آراء

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

#تفجير _الركعة_الرابعة

الأحد ٠٩ أغسطس ٢٠١٥

لم يهبط علينا انتحاري مسجد قوات الطوارئ في أبها من السماء بالبرشوت بل دخل إلى جموع الآمنين المصلين من البوابة. وأنا هنا لا أقصد مجرد الجسد الناسف بل الفكر الذي قاده إليه. تعالوا إلى مدخل ثانوي لفهم القصة: في ليلة الغضب الشعبي العارم بعد تفجير مسجد "القديح" غرد أحد أمراء الفتوى بما يلي: "نستنكر هذا الفعل وندينه بأشد العبارات ولكن لا يجوز الترحم على ضحاياه" كأنه يقول بصيغة أخرى: ترحموا على "القاتل" واستنكروا موت الضحية. ومثل هذه الإشارات المرتبكة هي من تساعد مصنع "التفريخ" على مواصلة الإنتاج وستجد هذه الأحزمة الناسفة تبريراتها المتتالية. في المسجد الشيعي أو الثكنة العسكرية أو قاعة البنك استنادا لفتوى إباحة جدرانه. سأحيلكم إلى تغريدة زميل الدراسة والمفكر الكويتي البارز الدكتور سعد العجمي، وهو يصف ما يحصل: "الحقيقة التي لا نستطيع إنكارها أن هذا الفكر وأهله تعلمت في مدارسنا، وصلت في مساجدنا، واستمعت لإعلامنا، وتسمرت أمام فضائياتنا وأنصتت لمنابرنا، ونهلت من كتبنا وأصغت لمراجعنا واتبعوا فتاوى…

محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

السويس الجديدة.. عندما يريد الشعب

الأحد ٠٩ أغسطس ٢٠١٥

المشهد المصري الذي عشناه خلال اليومين الماضيين في القاهرة كان مشهد عرس وطني وفرح كبير، وعلم مصر يرفرف فوق المباني وعلى السيارات، ويحمله الكبار والصغار، فالمواطن المصري كان يترقب بكل جوارحه يوم أمس، حيث يعلق عليه آمالاً كبيرة. لقد كان يوم أمس، السادس من أغسطس، يوماً تاريخياً عظيماً في تاريخ الإمارات وتاريخ الأمة العربية، بإعلان رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي افتتاح قناة السويس الجديدة رسمياً، وعبرت ناقلتان في اتجاهين متعاكسين في الوقت نفسه، ليحتفل الجميع بنجاح هذا المشروع، الذي نجح القائمون عليه في إنجازه خلال وقت قياسي لم يتجاوز السنة. لقد أبهر المصريون الجميع، واستضافوا العالم، ليشهدوا بأم أعينهم هذا الإنجاز، مما يعطي المؤشرات الإيجابية لما سيحققه مشروع التوسعة من نتائج إيجابية تعود على مصر وشعبها، وهذا سيكون التحدي المقبل للرئيس السيسي وحكومته، فآمال المصريين معقودة على الآمال التي تعطيها لهم الحكومة، وواحدة منها كان مشروع توسعة قناة السويس الذي دعمه الشعب المصري مادياً ومعنوياً، وقاوموا حملات التشويه والتشكيك…

محمد السلمي
محمد السلمي
كاتب سعودي متخصص في الشؤون الإيرانية

إلى الوزير ظريف: كيف أعاهدك وهذا أثر فأسك؟!

السبت ٠٨ أغسطس ٢٠١٥

صبيحة اليوم الذي من المقرر أن يجتمع فيه وزير الخارجية الأميركي (جون كيري) مع نظرائه في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن ثم الاجتماع الثلاثي الذي يجمع إلى جانب كيري كلاًّ من وزير الخارجية السعودي ونظيره الروسي، حول الاتفاق النووي والأوضاع في سورية واليمن، طالعتنا وسائل الإعلام الإيرانية -والتوقيت ليس مصادفة- بتصريح منسوب لحسين عبداللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية وشمال أفريقيا، قال فيه إنه "من الضروري عودة العلاقات بين الرياض وطهران إلى الحالة الطبيعية". تصريح دبلوماسي وبراغماتي غير مستغرب على الساسة الإيرانيين. إلى جانب هذا التصريح، وفي اليوم ذاته، طالعتنا صحيفة "الشرق" القطرية بمقال مطول لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. عنوان المقال كان جذّاباً، كسجادة أصفهانية من الحرير الخالص والألوان الطبيعية البرّاقة: الجار ثم الدار.. توصية أخلاقية أم ضرورة استراتيجية". في مقدمته، أكد ظريف على أن من أولويات بلاده بناء علاقة طيبة ووطيدة مع جيرانها، مؤكدا على أن جولته بعد توقيع الاتفاق النووي التي شملت الكويت…

سلمان الدوسري
سلمان الدوسري
رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط

استعدوا للأسوأ مع «داعش»

السبت ٠٨ أغسطس ٢٠١٥

نعم، فلنستعد للأسوأ مع «داعش». الحرب طويلة وشاقة وشرسة قبل هزيمة هذا التنظيم على غرار «القاعدة»، الذي لا يزال حيًا، غير أنه ليس بالقوة التي كان عليها قبل عقد. من يظن أن الحرب على «داعش» نزهة ستنتهي في وقت قصير فهو خارج عن الواقع، ومن يعتقد أن خطورته ستهدأ قريبًا فهو واهم، هذه حرب دولية ضد سرطان انتشر في أوصال العالم، فـ«داعش» تنظيم إرهابي عابر للحدود يستخدم تفسيرات دينية متطرفة، وهناك فرق بين هزيمته والقضاء عليه، كل ذلك لن يحدث في عام أو اثنين، بل أمامنا سنين طوال قبل الخلاص منه. التفجير الإرهابي الأخير الذي استهدف مسجدًا لقوات الطوارئ السعودية، حلقة من سلسلة طويلة للعمليات الإرهابية التي يقوم بها «داعش»، وهي لا ترتبط بمكان محدد، بقدر ارتباطها بأهداف التنظيم القائمة على تعزيز فكرة الحاضنة الاجتماعية للإرهاب وسهولة انتقاله من بلد لآخر، طمعًا في جذب أكبر عدد ممكن من العناصر، التي يقوم باستخدامها في مقره الرئيسي في العراق وسوريا، فمنظرو «داعش»…

سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

ضع على فكرتك «تتش»!

السبت ٠٨ أغسطس ٢٠١٥

«النوعية أكثر أهمية من الكمية، ضربة مثالية أفضل بكثير من ضربتين».. ستيف جوبز. الأفكار الملونة: المؤسسة التي أعمل فيها تهتم كثيراً بموضوع الأفكار، لذا عملنا على تطوير برنامج متكامل للاقتراحات، وذاتَ يوم طرح علينا المدير مبادرة «الأفكار الملونة»، بأن نوضح «الموضوع» الذي نريد تطويره، ونخصص لكل إدارة فرعية «استيكرات» بلون محدد، يتم وضعها على لوحة حائط، مع تحديد فترة زمنية لا تتجاوز أسبوعاً لتقديم الاقتراحات التطويرية، وبعد ذلك ينطلق السباق، وفي نهايته نكافئ الموظف الأكثر اقتراحاً بإجازة (يوم). طبّقنا هذه المبادرة ثلاث مرات في العام الجاري، وكان التفاعل مذهلاً، حيث تضاعف عدد الأفكار بشكل مثير للإعجاب. Salt: أعترفُ بأنني لم أزُرْ Salt إطلاقاً، على الرغم من شهرته، لكنني ـ والحقّ يُقال ـ معجب بتسويقهم الجميل، من شاحنة تبيع، إلى حملة على «إنستغرام» @findsalt، حيث يتفاعل معهم الجميع لمعرفة في أي إمارة ستقف الشاحنة لبيع الهامبورغر. نجاح هذا المشروع رأيناه في وجود كبار الشخصيات للاستمتاع بأجواء هذا المكان. مَنْ ذهب إليهم…

سطام الثقيل
سطام الثقيل
صحافي وكاتب سعودي

قتلة الركع السجود

السبت ٠٨ أغسطس ٢٠١٥

لرجال قوات الطوارئ السعودية مكانة كبيرة في نفوس العرب والمسلمين لا تقل عن مكانتهم في نفوس أبناء وطنهم السعوديين، وتأتي تلك المكانة المميزة نظير ما شاهدوه من صور تناقلتها وكالات الأنباء العالمية لهم وهم يقومون بدورهم في خدمة ضيوف الرحمن في كل موسم حج، والمحبة لم تنبع من الخدمة فهي واجبهم ولكنها نابعة من مشاهد العطف والرحمة تجاه الصغير والكبير من حجاج بيت الله الحرام. ومن هنا كان للتفجير الإجرامي الذي طال مسجد قوات الطوارئ في منطقة عسير أمس الأول وتسبب في استشهاد وإصابة عديد منهم وهم ركع سجود في أثناء أدائهم الصلاة، وقع مؤلم على أنفس كل المسلمين. هذا الوقع الموجع للحدث الإرهابي الإجرامي وضح جليا في مواقع التواصل الاجتماعي عبر تغريدات بسيطة في عدد حروفها ولكنها عظيمة في معانيها. قد يخفى على البعض أن رجال قوات الطوارئ وهم يملكون يدا عطوفة ورحيمة تجاه حجاج بيت الله الحرام، أنهم يملكون أيضا يدا قوية ضاربة كانت السبب بعد الله ــ…

محمد الرميحي
محمد الرميحي
محمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت

قراءة في خطاب ظريف!

السبت ٠٨ أغسطس ٢٠١٥

نشر وزير الخارجية الإيراني الأستاذ محمد جواد ظريف مقالة في شكل رسالة لمن يهمه الأمر في الجوار الإيراني، وأحسب أن المقصود العرب، حيث إنها نشرت باللغة العربية وفي وسائل إعلام عربية، وهي في جملتها تقع في إطار الدبلوماسية الشعبية التي تبناها ظريف، فقد كتب للغرب والعرب على حد سواء. لا أعرف إن كانت نفس الرسالة قد نشرت بالفارسية في إيران! أو بالتركية في تركيا!، فهم أيضا الدائرة التي تحيط بإيران، أو قل الدائرة الناشطة! اختار الأستاذ ظريف عنوانا لافتا «الجار ثم الدار» حاولت أن أستقصيه في لسان العرب فلم أجد نصًا بنفس المعنى على كثرة النصوص العربية والإسلامية للتوصية على الجار والعناية بأموره، وربما هي حكمة فارسية ليس لعاقل أن ينفي أهميتها. وحتى لا نذهب بعيدا في التحليل، فإن الخطاب المفتوح يحمل الكثير من الإشارات، بعضها إيجابي وبعضها سلبي، وقبل الدخول في مناقشة نقاطها المهمة، فإن المتابع من هذه الضفة العربية يتساءل هل هذا الخطاب هو ما تعتقد به الإدارة…

فضيلة الجفال
فضيلة الجفال
كاتبة سعودية

أشفقت على سيدة المكنسة

الجمعة ٠٧ أغسطس ٢٠١٥

حملت وسائل التواصل أخيرا صورا وفيديوهات لتحرش جنسي ومن مختلف مناطق المملكة وكأنها احتفالية طقوسية، من الظهران والرياض وجدة. آخر مقطع فيديو مسجل شاهدته في وسيلة إخبارية غير محلية كانت الحادثة هذه المرة في سوق الحب في الدمام. ضحيتها سيدة تبدو بسيطة منتقبة تجري خلف شاب بمكنسة يدوية، أخذتها المسكينة من أحد المحال لتصفع الشاب المتحرش بها. ورغم تعب السيدة وقلة اللياقة إلا أنها أبلت بلاء حسنا وفر الشاب مذعورا بعد ضربتين دائختين. وحيث الدمام تعاني في هذا الوقت، كما أغلب مدن المملكة، الرطوبة ودرجة حرارة تصل إلى 60 درجة مئوية، والسيدة "تتقضى" أغراض بيتها، فقد تعاطفت وأشفقت كثيرا عليها، وكدت أصفّق لولا أنني شعرت بالأسى، لأنه مشهد غير حضاري ولا يفترض أن يمثل الصورة الراهنة للمملكة لا اجتماعيا ولا إعلاميا. السؤال: كيف لهؤلاء النسوة والفتيات أن يتحملن هكذا؟ لا بد أن نساء الوطن صبورات وطيبات ليتركن آمالهن على قائمة الانتظار الطويلة. ومرة أخرى هذه المقاطع الفاضحة لخبايا المجتمع ترفع…

عبدالله بن ربيعان
عبدالله بن ربيعان
أكاديمي سعودي متخصص في الاقتصاد والمالية

أين نصيبنا من انخفاض الأسعار؟

الجمعة ٠٧ أغسطس ٢٠١٥

يتداول الذهب هذه الأيام عند أقل مستوى سعري يشهده المعدن النفيس منذ خمسة أعوام ونصف العام، وللتذكير فإن الأونصة تتداول حالياً عند أقل من 1100 دولار، فاقدة ما يزيد على 800 دولار من أعلى قيمة سجلتها في السادس من أيلول (سبتمبر) 2011 عند 1920 دولاراً للأونصة. كما يتداول البلاتين عند أقل مستوى سعري يصل إليه في ستة أعوام، وكذلك وصل النحاس إلى 5142 دولار للطن في سابقة لم يصلها منذ 2009. وكذلك هو وضع أسعار الألمنيوم والزنك والرصاص والنيكل، فكلها تتسابق لتسجيل مستويات سعرية دنيا لم تصلها منذ زمن طويل. الانخفاض لم يقتصر على المعادن، بل تعدى إلى السلع الغذائية، ومنها الذرة وفول الصويا، وبشكل عام وبحسب «الفايننشال تايمز» فإن 23 سلعة زراعية ومعادن مسجلة في مؤشر بلومبيرغ للسلع تشهد انخفاضات كبيرة لم تشهدها منذ أعوام طويلة. وبحسب مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ قال خبير المعادن الثمينة في لندن جونثان باتلر إنه «إذا ما استمر الانخفاض في النصف الثاني من العام…

محمد الباهلي
محمد الباهلي
كاتب من الإمارات

دعوة إيران للحوار!

الجمعة ٠٧ أغسطس ٢٠١٥

لم يمض شهر على الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 حتى بدأت إيران بتحريك حلفائها في المنطقة وميليشياتها الإرهابية، وهذا رغم الزيارة التي قام بها جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، إلى الكويت وقطر، والتي أراد من خلالها إيصال رسائل تطمين إلى دول الخليج العربي مفادها أن هذا الاتفاق لن يشكل خطراً على المنطقة! وإثر ذلك جاءت العمليات الإرهابية في البحرين، والتي اتهِمت إيران بدعمها. كل ذلك يؤكد أن التطمينات الإيرانية ما هي إلا تمويه، وأن الممارسات الإيرانية مستمرة ولن تتغير مهما حاول البعض إعطاء تطمينات زائفة. فعلى مدى العقود الثلاثة الماضية من عمر الثورة الخمينية، واجهت المنطقة العربية الكثير من التحديات التي أوجدتها إيران بغية تعزيز دورها الإقليمي في المنطقة، حيث قامت بإشعال نيران الفتن والحروب الطائفية خلال السنوات الأخيرة الماضية في أكثر من بلد عربي. نعم هناك خطر كبير من الاتفاق النووي، ولا غرابة في الأمر إن قلنا إن هذا الاتفاق ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة، في المديين…

عبدالله العوضي
عبدالله العوضي
حاصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع الجنائي - جامعة مانشستر عام 1996. خلال عامي 1997 و 1998عمل رئيساً لقسم المحليات في مؤسسة البيان للصحافة والطباعة والنشر. شغل منصب رئيس قسم البحوث والتخطيط بمؤسسة " البيان " للصحافة خلال الفترة من 1999الى 2002. من مؤلفاته: "في رحاب الإمام الشافعي" و "في رحاب الإمام أحمد" و"الخليج رؤى مستقبلية".

أميركا وإيران.. اللدودان ينتصران

الجمعة ٠٧ أغسطس ٢٠١٥

مُنذ انطلاق الثورة الخمينية في إيران الشاهنشاهية واحتلال السفارة الأميركية والأزمة الحادة التي استمرت بعد ذلك الحادث بعقود وإلى هذه الساعة لم تطلق أميركا «الشيطان والعدو الأكبر» على إيران رصاصة واحدة على الدولة الثورية. رغم دخول إيران في حرب الثماني سنوات مع العراق وحروب بالوكالة في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين، إلا أن أميركا ومعها دول الغرب لم يتقدموا سنتيمتراً تجاه محاربة إيران التي طال نفوذها الطائفي كافة قارات العالم. ولكن مع ذلك ضيعنا أعماراً مديدة ونحن ننتظر من أميركا أو على الأقل إسرائيل التي تخشى من إيران محوها من الوجود أن تطلق رصاصة الرحمة على النظام الإيراني «العدو اللدود» للعالم أجمع، هذا البعبع الإيراني لم يصب من ذلك الوقت في 1979 وإلى أن قطفت إيران ثمرات كل شيء بانتصارها سياسياً على العالم أجمع بعد التوقيع المرير على الاتفاق النووي الذي يهيئ إيران من جديد لتصبح دولة طبيعية في العالم كله بكل تهليل وترحيب، وإن كانت صور ذلك القبول المباشر…

عبدالله المغلوث
عبدالله المغلوث
كاتب وصحفي سعودي

بركة الأمهات

الخميس ٠٦ أغسطس ٢٠١٥

أمضت دوشة علي محمد جغدمي 14 عاما وهي تغسل كليتها. كانت تذهب ثلاث مرات أسبوعيا (السبت، والثلاثاء، والخميس) إلى مستشفى الملك فهد بجازان قادمة من قرية الرد التي تبعد 80 كيلومترا عن مركز الغسيل. كانت تخرج قبل موعدها بأربع ساعات بحثا عن سيارة تقلها وصغيرها محمد إلى المستشفى. كادت الشمس تحرقهما في أثناء الانتظار غير مرة لولا لطف الله ودعواتها التي تكافح عبرها الفاقة وقلة الحيلة. كانت الرحلة إلى المستشفى تكلفها 100 ريال وأحيانا تزيد حسب مزاج السائق. وعورة الطريق وتهور المسافرين المجاورين يزيدان من أوجاعها وقلقها خلال ترحالها الدائم. تركل ألمها باحتضان يد ابنها محمد وتلاوة المعوذات بصوت خفيض طوال الطريق. تصل المستشفى في كل مرة وهي منهكة، تخرج الكلمات من فمها بصعوبة كأنها تلد الحروف. ويتضاعف تعبها بعد عملية الغسل حتى يخيل لابنها أنها ستغادر الدنيا بمعيته وهي في طريق العودة إلى منزلها. عندما تغمض دوشة عينيها وتمسك بيد ابنها تقترب منها الممرضة لتشرع في عملية الغسل. تخرج…