الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥
دخل اليمن في مرحلة خطيرة جداً ليست فقط على اليمن بل أيضاً على دول منطقة الخليج العربي، حيث تمكنت جماعة الحوثيين من السيطرة على مفاصل الدولة في اليمن وفرضت سيطرتها على مناطق هامة فيه باستخدام القوة العسكرية. وبينما دول الخليج العربي منشغلة في أمور بعيدة عن اليمن تحركت قوى الحوثيين للانقلاب على الشرعية ـ التي ساهمت هذه الدول في خلقها ـ وعزل الرئيس وحل البرلمان وفرض الأمر الواقع على اليمن المنهك بالمشاكل من كل صوب وحدب. فتحرك الآخرون لتحقيق مكاسب لهم في اليمن في الوقت الذي غاب فيه الخليجيون، إنها المعادلة الصفرية في العلاقات الدولية. فبعد أن كانت دول الخليج العربي حاضرة في اليمن من خلال المبادرة الخليجية لمعالجة الوضع في اليمن خرجت من الواقع السياسي اليمني تاركة اليمن في يد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة حول اليمن الذي كان همه التوصل إلى اتفاق مهما كان شكله وبغض النظر عن تبعاته على دول الخليج العربي. وانشغلت دول الخليج في مشاكلها…
الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥
هذا ما يعتقده إلياس هِنكلي، وهو مستشار استراتيجي للاستثمار في الطاقة، فقد كتب مقالا تحليليّا طويلا، حول سياسة المملكة الإنتاجية خلال أزمة أسعار النفط الحالية. والمقال تحت عنوان مثير، "لحظة تاريخية: السعودية تتوقع قدوم نهاية عصر النفط"، نشره في مجلة "إنيرجي ترِند إنسيدر". بداية تحليله كانت مقبولة إلى حدّ ما، حول أسباب رغبة السعودية في التمسك بإنتاج أكبر كمية ممكنة من النفط، على الرغم من احتمال حدوث انخفاض كبير في الأسعار. لكنه سرعان ما جنح إلى الاعتقاد بأن السعودية الآن حريصة على بيع البرميل بربح ولو متواضع، فهو خير لها من أن يظل البرميل تحت الأرض لا تجد له زبونا! وأقول يا سبحان الله، هل بلغ بنا الأمر إلى هذا المستوى من التفكير غير المنطقي؟ وقد ذكر في بداية الحديث احتمال أمرين، إما أن السعودية كانت فعلا تحاول حماية حصتها في السوق النفطية، وإن كانت لم تحدد، حسب "علمنا"، مستوى إنتاجها الذي تريد الإبقاء عليه. ولم يتطرق الكاتب، كما اعتاد…
الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥
كانت صدمة كبيرة في مدريد عام 1999 عندما هبط أحد أنديتها الكبيرة، أتلتيكو مدريد، إلى دوري الدرجة الثانية. جثم حزن كالجبال على صدور جماهير الروخي بلانكوس، "أحد ألقاب أتلتيكو"، من جرّاء هذا الهبوط المفاجئ، الذي جاء بعد أقل من أربع سنوات من حصول الفريق على ثنائية الدوري والكأس. كانت الصدمة الكبرى لدى اللاعبين كونهم سيفتقدون أنصارهم الذين يهزون فيسنتي كالديرون، "ملعبهم"، بأهازيجهم ومؤازرتهم في دوري الدرجة الثانية. لكن كانت المفاجأة عند ملء هذا الجمهور الوفي مدرجات أي ملعب يخوض فيه أتلتيكو مبارياته في دوري الثانية، وليس فيسنتي كالديرون فقط. كان الجمهور فعالا جدا إلى درجة أنه أصبح لاعبا إضافيا مع الفريق ساعده على تحقيق الانتصارات المتتالية التي أعادته سريعا إلى مكانه الطبيعي مع الكبار. شعرت الفرق في دوري الثانية أنها تلعب أمام فريق يملك امتيازات لا تملكها. لديه متابعون يشجعون وقوفا.. يزأرون ولا يهتفون كبقية الأنصار. حينما عاد الروخي بلانكوس إلى دوري الكبار كان هناك حزن غائر يسكن أعماق أعضاء…
الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥
في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي بعث الرئيس باراك أوباما برسالة إلى مرشد إيران علي خامنئي، أكد فيها المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة وإيران. وبكلمات أحد مسؤولي الإدارة، طمأن أوباما القيادة الإيرانية في هذه الرسالة بقوله إننا في العراق «فقط لمحاربة داعش. وينبغي لكم أن تسهلوا مهمتنا هذه، لأنها في مصلحتكم». («نيويورك تايمز» - 7 تشرين الثاني 2014). رفض الإيرانيون، كما يبدو، هذا الطلب الأميركي بشيء من الازدراء، بحسب «واشنطن بوست» (3 كانون الأول/ديسمبر 2014). وتضيف الصحيفة أن ما حققه العراق من انتصارات على «داعش» في الخريف الماضي حصل بتدخل إيراني، من خلال توجيه ضربات جوية ضد قوات تنظيم «الدولة الإسلامية»، وربما أيضاً من خلال إرسال مقاتلي «حزب الله» اللبناني إلى العراق. وهو ما يشير، بحسب الصحيفة، إلى أن إيران تمارس نفوذها العسكري في إيران بشكل مستقل عن الأميركيين. علّق وزير الخارجية جون كيري على النشاط العسكري الإيراني هذا بقوله: «إذا كان محصوراًً في محاربة داعش، فإن تأثيره النهائي…
الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥
منذ عام 1980 والإيرانيون في كل سنة يحتفلون بذكرى ثورة الخميني، لكن مع مرور كل سنة يزداد عدد الكافرين بالثورة والمؤمنين بأنها كانت أعظم نكسة تاريخية في حياة إيران. عاما بعد عام، والمزيد من السياسيين والمثقفين، الذين كانوا جزءا من الثورة، أو ساندوها، يعيدون تقييم التجربة ضمن عودة الوعي التي تصاحب عادة الثورات أو التغييرات الفاشلة. وفي هذه الأيام، حيث تحتفل الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمرور 36 عاما على إسقاط الشاه، انضمت شخصية إيرانية إلى مجموعة المتراجعين، وهو محسن سازكارا، أحد الذين شاركوا في تأسيس الحرس الثوري، الذي كان، ولا يزال، نخبة القوة العسكرية للثورة، والأكثر سلطة واطلاعا. يتحدث بحسرة، بأنه لو عاد به الزمن لما شارك في الثورة، وأن إسقاط نظام الشاه كان خطأ نتيجته مكلفة للشعب الإيراني. ومعظم المتراجعين، مثله، متقاعدون، ليسوا طلاب مناصب، ولا طرفا في النزاع السياسي، بل بحكم العمر يتأملون المشهد ويقيمونه من تجربتهم، ومن المحصلة التي آلت إلى ما آلت إليه إيران اليوم. ولا شك…
إياد أبو شقراصحافي لبناني مقيم في لندن. حائز إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت وماجستير من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.
السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥
زرت ولاية نورث كارولينا الأميركية لأول مرة عام 1992. وأكثر ما أحببت فيها مدينة تشابل هيل الجامعية الجميلة الوادعة، فهي نسخة أميركية عن المدن الجامعية الأوروبية كأكسفورد ولايدن وتوبينغن ولوفان (لوفن). ولئن كان العنف ظاهرة مألوفة في الأحياء الشعبية في كبريات المدن الأميركية فهو نادر في بيئات أكاديمية راقية مثل تشابل هيل. كذلك إذا كانت العنصرية المشوبة بالتعصب الديني حقيقة في أجزاء من ولايات «الجنوب القديم» وما يسمى بـ«حزام الإنجيل» المحافظ، توجد الآن في هذه الولايات واحات من التسامح والانفتاح، وبالأخص، بعدما كبُرت مدن كثيرة، مثل أتلانتا وتشارلوت، صارت ذات طابع «كوزموبوليتاني» وفقدت الكثير من طبيعتها المحافظة الضيقة. مع هذا، في ظل الأجواء السياسية العامة، لم أفاجأ بوقوع جريمة تشابل هيل الثلاثية التي قتل فيها الشاب السوري ضياء بركات وعروسه الفلسطينية يسر أبو صالحة وأختها رزان - رحمهم الله -، كما أنني لم أفاجأ بـ«الفتور» الأولي في تعاطي الإعلام الأميركي معها. ومع أنني لا أود الانجرار لنظرية «التحامل على المسلمين»…
السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥
أختلف مع من يعتقد أن اليمنيين سيقاومون الحوثي، فلو كانوا قادرين على المواجهة وحماية اليمن من الانفجار الكبير، لما تردّدوا لحظة واحدة، إذ تكتظ مخازن منازلهم بالأسلحة، ولا تنقصهم «الحكمة اليمانية»، لكنهم بعد أربع سنوات من الاحتجاجات الشعبية والنزاع الداخلي، و«مكر» علي عبدالله صالح، ودموية الحوثي وإرهاب «القاعدة»، باتوا لا يكترثون بمن يحكمهم! الحقيقة التي يجب ألا تغيب عن اليمنيين، قبل جيرانهم الخليجيين، أن يمناً جديداً يتشكل، وقوة جديدة تسيطر عليه، والداعم لها والمؤثر فيها لا علاقة له بدول مجلس التعاون. على أهل اليمن إدراك أن بلادهم مُقبلة على سنوات من الضياع والدمار والصراع القبلي والمناطقي والفئوي والجهوي (إذا لم)، وسيبقى اليمن لعقود في مهب الريح، والقوي المترع بالسلاح هو الحاكم الذي سيفرض نفسه على الخريطة بالقوة الجبرية، وأبرز هؤلاء «الحوثي»! عبدالملك الحوثي «زعيم» اليمن الجديد يراه الحوثيون حامي العرين، وعين كل اليمنيين ومحارب الفاسدين، ونصير الفقراء والمظلومين، فيما يراه الآخرون الظالم والباطش والعصابة المجرمة! من المخيّبات، اكتظاظ دول الخليج…
السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥
الأوروبيون لا يرون أنفسهم أمة مهاجرين، بل دول قومية ذات هويات مغلقة. صحيح أن الدول التي ترى أنفسها «أمة مهاجرين» كدول العالم الجديد، مثل كندا، والولايات المتحدة، صنعت هوية عرقية/دينية صلبة، باعتبار المهاجرين المؤسسين للدولة مسيحيين، من المذهب البروتستنتي، وأنجلوسكسون، إلا أن سردية الهجرة أسهمت -أحياناً- في قبول أشخاص من أديان وأعراق مختلفة، ولو بشكل محدود. أو في تبني سياسات تعددية تتيح للمختلفين ثقافياً ممارسة اختلافهم بشكل علني في سياقات معينة. من دون أن يعني هذا عدم وجود إشكالات متعلقة بالهوية في هذه البلدان. لكن تجلي هذه المشكلات أقل حدة منه في أوروبا بالنسبة إلى العرب والمسلمين. إشكالات الهوية متضخمة في أوروبا؛ بسبب التناقض الشديد بين تدفق المهاجرين إلى أوروبا من ناحية، وبين الرغبة بالحفاظ على طابع ثابت لهوية وطنية فرنسية، ألمانية..الخ من ناحية أخرى. الهوية الأوروبية قائمة على الرغبة بإخضاع الآخر لشروطها، أكثر من التعايش معه. الرغبة بالحفاظ على هوية مغلقة مصمتة للدولة أصبح متضخماً في أوروبا، على رغم…
السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥
مقابل توقّع قاسم سليماني نهاية «داعش» «الحتميّة»، طلب باراك أوباما تفويضاً تشريعيّاً من الكونغرس مدّته ثلاث سنوات، لمحاربة ذاك التنظيم في العراق وسوريّة وفي مناطق تتعدّاهما. أغلب الظنّ أنّ توقّع أوباما أدقّ من توقّع سليماني. فلم يعد من الهرطقة أن يقال إنّ «داعش» يستند إلى دعم أهليّ في العراق كما في سوريّة، وإنّ الدعم هذا مصدره طائفيّ ومناطقيّ، ومحطّاته الكبرى تمرّ في استبداد النظامين الصدّاميّ البائد والأسديّ الحاليّ، وإهمال الأسدين لمناطق الشرق والشمال الشرقيّ في سوريّة، والعداء للسنّة بعد سقوط صدّام في العراق، ودمويّة المواجهات الأميركيّة - السنّيّة في «المثلّث السنّيّ» العراقيّ بعد 2003. لكنّ هذه العوامل كلّها، على أهميّتها، لا تكفي وحدها لتفسير قوّة «داعش»، أو لفهم الاستقبال الحسن الذي لقيه ويلقاه «خطابه الثقافيّ» واستحضاره «الخلافة» التي ربّما عاشت في المكبوت المديد لبيئات عريضة لم تجنِِ من عقود الحداثة الشكليّة، الجمهوريّة والعسكريّة، إلاّ النبذ والاستضعاف. فهناك أيضاً وجهة عريضة تشقّ اليوم طريقها في المنطقة، يمكننا أن نصفها بـ «الداعشيّة»،…
سعيد المظلومضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ،
حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد
بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية،
مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥
«يا عائشة ارفقي، فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً دلّهم على باب الرفق». حديث شريف عبدالله بن أبي بن سلول، كبير المنافقين ورأسهم، آذى الرسول، صلى الله عليه وسلم، وخاض معه صراعاً، وبموته انحسرت حركة النفاق. هذا ما عرفناه حينما كنا صغاراً، وقليلون هم الذين عرفوا أنه حين مرض وقربت ساعة وفاته، عاده المصطفى في بيته، فطلب ابنُ سلول منه أن يكفن بقميصه، فوافق عليه السلام. قال عبدالله بن عباس: سمعت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يقول: لما توفي عبدالله بن أبي بن سلول، ودعي رسول الله للصلاة عليه، فلما وقف يريد الصلاة عليه، قلتُ: يا رسول الله أتُصلي على عدو الله! القائل يوم كذا، كذا وكذا؟ ورحتُ أعدِّد أيامه، ورسول الله، عليه السلام، يبتسم، حتى إذا أكثرتُ عليه قال: «أخِّر عني يا عمر، إني خُيرت فاخترت، وقد قيل لي: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾، فلو أعلم أني…
الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥
ظلت العلاقة المتماسكة بين السعودية ومصر تقاوم محاولات "التأزيم" التي شنتها دول وجماعات مختلفة على مدى سنين طويلة. لعل أهم أسباب استمرار العلاقة المصيرية بين البلدين هو الاتفاق الأساسي على أن مصالح الدولتين ومواطنيهما وحمايتهم من المخاطر سواء فكرية أو محسوسة هو الأساس الذي يمكن أن تبنى عليه العلاقة القويمة. في بداية الثورة، حذرت المملكة ونبهت وحاولت أن تفهم الجميع أن بقاء الرئيس حسني مبارك مؤقت، وأن خروجه من "القصر" لا بد أن يسبقه ترتيب للأمور وإعادة تنظيم لإدارة البلاد، وأن استباق ذلك سيؤدي للدخول في نفق يفقد مصر قدرا كبيرا من وزنها السياسي، والفرص الاستثمارية، بل سيؤثر في اقتصاد البلاد. لكن أحدا لم يكن مستعدا للسماع أو الاتباع أو البوح بقناعاته، فدارت عجلة الأحداث سريعا، وأوصلتنا إلى حالة من الفصام في الشارع وفساد كبير سواء في المجال الأمني أو السياسي أو الاقتصادي بفعل من استغلوا الثورة لتحقيق مصالح ضيقة. عندما هاجمت مجموعة "مسيسة" السفارة السعودية في مصر، وثار البعض…
الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥
عندما تسلم رئيس دار نشر بلومزبري مسودة رواية هاري بوتر الأولى لم يكلف نفسه عناء قراءة جملة واحدة منها. فور أن حصل عليها وضعها على طاولة مكتبه وفوقها مفاتيح سيارته، حتى يتذكرها عندما يغادر المكتب ويحملها معه إلى المنزل. حينما وصل إلى منزله دعا ابنته، أليس (ثماني سنوات) لقراءتها. بعد مرور ساعات عدة اندفعت ابنته نحوه قائلة: "أرجوك، أعطني بقية الرواية". هنا أدرك نايجل نيوتن، رئيس دار نشر بلومزبري، أنه أمام عمل مثير للأطفال. فوافق بلا تردد على نشره رغم أنه يعلم أن هذا العمل رُفض من أكثر من دار نشر منافسة. لقد تخلى نيوتن بسبب هذا العمل عن قناعته بأن تكون داره متخصصة في الروايات الواقعية والأعمال الوثائقية. فتح أبواب داره، التي أُُُُسست عام 1986، لكتب الأطفال والروايات الخيالية إيمانا منه بأهمية العمل مهما كان جنسه وصنفه الأدبي. نجحت هذه السلسلة الروائية للكاتبة جي كي رولينج نجاحا باهرا في كل أرجاء المعمورة، وحققت لمؤلفتها المغمورة ثروة تقدر بأكثر من…