الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤
لم تشهد الأروقة السياسية وحلقات الفكر والبحث، مثل ما تشهده اليوم حول موضوع بات يشكل واحدا من أهم المواضيع نظرا لتداعياته على المنطقة والمتمثل في التقارب الأميركي الإيراني. هذا الأمر لا شك ينعكس بصورة أكثر وضوحا على المشهد الخليجي، الأمر الذي يدفعنا لتناول أبعاد هذا الأمر، والذي يطرح بدوره الأسئلة التالية: هل نعد القادم تقاربا أم اتفاقا؟ هل من الممكن أن يحدث ذلك؟ هل يتوجب أن ينظر إلى أي تقارب بين أميركا وإيران على أن له تداعيات سلبية؟ هل توجد معطيات يمكن البناء عليها في قياس الإيجابيات والسلبيات لذلك التقارب؟ ما قراءتنا لمستقبل ذلك التقارب؟ يمكن اعتبار ما سيحدث بين أميركا وإيران على الأقل في المنظور القريب، نوعا من التقارب وليس اتفاقا. ولعل للبعض وجهة نظر مغايرة مستندا إلى حدوث نوع من التفاهمات بين أميركا وإيران في ملفات من قبيل الملف الأفغاني أو العراقي. وهو الأمر ذاته الذي يدفعنا لتأكيد صعوبة الوصول إلى اتفاق بينهما في المنظور القريب. فما حدث…
الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤
تحدثت هذه المقالة سابقاً عن الناتج الوطني للسعادة «Gross National Happiness»، الذي بدأ في «بوتان» في أوائل سبعينات القرن الماضي، وانتشر أخيراً في كثير من دول الغرب، بل وتفرغت معاهد ومراكز دراسات متخصصة لقياس مؤشر السعادة، وتصنيف الأمم بناء على هذا المعيار. ويقيس مؤشر السعادة أشياء غير نقدية مثل جودة البيئة، وثقافة المجتمع، ومستوى التعليم، وحتى كيفية استمتاع الناس بأوقات فراغهم، وهي مقاييس تتطلب قياساً غير نقدي، يقوم على المقابلة والتقصي، وسؤال الناس المعنيين بالقياس. وكان من أكبر المؤيدين لقياس هذا المؤشر مرشح الرئاسة الأميركي الشهير السيناتور روبرت كينيدي، الذي اغتيل في لوس آنجلوس في أوائل حزيران (يونيو) 1968، إذ اعترض على مؤشر الناتج المحلي الإجمالي GDP الذي يستخدمه الاقتصاديون، وفضل عليه ما يسمى بالناتج المحلي للسعادة. وقال كينيدي إن «الناتج المحلي لا يقيس صحة أطفالنا ولا جودة تعليمهم ولا أوقات فرحتهم حينما يلعبون، ولا جودة نظام القضاء، ولا متعة الشعر، ولا طول حياتنا الزوجية»، قبل أن يختم بقوله: «إنه…
الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤
هنالك حركات مقاومة إسلامية؛ توجه بنادقها وصواريخها، تجاه العدو الصهيوني؛ خارجة عن ما أقصده بالحركات الجهادية الإرهابية؛ على شاكلة القاعدة وتفرعاتها وأخواتها. حيث أعد بأن أي تنظيم عسكري، سواء جهادي أو غير جهادي يوجه بندقيته، خارج دائرة العدو الصهيوني هو تنظيم مشكوك في أمره ونواياه. وحتى أرى بأن أي، مقاومة ضد العدو الصهيوني؛ تأتي مفتعلة؛ وليست جزءا من استراتيجية شاملة، لردع اعتداءات العدو الصهيوني وهمجيته وغطرسته ضد شعبنا المقاوم في فلسطين المحتلة؛ وتحجيمه للوضع الذي يستحقه؛ داخلة ضمن حركات العبثية الجهادية. لا أحد ينكر، بأن الحركات الجهادية الإرهابية، القاعدة وتفرعاتها وأخواتها؛ لها قبول واسع عند كثير من الجماهير العربية والإسلامية؛ ولكن ليس هذا من قبيل ما تمنحه أو تعد به، من تقدم وتحضر وازدهار؛ ولكن من قبيل الإفلاس الحضاري والمدني والتقدمي، الذي تعيشه المنطقة العربية والإسلامية بشكل عام. المنطقة تعيش في فراغ حضاري، وحتى إنساني مريع؛ ناهيك عن العلمي والمدني والتقدمي. ولذلك أتت هذه الحركات الجهادية العبثية والإرهابية لتملأ جزءا…
صالح القلابكاتب أردني، وزير إعلام ووزير ثقافة ووزير دولة سابق في المملكة الأردنية الهاشمية
الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤
لا جدال في أن إيران تعاني، ومنذ فترة بعيدة، أزمات داخلية طاحنة بالفعل؛ فهناك الأوضاع الاقتصادية المتردية التي باتت تقترب من الانهيار، وهناك الصراع المتفجر والمحتدم بين أجنحة النظام المتعددة، وهناك توترات الأقليات القومية والدينية والمذهبية التي لجأ بعضها أخيرا إلى حمل السلاح. لكن وخلافا لما يراه البعض، فإن القيادة الممثلة بـ«الولي الفقيه» وكبار ضباط حراس الثورة، بدل العودة والتراجع والانكفاء إلى الداخل نجد أنها تواصل الهروب إلى الأمام وتصر على المزيد من تدخلها السافر، الذي يتخذ طابعا عسكريا، في الشؤون الداخلية للكثير من الدول العربية والإسلامية، البعيدة والقريبة. إن المفترض أن يبادر أي نظام عندما تتفاقم أزماته الداخلية إلى التخلي عن تطلعاته الخارجية وإلى الانكفاء على الذات وإعطاء الأولوية لمعالجة مشاكل شعبه، وخاصة ما يتعلق منها بلقمة الخبز والحريات العامة، لكن هذا إن هو ينطبق على أنظمة أخرى، فإنه لا ينطبق على هذا النظام الإيراني، الذي لجأ فور انتصار الثورة الخمينية في فبراير (شباط) عام 1979 إلى إشغال شعبه…
الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤
ثلاثة من بين "أربعة" غزوة شرورة هم من خريجي برنامج المناصحة. ما يقرب من ألفي شاب سعودي من بين ما يقال إنهم ثمانية آلاف قاعدي في اليمن. سورية والعراق بدواعشها وجبهات خذلانها ونصرتها تعج أيضا بالآلاف من أبنائنا الذين نكرر معهم ذات التجربة الأفغانية حذو القذة بالقذة. سيصبح من الكذبة الكبرى ومن خداع أنفسنا ألا نعترف بأن هذه الآلاف هم من ضحايا مدارسنا ومناهجنا ومعلمينا ومنابرنا وأساتذة جامعاتنا وكتابنا ووعاظنا ومخيماتنا المنتشرة بالآلاف تحت عناوين "الظاهر" التي لا نعرف منها إلا هذا الخراج الكبير من "الباطن". لا توجد في رؤوس جبالنا غابة، ولا توجد أيضا على أطراف صحاريها واحة مسؤولة عن تخريج هذه الكوادر الإرهابية. هؤلاء لم يهبطوا على شرورة "بالبراشوت"، ولم يسافروا إلى طالبان وداعش مثل أسراب الجراد أو رحلة طيور النورس بين المواسم. هؤلاء هم خريجو كل ما سكتنا عنه أو لم نستطع مواجهته، هم خريجو الخيمة والمحاضرة والفصل والكتاب، وهم خريجو عنتريات "تويتر" حتى أصبح اختراق العقل…
الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤
سألني صديق أسكتلندي قبل يومين، أين يمكن له أن يذهب في وقت فراغه؟ خاصة بعد أن ينهي ارتباطاته العملية، التي غالبا ما تكون في فترة العصر، قلت له إن رمضان هو شهر خاص في المملكة، إذ يختلف الجدول اليومي ويتحول الليل نهارا والنهار ليلا. فقال: ولكن هل هذا ينعكس كذلك فيما يتعلق بالأماكن السياحية في المدينة، أم أنه فقط شأن يتعلق بساعات الدوام الرسمية، فترددت قبل أن أجيب، لا لأني لا أملك الجواب، ولكن لأني لست على يقين في الكيفية التي بإمكاني أن أقدم له حقيقة أنه ليس لدينا واقعيا شيء يمكن أن يطلق عليه أماكن سياحية. فجل ما يعرف السعودي لقضاء وقت فراغه هو إما الأسواق أو الاستراحات أو المتنزهات، التي خصصت للعائلات ومن تنطبق عليهم مواصفات الفضيلة. في أي مدينة في العالم، ستجد عندما تصل إلى الفندق الذي ستسكن فيه زاوية مخصصة لمطويات تدلك على أين تذهب؟ وماذا تفعل لتتعرف على المدينة؟، فالجولات التعريفية متعددة، والمتاحف متنوعة تناسب…
الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤
هنالك أمر جليّ على الدول المحبة للسلام والاستقرار في العالم أن تلتفت إليه هو: وقف دعوات العنف في العالم، وهدم المنابر التي تحرّض على الكراهية ورفض الآخر، وإلا فإن هذه الدول ستنزلق إلى منزلق خطير يتلظى فيه أهلها وجيران أهلها. فحتى الآن لم يجد العالم حلاً للمشكلة في سوريا، وفي العراق، وفي فلسطين، وفي اليمن، وغيرها من البلدان التي انقلب عليها «ربيعها» حرائق مشتعلة. وكل هذه الشعوب عزيزة علينا، ومن حقها أن تعيش في أمن ورخاء. ولكن الأنظمة القائمة و«عذابات» التاريخ سرقت الخبز من أفواه بعضها، وسرقت النوم من عيون البعض الآخر! ولذلك سببان، الأول: الفساد الإداري والمالي الذي عمّ تلك الدول واستئثار النظام ومن حوله بمقدرات الشعوب، ما أربك الوضع الاقتصادي، وأحدث فجوة كبيرة بين أفراد المجتمع، فإما تكون «فوق»، وإما تكون «تحت». والسبب الثاني: عسكرة البلاد، وتركيز السلطة على متانة وقوة الأمن الداخلي، وهذا خلق ضغطاً في تلك البلدان و«غيّب» عقل الزعيم عن استحقاقات الحكم، وحق الشعوب في…
الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤
منذ أيام ردد الناس، وكتبت أقلام، وزعقت أصوات عبر فضائيات وإذاعات، ما خلاصته أن إسرائيل قررت شن ثالث حروبها على قطاع غزة بعد حربي نوفمبر 2008 وديسمبر 2012. لكن التاريخ يقول إن هذه خامس حروب الإسرائيليين على قطاع غزة. الأولى أكتوبر 1956 عشت لحظاتها صبيا، فذقت طعم الخوف، وعرفت إحساس الطمأنينة بين ذراعي الأم إذ تقرأ آية الكرسي، تريد دفع أزيز الطائرات وفحيح قنابل المدافع، طوال ليالي ونهارات ما عرف بحرب السويس. الثانية عشت تفاصيلها طالبا بجامعة القاهرة، وكنت منذ الساعات الأولى لصباح خامس يونيو 1967 كما ملايين العرب واثقا من نصر مبين، لكني اختلفت عنهم أجمعين، إذ كنت مستبشرا بعودة إلى مدينة غزة عبر حيفا، لا معبر رفح. لكن ذلك لم يحصل. ها أنذا أكتب هذه المقالة نهار عاشر رمضان، الذي توافق قبل واحد وأربعين عاما مع سادس أكتوبر 1973. ذلك اليوم الأغر، الذي يوافق في التقويم العبري «يوم كيبور»، فأُخِذَ فيه جيش «الدفاع» الإسرائيلي على حين غرة، ومع…
الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠١٤
اعتداء الوديعة ما هو إلا حدث من الأحداث التي تستهدف أمن الوطن وخلق حالة من قدح الشرر. ومن تابع تفاصيل الخبر سوف يعرف مباشرة أنها عملية بائسة منذ بدايتها؟ وطبيعة خلق الفوضى تعتمد على إشعال الحرائق الصغيرة هنا وهناك لإعطاء هالة إعلامية بحثا عن وهم الحضور.. ولن تكف تلك الهجمات عن عملها بحثا عن إشاعة قوة حضور الإرهاب والادعاء بأنهم قادرون على فعل أي شيء. ومع إعلان وزارة الداخلية أن مرتكبي الحادث الإجرامي هم من أبنائنا يزداد فينا الجزع، ويؤكد أن هناك فئة لم تزل على غيها بالرغم من تكشف حقائق مخططات تمزيق الأمة العربية وإسقاط دولها القائمة وإدخال شعوبها في حروب أهلية تمضي بهم نحو التمزق والتلاشي. ولم يفلح التطبيق الفعلي لذلك التمزق الحادث في دول الجوار لأن يكون عبرة لمثل هؤلاء الباحثين عن الوهم وهم يحملون أفكارا أثبتت السنوات الطويلة أنهم يسيرون في طريق مغلق، وفي سيرهم أضروا بدينهم وأوطانهم. كما أن إعلان وزارة الداخلية أوضح أن بعضهم…
الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠١٤
"داعش" لا تُشكل أي تهديد على الدولة السعودية؛ أمر مفروغ منه؛ هذا لا يعني أنني أقلل من حجم خطورة هؤلاء ممن يبحثون عن "الحور العين" في دماء الأبرياء!! إذ ليس لديهم شيء يخسرونه على أرض المعركة؛ فإما يقتلون الأبرياء أو يُقتلون معتقدين أنهم في جنة الخلد؛ ولكن - كما أشرت - لا يمثلون علينا أي تهديد؛ فلدينا رجالنا البواسل وإمكاناتنا العسكرية لحماية الحدود؛ وتاريخ السعودية خلال تعامله مع الإرهابيين في السنوات الماضية منذ 2001؛ وتحقيق الأمن في ظلّ دول محيطة لم تستطع لليوم مقاومة الإرهابيين منذ سنوات؛ كل هذا يؤكد ما تتمتع به السعودية من قدرة وإمكانات لمواجهة الإرهاب. لكن الخطورة الحقيقية التي يجب أخذها بعين الاعتبار تكمن في هؤلاء المنافقين في الداخل ممن يعيشون بيننا ويتعاطفون مع القاعدة وداعش والفصائل الإرهابية، ويؤمنون بفكرهم وحركتهم وما زالوا يجدونهم مجاهدين لا مجرمين؛ ربما يتفقون معهم ببعض الأهداف السياسية التي يبطنونها كحلمهم بعودة "الخلافة" المزعومة التي روج لها الإخوان المسلمون وما زال…
الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠١٤
من حيث لا يعلم الجهلة الإرهابيون الذين أحب أن استرجع دوماً تسمية داود الشريان لهم بأنهم «داشرين الحروب»، و«الداشر» في المحكية السعودية هو «الصايع الضايع»، من حيث لا يعلمون جاءت جريمتهم بنتائج إيجابية على مستوى التأثير النفسي والذهني للمجتمع السعودي. وعلى رغم فداحة الخسارة وعظمها في فقد رجال الأمن الأشاوس الأبطال، أسكنهم الله فسيح جناته وقبلهم مع الشهداء والصدّيقين في عليين، إلا أن جريمتهم الأخيرة أيقظت أحاسيس أمنية ونفسية عميقة هذه المرة، فلقد تجرأوا على شهر كريم، وفي يوم فاضل على دماء المسلمين. تصاعدت حدة الانتباه إلى رجال الأمن إجمالاً ورجال حرس الحدود على وجه الخصوص، وبدأ الناس يتبادلون صورهم صائمين محتسبين وهم على الثغور، ويوجهون رسائل لبعضهم بعضاً، تستشعر مرابطتهم وأهمية عملهم للبلاد والعباد، ثم تتذكر الأمن والأمان والرغد وأجهزة التكييف والفرش الناعمة، والأهم الاجتماع بالعائلة كل أذان مغرب وقبيل كل أذان فجر في شهر الرحمات والخيرات، شهر يؤذن المؤذن كل يوم فيه بالعفو والإحسان والمسامحة، لمن كانت قلوبهم…
إياد أبو شقراصحافي لبناني مقيم في لندن. حائز إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت وماجستير من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.
الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠١٤
تبدو منطقتنا العربية أشبه بحقل يابس الزرع أقدم أحدهم على إضرام النار فيه قبل أن يتنبه إلى أن الرياح تهب باتجاهه... وأنها ما إن تبدأ بالتهام الهشيم ستلاحقه ألسنة لهبها. لماذا يبس الزرع؟ لأسباب عدة، منها الإهمال والتواكل ونقص الرعاية والعناية بالأجيال الصاعدة. لهذا فنحن، في السواد الأعظم من دولنا، ندفع ثمنًا باهظًا لضياع أجيال من شبابنا دفعهم الإحباط من الإخفاق المتنوع إلى اليأس والشعور بالتهميش... فغدوا لقمة سائغة لتجار التطرّف والانغلاق. ولم تعالج حكوماتنا الفساد بل تعايشت معه عبر عقود، وسوّغته تحت شتى التسميات. فوجد شبابنا أنفسهم في حالة مفاضلة بين «أهون الشرين»، إما تقبّل الخضوع لما هو موجود على علاته، وإما النفور من كل شيء إلى اللاشيء. أنظمة التعليم خذلته بعدما قرّرت التخلي عن فكرة التخطيط الواقعي الذي يوائم بين حاجات سوق العمل والإمكانات المطلوبة واللازمة للمؤسسات التعليمية والتأهيلية، فتدنّت قيمة الشهادة الجامعية، وتحوّلت إلى مجرد ورقة لاستجداء وظيفة، فكثر «الجامعيون» المصطفون اصطفافًا في طوابير التوظيف.. لوظائف غير…