السبت ٠٨ يوليو ٢٠١٧
رغم تعدد تصنيفات الايديولوجيا -كنظام من الأفكار يتكون في مرحلة تاريخية معينة-، إلاّ أن الباحثين يرون أن التصنيف الأيديولوجي مردّه في النهاية إلى إيديولوجيا سياسية، حيث تبدأ ثورية في التبرير للأنظمة أو الجماعات، ومنحهم مزيداً من الشرعية في القبول، ثم تتحول إلى إيديولوجيا حاكمة بعد بلوغ دعايتها ومشروعها سدة الحكم، فالديمقراطية مثلاً بدأت إيديولوجيا ثورية في القرن الثامن عشر، ثم تحولت إلى إيديولوجيا سياسية حاكمة في أميركا، وكذلك كانت الماركسية إيديولوجية ثورية عام 1917 –أي قبل قيام الثورة البلشفية في روسيا- وأصبحت أيديولوجية حاكمة بعد ذلك. لا شك أن إيديولوجيا جماعة الإخوان الإرهابية هي على ذات الخط التصاعدي الثوري الذي أوصلها في النهاية إلى سدة الحكم في مصر، ثم فشلت، وعادت إلى مربعها الأول تثور في كل اتجاه، ومن معها من المتعاطفين والمتآمرين في منطقتنا العربية، والخليجية تحديداً. والسبب أن الأيديولوجيا لا يحمي مشروعها من يرّوج أفكارها، بل من يتأثر بها؛ ولذا لم تكن الديمقراطية في الغرب فقط نتيجة لتطور…
السبت ٠٨ يوليو ٢٠١٧
يرفض سارتر الإقرار بأنه يمتلك أية هوية تتطابق مع ماضية (سيمون دي بوفوار). لابأس أن أكثف قراءتي للأدب العدمي أدب أساتذة اليأس الأوروبيين بعد متابعتي لأحاديث القنوات الإخبارية, هو نوع من العقاب الإلهي السريع الذي يتخطفك قبل أن تستوعب ماذا يدور حولك, لم يكن الأدب يوماً إلا للخروج من دائرة الرتابة ورفض الواقع القائم والتعبير عن النقصان والرغبة في معرفة الوجود, فلن يحتاج إنسان عادي إلى اللجوء لساحات الأدب والتحليق في فضائه وهو مرتاح وقانع بأفكاره وعيشه وحياته, لذلك يأتي الأدب لكسر قنينة الجمود والمسلمات المخدرة والتي تمنعك من التفكير, وهو نوع من الاستقلالية الفكرية والتي تنعكس على بنية الإنسان النفسية والاجتماعية والفكرية, وهذه الاستقلالية تدفعه إلى مزيد من الوعي للوجود الإنساني, فهم يصبحون مثل الأشجار المثمرة يعطون حميمية للأشياء المادية والنفسية, ومعهم يتصادم مشهدان من الواقع والخيال, ووفقاً لآرثر شوبنهاور, فإن الإرادة هي جوهر الأشياء قاطبة في هذا الكون, والمادة الأصلية الوحيدة لأي ظاهرة من الظواهر. ومن وجهة نظري…
السبت ٠٨ يوليو ٢٠١٧
الحوار، الحرية، والسيادة، قطر لم تتوقف يوماً عن الحديث عن ضرورة الحوار قبل المقاطعة، وتحدثت لدول العالم، ومن خلال وسائل إعلامها، عن ذلك، واتهمت الدول المقاطعة بأنها اتخذت قرار المقاطعة بشكل مفاجئ دون حوار معها حول سبب المقاطعة، والرد على ذلك هو، ما الذي فعلته الدول المقاطعة في عام 2013 و2014 وبعد ذلك وإلى يوم قرار المقاطعة، وما الذي كانت تفعله قبل ذلك بسنوات؟ ألم يكن حواراً ونقاشاً بل وطلباً صريحاً بتصحيح قطر لأوضاعها، ولكن قطر كانت وما زالت تتكبر ولا تأنف من أن تكذب؟ الكذبة الثانية هو الحديث عن حرية الإعلام، وقناة الجزيرة، رافعة راية الرأي والرأي الآخر، فعندما طلبت الدول الخليجية من قطر، وعلى مدى سنوات، أن تغير سياسة ونهج القناة المعادية للدول الخليجية والعربية، والمتسبّبة في تأزيم الأوضاع في كثير من الدول، لم تستجب قطر، والمؤسف أنها بدلاً من أن تقوم بتعديل نهج القناة، فقد تبنت الجزيرة خطاب الإرهاب والعنف والتطرف، وأصبحت منبراً للإرهابيين، ولم تعد للحرية…
الجمعة ٠٧ يوليو ٢٠١٧
بشكل صريح كشف وزير خارجية قطر عن قلق حكومته، لأول مرة، من أن هدف الدول الأربع من هذه الأزمة هو تغيير نظام الحكم في الدوحة! في حين بقية المسؤولين القطريين ووسائل الإعلام الرسمية كانت تعبر على الدوام عن قناعتها بأن الهدف هو تغيير سياسة الحكومة وأفعالها، وترد متحدية بأنها لن تفعل. الفارق بين الاستنتاجين كبير، فهل الدول الأربع حقاً تسعى لتغيير النظام أو أم تغيير سلوك قطر؟ المؤكد أن العلاقة بين الجانبين سيئة جداً لتصل إلى هذه المرحلة التي لا سابقة لها، حتى في تاريخ التوتر السياسي في المرات الماضية، وهذا يفترض أن يدفع قطر لقراءة متأنية للرسائل التي تبعث بها الحكومات المصرية والسعودية والإماراتية والبحرينية. وعندما تلتبس على الحكومة القطرية المعاني من وراء الرسائل، مدركين أن الدول قلما تبوح بما تعني، وتعتمد عوضاً عن المصارحة على قواعد متعارف عليها في اللغة الدبلوماسية ذات درجات مختلفة للتعبير عن نفسها. وقد ظهر التشويش والارتباك في الدوحة منذ الأسبوع الأول بعد إعلان…
الجمعة ٠٧ يوليو ٢٠١٧
• قبل أن تحدث ألمانيا نقلة في عالم كرة القدم مرت بعدة تجارب، ركزت خلالها على العقول قبل الأقدام، وربطت المراحل بالدراسة والتخطيط وأي تخطيط، فما نراه على أرض الواقع من نتائج وبطولات يجعلنا نعتبر هذه التجربة التي صنعت في ألمانيا براءة اختراع في كرة القدم تجعلنا على الصعيدين الخليجي والمحلي نطالب بضرورة الاستفادة منها، إن أردنا على الأقل الوقوف في وجه النمر الآسيوي، وأظن بل أكاد أجزم أن العالم المحب لكرة القدم، وأولهم الإنجليز، سيبحث عن تلك العقول الألمانية لإخراج مهد كرة القدم من إخفاق جعل قيمة أقوى دوري في العالم مجرد أرقام للفرق وصفر مكعب على صعيد المنتخبات في كأس العالم وبطولة أوروبا. • ما فعلته ألمانيا وآخرها في بطولة القارات لا يمكن أن يكون للصدفة فيه دور، بقدر ما هو عمل كبير استعين خلاله بعدة تخصصات وليس فقط أهل كرة القدم لوضع كل تخصص في خدمة كرة القدم، والتي تعامل معها الألمان كصناعة تشبه صناعة السيارات الفارهة…
الجمعة ٠٧ يوليو ٢٠١٧
إذا كان قادة قطر قد حسموا أمرهم، واعتقدوا أنهم يديرون دولة عظمى وقاعدتها قناة الجزيرة، ومنظرها عزمي بشارة، وأنهم مستغنون عن محيطهم الخليجي فلا ضير. فلتتخذ دول التعاون قرارها وتنأى بنفسها عن هذا التيار الجارف، وتذهب إلى حيث تكمن مصالحها، مصالح شعوبها، لأن أنصاف الحلول لا تجدي في صناعة الوجود، والمحافظة عليه. فلن تستمر الأمور بهذا التجاذب، ولن تصلح الحياة بهذه العلاقة الورقية. وعلى ما يبدو، فإن المخالب الشيطانية قد تمكنت من القبض على مكان اتخاذ القرار، والسوداوية قد تحكمت بلب صانع القرار وهو لا يستطيع تحريك إبرة في خيط، من دون الإتكاء على استشارة المنظر القابع على أرض قطر، مثل شوكة ذبابة التسي، تسي. وهناك من يشجع، ويدفع بعجلة حاكم قطر إلى المزالق والمهالك، لأنه انتهز نقطة الضعف في السياسة القطرية، وركب على قاطرتها، وصار هو من يتحكم في مقودها. فقطر اليوم عبرت المحيط، ووصلت إلى مضايق ضحلة، وقد تختفي عن الأنظار بعد فترة وجيزة، ولن يبقى منها سوى،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الجمعة ٠٧ يوليو ٢٠١٧
إزاء الحرية التي ظلت حلماً في عالمنا، والحريات التي يتلاعب بها الحمقى من مدعي الدين وتجار السياسة، تصبح المطالبة بقوانين رادعة لكل هذا العبث والمتاجرة بعقول الناس أمراً لا بد منه، فليس هناك فرق بين الرصاصة التي تغتال الجسد والرصاصة التي تغتال الحرية، حرية التفكير! لقد كتب ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: «أن الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة»، ولو قُدّر له أن يعيش في أيامنا هذه لكتب أن الإنسان كائن عدواني، الحرب أساس بقائه وحيويته مع الأسف! وأن هذا التقدم التقني زاد من عدوانيته وتوحشه! وأن استراتيجيات ومظاهر توظيف الدين كمطية لبلوغ أهداف السيطرة والتوسع تكشف بجلاء عن حقيقة ومدى هذا التوحش، ومن المؤسف أن يسمى خدام هذه الاستراتيجيات رجال دين وعلماء، والدين منهم براء! إن للعلماء والفقهاء والمفكرين حق احترام الاعتراف بفضلهم وعلمهم، لا احترام التسليم بعصمتهم، وبالتالي المشي وراء دعوات بعضهم التخريبية، هناك فرق كبير بين الاثنين. مسألة التسليم بالرأي المعصوم الذي لا يناقش ولا يراجع تتعارض أولاً مع…
الجمعة ٠٧ يوليو ٢٠١٧
مما لا جدال فيه أن شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) قامت بدور تنموي جبار في المنطقة الشرقية شملت قطاعات عديدة وذلك في بواكير نشوء المجتمعات الحديثة في المنطقة. في مقدمة هذه القطاعات قطاع التربية والتعليم. ذلك أن أحد ملاحق الاتفاقية التي وقّعتها الحكومة مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (أرامكو لاحقا) في 29 مايو 1933 حول التنقيب عن النفط واستخراجه وتصديره تضمن ضرورة قيام أرامكو ببناء المدارس الحديثة في نطاق المنطقة الشرقية وتأثيثها وتجهيزها وصيانتها مع دفع رواتب معلميها وادارييها ثم تسليمها للدولة لادارتها بمعرفتها. وبعد فترة من التردد والتباطؤ بسبب انشغالها بمهمات أكثر أهمية، التزمت أرامكو بهذا البند خير التزام، فراحت تبني مدارس البنين (ولاحقا مدارس البنات) بمستوياتها المختلفة على أحدث التصاميم الهندسية والجمالية وتؤثثها بأرقى الأجهزة والمعدات والأثاث فغدت دور العلم هذه مضربا للأمثال في جمالها ونظافتها وحسن تصميمها وجودة محتواها. البداية كانت مع المدارس الابتدائية التي بنتها الشركة في خمسينيات القرن العشرين في الدمام (مدرسة الدمام الثانية…
الخميس ٠٦ يوليو ٢٠١٧
مع انقضاء مهلة الـ48 ساعة الإضافية التي استجدتها السلطات القطرية، تبدو الدوحة اليوم أمام مفترق طرق خطير للغاية ربما تدفع ثمنه غاليا من المجتمع الدولي، الذي لم تعد تنطلي عليه حيل الدوحة ومراوغاتها، مع استمرار تعاملها الإرهابي مع أشقائها الذي تزايد خلال الأزمة، بل إن الدوحة تعمدت أن تمارس أسوأ ما لديها من أفعال، وكأنها تقول للعالم هذا سلوكي الطبيعي، وهو لا يختلف عن ما قبل موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، إنه الغرور السياسي وسياسة شراء الذمم بأموال الغاز الحرام التي مارستها طوال 20 عاما. إلا أن السؤال المستحق يقول: هل من في قصر الوجبة اليوم هم الحكام الفعليون؟ وهل هم المسيطرون على مقاليد الأمور في الدوحة؟، أم هم مجرد ساكنين بالتراضي؛ الحقائق على الأرض تقول غير ذلك، بل تجزم أنهم ليسوا سوى حكام «فخريين»، ليس بيدهم لا حل ولا ربط، على الرغم من أن ذلك لا يعفيهم من أي تبعات قانونية وجزائية على ما ارتكبته الدوحة في عهدهم. أما…
الخميس ٠٦ يوليو ٢٠١٧
خلال أزمة الخريف العربي قدمت «الجزيرة» القطرية دعما مكشوفا لأنشطة وقلاقل وفوضى قوى المعارضة في الكويت والبحرين والسعودية والإمارات وعمان، كما أن دعمها للمعارضين السعوديين مستمر طيلة ٢٠ عاما، وقد اتهم بعض رموز السلطة في قطر بتقديم دعم مالي لمعارضين في الكويت والسعودية والبحرين، وظهرت تسجيلات تكشف التآمر على إسقاط نظام الحكم في السعودية ! لذلك عندي سؤال للقيادة القطرية السابقة واللاحقة: هل كانوا يظنون أن إسقاط أنظمة الحكم الملكية في دول الخليج المحيطة بقطر كان سيجعل نظام الحكم في إمارة قطر بمنأى عن السقوط واللحاق بها ؟! هل كانت القيادة في قطر تظن أن قطر تملك مقومات الصمود في محيط ثوري تحكمه الفوضوية والاضطراب ؟! أعجز عن فهم ما الذي كانت قيادة قطر في ذلك الوقت تتوقعه من سقوط الكويت في فوضى الحراك السياسي الذي دفع أمير الكويت للتصريح بمقولته الشهيرة «راحت إلا» بعد أن انزلق حراك المعارضة إلى الفوضى المدمرة، أو تحول البحرين إلى نسخة مصغرة من الجمهورية…
الخميس ٠٦ يوليو ٢٠١٧
مثل الكتاب المفتوح نتنبأ بخطوات الدوحة، فقد سبق ومارستها في الأزمات المشابهة الماضية. فهي حريصة على إظهار الرفض الدعائي، وتمثيل أدوار بطولية تلفزيونية لا تنسجم مع قدراتها، ولا تعكس حقيقة قراراتها التي تنوي أن تتخذها. سمعنا أمس قرار قطر رفض مطالب الدول الأربع، لا تصدقوها، لأنها ستتنازل سراً في وقت لاحق. هذا ما فعلته في خلافها مع السعودية عام 2013، ثم كررته في خلافها في العام الذي تلاه. إعلامياً، بالغت في تشددها، ومن خلال الوسطاء أنفسهم، عادت ووافقت على ما طلب منها خلف أبواب مغلقة. استعانت بسمو أمير الكويت وسيطاً، تطلب منه من جديد التدخل ووقف الأزمة دبلوماسياً وحدودياً. وعندما وافقت الدوحة على كل المطالب تلك السنة، بما فيها إسكات قناتها الجزيرة، لم تقل إنه انتقاص من سيادتها. كان شرط أمير قطر الوحيد ألا تعلن تفاصيل الاتفاق، وبالفعل أبقت عليها السعودية سراً إلى أن اندلعت الأزمة الأخيرة قبل أسابيع وخرجت معظم معلوماته الى العلن. واليوم في احتفالية إعلامية تفاخر وتطبل…
الخميس ٠٦ يوليو ٢٠١٧
عدم الرد في أحيان كثيرة يكون أفضل من الكلام، خصوصاً عندما يصر الطرف الآخر على الإنكار والمكابرة، والهدوء مهم جداً في التعامل مع الأزمات الكبيرة، وخاصة في هذه الأزمة التي نمر بها في الخليج هذه الأيام، والتي كشفت وأكدت إلى أي مدى تمتلك الدول المقاطعة الحلم والصبر والحكمة، وإلى أي مدى يمكن أن تكون هادئة ومتمسكة بأصول الخلاف -وضمن القوانين الدولية والأعراف العربية- وخصوصاً في ظل الضجيج الذي تسببه قطر التي تحترف إثارة الضجة، وتأجيج الرأي العام، وتحويل الأزمات مهما كانت صغيرة إلى نكبات، وفي النهاية لا تستطيع هي أن تكون هادئة، وبالتالي تفقد كل تركيزها لإيجاد أي حل، أو الوصول إلى أي مخرج للمشكلة التي تقع فيها، وهذا ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية، وانتهى بعدم نجاح قطر في إقناع الدول الأربع المقاطعة بإنهاء المقاطعة عنها وفتح الحدود والأجواء والبحار وعودة الأمور كما كانت، لقد فشلت قطر بشكل لافت في أن تجد لها وسيلة مناسبة للتعامل مع أزمتها مع…