السبت ١٢ مايو ٢٠١٨
اختبار صفارات الإنذار في عدد من المناطق السعودية ليس عملاً روتينياً وسط أجواء المنطقة المتوترة، واستمرار الإيرانيين في إطلاق الصواريخ الباليستية مستهدفة المدن السعودية المكتظة سكانياً، من خلال وكيلهم الحوثي في اليمن، يعبر عن حجم المخاطر التي تواجه الجميع. مع هذا، ورغم انتشار العنف المنظم من قبل النظام الإيراني، فإن الحكومتين الألمانية والفرنسية تسوقان لفكرة السكوت على حروب إيران، واحترام الاتفاقية النووية معها. مستشارة ألمانيا ميركل وبشكل صريح، ولأول مرة، تتحدث عن تعزيز سياستها الدفاعية العسكرية بعيداً عن الولايات المتحدة، وتقول للرئيس الإيراني هاتفياً إنها ملتزمة بالاتفاق والتعاون مع إيران. أيضاً، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مع ميركل اختارا الانفصال عن واشنطن متعهدين للنظام في طهران بالمتاجرة معه، ومعلنين رغبتهما في الاستقلال بشكل أكبر عن حليفتهما الدائمة الولايات المتحدة. المواقف المعارضة لقرار الرئيس الأميركي بنقض الاتفاق النووي مع إيران تطرح جملة تصورات تبدو إيجابية، لكنها في الحقيقة سلبية للغاية. قد يبدو تمسك فرنسا وألمانيا بالاتفاق على أنه أهون الشرين. يدعون أن…
الخميس ١٠ مايو ٢٠١٨
أخيراً فعلها الرئيس دونالد ترمب ونفذ وعيده أو وعده بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وقال في كلمته التي تابعها العالم إن «إلغاء الاتفاق سيجعل أمريكا أكثر أماناً»، وإن «الاتفاق كان مروعاً وأحادي الجانب، وما كان يجب إبرامه مطلقا لأنه فشل في السيطرة على نشاط طهران في تطوير الأسلحة الباليستية». والحقيقة أن إلغاء الاتفاق لن يجعل أمريكا فقط أكثر أمانا رغم أنها بعيدة عن نشاط إيران المباشر، ولكنه سيجعل العالم كله ومنطقتنا على وجه الخصوص أكثر أمانا إذا ما تمت متابعته وتم تطبيق العقوبات بصرامة على إيران ومراقبتها لمنعها من معاودة نشاط تطوير سلاحها النووي. لقد كان ذلك الاتفاق السيئ خطيئة كبيرة لأمريكا بشكل أساسي لأنها مهندسة الاتفاق وصاحبة المبادرة، وإذا كان الجمهوريون في أمريكا يوصفون بالمغامرة والتطرف في القرارات أحيانا فإن الديموقراطيين يسقطون في أحيان كثيرة اعتبارات مهمة من حساباتهم لصالح أفكار وقناعات ليست مثالية، وإنما تشكل خطورة على السلم العالمي كما فعلت إدارة أوباما في ملف السلاح النووي الإيراني.…
الخميس ١٠ مايو ٢٠١٨
التحذير من ظاهرة «أمازون» لا مبالغة فيه، فهي تشكل خطراً حقيقياً على اقتصادات الدول، بل إنها تشكلاً خطراً على الولايات المتحدة ذاتها، والدول الأخرى التي تُصنف على أنها «عظمى»، حيث يطلق محللون اقتصاديون تحذيرات مستمرة مما سموه «التأثير الزلزالي لأمازون»، أو حالة الخلخلة والاهتزاز التي تحدثها «أمازون» أينما حلت. والعديد من الدراسات رصدت الكثير من الأمثلة على هذا التأثير في عقر دار الولايات المتحدة، حيث اختفت أنشطة اقتصادية، وتضررت أخرى بشدة، وهبطت مؤشرات أسهم الكثير من الشركات التي كانت تُعتبر ضخمة، وبِيعت هيئات حكومية كالبريد، كل ذلك بسبب دخول «أمازون» على خط المنافسة لأنشطتها، والأمثلة تزيد وتزيد خارج الولايات المتحدة، حيث دخلت دول الاتحاد الأوروبي معركة قضائية مع هذه الشركة، حول قضية الضرائب والمكاسب التي تحققها من وراء التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، ووصل المبلغ محل الخلاف إلى نحو مليار ونصف المليار دولار! وخلال الأيام الماضية، تقدمت «أمازون» بطلب رسمي للاستحواذ على حصة مسيطرة تقدر بنحو 60% من سوق «فليب بارت»…
الخميس ١٠ مايو ٢٠١٨
الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان يرى أن «إيران بلد معقد مثلنا تماماً»، أما خَلَفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب فيرى في النظام الإيراني «مصدراً للشر»، ووفقاً لهذا فقد ثبت عملياً أن الرئيس السابق كان على خطأ، فقد انسحبت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، بعد ثلاث سنوات كاملة وضح خلالها بالوقائع والأدلة والبراهين أن استمرار الاتفاق يعني أن المنطقة تسير نحو حرب قادمة لا محالة، وعندما نقول إنها خطوة مبررة ومفهومة ومنطقية، ليس لأنه بهكذا كانت تنادي السعودية، أو لأن انهيار الاتفاق يصب في مصلحتها، ولا لأنه من الضروري الوقوف في وجه الشر وعدم مكافأة المعتدي، بل لأن الانسحاب الأميركي وعودة العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني سيقللان من فرص اندلاع حرب في المنطقة، بعد أن واصلت إيران استغلال الثغرات الهائلة في الاتفاق لتصدير ثورتها وإطلاق صواريخها الباليستية وتمويل ميليشياتها. بالطبع لا أحد يرغب في زيادة منسوب التوتر في المنطقة، وليس من مصلحة أحد أن تكون دول الخليج العربي…
الخميس ١٠ مايو ٢٠١٨
السكوت عن الاتفاق النووي مع إيران، كما هو، كان الخيار الأسوأ مثل بلع الموس. وإلغاؤه الخيار الأقل إيلاماً، وهذا لن يعني انفراجاً وسلاماً سريعاً، بل تحجيم النظام الذي سيحاول التمرد وتهديد دول المنطقة وتخويفها، بنشر المزيد من الفوضى والحروب. علينا أن ندرك أن الآتي لن يمر سهلاً وسريعاً. إذن... ما المكسب من وراء الإلغاء إن كانت له تداعيات تفتح المزيد من أبواب جهنم؟ إلغاء الاتفاق وإحياء العقوبات الاقتصادية يهدف إلى إعادة الجني الشرير إلى قارورته وحبسه فيها، وحتى نلمس تغييراً في سلوكه فسيتطلب الأمر وقتاً وجهداً. وعلى رائحة الخطر وقبل أن تبدأ العقوبات خسر التومان ثلث قيمته، وانسحبت شركة توتال من تطوير الحقول النفطية الإيرانية، وتتحدث إيرباص الأوروبية عن إلغاء صفقات الطائرات التي فرحت بها وسوقتها حكومة روحاني على أنها انتصار في وجه خصومها. لا تستهينوا بالأزمة التي تواجه حكومة طهران ومخاوف النظام كله. قد تنتكس الأزمة داخلياً وتتسبب في صراع داخلي بين قوى النظام نفسه، وقد تشجع الشعب الإيراني…
الأربعاء ٠٩ مايو ٢٠١٨
في آخر حلقات حديث العرب، استضاف الدكتور سليمان الهتلان، المفكرَ المعروف عدنان إبراهيم. في الواقع، المقابلة كانت غنية جدا، وتستدعي التوقف عند كثير من النقاط حولها، وفي مقالي هذا لي توقّف صغير عند ملاحظة ذكرها الدكتور عدنان حول علاقة العلل بالأحكام في الشريعة الإسلامية. إذ قال، إذا وُجدت العلة وُجد الحكم، وإذا انعدمت العلة انعدم الحكم، وهو هنا يشير إلى قاعدة أصولية عظيمة هي «الحكم يدور مع السبب وجودا وعدما». على كل حال، هناك مسألة تم النقاش حولها باستخدام هذه القاعدة، وهل تطبق عليها أم لا؟ لذا، دعوني أقص عليكم قصتها. في 2005، عندما قامت مجموعة من الإرهابيين المحسوبين على المسلمين بالاعتداء على لندن، اشتعلت الكراهية ضد المسلمين، وبما أن الوحيد الذي يُعرف أنه مسلم بملابسه هن النساء، أفتى علماء بريطانيا -استنادا إلى هذه القاعدة- بجواز خلع الحجاب، لأن الآية الواردة في لباس المسلمات عللت الحكم بالأذى، قال تعالى: «ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين»، أي أن الحكم مرتبط بعلة،…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٠٩ مايو ٢٠١٨
كتب غازي القصيبي إلى صديقه الأثير حمد القاضي رسالة خاصة (بخط يده) مليئة بالشجن والألم الذي لم يستطع (العملاق) كتمانه بعد أن فاض به، وهو الصبور الخبير طويل الباع والبال. وقد أحسن الصديق الأستاذ حمد القاضي في نشرها الآن بعد أن مضى على وفاة كاتبها الراحل الكبير قرابة عشرة أعوام. يقول (الوزير) غازي في رسالته إلى (الكاتب) حمد: «تقف شريحة من المجتمع، ليست للأسف بصغيرة، وشريحة من الإعلام ليست للأسف بصغيرة، موقف المتفرج، وموقف المتفرج يهون عند موقف الشامت متصيّد الأخطاء». وبعد عبارات مليئة بالألم يقول غازي: «أشعر أحياناً وكأنني أمشي على حبل في سيرك وتحتي جمهور يتوقع ويتمنى سقوطي في أي لحظة». ثم لاحقاً يختم غازي رسالته بذروة التشكّي، بما اشتكى به نبي الله محمد إلى ربه عز وجل يوم هُوجم وأوذي عليه الصلاة والسلام: «اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس. لم يخجل سيد البشر من قولها، فكيف أخجل أنا!». يتحدث القصيبي في رسالته تلك،…
الأربعاء ٠٩ مايو ٢٠١٨
كان الحديث يطرح في فترات ماضية عن الوصولية الدعوية التي كان يمارسها بعض الدعاة في خطاباتهم للجماهير، ثم أخذت الشخصية الوصولية في اتخاذ مقاعدها أيضا في الحياة الثقافية والأدبية، ولعل ظروف التغيير ومتطلبات المرحلة التي نعيشها في هذه الفترة تبرز هذه الشخصية في الحوارات واللقاءات الإعلامية وغير ذلك من المنافذ التي تتبدى منها في كل حين، حيث إنها تفعل وتقول أي شيء من أجل الغايات والأهداف الشخصية فقط. بعد أن أصبح الحديث عن الحقوق الإنسانية سلوكا اجتماعيا يأخذ مكانه في الحراك الاجتماعي والثقافي، نشزت بعض الأصوات التي تحابي ما تبقى من الضد في قضايا لا يُختَلف على ضرورة إصلاحها العقلاء فطريا وإنسانيا، غير أن هناك من يوضع في مكان يتحدث فيه عن شأن العامة ثم يختلف مع إنسانيته وضميره من أجل الشعبوية وتجميع الجماهير، وهي الوسيلة التي تستميل الجمهور لولائه باستغلال عواطفه والكذب عليه، فإن كانت الأيديولوجيا الثقافية لا تصنع من المثقف ذلك، إلا أنها تتيح له مساحة من الفرص…
الأربعاء ٠٩ مايو ٢٠١٨
تتصاعد منافسة وسائل التواصل الاجتماعي للتلفزيون، أظن أنها بلغت ذروتها هذه الأيام بعد أن تقرر حجم وقدرات وسائل التواصل (الله أعلم بالمستقبل)، إذا صمد التلفزيون السنوات الثلاث المقبلة فهذا يؤكد أن لا شيء يقصي أي شيء عند الحديث عن وسائل الإعلام. مهما تحدثنا ونظرنا يبقى المال هو مصدر القوة في كل مجالات الحياة: السياسة والفن والعلم.. إلخ. من يملك المال يملك القوة. من ذا الذي سيخاطر ويستثمر في منتجات الإنترنت بالملايين. الرياضة على سبيل المثال وهي واحدة من أكبر اهتمامات العالم ستبقى رهينة القنوات الفضائية. كلفتها بالملايين والمليارات في بعض الأحيان، من يستطع أن يقيم مسابقات رياضية في حسابه أو موقعه على الإنترنت وهو يعرف أن عائدات أي إعلان ليست له، من يستطيع أن يغطي مصاريف مسلسل تلفزيوني أبطاله كبار الممثلين. إذا بحثت في قوام اليوتيوب ستجد أنه وسيلة متطفلة، إعادة ما تم بثه في التلفزيونات من مسلسلات والمنتجات الأخرى أو أن تستغله المحطات الموجهة لبث قنواتها من خلاله لبلوغ…
الأربعاء ٠٩ مايو ٢٠١٨
عندما يقف المدير التنفيذي لشركة «أمازون»، بكل ثقة وغرور، ليحذر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قائلاً: «لو أصررت على مواجهتنا ستخسر في النهاية»، فإن هذا الموقف يجعل نواقيس الخطر تدق، ليس في الولايات المتحدة الأميركية فقط، بل في جميع دول العالم، فإذا كانت «أمازون» لا تهتم ولا تلقي بالاً لأكبر دولة في العالم، ولا لأقوى رئيس في العالم، فكيف ستكون تصرفاتها مع بقية الدول؟! إنه الخطر المقبل على اقتصادات الدول، وما لم تتحرك دول العالم، وبما فيها دولنا بالتأكيد، لمواجهة هذا الأخطبوط الضخم، فإنها حتماً ستتحول إلى ضحايا، وسيتغول هذا الأخطبوط ليعمل من دون شك على تدمير الاقتصادات، واحتكار الأسواق، والتحكم بكل مفاصل البيع والشراء والحركة الاقتصادية، فتتعاظم أرباحه ويخسر ملايين البشر أعمالهم، وفي نهاية الأمر سيتحكم في مصير الدول، وينتهك سيادتها، عندها لن يتردد المدير التنفيذي لشركة أمازون في إعادة ترديد الجملة ذاتها، التي ألقاها على مسامع ترامب، وعلى كثير من المسؤولين في مختلف دول العالم! «أمازون» تعدّت كونها شركة…
الثلاثاء ٠٨ مايو ٢٠١٨
حين بدأت المظاهرات في إيران ديسمبر الماضي في مشهد وطهران وعدة مدن إيرانية، كان الدرس الأول للعالم أن أي دعم لهذه المظاهرات يضعفها ويعطي أفضل ذريعة للنظام القمعي في إيران للاعتقال واستخدام العنف ضد المتظاهرين، والتأثير في جزء من الحاضنة الشعبية نحو جعل الدافع الوحيد لهذه المظاهرات هو الشيطان الأمريكي. وبالتالي حرف النظر عن المنطلق الأساسي للمظاهرات وهما أمران أساسيان؛ الأمر الأول هو فساد النخبة الحاكمة، والحفرة السوداء المسماة الحرس الثوري والتي تسقط فيها المليارات ولا تخرج منها أي مشاريع، كما ضاعت أحلام كثيرة للشعب الإيراني، كما حصل في المصرف الذي أعلن إفلاسه في مشهد، وضاعت أموال الشعب هباء منثورا دون تحرك من الحكومة. الأمر الآخر أن الشعب الإيراني غير مقتنع حقيقة بالدعاية الواهية التي تنطلي على بعض العرب عن قناعة أو سذاجة، وهي أولوية المقاومة على رغيف الخبز، ولهذا كانت الشعارات واضحة من قبل الشعب الإيراني، بأن لا غزة ولا سورية ولا اليمن أولى من قوت يوم الشعب الإيراني.…
الثلاثاء ٠٨ مايو ٢٠١٨
خاص لـ هات بوست : لم يخطر في بال رجالات النهضة العربية الذين حملوا لواءها منذ قرنين أنها ستبقى حلماً على يافطات المؤتمرات والمنتديات، وأن ما حققوه في حينه سيراوح مكانه إن لم يتقهقر متراجعاً أمام سطوة الاستبداد بمختلف أشكاله، وكل الأهداف التي نادوا بها ما زالت أهدافاً في يومنا هذا، وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت أن ما أنجزوه قد تبدد، فلا نحن رواد في جامعاتنا، وتكاد نسبة القراءة والترجمة والتأليف تلامس أدنى المستويات، ولا نحن رواد في صناعاتنا واقتصادنا، ولم تتحقق أي من الإصلاحات التي طمحوا إليها، ناهيك عن أن الاستعمار أصبح شماعة نعلق عليها كل مآلاتنا. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل سنبقى نجتر في شعارات لا تغني ولا تسمن من جوع؟ وما هو الطريق إلى النهضة على أرض الواقع؟ قد يكون من الإجحاف أن نضع اللوم كله على إرثنا الثقافي، لكنه للأسف يحمل جل المسؤولية، فنحن كشعوب عربية، بما يحمله هذا الانتماء إلى الأرض، لم نع…