آراء

بدر الراشد
بدر الراشد
كاتب سعودي

«القاعدة».. من التنظيم إلى الخلافة

السبت ٠٥ يوليو ٢٠١٤

بعد انهيار الخلافة العثمانية الإسلامية، وجد المسلمون أنفسهم أمام واقع جديد، فمن ناحية وقعت جل أراضيهم تحت الهيمنة الاستعمارية الغربية، ومن ناحية أخرى وجدوا أنفسهم أمام تقسيمات جديدة لأراضيهم، ما أصبح نواة لما سمي لاحقاً بالدول القُطرِية في العالم العربي، فدولة الخلافة تشظت إلى دويلات حكمت من أنظمة انتداب غربية أو تم استعمارها، ثم بعد تحرر هذه الكيانات الوطنية، نشأ واقع آخر، وهو حكم هذه الدولة من أنظمة علمانية. كان ظهور الكثير من ما بات يعرف لاحقاً بحركات الإسلام السياسي نتيجة لهذا الواقع الجديد، فتمت شيطنة العلمانية والقومية والوطنية، وتأكيد الولاء للأمة، والطموح الدائم لاستعادة الخلافة، وتتباين أهمية مسألة الخلافة بين حركة إسلامية وأخرى، فبين حزب التحرير الذي يجعل إعادة الخلافة هدفه الأول والأسمى، إلى الإخوان المسلمين الذين تكيفت أدبياتهم مع نهاية الخلافة، ليصبح الطموح - خصوصاً مع سيد قطب - تحقيق حاكمية الإسلام في الدول الإسلامية القائمة، أي القبول بالدول الحديثة. على رغم أن مسألة الخلافة ذات أهمية في…

حازم صاغية
حازم صاغية
كاتب وصحفي لبناني

المشرق: انهيارنا الكبير والأفق الموصد

السبت ٠٥ يوليو ٢٠١٤

لا يخرق الاتّفاقَ على حدوث انهيار كبير في المشرق العربيّ سوى أهل «الخلافة الإسلاميّة» ودعاتها الداعشيّين. فهؤلاء وحدهم هم الذين يملكون خريطة بديلاً لخريطة سايكس – بيكو، وهم وحدهم الذين يملكون «أمّة» يضعونها في مقابل الدول – الأمم القائمة و»الأمم» الإيديولوجيّة المقتَرحَة. يكفي للقياس مثلاً أنّ البعثيّين، أصحاب «الأمّة العربيّة»، إمّا اندثروا أو التحق عراقيّوهم بأصحاب «الخلافة»، وسوريّوهم بنظام يمعن في إنزال التفتيت بسوريّة القائمة. ومثلهم القوميّون السوريّون، أصحاب «الأمّة السوريّة». لكنّ تداعي الخريطة المشرقيّة يثير في أجواء عدّة مشاعر من الأسى واللوعة غير المكتومين. وبين المتأسّين كارهون تقليديّون لسايكس – بيكو غالباً ما فاتهم أنّ انهيار الخريطة القائمة لن يوحّد العرب بل سيضاعف تفتّتهم أو يكثّر دولهم. وبينهم، أيضاً، خائفون تقليديّون من كلّ تغيّر كبير، ومن كلّ اعتداء على مألوف حياتهم وسائدها. وبينهم، فوق ذلك، مَن جرح تنظيم داعش نرجسيّتهم، فهالتهم أحوال «أمّة» هي «خير أمّة أُخرجت للناس»، أو صفعهم تفوّق الخطط الداعشيّة على خططهم «العصريّة» البسيطة. وفي مقابل…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

ما الخطأ الذي أوصلنا إلى هذه الحالة؟

السبت ٠٥ يوليو ٢٠١٤

يروى أن جنكيز خان اعتلى منبر جامع سمرقند الكبير بعدما اجتاحها، وخطب في المسلمين قائلاً: «أنا ذنوبكم حلت عليكم، أنا غضب الله حل عليكم»، القصة نفسها تروى مرة أخرى عن حفيده هولاكو، ولكن من على منبر جامع في بغداد بعدما اجتاحها هو الآخر. صحت الرواية أم لا، فإن انتشارها بين الرواة المسلمين الشعبيين، يُعبر عن حالة لا منطقية وصدمة عاشوها، وهم أهل حاضرة ودين وسياسة يرون همجاً من دون حاضرة أو دين يجتاحون أرضهم، يستبيحون دماءهم، يحرقون مدنهم، يفرضون عليهم شرعة متخلفة، فلم يجدوا سبباً لذلك غير أنها «ذنوبنا وغضب الله علينا»، تحليل مريح، ولكن ليتهم أضافوا «وأخطاءنا السياسية». ربما حان الوقت أن نقول هذا ونصحح خطأ الأسلاف، ونحن نعيش صورة مشابهة. شباب غاضبون، بفكر وفهم متخلف للحياة والشريعة، يلغون تراث قرون، ومكاسب مفترضة لعصرنة لم تكتمل، تحولوا إلى ثوار وأمراء بل وخليفة يجتاحون رقعة واسعة من بلادنا، ومساحة أكبر من عقول أبنائنا، يلغون الحدود، يرفضون كل الأنظمة والتشريعات، يلقون…

مصطفى فحص
مصطفى فحص
كاتب وصحفي

الانفصال… عصا الأكراد السياسية

السبت ٠٥ يوليو ٢٠١٤

يحاول رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، وبشتى الوسائل، التصويب على القيادة الكردية، متهما إياها بالقيام بتنفيذ أجندة سياسية خاصة، منذ اندلاع أزمة الموصل، وارتفاع وتيرة الكلام عن انفصال الإقليم عن الحكومة المركزية. وقد تكون العلاقة بينهما دخلت مرحلة اللاعودة على ما يبدو، بعد هجمة الاتهامات التي شنها السيد المالكي ضدهم في مؤتمره الصحافي الأخير قبل أيام، غمز فيها من قناة أربيل وطموحاتها (الانفصالية)، متهما الأكراد باستغلال الظروف الحالية الصعبة من أجل تنفيذ أجندة خاصة، وفرض أمر واقع سياسي وميداني، بما يخص مستقبل مدينة كركوك وتمسكه بالمادة 140 من الدستور، التي أعلن الزعيم الكردي مسعود برزاني انتهاء الحاجة إليها، بعد انتشار البيشمركة في كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها، ما جعل ريبة المالكي تعطيه سببا لهجمته وإن كان مبالغا فيها، والأسباب الحقيقية لهذه الهجمة قد تكون لها علاقة بوضعه القلق ومستقبله السياسي. حدة التصريحات بين المالكي والأكراد، هي ردة فعل على الموقف الكردي الحازم والحاسم من توليه رئاسة الحكومة لولاية…

راجح الخوري
راجح الخوري
كاتب لبناني

الشمال للأكراد.. الجنوب لإيران.. والوسط «داعشي» لإشعال الخليج!

الجمعة ٠٤ يوليو ٢٠١٤

حرص مسعود بارزاني على استقبال جون كيري في أربيل بتصريح ناري بأن «العراق لن يعود إلى ما كان عليه»، لكن الأمر ليس مفاجئا، فتلك عملية يعمل عليها الأميركيون منذ نزولهم العراق واتخاذ بول بريمر أول قرار مدروس جدا، وهو حل الجيش العراقي تأسيسا للفوضى الأمنية. ولم يكن أحد ليصدق أن هناك كثيرا من اللّعاب الإقليمي الذي يسيل في تل أبيب وأنقرة وطهران، أمام فرضية دفع العراق ليكون بوابة «تسونامي التقسيم» الذي يهدد المنطقة، لكن التطورات الدراماتيكية في الأسبوعين الماضيين كشفت أن انزلاق العراق إلى حافة التقسيم لم يكن سوى نتيجة حتمية لممارسات مدروسة ومخطط لها وراء أبواب مغلقة! وهكذا تتوالى الفصول التي لا يمكن أن تصدق إلا إذا نظرنا إليها بصفتها سلسلة من الخطط المرسومة التي ستنتهي باقتسام الكعكة العراقية، بعدما جرى ترسيخ التقسيم السيكولوجي بين المكونات العراقية على خلفية سياسات الإقصاء والانتقام والتنكيل المذهبي التي تولاها رجل إيران، نوري المالكي، وهو ما أيقظ بركانا من الكراهيات والأحقاد المذهبية التي…

فهد الدغيثر
فهد الدغيثر
كاتب سعودي

الرياضة السعودية.. إلى أين؟

الجمعة ٠٤ يوليو ٢٠١٤

أجد نفسي مجبراً على العودة إلى موضوع الرياضة وأهمية دورها كرافد من روافد التنمية الاقتصادية والبشرية بعد صدور الأمر الملكي غير المسبوق بإنشاء 11 إستاداً رياضياً جديداً، في عدد مساو من مدن المملكة لا يشمل الرياض وجدة، تزامن هذا الأمر مع تسمر الملايين داخل الوطن وخارجه بالطبع لمتابعة مباريات كأس العالم عبر الشاشات والمقامة حالياً في مدن عدة في البرازيل، وعلى المستوى الشخصي وأنا هذه الأيام في زيارة إلى الولايات المتحدة، لا يمكن أن أغفل عن التداعيات الإيجابية لهذا الحدث العالمي الكبير كما أراه أمامي في كل مكان، خصوصاً بعد نجاح الفريق الوطني الأميركي في الانتقال إلى المرحلة الثانية من البطولة بمساعدة «كريمة ومجانية» من فريق البرتغال الذي هزم كينيا، قبل عشرة أيام فقط كنت متابعاً لفوز فريق سان أنطونيو بكأس بطولة المحترفين في كرة السلة الأميركية بعد تغلبه على فريق مدينة ميامي بأربع مباريات لواحدة، وبعد موسم حافل بالمباريات امتد على مدى سبعة أشهر تقريباً، في الأسابيع القليلة الماضية…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

الإمساك بالعراق قبل الانهيار

الجمعة ٠٤ يوليو ٢٠١٤

العراق من أقدم دول وحضارات العالم، ومع أن عراق اليوم هو نتاج ما يسمى بالدولة القومية التي نشأت في القرن الماضي، فقد بقي دائما، مثل مصر، موحدا في إطار بلاد الرافدين. وبعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الثانية، ورث الإنجليز إدارة العراق، ضمن تقسيم اتفاق سايكس بيكو، وقام وينستون تشرشل بتصميم الدولة العراقية الحديثة في مؤتمر القاهرة لتصبح مزيجا من الحكم الملكي البرلماني. الإنجليز، بعد العثمانيين، وقبلهم العباسيون والأمويون، حافظوا على وحدة العراق. اعتبره لورنس العرب مركز المنطقة، وأن المستقبل في بغداد وليس في دمشق. وفرضوا على الأكراد أن يكونوا جزءا من الدولة، ورفضوا السماح لتركيا بأن تأخذ الموصل التي اعتبرها الأتراك جزءا قديما من جمهوريتهم الجديدة، ولجأ الإنجليز إلى استفتاء الموصل، فاختار أهلها البقاء عراقيين. الملوك الهاشميون حافظوا على العراق، وكذلك فعل البعثيون، حتى الأميركيون بعد الاحتلال أصروا على إبقاء كردستان ضمن الخريطة العراقية. أما نوري المالكي، المنتهية رئاسته للوزراء، فقد صنع لنفسه شهرته في التاريخ، الرجل الذي قسم…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

.. ويحدثونك عن الإرهاب السني العربي

الجمعة ٠٤ يوليو ٢٠١٤

انشغلت وسائل الإعلام في الأيام الماضية بإعلان «داعش» وزعيمها عن قيام «دولة الخلافة» أخيرًا تحت اسم «الدولة الإسلامية». وتعود هذه الظاهرة، أي ظاهرة الثوران الديني داخل الإسلام، إلى سبعينات القرن الماضي، حين تصاعدت تلك الانشقاقيات بصورةٍ عنيفةٍ هدفُها المباشر إسقاط «الدولة الوطنية» والحلول محلَّها. وعندما نجحت الثورة الإسلامية في إيران في إسقاط نظام الشاه هناك وإقامة نظام «ولاية الفقيه» محلَّه، حَسِبَ المراقبون أن الإسلام الشيعي وجد أخيرًا مستقرًا له في دولة، راح فقهاؤها يصنعون تجربتهم الحديثة الخاصة بهم وبه. لكنّ هذا الانطباع ما كان صحيحًا، لأن التجربة الدينية هي مثل التجربة القومية أو أنّ التجربة القومية ليست غير تقليدٍ أو استرجاعٍ للتجربة الدينية. والتشابُهُ هنا ينصبُّ على التمامية أو الاكتمال. فالدولة في النظرية القومية هي دولة الأمة، وينبغي أن تجمع الأمةَ بداخلها. وبسبب هذا الطموح المستحيل حدثت معظم الحروب في أوروبا منذ منتصف القرن التاسع عشر، وصولًا إلى صيرورتها حروبًا عالميةً في القرن العشرين. وما خمدت تلك الحروب إلاّ عندما…

سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

أنا وهو كهاتين!

الجمعة ٠٤ يوليو ٢٠١٤

صديقي عبدالرحمن المطوع روى قصة عجيبة حدثت له، يقول: «اتصلت امرأة ـ بالجمعية الخيرية التي أعمل فيها ـ مستفسرةً عمّا إذا والدتها تكفل يتيماً؟ فاعتذرت عن تلبية طلبها حرصاً على سرية المعلومات، لكنها ردّتْ بأنّ والدتها توفّيَتْ منذ مدة وأنّ الإجابة عن استفسارها ضروري، وبعد التأكد من صحة كلامها بحثنا في مركز المعلومات فوجدنا أنّ للأم كفالة يتيم ـ حقّاً ـ وقد توقفت عن دفعها منذ وفاتها قبل ستة أشهر». من هنا تبدأ الحكاية، حيث أشارت المرأة إلى أنّ حلماً راودها في منامها، دفعها إلى البحث والاستقصاء، فقد رأتْ أمها معرِضةً عنها، حزينةً وبجانبها طفل يبكي، فتعوذت من الشيطان في المرة الأولى، إلا أن هذا الحلم تكرر، وبعد الرؤيا الثالثة استفسرت، فقيل لها: ابحثي في الجمعيات فربّما تكون والدتك كفلت يتيماً، وهذا ما وجدته لديكم بعد السؤال في أكثر من جمعية خيرية. يقول عبدالرحمن: بعد أن أرشدتها للذهاب إلى فرع للجمعية قريب من منزلها لتجديد الكفالة، وبمجرد مشاهدتها لصورة اليتيم…

غسان شربل
غسان شربل
رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط

«إسأل سليماني»

الخميس ٠٣ يوليو ٢٠١٤

> كيف ترى الوضع الحالي في العراق؟ - أشد خطورة من ساعة الغزو في 2003. > ألا تعتقد انك تبالغ؟ - أبداً. يومها كان الأمر يتعلق بمصير ديكتاتور ونظام اليوم الأمر يتعلق ببقاء العراق موحداً او تقسيمه. > هذا الكلام مقلق؟ - الوضع خطر فعلاً. تصور اننا كنا نستعجل رحيل الاحتلال الاميركي واليوم نطلب ممن كان محتلاً ان يسارع الى إنقاذنا بالاسلحة والمستشارين والغارات الجوية. ثم اننا اكتشفنا للأسف ان النزاع بين العراقيين انفسهم أشد هولاً وعمقاً من نزاعهم مع الاحتلال. هناك حقيقة مؤلمة نتفادى الاعتراف بها وهي ان العراقيين الذين قتلوا على أيدي عراقيين اكثر بكثير ممن قتلوا على أيدي قوات الاحتلال. لا أبرئ الاحتلال أبداً وأكرهه لكن هذه هي الحقيقة. التصفيات المتبادلة والاغتيالات والمجازر الجماعية كانت من صنع أيدينا. لا يستطيع الاحتلال إرغام عراقي على قتل عراقي ان لم يكن مستعداً. التعصب المذهبي اخطر على العراق من العدوان الخارجي. > هناك من يتحدث عن نهاية العراق؟ - لا،…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

خليفة مزعوم.. ومرتزقة

الخميس ٠٣ يوليو ٢٠١٤

ما يصلح لزمن ما قد لا يصلح لزمن آخر، فالمتغيرات والظروف المكانية والدولية وغيرها تجعل محاولة العيش في القرن الحادي والعشرين بجلباب القرن الثاني الهجري ضربا من الخيال وربما الجنون. ما سبق ينطبق تماما على من كانوا ينادون بعودة دولة الخلافة في فترات سابقة، ولعل سباقا غير معلن كان يجري بينهم؛ ليحوز أحد التنظيمات الإسلامية الحركية أو المتشددة على قصب السبق بإعلان دولة الخلافة وتسمية خليفة المسلمين. أما وسيلتهم لبلوغ الهدف فهي استخدام العنف والقتل وسفك الدماء.. وهكذا جاء ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ليكون أول تلك التنظيمات تلك معلنا نفسه دولة خلافة، وزعيمه خليفة للمسملين. هناك الكثير مما أعرفه ويعرفه غيري، من خلال أحاديث الأصدقاء والمقربين ممن يعانون ظلم وجبروت "الدواعش" في مدينة الرقة السورية، وغيرها من المدن التي مر بها أو احتلها هذا التنظيم، فأي دولة خلافة تلك التي يبيح خليفتها لأزلامه نهب الممتلكات والمحلات والبيوت والاستيلاء عليها، وكم من بيوت غادرها أصحابها أياما…

سلمان الدوسري
سلمان الدوسري
رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط

في وداع “الاقتصادية”

الخميس ٠٣ يوليو ٢٠١٤

ما أصعب أن يتحول مقال يتناول قضايا سياسية أو اقتصادية، إلى مقال فيه من العاطفة الشيء الكثير، ولكن هذا قدر قراء هذا المقال ــ أعانهم الله عليه. إنه المقال الأخير في صحيفة "الاقتصادية"، إثر تعييني رئيسا لتحرير صحيفة "الشرق الأوسط". إنه المقال الأخير في صحيفة تعلمت في دهاليزها أصول الصحافة. بدأت فيها صحافيا متعاونا بالقطعة، ثم عدت لسدة رئاسة تحريرها. ألا يحق لي بعد ذلك أن أحزن على مغادرتها؟! إذا كانت أسرتي الصغيرة كان لها الفضل الأول، بعد الله، في مآزرتي ومساندتي في مشواري منذ البداية، فلا يمكن أن أنسى زملائي في صحيفة "الاقتصادية"، هذا الفريق الذي حظيت به فكان هو الداعم الأول في تقديم عمل ساعدني كثيرا في انتقالي لوظيفتي الجديدة. زملائي كانوا فعلا فريقا حظيت بالعمل معهم خلال نحو ثلاث سنوات، ولا أخفي حزني لمغادرتي هذا الفريق الرائع، لكنهم لن يغادروني. أما قراء "الاقتصادية" فلا جدال أنهم كانوا الرقيب الأول والمشرف على عمل وأداء رئيس التحرير، يعاتبون، ويغضبون،…