آراء

د . حسن مدن
د . حسن مدن
كاتب بحريني

مقاهٍ ترحل

الإثنين ٠٦ يوليو ٢٠١٥

في أي مدينة أوروبية عريقة بإمكانك أن تشرب فنجان قهوتك في مقهى جلس عليه أبطال روايات كبرى قرأتها، أو تتناول غداءك في مطعم من المطاعم التي مرّ عليها هؤلاء الأبطال. وبإمكانك أن تعثر في سانت بطرسبورج على أماكن دارت فيها أحداث روايات ديستوفسكي وتولستوي وغوغول وسواهم، لو زرتها لوجدت الكثير من التفاصيل التي وردت في الروايات باقية على ماهي عليه، فتنتابك الغبطة الآتية على الأغلب من الشعور بأنك تقيم، تلك اللحظة، في زمنين: ماضٍ وحاضر. ما يقال عن سانت بطرسبورج يمكن أن يقال عن باريس ولندن وبرلين، بل إن الناس ما زالت تعرف الزاوية التي كان جان بول سارتر يفضل الجلوس فيها في المقهى الذي يتناول فيه إفطاره، حيث يتحلق حوله المريدون. يحرص القائمون على تلك المدن أشد الحرص على العناية بتلك الأماكن وذاكرتها، ليس فقط لأن الأدباء أو الفنانين مروا فيها، وإنما ضمن استراتيجية شاملة للحفاظ على ذاكرة المكان، فالمقهى يظل مقهى، والمطعم كذلك، حاملاً الاسم نفسه الذي كان…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«فش سمك كول فحم!!»

الأحد ٠٥ يوليو ٢٠١٥

الحوارات الرمضانية، مهما حاولت فيها الابتعاد عن المطبخ، فإنها يجب أن تدور في فلك «الأكل»؛ حتى لو كان بمفهومه السلبي! في شقة الحرية يجلس العزّاب - وما أدراك ما جلسة العزاب في شقة الحرية - يتحدث صديقي وهو بوزاره وفانيلته عن المجد الذي ينوي الوصول إليه، تتبعثر لديك الصورة الذهنية بين ما يقوله وما تراه.. يردد بيتاً لأحدهم: لا تحسب المجد (تمراً) أنت آكله.. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا! تُبين له أن العرب أرادت أن تقول بأسلوب مؤدب: أنه لن يفلح حتى يأكل (...)! يقسم آخر بأن الشاعر كان صائماً، لأن التمر مؤجل إلى موعد معلوم! وهكذا تعود دورة الحوار إلى المطعم الذي سنفطر فيه اليوم.. الإيقاع السياسي على حياتنا الأكولية أصبح واضحاً.. أحدهم يرفض تناول «الجلو كبابي» ومشتقاته، لأنه لا يثق بالدولة المصدرة، ولا يريد دعمها، والآخر يطلب منا التأكد من ميول أي صاحب مندي مشكوك في انتمائه، وفي احتمالية استخدامه لتيوس مستوطنة في مناطق تتبع الحوثيين، وبالمثل…

الانتحاري.. العضو الأرخص في التنظيم!!

الأحد ٠٥ يوليو ٢٠١٥

ـ المفجر أو الانتحاري الذي يضخونه بالمدائح والإيمانيات الكاذبة هو في نهاية الأمر أرخص وأتفه وأحقر عضو في كل تنظيم إرهابي، ولأنه رخيص جداً وتافه وبلا قيمة فهو جاهز ومجهز دائماً للهلاك ولا شيء آخر، ومع الأسف فهذه الحقيقة القاسية لا يمكن أن يفكر فيها أو يستوعبها أي مراهق يستعمله «داعش» أو غيره في هذه الأيام المجيدة!! ـ كل تنظيم إرهابي في هذا العالم يحرص على كوادره الحقيقية ويحميها بالغالي والنفيس، ويؤمن لها المأوى والحماية بأقصى حالاتها؛ الوحيد الذي لا يُحمى ولا يُلتفت إليه حينما يُكتشف أمره هو الانتحاري، ولذلك تراه مثل الكلب الضال يهرب من شارع إلى آخر بينما يكتفي التنظيم بالمراقبة والتصوير إن أمكن دون أن يتدخل نهائياً.. نهاية مستحقة يا غبي! ـ يتكرر مشهد هروب ومن ثم مطاردة الانتحاري الرخيص كثيراً، ويضطر هؤلاء للاعتماد على أنفسهم في الهرب أو البحث عن ملجأ آمن، وفي هذه الأثناء يذوب التنظيم القوي والمؤازر المفترض تماماً ويُترك الحمقى (الرخيصون جداً) لمواجهة…

عبدالله فدعق
عبدالله فدعق
داعية إسلامي من السعودية

الشعراوي ورمضان صنوان

الأحد ٠٥ يوليو ٢٠١٥

في ليالي شهر رمضان المبارك، وقبل أذان الفجر بالتحديد، يتذكر الناس كثيرا فضيلة الشيخ محمد أمين بن الحاج متولي الشعراوي -رحمه الله تعالى-، وبوضوح يمكن أن يقول أي متابع للشأن الشرعي والإعلامي منه بالخصوص أن السنين الـ17 الماضية لم تنس الناسَ الشيخ الشعراوي، الذي رحل عنا بعد أن ترك وراءه تراثا علميا وفكريا مهما، فرض به نفسه أمام الجميع كأحد أبرز علماء العصر، وصاحب أول تفسير شفوي؛ قدم به تفاسير السابقين بلغة يتسابق إليها العوام والعلماء معا، فعلى الرغم من أن علم التفسير علمٌ دقيق، وغالباً ما يُقدم في قوالب صارمة، ولغة عالية، إلا أن الشيخ -يرحمه الله- نجح في تقريب المعاني الصعبة، والمسائل الدقيقة لكل من سمعه منه. عرف الناس الشيخ الشعراوي، وتوثقت صلتهم به، من خلال البرنامج الشهير (نور على نور)، الذي كان يفسر فيه كتاب الله العزيز، وقد بدأ هذا البرنامج في السبعينات من هذا القرن، ومن خلاله ذاع صيته في مصر والعالم العربي والإسلامي، ومن التلفزيون…

د. خليفة علي السويدي
د. خليفة علي السويدي
ــ عضو هيئة التدريس بكلية التربية ـ جامعة الإمارات ــ حاصل على الدكتوراة من جامعة جنوبي كاليفورنيا و الماجستير من جامعة جورج واشنطن ــ عميد سابق لوحدة المتطلبات في جامعة الإمارات ووكيل لكية التربية ــ من أبرز كتبه: المنهاج و أراء في التربية

الزمان لن ينسى الشيخ زايد بن سلطان

الأحد ٠٥ يوليو ٢٠١٥

قدّر الله تعالى أن تكون وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- في رمضان، كي يتذكره كل من أحبه في مثل هذه الأيام المباركة، ويمد يده إلى السماء، سائلاً الله تعالى أن يجازيه عن وطنه خير الجزاء. في تلك الليلة التي تصادف 19 من رمضان كنت في المطار متجهاً للأراضي المقدسة، وفجأة بدأت سيدة بجانبي في البكاء، وعزتني في وفاته -رحمه الله- كأنها البارحة ذكرى لا تُمسح من فكري كلما مرت بي، والسؤال الذي مازال مطروحاً: لماذا يترحم الناس على الشيخ زايد بعد كل هذه السنوات، بينما نرى عند غيرنا من العرب نسيان قادتهم بمجرد وفاتهم؟ البعض يعتقد أن وفاء أهل الإمارات لقادتهم هو سر هذا الأمر. قد يكون التحليل صحيحاً، لكني أزعم أن صدق نية الشيخ زايد- رحمه الله- في كل ما قدمه لوطنه والأمة العربية والإسلامية هو سر هذا الولاء، فغيره من القادة سخّر أجهزة الإعلام وأنفق عليها بسخاء كي ينال الولاء، لكن زايد نيته كانت…

محمد فاضل العبيدلي
محمد فاضل العبيدلي
عمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.

العدو الذي يتمناه الجميع

السبت ٠٤ يوليو ٢٠١٥

قبل حوالي 25 عاما ومع سقوط الاتحاد السوفيتي السابق في ديسمبر 1991، فرض سؤال حيوي نفسه: من هو العدو الجديد للغرب؟ لم يكن هناك جواب واضح ومحدد، لكن في الاسابيع القليلة التي تلت ذلك الحدث التاريخي، أدلى الرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيريز بتصريح مقتضب لكن محدد عندما اعلن ان "الاسلام هو العدو الجديد للغرب لان فيه نفس الطابع الشمولي للشيوعية". في العام 1991، كانت قد مضت ثلاث سنوات تقريبا على نشأة تنظيم "القاعدة" في غمرة الحرب الافغانية ضد الاتحاد السوفيتي وقبل بضعة شهور من انسحاب القوات السوفيتية من افغانستان في 1989. لكن السنوات اللاحقة في التسعينات ستشهد بروز تنظيم "القاعدة" على المستوى الدولي من خلال سلسلة من العمليات والتفجيرات في بلدان عدة. فمن تفجيرات فندق موفنبيك في عدن (1992) التي اعتبرت اولى عمليات تنظيم القاعدة وسلسلة من  الهجمات على القوات الامريكية في الصومال (1992-1993) وتفجيرات مراكش واسطنبول (1994) مرورا بتفجير السفارتين الامريكيتين في نيروبي (كينيا) ودار السلام (تنزانيا) عام 1998…

بدر الراشد
بدر الراشد
كاتب سعودي

المقاومة.. ليست «صك غفران»

السبت ٠٤ يوليو ٢٠١٥

دائماً ما يُنظر إلى فكرتي المقاومة والثورة بشكل رومانسي، يكاد يقارب صورة سينمائية. فالثوري يظهر مدافعاً عن المضطهدين والمحرومين، ويقف في وجه الطغيان، وربما كان يدخن السيجار الكوبي كما في صور تشي جيفارا، هذا ما يتبقى من الثوري في الروايات والأفلام السينمائية، وغالباً ما يتم تجاهل الدماء التي تسيل، والأبرياء الذين يقتلون، والعذابات التي يعانيها الشعوب؛ من أجل تحررهم. من هنا ترسَّخت صورة جيفارا كمقاوم للهيمنة الأميركية، من دون الخوض في تفاصيل مقاومته. الصورة السينمائية للمقاوم ليست ساخرة كلية، فهناك من يعتقد بعصمة «ما» للثوريين والمقاومين. هناك من يرى أي مقاومة لقوى مهيمنة هي بالضرورة نزيهة وعظيمة، ويجب أن يُنَاضَلَ من أجل الدفاع عنها وتلميع صورتها، حتى لو تلبست بكل أوصاف الرداءة، لكن الأحداث دائماً ما تخذل مثل تلك التصورات التي تحاول أن ترى الكون بشكل مبسط. كما أن هناك ثواراً ضد الاستبداد؛ يسعون لترسيخ استبدادهم وطغيانهم الخاص، هناك من يقاوم قوى الهيمنة لمصلحة هيمنة أخرى، أو مشاريع تقسيمية طائفية.…

محمد الرميحي
محمد الرميحي
محمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت

فخ الكراهية

السبت ٠٤ يوليو ٢٠١٥

في رمضان عادة يختفي من على شاشات الرادار الكويتي في الشأن العام التشنج السياسي المعتاد، ليحل محله التوافق الاجتماعي، مظهرًا عملية اجتماعية واسعة للتواصل الاجتماعي تنتعش في زيارة الأفراد والجماعات بعضهم بعضا للتبريك بالشهر الفضيل. هذا العام اختلف المشهد من جانبين؛ الأول أن الشأن السياسي حضر بامتياز بقتل عدد كبير من المصلين بلغ عددهم تسعة وعشرين شهيدًا، وجرح أكثر من مائتين من الأبرياء، جراء عمل متعصب من أشخاص يحملون (عرفوا أو لم يعرفوا) أجندة سياسية. المصاب جلل، حتى إن أحد الزملاء شبهه بكارثة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة، أخذا بحجم المجتمع الكويتي. والجانب الثاني هو انتهاء الفكرة الشعبية القائلة إنه في رمضان تُقيد الشياطين، التي كان كبارنا يرددونها علينا ونحن صغار، فقد تبين أن الشياطين، على الأقل الإنسية منها، طليقة لم تقيد، بل وتقتل، بدليل ذلك العمل البربري في مسجد الإمام الصادق الجمعة 26 يونيو (حزيران) 2015. تفاعل المجتمع الكويتي كما تعود، فهناك أغلبية كويتية، بسبب…

أمير طاهري
أمير طاهري
كاتب و محلل إيراني

التحدي الإرهابي: الفهم وسوء الفهم

الجمعة ٠٣ يوليو ٢٠١٥

مع تصاعد التهديدات الإرهابية التي تواجههم، يبدو المسؤولون والمحللون الغربيون في وضع صعب من حيث كيفية التعامل مع أمر يتعذر عليهم تفهمه وإدراكه تمامًا. أصدر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون توجيهاته إلى وسائل الإعلام البريطانية بعدم استخدام مصطلح «الدولة الإسلامية» للتعبير عن تنظيم «داعش» الإرهابي، كما أفاد بأن «الخلافة» استنادًا إلى ما يجري في مدينة الرقة السورية، لا يمكن وصفها بـ«الإسلامية». وعلى أقصى نهاية الطيف، يتحدث رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس عن «الفاشية الإسلامية» ويزعم أن الغرب في خضم «حرب حضارات» مع الإسلام. يواصل كاميرون السياسة التي أرسى مبادئها سلفه توني بلير خلال الأيام الأولى للهجمات الإسلامية على بريطانيا. كان على بلير أن يعلن أنه على الرغم من أن الهجمات لا علاقة لها بدين الإسلام، فإنه وجه الدعوة إلى «زعماء المجتمع المسلم» للحضور إلى مقر الحكومة في «داونينغ ستريت» لمناقشة «ما ينبغي القيام به». بالنسبة للسيد فالس، يبدو أنه تناسى أن الإسلام، على الرغم من أنه واحد من عدة حضارات،…

طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

طابور الانتحاريين السعوديين.. وهؤلاء الأفذاذ!

الجمعة ٠٣ يوليو ٢٠١٥

ما الذي دفع شابا في مقتبل العمر إلى ترك أهله ووطنه وحياته الرغيدة والسفر إلى دولة مجاورة لتفجير نفسه في مصلين صائمين لا يعرفهم فيقتل ويصيب العشرات؟ السؤال كان الأهم بين أسئلة عدة فجرتها جريمة الانتحاري السعودي فهد القباع مفجر مسجد الصادق في الكويت يوم الجمعة الماضي، ولعل كثيرا من الأطروحات والتحليلات والتفسيرات التي قدمها كتاب ومحللون سعوديون قد طرحت أجوبة ناجعة عن هذا التساؤل وغيره. غير أن بعضهم، في سياق تحليله وتفسيره للحادثة الإرهابية المشار إليها تحدث بمسحة يختلط فيها جلد الذات بالتشاؤم، عما يمكن تسميته "طابور الانتحاريين السعوديين" محملا المجتمع مسؤولية تزايد عدد الانتحاريين والمتطرفين السعوديين، وتحديدا ممن هم دون سن الثلاثين، والحقيقة أن هذه الرؤية ليست منصفة ولا تحمل توصيفا دقيقا لواقع المجتمع الذي نعيش فيه. وتقديري أن مجتمعنا على الرغم من خصوصته وتمايزه عن مجتمعات أخرى من حولنا إلا أنه –بالقطع- ليس مسؤولا عن تطرف بعض أبنائه، فقد وفر لهم الرعاية والاحتضان والإمكانات تماما كغيرهم من…

فضيلة الجفال
فضيلة الجفال
كاتبة سعودية

مسرحية وعرض واحد

الجمعة ٠٣ يوليو ٢٠١٥

لو يتوقف العرض قليلا، لو ينتهي الفيلم البوليسي، العنف، الرعب، الإثارة، لو تنتهي المسرحية، لو يصفق الجمهور لهذا العرض المسرحي التراجيدي الفادح. يغلق الستار ويقف الممثلون على المسرح، ينحنون ويصفق الجمهور طويلا لمشهد طويل طويل عاشوه بمشاعر مختلطة. يمسك الجميع بأيدي بعضهم بعضا في تحية للجمهور الهلامي. لو تنتهي الحكاية الدرامية التي أهلكت مشاعرنا في مشاهدها. يضحك الجميع. يقهقه الممثلون على أدائهم المخيف. يقف الانتحاري ويلملم شتات جسده. يربت المخرج على كتفه بأن أداءه كان ممتازا، فيقهقه فريق الدواعش في المشهد، ويأتي فريق العمل لإزالة الديكور الإجرامي. لو يقوم الموتى وهم يتمغّطون، يمسحون دماءهم المزيفة وجروح المكياج، ثم يتبادلون الضحكات على مشهدهم التمثيلي المرهق. لو يستلقي ممثلا المذهبين على ظهريهما من الضحك، على مشاهدهما التي يعيدها مهندس الصورة بسخرية. لو يتوقف كل المتحاربين مع انتهاء المشهد بفاصل قهوة، يشتاقون فيه لأصدقائهم الواقعيين مثلا، هم الذين يؤدون دورهم على المسرح كإخونجية وحوثيين وميليشيات وإرهابيين وعملاء. لو تعاد اللقطات المصورة ونحن نلتهم…

وليد شقير
وليد شقير
كاتب في صحيفة الحياة

نموذج الكويت وتمدد الإرهاب من سورية

الجمعة ٠٣ يوليو ٢٠١٥

تطرح مواجهة مفاعيل التفجير الإرهابي الذي استهدف الكويت الجمعة الماضية أهمية التماسك الداخلي في أي دولة تتعرض لجنون التكفيريين، لا سيما تلك الدول، مثل الكويت، التي يستهدف هؤلاء بجرائمهم التسبب بفتنة فيها نتيجة قدر من التنوع السياسي والمذهبي الذي تتميز به، والذي ساهم في جعلها نموذجاً ديموقراطياً متقدماً بين دول الخليج، فأرست بحكم انفتاح قيادتها ودينامية المجتمع تقاليد ممارسة سياسية منفتحة. وعلى رغم العثرات التي شابت هذه الممارسة في السنوات الأخيرة، فإن قدرة المجتمع على الصمود إزاء رياح الفتنة، كانت مشحونة بالشعور الدائم بالحاجة الى حماية الوحدة الوطنية الذي عُجن الكويتيون به في أخطر أزمة وجودية واجهوها في تاريخهم عند اجتياح صدام حسين بلدهم عام 1990. لا ينتقص الحديث عن الكويت في مواجهة تفجير مسجد الإمام الصادق من أخطار ما واجهته تونس، وتواجهه مصر هذه الأيام من مفاعيل انتشار الإرهاب وتوسعه في الإقليم، وعودته للظهور في فرنسا... إضافة الى المملكة العربية السعودية. فالهدف المزدوج لهذا الإرهاب إبقاء حال عدم الاستقرار…