الثلاثاء ٢٠ يناير ٢٠١٥
هللت العديد من الأصوات للضربة الإسرائيلية المفاجئة التي قضت أول من أمس على 6 من رجال حزب الله، وقتلت جنرالا في الحرس الثوري الإيراني، كانوا موجودين سرا، لأمر ما، في القنيطرة السورية. تهليل يعبر عن الغضب والنقمة والتشفي، قيل صراحة على ألسنة وعلى حسابات التواصل الاجتماعي، لمسناه حتى من متعاطفي الجماعات الإسلامية. هذا التحول الكبير سببه بشاعة أفعال حزب الله، باستهدافها خصومها في لبنان، وولوغها في دم آلاف السوريين. التحول من الإعجاب بحزب الله إلى كراهيته حدث في أقل من عقد واحد. فقد كان هؤلاء أنفسهم من يناصر الحزب في لبنان سابقا، ويتبنى مشروعه السياسي والعسكري. وقد بدأ الغضب بعد أن احتلت ميليشيات الحزب بيروت الغربية، في «أحداث أيار»، بعد 3 سنوات من تورط الحزب في اغتيال الزعيم السني رفيق الحريري. سقط حزب الله، ومعه إيران، من المقام الرفيع والاحترام، الذي طالما احتله باسم الإسلام ولبنان وفلسطين. ثم جاء السقوط الكبير في أعقاب اصطفافه الطائفي الصريح في سوريا، بانخراط أبناء…
الثلاثاء ٢٠ يناير ٢٠١٥
كنت مسافراً إلى إحدى الدول الخليجية قبل شهر، وصادف أن المسافر الذي كان يجلس إلى جانبي بالطائرة هو أحد المسؤولين والمهندسين الأجانب، وهو في مركز قيادي كبير في إحدى الشركات المنفذة لمشروع مترو الرياض، وقد دار الحديث بيننا في غالبيته عن هذا المشروع الجبار والتحديات التي تواجهه، وتصميم الجانب السعودي على إنجازه في الفترة المحددة له، وأنا أدعو من كل قلبي أن ينفذ وفق ما هو مخطط له، وكلنا نتابع الزيارات والاجتماعات التي يقوم بها أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله لهذا المشروع العملاق، والذي سيغيِّر وجه عاصمتنا اقتصادياً واجتماعياً، بشكل لا يمكن تصوره عند اكتمال هذا المشروع الذي قد نكون تأخرنا في إقراره. المهم أن ما لاحظته في حديثي ونقاشي مع هذا المهندس عن أعداد السعوديين والسعوديات الذين وُظِّفوا في هذا المشروع هو التلعثم والتردد منه، وهو ما يعطي انطباعاً أنهم قلة لا تذكر، وهذا يثير التساؤل والاستغراب، فنحن -والكل يعرف- نعاني من مستوى بطالة مرتفع يصل إلى…
ميساء راشد غديرعضوة سابقة في المجلس الوطني الاتحادي، كاتبة عامود يومي في صحيفة البيان
الثلاثاء ٢٠ يناير ٢٠١٥
الحديث عن العلاقات الإماراتية المصرية ليس جديداً، فهذه العلاقات تاريخية وقد أسس لها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد ،طيب الله ثراه، حتى باتت نهجاً معروفاً لدى من خلفه من قيادتنا الكريمة وحتى أصبحت هذه العلاقات راسخة وثابتة وممهدة لتطوير علاقات أخرى لم تقف عند حدود العلاقات السياسية. بالأمس ألقى المشير عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية خلال افتتاح القمة العالمية للطاقة المتجددة بأبوظبي التي حضرها أثناء زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، قال السيسي إن الروابط بين مصر والإمارات تاريخية وراسخة، وأضاف قائلاً إن هذا التجمع قاصداً قمة الطاقة يعد حيوياً ومهماً في مجال الطاقة. ويمثل فرصة هامة لتبادل الرؤى والخبرات وطرح الحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه العالم، وتطرق في مجمل حديثه إلى قضية تشغل بال العالم كله وهي قضية الإرهاب التي اعتبرها ظاهرة، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك لمواجهتها. السيسي لديه من الخبرات مالديه لأنه من دولة لها كيانها المستقل ولها نفوذها وقوتها على الساحة السياسة والاقتصادية والعسكرية وفي…
الإثنين ١٩ يناير ٢٠١٥
لا أستحسن الخوض في المسائل المعروضة على القضاء ولا على الأحكام الصادرة عنه خاصة إذا كانت في المراحل الأولى من التقاضي، ولكن تنفيذ حكم الجلد الصادر بحق أحد المواطنين أثار في خاطري عدداً من التساؤلات التي أطمح في أن أجد لها جواباً وتفسيراً. أول هذه التساؤلات هو ما هو موقف قضاتنا الأفاضل من الحديث الوارد في صحيح البخاري الذي نصه "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله"؟ هل ينكرونه؟ وإذا لم يكونوا ينكرونه وإذا كانوا يؤمنون بالحديث الذي رواه عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ونصه: "ادرؤوا الحدود بالشبهات" أفلا يكفي هذا الحديث مع سابقه لندرأ عن أبنائنا الذين أسرفوا على أنفسهم عقوبة الجلد بأكثر من عشر جلدات؟ التساؤل الثاني هو عن الهدف من عقوبة الجلد، خاصة وأنها قد جاءت في الحالة الأخيرة مواكبة لعقوبات السجن والغرامة المالية، هل الهدف هو إيقاع الضرر والألم الجسدي؟…
الإثنين ١٩ يناير ٢٠١٥
خطأ فادح ارتكبته المجلة الفرنسية «شارلي إيبدو» مستغلة مناخ الحرية، الذي لا سقف له في الغرب عموما، وفي فرنسا خصوصا، بإساءتها لأكثر من مليار مسلم تحت ذريعة حرية التعبير. إنها لكارثة عندما يكون مفهوم هذه الحرية مفصلا على مقاس شعوب بعينها، ولا يناسب ولا يتوافق بتاتا مع شعوب ومجتمعات أخرى، ومع ذلك ينقلب المفهوم وتصبح هذه الحرية وبالا على من هي موجهة ضدهم وتسيء لمعتقداتهم ودينهم، ومن ثم هم مجبرون على المضي في معادلة غير متكافئة، فقط لأن الطرف الأقوى قرر أن هذا هو سقف الحريات، وعلى الجميع الإقرار والاعتراف والالتزام به، وإلا فهم «لا يستوعبون» حرية التعبير، كما قال الرئيس الفرنسي. عندما حدث الاعتداء على المجلة الفرنسية كانت الإدانة الدولية واضحة ولا لبس فيها، لكن مفهوم الإدانة يختلف من جهة لأخرى، فليس شرطا أن تأتي لأن الهجوم استهدف «حرية التعبير»، وإنما يمكن النظر إليها من زاوية أخرى في سياق هجوم إرهابي على أبرياء، وأنه أيضا لا يمكن تبرير ردة…
الإثنين ١٩ يناير ٢٠١٥
هل تذكرون حملة «أعيدوا لنا بناتنا»؟ إنها الحملة التي انطلقت عالميا قبل نحو تسعة أشهر حين خطفت زمرة «بوكو حرام» الإرهابية في نيجيريا نحو 300 فتاة من مدرستهن. حتى اليوم لم تتم إعادة الفتيات، بل تمكنت الجماعة التي تمارس عنفا مرعبا في المناطق التي تسيطر عليها من خطف وقتل العديد من المدنيين، إلى حد أن هناك تقديرات تشير إلى أن ضحايا «بوكو حرام» منذ مطلع السنة، أي خلال أقل من شهر، تجاوزوا الألفي شخص. وحملة «أعيدوا لنا بناتنا» كانت قد استقطبت شخصيات من حول العالم ومنظمات، وأخذت زخما إعلاميا وسياسيا واسعا في أسابيعها الأولى، لتعود وتذوي دون أن تثمر عودة أي من الفتيات. ليس فقط لم تعد الفتيات وبقين رهائن هذه الجماعة العنيفة، بل بدأت «بوكو حرام» في استخدامهن قنابل موقوتة من خلال إجبارهن على تفجير أنفسهن وقتل آخرين.. تكرر ذلك في أكثر من عملية، آخرها وأفظعها ربما حدث الأسبوع الماضي.. ففي الوقت نفسه الذي كنا فيه منشغلين بحملة «أنا…
الإثنين ١٩ يناير ٢٠١٥
الدين الإسلامي لم يتوقف بوجود نبي وتكوين الجيش الإسلامي فقط بل تحول عبر الزمن الى ثقافة عالمية اجتاحت الكرة الأرضية بأكملها، فخلال خمسة عشر قرنا مضت تغيرت وتطورت معطيات هذا الدين فمن مجموعة من الأشخاص يعدون على الأصابع بمن فيهم الرسول محمد عليه السلام انطلق الإسلام، ليشكل اليوم أكثر من مليار مسلم هم ربع العالم تقريبا وهم في تصاعد كبير فمن المتوقع بحسب الدراسات أن يتصاعد عدد المسلمين في العالم خلال العقدين القادمين ليشكل حوالي 35% من سكان العالم. عبر التاريخ الطويل لهذا الدين كانت المواجهات كبيرة ومتعددة وقد أتت في البداية من عشيرة النبي محمد عليه السلام الذين حاولوا السخرية من نبوءته واستخدموا كل الأساليب السياسية والاقتصادية والثقافية من اجل تغيير مسار هذا النبي، وكان الهدف الأساسي يتركز في قلقهم على التكوين السياسي لمكة وكذلك المؤسسات التجارية التي يرتكزون في سلطتهم عليها. لقد كانت تلك المحاولات كفيلة بالقضاء على هذه الرسالة لو لم تكن قضية أكبر من كونها ظاهرة…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ١٩ يناير ٢٠١٥
قبل الهجوم عليها، لم تكن مجلة "شارلي إبدو" تطبع أكثر من 60 ألف نسخة باللغة الفرنسية فقط، تبيع نصفها في أحسن الأحوال، ويعود الباقي مرتجعا عبر شركة التوزيع. بعد الهجوم طبعت المجلة 5 ملايين نسخة، بست عشرة لغة من بينها العربية، نفدت من الأسواق بحلول الساعة الثامنة صباحا من اليوم الذي صدر فيه العدد. قبل الهجوم عليها، كان سعر النسخة من "شارلي إبدو" ثلاثة دولارات ونصف. بعد الهجوم وصل سعر النسخة إلى أكثر من 600 دولار في المزادات التي أقيمت عليها في الإنترنت، بعد أن نفدت نسختها المطبوعة، وصار العديد من أصحاب الأكشاك الباريسية يرددون لزبائنهم "لم يعد لدينا أعداد". قبل الهجوم عليها، لم يكن قد اطلع على الرسوم المسيئة التي نشرتها مجلة "شارلي إبدو" عام 2011 سوى عدد قليل، وربما في فرنسا فقط. بعد الهجوم أعادت معظم وسائل الإعلام في أنحاء العالم نشر الصور، إما تحديا للمهاجمين، أو إشباعا لفضول القراء والمتابعين. قبل الهجوم على مجلة "شارلي إبدو" تجمع…
الأحد ١٨ يناير ٢٠١٥
من أسهل المهمات وأطوعها ثلاث: الهجاء، والتبرير، وتحميل الذات مسؤولية ما يفعله الآخرون. وإذا تبين لنا أن التبرير يختلف تماماً عن التفسير، تبين أن هذه المهمات الثلاث من أخطر ما أفرزته الثقافة السياسية العربية في ظل الاستبداد، وغياب حرية التعبير، وتراجع الحقوق. من المسؤول عن الإرهاب الذي ضرب باريس أخيراً، وقبله الرياض، ولندن، والقاهرة، ونيويورك... إلخ؟ أصبح من السهل بالنسبة الى البعض الإجابة عن هذا السؤال بأن المسؤول هم العرب والمسلمون. مسؤولية جماعية كهذه تؤسس لعقاب جماعي، بل يبدو أن العقاب الجماعي قادم لا محالة. هناك من يقصد بهذه الإجابة الدول وسياستها وليس الشعوب، لكنه يسيء التعبير، أو يتجنب التحديد المباشر لاعتبارات يراها مبررة، ومن ثم يستسهل توجيه تهمة جماعية مثل هذه. ثم هناك من بدأ الشعورُ بالذنب يحيك في صدره نظراً لبشاعة الإرهاب وطول أمده وذراعه. بدأ يخاف من أن تطاوله التهمة الجماعية الأوروبية- الأميركية بأن كل ما هو عربي أو مسلم مسؤول بطريقة ما وبدرجة ما عن هذا…
الأحد ١٨ يناير ٢٠١٥
يعد الشاعر أبو الحسن التهامي أحد كبار شعراء العرب، حتى إن المتخصصين في فنه نعتوه بشاعر وقته.. نشأ شاعرنا في الفترة المضطربة للدولة العباسية، وتنقل من (جازان) إلى (مصر) ثم (الشام) ثم (العراق)، وتعرض في حياته لمصاعب كثيرة جدا، وأشعاره مشهود له فيها بالبراعة، وجودة المعاني، له قصيدة مشهورة مطلعها: "حكمُ المنيَّةِ في البريَّةِ جار.."، يقول فيها عن (الحياة) بيتين رائعين: طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنت تريدها صفواً من الأقذاءِ والأكدارِ ومكلِّفُ الأيَّامِ ضدَّ طباعها متطلِّبٌ في الماءِ جَذوةَ نارِ الحياة فيها الحزن، والهم، والغم، والكدر، والكرب، والكآبة وفيها غير ذلك، وعكس كل ذلك، ولكن ليس فيها أنها ـ أي الحياة ـ ستتوقف أو ستغير من طريقتها جبرا لخاطر فلان، أو من أجل عيون علان، بل هذا نوع من المستحيلات التي لا يمكن تصور حدوثها.. حياة الإنسان تهمه وحده، وأحيانا أو غالبا تهم المحيطين به، وقيمة الإنسان متوقفة على الدور الذي يمكن له أن يكون قد أحدثه، أو الذي سيحدثه فيها،…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الأحد ١٨ يناير ٢٠١٥
على وقع هجمات الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني على مملكة البحرين، سارعت دول مجلس التعاوُن الخليجي لاستدعاء سفراء لبنان لدى عواصمها، موجِّهةً تحذيراً للحزب وللإدارة اللبنانية أن تتحرك صوناً لمصالحها وأمْن أشقائها. وموقف مجلس التعاون هذا حتى في مسألة البحرين، جديدٌ نسبياً. فقليلاً ما كانت دول الخليج تهتم لصراخ الميليشيات الإيرانية من حولها، مرةً من أجل «المظلومية» الشيعية، ومرة أُخرى من أجل الممانعة والمقاومة، وفي الفترة الأخيرة من أجل مكافحة الإرهابيين والتكفيريين! أما موقف الأمين العام لـ«حزب الله»، فهو جديدٌ وليس جديداً. فدعاوى المظلومية والمقاومة والتكفير تتكرر منذ سنوات. أما الجديد فهو المقارنة بين إجراءات حكومة البحرين والسياسات الصهيونية تجاه الاستيطان والفلسطينيين! وهذه دعوى خارجة عن الحدّ، لكنها ليست جديدةً تماماً في سياق تصرفات «حزب الله» في لبنان وسوريا والعراق واليمن: الاستيلاء على الأرض والمؤسسات بالسلاح، وتهديد من يشكل خطراً على المشروع الإيراني، وادعاء تمثيل المجتمعات في مواجهة الدول، والتساوم مع الأميركيين والإسرائيليين مقابل هذا أو ذاك من الأمور! كيف…
الأحد ١٨ يناير ٢٠١٥
لنفترض جدلاً أن الغرب توقف عن نشر الرسوم المسيئة، وأعلن أمام رؤوس الأشهاد أنه لن يتعرض لنقد الدين الإسلامي في مطبوعاته ووسائله الإعلامية. ولنفترض أن هذا الغرب سيتدخل لإنهاء الحرب في سورية، وسيضغط على إسرائيل لتذعن لمبادرات السلام التي نطالب بها، وسيقوم بإعادة بناء العراق وتنقية أجوائه الطائفية على رغم صعوبة ذلك. لنفترض جدلاً أن مسائل ليبيا ستحل بأية طريقة ويعود لشعبها الهدوء، ودعونا نفترض أن لا مشكلة في اليمن، ونفترض أن المملكة جرّمت الطائفية وطبقت ذلك بكل حزم، ونفترض ونفترض، ثم نتساءل بعد ذلك: وماذا بعد؟ ما الذي سيتغير في أحوالنا؟ هل ستختفي الجماعات الإرهابية التكفيرية من الساحة؟ هل سيتوقف نشاط «الإسلام السياسي»؟ أين سيجد قياديو هذا النشاط أنفسهم بعد ذلك؟ هل سيقبل الشيخ الفلاني، وهو الذي أفنى عمره تحريضاً، بأن يتحول إلى موظف في حكومة أو مؤسسة لا دور له في التسلط فيها على العامة وتصنيفهم؟ هل سيقبل المحرض أو «الداعية» الآخر، كما يحلو لهم تسميته، بالركون إلى…