آراء

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«رشود بروكسي!»

الإثنين ١٦ مارس ٢٠١٥

كان يحظى بامتيازات لم يكن أي من طلبة «المويجعي» يحلم بأن يحصل عليها، فقد كان يستطيع إدخال سيارته وإيقافها إلى جوار سيارات الدكاترة، وكان يحصل على وجبات مجانية من الكافتيريا، وجميع البحوث المطلوبة منا يقوم عدد من الطلبة جلوس الصف الأول بإعدادها له، وبينما طلاب آخرون يشرحون له المحاضرة التي غاب فيها في الأسبوع الماضي، يقوم طالب ثالث أو رابع بأخذ سيارته إلى محطة الغسيل لتلميعها وتبديل الزيت والفلتر! لم يكن رشود بروكسي ابن أحد أفراد الطبقة المخملية، ولم يكن تاجر عقارات، ولم يكن شخصية مجتمع كل ما فيه أنه كان في تلك الأيام يمتلك قائمة كبيرة بها الكثير من الأرقام، التي تبدأ وتنتهي على غرار 194.06.04.01 وتسمح لمستخدم شبكة الإنترنت وهي الوافد الجديد إلى الجامعة بالدخول إلى أي موقع يريده بعد تجاوز رقابة شركة اتصالات، بما يعرف اصطلاحاً بالـ«بروكسي»، كان من الاعتيادي أن تسمع صوت أحدهم كأنه متأخر عن موعد حقنة أفيون، وهو يتذلل بالصوت: رشود الله يخليك عندك…

مصطفى فحص
مصطفى فحص
كاتب وصحفي

الثابت الإسرائيلي والمتحول العربي في الأوهام الإيرانية

الإثنين ١٦ مارس ٢٠١٥

عندما كان الرئيس الإيراني الأسبق السيد محمد خاتمي، يلقي خطابه أمام طلاب وأكاديميي معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، في حضور مجموعة من الخبراء والدبلوماسيين الروس الحاليين والسوفيات السابقين، ربيع سنة 2001، كنت جالسا إلى جانب أستاذي، وهو خبير سوفياتي سابق في شؤون العالم العربي، فسألته عما إذا كان الكرملين يستطيع أن يواجه الضغوط الإسرائيلية الأميركية الغربية، بعد قراره بيع إيران مروحة الضغط العالي، التي يحتاجها مفاعل بوشهر من أجل دخوله الخدمة النووية الفعلية، التفت صوبي قائلا: «نحن فعلا لدينا علاقات مميزة مع تل أبيب، ونحتاجها في مجالات تقنية وصناعية ملحة، ولكننا نعلم جيدا وتعلم تل أبيب أيضا، أن قنبلة إيران النووية خيار مؤجل جدا بالنسبة لملالي طهران، والإعلان عنها يحتاج تحولات كبيرة في الجغرافيا السياسية، وفي بنية التحالفات والعلاقات الاستراتيجية، بين الدول الكبرى والدول الإقليمية المؤثرة في منطقة الشرق الأوسط»، لكن أردف موضحا، أنه «لا يمكننا الحديث الآن عن سلاح نووي إيراني، بل عن مشروع نووي سيبقى تحت…

مسفر بن علي القحطاني
مسفر بن علي القحطاني
أستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

الخطاب الإسلامي المعاصر … التجديد أو الطوفان

الإثنين ١٦ مارس ٢٠١٥

تمر بالعالم الإسلامي في عصرنا الحاضر نوازل مدلهمة وحروب مستعرة وهويات متصارعة وتنمية متعثرة وعلاقات متوترة وفوضى متربصة ومجتمعات تنشد الاستقرار والعيش الكريم، والمسلم في هذه الأحوال المضطربة يعيش حيرة وقلقاً ويبحث عن أمل ينقذ حلمه بالمستقبل، كما أن نكساته مريعة جراء سرعة وقوع التحولات واندهاشه من تقلب القناعات في أحزاب وأشخاص ومرجعيات دينية، ما انعكس على تردده في منح أي موثوقية لأي أحد. هذه الحال تكاثر حولها السؤال وطلب المخارج من تلك الكوارث، وهذا السؤال لا يزال مفتوحاً مادامت الحال تزداد اضطرابا وتوتراً، وأعتقد أن العودة في دراسة الظواهر إلى جذورها النابتة وأسبابها الباعثة مدخل مهم لمعالجتها والبحث عن علاج لها. واليوم نجد أن هناك إسلاماً يتفاقم جهل أبنائه به كلما أرادوا الدفاع عنه، كمن يريد قتل ذبابة بمرزبة تهشم كل ما تقع عليه، فلا الإسلام نفعوا ولا العدو منعوا، وأغلب الأدبيات والإنتاج الذي يصدر في هذه الحقبة توصيف للظواهر بلا معالجة، أو علاج لوجه من وجوه الأزمة مع…

مصطفى النعمان
مصطفى النعمان
كاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد

هل يتوقف الحوثيون عن العبث بالوطن؟

الأحد ١٥ مارس ٢٠١٥

مثّل وصول الرئيس هادي إلى عدن تحولا لا يمكن وصفه بالإيجابية المطلقة، ولكنه حتما يقع تحت صفة الدراماتيكي، وليس في ذلك تقليل من أهمية الحدث وما سيترتب عليه من آثار ليس من اليسير التنبؤ باتجاهاتها، ويعود سبب ضبابية المشهد إلى صمت الرئيس وعدم إظهاره - حتى الآن - لقدرات استثنائية في إدارة المشهد تمكنه من استعادة زمام المبادرة، ولن يكون كافيا تكثيف الحملة الإعلامية المبتهجة بخروجه من صنعاء بوهم أن بمقدورهم خلق مناخ مغاير لقناعات الرأي العام بأسباب التحول في مواقف القوى السياسية والإعلاميين من هادي وإنكار سيل الاتهامات التي بلغت حد تخوينه وإلصاق مفردات الضعف والتساهل، لكنه فجأة تحول في نظرهم إلى المنقذ الموحد لجبهتهم المناهضة للحوثيين. ثم جاء انتقال اللواء الصبيحي إلى جنوب اليمن ليضيف فصلا جديدا مثيرا إلى الأحجية التي ستحتاج طلاسمها إلى الكثير من الجهد لفك أسرارها، ولكن المؤكد أن الصبيحي العسكري المحترف البعيد عن مسالك السياسة وتقلباتها قد أثبت أنه جدير باحترام وثقة المواطن اليمني…

عبدالله فدعق
عبدالله فدعق
داعية إسلامي من السعودية

كلامُ الملك.. ملكُ الكلام

الأحد ١٥ مارس ٢٠١٥

من فنون البلاغة اللغوية، ومن المحسنات البديعية التي تحقق جمالية التقابل في المعاني فن يعرف بالعكس ـ المعنوي ـ، ويسمى: (التبديل)، وهو أن تقدم في الكلام جزءا، ثم تعكس فتقدم ما أخرت، وتؤخر ما قدمت، ويحسن هذا الفن حين يكون كل من مقدم الكلام وتاليه ـ عكسه ـ مؤديين من المعاني ما يقصد لدى البلاغيين، ومن صوره العكس بين طرفي جملة واحدة، مثل: "كَلاَمُ الأمِيرِ، أَمِيرُ الكلام"، وعادات السَّادَاتِ، سَادَاتُ الْعَادات"، ومنه العكس بين متعلقي فعلين في جملتين، كقوله سبحانه وتعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِن الميّتِ ويُخْرِجُ الْميّتَ مِنَ الْحَيّ}، ومنه العكس بين لفظين في طرفي جملتين، مثل البيت الشهير لأبي الطيب المتنبي: "فَلا مَجْدَ في الدّنْيَا لمَنْ قَلّ مَالُهُ * وَلا مالَ في الدّنيا لمَنْ قَلّ مَجدُهُ"، وقول الأب لمدرس ابنه: "أنجحته بغير حق فسقط، ولو أسقطته بحق لنجح".. الكلام في هذا الباب طويل وجميل، ولكني وجدت البدء بهذه المقدمة أمرا مناسبا لترجمة عنوان المقال من الناحية البلاغية، وأمرا لازما…

حازم الأمين
حازم الأمين
كاتب وصحافي لبناني

حرب إيرانية في العراق من دون شريك سني

الأحد ١٥ مارس ٢٠١٥

يرعى الأميركيون في العراق انتصاراً شيعياً على السنة. هذا أسوأ ما يمكن أن يحدث للعراق، ذاك أن الأقنعة في الحرب على «داعش» مُزقت تماماً. قاسم سليماني يقود الهجوم وينشر مزيداً من الصور لنفسه، وأحد قادة الحشد الشعبي يقول لمحطة أميركية: «لقد أصبحنا على مسافة كيلومترات قليلة من قبر صدام حسين»، فيما يكشف جنرال أميركي حقيقة أن من يُقاتل «داعش» في تكريت إنما هم عشرون ألفاً من قوات «الحشد الشعبي الشيعي» وأقل من ألف من مقاتلي العشائر السنية. وافق الأميركيون على ما يبدو على أن من يجب أن يهزم «داعش» هم الشيعة، ولم يبذلوا مع الحكومة العراقية جهداً لبلورة عدو سني لـ»داعش». لا شيء أوضح من هذه الحقيقة. وهي انبعاث رديء للبوشية (نسبة إلى الرئيس السابق جورج بوش) حين قررت أن إسقاط الديكتاتور صدام حسين يجب أن يترافق مع تهميش السنة في العراق، فكان أن فشلوا في نصرهم. ها هو أوباما يصنع صدّام جديداً، فالممارسات التي حولت مجرماً كصدام حسين إلى…

خالد الدخيل
خالد الدخيل
كاتب و محلل سياسي سعودي

اليمن: خيار الحرب والسلم

الأحد ١٥ مارس ٢٠١٥

خطورة الوضع في اليمن تتصاعد بسرعة كبيرة. وعلامة الخطورة الآن أن اليمن يخرج، أو خرج بالفعل من حال الثورة ليقترب من حافة الانزلاق إلى حرب أهلية. نجح اليمنيون في شكل مذهل في تفادي حرب أهلية على مدى سنوات الثورة. إذ كان المطلب الشعبي إسقاط نظام علي عبدالله صالح. والآن باتت الدعوات إلى المحافظة على مؤسسات الدولة من الانهيار النهائي. الرئيس السابق لا يزال موجوداً في اليمن، رئيساً للمؤتمر الشعبي العام، وناشطاً سياسياً له تحالفاته داخل المؤسسة الأمنية للدولة وخارجها. خرج من بوابة الثورة، ليعود أولاً من نافذة المبادرة الخليجية، وثانياً من ثغرة الحوثيين. هذه أولى نقاط ضعف المبادرة الخليجية. كانت تجب مقايضة حصانته من المساءلة بخروجه من اليمن. المنطقة تدفع ثمن هذا التنازل. من تداعيات ذلك أيضاً، وهي مفارقة من مفارقات السياسة اليمنية، أن الحوثيين عادوا أقوى مما كانوا عليه، من خلال عدوهم الأول علي صالح نفسه، وهم حلفاء لإيران! هل يمكن أن يصبح صالح حليفاً لإيران أيضاً؟ الأرجح أن…

فهد الدغيثر
فهد الدغيثر
كاتب سعودي

أهلاً وسهلاً بـ«الثواب والعقاب»

الأحد ١٥ مارس ٢٠١٥

قراءتي البديهية لإقالة الوزير شويش الضويحي من وزارة الإسكان، بعد أقل من ثلاث ساعات على انتهاء جلسة مجلس التنمية والاقتصاد الأخيرة يوم الأربعاء الماضي؛ تشير إلى وجود الحزم الصارم في اتخاذ القرارات. واضح مما تسرب وما اطلعت عليه من أخبار، أن طرح الوزير في تلك الجلسة لم يكن مقنعاً، وقد طلب من رئيس الاجتماع أن يمنحه مهلة لتقديم عرض بديل، لكن القرار صدر بعد انتهاء الاجتماع، وتم تكليف مسؤول جديد ليتولى مهمة الإسكان. إدارة مصالح الناس في دولة كالمملكة، وهي بحجم قارة، لم تعد تحتمل الروتين والبطء اللذين تغلغلا في عقول عدد لا بأس به من كبار المسؤولين أخيراً، ولا ذنب لهم عندما لا يجد المسؤول أي نوع من المحاسبة؛ فحتماً سيتراخى ويؤجل، إضافة إلى ذلك سيزداد هذا المسؤول -إلا من رحم ربي- استكباراً وتعالياً مع مرور الأيام، ويبدأ بالخضوع اللاحسي إلى شعوره بالتميز عن بقية خلق الله. هو لا يلام أيضاً فهذا تطور طبيعي في السلوك، يحدث للكثيرين مع…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

يوم نسي المصريون «الإخوان»

الأحد ١٥ مارس ٢٠١٥

منذ عقود لم تشع روح التفاؤل كيوم أمس، مع الكشف عن مشاريع تنموية وبنائية عملاقة، لتعلن عن مصر جديدة. في هذا المناخ الإيجابي لم يرد اسم «الإخوان المسلمين» على لسان أحد، ولم يتحدث أحد عن التسريبات التافهة التي لجأ إليها الخصوم للتأليب على الحكومة. «ضربة معلم» كان المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، لأنه ركز فقط على تطوير مصر، في الوقت الذي كانت وسائل الإعلام الإخوانية تحتفل بأخبار التفجيرات. هنا كان الشعب المصري بين خيارين؛ من يبني للمستقبل، ومن يريد تدمير الحاضر. المؤتمر لم يكن رسالة بل كان التزاما. دول، منها الإمارات والسعودية والكويت وبريطانيا وسنغافورة، أعلنت عن مشاركتها بإنشاء مدن ومحطات طاقة، واستصلاح أراض ومدينة غلال، وزيادة النفط والغاز. أما العنوان الأكثر مفاجأة فقد كان بناء عاصمة جديدة، قاهرة أخرى مجاورة. قرره الرئيس عبد الفتاح السيسي ليكون مشروعه المستقبلي، «قاهرة السيسي» بعد أحد عشر قرنا من بناء الفاطميين لـ«قاهرة المعز». وكان كل قادة مصر التاريخيين سعوا لترك بصماتهم على العاصمة،…

طارق الحميد
طارق الحميد
كاتب سعودي

«أبو عبد الله» من؟!

السبت ١٤ مارس ٢٠١٥

لا يملك المتابع إلا أن يصاب بالذهول من طريقة تعاطي جل الإعلام العربي مع قضايا الإرهاب، والإرهابيين، وآخرها قصة المراهق الأسترالي الإرهابي جاك بيلاردي، وعمره 18 عاما، الذي قام بتنفيذ عملية انتحارية بالرمادي العراقية، وهو ما تحقق بدقته السلطات الأسترالية الآن. اللافت هو أن جل الإعلام العربي بات يلقب هذا المراهق الساذج، وهو ما توضحه الصورة الموزعة من قبل «داعش»، بـ«أبو عبد الله الأسترالي» وذلك بدلا من «الإرهابي الأسترالي المراهق»، وهنا لا يملك المتابع، وتحديدا المتخصص، إلا أن يتساءل: هل للإرهابيين صفات اعتبارية، أو احترام بروتوكولي، حيث يتم ترديد أسمائهم وفق رغبتهم؟ كيف يتم وصف الإرهابيين، أو الجماعات الإرهابية، كما يروجون لأنفسهم، ودون أن يكون للوسيلة الإعلامية موقف؟ الإعلام موقف، ومهما ادعى الحياد! القاتل يقال له قاتل، والمجرم يوصف بالمجرم، وكذلك الإرهابي يوصف بالإرهابي، والمراهق يقال له مراهق، خصوصا أن المراهق الأسترالي تطرف مبكرا! اليوم، مثلا، نجد بعض وسائل الإعلام تصف «داعش» الإرهابي بـ«تنظيم الدولة الإسلامية»، كما تفعل «بي بي…

حازم صاغية
حازم صاغية
كاتب وصحفي لبناني

إيران.. هل تمسك المنطقة؟

السبت ١٤ مارس ٢٠١٥

بات ثمّة ما يقارب الإجماع على أن الاتفاق الأميركي- الإيراني صار قاب قوسين أو أدنى، فإذا صح هذا التقدير، الذي يُستدل عليه بإشارات وتسريبات وزيارات وتصريحات، بتنا وجهاً لوجه مع تحولات هائلة في النسيج الجيوبوليتيكي للمنطقة إذا صح الوصف. ذاك أن «التفويض الأميركي لإيران»، بحسب تعبير رائج يستعير تجربة العراق حين ترك الانسحاب الأميركي فراغاً سده الإيرانيون، سيعني بادئ ذي بدء انخفاضاً في حرارة التحالفات الأساسية القائمة على صعد ثلاثة: -عربياً، لن تشعر الدول الخليجية خصوصاً، وبقية الدول العربية على العموم، بالثقة التي كانت توليها قبلاً للصداقة مع واشنطن. وأغلب الظنّ أن ما وصفته وكالات الأنباء بـ«زيارة الطمأنة» التي قام بها وزير الخارجية الأميركي للسعودية لن تكون كافية لإحداث هذه الطمأنة. ويمكن الافتراض أن تركيا -وهي عضو في حلف «الناتو»- تنتابها هواجس شبيهة بالهواجس العربية، خصوصاً إذا أبقينا في الخلفية التنافس القديم والتقليدي على النفوذ بينها وبين إيران. -أوروبياً، لن يكون الفرنسيون -وهم أكثر الأوروبيين عناية بمنطقة الشرق الأوسط- مرتاحين…

د. علي الطراح
د. علي الطراح
حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة متشجن الأميركية في عام 1984 . عمل مستشاراً ورئيساً للمكتب الثقافي لسفارة دولة الكويت في واشنطن 1989-1992 ومستشاراً إعلامياً ورئيس للمكتب الإعلامي في سفارة دولة الكويت في واشنطن 1992 - 1995 . عميد كلية العلوم الاجتماعية، وأستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت .

النظام العربي.. مهمة إنقاذ

السبت ١٤ مارس ٢٠١٥

لا نريد الهروب من الواقع لنقول إنها مؤامرة، فهذا هو الأسهل عادة لتبرئة النفس من المسؤولية. والحدث كبير، وما يشهده العرب الآن ربما يكون هو الأقسى في التاريخ، فالتغير يقع بقوة وقسوة سواء من خلال المؤامرة، أو انتهاز الفرصة لتحقيق إعادة رسم الخريطة الجغرافية للبلاد العربية! وهذا ما يدعونا للتفكير بنمطية جديدة لإنقاذ الموقف العربي. أما القول بالمؤامرة، كما أشرت، فلا يعفينا من المسؤولية أبداً، فما يحدث في منطقتنا ما هو إلا نتاج لسياسات خاطئة تتطلب جرأة الاعتراف، والكف عن اللوم الذي هو عاد ظاهرة ثقافية ترسم بعض سياساتنا، سواء المستقبلية أو الحاضرة. فعندما أقدم صدام حسين على احتلال دولة الكويت ما كان بمقدرة العرب صد حماقته، وانقسموا بين مؤيد ومعارض، مما أدى إلى نقل المواجهة إلى الساحة الدولية. واليوم يضيع اليمن، ذاك البلد العريق بعروبته وحضارته، وينتهي المطاف به في حالة تمزق لم يشهدها التاريخ، ولا تبدو عودة اليمن الموحد في المنظور القريب على رغم أنه يقبع في الجزيرة…