الأربعاء ٢٩ يونيو ٢٠١٦
في مشروعه القديم المُتجدد، يسعى الشيخ عبدالله بن بيّه، الفقيه الأصولي، وأحد كبار المناطِقة المسلمين في هذا الزمان، إلى إعادة تعريف المصطَلَحات الملتبسة في الثقافة الإسلامية اليوم، كالمنطق والفلسفة والعقل والبرهان وغيرها، فما أن تُذكر هذه المصطلحات حتى يجد صغار المتعلمين ألف سهم يرمونها بها من أقواس جهلهم، فيصفونها بالمُضلِّة، والمخادعة، والمفسِدة، وغيرها من الكلمات التي يكتظ بها قاموس الجهل العربي الإسلامي اليوم. ولهذا يعتقد الشيخ بن بيّه أنه علينا قبل أن نبدأ بتدريس المنطق والفلسفة وعلم الكلام، أن نعيد تعريف هذه المصطلحات بقواميس الواقع وأدواته، لا بالعودة بها عبر الزمن، فالواقع هو الحقيقة المطلقة التي ينبغي أن نتعامل معها، لا بمحاولة تغييرها، بل بالتأقلم مع متطلباتها، والواقع يقول إن العقل العربي الإسلامي يعاني تقديساً وتكريساً لجهل تراكم عليه عبر العقود الماضية، وكلنا يعرف ماذا فعلت الأفكار «الصحوية» والحركات الأصولية وحركات الإسلام السياسي بمناهجنا وصحافتنا وإعلامنا بشكل عام. وإذا أردنا أن نُبدد ظلام الجهل، ونطرد أفكاره من داخل الرؤوس، فنحتاج…
الأربعاء ٢٩ يونيو ٢٠١٦
هذه طرفة واقعية تخبر عن أحوال وزارة النقل وإشرافها على خدمات سيارات الأجرة من طريق شركات التوجيه، كريم وأوبر وغيرهما، والقصة ذكرها لي صديق، إذ تلقى اتصالاً من شخص لا يعرفه يسأله هل وجدتم المفتاح؟ فردّ مستغرباً أي مفتاح؟ فرد المتصل: المفتاح الذي فقدته في السيارة. وكي لا أطيل عليكم اكتشف الصديق أن سائقه سجّل سيارة العائلة لدى إحدى شركات توجيه السيارات، ويستخدمها كلما استطاع إلى ذلك سبيلاً. ساخراً اقترح الصديق أن يقوم كل مواطن بتسجيل سيارته التي يقودها سائق في الشركات، كي لا يتمكن السائق من تسجيلها وبالتالي استخدامها. الموقف الثاني ما رواه صديق آخر أنه استخدم واحدة من هذه السيارات، فوجد لدى السائق هاتفين، واحداً لـ «كريم» والثاني لـ «أوبر». أما الثالثة فهي من اتصال أخبرني فيه أحد المتقاعدين بأنه ذهب للتوظف في إحدى°° من هذه الشركات، ووجد أن الوافدين مسيطرون على إداراتها، وهم من يقبل أو يرفض هذا الطلب أو ذاك، بحيث يمكن لأي سائق معه سيارة…
الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦
الديمقراطية كمصطلح يعني ديموس "الشعب" وكراتوس "السلطة اوالحكم" اي ببساطة "حكم الشعب" باللغة اللاتينية، الأكيد ان بإستطاعة العرب وبحكم اعتزازهم بلغتهم، ولهم كل الحق ان يطلقوا على الديمقراطية مصطلح "سَلَطة الشعب" والسلطة هنا بفتح السين وااللام. وقبل إنزال اللعنات على كاتب المقال، والحكم عليه انطلاقاً من عواطفنا الجياشة والتواقة للديمقراطية، دعونا نتأمل هذه السَلَطة ونحللها أولاً. اتفاق الأغلبية على رأي ما،لا يجعل ذلك الرأي صحيحاً،ففي فترة من فترات التاريخ،كان جميع سكان الأرض يعتقدون ان الأرض مسطحة،وهذا لم يجعلها في يوم من الأيام مسطحة. حينما استدعوا الأستاذ الفيلسوف سقراط للمحاكمة، كانت أثينا آنذاك تحت حكم الديمقراطية، ووجدت هيئة المحكمة وبالأغلبية أخونا سقراط مذنب بتهمة إزدراء المقدسات، وافساد الشباب، وحكمت عليه بالإعدام، فلم تفده محاوراته التهكمية، ولا حججه القوية، ولا حتى الواسطة حيث انه كان معروفاً ونجم من نجوم المجتمع. في أمريكا العظيمة بدستورها، الذي يمنح الفرد حرية التعبير والخطابة، واختيار الدين، ويعتبر كل المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، وبعد صياغة هذا…
الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦
< الفجيعة والحزن والألم على الحادثة، التي وقعت في الرياض أخيراً، بقيام توأمين من أصحاب الفكر «الداعشي» بقتل والدتهم ونجاة والدهم وأخيهم من ذلك الاعتداء، الذي لا يمت إلى الطبيعة البشرية بصلة، يطرح عدداً من التساؤلات عن جدية الحلول، التي تم تطبيقها في مجتمعنا لمحاربة وتعرية هذا الفكر الخطر على الأمن والسلم الاجتماعي في وطننا. لا شك في أن نظامنا التعليمي ومناهجه مازالت تعاني من وجود مواد تهيئ الطلاب للانتظام في هذه التنظيمات، على رغم أن مناهجنا خضعت لتطوير وغربلة، ولكن كما ذكر الأمير خالد الفيصل، الذي تولى حقيبة التعليم لسنوات، قبل أسابيع في أحد البرامج الحوارية أن المشكلة في بعض المعلمين، أو ما يعرف بالمنهج الخفي لهؤلاء، فأين الرقابة عليهم من الجهات ذات العلاقة؟ يبدو أنها غير فاعلة وضعيفة، وتسمح لهؤلاء بالتأثير في عقول بعض الطلاب، وبخاصة في مراحل التعليم المبكرة، وهنا تأتي خطورة دور المعلم في إشكال محاربة الفكر المتشدد في مجتمعنا، قد تكون جهود وزارة الداخلية ناجحة…
الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦
هناك الكثير يقال حول صدمة الخروج البريطاني له علاقة أيضا بأوروبا والعالم٬ وليس فقط مسائل صغيرة مثل التأشيرة والجمارك. يمكن أن تتغير خريطة القارة الأوروبية٬ والاتحاد٬ والعلاقات بين الدول الأعضاء٬ والتحالفات الخارجية. مثلاً٬ هل توقظ انتفاضة البريطانيين ضد «نظام الاتحاد الأوروبي» رغبات بقية القوى المتململة الأوروبية الأخرى٬ وتغير الجغرافيا السياسية؟ كلها أحجار دومينو تتكئ على بعضها البعض. التغيير يجلب الفوضى هذا ما تعلمناه حتى في المناطق الأكثر استقرارا وثراء. نزعات الحركات الانفصالية موجودة في القارة لكنها نامت مع ظهور الاتحاد. يتقدمها إقليم الباسك الإسباني٬ فهل تعود القلاقل من جديد؟ هل يرتد الانفصال على كيان بريطانيا نفسه٬ وتطلبه اسكوتلندا٬ وتنهي ثلاثمائة سنة من الوحدة مع لندن؟ هل تتبدل العلاقات السياسية وينتهي الدور البريطاني أميركيا في أنحاء العالم٬ بعد أكثر من مائة عام من العلاقة الخاصة؟ هل تنسحب دول رئيسية أخرى من الاتحاد الأوروبي وتتسبب في إضعافه؟ هل يمكن للاتحاد الأوروبي كله أن ينهار نتيجة فتح باب الخروج لبريطانيا؟ هل تستغل روسيا…
الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦
وصف فنّان بريطانيّ نتائج الاستفتاء الأخير في بلده بالتالي: رجل كان يعاني الصداع فأطلق النار على قدمه. بقي الصداع وأضيف إليه عطب القدم وألمه. الشعبويّون أطلقوا النار على القدم بتقديمهم حلولاً بائسة ومبسّطة لمشكلة قائمة. أمّا النخبة فهي التي تسبّبت بالصداع الأصليّ. صحيح أنّ الصفّ الذي يقف فيه نايجل فاراج وبوريس جونسون، ووراءهما دونالد ترامب ومارين لوبن وغيرت فيلدرز وفلاديمير بوتين هو الصفّ الذي ينبغي الابتعاد عنه. فالحقّ والحقيقة لا بدّ أن يقيما حيث لا يقيمون. لكنّ الصفّ الذي وقفت فيه النخبة التقليديّة، السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة، هو ذاك الذي أتاح للصفّ الأوّل أن يحرز انتصاره الكبير الذي تلوح أخطاره على العالم بأسره. واليوم كيف يبدو مشهد هذه النخبة؟ رئيس حكومة بريطانيا ديفيد كامرون يعلن أنّه سيستقيل في تشرين الأوّل (أكتوبر) المقبل، ويُرجّح أن يخلفه بوريس جونسون، الصحافيّ السابق الذي طردته صحيفة «تايمز أوف لندن» من صفوفها لأنّه... كذّاب. قائد حزب العمّال جيريمي كوربن يواجه انتفاضة داخل حزبه لاتّهامه بالفتور في…
الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦
اثنا عشر عاماً انقضت على رحيله، طيب الله ثراه، ولاتزال القلوب تنبض وتحيا بحب زايد فمثله لا يُنسى فلقد أحب الناس وأعطاهم كل ما يحتاجون إليه، فأسس دولة وبنى شعباً وحضارة لأنه يؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الأنفع والأجدر للبلدان لكي يكون لها الحضور القوي والمكانة المتميزة بين الشعوب. سألني أحدهم ذات يوم «أعرف أن الشيخ زايد عظيم في قلوب أبناء دولة الإمارات ولكن لماذا كل العالم يحبه؟» فقلت له «الشيخ زايد طيب الله ثراه لم يكن مجرد قائد لدولة الإمارات فحسب وإنما أباً عظيماً للجميع فلقد أفاض حنانه ليشمل جميع سكان الإمارات دون تفرقة، وامتد عطاؤه ومواقفه الإنسانية إلى كافة بقاع الأرض تعبيراً عن وحدة المصير الإنساني في كل مكان. فالراحل الكبير بذل الجهد من أجل رفعة هذا الوطن الغالي وازدهاره فهو ينظر إلى أفراد شعب دولة الإمارات والدول العربية الشقيقة كأسرة واحدة لذلك لا تختلف علاقته بهم باختلاف الأماكن فجميعهم في دائرة اهتماماته. فعاد يسألني «أعرف أن…
الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦
يفترض أن يتم اليوم توقيع اتفاق تطبيع العلاقات التركية مع إسرائيل وتبادل السفراء بحسب رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم الذي قال في مؤتمر بأنقرة، أمس، إن الاتفاق مع إسرائيل يشمل تخفيف الحصار عن قطاع غزة. على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن أن الحصار البحري على غزة سيستمر بعد الاتفاق مع تركيا، كما أن إسرائيل ستدفع تعويضات لضحايا «سفينة مرمرة» تقدر بـ20 مليون دولار. بلا شك أن قرار تطبيع تركيا علاقاتها مع إسرائيل هو قرار سيادي، يعود للحكومة التركية التي تضع مصالحها الوطنية والقومية والاستراتيجية نصب عينيها وهي تتخذ مثل هذا القرار، وبالتالي فإن علينا أن نحترم هذا القرار بكل تفاصيله. هل تتجه تركيا إلى خفض العداء مع الخارج واستعادة صداقاتها مع الدول العربية وغير العربية وخصوصاً أن الإعلان عن هذا التطبيع تزامن مع إعلان الكرملين استلام رسالة اعتذار من أردوغان تتعلق بإسقاط تركيا لطائرة روسية نهاية العام الماضي، وبعد إسرائيل وروسيا ما هو مصير مستقبل علاقة تركيا…
الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦
لاتزال وسائل التواصل الاجتماعي تتحفنا بين الحين والآخر بنوعيات ناقصة ضائعة من الشباب، ممن هم محسوبون علينا في خانة الذكور، لو أمعنت النظر وتابعت ما يقومون لبصمت بالعشرة أن جميع أفعالهم لا يمكن أن تندرج تحت خانة الرجولة. في فترة من الفترات انتشرت ظاهرة الرقاصين في الـ«إنستغرام» و«سناب شات»، واعتبرناها مجرد موضة ونزوة عابرة لجأ إليها الشباب، أو بالأحرى مجموعة تافهة منهم، من أجل لفت الأنظار، واجتذاب الفتيات، وزيادة أعداد المتابعين، والبحث عن الشهرة بأي وسيلة كانت، حتى لو كان ذلك يدخل في إطار العيب والتشبه بالنساء. لكن في الفترة الأخيرة ظهرت «فناتك» ومناكر عدة جديدة في أوساط الشباب، تجعل الواحد منا يحتار ويحتار لدرجة الدوار، عن نفسي لا يمكن أن أتخيل شاباً يشرح لبقية الشباب عن كيفية العناية بالبشرة وشعر الرأس والرموش، مرة يتحدث عن غسل شعره بالحليب، الذي يجعل شعره أكثر نعومة وتفوح منه رائحة الحليب، ومرة يرينا كيف يستعمل فرشاة المسكرة على رموشه الطبيعية، وفي ثالثة يتحدث…
الإثنين ٢٧ يونيو ٢٠١٦
من أصعب المعارك التي خاضها المؤسس عبد العزيز معركة السبلة التي وقعت صبيحة 30 مارس (آذار) 1929. الصعوبة ليست عسكرية، على العكس حقّق الملك عبد العزيز انتصارا ساحقا عليهم في تلك الروضة من رياض نجد بالقرب من مدينة الزلفي، لكن الصعوبة كانت بسبب الخطر «الوجودي» والوجداني، الذي شكلته حركة «الإخوان» في السعودية، خاصة وسط البلاد وشمالها، من طرح ديني، في ظاهره، سياسي في باطنه، يزايد في الدين، عن خفة وجهل، ويهدد مصالح الناس وسابلة الطريق، ويفتئت على الدولة في خوض معارك خارجية من تلقاء أنفسهم. إخوان السبلة، هم غير إخوان حسن البنا، وإن كانا سواء في الخطر على الدين والدنيا. وقد نجح عبد العزيز بالامتحان، وعبر بالبلاد والعباد لضفة المستقبل. من أعمق الكلمات التي علق بها المؤسس عقب تلك المواجهات، السبلة وما بعدها، حتى سجن قادة الإخوان 1930. قال: «من اليوم سنحيا حياة جديدة». ذكرها مستشار الملك عبد العزيز، حافظ وهبة بكتابه «جزيرة العرب في القرن العشرين». هذا النص الخطير…
الإثنين ٢٧ يونيو ٢٠١٦
ابتهج صديقي العراقي بفوزه بالجنسية البريطانية. يملك الآن وسادة لأبنائه وأحفاده تجنبهم ويلات «داعش» وحنان «الحشد الشعبي». وبعد أسابيع تلقى أوراقاً تبلغه بحقه في المشاركة في استفتاء ستُقرر نتائجه ما إذا كانت بريطانيا ستواصل الإقامة في «البيت الأوروبي» أم ستغادره. شعر بامتنان عميق. لم يحدث أن دعي فعلياً لإبداء رأيه في أوضاع العراق أو مستقبله. كان وزير الداخلية يحدد نتائج الانتخابات قبل إجرائها. إنها مجرد تجديد المبايعة لـ»السيد الرئيس القائد». وكانت الاستخبارات ترتب عرائض موقعة بالدم تؤكد الولاء المطلق لـ»قائد المسيرة». وبعد زوال «القائد التاريخي» ارتدت الانتخابات طابعاً آخر. كان عليك أن تختار بين «البيت الشيعي» و «البيت السني» و «البيت الكردي». بيوت مبنية على مرارات التاريخ وتبطن رغبة عميقة في الطلاق مع الآخر. اختار ربطة عنق تناسب الحدث الكبير. لم يلمح أمام مركز الاستفتاء أي شرطي. ولم يشم رائحة رجال الاستخبارات. لم يسمع هتافات من قماشة «بالروح بالدم». ولم يقل أحد «كامرون إلى الأبد أو نحرق البلد». كان الصف…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ٢٧ يونيو ٢٠١٦
حدث هذا قبل أكثر من ثلاثة عقود. كنت وقتها قد تخرجت من الجامعة، وبدأت حياتي العملية في «تلفزيون الإمارات العربية المتحدة من أبوظبي» رئيساً لقسم الأخبار، فنائباً لمدير عام التلفزيون ومراقباً عاماً للبرامج، ثم مديراً عاما للتلفزيون. كانت الساعة تشير إلى حوالي الثامنة مساء، عندما وجدت التليفون يرن في مكتبي وعامل البدالة يقول لي إن هناك مشاهداً اسمه «سلطان القاسمي» يريد التحدث إليك. أخذت الخط لأجد على الطرف الآخر صوتا وقوراً هادئاً يبدأ بالسلام، ويعرّف بنفسه دون ألقاب، ويقول لي إنه جالس أمام شاشة التلفزيون يتابع برامجناً، عندما شده اسم البرنامج الذي كان يبث على الهواء وقتها، وكان اسمه «جولة الكاميرا» فقرر أن يتابعه بعد أن توقع أن تأخذه مقدمة البرنامج إلى خارج الأستوديو بكاميرا التلفزيون لعمل تقارير خاصة بالبرنامج، لكنه فوجئ بها لا تغادر الأستوديو إطلاقا، وتقدم تقارير واردة من وكالات أنباء أجنبية، لم تبذل فيها مجهوداً سوى قراءة التعليق العربي الذي غالباً ما يكون وارداً معها. كنت أستمع…