الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠١٤
قبل أسابيع قليلة، لم يكن تنظيم داعش يُعرف إلا في بضع مناطق سورية، اليوم بسببه صار العالم في حالة استنفار حقيقية، خشية من تهديدات التنظيم بعد أن تمدد إلى العراق، ووصل إلى حدود تركيا والأردن والسعودية. وبسبب دعايته وانتصاراته الميدانية قد يكبر جيشه سريعا من خمسة آلاف إلى خمسين ألف مقاتل قادرين على تهديد دول المنطقة، والعالم. الولايات المتحدة وضعت أجهزتها في حال استنفار. أعادت ووسعت إجراءاتها الصارمة في تفتيش ركاب الطائرات. ودول الاتحاد الأوروبي استنفرت أجهزتها الأمنية لملاحقة مشبوهين مرتبطين بدعوات الجهاد في سوريا. السؤال الافتراضي الذي لم يخطر على بال أحد من قبل: هل تستطيع «داعش»، التي تعلن الحرب على الجميع، أن تضطر الأعداء إلى التوحد ضدها؟ مثلا، هل تلتقي إيران والسعودية، البلدان المتحاربان الإقليميان الرئيسان في المشرق العربي، وتتفقان على التعاون ضد «داعش» وبقية فصائل «القاعدة»؟ لا توجد عداوات دائمة، وإشارات إيران المتلاحقة للتعاون مع السعودية في المجال العراقي وغيره، توحي باستعداد الحكومة الإيرانية التي لها أسبابها…
الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠١٤
الفيلسوف الهندي؛ "تشاندرا موهان جاين"، أو كما يُسمى بالمعلم "أوشو"، رأى أن الثقافات والإجابات والتقاليد التي أنتجها الإنسان منذ عشرة آلاف سنة لم تزد إلا من تعاسته وضياعه، وأنها نفسها لن تستطيع علاجه لعشرة آلاف سنة قادمة أيضاً، لأن البشر لم يكونوا جريئين بالقدر الكافي لنقدها، وتنقيتها مما يدفع بالإنسان بالتعفّن والشرّ. في رسالة "ناتيساسترا" المطولة، وهي أحد أقدم الموروثات التي عرفها الإنسان في تاريخه، وتعود إلى ما قبل القرن الثالث قبل الميلاد، تحدثت عن تعب الإنسان. تذكر الأسطورة، في مبتدأ الرسالة، أنه لمّا كانت البشرية قد تورطت في ضلالها وانحطاطها، كان لا بدّ من إيجاد شيء يتدارك انهيار الإنسان ويعيد تأهيله، فوضع "براهما" سفر "العرض"، ونقل إلى "بهاراتا" الإنسان، كي يقوم وأولاده المئة وعدد من الراقصين الذين أرسلهم "براهما" من السماء بمساعدة الإنسان في تجاوز تعبه ولمّ حطام روحه المرهَقة، وفي الوقت نفسه رفع أخلاقه وتربيته. إذاً فالقصة هي نفسها، وكل ما قام به الإنسان من الفلسفة والأفكار والديانات…
الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠١٤
عندما تبدأ الدول العظمى بالانكفاء، فإن التاريخ يقول: إن مناطق نفوذها تضربها الفوضى، أو محاولات الإحلال من دول أخرى، ولا يخفى على متابع أن أميركا، ومنذ تولي أوباما، أعلنت تحولا استراتيجيا نحو آسيا والمحيط الهادئ، وردة نحو الداخل، عجلت بتطبيقها الكارثة الاقتصادية الممتدة من 2008 حتى الآن.. وتبنى الديمقراطيون مبدأ تحويل القوة.. أي لا بأس بعالم متعدد الأقطاب، والاكتفاء بالقوة الناعمة في العالم، وتدخل عسكري محدود في حال الضرورة القصوى.. ولأن الشرق الأوسط، أحد أهم مناطق النفوذ الأميركي، وخصوصا الخليج الذي لم يعد نفطه عصب الحياة في أميركا، بل جزء يسير منها، ولأن التاريخ يقول إن الإمبراطوريات العظمى، إذا أحست بزوال نفوذها تحاول أن تنشر الفوضى لكي تصعب السيطرة من البديل، فقد تبنى التحول الأميركي التحالف مع الإخوان المسلمين كوكيل يحكم المنطقة بوجه إسلامي، ويملأ مناطق الانسحاب، ويضمن أمن الحليف (إسرائيل).. وينشر نموذج الدولة الفاشلة، وكان الربيع العربي فرصة مواتية أو مصنوعة لبدء الانكفاء، وتسليم الشرق الأوسط للحليف الجديد الذي…
الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤
منشور يحمل صورة أحد كبار المجرمين مختوم بعبارة «مطلوب». خبر صحافي من مصدر أمني يحوي تصميماً يضم عشرات الإرهابيين بعنوان: «مطلوبون». بيان حكومي يجرم تنظيماً مسلحاً كاملاً ويحذر من الانتماء إليه ويطلب من المواطنين إبلاغ السلطات بأماكن وتحركات أعضائه! كل هذا من تفاصيل ومفردات زماننا. كل هذا من قبيل العادي في يومياتنا، لكن الغريب علينا والخارج من حسابات خبراتنا أن تكون هناك دولة كاملة (حكومة وشعباً) مطلوبة للمجتمع الدولي، أو most wanted كما جرت عادة البيانات الأمنية! وعندما تكون الدولة «المطلوبة» بكاملها في مرمى تجريم باقي دول العالم، فلا بد أن تكون موجودة فعلاً على أرض الواقع وذات إحداثيات معروفة على الخريطة العالمية، بعكس المجرمين الأفراد أو أعضاء الجماعات المحظورة الذين يُطلبون لأنهم في الأصل متوارون عن الأنظار ومتخفون عن عيون العدالة! سر غريب وغامض وحسابات غير مفهومة، تجعل هؤلاء الخارجين عن القانون الدولي والتشريعات السماوية يستعرضون بقوتهم (اللاشيء في الموازين العسكرية) في منطقة مكشوفة من العالم، من غير أن…
الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤
ليست بسيطة تلك المشاهد التي تتلاحق. شاب يخرج من العتمة ويقف في المسجد الكبير في الموصل. يخاطب الحاضرين بوصفه «الخليفة». يقول بلهجة قاطعة: «ابتُليت بأمانة ثقيلة فأعينوني عليها». فجأة ينشغل العالم بأسره بالبحث عن جذور «الخليفة إبراهيم». ليس بسيطاً ايضاً أن تسقط الموصل، ثاني المدن العراقية، في يد مئات من أبناء التنظيم. الموصل التي كانت خزان ضباط الجيش العراقي في العقود الماضية. الشق الآخر من المشهد المروع هو انهيار وحدات الجيش العراقي. القائد العسكري الذي كان يثير ذكر اسمه الرعب في النفوس ترك قواته وسلم نفسه الى عناصر البيشمركة. نقلوه الى أربيل ومنها عاد الى بغداد. بعد أربعة أيام دخل المسلحون الى مقر الفرقة الرابعة في بغداد واستولوا على ترسانة من الأسلحة. خلع جنود الجيش ثيابهم وارتدوا الدشاديش وفروا. ليس بسيطاً ابداً أن يسقط «داعش» الحدود العراقية-السورية. وأن يوسع انتشاره في محافظات كبرى في الدولتين ويستولي على حقول النفط. وأن يطالب السكان بالتوبة أو الجزية. وأن يهجر أهالي مدن وبلدات…
الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤
من حسن حظ المصارف السعودية أنها تنام وتستيقظ على أنغام النقود التي تتساقط عليها من كل حدب وصوب، ومعظمها حسابات مصرفية جارية وودائع لا يستثمرها الأفراد، فهي تجني من هذه الودائع مبالغ طائلة وتحقق أرباحاً خيالية من دون أي جهد أو تعب أو مشقة، ولهذا دائماً تأتي أرباحها الأعلى في منطقة الشرق الأوسط، ولهذا لا تستغرب، أن يبقى رئيس مجلس إدارة أو مدير عام في منصبه داخل هذه المصارف لأعوام طويلة من دون تغيير، والسبب أنه طالما تحقق هذه المصارف عوائد جيدة وأرباحاً مرتفعة ومخاطر قليلة، فلماذا تصدع رأسها وتستبدل مديريها؟ تشير التقارير المصرفية، إلى أن المصارف حققت أرباحاً وصفت بالتاريخية والاستثنائية والأعلى في تاريخها، إذ بلغت 38 بليون ريال العام الماضي، في مقابل 35 بليوناً في 2012، ولا نريد أن نحسدها على دخلها المرتفع، ولا نريد أن نوقظ مؤسسة النقد المعنية بمراقبتها من سباتها، فعلى رغم هذه الأرباح العالية فمساهمة المصارف تجاه المسؤولية الاجتماعية لا تذكر إطلاقاً، وإن حصل…
الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤
رحم الله فهد الدوسري، ومحمد البريكي، وسعيد بن هادي القحطاني، وسعيد بن علي القحطاني، شهداء الواجب الصائمين الذين اختار الله لهم يوم الجمعة للقائه، وثبت قلوب أسرهم وربط عليها بالصبر والسلوان، هؤلاء ممن كانوا مرابطين في ثغرة من ثغرات الوطن لحمايته، حين داهمهم إرهابيو القاعدة لعنة الله عليهم، ونحمد الله أن تصدى لهم بواسل الوطن، وقتلوا ثلاثة منهم، وقبضوا على الرابع، فيما فجر الخامس والسادس نفسيهما منتحرين، وحادثة شرورة ليست الأولى، وكم نتمنى أن تكون الأخيرة، رغم تربص هؤلاء الأوغاد ممن شربوا الجهل ضلالة. لكن المشكلة ليست هنا، فحماية الوطن لها رجال يتكفلون بها، وإنما في الذين ينشرون الإشاعات بمكر ومكيدة وخبث على مواقع التواصل الاجتماعي من أذناب الفكر الإرهابي أو المتعاطفين معهم والمندسين ممن لا يحملون هويتنا، ففي هذه الحادثة انتشر هاشتاق (#القاعدة_تسيطر_ على_معبر_الوديعة)، وهاشتاقات أخرى خبيثة! ليس الغرض منها إلا المكر لإخافة الناس وإثارة البلبلة والفوضى والتشكيك في قدرة رجال الأمن على حماية الوطن، وهو من أهم أهداف…
الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤
هي "نكتة" فكرية كبرى، تلك التي استمتع بها الصديق العزيز الدكتور فهد العرابي الحارثي وهو يناور محاكمات "علي العلياني" في انتمائه من عدمه لجماعة الإخوان المسلمين. وإذا ما أراد لنا سعادة الدكتور، أن نصدق "سقطة" انتمائه لجماعة الإخوان فإن عليه أن يثبت لنا أيضاً "نجاعة" تنك صواريخ "بازوكا" حماس تجاه الأراضي العربية المحتلة لأن إخوانية فهد الحارثي لا تشبه إلا صواريخ التنك: جعجعة بلا طحن. وكل عتبي اليوم على مثل هذا المثقف السعودي الضخم، صاحب "أسبار" وخريج "السربون" أنني أربأ بمن مثله أن يظن أننا بمثل هذه السذاجة والغباء حتى بلغ به الجنون أن يعتقد أننا سنصدق إخوانيته. كل عتبي الشديد على هذا الفرد "المدرسة" ليس بأكثر من مفاجأتنا به وهو يظن أن جماعة الإخوان المسلمين مجرد "دكان" على ناصية الشارع العام، تدخل إليه وتخرج منه متى وكيفما شئت، وهو أول من يعلم صرامة التنظيم وهرميته وشروطه القاسية جداً للانضمام إليه. هو أول من يعلم بالبحث المنهجي أن جنود الإخوان…
الأحد ٠٦ يوليو ٢٠١٤
قبل 1000 يوم كتبت مقالي الأخير في هذه الصحيفة (المقال الأخير.. شكرا لـ«الشرق الأوسط») عند مغادرتي لها متّجها للصحيفة الرشيقة «الاقتصادية». وختمت المقال بعبارة: «غادرت (الشرق الأوسط) لكنها لم ولن تغادرني». وها أنا بعد نحو ثلاث سنوات أعود لعشقي الأزلي؛ الخضراء الجميلة. فما الذي سيقوم به رئيس التحرير الجديد لتغيير هذه الصحيفة؟! أظن أن وسائل الإعلام المحترمة، لا تغيّر سياستها بتغيير رئيس تحريرها. المؤسسات العريقة تحتفظ بسياسة ثابتة ورصينة، وصحيفة «الشرق الأوسط» برصانتها المعروفة تناوب عليها رؤساء تحرير، ومرّ عليها العديد من القيادات الصحافية، ومع ذلك استمرت تمضي كالسفينة العملاقة لا يبدو تغيير ربانها على مسيرتها بشكل سريع، يأتي رئيس تحرير ويرحل آخر، والصحيفة الرصينة ثابتة على خطها لا تتلون، ولا تتغير بتغيير من يتولى دفتها. بالطبع لا يمكن أن لا تكون هناك لمسات لرئيس التحرير يلحظها القارئ بين الحين والآخر. «الشرق الأوسط» ستقاتل للعمل وفق شعارها «صحيفة العرب الدولية». ستظل، عبر طبعاتها المتعددة في قارات العالم، صوتا للعرب أينما…
الأحد ٠٦ يوليو ٢٠١٤
الوضع الذي تعيشه العراق في عصر قالوا إنه يمثل نموذج الديمقراطية التي أرادتها الولايات المتحدة لمنطقتنا العربية يجعلنا نحمد الله على أن المدّ الديمقراطي وفق النموذج العراقي/ الأمريكي وقف عند حدود العراق ولم يتعدها إلى أبعد من ذلك. وأرجو ألا يقود هذا القول إلى الاعتقاد بأنني أقول بأن الوضع أفضل في بلدان عربية شتى ممن لم يصل إليها هذا النموذج الأمريكي في الديمقراطية، فـ"أحمد زيْ الحاج أحمد". *** اشتكى العراقيون من حكم صدام حسين واستبداده فاجتمع الشرق والغرب على قلب رجل واحد لإنقاذ العراق من حاكم مُستبد أحال العراق إلى أرض خصبة لإنتاج أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيماوية التي جرّبها في شعبه قبل أن يستخدمها ضد أعدائه الخارجيين. وقد فرضت القوى الدولية حصاراً دوليا على نظام صدام حتى عام 2003 حيث احتلت القوات الأمريكية كامل الأراضي العراقية بحجة التخلص من أسلحة الدمار الشامل وعناصر تنظيم القاعدة التي تعمل من داخل العراق. وتم القبض على صدام حسين، ومحاكمته، وإعدامه. *** تخلص…
فواز عزيز- مواليد رفحاء 1980م.
- بكالوريوس لغة عربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- انضم إلى "الوطن" عام 2004م، مراسلاً في منطقة الحدود الشمالية، ثم كاتباً أسبوعياً، ومحرراً في قسم المحليات.
الأحد ٠٦ يوليو ٢٠١٤
جاءت البشرى لأهل حفر الباطن يزفها 40 باحثاً وباحثة انطلقوا قبل أيام ليمسحوا أطراف حفر الباطن؛ بحثاً عما تحتاجه من التنمية وما ينقصها من خدمات، كما تقول صحيفة "الحياة". أبشروا يا أهل حفر الباطن فالمرصد الحضاري سيكشف بعد أن "يمسح" المحافظة، ما ينقصكم من التنمية وأنتم لا تعلمون عما ينقصكم..! ميزة الجهات الحكومية أنها تعتني عناية فائقة بألفاظها ومسميات أعمالها، ألم تلحظوا أن "المرصد الحضاري" قال إن ما يقوم به عملية "مسح" ولم يقل "بحث" رغم أن من يمارسها 40 باحثاً.. وباحثة أيضاً؛ حتى لا تقولوا إن المرصد لا يساوي بين الجنسين.. فهو يساوي حتى في عمليات "المسح"..! حاولت لكني لم أستطع أن أتخيل 40 باحثاً وباحثة انطلقوا في حملة مسح ميداني في حفر الباطن لجمع وتحليل المؤشرات الحضارية، للإسهام في إعداد سياسات التنمية الحضارية على جميع المستويات ومتابعتها وتقويمها..! فرغم أن ما تحتاجه حفر الباطن من التنمية لا يحتاج إلى 40 باحثاً، إلا أن المرصد أكد أنه يعمل على…
السبت ٠٥ يوليو ٢٠١٤
لو عشِتَ في قرية صغيرة طوال حياتك، وكان في القرية منجم للزمرّد، ولم ترَ في حياتك مجوهرات غير الزمرد. وفي يوم من الأيام جاء لقريتك رجل وأخبر الناس بأن هناك أنواعاً أخرى من المجوهرات أغلى ثمناً وأجمل صورة، فماذا ستكون ردة فعلهم؟ غالباً لن يُصدّقه أحد، وكما يقول الفيلسوف الاسكتلندي ديفيد هيوم في نظريته الشهيرة »الاستقراء« أو المقدمات، إن ما يستهل به الإنسان (وأزيد عليه المُجتمع) معرفته في الحياة، أي ما يستقيه من ماضيه، سيشكّل قناعاته، وغالباً سيظل معه طوال العمر، وسيقوم بإسقاط تلك المعارف والتجارب السابقة على نظرته للمستقبل. فمثلاً، يعرف الناس الزُمرّد على أنه أخضر، ولكنهم لم يبحثوا عن هذه الحقيقة، بل سمعوا عنها وسلّموا بها، رغم أن غالبيتهم لم يروا الزمرد في حياتهم. ولو قيل لأولئك إن هناك زمرّدة زرقاء فإنهم سيرفضون هذه الفرضية قوْلاً واحداً، لأنها لم تَرِد ضمن استهلالاتهم المعرفية، أي ضمن سياق معارفهم السابقة وتجاربهم. أعود لبائع المجوهرات، لو جلس يُحدث الناس عن المجوهرات…