الأحد ١١ أكتوبر ٢٠١٥
لستُ محللاً رياضياً، ولا أفهم في الملاعب أكثر من مسؤولي اتحاد الكرة، والفنيين، وحتى الجماهير، لكن ما شهدناه يوم الخميس الماضي أمام المنتخب السعودي لم يكن إطلاقاً منتخبنا الوطني لكرة القدم، ومن كان في الملعب ليسوا أولئك اللاعبين الذين نعرفهم، وهُنا لا نتحدث عن النتيجة والهزيمة أبداً، وكنا سنردد الجُمل ذاتها حتى لو فاز المنتخب، ما نعنيه هو انعدام الروح، وضعف الأداء، وسوء التمثيل، وبذل أقل ما يمكن تقديمه من جُهد! بالتأكيد، ما شاهدناه في الملعب هو نتاج طبيعي لما يحدث خارج الملعب، وليست بعيدٍة عنّا حادثة خروج خمسة لاعبين أساسيين في منتخبنا الوطني لكرة القدم، من معسكرهم في العاصمة الأردنية عمّان قبل مباراتهم مع المنتخب الفلسطيني، ليدخنوا «الشيشة» في مقهى لساعات، قبل أن تضبطهم عين أحد أعضاء الجهاز الفني، وأسوأ ما في الأمر بعد فِعل اللاعبين المُسيء، هو ردة فعل المسؤولين! سعى المسؤولون في الاتحاد إلى تبرير الحادثة، ونفي فعل «تدخين الشيشة»، رغم ثبوت وقوعه بشكل قاطع، ومن ثم…
الأحد ١١ أكتوبر ٢٠١٥
عندما قررت الدول العربية في مارس الماضي تشكيل تحالف عسكري استجابة لدعوة الرئيس الشرعي والمنتخب من أجل إنقاذ اليمن من الانقلابيين الذين رفضوا كل حل أو حوار، كانت تلك الدول واضحة ووضعت لنفسها هدفاً محدداً، وهو أن مهمتها في اليمن لن تنتهي إلا بتحرير اليمن من السيطرة الحوثية، وإعادة العاصمة صنعاء إلى الحكومة الشرعية، وإعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد العربي العزيز. والعالم بأسره يراقب اليوم الانتصارات التي تحققها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، فثلاثة أرباع اليمن أصبح بيد الحكومة الشرعية، ولم يبق لمليشيات الحوثي و«عفاش» ومقاول الفتنة إلا أقل من ربع الأراضي اليمنية التي ستسترجعها الحكومة الشرعية قريباً بدعم ومساندة قوات التحالف العربي. وهذا يجعلنا نطمئن المتشككين في أن ما يحدث من عمليات مليشياتية وانتقامية وغادرة وحرب العصابات لن يثني أبطال المقاومة والتحالف عن الاستمرار في تقدمهم وتحقيق الانتصارات وإنْ كانت الدماء الغالية تسيل، فهي لا تسيل إلا من أجل غاية سامية، وهي استقرار اليمن وأمن دول المنطقة،…
الأحد ١١ أكتوبر ٢٠١٥
لم يكن أحد يتصور أن تؤول الأحوال في بعض بلدان العالم العربي إلى ما وصلت إليه الآن. تهجير قسري ودماء تنزف وتدمير ممنهج للبشر والحجر وفقر مدقع، الأمر الذي أفرز حالة من عدم الاستقرار في العالم العربي بأسره. عدم الاستقرار هذا أنتج فراراً جماعياً وتهجيراً قسرياً ولاجئين ومشردين وفقر وبطالة. ولو تمعنا في كل ناتج على حدة، لوجدنا أن الأحوال في العالم العربي تسير من سيئ إلى أسوأ من دون بادرة أمل تقود إلى إنقاذ الموقف. المتأمل لهذه الأحوال يشعر بأنه أمام حالة تآمرية مرسومة بعناية، فهذا الوضع يستنزف جهوداً كبيرة وموارد مالية وبشرية هائلة ويؤثر سلباً على كل أوجه التنمية في عالمنا العربي، فمثلاً، التهجير كناتج افرز العديد من الإفرازات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي طالت كل بلدان العالم العربي، فهجرة اللاجئين من أتون الجحيم الذي تشهده بلدانهم إلى أوروبا والغرب، مثلاً، أظهر العالم العربي وكأنه غير قادر على التعامل مع مشكلاته الداخلية ولا التعاطي مع أي متغير سلبي. الربيع…
الأحد ١١ أكتوبر ٢٠١٥
منذ بدء الأزمة السورية، وإنطلاق حرب نظام الأسد ضد شعبه الأعزل ظل الموقف الرسمي للحكومة الهندية أقرب إلى تأييد الأسد منه إلى الوقوف على الحياد على الأقل الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات، خصوصا وأن الهند تعتبر نفسها رمزاً للسلام واللاعنف، ونصيرة للشعوب الباحثة عن الحرية والديمقراطية. يمكن اختصار الموقف الهندي بالقول أنه موقف يعارض التدخل العسكري الخارجي في الصراع من قبل القوى الغربية مما يجعله متناغما مع الموقفين الروسي والإيراني وأيضا مع الموقف الصيني، ويرى أن حل الصراع غير ممكن بالقوة وإنما عبر الحوار (تصريح مسؤول في الخارجية الهندية في عام 2013) ويرفض تقسيم الإرهاب في سوريا إلى حميد وخبيث (تصريح رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي). بعض المراقبين الهنود يرى في مواقف بلاده هذه مواقف واقعية وإنعكاسا لسياسة التزمت بها نيودلهي طويلا وهي سياسة عدم إقحام نفسها في الشؤون والنزاعات الداخلية للدول الأخرى، إلا إذا تعرضت مصالح الهند الاستراتيجية للتهديد. وهكذا فطالما أن سوريا بعيدة عن الهند جغرافيا ولا…
السبت ١٠ أكتوبر ٢٠١٥
في خضم الأحداث الدامية التي تجري على ساحات الوطن العربي، خاصة ما يجري في باحات مسجد الأقصى الشريف والمدينة العتيقة وبقية المناطق التي تواجه اعتداءات سافرة من العدو الصهيوني ضد المرابطين في المسجد وأهلنا من الشعب الفلسطيني، تنفطر القلوب أسى على المواقف العربية وطرق تعاملها مع المأساة إعلاميا على الأقل، لا بل أكثر من ذلك، نجد من ينادي بالجهاد على أرض الشام ويعتبره جهادا مقدسا، ومن أجل بيت المقدس يكتفي بالطلب من الأمة الإسلامية لهم بالدعاء! يسارعون في نفخ النار وتشجيع الشباب لكي يكون حطب المعارك بين أيدي عصابات مسلحة متطرفة، وحين تقع الفأس في الرأس يسارعون في الدفاع عنهم ويدعون أنه غُرر بهم ويحتاجون إلى جلسات إصلاح ومناصحة! الأدلة والأحداث تدل على أنهم إن لم تتم تصفيتهم، عادوا إلينا بأنفس حاقدة وعقول جامدة غير قابلة للتأقلم أو التغيير، بل منهم من يقوم على التخطيط وتنفيذ أعمال إرهابية داخل الوطن! نعم شهدنا وشاهدنا وعشنا كل ذلك واليوم يعيدون علينا نفس…
السبت ١٠ أكتوبر ٢٠١٥
أول من أشعل جذوة التأسلم السياسي في تاريخ الإسلام، هم (الخوارج)، حينما رفعوا شعار (لا حكم إلا لله)، فأجابهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بمقولته المشهورة: (كلمة حق أريد بها باطل)، ومنذ ذلك الحين، تشكلت الفرق المنتسبة ظاهرا إلى الإسلام، أما المضمون، فهدفها (السياسة والحكم). ولأن الخوارج أهل باطل ونفاق، يظهرون الذبّ عن الاسلام ويتخذون من هذه الذريعة او الشعارمطية للوصول إلى السلطة السياسية، فقد جعلوا من (التشدد) في تطبيق الأحكام التكليفية، مُسوغا لثوراتهم، فكفروا المسلم بالمعصية، كي يكون (القتل) الذي يتمخض عنه التكفير، مبررا لامتشاق الحسام، يخولهم استباحة الدماء. شعار (لا حكم إلا لله) هو الشعار الذي رفعه الخوارج، غير أن المسكوت عنه في خطاب ثورتهم، مؤداه أنهم (فقط) من يُمثلون (الله) وحكمه على الأرض، وبالتالي فإن كل من اختلف معهم، وناكفهم، هو لا يختلف مع بشر يخطئون ويصيبون وإنما مع الله، ويناكفونه جل وعلا، وبالتالي فقتالهم وقتل كل من اختلف معهم واجب جهادي، ومن…
السبت ١٠ أكتوبر ٢٠١٥
قبل أن أبدأ بالموضوع أريد أن أقرر أن الاختلاف الثقافي بيننا شيء مفروغ منه، وسنة كونية، فالابن مختلف عن أخيه والولد عن والديه؛ والذي يصنع هذا الاختلاف عوامل موروثة وعوامل بيئية تؤثر في اختيارات الإنسان وقراره.ولو ركزنا على العوامل المؤثرة في بناء الإنسان العربي اليوم لتوقفنا عند ما يشبه نقاط التفتيش الثقافية تبدأ من الصراع مع الاستعمار الذي تسلق عليه تيار العروبة بشعارات جميلة ليصل إلى الحكم في معظم الدول التي تعرضت لهزات وحروب اليوم، ولوجدنا أن أول من تصدى للعروبيين هم التيارات الإسلامية كالإخوان الذين كانت لهم أيضا أطماع سياسية ولا تزال، وارتبطت أحيانا بالحاكمية أو حلم الخلافة.نقاط التفتيش السالفة تضاف إليها الحروب والصراع مع اليهود والثروات الهائلة في بلاد العرب التي يرنو لها الشرق والغرب وأهمها النفط. بعد العوامل السابقة التي أثرت في الإنسان العربي سيطرت على بعض الناس أفكار جعلتهم يتبنونها لحد الموت، والموت فكرة جيدة عندما يكون نبيلا كالدفاع عن الوطن، لكنه يتحول إلى كارثة عندما…
السبت ١٠ أكتوبر ٢٠١٥
حققت المرأة الإماراتية الكثير من الإنجازات، بفضل حرص القيادة الرشيدة على تفعيل مكانة النساء في المجتمع وفي جميع المجالات، الأمر الذي كان له الأثر الأكبر في وصولها إلى كافة المناصب، لتعكس الصورة الحضارية للدولة. هذه الإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية، خلال العقود الماضية منذ قيام الاتحاد، جاءت بفضل الرؤية الحكيمة لقادتنا، حفظهم الله، وإيماناً منهم بما قامت به المرأة في دعم مسيرة التقدم والازدهار، وهذا النهج الذي أسسه المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي كان له الدور الأساسي في دعم المرأة وإشراكها في جميع القطاعات، جنباً إلى جنب مع الرجل في بناء الدولة. واستمراراً لنهج الدولة في تفعيل دور المرأة، جاء الإعلان خلال القمة الحكومية 2015، عن إنشاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، برئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، من أجل تعزيز دور المرأة الإماراتية في جميع ميادين…
السبت ١٠ أكتوبر ٢٠١٥
التفكير المؤدلج ينطلق أصلاً من أفكار معلبة لا تخضع لتحليل أو نقد أو مراجعة. تؤخذ كمسلّمات غير قابلة للنقاش أو الاختلاف. تُتداول كمقدسات يسهل تكفير أو إقصاء من يختلف معها أو يعمل على تفكيكها. لهذا يصبح "الحوار" مع الإنسان المؤدلج مضيعة للوقت لأنه غالباً يعامل الآخرين من موقف قطعي، إما أسود أو أبيض، معي أو ضدي. الحق المطلق معه والباطل الواضح عند من يخالفه. للأسف يبقى خطابنا الديني في العالم العربي تحديداً هو المؤثر في طريقة التفكير لدى قطاع واسع من الناس، ولعله أسّس لهذه الحدة في التعامل مع الرأي المختلف. فثقافة الإقصاء الصريح المهيمنة على المشهد العربي ليست وليدة الأحداث الراهنة، فهي تشكّلت وتعمّقت على مدى قرون تم خلالها توظيف الدين للهيمنة وقمع الرأي المختلف، وقد وُصِمت محاولات فردية لتفعيل العقل بالتكفير والإقصاء بحجة أنها تُوقع في "حبائل الشيطان"! والطريف أن كثيراً من أسماء "الأعلام"، التي يتباهى بها المسلمون عند الحديث عن إسهام المسلمين في الحضارة الإنسانية، عانت من…
علي محمد فخروشغل منصب وزير الصحة ووزير التربية والتعليم سابقاً في البحرين. متخصص في كتابة مقالات في شؤون الصحة والتربية والسياسة والثقافة.
الخميس ٠٨ أكتوبر ٢٠١٥
منذ بضعة أيام حلت الذكرى العالمية السنوية ليوم المعلم. وكالعادة امتلأت أعمدة الصحف ووسائل الإعلام بكلمات الإطراء والتقدير للمعلم والمعلمة ودورهما النبيل المتفاني في خدمة أجيال المستقبل. لكن بعد أيام سيسدل الستار وينسى الناس، ثم ينتقلون إلى حفلات تمجيد لأناس آخرين.غير أنه إذا كان العالم يقدر حقاً دور المعلم والمعلمة العظيم فليرفع مقام دورهما باتخاذ قرار تاريخي في اليونيسكو يدعو إلى تمهين مهنة التعليم لتصبح مهنة رفيعة المستوى تماثل المهن الرفيعة الأخرى من مثل مهن الطب والهندسة والقانون على سبيل المثال.لتكوّن اليونيسكو لجنة دولية من المفكرين والخبراء التربويين وأصحاب الخبرة والتميز من المعلمين لوضع تصور عن الحدود الدنيا المطلوبة لانتقال المعلمين والمعلمات من شاغلي وظيفة إلى متخصصين ممتهنين.ستحتاج تلك اللجنة لوضع الحدود الدنيا من الدراسة الجامعية ولمعلم المستقبل، ونوع ومستوى المقررات الأكاديمية التي يجب أن تدرس، ووسائل ومدة الخبرة العملية التي يجب أن يمارسها المعلمون قبل اعتبارهم من المهنيين الأكفاء القادرين على حمل مسؤولية التعليم بكفاءة.بمعنى آخر ستضع اللجنة المتطلبات…
الخميس ٠٨ أكتوبر ٢٠١٥
بعد دخولنا في السنة الخامسة من المأساة السورية نصل الى خلاصة ميدانية لأحوال اللاجئين والمشردين مفادها أن الجهود الدولية التي تبذل لتقديم المساعدة للسوريين سواء داخل سوريا أو خارجها "غير كافية على الإطلاق"، وما بين القوسين يضاعف آلام الإنسانية ويحاكمها في إحدى أسوأ جرائمها بالسماح بتراجع الدور الإنساني الذي لم يستجب للتحديات، وهكذا يمكن توقع أن يحدث لكثير من المجتمعات التي تتعرض لذات الظروف القاسية ولا تجد من يساعدها. في أحدث تقرير لمنظمة "أوكسفام" غير الحكومية، بعنوان "التضامن مع السوريين"، أشار الى أن المساعدات الإنسانية للسوريين في أكثر من 28 دولة للاجئين لم تكن كافية، وأن "قليلا" فقط من الدول ردت بشكل كاف على احتياجاتهم الضخمة" وذلك يقود الى النتيجة السلبية الحاسمة وهي أن "الاستجابة الدولية للسوريين سواء داخل سوريا أو خارجها غير كافية على الإطلاق"، وعليه فإن المجتمع الدولي يمكن أن يصنع حربا بسرعة أو يتركها تحدث أو يتجاهل أسباب الصراعات حتى تنتهي الى نتائج دموية، ثم يتباطأ في…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الخميس ٠٨ أكتوبر ٢٠١٥
كيف ننظر لما هو خارجنا؟ خارج ذواتنا، خارج حدود اجسادنا وعلاقاتنا الأسرية اللصيقة؟ كيف نقيم الأشخاص والقيم والقناعات والأفكار التي تعنينا او تلك التي تخص الآخرين؟ يعني هل من الضروري ان نرى تلك الفتاة التي ارتبط بها احد اصدقائنا جميلة وفاتنة ليكون هناك مبرر لزواجه بها؟ فإذا لم تكن كذلك هل يعتبر ذلك سببا لامتعاضنا واعتراضنا على ذلك الارتباط؟ من يحدد لك قيم الجمال أليس الآخرون؟ ومن يقرر ان يجعلك في دائرة الاهتمام او ينبذك خارج اسوار الجماعة، أليس الآخرون المقربون او القريبون منك؟ من يصنع سعادتك الوهمية او تعاستك الحقيقية حين تهتم بكل كلمة وكل حكم وتقييم؟ أليسوا هم أنفسهم الآخرون القريبون والمقربون منك ؟ منذ سنوات شاهدت فيلما يناقش فكرة النظرة الى الجمال وكيف يراه الإنسان في الآخرين، هل هو جمال الشكل والملامح وتفاصيل الجسد ام هو جمال الداخل، جمال الروح وخفة الظل ومجموعة القيم التي يحملها هذا الآخر؟ لقد ظل ذلك الشاب تافها في نظر اصدقائه لأنه…