آراء

الإمارات ومخاطر الاستثمار في أفريقيا

السبت ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤

من الناحية النظرية، والنظرة السطحية، يبدو الاستثمار في دول القارة الأفريقية واعداً لدولة كالإمارات العربية المتحدة التي أصبحت الاستثمارات في الخارج جزءاً من تطلعاتها المستقبلية، لكن المسألة ليست بهذه البساطة. صحيح أنه في السنوات الأخيرة، ونتيجة للشروط التي تم فرضها على المساعدات الخارجية الممنوحة لدول أفريقيا من قبل المانحين الدوليين، ومؤسسات التمويل المالي العالمية، قامت الدول عبر القارة خلال العشرين عاماً الماضية بتحرير التجارة، وموازنة الميزانيات، وتأسيس مراكز استثمارية، وإقامة البورصات، وسن قوانين الخصخصة، وتطبيق عمليات خصخصة واسعة عن طريق بيع المشاريع التي تملكها الدولة إلى مستثمرين محليين وأجانب. وبالإضافة إلى ذلك فإن التغيرات السياسية الجذرية صاحبت العديد من تلك التحولات الاقتصادية، لكن جميع هذه الإجراءات لم تتضح نتائجها بشكل إيجابي يشجع على القول بأن دول القارة الأفريقية هي الساحة الجديدة الواعدة التي يمكن لدولة الإمارات أن تتجه إليها بطمأنينة، لكي تضخ فيها استثمارات ضخمة. الواقع أننا لانستطيع القول بشكل قاطع بأن الاستثمارات هناك لن تكون ناجحة لو توافرت لها…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

تحيا تونس

السبت ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤

غداً (الأحد)، تحتفل البقية المتبقية المؤمنة بالربيع العربي بيوم من أيامها التاريخية المصيرية المباركة، إنها الانتخابات التونسية التي بنجاحها تحصل تونس على شهادة النجاة من نفسها «الأمّارة بالسوء»، التي وسوست لها غير مرة أن الديموقراطية فتنة، والعهد القديم بعجره وبجره هو الاستقرار، ومن أعداء الربيع العربي المرعوبين من سنن التغيير، الذين ما فتئوا يحفرون لها الكمائن لتتعثر، بل الأفضل لهم أن تنتكس تماماً وتعود سيرتها الأولى منتظمة في عهود الاستبداد المملوكي العربي الذي استقر بيننا ألف عام ونيف حتى حسبنا أنه الأصل وأنه قدر الله وحكمته علينا، فانفجرت مسيرة التغيير علينا أجمعين من بلد مجهول لغالب العرب وسط تونس في كانون الأول (ديسمبر) 2010، فأصبح ذلك التاريخ ولادة جديدة لنا ومن سيدي بوزيد محجاً للمؤمنين بتلك اللحظة التاريخية ومقاصدها. نجاح الربيع العربي في تونس يؤكد أن ما حصل فيها قبل أربعة أعوام لم يكن حدثاً عارضاً وإنما حتمية تاريخية لا بد أن تنتصر لمن فَقُهَ علم التاريخ وسننه، من المؤمنين…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

كيف غرر صالح بالإعلام والحكومات

السبت ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤

أدعي أني أعرف الكثير عن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، خلال السنين الطويلة الماضية، ما يكفي لفهمه، وأبرزها أنه بلا مصداقية، يعتمد بشكل كبير على سياسة التضليل! ولسنين طويلة ضلّل الأميركيين، والخليجيين، والعراقيين، والسوريين، وبشكل أكثر كان يخادع القيادات السياسية، والحزبية، والقبلية، في اليمن. هذا تاريخ صالح؛ اللعب على الحبال، أو كما يقول نفسه «الرقص على رؤوس الثعابين»؛ مما مكنه من البقاء حاكما لبلد مليء بالتناقضات والمنافسين. الذي جرى في الأسابيع الثمانية الماضية مسرحية أخرى من إنتاج المؤلف صالح، فقد فوجئ الجميع بأن جماعة مسلحة، الحوثيين، تستولي بسهولة على أكبر مدن اليمن ومحافظاتها، وواجهت القليل جدا من القوات الحكومية والقبلية. الحوثيون ليسوا «داعش»، فهم ميليشيا قبلية، تنظيم مسلح قوي فقط في مناطقه؛ أي شمال اليمن، وما كان له أن يتمدد إلى أقصى جنوب غربي البلاد من دون حليف. وقد صدق كثيرون رواية الاكتساح الحوثي دون التدقيق فيها. الذي سهل عملية التلفيق، أن موظفي صالح السابقين نثروا كمية كبيرة…

سناء العاجي
سناء العاجي
كاتبة وباحثة مغربية

التطرف لم يولد من فراغ

الجمعة ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤

على الفايسبوك، كتب أحد الأصدقاء مثالا وجدته جد معبر عن واقعنا الحالي: تخيل أن يكون لديك طفل تُعَلمه منذ الصغر بأن حيوان الكوالا سيء جدا وقذر وعنيف تجب محاربته. تخيل أن يكبر طفلك وأنت ترسخ لديه تدريجيا هذه الفكرة. في أحد الأيام، تذهب الأسرة إلى بيت الجيران. تجد لديهم كوالا. يضربه الطفل بعنف ويحاول طرده أو رميه من النافذة. يشعر الوالدان بالحرج أمام تصرف ابنهما. يعتذران للجيران وهما يعنفان الصغير لأن تصرفه غير سوي. هذا بالضبط ما يحدث لدينا اليوم. نعتقل المشجعين لداعش ونندد بهم وبسلوكهم "غير الإسلامي"، في حين أننا، أُسرًا ومؤسسات، ساهمنا في تكوين النسق الفكري لهؤلاء الأفراد. نعلم الأطفال في المدارس بأن الجهاد في سبيل الله واجب على كل مسلم. بأن الدين عند الله الإسلام وبأن من هم دوننا كفار سيشكلون حطب جهنم. نعلمهم في المدارس بأن النصارى واليهود هم المغضوب عليهم وهم الضالون. بأن المسلم وحده يملك الحقيقة. لا، بل وأكثر من ذلك: بأن المسلم السني…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

الأب يرجم ابنته.. إعلان «داعش» الترويجي

الجمعة ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤

لماذا حرص تنظيم «داعش» على ترويج فيديو لمقاتليه يرتكبون جريمة رجم امرأة حتى الموت بمشاركة الأب؟ هذا الفيديو سيبقى واحدا من أكثر الفيديوهات بشاعة، وإساءة للمسلمين، وفي نفس الوقت يدلنا، لا على وحشية التنظيم، فهذا أمر سبق تأسيسه، بل على قدرته على البقاء ظاهرا على سطح الإعلام، واستخدام الإعلام الاجتماعي لأغراضه، ودليلا على نجاحه على التفوق، وحصوله على أعلى الموضوعات التي تناقش. لقد حققت بشاعته ما يريده إعلاميا. هدفه أن يصدم الناس بأقصى، وأقسى ما يمكن من صور لقطع الرؤوس، وقتل المدنيين العزل جماعيا، وملاحقة النساء ورجمهن. لم يسبق حتى لتنظيم القاعدة، الذي قَص شريط العنف المصور، أن تمادى كما يفعل مقاتلو «داعش». هذا العنف والوحشية لا تباع لعامة الناس للتدليل على شراستهم، إنما ترافق عملية إقناع بأنهم الإسلام الصحيح، وأنهم النظام البديل، وأنهم قادرون على تجنيد المزيد من خلال التحدي، والتغيير، والترويج لتفسيره الخاص بالإسلام. الفيديو الصادم يوضح قدرة المتطرفين على إقناع الأب الجاهل، أنه عندما يرجم ابنته ستذهب…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

الدين والدولة بين الانفجار والتفكك

الجمعة ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤

قالت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، في كلمتها الافتتاحية «لملتقى أبوظبي الاستراتيجي الأول» (19 و20 أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، إنَّ السنوات الثلاث الأخيرة شهدت «تداخُلَ الثورات مع التحولات الدولية والمشاريع الجيوسياسية، وانفجار الجغرافيا السياسية الناجمة عن تفكك الإمبراطورية العثمانية والهندسة الاستعمارية الأوروبية (سايكس - بيكو)، ودخول بعض القوى الإقليمية مثل إيران وتركيا لاعبًا داخليًا فاعلًا في المنطقة ومؤثرًا في أزماتها وتوازناتها، ودخول المنطقة في حرب طائفية طويلة. وتجذر فاعلية التطرف الديني في مرحلة الانتقال السياسي الذي عرفته الدول التي شهدت ثورات..». هناك إذن 4 ظواهر؛ اثنتان خاصتان بالانفجارات الدينية والطائفية، واثنتان خاصتان بالتفكك الجيوسياسي، والتدخل الإقليمي على وقع ذلك التفكك الجيوسياسي. وهكذا فإنَّ الواقع الراهن لا يمكن فهمه ومحاولة التصرف إزاءه إلا بفهم التداخل بين هذه العناصر الأربع. والواقع أنَّ هذه الظواهر المترابطة والتي يتشارك كلٌّ منها في صنع الآخر، يجب لوضعها في سياقاتها الحالية التنبيه إلى أمرين آخرين هما اللذان أطلقا هذه الديناميات: هجمة «القاعدة» على الولايات…

علي الجحلي
علي الجحلي
كاتب سعودي

اختفاء المبتعثين

الجمعة ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤

تابع المجتمع السعودي حالات اختفاء عدد من المبتعثين والمبتعثات بقلق كبير، بل إن مواضيع الاختفاء تتصدر أحاديث المجالس، خصوصا تلك التي ترتبط بشبهة جنائية أو الالتحاق بجماعات إرهابية أو المشاركة في أعمال لا تتعلق بالتزامات الطالب في الدولة المضيفة. فات كثيرون أن يتذكروا أن السعوديين هم من أكثر الشعوب اهتماما بالعلاقات الاجتماعية، وأن المبتعث يستطيع أن يصنع الكثير لتحسين سمعة بلده وتقريب مفاهيمنا للعالم الذي يعيش حسب معايير أخرى، ويحدد أولوياته واهتماماته بطرق مختلفة. تسبب هذا في توقع السوء من المبتعث الذي يختفي عن الأنظار، وهو ما ثبت أنه غير دقيق، فهناك من اختفوا بسبب وقوعهم ضحايا لجرائم جنائية. كما حدث مع اثنين من ألمع المبتعثين السعوديين في الولايات المتحدة وبريطانيا. إن النظر للموضوع بعقلانية يجعلنا نعيد التفكير ونغير نظرتنا لأبنائنا وبناتنا في الخارج. ذلك أن الحادث الذي تعرض له أحد أبنائنا لم يكتشف إلا بعد وقوع الجريمة بفترة غير قصيرة، وهو يدل على قصور في كفاءة أجهزة هذه الدول…

سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

مع غازي (1 ــ 2)

الجمعة ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤

لن أنسى ذلك الموقف الذي حدث منذ 10 سنوات مَضَيْن، كنتُ أتجول أنا وزميل دراسة سعودي في أحد شوارع مدينة بورتلاند الأميركية، وكان غازي هو موضوع الحديث، وكنت ـ حينذاك ـ قد بدأت في قراءة كتبه، فأدهشتني مواهبه التي جعلت منه شاعراً وروائياً وإدارياً في آنٍ معاً، استوقفني زميلي فجأة وأخرج من محفظته «بطاقة عمل»، جذبتها من يده، يا الله، كم أحب هذا الرجل! كان حلمي أن ألتقي به، ولكن القدر حال دون ذلك «إنه غازي القصيبي رحمه الله». قرأتُ للمرحوم غازي: «العصفورية»، و«شقة الحرية»، وأُعجبتُ جداً بكتابه «حياة في الإدارة» لذلك، أنصحُ بقراءته، فقد جمع بين دفتيه كل دورات التميز الإداري التي عاصرها. وسأستعرض لكم اليوم موقفين اثنين لتوضيح أسلوبه في القيادة، يقول رحمه الله: بدأت عهدي في المؤسسة العامة للسكك الحديدية عام 1973 بقرار أدهش بعض موظفيها، قررت أن أسافر من الرياض إلى الدمام بالقطار، إلا أن ما بدا طبيعياً في عيني لم يبدُ طبيعياً في عين زملائي…

نجيب الزامل
نجيب الزامل
كاتب سعودي

المغاربة هذا أصل طبعهم

الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤

"صديقي دكتور مغربي ويقول: الأمازيغ "البربر" لهم الفضل في حكم الأندلس مرتين بعد السقوط العربي الأموي في الأندلس، وراحت محاولاتي أدراج الرياح في إقناعه أنهم أتوا للنجدة ولم يحكموا، ويؤيد ذلك كثير من المراجع". الدكتور سلطان التميمي، مقيم فلسطيني. أشكر الأستاذ سلطان وأظنه طبيبا وليس مؤرخا كما يبدو لي من رسالته، كما لا أدري إن كان الدكتور المغربي طبيبا أم مؤرخا، وإن كان يبدو أنهما زميلان في مستشفى واحد. موضوع الأندلس عموما معقد جدا، ومراجعه كثيرة، ولعبت الأهواء بها كثيرا. ولي صديق هولندي من أصل مغربي عزيز علي هو الدكتور عبد الإله الجامعي، أعتبره من عقول العالم في أنثروبولوجيا التاريخ والتنمية البشرية، رغم إقامته في هولندا وبروفيسور في جامعاتها، ما زال مغربيا قُحا، لم تجر بعروق دماغه نقطة طبعٍ هولندي، وشكله هي السمات النمطية لابن الصحراء المغاربية بالوسامة العميقة التي أسهمت في إبرازها الشمس والرمال عبر العقود وتوارث الجينات. عملت مع الدكتور "الجامعي" في أكثر من مشروع يخص التاريخ الأندلسي،…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

“الحرمل”.. وثائق الزمن المر

الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤

على الرغم من أن نبات الحرمل موجود ومعروف على امتداد الوطن العربي لصفاته العلاجية إلا أن مفردة "الحرمل" لها وقع خاص عند أهل الرقة في سورية، ولذلك اختار المخرج السينمائي السوري الرقي مصطفى الراشد أن يكون "الحرمل البري" عنوان فيلمه الروائي القصير الأول، الذي يرتكز على بيئة الفرات وإنسانه في موضوعه الرئيس، وكذلك اختار عدد من مثقفي ومبدعي الرقة مؤخرا "الحرمل" عنوانا لمجلة نصف شهرية أصدروها في مغتربهم القسري، حيث استقروا في مدينة "أورفة" التركية ريثما تهدأ الأمور في وطنهم ويخرج "الدواعش" ويرحل الطاغية وينتهي القصف.. ويبدأ الإعمار من جديد، ولكن سؤالهم وسؤال كل سوري تهجّر مرغما هو: متى تكون العودة؟ مجلة "الحرمل" نصف شهرية، وهي ليست خبرية بقدر ما يبدو من موادها أنها تحليلية لواقع ومستقبل الثورة السورية مع إلقاء الضوء على معاناة المهجرين والمغتربين، كما أنها تهتم بالمواد الإبداعية من شعر وقصة، وتصدر بجهود ذاتية من قبل الموجودين في فريق التحرير المسؤول، الذين يعملون على توثيق مرحلة مهمة…

عبدالله المغلوث
عبدالله المغلوث
كاتب وصحفي سعودي

من أين جاء هذا البريق؟

الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤

تستطيع أن تتذوق طعم الفوز أحيانا بمجرد أن تشاهد بعض اللاعبين على أرض الملعب حتى قبل أن تنطلق صافرة البداية. لقد استطاع هذا النوع من اللاعبين فرض شخصيتهم عبر عديد من التجارب. أصبح وجودهم على المستطيل الأخضر انتصارا مبكرا. هل خُلق هؤلاء الأشخاص بهذه الكاريزما؟ بالطبع لا. إنهم نتيجة للحظات عصيبة. ليس اللاعبون فحسب، بل كل المبدعين في كل المجالات. نتابعهم بإعجاب خلف المنصات والسطور ووراء الشاشات. نغبطهم على شخصياتهم الفذة وثقتهم البالغة وشعبيتهم الجارفة وننسى أن نتذكر أن معظمهم مروا بعواصف شديدة في حياتهم جعلتهم كما نشاهدهم ونحبهم اليوم. تلك العواصف لم تقتلعهم، بل زادتهم قوة وقدرة على إدارة أي تحد جديد يواجهونه. الكاريزما التي يتحلى بها أولئك الأفذاذ لم تأت معهم عندما ولدوا. جاءت بعد الكثير من العمل والممارسة والإخفاقات. الفرق بينهم وبين غيرهم هو المواصلة. لم يدعوا إحباطهم يجرهم إلى الخلف، بل حولوه إلى ذريعة للنجاح. دافع جديد للتألق. وراء كل بريق قصة عظيمة. هناك لاعب كرة…

د. عبد الحميد الأنصاري
د. عبد الحميد الأنصاري
كاتب قطري متخصص في حقوق الإنسان والحوار الحضاري والفكر السياسي

الإعلام الخليجي بين الحرية والمسؤولية

الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤

كان «الملتقى الإعلامي الخليجي» الثاني، الذي احتضنته الكويت 14 - 15 أكتوبر 2014، ملتقى مثمراً، لتفاعل الإعلام الرسمي مع الإعلام الخاص، إذ أتاح حضور وزراء الإعلام الخليجيين وحرصهم على المشاركة في التعليق والتعقيب وردودهم على التساؤلات الموجهة إليهم من قبل المتحدثين وممثلي وسائل الإعلام الخليجي (الخاص)، وكان مجالاً حراً لتفاهم أفضل لقضايا الإعلام الخليجي. الكُتاب والأكاديميون والمحللون وممثلو الإعلام الخاص، شكواهم الدائمة من القيود الإعلامية، وهمهم المطالبة بتوسيع إطار الحريات الإعلامية، في الوقت الذي يركز فيه ممثلو الإعلام الرسمي على المسؤولية الإعلامية، ولعل خير من عبر عن هذه القضية وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الصباح في تعقيبه المتزن في الجلسة الأولى، حين أكد أنه مع توسيع الحريات الإعلامية ومع ضمانات حريات التعبير، وأنه لن يضيق صدراً بوجهات النظر كافة، ولكنه يريد حريات إعلامية مسؤولة لا «تفبرك» الخبر ولا تروّج للإشاعات ولا تحرض على العنف والكراهية، ولا تجرح الآخرين وتطعن في ذممهم وتشكك في معتقداتهم ووطنيتهم، فالحرية تقابلها المسؤولية، وإلا عمّت…