الإثنين ٢٣ يونيو ٢٠١٤
«الإخلاص والتفاني والعطاء والانتماء الحقيقي والولاء المطلق للقيادة»، بهذه العبارات لخص اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، نظرته للشاب والشابة الإماراتية. فمعانٍ من قبيل الولاء والانتماء هي معانٍ متجذرة لدى المواطن الإماراتي، وتأتي الخدمة الوطنية بدورها لتكون رافداً لتعزيز تلك المفاهيم وكشف زوايا أخرى لها تصب في نهاية المطاف في مصلحة الوطن والمواطن الإماراتي. لقد تشرفت في الأسبوع المنصرم بإدارة الجلسة الأولى لندوة الخدمة الوطنية وتعزيز الهوية، والتي أصبحت، أي الخدمة الوطنية، محط اهتمام الرأي العام الإماراتي وحديث المجالس والأسر الإماراتية التي نستقي منها العبر في تلاحم الشعب مع قيادته. كان معي في الجلسة كل من اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون، وكذلك الدكتورة أمل القبيسي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم. وفي الورقة التي قدمها رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية تتكشف لدينا الجوانب الاستراتيجية للخدمة الوطنية، والمتمثلة في استثمار طاقات الشباب الإماراتي وتنميتها وتطويرها، بحيث لا…
د. السيد ولد أباهكاتب وأستاذ جامعي موريتاني، له كتب ودراسات عديدة منشورة في ميادين الفلسفة المعاصرة وإشكالات التحول الديمقراطي.
الإثنين ٢٣ يونيو ٢٠١٤
لم يجد الرئيس الأميركي باراك أوباما ردة فعل مناسبة على الزلزال العراقي الأخير سوى إسداء النصيحة للأطراف السياسية العراقية بالتحاور والتشارك في الحكم، وإرسال عدد محدود من المستشارين العسكريين لمساعدة حكومة بغداد على وقف تقدم متمردي «داعش» وحلفائهم الذين أصبحوا على أبواب العاصمة بغداد. الموقف الأميركي البارد يعبر عن مأزق دبلوماسي حاد إزاء أحد أهم الملفات الدولية الذي استأثر باهتمام واشنطن منذ حرب، 2003 التي شنت لهدفين هما: الحرب الاستباقية ضد الإرهاب، وتصدير الديمقراطية الليبرالية. وكانت النتيجة مزيداً من الإرهاب والعنف والاستبداد والإقصاء والتمييز الطائفي. المفارقة الكبرى أن الإدارة الأميركية وجدت نفسها في وضع يفرض عليها التنسيق مع إيران التي سلمتها مفاتيح البيت العراقي، بحيث تحولت الورقة العراقية إلى ورقة رابحة في المسار التفاوضي المستمر حول الملف النووي الإيراني. في هذا السياق، نحيل إلى التحليل المركز الذي قدمه الباحث السياسي الأميركي المرموق والنافذ «والي نصر»، وهو من أصل إيراني، في كتابه الأخير «الأمة التي يمكن الاستغناء عنها» the dispensable nation…
الأحد ٢٢ يونيو ٢٠١٤
كنت في شبابي كثيراً ما أقف متأملاً عند مقبرة ملاصقة لمزرعةٍ لجدي، قيل إن أكثر من فيها هم آباؤنا وأجدادنا من الذين سُفكت دماؤهم فيها على أيدي جنود إبراهيم باشا أثناء حصار الدرعية وبعد سقوطها وتدميرها. فلطالما تساءلت: لماذا سقطت الدولة السعودية الأولى وقد كانت على ما كانت عليه من العقيدة الصافية، وتحكيم الشريعة، وإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحداثة العهد؟ فقد كانت الدولة السعودية الأولى عند سقوطها في أوج شبابها وقوتها، لم يدركها بعد هرم الدول والممالك. فكيف تسقط دولة فتية شابة قد تعهد الله بنصرها {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}. دولة قد وفت بعهد الله عندما مُكنت في الأرض، {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ}. فقيل لي: إنهم قد بدلوا وحرفوا في الالتزام بدعوة الشيخ، وتهاونوا في العبادات، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأسرفوا على أنفسهم في شهوات الدنيا وملذاتها. وأنا من أعرف الناس الأحياء اليوم بهم، فلطالما عشت…
الأحد ٢٢ يونيو ٢٠١٤
عندما بدأت الثورة السورية كانت تقديرات الكثيرين أنها لن يحول عليها الحول؛ إما أن يقمعها النظام مبكرا فيخمدها، أو تنتشر وتقضي على النظام. بدايتها كانت بسيطة، اعتقال بضعة أطفال في مدينة درعا، كتبوا على جدران الحي ضد النظام في 26 فبراير (شباط). وسريعا ما اتسع حريقها لتشتعل مظاهرات الاحتجاج وتنتقل إلى دمشق، وحمص، وحماه، وكل شبر في سوريا. عمليا نجح الرئيس بشار الأسد في أن يرتهن البلاد، وورط الجميع في حرب نيابة عنه. وكذلك الأزمة في العراق، بدأت في الرمادي، وسريعا ما وصلت إلى الموصل، ولا تزال في بدايتها. أطرافها معدودة ومطالبها محدودة: سنة محتجون من عشائر وعسكريين سابقين، يستغل ثورتهم تنظيم «داعش» الإرهابي. فإن طالت الاحتجاجات والمواجهات لأشهر أخرى، فإنها مع الوقت ستتعقد وتكبر، وسيشارك فيها طباخون أجانب كثر، ويصبح من الصعب التنبؤ في أي اتجاه ومتى ستحسم. لهذا، إن لم يستطع اللاعبون الأساسيون اليوم محاصرتها فسيجدون أنفسهم غدا رقما صغيرا على الطاولة. رئيس وزراء العراق نوري المالكي راغب…
الأحد ٢٢ يونيو ٢٠١٤
مهما قيل عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، فقد أصاب نجاحاً كبيراً في تحقيق ثلاثة أمور لم تكن مطروحة من قبل، أولها وأقلها أهمية أنه قضى على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رجل طهران وواشنطن في الوقت نفسه. الآن بات خروج المالكي على رغم أنه الفائز الأكبر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، شرطاً لإخراج العراق من مأزقه الحالي، إن كان هناك ثمة مخرج، وربما أن هذا ما أفقد المالكي رشده ودفعه للإفصاح عن رؤية طائفية للأحداث وللمكون الآخر من الشعب الذي يفترض أنه يمثله في البرلمان والحكومة، إذ ألقى خطاباً أخذ به العراقيين إلى أكثر من 1400 عام إلى الوراء، معلناً أن ما يحدث الآن استمرار لما كان يحدث، وأنه «مواجهة بين أنصار يزيد وأنصار الحسين». وتساءل البعض إن كان المالكي يتكلم هنا باعتباره رئيساً لحكومة وطنية، أم رئيساً لحسينية في النجف؟ الأمر الثاني أن «داعش» أرغم الرئيس الأميركي على مراجعة موقفه الراسخ بعدم التدخل في أحداث…
الأحد ٢٢ يونيو ٢٠١٤
سعدت قبل فترة بزيارة "المصفق"، والمصفق الذي أقصده هنا ليس قرية المصفق، التي تقع في محافظة "صامطة"، التابعة لإمارة منطقة "جازان"، إنما أقصد مركز تنمية الأعمال لخدمة قطاع الأعمال والمستثمرين في جدة، الذي يتبع الغرفة التجارية الصناعية بجدة. المركز واحد من تسعة مراكز، ويقدم الاستشارات المالية والاقتصادية، ويساعد في إعداد دراسات الجدوى، والبحث عن التمويل المناسب من خلال الصناديق الحكومية، والقروض المختلفة، كما يساعد في التحفيز لإنشاء كيانات اقتصادية جديدة، وشراكات مختلفة. المركز الملقب بـ"المصفق" وكبداية مغرية أحيا في النفس الاستخدامات اللغوية للمفردة العربية، فالمَصْفَقُ لغويا: اسم مكان من صفَقَ، أي مكان عقد الصفقات، ويسمونه في عالم اليوم "البورصة".. لفت نظري أن رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة الأستاذ صالح عبدالله كامل ترك الدوام في مكتبه في الغرفة، وأصبح لا يداوم إلا في "المصفق"، يريد كما ذكر لي أن يصحح ما حصل من أخطاء في مسيرته المالية.. مركز المصفق وكما رأيت لديه ثلاث خدمات أساسية، الأولى خدمة التسويق للفرص الاستثمارية،…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٢٢ يونيو ٢٠١٤
امتلأت شاشات التلفزة على امتداد الأرض بمشاهد عن سقوط مدينة الموصل وما تبعها من انهيار مفاجئ وغير مفهوم – للعامة على الأقل – لقوات الجيش العراقي، ثم سمعنا عن كميات الأسلحة التي استولى عليها أفراد (الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش)، ومئات الملايين من الدولارات التي نهبوها من بنوك ثاني أكبر مدن العراق وأعمال الترويع والإذلال التي مارسوها. وفي المقابل يدور جدل في أوساط يشارك فيه الكل عن الجهة التي تتحمل مسؤولية هذا التحول السريع في موازين القوى على الأرض، ويلقي كل فريق الاتهام إلى الخصوم وتكثر التحليلات وتتزايد أعداد الباحثين عن تصيد الحدث لتحويل الأنظار إلى جهات لا ينتمون إلى تياراتها الفكرية والسياسية والمذهبية. الشخص الوحيد الذي يتفق الجميع على توجيه أصابع الاتهام إليه وإلقاء المسؤولية على عاتقه هو رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي الذي يدرك الجميع أن محركه المذهبي كان العامل الحاسم في انهيار الأوضاع الأمنية وتزايد القطيعة بين أبناء العراق وارتفاع النبرة المذهبية وتعميق جروحاتها…
الأحد ٢٢ يونيو ٢٠١٤
أعرف سعوديين شبابا لا يمكن لهم أن يخرجوا عند باب منزلهم بثوب النوم حتى لو كان طارق الباب صديقا حميما أو قريبا أو حتى سائق الجيران، وحتى لو كان ظهورهم لن يستغرق وقتا أكثر من استلام مفتاح سيارة مثلا، إذ يظن هؤلاء أنه ليس من الذوق مقابلة الناس، بمثل هكذا مظهر، ولعل كثيرين وأنا واحد منهم نتذكر أنه منذ سنين طويلة ناقش الإعلام وناقش كثيرون منا ظاهرة ذهاب البعض إلى المساجد بثوب النوم والتي استشرت حتى بات بعض العرب المقيمين يقلدون السعوديين فيها، ورغم قدم هذه الظاهرة ورغم التنبيه إليها مبكرا والتذكير بقول الله سبحانه وتعالى "خذوا زينتكم عند كل مسجد.." إلا أن شيئا من التغيير تجاه هذه الظاهرة لم يحدث، وظل الوضع كما هو، حتى بتنا في السنوات الأخيرة نشاهد هؤلاء المغرمين بثياب النوم ينقلون عادتهم هذه إلى الخارج، فتراهم بثياب النوم في المجمعات التجارية، وفي الشوارع وفي أماكن التبضع بشكل عام دون أي خجل منهم، ودون مبالاة بنظرات…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٢١ يونيو ٢٠١٤
هل اطلعت أخيراً على خريطة سايكس بيكو الأصلية؟ إنها تضم الموصل إلى سورية الكبرى، وهو ما يحصل حالياً، فهل هو إعادة الأمور إلى نصابها وعودة الأصل إلى الفرع والفرع إلى الأصل؟ هل تذكرون من قال ذلك أول مرة؟ لماذا كانت «المسوّدة» الأولى للخريطة هكذا قبل أن تعدل من مراجع السيدين سايكس وبيكو في لندن وباريس، إلى الحدود الحالية بين سورية والعراق؟ نحتاج مؤرخاً كي يجيب على ذلك، ولكن الدارس البسيط للتاريخ يتذكر أنه ما قامت دولة إسلامية في الموصل إلا وامتدت إلى حلب فبقية الشام، حصل هذا مع الدولة الحمدانية، وبعدها دولة آل زنكي، إذاً الموصل هي الامتداد الطبيعي للشام، والعكس صحيح؟ يبدو ذلك تمريناً ممتعاً في حصة تاريخ، ولكنه في عالم سياسة اليوم كابوس للمنطقة، فالدولة التي نتحدث عنها هي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التي اتفق على تسميتها «داعش»، وأعتقد أنه حان الوقت أن نعطي القوم الاحترام الذي يليق بهم بعد الانتصارات التي حققوها الأسبوع الماضي وفرضوا أمرهم…
السبت ٢١ يونيو ٢٠١٤
في نظرة استعاديّة تهتدي بما يعيشه العراق وسوريّة اليوم، يبدو حزب البعث أقرب إلى صاحب وعي مُستأجَر. فقد استأجرته في العقود الماضية، حين ظُنّ أنّنا في عصر الوطنيّة والحداثة، فئاتٌ وطوائف معيّنة كانت بحاجة إليه. وها هي اليوم، مع انقشاع الخديعة بذاك العصر، تستردّ نفسها منه وتتقدّم من العالم صريحة عارية من كلّ تزويق. إنّها، الآن، طوائف ومناطق فحسب. فقطاعاتٌ ضيّقة من شيعة العراق وأبناء عائلات دينيّة وأريستوقراطيّة أقبلوا على البعث في الخمسينات والستينات، واجدين فيه أداة تعالٍ على شيعيّة الإيرانيّين، بذريعة أنّ الإسلام عربيّ، وأداة صدّ لتوسّع الحزب الشيوعيّ في الوسط والجنوب. وهذه مسألة بُتّت لاحقاً ولم يعد ثمّة ما يستدعيها: فمنذ ثورة الخميني، صار المطلوب شيعيّاً التماثلُ مع الشيعيّة الإيرانيّة، لا التباهي عليها، فيما الشيوعيّون لم يعودوا طرفاً يتوسّع ويهدّد سواه. وهذا فضلاً عن أنّ اصطباغ البعثيّة الحاكمة بالجيش، وهو تقليديّاً سنّيّ القيادة، بدأ، منذ 1963، يُخرج شيعة البعث من البعث. وبدوره، بات الأمر محنة أصابت البعثيّين الشيعة…
السبت ٢١ يونيو ٢٠١٤
يعلم الإخوة الفضلاء الكرام من كوادر تحرير الزميلة صحيفة "سبق" الإلكترونية ما أكنه لهم من اعتداد ومودة، مثلما يعلم الجميع أن هذه الصحيفة بالتحديد كانت نواة الانتشار، وبذرة ولادة الصحافة الإلكترونية الحقيقية. وجمل المصارحة والمكاشفة مع إخوتي هناك تبدأ بتحذيرهم من خطورة الوعي المجتمعي لعواقب التسرع في نشر أخبار يثبت فيما بعد أن "السبق" رديف لغوي للعجلة. قبل عامين أو أكثر، سارعت صحيفة "سبق" بنشر خبر عن انتحار طالب جامعي بجامعة الملك خالد، بعيد وفاته مباشرة بعشرين دقيقة، ثم سحبت الخبر من موقعها بعد سبع دقائق، ولكن "العجلة" كلفتها مرافعة قانونية دفعت لها ثمنا باهظا، وهم يعرفون كل التفاصيل، التي بقي منها ذلك الجرح الغائر لأهل شاب فتحوا قلبه في حياته ثلاث مرات تحت مبضع الرحمة. قبل عام أيضا نشرت نفس الصحيفة قصة "جدِّ" سعودي ثمانيني قالت إنه اغتصب شابة في مونتريال، بينما كان يحمي أطفاله من عبث مراهقة في ذات المسبح كما أكدت إدارة الفندق، وبشهادة البوليس الكندي، فأين…
السبت ٢١ يونيو ٢٠١٤
لا أحب متابعة الأخبار لأنها في عُرف البشر اليوم كل ما تعلّق بالموت والتفجير والغرق والخسارة، وغيرها من مُثبطات العزائم، ومُبيدات الهِمَم. ولكن، لا يمكن لمن يعيش في الشرق الأوسط إلا أن يتابع بقلق وترقب ما يدور حوله. فما يحدث في مناطق التوتر كالعراق وسوريا وغيرهما مخيف وصادم على كل الأصعدة، ومن يعتقد أنه بمعزل عن تأثيرات هذه الأحداث فهو مخطئ، سواء كان طالباً في الجامعة، أو مُخرجاً في التلفزيون، أو موظفاً في شركة إلكترونية. والدليل على ذلك ما أفرزته حروب الثمانينات، بين إيران والعراق، وبين أفغانستان وروسيا. فما نعانيه اليوم من تطرف وتشدد وإرهاب كانت إفرازات لتلك المرحلة التي ظهرت فيها ما عُرِفت بـ «الصحوة الإسلامية» التي كانت في جزء كبير منها - ردة فعلٍ سُنيّة تجاه بروز إيران الشيعية، ومصنعاً لتعبئة «المجاهدين» في أفغانستان لخوض حربٍ بالنيابة عن الولايات المتحدة ضد روسيا. لكن المتغيرات اليوم أكثر خطورة مما كانت ومما نظن، فدول الخليج كانت أكثر تقارباً حينها، ومجلس…