الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥
لن تستوعب عقول كثير من الحاقدين وأصحاب الفتنة طبيعة العلاقة بين شيوخ الإمارات، كما لن تستوعب عقول الغرب عموماً، وتلك المنظمات المجحفة خصوصاً، طبيعة العلاقة الأخرى بين شعب الإمارات وحكامها، لن يستوعبوا ذلك، لأن ما يحدث هنا مختلف تماماً عما تملكه عقولهم من انطباعات، ويختلف جملة وتفصيلاً عن النظريات كافة التي يؤمنون بها، هذه هي الحقيقة التي تستعصي على فهمهم دائماً، فالإمارات نموذج متفرد، ليس في ذلك مبالغة بقدر ما هو واقع نعيشه. كلمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في القمة الحكومية، أول من أمس، فيها كثير من الدروس التي يمكن أن تفك بعض أسرار تفرد العلاقة بين شعب الإمارات وقيادته، وأسباب المحبة الخالصة التي يكنها مواطنو الدولة لشيوخهم وحكامهم، فنحن هنا، خلاف ما يعرف الغرب، لدينا والد يرعى أبناءه، لا رئيس يعيش في معزل عن شعبه، هذا ما سنّه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وهذا ما…
الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥
في القمة الحكومية التي تعقد في مدينة دبي، واستقطبت نجوم السياسة وعلماء الإدارة من كل مكان، كان للتعليم حظ بالحديث عنه، وقرأت بعض ما قيل، وما اعترف به عدد من المتحدثين أنه سبب الأزمات، وفي الوقت نفسه إصلاحه هو مفتاح التطور الحقيقي للإنسان العربي. والتعليم الرديء، أسوأ من الأمية، لأنه يوهم بالقدرة وهو عاجز، ويصبح مصدرا لنشر الأمراض الاجتماعية، بما فيها العنف والتطرف، وسوء الممارسة، وتجهيل بيئة العائلة والحي والمدينة. ومعظم ما نلقمه للطلاب اليوم تعليم رديء، والنتيجة مخرجات تجدونها أمامكم تمشي على أقدامها، وبالملايين من الناس. وقد لا يكون الفارق بين التعليم الجيد والتعليم الرديء كبيرا، مجرد قرارات حكومية، أما الجهد والتكلفة فهما نفسهما، والنتائج مفجعة على كل المستويات. ولأن التعليم عندنا رديء، ليس غريبا أن لدينا أكثر إصابات لحوادث السيارات، وأكثر مرضى بالسكر، وأكثر تبذير للأموال، وأكثر خدم في المنازل، وأكثر هضم لحقوق النساء والخدم، وأكثر انتشار لخرافات السحر والشعوذة، وأكثر دعم للرز والطحين والإبل والبنزين، وأكثر رغبة…
الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥
كان يناير شهراً مثيراً وغير عادي بالنسبة لأسواق المال. فقد عاد التذبذب إلى أسواق الأسهم، وأظهرت ثلاثة أرباع أيام التداول تحركات أكثر من مائة نقطة على مؤشر داو جونز للشركات الصناعية، وانخفضت العائدات على السندات الحكومية، وسجلت أسواق النقد الأجنبي تذبذبات ملحوظة في أنظمة أسعار الصرف حتى في دول مثل سنغافورة وسويسرا. وتعكس كثير من هذه التطورات تأثير «التباعد» الناجم عن الانحرافات الكبيرة والمتواصلة بين الدول المهمة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأداء الاقتصادي وآفاق السياسات النقدية. وفي غياب ردود سياسية شاملة وقيود على فوارق أسعار الفائدة، فإن هذا التباين يضع أعباء كبيرة على كاهل العملات، ويجعلها وسائل لامتصاص الصدمات الكبرى. وفي موسم النتائج الأخير، أكد عدد من الشركات أن تحركات أسعار العملات كانت بمثابة عوامل سلبية. ولأن كثيراً من المستثمرين في أسواق الأسهم الدولية تركوا انكشافاتهم على العملات من دون تحوط، كان من الحتمي أن تترجم خسائر العملات الأجنبية إلى تطورات سلبية في صناديق الأسهم. وأدت التحركات الحادة في أسعار…
الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥
يبدأ فيلم The Buckets List باجتماع يرأسه صاحب إحدى كبريات شركات إدارة المستشفيات الأمريكية، كان يتحدث عن الاستيلاء على مستشفيات إحدى المقاطعات. أكد رئيس الشركة أن الخدمات الصحية ستتحسن، وأن التكلفة على المواطن ستنخفض بشكل كبير. أثار الفيلم اهتمامي للبحث في شركات إدارة المستشفيات الأمريكية، وجدت أن كثيرا من الشركات التي تدير المستشفيات تقع في قائمة مجلة Fortune لأفضل 100 بيئة عمل. هذا دفعني للبحث في مزيد من المعلومات عن التأمين الصحي وإمكانية تطبيقه على كل مواطني المملكة. وجدت أن تكلفة أفضل تأمين للشخص في المملكة تبلغ نحو خمسة آلاف ريال، هذا يعني أن الدولة ستدفع ما يقارب 100 مليار ريال للتأمين على كل مواطنيها، هذا يعني أنه بالإمكان أن تنخفض التكلفة الكلية للخدمة الصحية بما يقارب النصف. أقول هذا وأنا مقتنع تماما بأن قدرة الدولة على إدارة الخدمات الصحية في أي مكان من العالم محدودة، لأسباب مثل البيروقراطية وتدني الإحساس بالمسؤولية، ومحدودية الرقابة والعناية بالمخرجات. عندما نقارن ما تنفقه…
الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥
لعل الخطوة الأولى في العلاج الطويل من «الداعشية» المقيتة التي عششت في بعض جوانب حياتنا الثقافية والسياسية والاجتماعية هو الاعتراف بوجودها. «الداعشية» ليست «داعش» فحسب، فهذه الأخيرة إنما هي التمظهر الأبشع للمرض السرطاني. «الداعشية» هي الفكر المتطرف والإقصائي والاستئصالي الذي يمتد من المناهج المدرسية في بعض البلدان العربية، متجسداً في انتشار فكر «ذهنية التحريم» التي تشل العقل والإرادة وتحول الملايين من الناس إلى إمعات وتابعين عميان لهذا المفتي المتوتر أو ذاك. علينا أن نعترف بأن التعاطف الضمني أو العلني مع «داعش» موجود لدى البعض، وربما لم يزحزحه بشكل قوي إلا الجريمة البشعة التي أقدم عليها الأخير بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة. «كيف وصلنا إلى هنا»؟ هو السؤال الذي ينبغي ألا يتركنا ننام، وكيف صار القتل والدم وإزهاق الأرواح جزءاً من «ديننا ودنيانا» بحسب فهم المتطرفين المنحرفين، نتجادل في مقدار الدم وكيفية الذبح! بعد الاعتراف بمظاهر «التدعش» في حياتنا التي ظلت تنتشر كالوباء المدمر خلال العقود الماضية، علينا أن نستأصل الأصول…
الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥
نشرت صحيفة «الحياة» في عدد يوم الأحد الماضي 8 شباط (فبراير) الجاري، خبراً عن دراسة فقهية صادرة حديثاً من وزارة العدل، حول استخدام تقنيات الطب الحديث في تصحيح «النسب» والانتماء القبلي. حقيقة، أستغرب مثل هذه النوعية من الأبحاث والدراسات، والتي تصب في النهاية علي تعزيز المفاهيم القبلية، وغيرها من الانتماءات الضيقة كالإقليمية والشعوبية، نحن مجتمع قام منذ بزوغ الإسلام على نبذ القبيلة، وأسس لمفاهيم العدل والمساواة، ليس على أسس الجنس أو اللون أو الانتماءات القبلية، بل على مفاهيم متقدمة، أساسها العطاء والالتزام الحقيقي بالمبادئ الإسلامية. لكن يبدو أن مثل هذه الانتماءات لا تزال موجودة في وجدان شعوبنا العربية، على رغم كل هذه التغيرات الثقافية والدينية في مجتمعاتنا، ولكن لماذا لا يزال للقبيلة أو العشيرة هذا الولاء والانجذاب في مجتمعاتنا العربية؟ ومنها مجتمعنا، ونحن نعرف جيداً أن الدولة السعودية قامت ووحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- بعيداً عن مثل هذه المفاهيم، بل العكس هو الصحيح، فنحن نقرأ تاريخنا المحلي قبل…
الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥
يبدو واضحاً أن ثمة ثلاثة أسباب رئيسة لانقلاب الحوثيين على الدستور والحوار في اليمن. يتصدرها ضعف أداء الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، وتنسحب على ذلك التدخلات الإيرانية التي تريد لطهران أن تمسك بخاصرة أكبر وأقوى دول المنطقة الخليجية والعربية وهي السعودية. وتأتي في المقام الثاني هشاشة المبادرة الخليجية، وعدم قيام سفراء دول الخليج في صنعاء بمتابعة تنفيذها بدقة، على رغم أنها أزاحت كبرى العقبات - حتى ذلك الوقت - وهي تشبث الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالسلطة. والسبب الثالث ضعف إرادة المجتمع الدولي، ممثلاً في الأمم المتحدة والجامعة العربية.. حتى التهم الحوثيون اليمن لقمة سائغة، لتصبح كل الخيارات الكارثية مفتوحة: انفصال، تفتت، حرب أهلية، معاقل أكثر قوة للإرهاب. هل يمكن القول «مبروك» للحوثيين اعتلاء السلطة في اليمن بالقوة والغصب؟ تمكُّن الحوثيين جاء بسبب صمودهم وجلدهم وقوة شكيمتهم ودخولهم إلى أرض المعركة، وهم مصممون على تحقيق هدفهم والقضاء على خصومهم، مطبقين مقولة: «المحارب لا يعود أدراجه طالما قرر تحقيق هدفه مهما…
الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥
في الوقت الذي تنطلق فيه المظاهرات المناوئة للحوثيين في الداخل اليمني ويأتي الانتقاد والاستنكار سواء على المستوى الخليجي أو الإقليمي أو الدولي، تطالعنا زاوية أخرى تسير مغايرة لما تقدم، بل إنها تأتي على النقيض من ذلك. نسير مع القارئ في السطور القادمة لمعرفة تلك الزاوية وعلى ماذا تستند في رؤيتها للداخل اليمني. بداية ونظرا لتبعات ما عرف بالربيع العربي جاءت المبادرة الخليجية لإخراج اليمن من ذلك الاحتقان والوصول إلى خريطة توافقية للقوى الفاعلة فيه. لم يستمر الوضع على ما هو عليه بعد التجاوزات الحوثية التي طالت العاصمة صنعاء. المبعوث الدولي الخاص لم يتوقف عن جهوده للوصول إلى حل توافقي بين الأطراف وفق المبادرة الخليجية. الحوثيون يصعدون من مطالبهم وإذا بمبادرة «السلم والشراكة الوطنية» التي أعطت الحوثيين مساحة سياسية كبيرة. الحوثيون لم يكتفوا بذلك بل سعوا إلى تحقيق مزيد من النفوذ والتمدد جنوبا. يستمر الحوثيون في خطواتهم وإذا بالإعلان الدستوري يأتي بوصفه واقعا سياسيا مفروضا على اليمن ليخرج من دوامة إلى…
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
قبل 141 يوما خدع الحوثيون كل القوى السياسية اليمنية، خدعوا الرئيس المستقيل (الموجود في الإقامة الجبرية حاليا) عبد ربه منصور هادي. خدعوا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص. وقّعوا اتفاقا أطلق عليه مجازا «اتفاق السلم والشراكة». ظن الجميع أن مشاركة واسعة للحوثيين ستكون سقفهم الأعلى. اكتشف المخدوعون متأخرين أن الحوثيين غدروا بهم، وأن الاتفاق ما كان إلا المسمار الأول في نعش الدولة اليمنية، ليستكملوا انقلابهم على كافة مكونات المجتمع اليمني، ويصدروا إعلانا دستوريا يضمن لهم بالقوة حكم البلاد بلا أي شركاء. كتبتُ هُنا سابقا قائلا إنه على الرغم من خطورة الوضع اليمني، فإن إنقاذ اليمن ليس مسؤولية السعودية ولا مجلس التعاون فقط، بل المجتمع الدولي الذي سيكتوي بنار الأزمة اليمنية عاجلا أم آجلا. الآن وبعد أن قُرِع جرس الإنذار جيدا في عواصم الدول الكبرى الخمس، لا بد من موقف عربي موحد ضد الانقلاب الحوثي، ولا أظن أن هذا وقت مماحكات لا تليق، تقوم بها بعض الدول العربية، فما دام…
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
يفصلنا شهران عن موعد الوصول إلى إطار سياسي يمهد بدوره للوصول إلى اتفاق شامل مع نهاية المهلة المحددة لمباحثات البرنامج النووي بين إيران ومجموعة 5+1 في يوليو القادم. وفي ظل القراءات المتباعدة بين الطرفين، تعتبر المدة المتبقية قصيرة، وهو ما يحتاج بدوره إلى تضافر الجهود ومزيد من اللقاءات. نسير هنا مع القارئ لمعرفة مستجدات تلك المباحثات، وما هي تلك المزايدات التي لا يفتأ المسؤولون الإيرانيون يرددونها. لعلنا بداية نستشف من تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مدى استشعار الطرف الإيراني بضرورة حث الخطى واقتناص أي فرصة لتكثيف تلك اللقاءات مع الطرف الآخر بغية تذليل الصعاب. حيث قال إن لقاءه بكيري في جنيف يأتي لمعرفة مدى إمكانية تسريع اللقاءات للوصول إلى اتفاق نووي. هذا الأمر بدوره تجلى من خلال لقاءات متقاربة المدة بين المديرين السياسيين والفنيين من كلا الطرفين. جاءت بداية في جنيف تلتها لقاءات على هامش مؤتمر «دافوس»، وانتقل الأمر لاحقاً إلى العاصمة التركية اسطنبول على مستوى المديرين والسياسيين…
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
نعم، حقق «داعش» نجاحا سينمائيا إجراميا جديدا.. لنعترف بأننا شعرنا ولو للحظات بأن فيديوهات قطع الرؤوس أكثر رحمة من فيديو محرقة الطيار الأردني «معاذ الكساسبة».. هذا يشي بكم نجح «داعش» في أن يهزّنا، وكم نحن منجذبون إلى السيناريو الذي يرسمه التنظيم. للأسف، فإن كثيرين من رواد الإنترنت سيجدون هذا المستوى غير المسبوق من الاحتراف البصري في تقديم العنف وتمجيده أمرا مغويا للمشاهدة، حتى ولو من باب الإدانة.. إنها ببساطة الرواية وكيف قدمت. وهنا لا يهتم كتاب السيناريوهات السينمائية الداعشية إن كنا ندين ما يرتكبونه. ما يهمهم هو أن نشاهد ونتألم ونخاف ونشعر أن جلدنا يحترق، كما شعر «معاذ الكساسبة» تماما. نشاهد أو لا نشاهد.. ننشر أم لا..؟ ما بين هاتين الجملتين تأرجحنا الأسبوع الماضي، فهل يحق لنا أن نشاهد ونتأمل تلك الدقة الدرامية المتناهية في تصوير يأس الشاب وذهوله وعينيه الزائغتين وموته الدرامي الحارق..؟ هل لنا القدرة النفسية على مقاومة فضولنا ورغبتنا العميقة في التلصص على عذابات نتخيلها ونشعر بها…
ميساء راشد غديرعضوة سابقة في المجلس الوطني الاتحادي، كاتبة عامود يومي في صحيفة البيان
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
تبدأ اليوم فعاليات القمة الحكومية في عامها الثالث برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، القمة التي يجتمع فيها القادة من حكومة دولة الإمارات وحكومات أخرى من دول عربية وأجنبية، للاطلاع على أفضل الممارسات الحكومية، ومناقشة سبل التقدم بهذه الممارسات من أجل هدف واحد، وهو تطوير الدول وإسعاد الشعوب. ربما يتساءل البعض عن أسباب انعقاد هذه القمة الحكومية التي اختارت الابتكار موضوعاً لها، وأهمية هذا الموضوع بالنسبة إلى الحكومات ومؤسساتها، لكن الإجابة عن هذه الأسئلة حتماً سنجدها في جلسات يتحدث فيها قادة لهم تجربتهم ولهم ممارساتهم الحكومية المتنوعة في مجالات متعددة التي قادت دولهم إلى التطور من جانب، وكانت سبباً في سعادة شعوبهم من جانب آخر. الجميع في دولة الإمارات، وكثيرون من خارجها يتطلعون إلى التجارب الحكومية التي سيتم عرضها ومناقشتها في هذه القمة، ويتطلع الجميع إلى الاستفادة من هذه التجارب، لأن ذلك يضمن مستقبلاً أفضل للحكومات والشعوب. القمة الحكومية…