عبدالله العوضيحاصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع الجنائي - جامعة مانشستر عام 1996.
خلال عامي 1997 و 1998عمل رئيساً لقسم المحليات في مؤسسة البيان للصحافة والطباعة والنشر.
شغل منصب رئيس قسم البحوث والتخطيط بمؤسسة " البيان " للصحافة خلال الفترة من 1999الى 2002.
من مؤلفاته: "في رحاب الإمام الشافعي" و "في رحاب الإمام أحمد" و"الخليج رؤى مستقبلية".
الجمعة ١٥ مايو ٢٠١٥
نريد أن نلفت الانتباه في البداية، بأنه في مرحلة الدراسات العليا بالغرب هناك قضية علمية واقعية نود طرحها هنا قبل أن نسترسل جولتنا في بيوت الأفكار. هذه القضية تتعلق بموضوع مهم للغاية في مجال الدراسات الإنسانية ذات الصبغة الاجتماعية أو المجتمعية، ففي الغرب المتقدم في هذا المجال كليات وجامعات خاصة تعنى بالسياسة الاجتماعية في مختلف المجتمعات وهو أمر معهود هناك أكثر مما هو متاح في مؤسساتنا العلمية بالعالم العربي بشكل عام. ومما نذكر في هذا الصدد أن المناهج العلمية الخاصة بالدراسات الاجتماعية توضح للدارسين منذ اللحظة الأولى بعض الحيثيات التي يجب مراعاتها أثناء كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه، وهي عملية القيام بالفصل التام بين عالم الاجتماع وصفة متخذ القرار في أي مجال كان. فمهما بلغ هذا العالم شأناً في مجاله أو تخصصه الدقيق، فإنه يجب عليه احترام أنه عالم فقط وليس بيده قرار تطبيق ما توصل إليه من نتائج دراساته الميدانية فهو يقترح الحلول المناسبة وليس هو من يفرضها أو يقررها،…
الجمعة ١٥ مايو ٢٠١٥
للإدارة مفاهيم وأدوات تساعد القائد على تحقيق الأهداف المرسومة وفق خطة زمنية محددة وهذه أبسط مقومات الإداري ولكن السؤال الجوهري هو إذا كانت أدوات الإدارة متوفرة لدى القائد فهل هذا يعني سهولة تحقيق النجاح! من يظن أن امتلاك الأدوات والمهارات كافية ووافية للقائد فهو مخطئ وهنا يبرز الدور المهم للقائد الذي يتمكن من توظيف الذكاء الإداري في تحقيق الأهداف.. إن فهم بيئة العامل والتعامل مع العاملين في المنظومة يحقق أهدافاً أخرى غير تلك المرسومة والشواهد كثيرة عندما تشاهد شخصيات فذة ومتمكنة إدارياً في تحقيق ما ترنو له الخطط ومع هذا لا يتقلد منصباً إدارياً على العكس ممن لا يمتلك مهارات وأدوات فن الإدارة ومع هذا تجده في أعلى المناصب؛ لأنه باختصار أجاد فن كيفية التعامل مع الآخرين بتمرير أساليب أخرى ليس لها علاقة بالإدارة ولكنها تسوق شخصيتها بطريقة ذكية توهم المتلقي بأنه يمتلك زمام الأمور القيادية.. بالتأكيد أن مثل هذه السلوكيات منتشرة في كثير من المنظمات التي تضع من هو…
الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠١٥
أتفهم حالة الحنق الكبيرة لجمهور كبير حول العمالة المنزلية وسبب ارتفاع أسعارها أو المدد الزمنية، وأن التهم توجه للجنة الاستقدام كما يتداول، ولست هنا بصدد الدفاع عن أحد فهم أقدر على الدفاع عن أنفسهم بمشكلة العمالة المنزلية، ولكن تركيزي هنا هو أن بوصلة "المشكلة" لم تتجه للمسار الصحيح برأيي وهو ما سأوضحه بسياق هذا المقال؛ ومن خلال قراءاتي وحواراتي بكل ما يخص الشأن للعمالة المنزلية، وجدت أن دور لجنة الاستقدام هو تفاوضي صحيح حتى 1430 هجرية، بعدها بدأ الملف بيد وزارة العمل، وأزمة العمالة المنزلية لها ما يقارب 3 سنوات أو أربع، ولا يمكن لوم لجنة الاستقدام أو حتى الوزارة، لأسباب عدة وهي: أن الاستقدام بالسابق كان للمملكة شبه سيطرة وتفرد على العمالة المنزلية، ولكن اليوم أصبحت أكثر من 16 دولة تستقدم عمالة منزلية وهذا ويولد طلبا وضغطا إضافيا على العمالة المنزلية، شروط الدول تغيرت وأصبحت أكثر شدة بنظرنا ولا نقبل كل الشروط فهي أصبحت أصعب، تحسن مستوى معيشة تلك…
الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠١٥
ما تشهده المنطقة من فوضى عارمة وصعود منطق الميليشيات والمجموعات الإرهابية تحت مظلة الإسلام السياسي سنية وشيعية، يؤكد أن جزءًا كبيرًا من الخريطة الكلاسيكية للنظام الإقليمي قد انهار إلى غير رجعة، وبات استجداء عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل حرب الخليج، فغزو العراق، فالحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، ثم «الربيع العربي»، أقرب إلى التمني منه إلى قبول نتائج تلك الرضّات السياسية القاسية التي عاشتها المنطقة. الشرق الأوسط لم يعد كما كان على عدة مستويات، فالحدود الجغرافية تغيّرت وتم حرثها من جديد بفعل انهيار مفهوم الدولة أولاً، واقتسام قوى سياسية إقليمية لخريطة الدول المهشمة في محاولة لابتلاعها عن طريق التبعية، كما تفعل إيران في أكثر من موقع بدافع الهيمنة التي تؤهلها إلى الدخول في معترك التفاوض بأوراق أكثر فاعلية من شأنها إقناع الطرف الأميركي والغربي في أي حوارات تخص المنطقة. تحول العراق إلى ساحة لتجريب حدود الهيمنة الإيرانية، وكان لبنان قبل ذلك، ثم سوريا لاحقًا، فاليمن في محاولة حثيثة لبناء…
الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠١٥
بلغ سكان العالم العربي حوالى 370 مليون نسمة، نسبة الشباب العربي منهم حوالى 70 في المئة، وهذه النسبة مرتفعة جداً، وهي خطيرة بالوقت نفسه، ولاسيما أن الشباب وفي أي مجتمع يعتبرون الأكثر حيوية وتفاعلاً مع قضايا مجتمعاتهم. وفي عالمنا العربي لا يختلف وضعهم عن حال المجتمعات الأخرى، بل إن الشباب العربي قد حصل على درجة مرتفعة من التعليم مقارنة بالأجيال السابقة، وهذا باعتقادي يخلق مشكلة كبيرة لمعظم الدول العربية في استيعاب الشباب ببرامج واستراتيجيات وطنية في التعاطي مع مطالبهم وحقوقهم، وكلنا يراقب المشهد العربي في وضعنا الراهن وما عبروا عنه من مطالب أصيلة لأوطانهم من خلال مطالب سياسية بالدرجة الأولى، إضافة إلى المطالب الأخرى والتي تشمل القضايا الاقتصادية والاجتماعية، ولكن هناك نسبة مرتفعة من البطالة بين الشباب العربي وهذه قضية خطيرة جداً إذا لم تُحل بشكل جذري. الشباب العربي هو من قاد ما يسمى «الربيع العربي» في الدول التي عاشت ولا تزال تمر بظروف تغير عسرة، وقد طالب هؤلاء بإسقاط…
الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠١٥
هل سمع أحد عن مبادرة «شخصية»، أطلقها أي مسؤول أوروبي أو أميركي رفيع، أو أي من أولئك الذين يتشدّقون بالدفاع عن حقوق العمال في المنظمات الدولية؟ هل فكر أي منهم في مبادرة «عملية» ليست «كلامية»، تهدف إلى تحسين أوضاع هذه الفئة، أو رفع مستواها، أو علاجها؟ هل سبق أن أعلن أي منهم عن مبادرة خاصة يتحملون تكاليفها كاملة بشكل «شخصي» دون أي دعم أو تدخل من الحكومة، أو أي جهة كانت عامة أو خاصة؟! لم نسمع بذلك، في حين نسمع كثيراً من التنظير، والتصريحات، والخطب العصماء، التي لا تخدم فئة العمال، بقدر ما تستخدمهم لأغراضٍ سياسية أو حزبية، وتضعهم دائماً في فوهة المدفع لتحقيق أجندات خفيّة، وتُمارس باسمهم أبشع الاستغلال والابتزاز السياسي والاقتصادي، هذا ما تفعله الدول الكبرى، وهذا بالضبط ما تحيكه معظم المنظمات التي تدّعي الاهتمام بحقوق الإنسان! في الإمارات الوضع مختلف جداً، وعند حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، وضعٌ مثالي آخر، لا يتكرر عند…
الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠١٥
يقول أستاذ الفلسفة في كلية أصول الدين في جامعة طهران المفكر التنويري الإيراني مجتهد شبستري إنه «يمكن لنا أن نتوقع من الدين مبادئ أخلاقية ينبغي مراعاتها في السياسة أيضًا. لكن لا يمكن أنْ نتوقّع من الدين برنامجًا سياسيًا من أجل بلوغ أهداف اجتماعيةٍ معيّنة. الدين بحسب فهمي علاقة بين الإنسان والله، يتحدّث الإنسان فيها إلى خالقه ويستمع إليه، ويتحرّر داخليًا. لذلك أرى أنَّ الدين ليس برنامجًا سياسيًا والإسلام بدوره ليس كذلك». من المؤكد أن آراء شبستري هذه، وآراء غيره من التنويريين في إيران، التي استثمرها نظام طهران من أجل إعطاء صورة حداثية عنه وعن مجتمعه في العالم، غير مرحب بها في بيروت، لأنها تناقض الصورة النمطية التي يكرسها حلفاء النظام الإيراني عنه في بيروت، وفي أذهان الشيعة خاصة، واللبنانيين عامة. كانت الجامعة الأميركية في بيروت على موعد مع ندوة للمفكر مجتهد شبستري حول الإصلاح الديني، بدعوة من المركز العربي للحوار، إلا أن شبستري الذي كان على أهبة المجيء، وتابع تنسيق…
الإثنين ١١ مايو ٢٠١٥
كانت رسالة الجيش السعودي قوية واضحة وموجعة، في الرد على استهداف المدن السعودية الحدودية: «حدود المملكة خط أحمر، ومن يتعرض لها عليه تحمل النتائج!». عملية تأمين الحدود ليست عملية انتقامية، وليست ثأراً لنجران أو جازان، كما روّجت وتروّج بعض الفضائيات المحسوبة على السعودية، وإنما هي عملية متصلة ومستمرة تهدف إلى حماية حدود السعودية وتأمينها ضد كل من تسول له نفسه المساس بها. السعودية وحلفاؤها أعلنوا إطلاق «عاصفة الحزم» لإعادة التوازن إلى الجمهورية اليمنية، جاؤوا حاملين معهم الحلول السريعة والواجبة التنفيذ بشكل فوري، تفادياً لسقوط اليمن في حفرة الفوضى برعاية إيرانية. لم تكن العاصفة موجهة ضد الشعب اليمني ولا الجيش اليمني ولا الحكومة اليمنية الشرعية، وإنما استهدفت تحركات غير شرعية وغير نظامية لميليشيا مسلحة لا يعترف بها الدستور اليمني، لذلك كان من غير المقبول أن يتم استهداف المدن والبلدات السعودية بهذا الشكل الذي يوحي بأن هناك مواجهة مباشرة بين السعودية واليمن! ما تقوم به المملكة وحلفاؤها هو محاولة إعادة الأوضاع في…
الإثنين ١١ مايو ٢٠١٥
يأتي إعلان معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل لإنشاء إدارة تعنى بقضايا الأمن الفكري ملبيا لتطلعات الكثير ومناشداتهم المستمرة لإعادة التعليم المختطف فكريا منذ عقود، والحقيقة أن اختطاف التعليم مر عبر عقود زمنية عملت على غرسه في نفوس أجيال من النشء، ولذلك فإن انتظار إحداث تغيير جذري للتقويم والإصلاح الفكري سيحتاج جهودا ووقتا زمنيا طويلا أيضا. ما يراهن على نجاح الإصلاح الفكري مستقبلا هو أن المجتمع السعودي يقع الآن تحت عوامل تغيير ثقافية تصب في صالح كسر الأنساق الأيدولوجية والطباع السلبية المترسبة بفعل النموذج التربوي المتطرف والذي ظل لعقود زمنية هو الرمز ذو الحظوة النجومية والقدوة المثالية التي يحتذى بها لاستفتاح أبواب خيري الدنيا والآخرة. تشريح البانوراما لتشكيلة المجتمع السعودي التعليمي بقسميه المدرسي والعالي يحتاج إلى بلدوزر ضخم يتناوله حراك علماء الطبيعة وعلوم الحياة ومعهم علماء الاجتماع الباحثون في دراسات المجتمع السعودي أولا، يليهم علماء النفس والممارسون في مجالات الصحة النفسية والسلوكية، يأتي بعد هذا الصف علماء مدارس الفقه والمنهج…
الإثنين ١١ مايو ٢٠١٥
لا أدري كيف يمكن قبول أن تعيش مدينة على ساحل البحر سبق لها أن واجهت سيولا جارفة كـ"جدة" أن تواجه أزمة مياه! المحزن في الأمر أن المسؤولين عن شركة المياه التي تحتكر كما يبدو تجارة وتوزيع المياه على المواطنين؛ اتجهت للعمل على احتواء الأزمة إعلاميا بدلا من إيجاد حلول حقيقية لما يواجهه سكان جدة منذ مدة بالشكل الذي يكفل إيقاف الانقطاع المتكرر وشح المياه. سبق لمدير وحدة أعمال جدة بشركة المياه أن وعد في أبريل الماضي عبر تصريح نشرته صحيفة المدينة: "بعدم تكرار أزمة المياه التي تعرضت لها بعض أحياة جدة".. دون أن يحدد، كما جرت العادة من بعض المسؤولين، تاريخا واضحا لإنهاء المشكلة. إلا أن المشكلة ما زالت مستمرة والمواطن لا يزال يواجه الأمرين والإعلام لا يزال يسلط الضوء، ما دعا المدير ذاته إلى التصريح مجددا للصحيفة ذاتها قبل يومين بأنه: "يوجد ١٠٠ موظف يقومون باستقبال الطلبات، ومتابعة وصولها للمستفيدين"، مؤكدا أن الأزمة كما وصفها وبالتالي اعترف بوجودها، "في…
الإثنين ١١ مايو ٢٠١٥
الأول مقطع هوليوودي من الفيلم الشهير «القناص الأميركي» المقتبس عن شخصية حقيقية هي الجندي «كريس كايل»، وهو يصوب طلقاته في بغداد باتجاه طفل عراقي وأمه لأنهما يحملان متفجرات، وفعلاً يطلق النار في معالجة سينمائية تظهر الأم وولدها كأشرار بالفطرة وأن قتلهما كان اضطراريًا لحماية الوطن الأميركي. المشهد الثاني مقسوم نصفين وفيه ممثل ينبطح مقبلاً حذاء جندي سوري، وإعلامية تقدم على الفعلة نفسها فتقبل حذاء جندي سوري آخر، على الهواء، في مشهدين يفترضان بتقبيل الحذاء رمزية وطنية بالغة الدلالة حيال جيش يُقْدم نهارًا جهارًا على قتل مواطنيه بحجج دحر الأعداء وحماية البلد من المؤامرة الكبرى. صحيح أن المسافة شاسعة بين الحالتين الأميركية والسورية وقياسا عليهما حالات كثيرة أخرى عربية وعالمية، لكن المقاربة هنا تحاول الإحاطة بأزمة واحدة تجتاحنا في زمن الحروب وهذا القتل؛ أعني ذاك الوله الأعمى بالجيش وتعميم الاعتقاد بأن المحارب العسكري يحمل مهمة مقدسة، وذو قوة لا تقهر، ويمتلك الحق في القضاء على أشخاص يعتقد أنهم دونيون على الأرض…
الإثنين ١١ مايو ٢٠١٥
قمة كامب ديفيد المرتقبة قد تكون أهم لقاء خليجي أميركي في الخمسين عامًا الأخيرة، ليس لأنها المرة الأولى التي يلتقي رئيس أميركي مع قادة دول الخليج العربي، بيد أن واشنطن تعي، وهذا ليس سرًا، أن الحلف الأميركي الخليجي يمرّ بحالة من التوتر وأزمة عدم الثقة، من يدري قد تكون القمة الفرصة السانحة لإعادة قطار التحالف التاريخي لمساره الذي خرج عنه في السنوات الأخيرة، القمة ستكون فرصة لأن تنتقل الإدارة الأميركية من خانة الأقوال إلى مملكة الأفعال، فرصة لأن تبدد كل الشكوك في مصداقيتها في المنطقة التي أضحت على المحك، بدءا من الأزمة السورية مرورًا بمواقفها المهزوزة في البحرين ومصر والعراق، وانتهاء باتفاقها المنتظر والغامض والسري مع إيران. يحسب للولايات المتحدة أنها دولة مؤسسات وليست دولة البيت الأبيض وحده، فلا يكفي أن يتخذ الرئيس مواقف مهما كانت، فهناك البنتاغون الذي له مواقفه، وهناك الاستخبارات التي لا يمكن استبعادها من دائرة اتخاذ القرار، وهناك أيضا الكونغرس باعتباره المؤسسة التشريعية القادرة على تعطيل…