الخميس ١٦ أكتوبر ٢٠١٤
التقرير الذي بثته شبكة الـ CNN الأسبوع الماضي كان صادماً ومؤلماً في الوقت ذاته! فلقد كشفت إحدى النساء السوريات (25 عاماً واسمها الحركي خديجة) عن تجربتها مع «داعش»، وكيف أنها تعرفت إلى شاب تونسي عبر شبكة الإنترنت وأقنعها بالزواج بعد أن وثقت به حتى أغراها بالانضمام إلى «داعش»؛ كاشفاً لها أن التنظيم ليس في الحقيقة كما يتداول بين الناس، وأنه ليس منظمة إرهابية، تقول: أخبرني هذا الرجل بأن التنظيم يطبق المبادئ الأساسية للإسلام، أما ونحن في حالة حرب الآن، للسيطرة على البلاد (أي سوريا)، فلا بد وأن نمارس العنف. أقنعت (خديجة) أهلها بالحضور إلى مدينة (الرقة) بشرق سوريا كي تسجل أخوتها في المدرسة، لكنها وجدت نفسها منضوية في لواء (الخنساء) التابع لـ «داعش». ومن هنالك بدأت مأساتها، حيث تعرضت للعديد من الممارسات الوحشية، ووصفت حالتها بأنها تتجه من فوضى إلى فوضى أكبر منها، حيث عليها مواجهة عناصر «الجيش السوري الحر»، والنظام وبراميله المتفجرة، الجرحى، العيادات الطبية، الدم. والمشكلة تقول: وجدت…
الخميس ١٦ أكتوبر ٢٠١٤
يشهد العالم على الدوام طفرات كبيرة في مختلف المجالات، ولا سيما التكنولوجيا منها، فتأتي الطابعة ثلاثية الأبعاد (3D printing) بوصفها أحد أهم الاختراعات التي من المتوقع أن تحدث طفرة في مجال التصنيع؛ فهي قادرة على استنساخ وتصنيع المجسمات في شكلها ثلاثي الأبعاد، وبالتالي توفير الوقت والجهد. ولم يكن لهذه التقنية أن تغيب عمن هو ساعٍ على الدوام لتحقيق مزيد من النفوذ في المنطقة، فجاء النظام الإيراني سباقا في هذه التكنولوجيا، ولكن هذه المرة ليس في الجانب الصناعي الذي يواجه صعوبات في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، غير أنه يحسب للنظام الإيراني التقدم الذي حققه رغم تلك الإشكاليات. فجاء توظيف تلك التقنية في جانب آخر نسير مع القارئ خلال السطور القادمة لنكتشف جوانبه. لكي تقوم باستنساخ أمر ما، فإن الأمر يتطلب وجود نموذج تقوم بالبناء عليه لتقوم الطابعة ثلاثية الأبعاد بدورها. وفي الحالة التي بين أيدينا لم يكن من نموذج لدى النظام الإيراني أفضل من نموذج «حزب الله» اللبناني لتقوم…
الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٤
عندما يلجأ أحدنا لمواقع التواصل الاجتماعي مناشدا المسؤولين وفاعلي الخير توفير العلاج له أو لأحد أقاربه، فهي دلالة على أنه قد استنفد وسائل المناشدة كافة، وأنه قد مر على المستشفيات واحدا تلو الآخر ولم يجد معينا، ومارس "هَم" مراجعة وزارة الصحة أيضا ولم يجد نصيرا، ولجأ لكل مسؤول يعتقد أن المواطن أمانة في عنقه ولم يجد مجيبا. لا نتحدث عن حالة عابرة ولا عن حالتين أو عشر، بل في "تويتر" مئات الحالات التي تتوسل العلاج سواء الداخلي منه أو الخارجي، ولو أن مسؤولا في وزارة الصحة أجرى بحثا في "تويتر" بـ "مريض يناشد المسؤولين"، لوجد ما يندى له الجبين. لا نبالغ في الأمر؛ بل نحن أمام معضلة حقيقية فالمواطن يعاني وهو يبحث عن العلاج، ومن العيب أن يلجأ لمواقع التواصل الاجتماعي باحثا عن فاعل خير، أو اللجوء لصديق أو قريب يتوسط له للعلاج في مستشفى حكومي، فالعلاج حق للمواطن يجب أن يقدم له دون توسل أو واسطة أو منّة أيضا.…
الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٤
يولد الإنسان، والحب يغمره. حب الأم، حب الأب، رعايتهما له، إحساسهما به، بهجتهما بابتسامته الأولى، كلمته الأولى، وقفته الأولى، وخطوته الأولى. ذاكرة مترعة بالفرح. تبدأ رؤى هذا الإنسان تتشكل، حبه لمن حوله، من الناس، والأمكنة. هذه الصورة تسكن خياله، تصوغ شخصيته. من هذا الثنائي الجميل - الأب والأم - وسواهما تبدأ تتشكل معارفه، خبراته، محبته وولاؤه لوطنه، أفكاره، والقيم التي يؤمن بها، يبدأ في التعرف على أبجديات دينه، وأعراف وتقاليد بيئته ومجتمعه. كل هذه الأمور تصوغ في النهاية قصة حب رائعة، للوطن والناس والبيئة. هذه هي القصة الطبيعية التي يمر بها أي إنسان. لكن يحدث أحيانا بعض الشذوذ، فيأتي النتاج شاذا، إذ يحول هذا بعض النشء إلى كيانات تنضح بالكراهية والحقد والغلو والإرهاب. إن هذه المتغيرات التي تصوغها مؤثرات غريبة، تؤدي إلى نماذج الشذوذ المنتشرة من حولنا، وآخر موضاتها داعش. هذه النبتة الشاذة، لم تتسلط على مجتمعنا فقط، بل إنها امتدت إلى كل الكون، فوجدنا قتلة دواعش من أمريكا وبريطانيا…
الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٤
من المؤكد أن آخر شهادة تحتاجها دولة الإمارات لجهودها في محاربة الإرهاب الذي يهدد المجتمعات المستقرة في العالم هي شهادة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي انتقد موقف الإمارات في محاربة الإرهاب قبل أن يعتذر عن تصريحاته التي أطلقها في محاضرة له في جامعة هارفارد مؤخراً، دون دليل أو إثبات، وهي تؤكد على ارتباك الموقف الأميركي حول ما يجري في العالم. مبدئياً، بايدن شخص محنك في السياسة الخارجية وفي معرفته بالمنطقة، كونه كان عضواً في مجلس العلاقات الخارجية في الكونجرس الأميركي، وبالتالي فإن أي تبرير منه بأنه لم يقصد الاتهام، أو أنها «هفوة»، أو أنه لم يقصد الإمارات.. مسألة فيها شك، خاصة أن الاتهام جاء دون أن يوجَّه إليه أي سؤال من الجمهور، وإنما ورد ضمن سياق حديثه، كما أنه في المقابل لم يذكر دولا في المنطقة يعتبرها كثيرون سبباً رئيسياً فيما يحدث في المنطقة من فوضى. موقف الإدارة الأميركية الحالية في الكثير من ملفات المنطقة «ملتبس» بالنسبة لكثير من…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٤
أما السؤال الأول، فرغم ظاهره الفلسفي العميق وما يمكن أن ينطوي عليه في أعماقه من أبعاد معرفية، إلا أنه تحوّل بفعل الصحافة إلى سؤال تقليدي هش بسببٍ من سوء استخدامه من لدن ذوي الأسئلة، وابتذاله من لدن ذوي الأجوبة! حتى الذين لمّا ينخرطوا في عمق الكتابة أصبحوا يستجيبون بكل نرجسية لسؤال: لماذا نكتب؟! لا أحد يمكنه أن ينفي وجاهة السؤال أو الشغف للإجابة، لكن سؤالاً كهذا يحتاج للإجابة عنه مساحة كبيرة وفضفاضة من الصدق والوضوح والتجرد. هل نحن نكتب لأن «الكتابة تجري في دمنا»، كما يتكرر في كثير من الحوارات الصحافية، أو أننا «لا نستطيع التنفس من دون كتابة» أو لأننا «نريد أن نساهم في إصلاح هذا الكون»؟! أجزم بأن بعضاً أو قليلاً من الكتّاب مسكون بهذه الهواجس الطوباوية لنزعة الكتابة، لكن آخرين كُثُراً هم في الحقيقة يكتبون: حبّاً للظهور وخدمة لمصالحهم وسلّماً للوصول إلى سدة المناصب ورؤوس المجالس. ولا ضير في هذا لو كان مصحوباً بذاك، فنحن لا ننشد…
إياد أبو شقراصحافي لبناني مقيم في لندن. حائز إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت وماجستير من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.
الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٤
مرة أخرى رفضت واشنطن المناشدات المتكررة بإنشاء مناطق حظر طيران وقطاعات عازلة على الحدود السورية. لقد أحجمت عن الإجابة عن سؤال جوهري هو: إذا كانت حقا تؤمن بأن «لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا»، ما الخطوات العملية التي ستتخذها لمنع ميليشيا الأسد، وحليفاتها الميليشيات الطائفية غير السورية، من استغلال عمليات التحالف العسكرية لإعادة السيطرة على المناطق التي تعدنا بتحريرها من وجود تنظيم داعش وأمثاله من الجماعات المتطرفة؟ وتكرارا، لم توضح واشنطن، في سياق التعامل المُلتبس مع تطوّر «السيناريو» العراقي - السوري، ما إذا كان لديها حقا استراتيجية متكاملة للمنطقة.. تربط ما يحصل على الأرض مع الطموحات الإقليمية المعلنة والتغيرات السياسية والأمنية المتلاحقة. لم توضح عمليا موقفها إزاء منع حزب الله انتخاب رئيس لبناني جديد ما لم يكن هذا الرئيس دمية يضعها في جيبه، ولا استيلاء الحوثيين على الحكم في اليمن، ولا الوجود الميداني الإيراني الذي يشجع قادة نظام طهران على التباهي بأنهم اليوم يسيطرون على 4 عواصم عربية. ما…
الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٤
نحن أمام وضع واضح إلى حد ما، من حيث العدو والصديق في الحرب على «داعش»، لكن قد تتغير الأوضاع لاحقا. فرئيس وزراء العراق الجديد، حيدر عبادي، يقول إن الخليج والسعودية أدركوا أن دعمهم للمتطرفين سيهدد أمنهم، لهذا بدلوا استراتيجيتهم! والسعوديون يؤكدون أن «داعش» ولدت في حضن النظام السوري. والإيرانيون يعترفون في العلن أن بعض قيادات «القاعدة» لا يزالون في ضيافتهم في داخل إيران. وتركيا، معروف أنها البوابة الواسعة لكل آلاف المقاتلين، المحترمين والإرهابيين معا، الذين تسللوا إلى سوريا. والجميع يتفق على أن تردد الحكومة الأميركية في التدخل لسنوات تسبب في تحول القط إلى وحش إرهابي يهدد العالم كله. والأميركيون، أنفسهم، يعترفون اليوم أنهم أساءوا التقدير، ويعترفون أن حكومة العراق السابقة تحت إدارة المالكي بسياستها الانتقامية الطائفية أدت إلى ولادة جيش «داعش» العراق المخيف. رغم الاختلافات وصعوبة التعامل مع جماعات إرهابية، فإنه يوجد أمل بكبح الخطر. فالتحالف القائم وعاء سياسي وقانوني وعسكري يمكن تطويره لإيجاد حلول للأسباب الجذرية، بوقف التنافس السياسي…
الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٤
من النادر جدا أن تسمع زعيما يدعو للشدة في معاملة الناس. جرت عادة الزعماء والعلماء على القول إن اللين هو السنة الصحيحة. ويستشهدون على هذا بآيات وأحاديث، وينقلون روايات تاريخية عن ملاينة الزعيم أو العالم الفلاني لمعارضيه، فضلا عن أتباعه. لكن مفهوم "اللين" لا يفيد كثيرا في العلاقات غير الشخصية، سيما مع المخالفين. مبدأ الملاينة صحيح في علاقة محددة بينك وبين شخص آخر، أو في علاقتك مع أتباعك والأشخاص الذين تجمعك وإياهم قناعة مشتركة ومفهوم واحد للحياة والعالم. أما المعيار الناظم للمواقف العامة والعلاقة مع المخالفين فهو مبدأ "التسامح". التسامح هو الإقرار بأن لكل إنسان حقا في اختيار ما يراه مناسبا لشخصه، من فكرة أو اعتقاد أو طريقة عيش أو منظومة علاقات اجتماعية أو موقف سياسي أو تصور عن المستقبل. أرضية هذا المبدأ هي الإيمان بعقلانية الإنسان وحريته، وكونه قادرا على حساب عواقب قراراته وأفعاله، وتحمل المسؤولية المترتبة عليها. نحن ننظر للناس كعقلاء يتبعون ما توصلوا إليه بعقولهم. أنت تؤمن…
الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٤
من متمرّدين على الدولة إلى حكّام لهذه الدولة، ومن ميليشيا في صعدة إلى «جيش» في صنعاء فالحُديِّدة غرباً ومأرب شرقاً وصولاً إلى باب المندب جنوباً. قد تنمّ مسيرة «الحوثيين» عن ذكاء خارق أو غباء صارخ، وقد تعكس قوة كامنة أو انتفاخاً غير طبيعي للذات، لكنها في مختلف الأحوال لا تشي بأن لديهم مشروعاً يمنياً، ومن أجل اليمن، بلدهم ووطنهم المفترضين، ولا من أجل اليمنيين، أهلهم وشعبهم المفترضين أيضاً. فلو كان لديهم مشروع بهذه الروح لتصرّفوا على نحو مغاير تماماً، أي لما وضعوا الدولة والجيش والمجتمع في مجازفات الانهيار والتفكك والانقسام وتدمير الذات. كانت طهران أول مَن رحّب رسمياً بـ «الاتفاق» بين عبدالملك الحوثي وجمال بن عمر، فيما كانت صنعاء تنفي حصوله، وقبل ساعات من إعلان المبعوث الأممي أن «الاتفاق» حصل. بعد أقلّ من ثمانٍ وأربعين ساعة كان «الحوثيون» يجتاحون العاصمة، ويحاصرون منشآت ومواقع ومنازل، مستكملين الاختراق الذي بدأوه قبل أيام. وعندما استُجلس رئيس البلاد وممثلو القوى السياسية للتوقيع على «اتفاق…
الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٤
من أهم عيوب الطفرة التقنية والمعلوماتية الهائلة التي نشهدها حالياً، العزلة الاجتماعية وانحسار التواصل الإنساني إلى الحد الأدنى، فقد بات معظمنا يقضي ساعات طويلة كل يوم في استكشاف العالم الافتراضي، ولكننا نفشل في استكشاف العالم الحقيقي من حولنا، ويوماً بعد يوم يزداد عقوقنا للطبيعة الأم، التي خلقها الله سبحانه وتعالى لنستمتع بها ونتواصل معها، لتساعدنا على تعزيز صحتنا العقلية والروحية والبدنية. فمن المهم لنا كوننا بشراً، أن نعود إلى أحضان الطبيعة ونتأمل في نظامها الرباني البديع، ونتصالح معها ونقدرها، ونبذل الجهد للمحافظة عليها للأجيال القادمة. وترسيخاً لرسالتها في تعزيز الوعي البيئي، والتنمية المستدامة في إمارة أبوظبي، وضمان استمرار إدراج القضايا البيئية ضمن أهم الأولويات في الأجندة الوطنية، افتتحت هيئة البيئة - أبوظبي مؤخراً محمية الوثبة للأراضي الرطبة، ومتنزه القرم الوطني أمام الجمهور، للتعرّف إلى ثرواتنا الطبيعية عن قرب، في إطار جهودها لتحقيق أهداف رؤية أبوظبي 2030. يظن البعض أن الطبيعة في دولة الإمارات عبارة عن الصحارى والبحار وحسب، وأن التطور…
الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٤
نبهت طهران على لسان نائب وزير خارجيتها للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، واشنطن من أن إسقاط نظام بشار الأسد، ليس من مصلحة الولايات المتحدة أو إسرائيل، مما يعد بادرة حسن نيات منها تجاه تل أبيب، حيث أصبحت طهران وفقا لكلام مسؤوليها حريصة على أمن إسرائيل، التي تتخوف من الفوضى على حدودها الشمالية مع سوريا «الجولان المحتل» بحال حصول انهيار مفاجئ في صفوف قوات الأسد، يؤدي إلى تضعضع في هيكليات النظام وما تبقى من مؤسساته، يصعب من بعده ملء الفراغ السياسي والأمني الذي يحاول الجميع تحاشيه. قلق طهران الجدي على ما يبدو في هذه المرحلة على مستقبل النظام في دمشق، نابع من تناقض التصريحات الأميركية في الحرب على «داعش»، فقد حذر عبد اللهيان في تصريحه، من أن تأخذ حرب واشنطن وحلفائها الأوروبيين والإقليميين على «داعش» بعدا آخر، يساعد قوات المعارضة على الاقتراب أكثر من دمشق، أو إعادة التوازن العسكري مع النظام، في الأماكن التي سوف ينحسر فيها وجود تنظيم…