الخميس ٠١ مارس ٢٠١٨
منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز سدة الحكم قبل ثلاث سنوات، وعجلة إعادة هيكلة الدولة السعودية لا تتوقف، والتحديث والتطوير يطالان جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية، وهكذا كان الحال في التغييرات الأخيرة التي أجراها العاهل السعودي الاثنين الماضي، إلا أن الأبرز في تقديري ما شهدته المؤسسة العسكرية السعودية، بإقرار وثيقة تطوير وزارة الدفاع المنبثقة عن استراتيجية الدفاع الوطني، التي أقرها مجلس الوزراء السعودي في مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي. يمكن القول إنها المرة الأولى التي يطلّع فيها السعوديون على تفاصيل دقيقة تخص إعادة هيكلة وزارة الدفاع، التي تشهد منذ عام 2014 أكبر عملية تحديث في تاريخها، بنموذج تشغيلي جديد يحدد أدوارها بما يضمن حماية المصالح الوطنية، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية لها، كما أنها المرة الأولى التي يسمع السعوديون عن الهيكل التنظيمي للوزارة السيادية، وإدخال الحوكمة إلى أروقتها، والعنصر الأكثر أهمية الحصول على نتائج أفضل للإنفاق السعودي على وزارة الدفاع، كما أشار ولي العهد السعودي في حواره أمس مع صحيفة…
الأربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨
تقليعات التواصل الاجتماعي ليست غريبة وإنما تعتمد على مدى الانتشار من خلال المتابعين. ويمكن الآن معرفة أسباب ظهور تجارة المتابعين، إذ إنها تقود إلى تجارة متنوعة ومختلفة تدر الأموال الطائلة إن كان صاحب السلعة على قدر كبير من النباهة. والتجارة لم تعد سلعة فقط، بل تداخلت الأشياء بعضها مع بعض حتى يمكن للمرء أن يراهن على الحظ من خلال تغريدة أو مشهد فيديو ليتحول صاحبه إلى شاغل الناس. ولأن العالم كله يشرب من ماء تلك المواقع أصبح جمال الشكل أحد عناصر الجذب، فالممثلة الهندية المبتدئة في التمثيل تحولت بقدرة قادر إلى حديث العالم من خلال غمزة عين لتقفز إلى شخصية عالمية يتابعها الملايين.. هي لم تفعل شيئاً فقد قادها الحظ لأن تكون عالمية بغمزة ربما لم تكن على البال. وخلال الأسبوع الماضي تحول شاب سعودي وسيم إلى شخصية عامة تناقل الشعب صورته ورافقت صوره مئات التعليقات ذات الروح الظريفة ولأن الشكل هو المقياس، فقد دخل إلى هذا المضمار شخصيات مسؤولة…
الأربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨
منذ أكثر من أسبوعين ونحن نسمع أخبار الإبادة والقتل في الغوطة الشرقية قرب دمشق، والعالم يتفرج على ما يحدث هناك، والعرب ليسوا أفضل حالاً ومقالاً، لدرجة أنه لم يوجه الاتهام لأحد لا للنظام، ولا «للغزاة» ولا للإرهابيين، فالكل من هؤلاء متهم وفي الوقت نفسه الكل بريء يفعل ما يريد؟ فماذا يحدث في الغوطة، ومن الذي يقتل الغوطانيين أهل البلد من السوريين؟! ولماذا لا يحاسب أحد؟! بالأمس، أكدت الأمم المتحدة استمرار القتال في الغوطة الشرقية رغم الهدنة.. بل ومنع المسلحون الأهالي والمدنيين من المغادرة، في إشارة إلى إصرارهم على استخدامهم كدروع بشرية، ولكنهم في الحقيقة لم يعودوا دروعاً ولا هم يردعون من يريد قصفهم وقتلهم، فالقصف مستمر، والقتل لا يتوقف. لقد تحولت الغوطة الشرقية إلى مدينة أشباح مبادة أمام أنظار العالم، فبعد أن صمت العالم عما حدث في حلب، ها هو يكرر صمته المخزي في خذلانه المتعمد للغوطانيين دون أن يفعل شيئاً لوقف نزيف الدم في مدينتهم! فما يحدث هناك انتهاك…
الأربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨
على توقيت الغوطة الشرقية تستعد موسكو إلى ضبط عقارب الساعة على توقيتها، فقرار حصر الزمن السوري كاملاً بيدها يحتاج إلى استخدام القوة الحاسمة القادرة على تحقيق الانتصار قبل اعتراض العالم على المجزرة، ففي الوقت الذي كان مضمون القرار الأممي المقدم من الكويت والسويد يخضع لإعادة الصياغة الروسية التي أفرغت بنوده الأساسية من محتواها، وحولته إلى مناشدة غير واضحة الآليات لوقف الحرب على الغوطة، كان مجلس الأمن القومي الروسي يضع اللمسات الأخيرة على خطته لاحتلالها، فالحاجة الروسية - الإيرانية المشتركة إلى الانتهاء من معضلة الغوطة، باتت ملحة من أجل إعادة صياغة التوازنات السياسية والميدانية على الساحة السورية، بعد أن ثبتت واشنطن سيطرتها على مناطق شرق الفرات الغنية بالثروات، ووضعت يدها على سوريا المفيدة اقتصادياً، واستخدمت القوة المفرطة بوجه كل من يحاول عبور نهر الفرات، فأصبح الرد الإيراني - الروسي المشترك على الحضور الأميركي في المشهد السوري يتطلب تأمين توازن جيو - استراتيجي مع واشنطن، يستدعي تحقيق نقلة ميدانية بالوصول إلى سوريا…
الأربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨
إن سألتَ أحدهم: «هل تعرف ابن رشد؟»، فسيرد غالباً بالإيجاب والإطراء، لكن إن سألته عما قدّم ابن رشد للحضارة الإنسانية، فإنه لن يستطيع أن يُجيب. «هل يجب أن نَعرِف ماذا قال وقدّم ابن رُشد، أو ابن سينا، أو ديكارت؟».. قد يتساءل البعض، ولكي أجيب عن هذا السؤال، أحتاجُ أن أخبركم - باقتضاب سريع - عن مراتب الإدراك عند الإنسان، أعلى تلك المراتب السّت هو اليقين، الذي يعني إدراك الأمر على ما هو عليه إدراكاً جازماً، وأدناها هو الجهل المُركَّب، الذي يعني إدراك الشيء على خلاف ما هو عليه إدراكاً جازماً. كأن تسأل أحدهم إن كان أكل الحلوى مفيداً للصحة؟ فيقول لك إنه مفيد ويمنحك قوة في البدن. تسأله إن كان مُتيقّناً، فيقول نعم. إن جواب صاحبك هذا جهل مركّب من شيئين: الأول أنه يعتقد جازماً أنه يعرف، والثاني أن اعتقاده خاطئ، فهو لا يدري أنه لا يدري، لكنه يعتقد أنه يدري. سيتساءل أحدكم الآن: وما دخل هذا المثال في ابن…
الأربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨
تأتي رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإيجاد وبناء نظام قضائي رائد ومتميز عالمياً يحقق أقصى معايير العدل، ومن هذا المنطلق وتنفيذاً لهذه الرؤى تمضي محاكم دبي والجهات المعنية بالنظام القضائي للوصول لمنظومة قضائية ذكية تتسم بالشفافية وسرعة التنفيذ. من المتعارف عليه عالمياً أن الأنظمة القانونية وأجهزتها ومنظوماتها بطيئة جداً، أو على الأقل هكذا ينظر المجتمع إليها، فبعض القضايا تحتاج لسنوات ليتم الحكم فيها، وما بين مرافعات ومراجعات وتقديم مذكرات يحيا ناس ويموت ناس، هذا ما يقال وهذا ما يُعرف عن أية مؤسسة قانونية أو قضائية، ولكن ولأننا في الإمارات وتحديداً في المدينة الذكية «دبي» كل هذه الأمور أصبحت جزءاً من الماضي، فالسرعة واستحداث أنظمة حديثة متطورة تسابق الزمن وتلغي الإيقاع البطيء الذي عهدناه في مؤسسات القضاء هو هدف كل العاملين في جميع المؤسسات التابعة لمجلس دبي القضائي. وبفضل المتابعة الحثيثة والاهتمام الواسع الذي يقوم به سموّ…
الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨
برزت في الآونة الأخيرة، ظاهرة غريبة في تقليد المشاهير، التي تتمثل في تزايد إقبال الصغار والكبار، ليس فقط في الملبس والمأكل، ولكن في شراء واستخدام المنتجات التي يتم ترويجها على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى ولو كانت بعض المنتجات تنقصها المصداقية في القيمة والنوعية. هل تغيرت القيم والقناعات لدى المستهلك، أم أن لديه الرغبة الشديدة في الانتماء للمجموعة، حتى ولو استدعى الأمر أن يغرِق نفسه في الديون، التي يعجز عن الخروج منها، أم أن البعض تنقصه التوعية في ثقافة الاستهلاك الذكي؟. في مقال: «هذه الشهرة إلى أين؟»، ذكرتُ كيف يستخدم الكبار الأطفال كأداة للشهرة في مواقع التواصل الاجتماعي، التي غيرت اهتمامات الأطفال، من اللعب إلى الحفاظ على الشهرة الذي لم ينتج بكل تأكيد من فراغ، بل لحرص الأهالي على تحويل أطفالهم إلى سلعة ونسخ متكررة عن المشاهير، بغرض الحصول على مردود مادي، أو الشهرة من خلال الإعلانات، فلا عجب من انحدار المستوى الفكري والوعي لدى الفرد في بعض المجتمعات…
الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨
قبل يومين تم في الرياض تدشين معرض القوات المسلحة لدعم التصنيع المحلي «أفد 2018» تحت شعار «صناعتنا قوتنا» لإبراز ودعم المحتوى المحلي وتوطين الصناعات التكميلية، وتشارك في المعرض دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ودول أخرى، إضافة إلى الشركات العالمية المرتبطة بعقود مع وزارة الدفاع وغيرها من الجهات الأخرى. ربما لا يعرف الكثير عن هذه الفعالية وأنها تمثل الدورة الرابعة للمعرض، قد يكون السبب أنها لا تحظى بتغطية إعلامية تناسب أهميتها، أو لأنها ليست من الفعاليات التي يتوقع الناس عقدها لدينا، وعلى أي حال ربما تجعلنا هذه الفعالية نقول: إن أي دولة تريد أن تضمن حماية نفسها لا بد لها من وجود قوة عسكرية وتسليح متنوع وحديث، وعندما تكون الدولة كالمملكة بأهميتها الاقتصادية ومكانتها السياسية ومساحتها الشاسعة في محيط مضطرب تحفه الأطماع والمخططات الجهنمية المتوالية فإنها أحوج ما تكون لقوة عسكرية ذات كفاءة عالية، وبلا شك فالمملكة لديها هذه القوة ولكنها تعتمد على استيراد السلاح، وتدفع مبالغ ضخمة لصفقات التسليح…
الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨
في المكان نفسه الذي تم فيه تدشين صرح زايد المؤسس أمس كانت تقف لوحة ضخمة شامخة شموخ الجبال لسنوات طويلة، وكانت تحمل الصورة الرسمية للشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، هناك على كورنيش أبوظبي في زاوية السور الشمالي الشرقي لقصر الإمارات كانت اللوحة ببروازها الجميل، والتي عشقها الجميع، تحمل صورة الرجل الذي لم ينسه أحد يوماً منذ غادر هذه الدنيا، فصحيح أن الشيخ زايد رحل عنا جسداً، لكنه باق معنا إلى اليوم، وسيبقى مع الأجيال عاماً بعد عام روحاً وفكراً وعملاً وفلسفةً وعطاءً، فما صنعه الشيخ زايد معين لا ينضب وخير لا يتوقف أبداً. وبالأمس قدمنا شيئاً جديداً رائعاً وجميلاً لهذا الرجل، ورغم أننا ندرك أنه شيء بسيط في حق الشيخ زايد وقليل أمام عطاءاته، لكنه محاولة حقيقية منا جميعاً لتأكيد الحب والتقدير والوفاء والعرفان لهذا الرجل العظيم، فما قدمه سيبقى خالداً أبداً، وما نقدمه نحاول أن يكون باقياً أبداً وخالداً على هذه الأرض، فصرح زايد المؤسس الذي تم…
الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨
نشرت إحدى السيدات، على وسائل التواصل الاجتماعي، تسجيلاً صوتياً تُبدي فيه تذمّرها من قيام سائق بالدخول مع طفلة إلى دورة مياه محطة الوقود، بينما ظلت الأم تنتظر في السيارة منشغلة باللعب بهاتفها المتحرك. قد تكون الأم تعاني مشكلة أو لديها إعاقة تمنعها من التوجه مع طفلتها، هذا الاحتمال وارد بكل تأكيد في هذه الحالة، ومع ذلك فليس من اللائق أن يدخل السائق مع الطفلة إلى دورة المياه، حتى لو افترضنا وجود ثقة لا متناهية بالسائق. ربّما يكون هذا الموقف العابر غير واضح، لا نعلم مدى دقته أو الظروف المحيطة به، إنما يجب أن نتذكر الكثير من الحوادث المقزّزة، التي حدثت جرّاء اعتماد الأهل على الخادمات، فما بالك بالسائقين الذين يتحلى بعضهم بثقافات مختلفة لا تعرف العيب ولا الحرام، وتحوّل بعضهم إلى ذئاب بشرية لا تعرف الرحمة! هناك إهمال غريب لا أجد له أي تفسير سوى اللامبالاة، وانعدام المسؤولية لدى عدد من الأمهات. الجهات المختصة بدأت بشكل مكثّف في توعية المجتمع،…
الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨
جزء من أزمة قراءة معضلة «الإرهاب» هو النظر إليه كمتغير سياسي، وليس حالة قارّة متنقلة بحسب الظروف والمناخات التي تساعد على ولادتها ونشأتها وصعودها، فضلاً عن تأثرها بالمناخ العام في بلدان غير مجاورة للمناطق الملتهبة؛ ذلك أن المقاتلين المنخرطين في العمل المسلح (الجهاديين) منذ تحولهم إلى كتلة مفارقة ومتمايزة عن أي ظاهرة مشابهة منذ التجنيد الأولي في أفغانستان، لا ينظرون إلى الحدود إلا كعوائق أمنية للانتقال بسلاسة في تحقيق الهدف العام، وهو التجنيد والفعالية القتالية أو الانتظار حتى تحين الفرصة مع الجهوزية الكاملة آيديولوجياً وعسكرياً مما يعرف في أدبيات التنظيمات الإرهابية بـ«مرحلة الإعداد». من هنا أي قراءات تفاؤلية عن أفول أو نهاية الإرهاب أو حتى كمونه، لا تنظر إلى الصورة الكاملة للظاهرة التي تتجاوز الأطر السياسية والأمنية إلى أسلوب حياة مثالي بدوافع كرومونولوجية، لا يمكن فهمها إلا بقراءة عميقة للجريمة المنظمة بأبعاد فكرية تقدم عليها مجموعات من الأشخاص بكامل إرادتها، بل وتتعدى كل الضغوط والتحديات للوصول إلى تلك المجتمعات في…
الإثنين ٢٦ فبراير ٢٠١٨
إعلان تفوق الإمارات وحصولها على المركز الأول في العديد من المؤشرات الدولية، هو إعلان للنجاح، وإعلان لتحقيق الأهداف التي تم وضعها قبل أكثر من عقد من الزمان، فحكومة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وضعت لنفسها هدفاً واضحاً في عام 2007، وهو أننا نريد أن نكون في دولة الإمارات «الرقم واحد» في كل شيء .. وتدرك الإمارات قيادةً وحكومةً وشعباً أن الوصول إلى الرقم واحد ليس بالأمر السهل، بل على العكس إنه أمر في غاية الصعوبة لأننا نعيش في منطقة الشرق الأوسط، هذه البقعة من العالم التي تجتمع فيها كل التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تجعل التميز أمراً في غاية الصعوبة، فما بالنا بالمركز الأول، ونحن يحيط بنا العنف والتطرف والإرهاب من كل جانب ويتربص بنا الطامع والحاقد والحاسد، لكن لأننا في الإمارات وتحت ظل قيادة لا تعرف المستحيل، فإننا نحقق المعادلة الصعبة، في المكان الصعب والزمن الصعب فقط لأننا…