السبت ١٨ أبريل ٢٠١٥
تعلمتُ قبل مدة لعبة جماعية اسمها (مافيا). جميلة وفيها كثير من الدهاء والحِيَل، ولكن الأجمل من ذلك أنك لابد أن تمارسها مع مجموعة لا تقل عن 7 أشخاص. لا تحتاج فيها إلى أجهزة إلكترونية، لا هواتف، لا إنترنت، ولا شيء غير أصدقاء، وساعات جميلة تقضونها في مساء لطيف. وقبل أيام مررتُ بمحل للألعاب في أحد المراكز التجارية، فدخلته لأرى ما الجديد لديهم. وهي عادة لم أتوقف عن ممارستها، ليس فقط لأعرف ماذا أشتري لأطفالي أو لأطفال العائلة في المناسبات، بل أيضاً، حتى لا أفقد اتصالي بذكريات الطفولة. وربما هي محاولة بائسة مني للتعلق بجذور البراءة والنقاء، واجترار أحاسيسي في تلك الأيام التي كانت تخلو من كره أو حقد، فأقصى خطيئة يمكن لطفل أن يرتكبها هي أن يغار مِن أتْرابِه. خلال جولتي في محل الألعاب تفاجأتُ، أو رُبما صُدِمْتُ، عندما وجدت أن غالبية الألعاب الجديدة لا تمت للتكنولوجيا بِصِلَةٍ، فمعظمها كانت ألعاباً بدائية: أوراقا، أحجارا، نردا، وغيرها من الأدوات البلاستيكية والمعدنية…
السبت ١٨ أبريل ٢٠١٥
لا أعلم من قال هذه الجملة، ولكنه أصاب الحقيقة كاملة. عندما أرى الأحداث المؤسفة التي تحدث في الدول المحيطة بوطني، وأرى وطني في قمة أمنه وأمانه، عندها أتأكد أني في حديقة وطني الرائعة أنتم في خيراتها، ومن حولي يعانون من حريقة الحروب والانقلابات وعدم الاستقرار. من دون تطبيل، أين تجد بلدا يخوض معركة مع عدوّ يتربص ويضمر لنا كل شر، ونحن المواطنين نتجول بكل أريحية ونتابع المباريات ونتسوق ونتزاور ونعيش حياتنا الطبيعية. أين تجد بلدا يهدده الخطر وشعبه لم يسمع حتى صافرات الإنذار أو يشعر في لحظة بالتهديد أو الخوف أو الهرب إلى الملاجئ المحصنة. ليس تبلدا في المشاعر أو جهلا أو تجاهلا، بل من باب الثقة العمياء في قادتنا وجنودنا البواسل الذين يفتدونا بأرواحهم الشريفة ولكن، لتستمر هذه الحديقة، يجب أن نشكر الله ونشكر قادة هذا البلد. لا تفتحوا آذانكم للمفسدين الذين يدسون السم في العسل، احموا حديقتكم بالولاء والانتماء لمن بشرع الله زرع فيكم الأمان والمعيشة الكريمة، وانظروا…
السبت ١٨ أبريل ٢٠١٥
أول مشتريات إيران بعد توقيع مبادئ اتفاق برنامجها النووي، والتعهد برفع الحظر عنها، لم تكن سيارات، أو طائرات ركاب، أو ثلاجات، أو حقائب نساء، بل صواريخ بعيدة المدى! وقد أعلنت إيران عن سعادتها بصواريخ S300، التي وافق الكرملين على تسليمها لها هذا الصيف. الإعلان الروسي زاد من غضب دول المنطقة محذرة من تبعات اتفاق لوزان الذي سيرفع العقوبات العسكرية والاقتصادية. ها هو وقبل أن يوقع يدفع بعسكرة المنطقة ويزيد من توترها. نتساءل: لماذا هذا الحرص والاستعجال من روسيا، مع أن التوقيع النهائي على الاتفاق الغربي - الإيراني المتوقع بعد أقل من ثمانية أسابيع؟ هل يريد الكرملين استمالة إيران حتى لا تنحرف باتجاه الولايات المتحدة بعد المصالحة المنتظرة اللاحقة؟ أم أن تسليم الصواريخ الروسية لإيران جزء من الصراع بين روسيا والغرب في أوكرانيا، ويريد الرئيس فلاديمير بوتين توسيع دائرة القلاقل للغرب وحلفائه في مناطق نفوذهم؟ أو هل الأمر مجرد تجارة، بيزنس؟ فالشرق الأوسط صار أكبر سوق لشراء السلاح في العالم، وتريد…
السبت ١٨ أبريل ٢٠١٥
أتاح اجتماع الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي انعقد في واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، فرصة سانحة أمام محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية والاقتصاديين وأرباب الصناعة المصرفية العالمية، للتدبّر مليّاً في القضايا المطروحة والعمل على أساس من التعاون. ولسوء الحظ، وبعيداً عن المحادثات ثنائية الأطراف التي دارت بين المشاركين على هامش الاجتماع، بما فيها تلك التي عقدت بين اليونان وصندوق النقد الدولي، فقد خلا من المشاركين الفاعلين الذين يمكنهم أن يعملوا على الدفع بمبادرات عملية منظمة على المستويات الوطنية والإقليمية ومتعددة الأطراف بما يصبّ في مصلحة الاقتصاد العالمي. وقد وضع صندوق النقد الدولي تصوراً للسياق الذي يصدر هذه الاجتماعات في نشرات مطبوعة، خاصة منها تلك التي تتضمن نسخة محدثة حول وضع الاقتصاد والتقرير المتعلق بالاستقرار المالي العالمي. وتقدم هاتان الوثيقتان اللتان صيغتا بطريقة جيدة، صورة عامة عن التعافي النسبي للاقتصاد العالمي الذي لا يزال يتميز بشيء من الهشاشة والضعف الواضح في بنيته الهيكلية. وهناك الكثير من الأسباب التي…
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠١٥
بعد أقل من ثلاثة أشهر من الآن ينتظر العالم بشكل عام ومنطقة الخليج العربي بشكل خاص حدثاً مهماً وخطيراً ستكون له انعكاسات جيو- سياسية واقتصادية على بلدان المنطقة، إذ من المتوقع إذا سارت الأمور وفق ما هو متفق عليه مبدئياً أن يتم توقيع الاتفاق النووي بين البلدان الست الكبرى وإيران حول برنامجها النووي المثير للجدل. لا زال هناك احتمالان قائمان حول إمكانية التوصل إلى اتفاق من عدمه رغم التفاؤل، إلا أن عقبات حقيقية تقف أمام الصيغة النهائية، خصوصاً وأن الأميركان والغربيين عموماً لدغوا مرة من كوريا الشمالية التي أعطت الرئيس الأميركي السابق بل كلينتون نفس التعهدات بالنص الحرفي للاتفاق مع إيران، إلا أنه اتضح فيما بعد أنها خدعت المجتمع الدولي، وعمدت سراً إلى تفجير قنبلتها النووية الأولى بعد عشر سنوات من تقديم تعهداتها، فالأنظمة العقائدية والشمولية لا تلتفت كثيراً إلى سمعتها واتفاقياتها الدولية. ومع أننا نتمنى التوصل إلى صيغة نهائية تجنب منطقتنا حرباً جديدة، إلا أنه لا بد من أخذ…
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠١٥
سقطت بعض وسائل الإعلام العربية في «وَحْل» تفسير «عاصفة الحزم» التي اضطُرت لها دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، لإعادة الشرعية إلى اليمن، بعد أن تم اختطاف البلاد والحكومة من قِبل جماعة الحوثيين، الذين حوّلوا البلاد إلى غابة للسرقة والقتل وتعطيل مؤسسات الدولة، بل وملاحقة الرئيس الشرعي، ما حدا به للاستنجاد بدول مجلس التعاون، ومن ثم اللجوء إلى المملكة العربية السعودية مؤقتاً. وعدد الحوثيين وأنصارهم -الذين يتحالفون مع إيران- لا يتجاوز 20% من سكان اليمن البالغ عددهم 26,5 مليون نسمة مع نهاية 2014 وهم يتضاعفون كل 23 عاماً وتبلغ نسبة الشباب منهم نحو 34%، فهذا يطرح تحديات خطيرة حول ازدياد نسبة البطالة، ومحدودية فرص التعليم، وانتشار الأمية التي وصلت إلى 78%. كما أن معدَّل التحاق الأطفال بالمدارس بلغ 48% فقط! أي ما يعادل نحو نصف عدد أطفال اليمن! وإذا ما استمرت الفوضى وإغلاق المدارس واحتلالها وحرقها من قبل عصابات الحوثيين وأنصارهم، فإن كارثة اجتماعية وإنسانية ستحلُّ بهذا البلد، وملايين الشباب…
سعيد المظلومضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ،
حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد
بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية،
مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠١٥
«خير الناس أنفعهم للناس».. محمد صلى الله عليه وسلم. ■■ مليار ونصف المليار حول العالم يعيشون من دون كهرباء، ويدفعون أكثر من نصف مدخولهم الشهري لإنارة منازلهم. لهذا أطلق ليلك دياز مشروعه «Liter of Light» في عام 2011، مستهدفاً إنارة آلاف البيوت لمصلحة مليون إنسان في 54 دولة مع نهاية هذا العام، كل ذلك بواسطة علبة بيبسي كبيرة ومواد أولية بسيطة. ■■ سامي الغامدي شاب سعودي، بدأ قبل سنوات مشروعاً صغيراً بجهود فردية؛ لنقل ذوي الإعاقة مجاناً، اليوم حوّل سامي مشروعه الصغير إلى جمعية تطوعية سمّاها «إحساس للنقل التعاوني». ■■ أما مارك بوستوس، فيعتبر أشهر حلاق في نيويورك، ليس لأنه يصفف شعر المشاهير، بل لأنه خصص أيام إجازاته الأسبوعية للطواف في المدينة، وحلاقة شعر الفقراء والمشردين مجاناً! ■■ في فرنسا، قدم 63 عضواً في البرلمان مشروعَ قانون يجبر المتاجر على التبرع بالبضاعة، التي لم يتم بيعها بعد مرور فترة معينة قبل أن تتلف، خصوصاً الأطعمة، وقد تم تطبيق هذا القانون…
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠١٥
رفع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عمرو حمزاوي قبعته لساسة طهران في مقال له بعنوان «عن كفاءة الدولة الإيرانية»، وهو ليس أول مَن «يرى مِن الجمل أذنه»، فهناك صف من المثقفين يصفقون إعجاباً بسياسات الملالي، ولو من باب حثّ دولهم على اللعب بالطريقة الإيرانية! يقول حمزاوي إن إيران انتزعت الاعتراف بحقها النووي، وبوضعها كقوة إقليمية كبرى، وذلك عبر مؤسساتها المتماسكة، وحشدها الطاقات الداخلية لتحمل العقوبات، وتكثيفها العلاقات مع بعض الدول، وصنعها صورة عالمية إيجابية عنها، ومدّ نفوذها عبر الورقة المذهبية، وتسليح وتمويل حلفائها، وختم شهادة التقدير التي سطرها للدولة الإيرانية بقوله: «هذه هي الحقائق، فدعونا لا نتجاهلها إن أردنا الخروج من ظلامية واقعنا العربي المعاصر». ورغم أن حمزاوي أشار في نصف سطر إلى وجود انتهاكات للحقوق والحريات في إيران، وهو دأب كل المعجبين بـ«كفاءة» الدولة الإيرانية، ففي رأيي أن هذا هو مربط الفرس، وأن تلك الكفاءة تنبع أساساً من الضغط المتواصل على 80 مليون إيراني وتحميلهم أكلاف السياسات التي تبهر…
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠١٥
قبل فترة رددت ابنتي الصغيرة على مسامعي جملة: "دلعوني.. أدلعكم". سألتها من أين سمعت هذه العبارة. فأجابت أنها تعلمتها من معلمتها. إذ تندلع هذه الجملة من لسان معلمتها عندما تتلقى طلبا من طالباتها الصغيرات؛ لإعادة ترديد أنشودة أو تشغيل فيلم رسوم متحركة لهن. وواصلت التحقيق مع ابنتي عبر سؤال آخر عن ماهية "التدليع" الذي تبتغيه معلمتها حينما تكرر عبارتها سالفة الذكر. فردت علي طفلتي شارحة بأن (أبلتها) تعني "بتدليعها" الاستماع إلى توجيهاتها عبر حل الواجبات والتفاعل معها في الفصل والابتسامة في وجهها. فكلما أكرمها طالباتها بجديتهن وبشاشتهن، كلما دلعتهن بتلبية رغباتهن البريئة. إن العبارة القصيرة الصغيرة التي تلوح بها هذه المعلمة لا تنسحب على طالباتها فحسب، بل على كل العالم. فإذا أردنا من رؤسائنا ومرؤوسينا في العمل أن يدلعونا علينا أن ندلعهم. إذا رفعنا سقف مطالبنا تجاه أحبتنا يجب علينا أن نقوم بمبادرات أكثر جاذبية وسخاء نحوهم. قبل أن نطلب من الآخرين مزيدا من الاهتمام والتقدير والوقت ينبغي أن نقدم…
الخميس ١٦ أبريل ٢٠١٥
كنت أستمع إلى شكاوى الناس من شركات ومكاتب الاستقدام، فأستغرب هضم حقوقهم وتلاعبها بالأسعار والمواعيد، حتى وقفت كشاهد عيان لأكتشف أن السر يكمن في محاباة وزارة العمل لها على حساب المواطن! قدّر الله علي وتقدمت منتصف رمضان الماضي لمكتب استقدام أطلب عاملة منزلية، فحدد وصولها خلال ثلاثة أشهر، وفي حال تجاوزها يتعهد المكتب بدفع غرامة مالية للعميل وفق "تاسعا" من العقد المبرم، ما لم يكن هناك مبرر خطي للتأخير صادر عن الجهة الرسمية في حكومة المملكة أو حكومة البلد الآخر. مرت الأشهر الثلاثة، ومثلها أخرى، ولم أر سوى المماطلة. في كل مرة كنت أُستقبل بـ"انتظر لست وحدك"، حتى فاض الكيل بعد مضي تسعة أشهر، فلم أجد بدا من التقدم بشكوى إلى وزارة العمل، وليتني لم أفعل! حضرت ومندوب المكتب إلى فرع وزارة العمل، فأوضح أنه بعد تقديم طلبي بأربعة أشهر أوقف الاستقدام من تلك الدولة، معترفا بخطأ المكتب في تأخره بالاستقدام، لكنه برره بكثرة الطلبات! طلبت المبرر الرسمي للتأخير حسبما…
الخميس ١٦ أبريل ٢٠١٥
لم تطلب دول الخليج من باكستان قوات «مرتزقة» لتقاتل معها في «عاصفة الحزم»، وهي تدرك تماماً أن الجيش الباكستاني ليس للإيجار، كما هي مواقف بعض السياسيين هناك، لذلك لم تطلب أبداً استئجار جيش، أو مشاركة قوات باكستانية في حربها ضد الحوثيين، وكل ما أرادته دول المجلس من باكستان هو تأييد سياسي للتحالف الموجه ضد التهديد الإيراني الذي يواجهها من بوابة اليمن، وكان يكفيها فقط تأييد باكستان للتحالف، والانضمام رمزياً ولو بسيارة إسعاف واحدة تحمل العلم الباكستاني! «عاصفة الحزم» اتضح أنها اختبار حقيقي لصداقة باكستان الحقيقية، وهي مؤشر لمدى التعويل على صلابة وقوة دورها كحليف استراتيجي لدول الخليج، ويبدو أن دول الخليج لم تكن موفقة كثيراً في التعويل على هذه الدولة، في حفظ التوازنات الإقليمية! استثمرت دول الخليج كثيراً في تقوية الروابط والعلاقات مع باكستان، ومنذ استقلالها، وقدمت إليها أنواع الدعم السياسي والاقتصادي والإغاثي كافة، وفتحت أبوابها لرجال الأعمال، والعمالة، وأصحاب المهارات، وبأعداد كبيرة جداً، متحملةً تبعات وكلفة هذه الأعداد، والإمارات…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الخميس ١٦ أبريل ٢٠١٥
قائمة طويلة من المسوغات، ساقتها جائزة الشيخ زايد للكتاب لتسمية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، شخصية العام الثقافية للدورة التاسعة، منوهة بأن سموه شخصية فاعلة وواسعة التأثير، ليس على مستوى الإمارات وحدها، بل على المستويين الإقليمي والدولي، ومرجعة ذلك إلى الرؤية الفريدة التي يمتلكها سموه، وما حققه من إنجازات كبرى على شتى الصعد. وأسندت اختيارها هذا إلى إنجازات سموه الكبيرة التي وضعتها في أطر، منها الإجابة عن تحديات الواقع الراهن، ودور الشباب، وعلى المستوى المعرفي، والأبعاد المجتمعية والإنسانية والإبداعية والمستقبلية. وهي مسوغات جديرة بأن تجعل من هذا الاختيار قراراً صائباً بكل المقاييس، وهو ما فعلته الجائزة بمجلس أمنائها وهيئتها العلمية التي اختارت سموه. لكن المسوغ الأكبر الذي يجعل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشخصية الأجدر بهذه الجائزة، هو أنه يمثل قيادة استثنائية كسرت كل القوالب التي اعتاد الناس أن يروا فيها القادة والرؤساء، حتى أولئك…