آراء

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

في غزة … انتصر المهزوم

الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٤

احتار الناس حول من انتصر في حرب غزة: الفلسطينيون أم الإسرائيليون، «كتائب القسام» أم جيوش نتانياهو؟ بالمعيار العسكري الإحصائي الذي يعدّد كمّ القتلى والجرحى والبيوت المهدمة والخراب والدمار، فإن إسرائيل هي التي انتصرت قطعاً. وقطعاً أيضاً أن هذه النتيجة التعدادية لم تكن مفاجئة لـ «كتائب القسام» أو مسؤولي «حماس» أو أهالي غزة، إذ إن هناك حسابات أخرى قد تعطي نتائج أخرى. عدا المعيار العسكري القتالي، هناك المعيار الأمني الاجتماعي الذي تنتشر أعراضه وتتفاقم أكثر من الأول. هل أصبح المستوطن الإسرائيلي أكثر أمناً بعد حرب غزة أم أقل؟! هذا هو السؤال. في حروب التحرر بالذات يصبح جواب هذا السؤال هو مربط الفرس الحربي. وسيصبح من أهم تفريعات السؤال رؤية المجاورين والمتحالفين لمشروعية مساعي المحتل تبرير احتلاله وتكريسه. كلما ازداد عدد قتلى الفلسطينيين انخفض مستوى أمن الإسرائيليين! هذه المفارقة العجيبة لا يصنعها فقط الانطباع الداخلي للمستوطن اليهودي الذي يحزم حقائبه مغادراً «الأرض الموعودة»، بل يساهم في صناعتها وبقوة أيضاً الانطباع الخارجي الذي…

تركي الدخيل
تركي الدخيل
سفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة

داعش دمرت الإسلام .. أم الإنسانية؟!

الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٤

ذكرت الولايات المتحدة قبل يومين أن تنظيم «داعش» يشكل خطرا على الجميع. التصريح الأهم تأكيدها على أن «داعش» بات أخطر من ذي قبل، وأنه تجاوز دمويته التي كانت قبل ستة أشهر، ترتفع أرصدته وتزداد ميزانياته، وله في كل مدينة فرع، وفي كل جسر وفد، وفي كل محفلٍ حرب. هذه التصريحات الخطيرة بنيت على أسس أمنية، ومتابعة دقيقة من قبل امبراطورية عظمى كالولايات المتحدة، وقبل ذلك على معلومات استخباراتية. لا تكاد تقرأ شيئا الآن في كل مكان بالصحف، وبالقنوات وبالراديو وبالإنترنت وعلى اليوتيوب إلا وتجد كلمة «داعش» أمامك، إنها الفتنة الكبرى والأخطر في العصر الحديث، والمعضلة الداعشية ليست سهلة ولن يقضى عليها في يوم أو يومين، فما تم نسجه عبر سنوات لا يمكن أن يهدم بأيام! لو تأملنا الخطاب الإعلامي لوجدنا أن حكاية تشويه «داعش» لصورة الإسلام والمسلمين حاضرة في المقالات، ومن هنا كان الدكتور توفيق السيف صادما وقويا وذكيا حين كتب مقالة بعنوان: «في بغض الكافر» استعرض فيه الحالة الدينية…

يوسف الديني
يوسف الديني
كاتب سعودي

كيفن سبيسي و«داعش»: عن الإرهاب الفوضوي!

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

حقيقة مُرّة على المستوى الأخلاقي أن الولايات المتحدة لم تكترث بـ«داعش» إلا بعد قتل الصحافي الأميركي جيمس فولي في العراق، وهذا الكم من الاستهجان في الصحافة الغربية لطريقة القتل، وهو مبرر جدا إلا أنه يبعث على السؤال: هل انتقلت الولايات المتحدة إلى الانكفاء نحو الذات بعد هذا الخراب المتصاعد الذي يحل بالمنطقة، منطق الأحداث يقول نعم كبيرة رغم التحرك الأميركي المحدود ضد «داعش» فإنه جاء بسبب إحراج «داعش» لكبريائها، وبالتالي فإن العبء سيكون كبيرا جدا على الدول المحيطة بغول «داعش» في حال عدم اقتناع المجتمع الدولي بمدى الخطر، وفي حال لعب «داعش» على هذه التناقضات السياسية، وسيظل يتحرك بإيقاع يمنحه المزيد من الشهرة والاستقطاب، لكن بحذر لا يجلب القوات الأجنبية للديار. عودا إلى الصحافي الأميركي فإن حالة القتل البشعة ليست بأولى حالات التطرف الديني منذ انفجاره في السبعينات، كل هذا الاستنكار ومشاعر الذهول والدهشة فقط لأن «القتل» بات سينمائيا على طريقة هوليوود لذا يحظى بذات رد الفعل الوقتي القصير، مشهد…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«جاري يا حمودة.. !»

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

تذكّر قليلاً «فريج» أيام ما قبل «البليب»! كنت تعرفُ أسماء جميع البيوت الموجودة في الشارع على أقل تقدير، وتعرف الكثير من التفاصيل.. تعرفُ أي منزل عيالهم «يدوخون»، وأي منزل يربون حماماً على سطحهم. كنتَ تحفظ الأسماء الثلاثية لجميع الجيران، وتعرف قصة كل منزل، ومن أين هم، وأبناء مَن، وأنساب مَن، واسم الناقة التي ارتحلوا عليها، أو ربما حتى رقم «اللنش» الذي جاؤوا فيه. دارت الدنيا دورتها، وأصبح لـ«البريستيج» ضرورة، وهي ترك «الفريج» بما فيه، ومَن فيه، أو بالأصح بما فيه وما فيه، فـ«مَن»، التي يقول أهل اللغة إنها تطلق على العاقل، لم يعد لها من داعٍ، فالعاقل في عرف «البريستيج» الجديد، لن يرضى السكن في «الفرجان» القديمة، هناك أسماء جديدة ورنانة، يكفي، يا أخي، أن تنظر إلى الفرق الموسيقي بين كلمة «الورقا» أو «البرشا»، وبين كلمة على غرار «هور العنز»! حين أسمع «برشا»، أتخيل فتاة جميلة تتقن استخدام «الميك أب». أما بعض التسميات فلا يمكنك منع صورة «زكية زكريا» من…

فواز العلمي
فواز العلمي
- ولد في مكة المكرمة، حصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في فيزياء الطاقة من بريطانيا، وعلى دبلوم العلوم الاقتصادية من جامعة ستانفورد بأمريكا. - تقلد عدة مناصب أخرها وكيلاً لوزارة التجارة والصناعة، عضو العديد من المجالس والهيئات. - ألف كتاب عن العولمة، وترجم اتفاقات المنظمة إلى اللغة العربية. - يعمل حالياً مستشاراً خاصاً في القطاعين الحكومي والخاص.

اتحاد الخليج فرصة قد لا تعوض

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

دعواتنا لدولة قطر بالهداية والعودة إلى الصف الخليجي آمنة مطمئنة لا تقل في حدتها عن دعواتنا لتحقيق قطر المزيد من الرفاهية لمواطنيها، وتنفيذ الكثير من مشاريعها التنموية لخدمة أجيالها. فليس المهم أن تتربع قطر على المرتبة الـ15 كأفضل دول المعمورة لإقامة المشاريع الاقتصادية. وليس المهم أن تحقق قطر المركز الأول عالميا في معدل التوفير من الناتج المحلي الإجمالي الذي فاق 7%، أو المرتبة الأولى عربيا والـ30 دوليا في مؤشر الشفافية ومحاربة الفساد وتقنية المعلومات، أو المركز الـ13 عالميا والأول عربيا في قدراتها التنافسيّة على جذب الاستثمار الأجنبي. كما ليس من المهم أن تتبوأ قطر مركزها الأول بين الدول الخليجية كأسرع الاقتصاديات نموا بنسبة 6%، وأن ترتفع مساهمة قطاعها النفطي بنسبة 46% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الجاري، وأن تحقق قطاعات الخدمات المالية والتأمين والعقارات وخدمات الأعمال نموا بنسبة 9% سنويا، لتمنحها مؤسسات التصنيف السيادية أعلى المراتب الدولية بين الأسواق الناشئة، لتصنف قطر في المرتبة الـ13 ضمن الدول الأكثر تنافسية…

عقل العقل
عقل العقل
كاتب وإعلامي سعودي

حديقة نسائية في بريدة

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

في خطوة غريبة عجيبة وافقت أمانة منطقة القصيم منذ فترة قصيرة على إنشاء حديقة خاصة بالنساء، أو بتطوير حديقة كانت مهملة منذ 15 عاماً، وقبلها بفترة قرأنا بمنع مشاركة بنات صغيرات في مهرجان صيفي بالقطيف بسبب بعض الأصوات الدينية المعترضة على ظهورهن في تلك الاحتفالية، وآخر ما قرأت عنه هو اعتراض أحد المحتسبين في مدينة الطائف على مشاركة شاعرة خليجية في مهرجان للشعر لدول مجلس التعاون الخليجي، وتبعه خطاب من بعض رجال الدين معترضين على تلك المشاركة، معللين أن ذلك يتعارض مع أنظمة الدولة الرسمية. في حقيقة الأمر أن هذا ليس بالجديد لدينا في مجتمعنا، وتتكرر مثل هذه التدخلات من بعض المتشددين دينياً في كل مشروع تحديثي نحاول كمجتمع ودولة أن نخرج من شرنقة الخصوصية المحلية المزعومة، وكأننا شعب يعيش خارج إطار هذا الكون. وكلنا يتابع صولات وجولات تلك الجماعات إلى أبواب الوزراء والمسؤولين عندما تقوم بعض الجهات الرسمية بفتح آفاق لعمل المرأة السعودية مثلاً، فكم من هؤلاء قابلوا وزير…

جاسر عبدالعزيز الجاسر
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مدير تحرير صحيفة الجزيرة

تجارة الشهداء

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

في نهاية كل عام جامعي تقيم الشركات معرضاً لاستقطاب الخريجين الجدد المميزين، وتتسابق في استعراض امتيازاتها سعياً إلى استقطاب أكبر عدد منهم. في ظل هذه الفوضى التي يشهدها العالم العربي أصبحت «الشهادة» هي السلعة الرائجة لجميع الأطراف، فالكل يدّعي أنه بوابة الجنة والطريق الوحيد إليها ومن يموت معه فإن الجنان له مضمونة. تستثمر الجماعات كل الزخم المعنوي للشهادة في الإسلام باعتبارها إحدى أهم نتائج الجهاد، ومن ثم تحور منطقها لبرهنة أن عملها هو الجهاد النقي وما سواه ردة وكفر بواح. المشهد الأكثر تنوعاً في سورية: قتلى النظام الأسدي و «حزب الله»، ونحو 14 جماعة جهادية هم شهداء بحسب البيانات الرسمية لكل جهة، بينما المجندلون من الطرف الآخر فإلى جهنم وبئس المصير، ولا يختلف الحال كثيراً في العراق وليبيا. اللافت أن الجميع يتسابقون لنشر صور قتلاهم بوجوه مبتسمة يقينية الملامح للتأكيد على معنى الشهادة واستحضاراً لكل علامات الشهادة ثقافياً في الذاكرة الإسلامية واسترجاعاً لما ابتدعته التجربة الأفغانية من ملامح للشهادة. الأحلام…

عبدالله المديفر
عبدالله المديفر
مقدم برنامج (لقاء الجمعة)على قناتي خليجية والرسالة وبرنامج (في الصميم) على روتانا خليجية كاتب في صحيفة اليوم

في بيتنا متطرف

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

بين كل فترة وأخرى ينشط الحديث عن «الفكر المتطرف» ومظاهره وأشكاله ودوافعه وعوامله ونحوها، وتتنوع كالعادة القراءات والتحليلات بل وتتباين وتتفاوت بمسافات هائلة ومتناقضة أحياناً، وأنا أضم صوتي هنا إلى القائلين بأن: «التطرف ليس فكراً.. بل هو طريقة تفكير»، والمرض عندنا في آليات التفكير، والعرض هو التطرف الذي يطل علينا بأشكال مختلفة سواء ارتدى العباءة الإسلامية أو غيرها ، وعند التأمل ستجد بيئتنا الاجتماعية هي بيئة حاضنة للتطرف والغلو، والآليات الاجتماعية والمتحكمة بصناعتها تجعل الفرد في منتهى القرب للاستجابة للانتماء المتطرف. «التطرف» كمنتج يتشكل بثلاثة قوالب رئيسة، فهناك التطرف في المعرفة، والتطرف في الشعور، والتطرف في السلوك، وهذه القوالب الثلاثة تتمازج فيما بينها وتتفاوت حسب شخصية وطبيعة وثقافة الشخص المتطرف، وكلها تعبر عن تربية حادة تتبنى رؤية أحادية تضيق بالخلاف مع الآخر الذي يجب أن يغتال وبأي طريقة. انخفاض هوامش التعبير، واحتكارها من قبل فئة واحدة يؤديان إلى احتقان متراكم يرفع من القابلية للتطرف، وإغلاق الأفواه يحول الألسن إلى قنابل…

سلمان الدوسري
سلمان الدوسري
رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط

هل يخسر الخليج قطر؟!

الإثنين ٢٥ أغسطس ٢٠١٤

لم تمر على دول الخليج أيام صعبة، كما هي أيامنا هذه، فلا تكفي التوترات غير المسبوقة التي تحيط بالمنطقة، ولا يكفي تبدل سياسات دولية كانت ثابتة وواضحة، ولا يكفي خمول الدولة الأقوى في العالم، ليأتي الخلاف الخليجي - القطري ويزيد الطين بلة، فالترقب سيد الموقف، خاصة بعد توافق السعودية والإمارات والبحرين على أن شقيقتهم قطر غير مستعدة فعلا، لا قولا، لتصحيح سياستها المتسببة بضرر بالغ لهم. اجتماعات ولقاءات ومباحثات، وزراء يذهبون، وآخرون قادمون، لجان تراقب وتسجل وترفع تقاريرها، ويبقى القرار الأخير في يد قادة الدول الثلاث، الذين صبروا صبرا لم يعد يمكن المراهنة على استمراره أكثر. من الواضح أن صدر الدول الخليجية لم يعد يحتمل سياسة الدوحة التي تكون أحياناً «شاطحة» عن شقيقاتها ومحيطها، كما أنه من الواضح أيضاً أنه لم يعد لدى قطر ما تقدمه لتواري أخطاء سياستها الموجّهة ضد مصالح شقيقاتها، بالإضافة إلى عدم قدرة قطر أصلا على التخلص من ملفات شائكة مع أطراف وجهات لا تستطيع إنهاء…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

من هجمات سبتمبر إلى ذبح فولي.. الفكرة حية

الإثنين ٢٥ أغسطس ٢٠١٤

بعد إهمال وتجاهل، كبر تنظيم القاعدة بهجومه على الأراضي الأميركية في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، ليبدأ تاريخ «الحرب على الإرهاب». وها هو تاريخ جديد على وشك أن يبدأ، بعد أن هزّ العالم خبر ذبح تنظيم داعش للصحافي الأميركي جيمس فولي. فالحدث يؤذن بالمزيد من الجرائم على أيدي وسكاكين داعش. وسينجح في استنهاض القوى المعنية من جديد، الغربية ودول المنطقة، لأنها هي الأخرى مهددة من قبل التنظيم والمتعاطفين معه. وبين التاريخين، 11 سبتمبر و20 أغسطس (آب)، نحو 13 عاما من أكبر الحروب في التاريخ ضد جماعات متمردة. استخدمت فيها المواجهات العسكرية، والملاحقات الأمنية، والجوائز المالية، والحجز على حسابات بنكية، والبروباغندا الإعلامية. مع هذا كانت فاشلة، رغم قتل وأسر معظم القيادات الرئيسة لتنظيم القاعدة. الكثير منهم ماتوا، أو حبسوا، لكن الفكرة استمرت تنمو. إذن، عدونا ليس القاعدة ولا داعش والنصرة، بل الفكرة نفسها. فكرة التطرف الديني التي هي مصدر الإلهام والطاقة، وهي سبب ظهور أبو بكر البغدادي، زعيما لداعش…

إدريس الدريس
إدريس الدريس
كاتب سعودي

حرب “الحور العين”.. الحافز الجنسي

الإثنين ٢٥ أغسطس ٢٠١٤

دعوني أفكر ولكن هذه المرة بصوت مقروء: لطالما تساءلت بيني وبين نفسي عن السبب الذي يجعل الانتحاريين السعوديين يشكلون النسبة العظمى من الذين يضحون بحياتهم في تخصص "الحور العين" وهو ما تبثه الأرقام والشواهد في مواقع القتال الساخنة. ولهذا قلت لنفسي: ربما أن السبب الأكبر يكمن في واقعنا المحافظ، الذي لعله يبالغ في العزل والفصل بين الجنسين نسبة لسطوة العادات والتقاليد التي تعتسف الأمر وتلبسه قناعاً دينياً بحسب كمية التشديد وفي جانب الترهيب. ينشأ الأطفال من الجنسين عندنا بشكل طبيعي ويتنامى الود بسبب القرابة أو الجيرة، ثم فجأة وعلى حين غرة يجد الشاب نفسه معزولاً بشكل تام وبقدر يفوق المعطى الديني بصورة يتداخل ويتشابك فيها الدين مع العرف والعادة، وهكذا تصبح "المرأة" أيقونة وهاجساً لا تكتمل الحياة السوية والمديدة معها إلا في الجنة. قد أكون مخطئاً لكنني أجد أن هذا الهاجس يتقلص لدى غيرنا، لأن مشهد الحياة الاجتماعية عندهم يتساوق ويتماشى مع الجبلة البشرية. أرجو أيضا أن يكون واضحا لدى…

عبدالله المغلوث
عبدالله المغلوث
كاتب وصحفي سعودي

قاعدة 10 آلاف ساعة

الأحد ٢٤ أغسطس ٢٠١٤

يشير اختصاصي الأعصاب، دانيال ليفيتين، إلى أن الدراسات أثبتت أن الوصول إلى الخبرة والتميز عالميا يتطلب عشرة آلاف ساعة من المران والتدريب. فقد أظهرت الاختبارات، التي خضع لها أشهر النجوم في الرياضة والأدب والفنون أن المخ يأخذ هذا الوقت من أجل أن يستوعب كل ما يحتاج أن يعرفه كي يحقق التمكن الحقيقي. لقد خصص المؤلف، مالكوم جلادويل، فصلا كاملا في كتابه Outliers (تتوفر نسخة مترجمة منه إلى العربية بعنوان: المميزون) عن قاعدة العشرة آلاف ساعة، التي تُنضج الموهبة وتجعلها جاهزة للالتهام والإلهام. يعتقد الكثير أن الموهبة وحدها تكفي لأن ننجح. فالحقيقة تختلف تماما عن هذا التصور والانطباع السطحي. فموهبة بلا مران وإعداد واستعداد لا تكفي للوصول إلى الحد الأدنى من النجاح. دعونا نضرب مثالا ببيل جيتس، المبرمج الأمريكي الشهير وأحد أثرياء العالم. تشير سجلات شركة "آي إس آي"، إلى أن جيتس قضى خلال سبعة أشهر فقط عام 1971 نحو 1575 ساعة من الوقت أمام جهاز حاسبها الرئيس، بمعدل ثماني ساعات…