الثلاثاء ١٧ أبريل ٢٠١٨
الضربة التأديبية التي وجهتها كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا ضد النظام السوري استثارت غضب من لا زالوا يتعثرون في ما كرسته شعارات القومية من أوهام، وما رسخته ادعاءات السيادة الوطنية من تهيؤات، وتناسى أولئك المحتجون على تلك الضربة أن قيمة الإنسان أعلى وأغلى مما ينتصرون له من قومية وما يهتفون به من سيادة، وأن نظاماً يشن حرب إبادة وتهجيراً ممنهجاً لا يمكن أن يبقى حرا طليقا محميا من المساءلة معفيا من المحاسبة، يفعل بشعبه ما يشاء مادا لسانه للعالم هاتفا: شعبي وأنا حرٌ فيه. المتباكون على القومية تجاهلوا ما انتهت إليه هذه القومية في بلد ظل يكذب على العرب عقوداً من الزمن بشعار «أمة واحدة ذات رسالة خالدة» ثم لم يتورع بعد ذلك أن يحيل حديقة بيته الخلفية والأمامية إلى مسرح يتراقص فيه الفرس والترك ويدق فيه الروس طبول الحرب. والمتباكون على ما اعتبروه انتهاكاً لسيادة سورية تجاهلوا أنه لم يبق من تلك السيادة إلا «سيادة الرئيس» و«سيادة الحزب» الذي…
الإثنين ١٦ أبريل ٢٠١٨
ربما ليس لسبب سياسي اختيرت عمداً مدينة الظهران، من بين عشرين مدينة سعودية، لتستضيف القمة العربية، لكنها تبقى أقرب المدن المواجهة جغرافياً لإيران. بين الترميز والتصريح المباشر، وردت إيران ضمن الخطب الرئيسيّة التي ألقيت في القمة. في كلمة راعي المؤتمر، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، دعا «إلى موقف أممي قوي لمواجهة سلوك إيران في المنطقة»، مجدداً «التأكيد على خطورة السلوك الإيراني». وردد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، الحديث عن الحاجة إلى وقفة عربية ضد التدخلات الإيرانية. وللحكومات العربية مواقف متباينة تقريباً بشأن كل القضايا، باستثناء القضية الفلسطينية إلى حد ما، وهذا حال الـ37 قمة عادية وطارئة التي عقدت في سبعين عاماً مضت، نادراً ما كانت الدول تتفق على قضايا حاسمة. ولهذا غالباً يلجأ السياسيون إلى صياغة بيانات عامة، فضفاضة، وطويلة لتقريب المواقف. وطرح أبو الغيط في كلمته أمام الدول الأعضاء مشروعاً بمواجهة التحديات المتعددة من خلال «حوار حول أولويات الأمن القومي العربي»، وأن «التهديدات الكبرى التي…
الإثنين ١٦ أبريل ٢٠١٨
من المفيد أن يتذكر القادة العرب وهم يجتمعون في الظهران، أن هناك أكثر من ثلاثمائة مليون عربي يترقبون ما ستسفر عنه أعمال القمة، فليس صحيحاً ما يشاع بأن الشعب العربي لا يهتم بهذا الاجتماع السنوي للدول العربية، وما يجعل هذه القمة أكثر إثارة للاهتمام ما تعانيه دول المنطقة من آثار ما يسمى الربيع العربي، وأصبح من الضروري أن يكون للعرب دور في حل أزمات أشقائهم، فلا مبرر مقبولاً لأن يكون العرب خارج نطاق المشاركة في الاجتماعات التي تسعى لحل القضية الفلسطينية أو الأزمة السورية أو الأزمة الليبية أو غيرها، فمصلحة العرب وشعوب المنطقة تحتم المشاركة العربية كطرف أساسي في أي اجتماع يخص أي دولة عربية، وفي اجتماع القمة اليوم من المهم أن يتكلم القادة بوضوح وشفافية، وألا يكرروا أخطاء الماضي التي أدت إلى الفوضى والخراب في عام 2011، فالشعوب العربية ملّت الكلام وترديد الشعارات التي لا يتم تنفيذها، كما سئمت الخلافات الناجمة عن مواقف شخصية للبعض وبعيداً عن مصلحة الأوطان…
الإثنين ١٦ أبريل ٢٠١٨
الاسم: جزيرة المرجان المكان: رأس الخيمة العمر: 10 سنوات المهنة: سياحة وترفيه واستثمار هذا باختصار هو أحدث المواقع السياحية في دولة الإمارات، وجهة لم تكن موجودة في مطلع العقد الماضي، تحولت إلى مكان ساحر ومقصد سياحي شهير عند شريحة واسعة من الأوروبيين. شواطئ ذهبية تكونت بعد دفن البحر تطل على مياه الخليج الدافئة، وتحتضن منشآت فندقية فاخرة، ومطاعم وألعاباً مائية وأماكن ترفيهية وآلافاً من السياح الأوروبيين، الذين قطعوا آلاف الأميال؛ للاستمتاع بالبحر والشمس.. والضيافة الإماراتية العربية. جزيرة المرجان ومعها جزيرة الحمراء وجبل جيس؛ حيث أطول مسار انزلاقي في العالم حولت إمارة رأس الخيمة إلى وجهة سياحية تضاف إلى المقاصد السياحية في دبي وأبوظبي والشارقة والفجيرة؛ لترسم المشهد السياحي في دولة الإمارات، التي تحتضن سنوياً ما يزيد على 21 مليوناً يزورن الدولة سنوياً من شتى بقاع العالم. يحسب للإمارة الفتية بقيادة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، اجتهادها نحو بناء قاعدة سياحية جاذبة للزوار…
الإثنين ١٦ أبريل ٢٠١٨
كان لقب مثقف يطلق على من يقرأ الصحف أو يكتب فيها أو من يجيد مهارة الحديث، أو يعرف عواصم العالم. الثقافة بطبيعة الحال هي ذات مفهوم شمولي، هي فكر أو سلوك قبل أن تكون معارف، هي جسور بين القيم والممارسات، هي تاريخ وحضارة وعلوم وعادات وقوانين. هي ليست القدرة على الحوار الفكري فقط وإنما القدرة على التفاعل الحضاري والاندماج الإنساني. هذا الاندماج وذلك التفاعل يتضمن إثراء المفاهيم والممارسات والإسهام في البناء المعرفي والمنتج الحضاري. الثقافة بهذا المفهوم ليس في إطارها مثقف قديم أو مثقف جديد. المثقف هو المثقف، المعنى لا يتغير بتغيير أدوات وتقنيات نقل المعرفة وقنوات الاتصال. إن تغير الأدوات لا يرقى بمستخدمها إلى درجة مثقف، فالمحتوى هو المعيار وليس الوسيلة المستخدمة. إن الإنترنت والفضائيات ومعارض الكتب واللقاء المباشر بين النخبة والشباب تساهم في إيجاد مساحة للحوار والتثقيف ولكنها لا تعني تخرج مثقفين جدداً. الثقافة عملية ديناميكية حيوية مستمرة ليس فيها نخبة ولا شباب وإنما إنسان يمتلك المعرفة والمهارة…
الإثنين ١٦ أبريل ٢٠١٨
لماذا تعقد القمة العربية على ضفاف الخليج العربي، ولماذا تختتم متزامنة مع انتهاء مناورات وتدريبات عسكرية ضخمة ضمت عدة جيوش إسلامية وعربية، وما هي الرسالة التي تريد إيصالها المملكة لمن يلقي السمع ويعي في الضفة الأخرى من الخليج. من المؤكد أن الرياض لا تهرول عبثاً، فالمنطقة الشرقية لا تختلف عن الرياض أو جدة من حيث الإمكانات والقدرة على الاستضافة، إلا أن الرسائل أعمق وأكبر من ذلك بكثير. أولاً.. تؤكد الرياض على أنها البوابة الشرقية للفضاء العربي الذي تتحطم عند أطرافه طموحات وخطط ومؤامرات إيران والدول الصغيرة المنخرطة في مشروعها. ثانياً.. تقول إن جهدها الدبلوماسي هو الأساس في تعاملاتها مع الآخرين، لكنها في الوقت نفسه ستكون حذرة وقوية وتمضي في خط مواز لتعزيز تدريباتها العسكرية ومناوراتها المشتركة ولن تترك للغادرين مساحة للخيانة. ثالثاً.. تدعو العالم الحر لأن يقف معها على «خط الماء» الشرقي، بعدما حاولت طهران تحويله لبحيرة إرهاب منذ العام 1980 وحتى الآن، وهي من أسقطت أول مشاريعها في البحرين…
الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٨
تنعقد القمة العربية الـ ٢٩ في أشد الظروف خطورة في العالم العربي، فمنذ عام 2011 الذي بدأ فيه التنفيذ الفعلي لمخطط استهدافه بشكل ممنهج وبتخطيط جهنمي، لم تحدث انفراجات مطمئنة رغم الهدوء النسبي في بعض الساحات العربية، لكنه الهدوء الذي لا يمكن التنبؤ بما سوف يحدث بعده لاحقاً لأن المخطط كبير وخطير، وأدواته وأساليبه جهنمية، وللأسف هناك بعض المحسوبين على الأمة العربية يشاركون باجتهاد ومثابرة لتنفيذه. في بداية ما يسمى بالربيع العربي، وبعد مرور وقت قصير كان الخوف من الفوضى التي يمكن حدوثها بسبب الانهيار المفاجئ لبعض الأنظمة رغم سوئها، ورغم أن الانطباع العام آنذاك أن الثورات نابعة من الشعوب المتذمرة، أي أنها شعبية وطنية خالصة، إلا أن الوقت أثبت أن هناك لعبة كبيرة، كبيرة جدّاً وخطيرة جدّاً، لعبة الذين قرروا أن يجعلونا هباءً منثوراً. يا من بيدكم مصيرنا: نحن شعوب مصيرنا بقراراتكم، ولو تأخرتم سوف تجتاحنا رياح عاتية، حتى أسماء أبنائنا وبناتنا ربما لن تكون هي كما كانت، لو…
الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٨
دبي لا تنقصها الجاذبية، وهي مازالت نقطة استراتيجية حيوية ومهمة على خريطة العالم الاقتصادية والسياحية، وهي واحدة من أفضل مدن العالم في الخدمات العامة واللوجستية التي يحتاجها المستثمرون والتجار والشركات العالمية الضخمة، كما أنها الأفضل على الإطلاق في البنية التحتية، لذا فإنها لا تحتاج إلا لبعض القرارات التحفيزية، لتدعيم موقعها ومكانتها، وتستمر في تفوقها، فهي مازالت تمتلك البريق والجاذبية، والقدرة على الاستقطاب، شريطة الالتفات سريعاً إلى الملاحظات التي قد تؤثر فيها مستقبلاً. ارتفاع كلفة الأعمال في الآونة الأخيرة، هو السبب المباشر الذي أثر سلباً في اقتصاد دبي، كل الدراسات والمعلومات الميدانية تؤكد ذلك، وهذا ما ناقشه المجلس الاستراتيجي في دبي، خلال اجتماع عقده قبل أسابيع ليست بطويلة، لذلك فدبي لا تحتاج إلا لبحث أسباب هذا الارتفاع، والعمل على تخفيضها وإرجاعها إلى المستوى المناسب المقبول من المستثمرين والشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، وحثّ الدوائر والمؤسسات الحكومية على استعادة دورها الخدمي، بدلاً من الدخول منافساً للقطاع الخاص، في محاولة تحقيق الأرباح! تَنافُس الدوائر…
الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٨
كما كان متوقعاً لم تكن الضربة العسكرية لمواقع النظام السوري أكثر من ذلك: ضربة محدودة في حجمها العسكري، وفي هدفها السياسي. ليس لها هدف سوري أبعد من استهداف البنية التحتية للسلاح الكيماوي للنظام. وليست جزءاً من استراتيجية سياسية تجاه الوضع السوري. لا علاقة مباشرة لها بالشعب السوري وتضحياته. ولا حتى بالرئيس السوري الذي يقال أنه قبيل الضربة ترك القصر الرئاسي إلى قاعدة حميميم الروسية ليحتمي بها. كما يُلاحظ تتردد كثيراً في الساعات الأخيرة صفة السوري. لكن سورية، بعد سبع سنوات من الحرب الأهلية، لم تعد أكثر من ساحة للصراع بين الكبار والصغار. كل فعل هناك، وكل خطوة، وكل ضربة لأهداف لا علاقة لغالبيتها بسورية، ولا بمصالح الشعب السوري. حتى الضربة الأخيرة استخدمت سورية كساحة، لكن هدفها هو روسيا وما تفعله في سورية وخارج سورية. هكذا، أرادها الأسد وحلفاؤه الإيرانيون. الشعب يدفع ثمن ذلك من حياته وحقوقه واستقراره، بل ومن دمه. الرئيس الأسد نفسه لم يعد أكثر من حجر شطرنج، أو…
الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٨
تنطلق اليوم أعمال القمة العربية الـ29 بمدينة الظهران السعودية، لتدخل الظهران وللمرة الأولى مع قائمة المدن العربية الحاضنة لقمة عربية، إلا أنها هذه المرة قمة غير عادية، ولأول مرة تدعو دولة عربية إلى قمة بمثل هذا المستوى. هذه القمة تأتي في وقت شائق ومعقد وصعب، تتداخل فيه عدد من الملفات الساخنة، أو تتكاثر الأوراق الجديرة بالنقاش والمواقف الصلبة، قد يأتي الترتيب مختلفاً بين رأي ورأي حيال جملة الملفات العربية وأيها يستحق أن يتصدر الطاولة ولماذا؟ لكن الحقيقة الموجعة أن الوضع العربي ليس على ما يرام ولن يكون كذلك، بل إن مؤشرات الانزلاق العربي لا تخفى على متابع، والحاجة باتت أشد ما تكون لوحدة صف حقيقية وترميم واسع لمجمل الدمار الذي يحيط ببلدان عدة ويترك الجراح متناثرة هنا وهناك من دون أي جهد موحد لرأب الصدع، وعمل نوعي في مواجهة التـــــحديات والتهديدات التي تحيط بالمنطقة. نتجه لفلسطين فنجد القضية باتت معقدة وشائكة. نتحول إلى سورية والعبث المستمر وحالة الصمم التي يعيشها…
الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٨
عندما لعلعت التهديدات الأميركية تجاه ضربة قاصمة للنظام السوري تطلع العالم إلى قوات النظام المتداخلة مع القوة الروسية على الأرض السورية انتابني الخوف أن يكون بشار الأسد مراهق صربيا. حدث في تاريخ 1918 أن قام مراهق صغير بإطلاق النار على ولي عهد النمسا فأرداه قتيلاً. كلفت تلك الرصاصة أوروبا أكثر من تسعة ملايين قتيل. من شدة بشاعة تلك الحرب قدر العالم أنها آخر الحروب على وجه الأرض. كل ما في الأمر أن طلبت إمبراطورية النمسا المشاركة في التحقيقات حول عملية اغتيال ولي عهدها. رفضت صربيا فأعلنت النمسا الحرب على صربيا فأعلنت روسيا حليفة صربيا الحرب على النمسا فأعلنت ألمانيا الحرب على روسيا فأعلنت فرنسا الحرب على ألمانيا فاحتلت ألمانيا بلجيكا وألحقت بها فرنسا فأعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا. وهكذا انفتح الباب لكل من يريد المساهمة في الدمار. دخلت تركيا العثمانية ثم لحقتها إيطاليا ومملكة رومانيا وأخيراً دخلت الولايات المتحدة. فجرت رصاصات المراهق ما تخفيه النفوس من أطماع استعمارية وأحقاد دينية.…
الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٨
دارت شائعة قبيل القصف الأميركي البريطاني الفرنسي أول البارحة، تقول إن النظام السوري والحكومة الروسية عرضتا إخراج إيران وميليشياتها من سوريا، ضمن تسوية مقترحة، مقابل الامتناع عن الهجوم والانخراط في عملية سياسية جديدة. لو افترضنا أن عرضاً كهذا وضع على الطاولة هل يكون مقبولاً؟ بالتأكيد، هو أفضل من ضربة محدودة، لكن المشكلة أن الأطراف الثلاثة تعودت على تسويق الأكاذيب. حتى الروس، فقدوا مصداقيتهم نتيجة دعمهم لمزاعم دمشق وطهران. وفي هجوم السلاح الكيماوي على دوما، عادوا إلى نسج الحكايات القديمة نفسها بأن المعارضة هي من نفذت الهجوم على نفسها، وأن على الأمم المتحدة أن تجري تحقيقات ميدانية، يريدون بها إضاعة الوقت وتمييع الأزمة. بلا مصداقية لا يمكن الانخراط مع محور الشر في حلول أو مشاريع سياسية، والأرجح أنها مجرد أدوية مخدرة. فالنظام السوري نجا من العقوبات العسكرية عليه عندما اقترح الروس في سبتمبر (أيلول) 2013 بأن يسلم مخزونه من السلاح الكيماوي لمفتشي الأمم المتحدة. جرى نقلها وادعى أن هذا كل ما…