آراء

د. خليفة علي السويدي
د. خليفة علي السويدي
ــ عضو هيئة التدريس بكلية التربية ـ جامعة الإمارات ــ حاصل على الدكتوراة من جامعة جنوبي كاليفورنيا و الماجستير من جامعة جورج واشنطن ــ عميد سابق لوحدة المتطلبات في جامعة الإمارات ووكيل لكية التربية ــ من أبرز كتبه: المنهاج و أراء في التربية

فتنة الفكر وفكر الفتنة

الأحد ٠٥ أبريل ٢٠١٥

الإنسان عند الفلاسفة كائن مفكر، وهي سمة اختصه الله تعالى بها أن جعله مفكراً كي يتمكن من صناعة قراراته، واختيار ما تصلح به حياته، لذلك وجدنا المدارس الفكرية المتعددة والاختلاف في وجهات النظر مسألة مشروعة، وتحميها جل الدساتير في العالم، حرية التفكير شعار يميز كل الحضارات والدول المتقدمة التي نجحت في بناء مجتمع المعرفة. لكن الفكر في بعض الأوقات يعد فتنة في حد ذاته عندما تكون حرية التفكير شعاراً للهدم لا البناء، وبهذا يتجاوز الإنسان حرية التفكير والتعبير إلى حرية الهدم والبناء، فكل من يختلف معي هو عدوي، وإنْ لم أجد في مجتمعي من ينصرني، ففي دول الجوار من يدعمني، بل ويمدني بالمستشارين العسكريين، وبالمال والعتاد ويختار الناس بين قيادتي أو هدم مجتمعي وشعارهم علي وعلى أعدائي. كان ما سبق مقدمة لقضية اليمن الذي تفاعلت أزمته حتى قادت دول مجلس التعاون ومن تحالف معها إلى قرار الحرب، من يعرف اليمن يجد فيه الحضارة والتاريخ، وأهم من ذلك التجانس الشديد بين…

مصطفى النعمان
مصطفى النعمان
كاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد

الأحقاد تدمر عدن

الأحد ٠٥ أبريل ٢٠١٥

مرة جديدة وأتمنى أن تكون الأخيرة تتعرض عدن إلى النزيف والدمار، وكانت كل المعارك التي دفعت ثمنها منفردة في السابق نتاج صراع محموم على الحكم ولكنها هذه المرة فاقت سابقاتها في الآثار التي ستترتب على حجم الخسائر الهائلة والجروح التي ستظل مفتوحة زمنا طويلا قد يخفف من وطأتها وقسوتها، ولكنه لن ينهي الأحقاد التي انتشرت باليمن وعلى الروابط الإنسانية بين اليمنيين، ولا يمكنني فهم واستيعاب أي مبررات سيسوقها الفكر الذي خطط وقرر ثم نفذ هذه العملية المقيتة والمرفوضة أخلاقيا ووطنيا وأخذ معه الوطن إلى التهلكة. ستنتهي بعد أيام أو أسابيع أو أشهر هذه الكارثة التي حلت على الوطن جراء الأحقاد والعبثية والجشع التي تملكت الطبقة السياسية اليمنية على مختلف مستوياتها وصار المواطن بالنسبة لها مجرد قطعة رثة لا قيمة له في حساباتهم ويحركون عبره شهواتهم، واستباحوا كل قيم الإنسانية والمواطنة فصارت الساحة ميدانا ملوثا لألاعيبهم ومناوراتهم التي لم يكن الوطن هما فيها، ومن السهل إلقاء الاتهامات بالتقصير والخيانة والكسل والإهمال…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

كيف نواجه إيران الطليقة؟

الأحد ٠٥ أبريل ٢٠١٥

أمس، كتبت عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مبدئيا بين الغرب وإيران، قراءة للمرحلة الماضية ومحاولة فهم لماذا قبلت إيران بالاتفاق، وما هي أثمانه المحتملة. الأهم من الماضي، إيران الجديدة، نظام بلا عقوبات وملاحقات قانونية كانت تقيده ثلاثين عاما مضت. أرى أننا أمام اتفاق مثل كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، فاتفاق النووي استراتيجي يطوي صراعا إيرانيا مع الغرب، ونهاية التهديد للدولة اليهودية، ويعني بالتالي نهاية صراع الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الإسرائيليين، والأرجح أن ذلك ضمن شروط الاتفاق الرئيسية، بغض النظر عما تقوله أجهزة الدعاية في طهران. وبالتالي إيران صارت خارج النزاع مع الغرب وإسرائيل، مما يعني أن إيران ستتفرغ للنزاع العربي - الإيراني، والطائفي الشيعي - السني المحتدم بلا توقف. والأهم لنا في العالم العربي عموما، وعرب الخليج تحديدا، أن نقرأ خياراتنا، فما هي خيارات الدول التي تقع على خط التماس مع إيران، مثل السعودية وشقيقاتها الخليجية، التي عاشت عقودا متوترة، وأحيانا مواجهات عسكرية مباشرة، والكثير من حروب بالوكالة في…

فايز المالكي
فايز المالكي
فنان سعودي

“كبدك” من أجل كبدك

السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥

الصحة والعافية من نعم الله علينا التي لا تحصى، فأنْ تمتلك جسما معافى من الأمراض، فكأنك ملكت الدنيا كلها، كما قال الرسول الكريم: "من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا". ولكن المؤمن مبتلى، ومن ضمن الابتلاءات إصابته ببعض الأمراض، ومن ضمنها مرض الوباء الكبدي "أجارنا الله وإياكم"، وكتب الشفاء لمن أصيب به. هناك حوالى ٧٠٠ ألف مصاب بمرض الكبد، وهو رقم مخيف، وكما تعلمون خطورة هذا الفيروس الذي يصيب الكبد وأضراره، ولن أتحدث عن طرق الوقاية والحماية، فأغلبكم قرأ وسمع عنه، ولكن من منطلق توجهي وحبي للأعمال التطوعية، قررت تسليط الضوء على جمعية تعمل في صمت، وتأثيرها واضح جدا في مجالها. هي جمعية "كبدك". فهذه الجمعية من باب شعورها بالمسؤولية وتقديم الخير والعون ومساندة المصابين بالوباء الكبدي، تقدم أعمالا جليلة رائعة، أذهلتني كثيرا وشجعتني كي أتعمق في هذه الجمعية، وأساندها وأخدمها، فهي نموذج رائع يقتدى به. الجمعية في بريدة، وأفعالها وأنشطتها…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

الاتفاق النووي سيغير المنطقة.. لكن

السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥

صار حقيقة، وأمرا واقعا علينا التعامل معه. وحتى قبل أن تظهر علينا تفاصيل الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، نعرف أننا مقبلون على تغيير تاريخي مهم، السؤال: في أي اتجاه سيأخذ إيران ويأخذنا معه؟ وستأخذ مني قراءة الحدث وتحليله، وقتا وبضع مقالات، لأنه يمس زوايا متعددة، يصعب إيجازها. هناك تبعاته على إيران نفسها من الداخل، وعلى المنطقة مثل البحرين والعراق ولبنان وسوريا واليمن، وتوازنه مع القوى الإقليمية كالسعودية ومصر، واحتمالات أن يشعل سباق تسلح تقليدي أكبر، وربما نووي، وقياس تأثيراته على العلاقة العربية مع الغرب، وما إذا كان سيزيد غليان الصراع الطائفي. بلا شك، ندرك أننا أمام تغيير دراماتيكي، وباب القفص، الذي كانت مسجونة فيه إيران دوليا، على وشك أن يفتح. إنما لا نستطيع أن نجزم في أي اتجاه ستسير إيران الطليقة ونحن الذين كنا نشتكي منها عندما كانت مقيدة! طبعا، من الخطأ بناء السياسات فقط على الافتراضات وتحليلها كحقائق ثابتة؛ فالاتفاق قد يكون انتصارا للنظام على منافسيه في الداخل…

خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

ترميم البيت العربي

السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥

توافقت معظم الأطياف السياسية في اليمن عدا الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي صالح، على أهمية مواجهة التغول الحوثي وأشياعهم من الإيرانيين. وهكذا جاءت “عاصفة الحزم” استجابة لمطالب رئيس وحكومة اليمن. لقد حظي هذا التحالف بدعم وتأييد من المجتمع الدولي، ولاقى تأييدا من معظم شرائح الطيف اليمني، وقد كان آخر المؤيدين، بعد تلكؤ، حزب الإصلاح اليمني هناك. وهكذا أصبح الحوثيون المدعومون من إيران يخوضون معركة مستحيلة وعبثية ضد أحلام شعب يتطلع إلى تحقيق خيارات أفضل في التنمية والرفاه، بعد سنوات من الانتظار لهذا الحلم. لقد كانت اليمن تتجه إلى مسار فوضوي، يهدد مضيق باب المندب، الذي يعد شريانا مهما للتجارة العالمية. كما أنه يمثل تهديدا لشعوب الخليج العربي والجزيرة العربية كافة. ومن اللافت أن كثيرا من الأصوات التي كانت تطالب بالوقوف في وجه الطموحات الصفوية في المنطقة، ويشككون بأن ثمة خطوة إيجابية يمكن أن تتم في هذا المجال، تغيرت لهجتهم. فعادوا إلى المربع الأول لمعارضة كل فعل، حتى لو كان بالمصادفة…

عاصفة الحزم” ضرورة قصوى

السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥

تعتبر عاصفة الحزم التي تشن من خلالها مجموعة من الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية مسنودة بدول مجلس التعاون الخليجي، حملة عسكرية جوية بهدف القضاء على التمرد "الحوثي" ضد السلطة الشرعية في اليمن ضرورة قصوى، فالأهداف الأساسية لهذه الحملة أبعد من مجرد القضاء على التمرد "الحوثي" وحده، أهمها توجيه رسالة مباشرة وصريحة إلى إيران بعدم المساس بأمن دول العالم العربي بشكل عام ودول مجلس التعاون بشكل خاص، وعدم التدخل في شؤونها بأي شكل، فهذه المسائل خطوط حمراء جداً يجب على إيران عدم الاقتراب منها، وإلا فإن ردود الأفعال ستكون حازمة جداً بصورة ربما أن من يجلسون على كراسي السلطة في إيران لا يتخيلون بأنها قد تحدث. لكن ما يجري الآن هو الحقيقة الواضحة التي تتطلبها أوضاع المنطقة وأن يفهمها الجميع، خاصة إيران بأطماعها ونواياها التوسعية الحاصلة. ويضاف إلى ذلك أن دخول دول لمجلس في عمليات "عاصفة الحزم" يعزز اعتقادها بأن تدخلها المباشر عسكرياً في اليمن بعد أن استهان "الحوثيون" ومن…

أمير طاهري
أمير طاهري
كاتب و محلل إيراني

إيران: المتحاورون في مواجهة صناع قرار السياسة الخارجية

السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥

من المسؤول عن ملف السياسة الخارجية الإيرانية؟ طرح السؤال عبر السنين من قبل أطراف عديدة كان عليها التعامل مع الجمهورية الإسلامية، غير أنه لم يتوصل إلى اتفاق للآراء حول إجابة محددة وشافية. كما ظل السؤال مطروحا باستمرار، وبكياسة، خلال ماراثون المحادثات الأخيرة والمطولة حول البرنامج النووي الإيراني، حيث كان لزاما على دول مجموعة «5+1» انتظار انسحاب نظيرهم من الجانب الإيراني من مختلف الجلسات لأجل تأدية الصلاة، كما يبدو، ولكنه في حقيقة الأمر كان يجري اتصالات هاتفية مع طهران طلبا للتعليمات. كان من الواضح أنه يتحتم عليه، حتى في ما يتعلق بالمسائل البسيطة، أن يتلقى بشأنها تفويضا من السلطات مجهولة الهوية في إيران. تحول الأمر برمته إلى حالة شديدة الغرابة حينما أصر الرئيس الإيراني حسن روحاني على وجود شقيقه فريدون وأن يبقى تحت تصرفه، وربما لأن وزير الخارجية ذاته يرجع إلى شخصية أخرى في قراراته. كان أحد الأعضاء الآخرين من الفريق الإيراني، الذي كان يهاتف طهران بشكل مستقل، هو نائب وزير…

سلمان الدوسري
سلمان الدوسري
رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط

صالح يرقص على رأس الحوثي

الجمعة ٠٣ أبريل ٢٠١٥

دائما ما يفاخر الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بأن حكم اليمن أشبه بالرقص على رؤوس الأفاعي. يتبجّح صالح بأنه بارع في هذه اللعبة، ووحدها تؤمن القدرة اللازمة لمن هو في مكانه، هكذا كانت معادلة الرئيس (المنتخب) في جمهورية (ديمقراطية) لثلاثة وثلاثين عاماً. الرئيس الذي قال إنه لا لتصفير العداد، في إشارة إلى عدم ترشحه لولاية جديدة، دفع بمواليه في البرلمان إلى ترشيحه رئيساً مدى الحياة، وكان يفترض أن يستمر العداد ولا يتم تصفيره، وأن يبقى صالح ملكاً على اليمن مدى الحياة، قبل أن يخلع الشعب اليمني رئيساً بقي جاثماً على صدورهم. صالح ناور كثيراً، واستغل حكمه لتصفية خصومه، وكذلك الغدر بأصدقائه، لكن من يغدر بالشعب اليمني لا يستغرب منه فعلها مع العالم أجمع. الرئيس المخلوع لم يتحالف مع الشيطان فحسب، بل تحالف مع خصمه الذي خاض معه ست حروب، ثم ما لبث أن فاجأ الجميع: لتذهب بلادي إلى الجحيم، العودة للسلطة غايتي مهما انحطت الوسيلة. فها هو يتحالف ويحارب…

عائشة الجناحي
عائشة الجناحي
كاتبة إماراتية

الناجح لا يجرفه التيار

الجمعة ٠٣ أبريل ٢٠١٥

 «من المؤسف أن تضيع أعمارنا في أوهام».. بدأ الطالب تقديم عرض مثر، اجتهد في إعداده باستخدام تقنية حديثة أدت إلى رضاه الداخلي، حتى صُدم بالتقييم اللاذع من المعلم الذي أدى لشعوره بعواصف داخلية، رغم صمته في لحظة انكسار ويأس، فهو الطالب المتميز والمتفوق دائماً. هناك العديد من المعلمين المتميزين الذين لديهم دور كبير في نجاحات الطلاب المتلاحقة، بحسن الأسلوب والتشجيع الدائم. فالمعلم صاحب رسالة لن تتغير على مر العصور. بعكس المعلم الذي يتعامل مع الطلاب بقسوة وصرامة زائدة، فيجعل الطالب غير متقبل للمادة، فيؤدي ذلك إلى تدني مستواه الدراسي. ولكن إذا طبق الطالب بعض الأمثلة الناجحة لأشخاص كانت لهم مسيرة كفاح ملحوظة في تحقيق النجاح، فستتحول تجربته المريرة من أتراح إلى أفراح. تدور عقارب الساعة ويلتحق الطالب بسوق العمل متوقعاً التألق في وظيفته، فيفاجأ بالعثرات اللا متوقعة، فبعض المسؤولين والزملاء يربطون جهلهم للتطورات الحديثة وتألق المبدعين، بعدم كفاءتهم واستيفائهم الشروط المطلوبة، فقط لأنهم غير قادرين على استيعاب هذا الإبداع في…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«.. ثمّ الجهاد في سبيل الله!»

الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥

كان طفلاً جميلاً في إحدى الفعاليات المدرسية التي كانت تقام بمناسبة ما، جيء به ليعتلي المنصة ويرتل بضع آيات من الذكر الحكيم. الحق أنني وصاحبي ذهلنا من طريقته الجميلة في الإلقاء، وسماحة وجهه، وإتقان المخارج الذي لا يتناسب مع صغر سنه، انتهت الفقرة والكثيرون يدعون له، ودعا صاحبي له من قلبه: الله يحفظه ويبعده عن الجهاد والمجاهدين! كان صديقي صادقاً في محبته ودعائه من القلب، لكن يبدو أنه شاهد آثار الصدمة على وجهي، فأوضح موقفه: أنت تعرف أنني لا أقصد أن يبتعد عن جهاد المال، كوموون! لايزال وجهي بلاستيكياً، ولا أستطيع التخلص من تعبير القرف، وصديقي يكرر: هيا أيها الأحمق، هل قال لك أحدهم إنني أراك جميلاً، ومستعد لـ«البحلقة» في وجهك أكثر من هذا؟! أنت تعلم أنني أقصد أن يبعده الله عن الإرهاب! أعلم! لكنك استخدمت مصطلحاً يخصنا نحن، لا الإرهابيين، غداً ستدعو له بالبعد عن الصلاة والحج والزكاة! يجيبني وهو يشير إلى البطاقة التي تحمل صورتي، وأنا أنظر برومانسية…

محمد النغيمش
محمد النغيمش
كاتب متخصص في الإدارة

احمل رصاصة في جيبك!

الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥

كنت في حوار مع رئيس تحرير «الشرق الأوسط» الأسبق طارق الحميد، حول إحدى مقالاته، كما أفعل عادة مع الزملاء العرب. سألته: لماذا لم تضف في مقالك «كذا وكذا»؟ فقال: لم أنسَ، ولكنني «دائمًا أحتفظ برصاصة في جيبي»! وهي كناية عن أنه يدخر بعضا من الحجج ليستخدمها لاحقا ضد من يهاجمونه. وهذه المقولة ذكرتني بأمور كثيرة نمارسها في حياتنا تندرج تحت المفهوم نفسه. ففي الإقناع مثلا يفضّل دائمًا أن يحتفظ المرء بحجة دامغة ليفاجئ بها خصمه في نهاية الحوار. فكما أن الحرب خدعة كذلك الحوار والإقناع. وليس من الحكمة أن «تحرق» كل أوراقك، فلا بد من شيء تدخره مثل الوقود الاحتياطي في الطائرة الحربية والسيارات الحديثة. وكذلك يفعل المتسابقون في حلبات السباق ومضمار الجري يبقي المتفوق منهم شيئا من طاقته للحظة الأخيرة ليباغت الجميع. والمتابع للأفلام الوثائقية المهنية يجدها تختم فقراتها بعبارة بالصميم لترسخ في الذهن، وهي الطلقة الأخيرة التي يبقى صداها عالقا في الأذهان. الحال ينطبق على البرامج التلفزيونية، ففي…