الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤
أمن الخليج العربي، الوطني والإقليمي، هو القضيّة المحوريّة التي تتداعى إليها نُخبة من المسؤولين والأكاديميين والمفكرين الخليجيين في ملتقى حيوي نظمه «مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة» (دراسات) بمملكة البحرين، يومي 23 و24 من شهر أبريل المنصرم. هذا المركز النشط، له اهتمام خاص برفع وعي الخليجيين حيال الحاجة إلى بلورة مفهوم استراتيجي، جديد وشامل، للأمن الخليجي، يعتمد على الخليجيين أنفسهم، وله قوّة الردع والموازنة. وقد سبق للمركز أن عقد المؤتمر الأول عن الأمن الوطني والأمن الإقليمي قبل عامين في فبراير 2012، وكان له أصداء واسعة في الساحة الخليجية. رئيس مجلس أمناء المركز الدكتور محمد عبد الغفار، وهو مستشار جلالة ملك البحرين للشؤون الدبلوماسية، مفكر وباحث في مجال الأمن الاستراتيجي، وله كتابات متميّزة في هذا الشأن، افتتح المؤتمر بكلمة لخّص فيها أبرز عوامل التغير الضاغطة. العامل الأول: إن «التحولات الكبرى» التي تشهدها المنطقة، تغير في «التحالفات الكبرى» للخليج بحلفائه التاريخيين، شئنا أم أبينا. العامل الثاني: إن تغير تلك «التحالفات» يتطلّب من…
الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤
تدور في الساحة الداخلية الإماراتية (المجتمع الحقيقي والافتراضي) أسئلة كثيرة حول الأهداف الحقيقية لحالتي الاعتداء ضد الأسرتين الإماراتيتين في العاصمة البريطانية لندن. الفضول يقتل الناس لمعرفة من المستفيد من الاعتداءين، أو من الذي يقف وراءهما، بل يصل الأمر أحياناً إلى الاستفهام عما إذا كان هناك استهداف للإماراتيين، أم أن الأمر محض مصادفة، على اعتبار أن الجريمتين تُعتبران سابقة فيما يخص الإماراتيين، وعلى اعتبار أنهما وقعتا في مدة زمنية قصيرة وفي مكان واحد، هو فندق كمبرلاند الذي لا يبعد كثيراً عن بادينجتون، وكذلك لأن طريقة تنفيذ الجريمتين تقريباً كانت متشابهة، على الأقل من حيث الأدوات التي كان يحملها المجرمون، وهي المطارق والسكاكين. تبدو أسئلة الرأي العام الإماراتي وقلقه طبيعيين في ظل مجموعة من الاعتبارات. أول تلك الاعتبارات: هناك إدراك إماراتي لقدرات الشرطة البريطانية «اسكتلنديارد» في القبض على المجرمين والكشف عن تفاصيل أي قضية وفي زمن قياسي، وهم يستندون في هذا الإدراك إلى حادثة تفجير محطة القطارات في لندن عام 2005، وهي…
الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤
طلب النجاة البدائي الغريزي فقط هو ما يجعل الكائن الحي يتراجع مذعورا إلى الخلف عند استشعار الخطر. ليس في هذا التراجع محاولة انتصار، بقدر ما فيه من محاولة المقاومة مؤقتا من داخل الأسوار. إذا كان مفهوم الهجوم إلى الأمام هو أفضل وسيلة للدفاع عند الأمم اليقضة المتحفزة، فإن التراجع إلى الخلف هو الوسيلة المفضلة للدفاع عند الأمم المتبلدة. التبليد هنا لا يحصل بالأعشاب المخدرة والعقاقير وإنما باجترار مجد مضى زمنه ولا يمكن استرجاعه بالوسائل القديمة. إنه تخدير معنوي يشبه الإقناع بنجاعة الرمح والسيف ضد الصاروخ والقذيفة، أو بكفاية السلاح الذي يشترى من السوق العالمي لمقاومة صانعيه، وهم لا يبيعون للآخر سوى ما تقادم في المخازن واستبدلوه بما هو أحدث منه. محاولات استرجاع بيت المقدس وبلاد الشام من الصليبيين كلف أهل المنطقة مائتي سنة من الرضوخ والإذلال الديني والتاريخي ومئات الألوف من القتلى والسبايا، بالإضافة إلى الثروات المنهوبة. شجاعة وصبر صلاح الدين، مضافة إلى صراعات الغزاة الصليبيين في ممالكهم الأصلية حسمت…
الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤
استطاعت وزارة الاقتصاد، ودائرة التنمية الاقتصادية في دبي، ضبط الأسواق بطريقة مميزة، لا ندعي أنهما فعلتا كل شيء، لكنهما استطاعتا وبشكل واضح الوقوف إلى جانب المستهلك في قضايا كثيرة، واستطاعتا ترسيخ ثقافة حماية المستهلك، دون الإضرار بالشركات والاقتصاد، كما أنهما استطاعتا فرض هيبتهما على السوق، فلم يعد التجار أحراراً في التصرف كيف يشاؤون في الأسعار، والقوانين، والضغط على المستهلكين، وتالياً وجد المستهلك أبواباً مفتوحة عدة، وواضحة لإيصال صوته، إن شعر بالظلم، أو أراد رفع شكوى على أي محل تجاري أو شركة، صغيرة كانت أو كبيرة، وعلى الفور تتحرك الفرق، ولا تهمل الشكوى، وفي معظم الأحيان، إن لم يكن جميعها، يعود الحق إلى أصحابه. تجربة مميزة ليتها تصل إلى القطاع العقاري، فهو مملوء بالشكاوى، والظلم أحياناً، وفيه كثير من التجاوزات، وعلى الرغم من وجود العديد من الجهات المعنية بتنظيم هذا القطاع، إلا أنها غالباً لا تستطيع التدخل لحل هذه المشكلات، أما أسباب ذلك فهي كثيرة! بداية لابد أن نقرّ ونعترف بأن…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤
اشتهرت في الخطاب العربي مقولة: «مسك العصا من الوسط». وكانت في الغالب تقال على سبيل امتداح المهارة الديبلوماسية لشخصٍ ما من خلال موقفه الوسطي بين رأيين متنافرين أو طرفين متخاصمين، لكنها أحياناً تقال لذم الشخص ذاته على موقفه الضعيف من الانحياز مع الحق، أو المتخاذل في انحيازه مع الباطل، أو الانتهازي في موقفه المبني على منفعته لا على أخلاقياته. يكثر امتداح مسك العصا من الوسط في أوقات الهدوء والسلام والخصومات الخفيفة، بينما يكثر ذم ذلك في وقت الأزمات والتوترات، وفي نقاشات الأجواء المشحونة واحتقان العلاقات. في الأجواء الملوثة بالتوتر والدسائس لا أحد يريد منك أن تمسك العصا من الوسط، فكل طرف يريدك أن تمسك العصا من طرفه هو، لتضرب بطرفها الآخر خصيمه. لا أحد يريد منك في المناخ المشحون أن تلعب دور الحكيم أو الوسيط أو المتعالي عن الإسهام بوضع وقود إضافي لنار الخصام المشتعلة ! للإنصاف، فالذين لا يريدون منك مسك العصا من الوسط ليسوا سواسية، بل هم نوعان:…
الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤
كان هذا هو السبب الوحيد الذي وجده أحد الظرفاء حين سئل عن أسباب الطلاق قائلاً: «لأن هناك زواجاً هناك طلاق»! ربما أراد أن يقول إن الفراق هو نتيجة أو احتمال لعلاقة بين اثنين. لكن ما لا يعرفه صاحبنا هذا هو أن نسبة الطلاق المرتفعة هذه الأيام هي ظاهرة حضرية بامتياز، أي مرتبطة بالمدينة، والسبب أن هناك عدداً من المتغيرات التي تواجهها الأسر في المجتمعات الحضرية، إذ ترتفع نسبة التعليم وتنال المرأة نسبة وفيرة من الحقوق والمسؤوليات تكاد تعادل الرجل، مع مفاهيم ثقافية تختلف عن المفاهيم التقليدية التي تعلي من شأن الذكر وتقلل من شأن الأنثى. السعودية اليوم تواجه أزمة حقيقية في معدلات الطلاق والعنوسة مجتمعين، بمعنى أن هناك نساء يمتنعن عن الزواج أو يتعذر عليهن العثور على شريك يوافق معاييرهن الجديدة فتصبح فرص زواجهن أقل، أما النوع الآخر فهن اللاتي توفرت لديهن فرصة الزواج لكنهن رفضن الاستمرار في هذه العلاقة التي لم يجدن فيها الرضا الكافي فحدث الطلاق. المرأة غالباً…
الثلاثاء ٠٦ مايو ٢٠١٤
لا يعقل أن تتوجه جميع الشركات العقارية في الإمارات إلى سوق المباني والشقق الفاخرة، في حين أن معظم القاطنين هنا هم من الفئات المتوسطة وما دون المتوسطة، وعليهم تقوم قطاعات اقتصادية عديدة ومختلفة، سواء من حيث الاعتماد عليهم كمشغلين لهذه القطاعات، أو مستهلكين ومستخدمين لها، ولا يعقل أن يكون تركيز الشركات العقارية منصباً على إيجاد فرص عقارية للاستثمار والترفيه للأثرياء ورجال الأعمال، بهدف تحقيق أعلى مستويات الربح، ونترك الشريحة العظمى تواجه مصيراً في غاية السوء مع ملاك ومؤجرين وشركات وساطة عقارية لا ترحم أيضاً! هناك خلل في المعادلة العقارية، أدى إلى وجود فوضى سعرية وصلت إلى حدّ جنوني، وهي مازالت تصيب شرائح كثيرة من المواطنين والمقيمين، العرب والأجانب، بالقلق وعدم الاستقرار، ما يعني انعكاساً سلبياً للغاية على مجتمع بأسره، وهذا يجب ألا يستمر، فتحقيق وخلق توازن في سوق العقار، أصبح أولوية وضرورة ملحّة ينبغي على الجهات الحكومية التفكير فيها، والعمل على تحقيقها بسرعة، قبل أن تتفاقم الأمور بشكل أسوأ من…
الثلاثاء ٠٦ مايو ٢٠١٤
أحمد الجربا، رئيس السوريين البديل لبشار الأسد، يزور واشنطن في محاولة جديدة للحصول على صواريخ مضادة للطائرات، السلاح الذي أخرج السوفيات من أفغانستان، وتسبب حرمان الثوار السوريين منه في إبقاء الأسد في دمشق. لا أدري كيف سيقنع الجربا الرؤوس الحجرية في البيت الأبيض بأن تسمح لهم بالحصول عليها. والجربا لا يريدها مجانا، ولا يطلب من الأميركيين بيعها له، بل السماح للأطراف التي تملكها ببيعها أو إهدائها للجيش السوري الحر. ولا توجد دلائل على أن البيت الأبيض مستعد لتغيير موقفه رغم ضخامة المأساة، ورغم استمرار نظام الأسد في استخدام طائراته يوميا في قصف المدن والقرى دون تمييز، رغم وجود تحذير من مجلس الأمن للنظام بعدم استخدام سلاح البراميل المتفجرة التي تستهدف غالبا المناطق المدنية. ونتيجة عدم وجود مضادات ضد سلاح الجو، بقي الفضاء السوري حرا، حيث تقوم الطائرات يوميا بغاراتها دون رادع. القوة الجوية هي مصدر بقاء النظام، بعد أن أصبحت قواته على الأرض متهالكة، ويعتمد بشكل أساسي على ميليشيات إيرانية…
الثلاثاء ٠٦ مايو ٢٠١٤
المعارضة في الدول الديموقراطية، التي يطلق عليها في معظم الأحيان حكومة الظل تهتم بكل شؤون بلادها وتراقب السلطة والحزب الحاكم، وهي عملية سياسية متعارف عليها، وتسعي المعارضة دائماً إلى الوصول إلى الحكم من خلال برامجها السياسية ومن خلال الأنظمة والتشريعات التي نصت عليها دساتير تلك الدول المتقدمة ديموقراطياً. في عالمنا العربي نجد دائماً التخوين للمعارضة والمعارِض السياسي، وقد يكون ذلك بسبب عدم نضج التنمية السياسية في عالمنا العربي، فالمعارضة لدينا، ولاسيما بشقها الإسلامي السياسي مثلاً تطمح للوصول إلى الحكم، وهذا حق مشروع لها، ولكن الاختلاف معها أنها تريد أسلمة المجتمع، بحسب ما تراه كما حدث في مصر مثلاً عند وصول «الإخوان المسلمون» للسلطة، والسؤال: هل هذا يعتبر حقاً لمن يصل إلى الحكم في دولنا؟ العائق هو أن معظم دولنا، التي تدعي العلمانية لا تطبق منها إلا الاسم فقط، إذ ليس فيها دساتير متفق عليها من غالبية شعوبها، وهذا يجعل هذه الدول حقل تجارب، ويخلق صراعات وحروباً في داخلها. فنحن نتذكر…
سطام المقرنخبير، قطاع الرقابة على الأداء الحكومي ومدرب في ديوان المراقبة العامة والأمانة العامة لدول الخليج والمجموعة العربية لأجهزة الرقابة العليا (آربوساي).
- مدرب مشارك في الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين وعضو في لجنة تطوير النظام المحاسبي في المملكة ، لدي العديد من البحوث والدراسات المنشورة في مجال المحاسبة والرقابة.
الثلاثاء ٠٦ مايو ٢٠١٤
العلاج بالأدوية الشعبية أو ما يسمى بالأعشاب الطبيعية ظاهرة انتشرت بشكل كبير جدا في الآونة الأخيرة، كما ظهرت العديد من الكتب التي تحمل هذه العناوين وتدعم تلك الممارسات للأسف الشديد. ويقول المدافعون إن الحديث عن مخاطر هذه الأدوية وما قد تسببه من آثار سلبية بصحة الإنسان لأنها "تهدد مصالح شركات الأدوية والأطباء والصيادلة، ولهذا كانت هناك حملات شديدة وواسعة لتشويه العاملين في هذا المجال والداعين إليه، والتشكيك في جدواه وفاعليته". وليس هذا فحسب، بل يرون أن التشكيك في هذه الأدوية والخلطات، تشكيك في "الطب النبوي"، و تشكيك في السنة النبوية من قبل أناس غير متخصصين وجهال!، ومن ثم تشكيك في الدين نفسه، كما يحاولون الربط بين هذه الأدوية وما يسمى بـ"الطب البديل"، ويسردون الأبحاث العلمية والطبية التي تثبت فعالية أدويتهم!. والمشكلة أن القائمين على هذه العلاجات ليسوا متخصصين في مجال الطب ولا في علوم الصيدلة، ولا حتى في الطب البديل، كما أنهم لم يجروا أية أبحاث علمية ومخبرية مستفيضة على…
الثلاثاء ٠٦ مايو ٢٠١٤
انشغل الرأي العام في ولاية كاليفورنيا منذ (منتصف إبريل) بقضية (البجعة البنية) التي تعرضت لجروح غائرة في الرقبة من قبل مجهول حاول الاعتداء عليها وصيدها؟!. البجعة واسمها (بينك) وفقاً للطوق الموضوع حول ساقها، عثر عليها وهي تنزف في مدينة (لونغ بيتش)، وتم علاجها في مركز للطيور بـ(لوس أنجليس)، وقد جن جنون منظمات إنقاذ الطيور، لهذا الاعتداء الآثم على البجعة، وتم رصد مبلغ 10 آلاف دولار مكافأة، لمن يدلي بمعلومات عن (شخصية) المُجرم!. منظمات دولية عديدة انضمت للحدث، وشكّلت فرقًا للتوعية، وأخرى للترقب وتعقب المعتدي لينال جزاءه وعقابه، وأنا أقرأ الخبر وأتابع تفاصيله، حز في خاطري منظر (ضبان الصمان)، وهي تتعرض لمجزرة دموية عنيفة، دون أن يهب أحد لمساندتها بشكل عملي وجاد، فلا تكفي بيانات (الحياة الفطرية)، ولا يكفي التعليق ومجرد الحديث، أين الخطوات العملية لمعاقبة المعتدين ومحاسبتهم؟!. هل نحن بحاجة لمنظمة سعودية (لحماية الضبان) بعد جرائم الصيد الجائر هذه؟!. ما ألمني أكثر أنه بمجرد كتابتي لمقال (انقذوا الضبان) الأربعاء الماضي…
الثلاثاء ٠٦ مايو ٢٠١٤
بلادنا ليست جزيرة معزولة عن العالم وصراعاته. مجتمعنا مثل كل مجتمعات العالم، لا يخلو من جماعات تستثمر النزاعات الأهلية كي تعزز نفوذها الاجتماعي. يعتقد الكثير من الشخصيات العامة في المملكة أن النصح والتوعية علاج ناجع لحالة التنازع والفرقة، لا سيما تلك التي تتلبس عباءة الدين. وقام بعضهم مشكورين ببذل المستطاع في دعوة الناس إلى الإخاء وتعزيز المشتركات بين أبناء الوطن. تجربة الحوار الوطني كشفت أيضا عن إمكانات كبيرة لتجاوز دواعي الخصام. لكنا نعلم أن هذه الجهود الخيرة لم تحقق الثمار المرجوة. لم ننجح كما لم ينجح غيرنا في البلدان الأخرى. الكويتيون مثلا اقتنعوا بضرورة إقرار "قانون حماية الوحدة الوطنية" الذي ينظم التعامل مع تجار الكراهية. تجربة بريطانيا انتهت بصدور قانون المساواة العرقية وإنشاء هيئة تتولى تطبيقه، حددت مهمتها بدمج الأطياف الاجتماعية ومعالجة ظواهر ومسببات الانقسام الاجتماعي. نحن في حاجة إلى تفعيل الإمكانات القانونية المتوافرة لدينا. وأشير خصوصا إلى المادة 12 من النظام الأساسي للحكم التي تنص على أن "تعزيز الوحدة…