السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥
تعتبر عاصفة الحزم التي تشن من خلالها مجموعة من الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية مسنودة بدول مجلس التعاون الخليجي، حملة عسكرية جوية بهدف القضاء على التمرد "الحوثي" ضد السلطة الشرعية في اليمن ضرورة قصوى، فالأهداف الأساسية لهذه الحملة أبعد من مجرد القضاء على التمرد "الحوثي" وحده، أهمها توجيه رسالة مباشرة وصريحة إلى إيران بعدم المساس بأمن دول العالم العربي بشكل عام ودول مجلس التعاون بشكل خاص، وعدم التدخل في شؤونها بأي شكل، فهذه المسائل خطوط حمراء جداً يجب على إيران عدم الاقتراب منها، وإلا فإن ردود الأفعال ستكون حازمة جداً بصورة ربما أن من يجلسون على كراسي السلطة في إيران لا يتخيلون بأنها قد تحدث. لكن ما يجري الآن هو الحقيقة الواضحة التي تتطلبها أوضاع المنطقة وأن يفهمها الجميع، خاصة إيران بأطماعها ونواياها التوسعية الحاصلة. ويضاف إلى ذلك أن دخول دول لمجلس في عمليات "عاصفة الحزم" يعزز اعتقادها بأن تدخلها المباشر عسكرياً في اليمن بعد أن استهان "الحوثيون" ومن…
السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥
من المسؤول عن ملف السياسة الخارجية الإيرانية؟ طرح السؤال عبر السنين من قبل أطراف عديدة كان عليها التعامل مع الجمهورية الإسلامية، غير أنه لم يتوصل إلى اتفاق للآراء حول إجابة محددة وشافية. كما ظل السؤال مطروحا باستمرار، وبكياسة، خلال ماراثون المحادثات الأخيرة والمطولة حول البرنامج النووي الإيراني، حيث كان لزاما على دول مجموعة «5+1» انتظار انسحاب نظيرهم من الجانب الإيراني من مختلف الجلسات لأجل تأدية الصلاة، كما يبدو، ولكنه في حقيقة الأمر كان يجري اتصالات هاتفية مع طهران طلبا للتعليمات. كان من الواضح أنه يتحتم عليه، حتى في ما يتعلق بالمسائل البسيطة، أن يتلقى بشأنها تفويضا من السلطات مجهولة الهوية في إيران. تحول الأمر برمته إلى حالة شديدة الغرابة حينما أصر الرئيس الإيراني حسن روحاني على وجود شقيقه فريدون وأن يبقى تحت تصرفه، وربما لأن وزير الخارجية ذاته يرجع إلى شخصية أخرى في قراراته. كان أحد الأعضاء الآخرين من الفريق الإيراني، الذي كان يهاتف طهران بشكل مستقل، هو نائب وزير…
الجمعة ٠٣ أبريل ٢٠١٥
دائما ما يفاخر الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بأن حكم اليمن أشبه بالرقص على رؤوس الأفاعي. يتبجّح صالح بأنه بارع في هذه اللعبة، ووحدها تؤمن القدرة اللازمة لمن هو في مكانه، هكذا كانت معادلة الرئيس (المنتخب) في جمهورية (ديمقراطية) لثلاثة وثلاثين عاماً. الرئيس الذي قال إنه لا لتصفير العداد، في إشارة إلى عدم ترشحه لولاية جديدة، دفع بمواليه في البرلمان إلى ترشيحه رئيساً مدى الحياة، وكان يفترض أن يستمر العداد ولا يتم تصفيره، وأن يبقى صالح ملكاً على اليمن مدى الحياة، قبل أن يخلع الشعب اليمني رئيساً بقي جاثماً على صدورهم. صالح ناور كثيراً، واستغل حكمه لتصفية خصومه، وكذلك الغدر بأصدقائه، لكن من يغدر بالشعب اليمني لا يستغرب منه فعلها مع العالم أجمع. الرئيس المخلوع لم يتحالف مع الشيطان فحسب، بل تحالف مع خصمه الذي خاض معه ست حروب، ثم ما لبث أن فاجأ الجميع: لتذهب بلادي إلى الجحيم، العودة للسلطة غايتي مهما انحطت الوسيلة. فها هو يتحالف ويحارب…
الجمعة ٠٣ أبريل ٢٠١٥
«من المؤسف أن تضيع أعمارنا في أوهام».. بدأ الطالب تقديم عرض مثر، اجتهد في إعداده باستخدام تقنية حديثة أدت إلى رضاه الداخلي، حتى صُدم بالتقييم اللاذع من المعلم الذي أدى لشعوره بعواصف داخلية، رغم صمته في لحظة انكسار ويأس، فهو الطالب المتميز والمتفوق دائماً. هناك العديد من المعلمين المتميزين الذين لديهم دور كبير في نجاحات الطلاب المتلاحقة، بحسن الأسلوب والتشجيع الدائم. فالمعلم صاحب رسالة لن تتغير على مر العصور. بعكس المعلم الذي يتعامل مع الطلاب بقسوة وصرامة زائدة، فيجعل الطالب غير متقبل للمادة، فيؤدي ذلك إلى تدني مستواه الدراسي. ولكن إذا طبق الطالب بعض الأمثلة الناجحة لأشخاص كانت لهم مسيرة كفاح ملحوظة في تحقيق النجاح، فستتحول تجربته المريرة من أتراح إلى أفراح. تدور عقارب الساعة ويلتحق الطالب بسوق العمل متوقعاً التألق في وظيفته، فيفاجأ بالعثرات اللا متوقعة، فبعض المسؤولين والزملاء يربطون جهلهم للتطورات الحديثة وتألق المبدعين، بعدم كفاءتهم واستيفائهم الشروط المطلوبة، فقط لأنهم غير قادرين على استيعاب هذا الإبداع في…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
كان طفلاً جميلاً في إحدى الفعاليات المدرسية التي كانت تقام بمناسبة ما، جيء به ليعتلي المنصة ويرتل بضع آيات من الذكر الحكيم. الحق أنني وصاحبي ذهلنا من طريقته الجميلة في الإلقاء، وسماحة وجهه، وإتقان المخارج الذي لا يتناسب مع صغر سنه، انتهت الفقرة والكثيرون يدعون له، ودعا صاحبي له من قلبه: الله يحفظه ويبعده عن الجهاد والمجاهدين! كان صديقي صادقاً في محبته ودعائه من القلب، لكن يبدو أنه شاهد آثار الصدمة على وجهي، فأوضح موقفه: أنت تعرف أنني لا أقصد أن يبتعد عن جهاد المال، كوموون! لايزال وجهي بلاستيكياً، ولا أستطيع التخلص من تعبير القرف، وصديقي يكرر: هيا أيها الأحمق، هل قال لك أحدهم إنني أراك جميلاً، ومستعد لـ«البحلقة» في وجهك أكثر من هذا؟! أنت تعلم أنني أقصد أن يبعده الله عن الإرهاب! أعلم! لكنك استخدمت مصطلحاً يخصنا نحن، لا الإرهابيين، غداً ستدعو له بالبعد عن الصلاة والحج والزكاة! يجيبني وهو يشير إلى البطاقة التي تحمل صورتي، وأنا أنظر برومانسية…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
كنت في حوار مع رئيس تحرير «الشرق الأوسط» الأسبق طارق الحميد، حول إحدى مقالاته، كما أفعل عادة مع الزملاء العرب. سألته: لماذا لم تضف في مقالك «كذا وكذا»؟ فقال: لم أنسَ، ولكنني «دائمًا أحتفظ برصاصة في جيبي»! وهي كناية عن أنه يدخر بعضا من الحجج ليستخدمها لاحقا ضد من يهاجمونه. وهذه المقولة ذكرتني بأمور كثيرة نمارسها في حياتنا تندرج تحت المفهوم نفسه. ففي الإقناع مثلا يفضّل دائمًا أن يحتفظ المرء بحجة دامغة ليفاجئ بها خصمه في نهاية الحوار. فكما أن الحرب خدعة كذلك الحوار والإقناع. وليس من الحكمة أن «تحرق» كل أوراقك، فلا بد من شيء تدخره مثل الوقود الاحتياطي في الطائرة الحربية والسيارات الحديثة. وكذلك يفعل المتسابقون في حلبات السباق ومضمار الجري يبقي المتفوق منهم شيئا من طاقته للحظة الأخيرة ليباغت الجميع. والمتابع للأفلام الوثائقية المهنية يجدها تختم فقراتها بعبارة بالصميم لترسخ في الذهن، وهي الطلقة الأخيرة التي يبقى صداها عالقا في الأذهان. الحال ينطبق على البرامج التلفزيونية، ففي…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
يبلغ معدل الريتويت (إعادة نشر التغريدة) للتغريدات الخاصة بحساب خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في موقع التدوين المصغر “تويتر” نحو 129 ألف “ريتويت” للتغريدة الواحدة منذ أن أصبح ملكا.. ويعد الأعلى عالميا. ووصل عدد “ريتويت” إحدى تغريداته التي نشرت في 30 كانون الثاني (يناير) 2015 (الساعة 12:21 بعد منتصف الليل) نحو 355 ألف “ريتويت”؛ (دخلت من ضمن أكثر عشر تغريدات “ريتويت” تاريخيا)، والحساب يتابعه نحو 2.5 مليون متابع، بينما أكثر تغريدة تمت إعادة نشرها “ريتويت” للرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت نحو 500 ألف قبل سنوات عدة، عندما كان يملك نحو 16 مليون متابع؛ ما يعكس أن أرقام “الريتويت” والتفاعل لخادم الحرمين الشريفين قد تنفرد في المستقبل بالصدارة. وهذه الأرقام تعطي دلالة على الشعبية التي يحظى بها الملك في أوساط شعوب الوطن العربي والاختيار الموفق لمضمون التغريدة. فها هو خادم الحرمين يقترب من الوصول إلى الرقم غير المسبوق الذي حققه أوباما رغم الفارق الكبير بينهما في عدد المتابعين بسبب…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
يأتي الكم الهائل من البيانات الاقتصادية الصادرة خلال الأسبوع الحالي في الولايات المتحدة (والبيانات الأقل الصادرة في الصين ومنطقة اليورو) في لحظة خاصة مناسبة. وتنتشر الآراء الخاصة بالفرص المتاحة أمام الاقتصاد الأميركي على نطاق واسع. وهناك تباين كبير في التقييمات الخاصة بتأثير احتمال زيادة مصرف الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة خلال العام الحالي. كذلك هناك اختلاف أكبر في الآراء بشأن بما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تساعد في انتشال باقي العالم من التراجع أم أنها ستنجر إليه. وكان هذا التنوع في الآراء نتيجة العوامل المحلية والعالمية. وعبر الجدل حدود الزمن والجغرافيا. في الولايات المتحدة، لم يتفق خبراء الاقتصاد بعد على الحد الذي يمكن أن ينجح فيه التعافي المستمر للاقتصاد في التصدي للرياح المناوئة الداخلية التي يشير إليها من يشعرون بالقلق من حدوث ركود للاقتصاد القائم على السوق. ولم يقدم سوى عدد قليل حلا حاسما لمشكلة الأجور التي تتمثل في الفجوة الهائلة بين توافر الوظائف والدخل المنخفض. ويبدو أنه لا يوجد تناسب…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
تحتاج إيران الآن أكثر من أي وقت مضى، الى الواقعية والبراغماتية في التعامل مع عملية «عاصفة الحزم». فالأمر لا يتعلّق باعتداء على أرض إيرانية، ولا بتدخّل خارجي في شؤون الجمهورية الإسلامية، ولا بظلم يلحق بفئة اجتماعية يمنية فاستجارت بطهران لتعينها على نيل حقوقها، بل أصبح واضحاً على ألسنة العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين، أن هناك خطة هيمنة لمدّ نفوذ إيران وصولاً الى مواقع استراتيجية، مثل باب المندب والبحر المتوسط، لا تعنيها مباشرةً ولا تعني أمنها، إلا إذا كانت فعلاً دخلت نفسياً وهذيانياً في مزاج «إمبرطوري» وفي «عقل» مثل هذه الإمبراطورية التي حرصت على نفيها لكنها فشلت. وتحتاج إيران الآن خصوصاً الى التواضع، بعدما صعد بخار التعالي الى رأسها بفعل غطرسة القوة التي تتمظهر بها في المنطقة العربية، من دون أن يعترضها سوى حراكات سياسية سلمية واجهتها في لبنان باغتيالات سياسية واجتياح للعاصمة بيروت وبالترهيب لإسقاط الحكومة. وفي العراق بشحذ التطرّف المذهبي لرئيس حكومة هو حالياً بمثابة «نائب المرشد» والقائد السياسي…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
بدأت عملية «عاصفة الحزم» الهادفة لإعادة الشرعية في اليمن المخطوف فجر يوم الخميس 26/3/2015، حيث قادت المملكة العربية السعودية تحالفاً من عشر دول، بإغارة 185 طائرة، بينما تعهدت الولايات المتحدة بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للعمليات العسكرية. ونتج عن العمليات الأولى تدمير القصر الرئاسي ومقر المكتب السياسي للحوثيين وعدة مطارات، إضافة لعدة قواعد عسكرية، منها قاعدة «العند» الجوية، ومواقع للحوثيين في لحج والضالع. وتعد هذه العاصفة الأولى من نوعها بعد «عاصفة الصحراء» التي استهدفت إخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991، حيث توافقت عدة دول عربية على الحسم العسكري، بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية متمثلة في الرئيس هادي منصور. واعتبر مغردون بالملايين أن هذه العملية شكلت «وحدة» عربية في مواجهة التمدد الإيراني، وقال بعضهم: على العرب ألا يعتمدوا على أميركا في كل شيء، وحثوا تركيا على أخذ مبادرة مماثلة حيال سوريا. لقد تأخرت «عاصفة الحزم» قليلاً لأن الدول الخليجية أرادت إعطاء المجال للحوثيين لدراسة الحلول المقترحة، لكنهم رفضوا كل الحلول وانقلبوا…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
لكل عمل سياسي أو عسكري تداعيات اقتصادية لا تقل أهمية إنْ لم تكن أكثرها أهمية لاستمرارية تأثيراتها لسنوات طويلة بعد انتهاء العمليات العسكرية، إذ تندرج حملة التحالف العربي في اليمن ضمن هذا المفهوم، والذي يتوقع أن يخلق واقعاً أكثر توازناً واستقراراً لمنطقة الخليج العربي. لقد شهد اليمن على مدى العقود الماضية تدفق استثمارات أجنبية مهمة، وبالأخص من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث ساهمت هذه الاستثمارات في إقامة العديد من المشاريع وتوظيف الآلاف من الأيدي العاملة اليمنية، إذ يأتي سد مأرب الذي أمر ببناءه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شاهداً حياً على أهمية المشاريع التي أقامتها دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت وبقية دول المجلس. وتشكل استثمارات دول مجلس التعاون أكثر من 90% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في اليمن وبمبلغ يتجاوز 7 مليارات دولار، حيث وجهت هذه الاستثمارات لعملية البناء والتنمية، وبالأخص في إقامة مرافق البنى الأساسية اللازمة لنمو الاقتصاد اليمني. مؤخراً دخلت إيران على خط تدفق…
محمد فاضل العبيدليعمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
سواء تعلق الامر بحرق السجناء أحياء أو حز رؤوس المدنيين العزل بدم بارد او رجم فتاة متهمة بالزنا او قتل شاب متهم باللواط، فان كلمة السر في المنطقة باسرها هي "الوحشية"، فلا يمر اسبوع دون ان نحظى باستعراضات دموية لتنظيم "داعش". لقد قيل الكثير عن "إدارة التوحش"، لكن هذه المبالغة في الوحشية تدفع المرء للتساؤل عن السر وراء القدر المبالغ فيه من التباهي في ممارسة هذه الوحشية. ثمة حقيقة بغيضة تخيم في سماء هذه المنطقة هي ان وحشاً كبيراً يمد اطرافه في جميع بلدانها. وبالمقياس الجيوسياسي، فإن هذا الوحش يتمدد بين قارتين: غرب آسيا حيث معاقله القوية في العراق وسوريا مع درجات متفاوتة من التعاطف الخفي في الدول المجاورة وفي شمال افريقيا، في شبه جزيرة سيناء وليبيا وتونس مؤخرا دون ان ننسى معتوهي "بوكو حرام" في نيجيريا بغرب افريقيا الذين اعلنوا مبايعة زعيم "داعش". لكن السؤال مازال يلح بقوة: كيف ولد هذا الوحش وكيف نما على هذا النحو المفزع؟ هل…