السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥
الصحة والعافية من نعم الله علينا التي لا تحصى، فأنْ تمتلك جسما معافى من الأمراض، فكأنك ملكت الدنيا كلها، كما قال الرسول الكريم: "من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا". ولكن المؤمن مبتلى، ومن ضمن الابتلاءات إصابته ببعض الأمراض، ومن ضمنها مرض الوباء الكبدي "أجارنا الله وإياكم"، وكتب الشفاء لمن أصيب به. هناك حوالى ٧٠٠ ألف مصاب بمرض الكبد، وهو رقم مخيف، وكما تعلمون خطورة هذا الفيروس الذي يصيب الكبد وأضراره، ولن أتحدث عن طرق الوقاية والحماية، فأغلبكم قرأ وسمع عنه، ولكن من منطلق توجهي وحبي للأعمال التطوعية، قررت تسليط الضوء على جمعية تعمل في صمت، وتأثيرها واضح جدا في مجالها. هي جمعية "كبدك". فهذه الجمعية من باب شعورها بالمسؤولية وتقديم الخير والعون ومساندة المصابين بالوباء الكبدي، تقدم أعمالا جليلة رائعة، أذهلتني كثيرا وشجعتني كي أتعمق في هذه الجمعية، وأساندها وأخدمها، فهي نموذج رائع يقتدى به. الجمعية في بريدة، وأفعالها وأنشطتها…
السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥
صار حقيقة، وأمرا واقعا علينا التعامل معه. وحتى قبل أن تظهر علينا تفاصيل الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، نعرف أننا مقبلون على تغيير تاريخي مهم، السؤال: في أي اتجاه سيأخذ إيران ويأخذنا معه؟ وستأخذ مني قراءة الحدث وتحليله، وقتا وبضع مقالات، لأنه يمس زوايا متعددة، يصعب إيجازها. هناك تبعاته على إيران نفسها من الداخل، وعلى المنطقة مثل البحرين والعراق ولبنان وسوريا واليمن، وتوازنه مع القوى الإقليمية كالسعودية ومصر، واحتمالات أن يشعل سباق تسلح تقليدي أكبر، وربما نووي، وقياس تأثيراته على العلاقة العربية مع الغرب، وما إذا كان سيزيد غليان الصراع الطائفي. بلا شك، ندرك أننا أمام تغيير دراماتيكي، وباب القفص، الذي كانت مسجونة فيه إيران دوليا، على وشك أن يفتح. إنما لا نستطيع أن نجزم في أي اتجاه ستسير إيران الطليقة ونحن الذين كنا نشتكي منها عندما كانت مقيدة! طبعا، من الخطأ بناء السياسات فقط على الافتراضات وتحليلها كحقائق ثابتة؛ فالاتفاق قد يكون انتصارا للنظام على منافسيه في الداخل…
السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥
توافقت معظم الأطياف السياسية في اليمن عدا الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي صالح، على أهمية مواجهة التغول الحوثي وأشياعهم من الإيرانيين. وهكذا جاءت “عاصفة الحزم” استجابة لمطالب رئيس وحكومة اليمن. لقد حظي هذا التحالف بدعم وتأييد من المجتمع الدولي، ولاقى تأييدا من معظم شرائح الطيف اليمني، وقد كان آخر المؤيدين، بعد تلكؤ، حزب الإصلاح اليمني هناك. وهكذا أصبح الحوثيون المدعومون من إيران يخوضون معركة مستحيلة وعبثية ضد أحلام شعب يتطلع إلى تحقيق خيارات أفضل في التنمية والرفاه، بعد سنوات من الانتظار لهذا الحلم. لقد كانت اليمن تتجه إلى مسار فوضوي، يهدد مضيق باب المندب، الذي يعد شريانا مهما للتجارة العالمية. كما أنه يمثل تهديدا لشعوب الخليج العربي والجزيرة العربية كافة. ومن اللافت أن كثيرا من الأصوات التي كانت تطالب بالوقوف في وجه الطموحات الصفوية في المنطقة، ويشككون بأن ثمة خطوة إيجابية يمكن أن تتم في هذا المجال، تغيرت لهجتهم. فعادوا إلى المربع الأول لمعارضة كل فعل، حتى لو كان بالمصادفة…
السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥
تعتبر عاصفة الحزم التي تشن من خلالها مجموعة من الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية مسنودة بدول مجلس التعاون الخليجي، حملة عسكرية جوية بهدف القضاء على التمرد "الحوثي" ضد السلطة الشرعية في اليمن ضرورة قصوى، فالأهداف الأساسية لهذه الحملة أبعد من مجرد القضاء على التمرد "الحوثي" وحده، أهمها توجيه رسالة مباشرة وصريحة إلى إيران بعدم المساس بأمن دول العالم العربي بشكل عام ودول مجلس التعاون بشكل خاص، وعدم التدخل في شؤونها بأي شكل، فهذه المسائل خطوط حمراء جداً يجب على إيران عدم الاقتراب منها، وإلا فإن ردود الأفعال ستكون حازمة جداً بصورة ربما أن من يجلسون على كراسي السلطة في إيران لا يتخيلون بأنها قد تحدث. لكن ما يجري الآن هو الحقيقة الواضحة التي تتطلبها أوضاع المنطقة وأن يفهمها الجميع، خاصة إيران بأطماعها ونواياها التوسعية الحاصلة. ويضاف إلى ذلك أن دخول دول لمجلس في عمليات "عاصفة الحزم" يعزز اعتقادها بأن تدخلها المباشر عسكرياً في اليمن بعد أن استهان "الحوثيون" ومن…
السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥
من المسؤول عن ملف السياسة الخارجية الإيرانية؟ طرح السؤال عبر السنين من قبل أطراف عديدة كان عليها التعامل مع الجمهورية الإسلامية، غير أنه لم يتوصل إلى اتفاق للآراء حول إجابة محددة وشافية. كما ظل السؤال مطروحا باستمرار، وبكياسة، خلال ماراثون المحادثات الأخيرة والمطولة حول البرنامج النووي الإيراني، حيث كان لزاما على دول مجموعة «5+1» انتظار انسحاب نظيرهم من الجانب الإيراني من مختلف الجلسات لأجل تأدية الصلاة، كما يبدو، ولكنه في حقيقة الأمر كان يجري اتصالات هاتفية مع طهران طلبا للتعليمات. كان من الواضح أنه يتحتم عليه، حتى في ما يتعلق بالمسائل البسيطة، أن يتلقى بشأنها تفويضا من السلطات مجهولة الهوية في إيران. تحول الأمر برمته إلى حالة شديدة الغرابة حينما أصر الرئيس الإيراني حسن روحاني على وجود شقيقه فريدون وأن يبقى تحت تصرفه، وربما لأن وزير الخارجية ذاته يرجع إلى شخصية أخرى في قراراته. كان أحد الأعضاء الآخرين من الفريق الإيراني، الذي كان يهاتف طهران بشكل مستقل، هو نائب وزير…
الجمعة ٠٣ أبريل ٢٠١٥
دائما ما يفاخر الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بأن حكم اليمن أشبه بالرقص على رؤوس الأفاعي. يتبجّح صالح بأنه بارع في هذه اللعبة، ووحدها تؤمن القدرة اللازمة لمن هو في مكانه، هكذا كانت معادلة الرئيس (المنتخب) في جمهورية (ديمقراطية) لثلاثة وثلاثين عاماً. الرئيس الذي قال إنه لا لتصفير العداد، في إشارة إلى عدم ترشحه لولاية جديدة، دفع بمواليه في البرلمان إلى ترشيحه رئيساً مدى الحياة، وكان يفترض أن يستمر العداد ولا يتم تصفيره، وأن يبقى صالح ملكاً على اليمن مدى الحياة، قبل أن يخلع الشعب اليمني رئيساً بقي جاثماً على صدورهم. صالح ناور كثيراً، واستغل حكمه لتصفية خصومه، وكذلك الغدر بأصدقائه، لكن من يغدر بالشعب اليمني لا يستغرب منه فعلها مع العالم أجمع. الرئيس المخلوع لم يتحالف مع الشيطان فحسب، بل تحالف مع خصمه الذي خاض معه ست حروب، ثم ما لبث أن فاجأ الجميع: لتذهب بلادي إلى الجحيم، العودة للسلطة غايتي مهما انحطت الوسيلة. فها هو يتحالف ويحارب…
الجمعة ٠٣ أبريل ٢٠١٥
«من المؤسف أن تضيع أعمارنا في أوهام».. بدأ الطالب تقديم عرض مثر، اجتهد في إعداده باستخدام تقنية حديثة أدت إلى رضاه الداخلي، حتى صُدم بالتقييم اللاذع من المعلم الذي أدى لشعوره بعواصف داخلية، رغم صمته في لحظة انكسار ويأس، فهو الطالب المتميز والمتفوق دائماً. هناك العديد من المعلمين المتميزين الذين لديهم دور كبير في نجاحات الطلاب المتلاحقة، بحسن الأسلوب والتشجيع الدائم. فالمعلم صاحب رسالة لن تتغير على مر العصور. بعكس المعلم الذي يتعامل مع الطلاب بقسوة وصرامة زائدة، فيجعل الطالب غير متقبل للمادة، فيؤدي ذلك إلى تدني مستواه الدراسي. ولكن إذا طبق الطالب بعض الأمثلة الناجحة لأشخاص كانت لهم مسيرة كفاح ملحوظة في تحقيق النجاح، فستتحول تجربته المريرة من أتراح إلى أفراح. تدور عقارب الساعة ويلتحق الطالب بسوق العمل متوقعاً التألق في وظيفته، فيفاجأ بالعثرات اللا متوقعة، فبعض المسؤولين والزملاء يربطون جهلهم للتطورات الحديثة وتألق المبدعين، بعدم كفاءتهم واستيفائهم الشروط المطلوبة، فقط لأنهم غير قادرين على استيعاب هذا الإبداع في…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
كان طفلاً جميلاً في إحدى الفعاليات المدرسية التي كانت تقام بمناسبة ما، جيء به ليعتلي المنصة ويرتل بضع آيات من الذكر الحكيم. الحق أنني وصاحبي ذهلنا من طريقته الجميلة في الإلقاء، وسماحة وجهه، وإتقان المخارج الذي لا يتناسب مع صغر سنه، انتهت الفقرة والكثيرون يدعون له، ودعا صاحبي له من قلبه: الله يحفظه ويبعده عن الجهاد والمجاهدين! كان صديقي صادقاً في محبته ودعائه من القلب، لكن يبدو أنه شاهد آثار الصدمة على وجهي، فأوضح موقفه: أنت تعرف أنني لا أقصد أن يبتعد عن جهاد المال، كوموون! لايزال وجهي بلاستيكياً، ولا أستطيع التخلص من تعبير القرف، وصديقي يكرر: هيا أيها الأحمق، هل قال لك أحدهم إنني أراك جميلاً، ومستعد لـ«البحلقة» في وجهك أكثر من هذا؟! أنت تعلم أنني أقصد أن يبعده الله عن الإرهاب! أعلم! لكنك استخدمت مصطلحاً يخصنا نحن، لا الإرهابيين، غداً ستدعو له بالبعد عن الصلاة والحج والزكاة! يجيبني وهو يشير إلى البطاقة التي تحمل صورتي، وأنا أنظر برومانسية…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
كنت في حوار مع رئيس تحرير «الشرق الأوسط» الأسبق طارق الحميد، حول إحدى مقالاته، كما أفعل عادة مع الزملاء العرب. سألته: لماذا لم تضف في مقالك «كذا وكذا»؟ فقال: لم أنسَ، ولكنني «دائمًا أحتفظ برصاصة في جيبي»! وهي كناية عن أنه يدخر بعضا من الحجج ليستخدمها لاحقا ضد من يهاجمونه. وهذه المقولة ذكرتني بأمور كثيرة نمارسها في حياتنا تندرج تحت المفهوم نفسه. ففي الإقناع مثلا يفضّل دائمًا أن يحتفظ المرء بحجة دامغة ليفاجئ بها خصمه في نهاية الحوار. فكما أن الحرب خدعة كذلك الحوار والإقناع. وليس من الحكمة أن «تحرق» كل أوراقك، فلا بد من شيء تدخره مثل الوقود الاحتياطي في الطائرة الحربية والسيارات الحديثة. وكذلك يفعل المتسابقون في حلبات السباق ومضمار الجري يبقي المتفوق منهم شيئا من طاقته للحظة الأخيرة ليباغت الجميع. والمتابع للأفلام الوثائقية المهنية يجدها تختم فقراتها بعبارة بالصميم لترسخ في الذهن، وهي الطلقة الأخيرة التي يبقى صداها عالقا في الأذهان. الحال ينطبق على البرامج التلفزيونية، ففي…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
يبلغ معدل الريتويت (إعادة نشر التغريدة) للتغريدات الخاصة بحساب خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في موقع التدوين المصغر “تويتر” نحو 129 ألف “ريتويت” للتغريدة الواحدة منذ أن أصبح ملكا.. ويعد الأعلى عالميا. ووصل عدد “ريتويت” إحدى تغريداته التي نشرت في 30 كانون الثاني (يناير) 2015 (الساعة 12:21 بعد منتصف الليل) نحو 355 ألف “ريتويت”؛ (دخلت من ضمن أكثر عشر تغريدات “ريتويت” تاريخيا)، والحساب يتابعه نحو 2.5 مليون متابع، بينما أكثر تغريدة تمت إعادة نشرها “ريتويت” للرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت نحو 500 ألف قبل سنوات عدة، عندما كان يملك نحو 16 مليون متابع؛ ما يعكس أن أرقام “الريتويت” والتفاعل لخادم الحرمين الشريفين قد تنفرد في المستقبل بالصدارة. وهذه الأرقام تعطي دلالة على الشعبية التي يحظى بها الملك في أوساط شعوب الوطن العربي والاختيار الموفق لمضمون التغريدة. فها هو خادم الحرمين يقترب من الوصول إلى الرقم غير المسبوق الذي حققه أوباما رغم الفارق الكبير بينهما في عدد المتابعين بسبب…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
يأتي الكم الهائل من البيانات الاقتصادية الصادرة خلال الأسبوع الحالي في الولايات المتحدة (والبيانات الأقل الصادرة في الصين ومنطقة اليورو) في لحظة خاصة مناسبة. وتنتشر الآراء الخاصة بالفرص المتاحة أمام الاقتصاد الأميركي على نطاق واسع. وهناك تباين كبير في التقييمات الخاصة بتأثير احتمال زيادة مصرف الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة خلال العام الحالي. كذلك هناك اختلاف أكبر في الآراء بشأن بما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تساعد في انتشال باقي العالم من التراجع أم أنها ستنجر إليه. وكان هذا التنوع في الآراء نتيجة العوامل المحلية والعالمية. وعبر الجدل حدود الزمن والجغرافيا. في الولايات المتحدة، لم يتفق خبراء الاقتصاد بعد على الحد الذي يمكن أن ينجح فيه التعافي المستمر للاقتصاد في التصدي للرياح المناوئة الداخلية التي يشير إليها من يشعرون بالقلق من حدوث ركود للاقتصاد القائم على السوق. ولم يقدم سوى عدد قليل حلا حاسما لمشكلة الأجور التي تتمثل في الفجوة الهائلة بين توافر الوظائف والدخل المنخفض. ويبدو أنه لا يوجد تناسب…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
تحتاج إيران الآن أكثر من أي وقت مضى، الى الواقعية والبراغماتية في التعامل مع عملية «عاصفة الحزم». فالأمر لا يتعلّق باعتداء على أرض إيرانية، ولا بتدخّل خارجي في شؤون الجمهورية الإسلامية، ولا بظلم يلحق بفئة اجتماعية يمنية فاستجارت بطهران لتعينها على نيل حقوقها، بل أصبح واضحاً على ألسنة العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين، أن هناك خطة هيمنة لمدّ نفوذ إيران وصولاً الى مواقع استراتيجية، مثل باب المندب والبحر المتوسط، لا تعنيها مباشرةً ولا تعني أمنها، إلا إذا كانت فعلاً دخلت نفسياً وهذيانياً في مزاج «إمبرطوري» وفي «عقل» مثل هذه الإمبراطورية التي حرصت على نفيها لكنها فشلت. وتحتاج إيران الآن خصوصاً الى التواضع، بعدما صعد بخار التعالي الى رأسها بفعل غطرسة القوة التي تتمظهر بها في المنطقة العربية، من دون أن يعترضها سوى حراكات سياسية سلمية واجهتها في لبنان باغتيالات سياسية واجتياح للعاصمة بيروت وبالترهيب لإسقاط الحكومة. وفي العراق بشحذ التطرّف المذهبي لرئيس حكومة هو حالياً بمثابة «نائب المرشد» والقائد السياسي…