكامل، ليس فقط من الجهات الرسمية، بل أيضاً من المرأة نفسها، إيماناً بدورها في البناء والشراكة مع أخيها الرجل في رفعة الوطن ومنعته. وينعكس هذا التوجه في فكر القيادة، التي توجه دائماً بدعم وتمكين المرأة وإشراكها في مختلف مسارات العمل الوطني والتنموي، لذلك حرص الشيخ محمد بن راشد على تهنئة المرأة في يومها، باعتبارها شريكة في الإنجازات في كل الميادين، إلى الدرجة التي وصف فيها المرأة بأنها قلب الوطن، بما لهذه الكلمة من دلالة رمزية وعملية لدور المرأة الكبير في البناء والنهضة. في كلام الشيخ محمد الكثير من التحفيز للبناء على ما تم إنجازه، وهو تأكيد على أهميته لأنه القاعدة الصلبة التي يمكن أن ننطلق منها، خاصة أن الإمارات في الصدارة العربية في التقدم نحو إغلاق الفجوة بين الجنسين، إذ حققت بفضل توجيهات…

تركي الدخيل
تركي الدخيل
سفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة

من المدينة المنورة إلى نعوم تشوميسكي

الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٩

في عام 1944 ولد الدكتور حمزة المزيني، أستاذ اللسانيات السعودي، في المدينة المنورة التي شهدت حرّاتها، ركضه الأول. الشاب المدني، وهو يرى أهمية الترجمة في المدينة، للتعامل مع الحجاج الذين لا يتحدثون العربية، وكيف كان الحديث بلغتهم، ميزة لمتقنها... هل كان يختار خلال طفولته، أن يتخصص بالترجمة، واللسانيات؟! من يدري! المدينة المنورة التي تضم بمحبة، المنتقلين للسكن إليها، وهو ما يسمى بالجوار، أي جوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ومرقده، كانت جامعاً لاختلافات معرفية واجتماعية، بحكم تباين واختلاف أماكن القادمين للمدينة من العالم كله، حاملين معهم كل ثقافاتهم. وما كان موقع الولادة، إلا نتيجة وسبباً في رغبة دائمة عند الدكتور المزيني، بفتح كوى الاختلاف، وصناعة الأسئلة، والرغبة باكتشاف المزيد من الآراء. فالمدينة المتعددة الهويات، مدينة عالمية لا تقف عند نمط واحد، حتى أن الأستاذ عثمان العمير، الصحافي السعودي الشهير، الذي قضى جزءاً من نشأته بالمدينة، يعتبرها أحد أكثر مدن العالم تنوعاً، إذ تطعمك يومياً بدهشة الاختلاف وروعته، وتمنحك التكيف…

رجال الطيب ومواسم البهجة

الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٩

حين حطت الطائرة في مطار أبها فعلت ما يفعله كل الركاب من حولي، فتحت هاتفي لتفقد الرسائل والمكالمات الفائتة. كانت الرسالة الأولى خبراً يقول بأن قوات التحالف تصدت لطائرة مسيرة أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه خميس مشيط، أي على بعد كيلومترات قليلة من ساحة المطار التي ازدانت بلافتات الترحيب بالقادمين لزيارة "موسم السودة".. "مرحباً ألف" قالتها القلوب والعيون والحناجر، غير عابئة بالعبث الحوثي على الحد الجنوبي لهذه المنطقة الجميلة، فلم تتعطل الحياة ولم تعلن حالة الطوارئ، بل إن صفارة إنذار واحدة لم تطلق، الناس هنا كما في جميع مناطق المملكة تملك ثقة عالية بقدرات القوات المسلحة التي تحمي حدود النماء والرخاء والبهجة وتدافع عنها، بل إن لسكان المناطق الجنوبية جيزان وعسير ونجران علاقة وثيقة بالقوات المسلحة لالتحاق أعداد كبيرة من أبنائها في صفوفها. "موسم السودة" هو حلقة من سلسلة من المواسم التي شهدتها المناطق السعودية، بدءاً بالمنطقة الشرقية ثم جدة والطائف، وقريباً سيكون هناك مواسم في الدرعية والرياض وحائل، غير ما…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

{درونز} إسرائيل في سوريا والعراق ولبنان

الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٩

في 24 ساعة، شنت إسرائيل هجمات على 3 دول، من عقربا جنوب دمشق، ومدينة القائم الحدودية العراقية مع سوريا، وكذلك الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية. صحيح أنها عمليات عسكرية محدودة، استخدمت سلاح الطائرات المسيرة، الدرونز، إلا أنها تبقى تطوراً سياسياً وحرباً مهمة لم تكن موجودة بمثل هذا الاتساع والجرأة. وفي الوقت الذي تمخر الطائرات الإسرائيلية (الدرونز) في الأجواء تستهدف إيران، فإن الأقمار الصناعية الأميركية تطارد في الوقت نفسه السفن الإيرانية، ومنها ناقلات النفط، وتضايقها في البحار وترصد المواني التي ترسو فيها. يضاف إليه توسيع قوائم المعاقبين من الأفراد والشركات ذات التعاملات مع إيران. والذين يقولون إن التصعيد الإسرائيلي حالة انتخابية من صنع بنيامين نتنياهو، الذي يبحث عن إعادة انتخابه، قد يكون جزئياً من الدوافع وراء الهجمات الثلاث الأخيرة. إنما انخراط إسرائيل في المعارك في الواقع جزء من استراتيجية إسرائيلية إقليمية تقوم على استهداف إيران وميليشياتها، وبشكل مركز على تراب سوريا، وكذلك العراق، بدأت منذ أكثر من سنة مضت. هذه العمليات…

لماذا اختارت الإماراتُ السعوديةَ حليفاً؟

الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٩

الغارقون في الأحداث الآنية، والمترعون بالشعارات الشعبوية، أو الممتلئون بالمصالح الشخصية لا يفرقون كثيراً بين خيارات الماضي وقرارات الحاضر ومآلات المستقبل، فأولوياتهم مختلفة وأهدافهم كذلك، فكل ميسر لما خلق له. ولكن يجب أن نستحضر هنا لحظات تاريخية مهمة، قديماً وحديثاً ومعاصراً، فما مضى يمنح قدرةً أكبر على اكتشاف المستقبل الذي يجب ألا تنفصم عراه ولا تفترق سبله، وسيرى كثير من المستعجلين اليوم أنهم يوغلون في صغائر ليست ذات أثر مهم في المستقبل. العلاقات بين الإمارات والسعودية قامت تاريخياً قبل نشوء الدول الحديثة بتسمياتها وحدودها، وكانت تتراوح بين الولاء وأنماط أخرى من العلاقات بحسب قوانين ذلك الزمان، ولكنها اتسمت مع الدولة السعودية الثالثة بقيادة الملك عبد العزيز بولاء وتواصلٍ مستمرين، وبدعم قدمه الملك عبد العزيز لبعض قيادات الإمارات والذي نوّهت له بعض المصادر التاريخية بما يشير إلى ودٍ قديم وصداقة، وبالنجاحات الإماراتية في ضرب بعض الخصوم في المنطقة ودخل زايد الكبير لبعض العواصم المارقة اليوم، وموقفها المستقل في الصراعات التي دارت…

النجاح في زمن التفاهة!

الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠١٩

* يُقال إن صحفياً سأل الكاتب العميق «ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ» ذات مرة: من منكما أكثر شهرة، أنت أم محمود ﺷﻜﻮﻛﻮ؟! ( شكوكو مونولوجست هزلي مشهور، كان يرتدي ثياب المهرجين لإضحاك الناس)، ﺭﺩ «العقاد» ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ: ﻣين ﺷﻜﻮﻛﻮ؟.. وﻠﻤﺎ وصلت القصة ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ قال للصحفي: «قول لصاحبك العقاد ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، ويقف على أحد الأرصفة وسأقف على ﺭﺻﻴﻒ مقابل، ﻭﻧﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ (هتتجمع) ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻦ!». وهنا رد العقاد: «قولوا ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﻭﻳﺨﻠﻲ «ﺭﻗّﺎﺻﺔ» ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﺍﻟثاﻧﻲ ﻭﻳﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ (حتتلم) على مين أﻛﺘﺮ!. * عبارة العقاد الأخيرة رغم قسوتها إلا أنها تحمل رسالة بليغة، مفادها أن القيمة لا تُقاس بالجماهيرية ولا بالشهرة.. بل إنك -وفي أحيان كثيرة- تجد أنه كلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال، كلما ازداد جماهيرية وشهرة، وربما حفاوة لدى الناس!. ميل الناس إلى الاحتفاء بالهشاشة والسطحية ليس جديداً.. فثمة انتقادات لهذا الميل منذ زمن سقراط.. لكنه للأمانة لم يحقق انتصاراً ساحقاً وواضحاً إلا في عصرنا الحالي، خصوصاً…

محمد الرميحي
محمد الرميحي
محمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت

في مواجهة الترف الجاهل!

السبت ٢٤ أغسطس ٢٠١٩

يعود اكتشاف أعمال ابن خلدون الفكرية، الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، وترك نظرية في التطور الاجتماعي، ما زال يعاد تثمينها، وقد سماها الغربيون أول تفسير لا ديني للتاريخ، إلى المستشرق ويليم ماك كوكن سلين، الآيرلندي الفرنسي، في النصف الأول من القرن التاسع عشر. ومنذ ذلك الاكتشاف، ومع تدفق عرب الشرق إلى أوروبا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بدأت أعمال ذلك المفكر تأخذ طريقها إلى الثقافة العربية ترجمة وتعليقاً، من وقتها كُتب كثير في شرح المقدمة، التي توجد اليوم نسختها الرئيسة في مكتبة الإسكوريال في مدريد.  نظرية ابن خلدون في تفسير التاريخ كما قرأتها بعين ثاقبة، أن هناك تعاقباً في إقامة الدول وأفولها بين ما سمتهم المقدمة «أهل المدر» أي أهل الحضر، سكان القرى الكبيرة والمدن، وبين أهل «الوبر» الأعراب المتنقلون طلباً للماء والكلأ، أو من فرّق بينهم بعد ذلك كثير من الدارسين، أي بين «العرب» سكان القرى «القارة» و«الأعراب» سكان الصحراء أو ما جاور المدن.…

محمد شحرور
محمد شحرور
مفكر إسلامي

“لا إله إلا الله”

الجمعة ٢٣ أغسطس ٢٠١٩

خاص لـ هات بوست:  نردد نحن "المسلمون" شهادة "لا إله إلا الله" عشرات المرات يومياً، وفي بال معظمنا أن الإقرار بهذه الشهادة أمر بديهي طالما أننا لا نؤمن بإله آخر سوى الله، ولا يساورنا أدنى شك بكوننا قد نحيد عن هذا الإيمان بشكل ما، سيما أن هذه الشهادة هي رأس الإسلام في التنزيل الحكيم، وهي كذلك في الثقافة الإسلامية الموروثة أيضاً، والحياد عنها يعني الانتقال إلى الشرك، وما يصحبه من تبعات، لا يرضى المسلم أن يوصم بها. فالدعوة إلى التوحيد هي العامل المشترك بين جميع الرسالات، ابتداءً من الرسالة التي حملها نوح {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (المؤمنون 33) وانتهاءً برسالة محمد (ص) {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً} (النساء 36)، وعدم الشرك بالله هو الوصية الأولى على سلم وصايا الصراط المستقيم {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً} (الأنعام 151)، لكن المتتبع لمفهوم…

محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

مفاجآت حبيب

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠١٩

دائماً ما كان يفاجئنا الأستاذ حبيب الصايغ بأسئلته وتعليقاته ومواقفه خلال اجتماعات العمل أو الجلسات، وحتى خلال المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية التي يشارك فيها، كانت مفاجآت راقية وعميقة تثير الفكر والتساؤلات والفضول أحياناً.. وواضح أن الأصيل لا يتغير حتى في آخر لحظات حياته، فأبى حبيب أن يرحل إلا وهو يمارس الهواية نفسها، ففاجأنا برحيله بدون أي مقدمات، وكانت مفاجأته الأخيرة فاجعة، كانت كالصاعقة، لقد جاءني خبر وفاته في منتصف نهار يوم أمس على صيغة سؤال من أحد الزملاء في الصحيفة.. هل توفي الأستاذ حبيب الصايغ؟ بالطبع لا، إنه بخير وصحة، فقبل ساعتين كنّا قد تواصلنا معه في جمعية الصحفيين لدعوته إلى فعالية تقام «اليوم» فأجاب الدعوة وأكد الحضور، فكيف يكون الخبر صحيحاً؟! بعد إجراء بعض الاتصالات والسؤال سمعت أسوأ خبر، نعم.. توفي بوسعود في المستشفى إثر عارض صحي مفاجئ! رحمك الله يا بوسعود وأسكنك فسيح جناته، لقد رحلت سريعاً عن من أحبوك واحترموك ولم تسمح لنا حتى بوداعك.. من يعرف…